الإيمانُ بالله تعالى: أن تُقِرَّ بوجوده ووحدانيَّته وقيُّوميَّته وعظمته، وهذا -إذا فقهتَ معناه- حريٌّ بأن يملأ أقطارَ نفسِك بالخوف منه جلّ جلاله!{وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ}

تكرار العمرة في سفرة واحدة  للعلماء فيه عدة أقوال: القول الأول: يجوز تكرار العمرة في سفرة واحدة، وبه قال جمهور العلماء، والقول الثاني: يكره تكرار العمرة في سفرة واحدة، وقد نقل النهي عن ذلك عن جماعة من السلف؛ منهم سعيد بن جُبير، وطاوس.

 نقل ابن المنذر عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم تكرار العمرة قولا وفعلا منهم علي بن أبي طالب وابن عمر وابن عباس وأنس وعائشة  وغيرهم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تابعوا بين الحج والعمرة، فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة»

الخوف عاطفةٌ فطريّة مستكنَّةٌ في قلب الإنسان، وقد ندبَ الشّرعُ إلى بذل الجهد في تصريفه كلِّهِ لله عزّ وجلّ، وعندئذٍ فالمخاوفُ كلُّهنَّ أمانُ! {فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ}!

على الإنسان أن يتوجَّهَ إلى ربِّه مخلصاً له الدّين، سِرُّه كإعلانه، ليله كنهاره، حذراً متوجّساً من نزغات الشيطان وأهواء النّفس أن تُرديه في مسارب المكر السَّيّء! {وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} 

لو لم يكن للخوف من الله عزّ وجلّ من فائدةٍ، إلا الحؤولُ بين الإنسان والوقوع في لُجج الحرام؛ لكفاه شرفاً ومكانةً. فللهِ ما أعظمَه من حافظ!

الخوفُ وازعٌ يزعُ عن درَك الشّقاء، وحادٍ يحدو إلى طريق السَّعادة، لأنّه يوقظ القلبَ من رِقدة الغفلة، فينتفعَ بالإنذارِ، ويتأثَّرَ بآياتِ القرآنِ! قال الله تعالى: {مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى * إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى}!

خطبَ رسولُ الله خطبةً، قال أنس: ما سمعتُ مثلَها قطْ، وكان ممّا قاله فيها:"لو تعلمون ما أعلمُ لضحِكتُم قليلاً ولبَكيتُم كثيراً"، قال أنسٌ: فغطّى أصحابُ رسولِ الله وجوهَهم ولهم خنين!، فأين نحن من هؤلاء؟!

عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه المبشَّرُ بالجنةِ، قرأ سورةَ الطورِ فلمّا بلغ إلى قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِع﴾ بكى واشتدَّ بكاؤُه حتى مرِضَ وعادَه الناسُ! فأين نحن من هؤلاء؟!