×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

خطب المصلح / خطب مرئية / متى الساعة

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3745

إِنَّ الحَمْدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنا وَسَيِّئاتِ أَعْمالِنا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِياً مُرْشِداً.

وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَعَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فاتَّقُوا اللهَ أَيُّها المؤْمِنُونَ اتَّقُوا اللهَ تَعالَى حَقَّ التَّقْوَى؛ فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعالَى بِتَقْواهُ، وَأَمَرَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ بِذَلِكَ فَقالَ: ﴿وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا ْمِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَالنساء:131 .

عِبادَ اللهِ, إِنَّ مِنْ أُصُولِ الإيمانِ الَّتِي لا يَصِحُّ إِيمانُ أَحَدٍ إِلَّا بِها أَنْ يُؤْمِنَ بِاليَوْمِ الآخِرِ، فَالإيمانُ بِالبَعْثِ بَعْدَ الموْتِ أَصْلٌ لا يَسْتَقِرُّ الإيمانُ وَلا يَصْلُحُ إِلَّا بِتَحْقِيقِهِ وَالإِيقانِ بِهِ.

لِذَلِكَ جاءَ بَيانُ هَذا الأَصْلِ في كِتابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ بِياناً جَلِيًّا وَاضِحاً، فَكَمْ مِنْ آيَةٍ ذَكَرَ اللهُ تَعالَى فِيها الإيمانَ بِهِ، وَالإيمانُ بِاليَوْمِ الآخِرِ، بَلْ قَرَنَ الإيمانَ بِهِ بِالإيمانِ بِاليَوْمِ الآخِرِ في مَواضِعِ عَدِيدَةٍ، ذاكَ أَنَّهُ لا يَصِحُّ إِيمانُ أَحَدٍ إِلَّا بِأَنْ يُؤْمِنُ بِيَوْمِ المعادِ يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العالمينَ، يَوْمَ يُجْزَوْنَ عَلَى أَعْمالِهِمْ، فَيُقِيمُ اللهُ تَعالَى الموازِينَ: ﴿وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَالأنبياء:47 .

يَوْمَ يُقِيمُ اللهُ تَعالَى الأَشْهادَ عَلَى النَّاسِ في حِسابِهِمْ، فَيُشْهَدُ عَلَى الإِنْسانِ يَدَهُ وَرِجْلَهُ وَجِلْدَهُ، بِما كانَ يَعْمَلُ، وَيُقِيمُ عَلَيْهِ مِنْ شُهُودِ مَلائِكَتِهِ، ما يُصَدِّقُونَ ما في كِتابِهِ، فَجاءَ تَفْصِيلُ ذَلِكَ اليَوْمِ وَبَيانُ أَحْوالِهِ، وَصِدْقُ وُقُوعِهِ بِما لا مِرْيَةَ فِيهِ .

﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌالحج:1  ﴿يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌالحج:2 .

الِإيمانُ بِاليَوْمِ الآخِرِ حَقٌ يَقِينٌ لا يَرْتابُ في ذَلِكَ مُؤْمِنٌ بِاللهِ العَظِيمِ، لِذَلِكَ يَجِبُ عَلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ أَنْ يَسْتَحْضِرَ ذَلِكَ اليَوْمِ مَهْما طابَتْ دُنْياهُ، وَمَهْما صَلَحَتْ وَجَمُلَتْ وَحَسَنَتْ، فَلابُدَّ مِنَ ذَلِكَ اليَوْمِ، فَهُوَ يَوْمٌ يَرِدُهُ الصَّغِيرُ وَالكَبِيرُ، الذَّكَرُ وَالأُنْثَى، الحُرُّ وَالعَبْدُ، الشَّرِيفُ وَالوَضْيعُ، المؤْمِنُ وَالكافِرُ: ﴿إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًامريم:93 .ذاكَ قَضاءُ اللهِ وَحُكْمُهُ أَنَّ الجَمِيعَ إِلَيْهِ رَاجِعٌ، ﴿أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأُمُورُالشُّورَى:53 .وَقَدْ بَيَّنَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ في مُحْكَمِ كِتابِهِ: أَنَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ، فَقالَ في كِتابِهِ الحَكِيمِ: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُالقَمَرُ:1 ، وَذاكَ زَمَنٌ بَعْثَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَإِنْ يَرَوْا آيَةً تَدُلُّ عَلَى صِدْقِ الرَّسُولِ وَصِدْقِ ما أَخْبَرَ اللهُ بِهِ مِنْ مَجِيءِ السَّاعَةِ ﴿يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّالقمر:2. ﴿وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّالقمر:3.

لابُدَّ أَنْ يَكُونَ لَهُ قَرارٌ، وَأَنْ يَكُونَ لَهُ مآلٌ وَمُنْتَهَىً يَشْهَدُهُ النَّاسُ فَيَصْدُقُوا ما جاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ، وَقَدْ قالَ اللهُ في مُحْكَمِ كِتابِهِ: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْالأَنْبياء:1  لَكِنَّ المشْكِلَةَ: ﴿وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ.

وَيَقُولُ اللهُ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّالأنبياء:97 ، فَجاءَتْ الآياتُ في مَواضِعَ كَثِيرَةٍ تُخْبِرُ بِقُرْبِ السَّاعَةِ، وَدُنُوِّ أَجَلِها، وَاللهُ تَعالَى قَدْ قالَ لِلسَّائِلينَ عَنِ السَّاعَةِ مَتَى تَكُونُ؟ ﴿يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًاالأَحْزاب:63 .

وَقالَ جَلَّ وَعَلا: ﴿اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌالشُّورَى:17 .

وَقَدِ اهْتَمَّ النَّاسُ بِأَمْرِ السَّاعَةِ، مَتَى تَكُونُ؟ فَذَكَرَ اللهُ أَسْئِلَةَ النَّاسِ عَنْها لِلرَّسُولِ الكَرِيمِ في ثَلاثَةِ مَوَاضِعَ مِنْ كِتابِهِ الحَكِيمِ:

قالَ اللهُ جَلَّ وَعَلا: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَاالأعراف:187  أي: متى تكون ومتى تنزل ومتى تقع، ثم يعطيه الجواب: ﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَالأَعْرافُ:187 .

أَيْ: لا يُظْهِرُها وَلا يَأْتِي بِها في وَقْتِها إِلَّا اللهُ، ثَقُلَتْ في السَّماواتِ وَالأَرْضِ أَيْ: ثَقُلَ عِلْمُها في السَّمواتِ وَالأَرْضِ فَلا يَعْلَمُها النَّاسُ.

وَقالَ جَماعَةٌ مِنَ المفْسِّرِينَ: ﴿ثَقُلَتْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِأَيْ: أَنَّ وُقُوعَها وَنَزَلُوها لابُدَّ فِيهِ مِنْ هَيْبَةٍ وَضَرَرٍ يَطَالُ كُلَّ مَنْ في السَّمواتِ وَالأَرْضِ، فَهِيَ ثَقِيلَةٌ عَلَى أَهْلِ السَّمواتِ، ثَقِيلَةٌ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِتَفْسِيرُ الطَّبَرِيِّ(13/296)، ﴿لا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً﴾ ثُمَّ عادَ في الجوابِ عَلَى السُّؤالِ وَتَكْرارِهِ: ﴿يَسْأَلُونَكَ﴾ أَيْ: عَنْ أَمْرِ السَّاعَةِ ﴿كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا﴾ أَيْ: يَظُنُّونَ أَنَّكَ خَبِيرٌ بِها عالِمٌ بِوَقْتِ وُقُوعِها، رَدُّ الجَوابِ: ﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَالأَعْراف:187 .

وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالَى في سُورَةِ النَّازِعاتِ: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَاالنَّازِعاتِ:42  * ﴿فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَاالنَّازِعاتِ:43  * ﴿إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَاالنَّازِعاتِ:44  عِلْماً وَوُقُوعَاً وَأَحْداثاً، فَذاكَ عِلْمُهُ إِلَى اللهِ جَلَّ في عُلاهُ، فَمُنْتَهَى عِلْمِ السَّاعَةِ عِنْدَهُ سُبْحانَهُ وَبِحَمْدِهِ، وَإِنَّ المشْتَغِليِنَ بِتَوْقِيتِ السَّاعَةِ وَمَتَى تَكُونُ نَوْعانِ مِنَ النَّاسِ:

نَوْعٌ يَسْأَلُ ذَلِكَ عَلَى وَجْهِ التَّكْذِيبِ وَالاسْتِبْعادِ، وَقَدْ ذَكَرَهُمُ اللهُ تَعالَى في كِتابِهِ، وَهُمْ المكَذِّبُونَ لِلرُّسُلِ، يَقُولُ اللهُ جَلَّ وَعَلا: ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَيونس:48 .وَيَقُولُ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَاالشُّورَى:18  أَيْ: يَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّاعَةِ يَقُولُونَ: ائْتِ بِها، أَخْبِرْنا عَنْها: ﴿يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا﴾ أَيْ: خائِفُونَ مِنْ وُقُوعِها، ﴿وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ﴾ يَعْنِي: مُطابِق لِلواقِعِ الَّذِيِّ لا يُمْكُنُ أَنْ يَتَخَلَّفَ وَلا يَتَأَخَّرْ.

﴿أَلا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَة﴾ أَيْ: يُجادِلُونَ في تَوْقِيتِها، أَوْ في حُصُولِها وَوُقُوعِها: ﴿لَفِي ضَلالٍ بَعِيدٍالشُّورَىَ:18 .

قِسْمٌ آخِرٌ: يَسْأَلُونَ عَنِ السَّاعَةِ اسْتِعْلاماً عَنْ وَقْتِها، إِمَّا لِلاسْتِخْبارِ وَالمعْرِفَةِ، وَإِمَّا لِلتَّهَيُّؤِ وَالاسْتِعْدادِ، وَذاكَ قَدْ وَقَعَ في كِتابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ جُمْلَةِ السَّائِلِينَ، كَما أَنَّهُ وَقَعَ في عَمَلِ الصَّحابِةِ الكِرامِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ.

فَفِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ أَعْرابِياً جاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقالَ: يا رَسُولَ اللهِ مَتَى السَّاعَةُ؟ مَتَى تَقَعُ، وَمَتَى تَكُونُ، وَما هُوَ زَمانُ حُدُوثِها؟ قالَ لَهُ: «ما أَعْدَدْتَ لَها» أَيُّ شَيْءٍ اسْتَعْدَدْتَ أَوْ تَهَيَّأْتَ لِذَلِكَ اليَوْمِ وَلِتَلْكَ السَّاعَةِ؟ قالَ الأَعْرابِيُّ: ما أَعْدَدْتُ لَها كَبِير صَلاةٍ وَلا صِيامٍ، إِلَّا أَنِّي أُحِبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ. فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «المرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ» قالَ أَنَسٌ رَاوِي الحَدِيثِ: فَما رَأَيْتُ المسْلِمينَ فَرِحُوا بِشَيْءٍ بَعْدَ الإِسْلامِ فَرَحَهُمْ بِذَلِكَ أَيْ: بِهذا الخَبَرِ؛ لأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ اللهَ وَرَسُولَهُ، وَهُمْ مُبِشَّرُونُ بِأَنَّهُمْ مَعَ مَنْ أَحَبُّوا: «المرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ»البُخارِيُّ(3688), وَمُسْلِمٌ(2639).

وَفي حَدِيثِ أُصُولِ الدِّينِ، وَبَيانِ الإِسْلامِ وَالإِيمانِ وَالإِحْسانِ الَّذِي جاءَ فِيهِ جِبْريلُ عَلَى صُورَةِ رَجُلٍ يَسْأَلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ هَذِهِ الأُمُورِ، قالَ لَهُ: في آخِرِ ما سَأَلَهُ؟ «أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟» أَيْ: مَتَى تَكُونُ، وَأَيُّ زَمانٍ تَقَعُ، السَّائِلُ جِبْريلُ أَشْرَفُ الملائِكَةُ، وَالمسْئُولُ مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ اللهِ سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَالمسْأَلَةُ مَتَى السَّاعَةُ؟ أَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قال:َ «ما المسْئُولُ عَنْها بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ» أَيْ: لا عِلْمِ لي بِها كَما لا عِلْمَ لَكَ بِها، فانْتَقَلَ إِلَى السُّؤالِ عَنْ أَمارَاتِها، فَقالَ: «أَخْبِرْنِي عَنْ أَماراتِها؟ » فَقالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَها، وَأَنْ تَرَى الحُفاةَ العُراةَ العالَةَ الشَّاءِ يَتَطاوَلُونَ في البُنْيانِ»البُخارِيُّ(50), وَمُسْلِمٌ(9).

هَكَذا جاءَ السُّؤالُ عَنِ السَّاعَةِ زَمَنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ خَافَهُ النَّبِيُّ بِأَبِي هُوَ وَأُمِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى ِإنَّهُ لما كُسِفَتِ الشَّمْسُ في زَمانِهِ خَرَجَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعاً يَقُولُ الرَّاوِي: "يَجُرُّ رِداءَهُ" البُخارِيُّ(1040), وَمُسْلِمٌ(574) يَعْنِي: ما يُغَطَّي أَعْلَى بَدَنِهِ، يَجُرُّ رِداءَهُ الشَّاهِدُ يَقُولُ: يَظُنُّها السَّاعَةُ، يَعْنِي: خافَ أَنْ يَكُونَ هَذا الكُسُوفُ بِدايَةَ السَّاعَةِ الَّتيِ أَخْبَرَ ِبها.

اللَّهُمَّ أَلْهِمْنا رُشْدَنا وَقِنا شَرَّ أَنْفُسِنا، وَارْزُقْنا العِلْمَ النَّافِعَ وَالعَمَلَ الصَّالحَ، وَاسْلُكْ بِنا سَبِيلَ الرَّشادِ، وَاجْعَلْنا مِنْ عِبادِكَ وَأَوْلِيائِكَ الصَّالِحينَ.

أَقُولُ هَذا القَوْلَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ فاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ:

الحَمْدُ للهِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبارَكاً فِيهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَعَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أَمَّا بَعْدُ:

فاتَّقُوا اللهَ أَيُّها المؤْمِنُونَ اتَّقُوا اللهَ حَقَّ التَّقْوَى؛ فَتَقْواهُ تَجْلِبُ السَّعادَةَ وَتَدْفَعُ المساءَةَ، وَتُسْعِدُ العَبْدَ في دُنْياهُ وَأُخْراهُ.

أَيُّها المؤْمِنُونَ, إِنَّ عِلْمَ السَّاعَةِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ كَما قالَ اللهُ تَعالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِلُقْمانُ:34 .

وَكَما قالَ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿إِلَيْهِ يُرَدُّ عِلْمُ السَّاعَةِفُصِّلَتْ:47 .

وَكَما قالَ سُبْحانَهُ وَبِحَمْدِهِ: ﴿إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَالأعراف:187 .

وَكَما قالَ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِالأَعْراف:187 .

فَكُلُّ مَنِ ادَّعَى تَحْدِيداً زَمانِياً بِسَنَةٍ أَوْ شَهْرٍ أَوْ يَوْمٍ أَنَّ السَّاعَةَ وَاقِعَةٌ فِيهِ فَهُوَ مُكَذِّبٌ لِلقُرْآنِ العَظيِم،ِ وَمُرْجِفٌ في خَبَرِهِ، ذاكَ أَنَّ اللهَ أَخْفاها عَنْ ساداتِ خَلْقِهِ جِبْرِيلَ وَالنَّبِيِّ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمْ يُطْلِعِ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى السَّاعَةِ مَلَكاً مُقَرَّباً وَلا نَبِيَّاً مُرْسَلاً، بَلْ هِيَ غَيْبٌ لا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ جَلَّ في عُلاهُ.

إِلَّا أَنَّ اللهَ مِنْ رَحْمَتِهِ أَقامَ مِنَ الشَّواهِدِ وَالدَّلائِلِ ما يَدُلُّ عَلَى قُرْبِها، بَلْ أَخْبَرَ بِقُرْبِها في مُحْكَمِ كِتابِهِ كَما قالَ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُالقمر:1 .﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَالأَنْبِياء:1 .وَقَدْ أَخْبَرَ اللهُ جَلَّ في عُلاهُ عَنْ أَنَّ هَذِهِ السَّاعَةِ لَها مِنَ الأَماراتِ، وَلَها مِنَ النَّذْرِ ما يَنْبَغِي أَنْ يَنْتَبِهَ لَهُ النَّاسُ، وَأَنْ يَعْتَبِرُوا بِحُدُوثِهِ وَوُقُوعِهِ، فَفِي ذَلِكَ ما يَزْجُرُهُمْ عَنْ أَنْ يَمْضُوا في غَفْلَتِهِمْ الَّتي تَحَوَّلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ التَّفْكِيرِ في الآخِرَةِ، وَالعَمَلِ لَها وَإِصْلاحِ دُنْياهُمْ، وَإِصْلاحِ دِينهِمْ، وَالقِيامِ بِما أَمَرَهُمُ اللهُ تَعالَى، فَإِنَّ الواجِبَ عَلَى المؤْمِنِ أَنْ يَعْتَبِرَ بِتَلْكَ الشَّواهِدِ، وَتِلْكَ الأَماراتِ وَالعَلاماتِ الَّتِي تَدُلُّ عَلَى دُنُوِّ السَّاعَةِ وقربها، والساعة أمرٌ يأتي بغتة وعلى حين غفلة وبسرعة، يقول الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ﴾ ما شَأْنُها وَوُقُوعُها: ﴿إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ﴾ كَما يَرْمِشُ الِإنْسانُ في سُرْعَةِ الوُقُوعِ وَالحُدُوثِ، ﴿أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وَقَدْ قالَ اللهُ تَعالَى: ﴿وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌالشُّورَى:17 .

لِكِنْ هَذا القُرْبُ وَتِلْكَ النِّذَارَةُ لا تُخْفِي حَقِيقَةَ أَنَّ السَّاعَةَ تَأْتِي وَالنَّاسُ في غَفْلَةٍ، تَأْتِي عَلَى حِينِ غِرَّةٍ، تَأْتِي بَغْتَةً، تَأْتِي فَجْأَةً، فَهِيَ لا تَأْتِي عَلَى تَوَقُّعٍ وَانْتِظارٍ، وَلا عَلَى إِشْعالٍ وَإِنْذارٍ خاصٍ، بَلْ تِلْكَ النُّذُرُ قائِمَةٌ، وَالإِشْعارُ حاضِرٌ مُنْذُ زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المخْبِرُ بِقَوْلِ اللهِ تَعالَى: ﴿اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُالقَمَر:1 .إِنَّ السَّاعَةَ تَأْتِي بِغَتْةً، كَرَّرَ ذَلِكَ رَبَّنا في كِتابِهِ: ﴿أَفَأَمِنُوا أَنْ تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَيوسف:107 .ويقول في صفة مجيء الساعة: ﴿بَلْ تَأْتِيهِمْ بَغْتَةً فَتَبْهَتُهُمْ فَلا يَسْتَطِيعُونَ رَدَّهَا وَلا هُمْ يُنظَرُونَالأنبياء:40 .

وَقالَ جَلَّ وَعَلا: ﴿هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَالزُّخْرُف:66 .وَيَقُولُ سُبْحانَهُ: ﴿فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَامُحَمَّد:18  أَيْ: عَلاماتُها، الَّتِي بِها يَعْلَمُ قُرْبَ حُصُولِها.

وَإِنَّ أَجْمَعَ حَدِيثٍ ذَكَرَ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْراطَ السَّاعَةِ ما رَواهُ البُخارِيُّ وَمُسْلِمٌ في صَحِيحَيْهِما مِنْ حِدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَذَكَرَ فِيهِ النَّبِيُّ جُمْلَةً مِنْ أُمُورِ السَّاعَةِ، وَالأَحْداثِ الواقِعَةِ بَيْنَ يَدَيْها، يِقُولُ فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْسِماً بِاللهِ: «وَلَتَقُومَنَّ السَّاعُة» تَصَوَّرْ وَاسْتَمِعْ إِلَى هَذا الحدِيثِ حَتَّى تَرَى كَيْفَ تَأْتِي السَّاعَةُ النَّاسَ، «وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانِ ثَوْبَهُما بَيْنَهُما» أَيْ: في البَيْعِ وَالشَّراءِ البائِعِ وَالمشْتَرِي يَنْشُرا الثَّوْبَ هَذا البائِعَ يَقُولُ: أَبِيعُكَ هَذا، وَالمشْتَرِي يَقُولُ: بِكَمْ؟ وَالثَّوْبُ مَنْشُورٌ بَيْنَهُما، يَقُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلانَ ثَوْبَهُما بَيْنَهُما، فَلا يَتَبايَعانِهِ وَلا يَطْوِيانِهِ»

وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلاَ يَطْعَمُهُ» حلَبَ لَكِنْ لَمْ يَشْرَبْ.

»لَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ فَلاَ يَسْقِي فِيهِ» أي: يعدل مجرى الماء الذي يجري لسقي زرعه فلا يسقي فيه.«وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلاَ يَطْعَمُهَا» البخاري(6506), ومسلم(2954).

هَلْ بَعْدَ هَذا يُمْكِنُ أَنْ يَتَوَقَّعَ أَحَدٌ مَتَى تَقُومُ السَّاعَةُ؟

السَّاعَةُ مِنْ عِلْمِ اللهِ جَلَّ في عُلاهُ، لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ، وَالشَّأْنُ كُلُّ الشَّأْنِ في ما وَجَّهَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ سَأَلَ عَنِ السَّاعَةِ مَتَى السَّاعَةُ؟ قالَ: «ما أَعْدَدْتَ لَها»البُخارِيُّ(3688), وَمُسْلِمٌ(2639) هَذا العَمَلُ: أَنْ أَسْأَلَ نَفْسِي وَأَنْ تَسْأَلَ نَفْسَكَ؟ ما أَعْدَدْتَ لهَا، وَساعَةُ أَحَدِنا: تَوَقُّفُ نَفَسِِهِ وَخُرُوجُ رُوحِهِ عِنْدها تَقُومُ السَّاعَةُ الخاصَّةُ.

أَمَّا السَّاعَةُ العامَّةُ: فَهَذ الله أعلم بها، ونحن قد غيب عنا متى نموت ومتى تقوم الساعة، لحكمة ورحمة فلنجتهد في العمل الصالح، ولتأتنا منيتنا، ولنمت على لا إله إلا الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَآل عمران:102 .

هَذا لا يَتَحَقَّقُ لإِنْسانٍ غافِلٍ، لا يَتَحَقَّقُ مِنْ إِنْسانٍ أَسْرَفَ عَلَىَ نَفْسِهِ في أَلْوانِ المعاصِي وَالسَّيِّئاتِ، إِنَّما يَتَحَقَّقُ لِشَخْصٍ مُتَذَكِّرٍ أَنَّهُ بَيْنَ لَحْظَةٍ وَأُخْرَى قَدْ يُفارِقُ الدُّنْيا، فَهُوَ قَدْ يُخْطِئُ فَكُلُّ ابْنُ آدَمَ خَطَّاءٌ، لَكِنَّهُ سُرْعانَ ما يَسْتَعْتِبُ وَيَرْجِعُ إِلَى رَبِّهِ بِالأَوْبَةِ وَالاسْتِغْفارِ، وَالإِنابَةِ وَالتَّوْبَةِ، لِذَلِكَ يَنْبَغِي أَنْ نَكُونَ عَلَى اسْتِعْدادٍ، فَنَحْنُ لا نَدْرِي مَتَى نَمُوتُ، وَكُلُّ تَحْدِيدٍ إِنَّما هُوَ تَخْمِينٌ، كُلُّ تَحْدِيدٍ إِنَّما هُوَ ظَنٌّ، وَقَدْ حَدَّدَ قِيامَ السَّاعَةِ مُسْلُمُونَ وَكافِرُونَ في ما مَضَى مِنَ الزَّمانِ، وَقَدْ هَدَمَ الزَّمانُ تِلْكَ التَّحْدِيداتِ كُلَّها، فَلَمْ يَبْقَ مِنْها شَيْءٌ، وَبَقِيَ ما أَخْبَرَ بِهِ الحَقُّ جَلَّ في عُلاهُ: ﴿إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي﴾، ﴿إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ فَلْنَسْتَعِدَّ لَها بِالعَمَلِ الصَّالِحِ، وَلْنَجِدْ في ما يُرْضِي اللهَ تَعالَى عَنَّا.

اللَّهُمَّ أَلْهِمْنا رُشْدَنا، وَقِنا شَرَّ أَنْفُسِنا، أَعِذْنا مِنْ وَساوِسَ الشَّياطِينِ، وَقِنا شَرَّ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ، خُذْ بِنواصِينا إِلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى.

اجْعَلْ أَعْمالَنا في ما تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَاخْتِمْ لَنا بِالصَّالحاتِ وَالسَّعاداتِ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَةِ الأَوْلِياءِ وَالمتَّقِينَ يا رَبَّ العالمينَ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الهُدَىَ وَالتَّقْوَى وَالعَفافَ وَالرَّشادَ وَالغِنَى.

رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الخاسِرينَ.

رَبَّنا آتِنا في الدُّنْيا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذَابَ النَّارِ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا في أَوْطانِنا وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنا وَوُلاةَ أُمُورِنا، وَاجْعَلْ وِلايَتَنا في مَنْ خافَكَ وَاتَّقاكَ وَاتَّبَعَ رِضاكَ، اجْمَعْ كَلِمَتَنا عَلَىَ الحَقَّ، وَاصْرِفْ عَنَّا السُّوءَ وَالشَّرَّ وَالفَحْشاءَ، وَكُنْ لِإخْوانِنا في سُورِيَّا عَوْناً وَظَهِيراً، اللَّهُمَّ اكْتُبْ لَهُمْ فَرَجاً قَرِيباً، اللَّهُمَّ اكْتُبْ لَهُمْ فَرَجاً قَرِيباً، اللَّهُمَّ اكْتُبْ لَهُمْ فَرَجاً قَرِيباً يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ.

اللَّهُمَّ مَنْ أَرادَ المسْلِمينَ بِسُوءٍ في عقائِدِهِمْ، أَوْ أَخْلاقِهِمْ، أَوْ دِينِهِمْ فَعَلَيْكَ بِهِ فَإِنَّهُ لا يُعْجِزُكَ.

نَذْرَأُ بِكَ في نُحُورِ أَعْدائِنا، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ

 

المادة السابقة
المادة التالية

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90635 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87043 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف