×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / الدين والحياة / الحلقة(50) فاتبعوني يحببكم الله

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3377
المقدم:من جديد نُحييكم، ونُرحب بكم مستمعينا الكرام في هذا اللقاء، وفي هذه الحلقة المباشرة، وموضوعنا عن قوله -سبحانه وتعالى-: ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[آل عمران:31].
هذه الآية الكريمة حاكمةٌ على كل من ادعى محبة الله -سبحانه وتعالى-، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذبٌ في دعواه في نفس الأمر حتى يتَّبع الشرعة المحمدية، والدين النبوي في جميع أقواله وأحواله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «مَن عَمِل عملًا ليس عليه أَمْرُنا فهو رَدٌّ».[أخرجه البخاري في صحيحه:ح2697، ومسلم:ح1718/17]
 شيخ خالد: في بداية هذا الحديث ربما عندما نستمع إلى هذه الآية الكريمة ﴿فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[آل عمران:31].
هل يعني ربما كثير من الناس عندما يدّعي أنه يحب الله -سبحانه وتعالى- أو يُحبُّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- هل يعني ذلك أنه يجب أن يكون هناك لوازم وواجبات يجب تحقيقها حتى يُحقِّق الإنسان محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ أم الأمر ربما يعني الأهم في الأمر أنه يدّعي المحبة، ويقول: أنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويُعبِّر عن هذه المحبة بكل ما يحلو له في خاطره، وكلما يعني يحب أن يأتي به في هذا السياق؟
الشيخ:السلام عليك ورحمة الله وبركاته. 
المقدم:عليكم السلام ورحمة الله وبركاته. 
الشيخ:مرحبًا بك يا أخ عبد الله، وحيّ الله  الإخوة والأخوات، 
المقدم: حياكم الله يا شيخ. 
الشيخ:وأسأل الله -عز وجل- أن يرزقنا باتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- ظاهرًا وباطنا، سرًّا وإعلانا. 
القضية التي أشرتَ أخي عبد الله قضيةٌ واضحة في كل الدعاوى؛ لأن من ادَّعى شيئًا لابد أن يُقيم بهذه الدعوة بُرهانًا يدلُّ عليه ويُصدِّقه، ويُبين صحةَ دعواه وإلا كانت الدعاوى على أيسر ما يكون وأسهل ما يتعاطاه الإنسان، بهذا قال الحسن -رحمه الله- في هذه الآية: ''لما كثُر المدَّعون بمحبة الله -عز وجل- أقام الله -سبحانه وتعالى- برهانًا على صدق المحبة''. [تفسير الطبري:3/322]
وقد قال طائفة منهم، ومنهم الحسن البصري:أن قومًا ادعوا على عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم يُحبون الله؛ فأنزل الله هذه الآية، فجعل حبَّ العبد لربه مُوجبًا، ومُقتضيًا لاتباع رسوله، وجعل اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم-، والسير على هديه، واقتفاء سنته موجبًا، ومقتضيًا لمحبة الرب لعبده، فأهل اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- يُحبهم الله، ولا يكونون حِبًّا لله إلا من يكون منهم على طريقتهم، وعلى سبيلهم، وعلى مناهجهم، فهذه الآية قيل في سبب نزول هذا القول الذي ذكرت عن الحسن، وعن جماعة ممن سبق من أهل الإسلام من السلف الصالح، وهي معيارٌ وبرهان، معيارٌ يقيس به الإنسان محبَّته لله -عز وجل-، ومحبته لسيد الأنام -صلوات الله وسلامه عليه-، وهي برهان أيضًا بإثبات صدق المحبة بالمتابعة. 
والفرق بين البرهان، والمعيار:أن البرهان دليل، والمعيار مقياس يقيس به الإنسان مدى صدق المحبة، فأنت قد تُحب الله -جل وعلا-، وتحب رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا لا يخلو منه قلبٌ مسلمٌ على وجه البسيطة، فكلُّ مؤمنٍ كل مسلمٍ يحب الله ورسوله لكن هذه المحبة التي في قلوب الخلق لله -جل في علاه-، ولرسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- متفاوِتة ليست على درجة واحدة، والسباق هو  من فيهم يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما، أن تكون محبة الله ومحبة رسوله -صلوات الله وسلامه عليه- أعلى مراتبِ الحبِّ فلا يُنازعها، ولا يُضارعها، ولا يُقاربها محبة، بل عندما تتقدم محبةٌ غير الله على محبة الله، محبة غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على محبة الله -صلى الله عليه وسلم- هنا يقع الخطأ، ويقع الخطر، ويحاط الإنسان بأنواع من الأخطار قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[التوبة:24].
هذه الآية اشتملت على ذكر أنواع من المحبوبات، ولم ينه الله تعالى عنها، ولم يذُمَّها فليست محل ذمٍّ ولانَهيٍ، لكن الذم منصبٌّ على تقديم هذه المحبوبات على محبة الله ورسوله، فإذا قُدمت هذه المحابّ من محبة الآباء، من محبة الأبناء، من محبة الإخوان، من محبة الأزواج، من محبة العشيرة والقبيلة، من محبة الأموال، من محبة التجارة، من محبة المساكن والبلدان، عندما تتقدم هذه المحابّ على محبة الله ورسوله وما شرعه عند ذلك يقع اللوم، ويُؤذن الله -جل وعلا- عبده بحلول العقوبة؛ لأن قوله --جل وعلا-: ﴿فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ[التوبة:24] تهديد، أي: انتظروا حتى يأتي الله بأمره الذي ينالكم به من العقوبات والمساءلات ما قد يكون رادعًا لكم أو مكافئًا لكم على فعلكم.
ثم بين أن تقديم محبة غير الله على محبة الله -جل في علاه- من خصال الفسق فقال في ختم الآية: ﴿وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ[التوبة:24]، وليس في هذا شك، فإن تقديم محبة هذه الأشياء على محبة الله ورسوله أو على ما يُحبه الله ورسوله؛ لأن الله -عز وجل- قال: ﴿أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ[التوبة:24]، أي: ما يحبه الله وهو: الجهاد في سبيله، وسائر ما شرعه، إذا قدم شيئًا على محبة الله، وعلى محبة رسوله وشرعه وما أمر به، وما يُحبه فهنا لا شك أنه وقع في خطأ، ووقع فيما يُوجب الفسق الذي يجب على المؤمن أن ينكفّ عنه. 
لما كانت هذه هي منزلة المحبة في وجوب تقديم محبة الله ورسوله، ورتب الله -جل وعلا- على ذلك يعني أُجورًا عظيمة، فنفى الإيمان عمن لا يقدم محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- على ولده، ووالده والناس أجمعين كما جاء ذلك في الصحيح من حديث أنس -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يُؤمنُ أحدُكم حتى أكونَ أحبَّ إليه من ولده، ووالده، والناسِ أجمعين»[أخرجه البخاري:ح15، ومسلم:ح44/70]، وفي حديث عمر -رضي الله تعالى عنه- قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يا عمر»لما قال عمر -رضي الله تعالى عنه-: ''والله يا رسول الله لأنت أحبُّ إليّ من كل شيء إلا من نفسي'' قال: «لا يا عمر، حتى أكون أحبَّ إليك من نفسك»، فقال عمر -رضي الله تعالى عنه-: ''الآن يا رسول الله لأنت أحب إلي من نفسي'' قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: «الآن يا عمر»[ صحيح البخاري:6632]يعني: الآن كمُل إيمانك، وفعلت ما يجب عليك من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-. 
فالمحبة يجب أن تكون لله ولرسوله، ولا يسوغ لأحد أن يقدم أي محبوب على محبة الله، ومحبة رسوله -جل في علاه-. 
المقدم:لكن هنا سؤال يا شيخ خالد يعني ربما بعض الناس يستفسر ويسأل يقول: هل محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي شرط لحصول الإيمان، أصلٌ في الإيمان، أو أنها لكمال الإيمان؟ 
الشيخ:لا يخلو قلب مؤمن من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه، وولده، ووالده، والناس أجمعين».
كل هذا يُبين مرتبة المحبة، وأن المحبة التي تجب هي: محبته -صلى الله عليه وسلم، ولا يحصل الإيمان إلا بذلك لكن كما ذكرت أصل المحبة واجب، أصل محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من تمام الإيمان به، لا يمكن أن يؤمن أحدٌ بالنبي -صلى الله عليه وسلم- دون أن يحبه لكن يبقى أن هذه المرتبة، هذه المرتبة على مراتب ودرجات ليست على درجة واحدة، فمن المحبة ما يبلغ أعلى المنازل فينال صاحبُها ذاك الفضل العظيم، والمنزلة الكبرى التي قال فيها النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «ثلاث من كُنَّ فيه وَجَد بهن حلاوةَ الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه مما سواهما»هذه المرتبة الأولى «وأَن يحبَّ الرجلَ لا يحبه إلا لله»هذه محبة ما يحبه الله، «وأن يَكرَهَ أن يُقذَفَ في الكفر بعد إذ أن أنقذه الله منه كما يكره أن يُلقى في النار»[أخرجه البخاري في صحيحه:ح16، مسلم:ح43/67] وهذه، بُغض ما يبغضه الله ورسوله يعني: الخصلتان الأخيرتان من الثلاث خصال التي قال فيهن النبي -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثٌ من كُنَّ فيه وجَدَ بهنَّ حلاوةَ الإِيمان»هي في الحقيقة خصال مترتبة على محبة الله ورسوله، فإن من أحب الله ورسوله صادقًا من قلبه لابد أن يكون هذا الحب مثمرًا محبةَ ما يُحبه الله، مثمرًا بُغض ما يبغضه الله ورسوله فهي من الآثار والثمار. 
فالمقصود:أنه لا يتحقق إيمان لأحد إلا بمحبة الله ورسوله، فمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ليست شيئًا مستحبًّا أو كماليًّا أو أمرًا يعني لا يتعلق بأصل، بل هو مما يتصل بأصل من أصل الإيمان، فالذي لا يُحب الله ورسوله فاقد الإيمان، الذي لا يُحب النبي -صلى الله عليه وسلم- بالكلية، وليس في قلبه محبةٌ له هذا لم يؤمن بالنبي -صلى الله عليه وسلم-؛ لأن الإيمان به فرع محبته، يا أخي جزء من الموضوع يعني هو معرفة، يعني من موجبات محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- معرفة ما كان يقوم به، وما تفضل الله تعالى علينا به من دعوته، وجهاده، وصبره، وما تحمله في سبيل إخراجنا من الظلمات إلى النور، كل هذا من موجبات محبته، من موجبات محبته معرفة كمال خصاله -صلوات الله وسلامه عليه-، وما جَبَله الله عليه من طِيب المعشر، وكريم المعاملة، وأعالي الخصال، وكامل الأخلاق، من موجبات محبته ما يكون في يوم القيامة من النفع العامِّ للناس فإنه سيد ولد آدم -صلوات الله وسلامه عليه-، فهو الذي يشفع لفصل القضاء يوم القيامة، هذا من جهة، ومن جهة أخرى هو -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الذي يشفع في أهل الإيمان أهل لا إله إلا الله، في قوم استحقوا النار ألا يدخلوها، في قومٍ دخلوا النار أن يخرجوا منها، في دخول الجنة فإنه -صلى الله عليه وسلم- أول شفيعٍ في الجنة كما قال في ما رواه مسلم من حديث أنس -رضي الله تعالى عنه-. [حديث أنس الطويل أخرجه مسلم في صحيحه:ح193/322]
أيضًا في رفع المراتب في الجنة، فرفع المراتب في الجنة مما يحصل بشفاعته -صلى الله عليه وسلم- فيشفع في قومٍ فتعلوا منازلهم، وترتفع مقامتهم بأعمالٍ صالحة، وشفاعته -صلى الله عليه وسلم- كما قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في دعائه:«وارفع درجَتَه في المَهدِيِّين» [دعاء النبي لأبي سلمة أخرجه مسلم في صحيحه:ح920/7]فهذا من أدلة شفاعته -صلى الله عليه وسلم- في رفع الدرجات. 
المقصود:أن المتأمل في أحوال النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأعماله، وخصاله، وما حباه الله تعالى به، وما تحمله من الجهاد فيه سبيل نصرة دينه كل ذلك يُوجب محبَّتَه -صلى الله عليه وسلم-، يُوجب قدرًا من محبته -صلى الله عليه وسلم-، وكمال ذلك بالعلم به -صلى الله عليه وسلم- فكلما زاد الإنسان علمًا برسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأقواله، وأعماله، وفهمًا لشرعه، وإدراكًا لما جاء به من النور والهدى ودين الحق كان ذلك حاملًا على حبه -صلى الله عليه وعلى آل محمد-.
المقدم:اللهم صلِّ وسلم على محمد، شيخ خالد لعل سائلًا يسأل يقول: هل هناك دلائل، وعلامات لمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى أتأكد من نفسي ما إذا كنت أحب النبي -صلى الله عليه وسلم- صِدقًا أو أنني ممن يدَّعون محبة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-؟ 
الشيخ:بالتأكيد ثمة علامات، منها قبول أخباره -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ويعني حتى نُعطي نموذجًا قبل أن نذكر الأعمال يعني من أكمل الناس محبًة للنبي -صلى الله عليه وسلم- من أصحابه؟ 
المقدم:لا أحد أكثر منه. 
الشيخ:في الجملة لا أحد أكثر من الصحابة، السيرة النظر في سيرهم وكيف كانوا يتعاملون مع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؟ ، وكيف كانت خصالهم معه -صلى الله عليه وسلم- فترجم كيف تكون محبته؟ ولنخص ذلك بما هو أضيق، من خيار أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ الخلفاء الراشدون، والعشرة المبشرون بالجنة. 
كيف كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ اقرؤوا سيرهم، وكيف كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في معاملتهم له -صلى الله عليه وسلم-؛ لتعرفوا علوَّ منزلتهم في محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، ورفعة مكانتهم ثم نُضيِّق الدائرة في الأربعة الخلفاء الراشدون -رضي الله تعالى عنهم- كيف كانوا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم نُضيِّق الدائرة في أبي بكر، وعمر -رضي الله تعالى عنهم- خيار الأمة ثم نُضيِّق الدائرةَ في أبي بكر -رضي الله تعالى عنه- كل هذه المراتب، وهذه المأثورات من أقوالهم، وأعمالهم، ومعاملة النبي -صلى الله عليه وسلم- يُترجم معاني المحبة الحقيقية للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأن المحبة الحقيقية ليست بهزِّ الأوساط، والترنُّم ببكر الأشعار التي يُمتدح فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم تتضمن هذه الأشعار من الغلوِّ الذي نهى عنه -صلى الله عليه وسلم-. 
المقدم:الشركيات. 
الشيخ:أو الشركيات أو المخالفات، ما ينبغي للمؤمن أن يَزجُر نفسه عنه، ويُبعد نفسه عنه، المحبة الحقيقية يا أيها الإخوة والأخوات هي ما كان عليه أبو بكر -رضي الله تعالى عنه-، هي ما كان عليه عمر -رضي الله تعالى عنه-، هي ما كان عليه عثمان -رضي الله تعالى عنه-، هي ما كان عليه علي -رضي الله تعالى عنه-، هي ما كان عليه العشرة المبشرون بالجنة، هي ما كان عليه أزواجه، هي ما كان عليه آلُ بيته الأطهار، هي ما كان عليه سائر صحابته الكرام -رضي الله تعالى عنهم-، هي ما كان عليه أهل القرون المفضَّلة الذين قال فيهم النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «خيرُ الناس قَرني، ثم الذين يَلونَهم، ثم الذين يلونهم»[أخرجه البخاري في صحيحه:ح2652، ومسلم:ح2533/210]هذه هي المحبة الحقيقية، وليست المحبة الحقيقية بأن يخترع الناس أعمالًا أو مناسبات أو أفعالًا ثم يقولون: من لم يفعل هذا أو من أنكر هذا فإنه لم يحب النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه المعايير يمكن أن يخترعها الناس، ويأتوا منها بالشيء الكثير، وكلٌّ يأتي بما يشتهي ويحب، لكن الفيصل هو في ما كان عليه هديه، ما كان عليه عمل أصحابه، مع ما كان عليه حال أهل القرون المفضلة -رضي الله تعالى عنهم-.
 المقدم: الله -جل وعلا- لو كان يُحب ذلك، أو أمر به أو أنهم يعرفون أن النبي -صلى الله عليه وسلم- يُحب ذلك لكان أولئك أو ذلك الرعيل الأول أولى بنا منهم بهذا الحب أو بهذه المظاهر التي ذكرتموها. 
الشيخ:بالتأكيد، بالتأكيد أن الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- كانوا يرقبون ما يحبه -صلى الله عليه وسلم-، ويُبادرون إليه، وينظرون إلى ما يكره -صلى الله عليه وسلم- فيدعونه محبة له -صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ومن أمثلة ذلك ما ذكره أنس بن مالك -رضي الله تعالى عنه- في مسألة القيام له -صلى الله عليه وسلم- كان الصحابة يتركون القيام له -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-؛ لأجل أنهم كانوا يعرفون كراهته لذلك مع ما في القيام له -صلى الله عليه وسلم- من الإكرام. 
أنس بن مالك يقول: لم يكن شخصٌ، انتبه لهذه العبارة. أيها الأخ والأخت الأكارم من المستمعين، والمستمعات استمعوا إلى هذا الكلام، والتوصيف لحال الصحابة مع النبي -صلى الله عليه وسلم-. 
يقول أنس:"لم يكن شخصٌ أحب إليهم" يعنى: إلى الصحابة -رضي الله تعالى عنهم- من رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا يعني لم يقوموا لرؤيته، قال: "لما يعلمون من كراهته لذلك. "[أخرجه الترمذي في سننه:ح2758، وصححه، وصححه الألباني في صحيح الصحيحة:ح358]
النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه تركوا القيام له؛ لأجل أنهم يعرفون أنه يكره ذلك -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، ولا يُحب أن يتمثَّل الناس له قيامًا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- هذا سيد ولد آدم -صلى الله عليه وسلم-، وهذه معاملة أصحابه -رضي الله تعالى عنهم- في طريقة استقباله، ومعاملته أنهم كانوا إذا علموا كراهيته لشيء، وعرفوا أنه لا يحبه تركوه، ولو كان ذلك في نظرهم من مقتضيات المحبة. 
فمقتضيات المحبة ليست اختراعًا، ولا كلامًا يأتي به الإنسان من قِبل نفسه، أو فعلًا يقترحه من جهته، بل هو مبنيٌّ على ما يُحبه النبي -صلى الله عليه وسلم- وما يكرهه، فما يحبه نُحبُّه ونُبادر، يا إخوة ما يكرهه نكرهه ونجتنبه، ونرى أنه ليس من كمال محبته، وذلك أننا لا نتقرَّب إلى الله -عز وجل- بحب النبي -صلى الله عليه وسلم- بشيءٍ لم يشرعه الله، ويكرهه رسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. 
إذًا المعيار الحقيقي للمحبة، المعيار الذي لا يختلُّ ولا ينخرم، والذي اجتمع عليه أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- هو اتباعه، وهو الذي أقامه الله برهانًا بصدق المحبة حيث قال -جل وعلا-: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[آل عمران:31]، فهذا يدل على أنهم إن اتبعوه أحبهم الله، فإنه جزم بذلك في جوابه حيث قال: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[آل عمران:31]، وهذا ثمرة ونتيجة لمتابعة النبي -صلى الله عليه وسلم-. 
طيب هذه الآية كيفت تدل على محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-؟ يعني يا أخي الله -جل في علاه- الذي له ما في السموات والأرض، الله الذي له الأسماء الحسنى، والصفات العُلا -جل في علاه- يجعل سبب محبته اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- فهل يُعقل أن يكون الله -جل وعلا- جعل اتباع من لا يُحب ينال بها العبد منزلةً أو يُدرك بها فضلًا، لو لم يكن هديه ومحبته ومتابعته -صلى الله عليه وسلم- بمنزلةٍ عظيمة عند رب العالمين ما علّق عليها رب العالمين محبته فجعل اتباعه-صلى الله عليه وسلم- مُوجبًا لمحبته، محبة الله مستلزمه لمحبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وجعل - سبحانه وتعالى- اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- طريقًا؛ لتحصيل محبته، ودليلًا على أنه يحبه، وما يحبه الله -عز وجل- يجب على العباد أن يُحبوه، فلا يسوغ لأحد أن يتخلف عن محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- فبما إنه لا يسوغ لأحد أن يأتي ويُخالف هديه، ويقول أنا أحبه، لا يمكن أن يكون هذا؛ لأن الله -عز وجل- لم يرتض دليلًا ولا علامةً ولا برهانًا ولا طريقًا ولا معيارًا بمعرفة محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- دون اتباعه ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ[آل عمران:31].
المقدم:جميل، طيب شيخ خالد لعلها فرصة قبل أن نستطرد في هذا الحديث نُذكِّر المستمعين والمستمعات بأننا متواصلون معهم في هذه الحلقة المباشرة من برنامج ''الدين والحياة''، وأرقام التواصل في هذا البرنامج على الرقم (٠١٢٦٤٧٧١١٧) و (٠١٢٦٤٩٣٠٢٨) ورقم الواتساب هو (٠٥٨٢٨٢٤٠٤٠) وأيضا يمكنكم مشاركتنا بالتغريد في هاشتاج أو على هاشتاج البرنامج''الدين والحياة''. 
كنا ذكرنا يا شيخ خالد يعني نقطة مهمة جدًّا فيما يتعلق بدلائل محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- لعل بعض الناس يُريد أن يعرف المعايير التي يُمكن من خلالها أن يتأكد من مدى محبته المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ومدى حقيقة هذه المحبة، وهذا الاتباع. 
الشيخ:هو المعيار الأساسي، والأصل هو:اتباعه-صلى الله عليه وسلم- لكن لا شك أن الشوق إلى لقاء النبي -صلى الله عليه وسلم- هو من دلائل محبته -صلى الله عليه وسلم-، وذلك لا يكون إلا بامتلاء القلب محبةً له -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وعلمًا بفضله، وكريم منزلته، وعظيم نفعه للخلق -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كل ذلك دليلٌ على محبة النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فميل القلب إليه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من علامات محبته، ودلائل الإيمان وصدقه، لكن عندما يكون هناك ميل قلب، وانحراف في العمل فإن انحراف العمل لا يشفع له ميل القلب، يعني لو جاء شخص، وقال: أنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، والله يشهد على ما في قلبي أني أحبه، ويخترع من الأعمال والطرق التي يُترجم بها محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- مما لم يأت به النبي -صلى الله عليه وسلم- قلنا له: محبتك مما تؤجر عليها لكن فعلك ليس مطابقًا لما جعله النبي -صلى الله عليه وسلم- علامة على محبته، علامة على صدق الإيمان به -صلى الله عليه وسلم- إذ إن علامة المحبة الصادقة هو الاتباع، وليس الاختراع، فنحن أهل اتباعٍ لسنا أهل إحداثٍ واختراع، قال الله -عز وجل-: ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ[الشورى:21]، ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من أَحْدَثَ في أَمرِنا هذا ما ليس منه فهو رَدٌّ»[أخرجه البخاري في صحيحه:ح2697]، وهذا يُؤكد ضرورة العناية باتباع النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وألا يخرج الإنسان في المحبة عن هديه، وعن اتباع سنته لن ينفع الإنسان  أن جاء بالقصائد التي يمتدح فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يُخالف أمره، يا أخي الآن الواقع مشاهد يعني بعض الذين يدّعون محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم يُحدثون في سنته ما ليس من دلائل صدق المحبة، بل من الإحداثات، تجد عندهم من البُعد عن الشريعة، والمخالفة للهدي ما يقولون: المحبة تكفي في جبّ هذه الأخطاء وردها، ويعني التجاوز عنها، وهذا لا شك أنه يعني اغترار؛ إذ أن المحبة الحقيقية لا تُسوِّغ المخالفة، بل المحبة الحقيقية تقتضي المتابعة، ثم إن المتابعة تفتح للإنسان أبواب المحبة القلبية؛ لأنه يعني أنت يا أخي الآن لاحظ نفسك فيما تفعل لن تتشبه إلا بمن تحب، لن تقتدي إلا بمن تراه أسوةً وقدوة يعني الآن الذين يُقلدون بعض البشر ممن يُعجبون بهم
المقدم:المشاهير. 
الشيخ:بأخلاقهم، أو معاملاتهم يعني هذا ترجمان لشيءٍ من الميل، هذا علامة على شيءٍ من الإعجاب، وهذا دليله بالتأكيد فإذا كان الإنسان يترك هدي النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويُعرِض عن سنته، ولا يرفع رأسًا بقوله -صلى الله عليه وسلم- ثم يأتي ويقول: أنا أحب النبي -صلى الله عليه وسلم-، محبتك هذه التي لم تُثمر ثمرةً، ولم تأت بنتيجة ليست محبة ممدوحة، ولا محبة يُؤجر عليها الإنسان؛ إذ أن المحبة التي يؤجر عليها الإنسان هي: ما كانت تثمر الاتباع. 
إذًا المحبة جزء منها قلبي، وهو ميل القلب -صلى الله عليه وسلم-، وذلك لا يكون إلا بمعرفة فضائله، بمعرفة منزلته عند رب العالمين، بمعرفة ما كان عليه -صلى الله عليه وسلم- من جهادٍ في سبيل شريعة رب العالمين، بمعرفة أيامه، وأحواله، وأعماله فبقدر ماتقرأ من سيرته، بقدر ما تطلع على أقواله، بقدر ما تلتزم بهديه، بقدر ما تُعظِّم سنته، بقدر ما تَقبَل أخباره، وتنقاد لأحكامه يتحقق لك حبه. 
المقدم:جميل. 
الشيخ:هذه معادلة مضطربة. 
المقدم:يعني اتباع السنة، اتباع طريق المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، واتباع أيضًا ما كان عليه الصحابة -رضوان الله عليهم-، وهم ربما يُمثِّلون هذا الاتباع في أكمل صوره، وهناك الكثير من القصص التي تُؤكِّد هذا الأمر، لعل الإنسان عندما يطلع عليها لعلها تكون فرصةً لسلوك هذا الطريق القويم في مسألة اتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- وصولًا إلى محبته الحقيقية، لكن شيخ خالد لعل البعض ربما أحيانًا تتلبَّس عليهم هذه الأمور، وهناك بعض الشبهات التي يُثيرها البعض أحيانًا عندما يُسوِّغون مثل هذه الأفعال الخاطئة، ويقولون: أن هذا الأمر فيه من التذكير بفضله -صلى الله عليه وسلم-، وهنا لم نأت مثلًا لما يُخالف الشريعة، بما يُخالف سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم-، ونحن ما قمنا أو ما قعدنا في هذا المكان إلا لنُذكر لسيرته وفضله -عليه الصلاة والسلام- دون أن نَحِيد عن الطريق، دون أن نأتي بهذه الأشياء البدعيات، وهذه الشركيات التي تكون أحيانًا في بعض الكلمات أو القصائد وغير ذلك. 
الشيخ:يعني ما في شك أن المطالعة لسنته -صلى الله عليه وسلم-، معرفة سيرته -صلى الله عليه وسلم- تُوجب محبته، ومن الأعمال الصالحة، ولذلك نقول: محبته فرعٌ عن العلم به لن يُحبه من يجهله سيرته وجهاده، لن يُحبه من يجهل فضائله، لن يحبه من لم يعرف ما خصه الله تعالى به، وميَّزه، لكن هذا الأمر لا يستلزم أن نُحدِث في دين الله -عز وجل- ما لم يأذن به، وما لم يَشرَعُه، ونزعم بذلك محبته، لاسيما عندما يكون مثل هذه الإحداثات يتخللها ويعتريها من المُخالفات التي تنقض ما جاء به كـدعوته من دون الله، وتعظيمه فوق ما وضعه الله تعالى فيه، وممارسة ما يكرهه -صلى الله عليه وسلم- مما نَهى عنه، فإن ذلك مما ينبغي للمؤمن أن يتجنَّبه، وأن يحذر أن يتورَّط في شيءٍ منه، فإن ذلك مُهلك، ومن البدع والانحرافات والضلالات. 
لا تبدأ بشيءٍ كثير إنما تبدأ انحرافًا يسيرًا ثم يكون هذا الخروج عن الصراط المستقيم تدريجيًّا حتى يقع الإنسان فيما لا تُحمد عقباه. 
والمقصود أيها الإخوة والأخوات أن يُحقق المسلم الاتباع للنبي -صلى الله عليه وسلم- بما أُوتي من طاقة في السر والعلن، في الغيب والشهادة، في الخاص والعام، وأن نرجوا العقبة والثواب من الله -عز وجل- بما نفعل؛ لأن التقرب إلى الله -عز وجل- باتباع هديه -صلى الله عليه وسلم- يفتح للعبد أبوابًا من الخير، أبوابًا من البر، أبوابًا من الإحسان، الشيء الكثير، الآيات والأحاديث والآثار كلها تؤكد أن المحبة الحقيقية ليست بالدعاوى إنما المحبة الحقيقية هي: أن يقوم العبد بكل ما يقرِّبه إلى الله -عز وجل- رغبةً فيما عنده.
 ياأخي أين هؤلاءالمحبون أوهؤلاء الزاعمون للمحبة عن طاعته ؟وهي أكبر دليل، أكبر دليل يدل على المحبة هي الطاعة أين هؤلاء من طاعته؟ الله -عز وجل- يقول: ﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ[النور:54]ثم يقول: في التحذير من التخلف عن ذلك: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ[النور:54]، بعد ذلك يعود إلى ما يُجنى بالطاعة فيقول: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ[النور:54].
هذه الآية الكريمة يعني فيها الأمر بالطاعة، وبيان خطورة تخلفها، وعظيم أثر ملازمتها، فالتخلف عنها هو مُوجب للعقوبات، ولذا قال: ﴿فَإِنْ تَوَلَّوا[النور:54]، أي: عن طاعته، وعن طاعة الله -عز وجل- ﴿فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ[النور:54]، ستعاقبون على ما يكون منكم ثم رغَّب بالطاعة ببيان آثارها، قال: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا﴾. 
يا أخي كل من زعم المحبة ولم يُطع فدعواه كاذبة، كل من زعم المحبة ولم يلتزم بهديه -صلى الله عليه وسلم- فنقول له: محبتك منقوصة، فإنه لا يُدرك الإنسان بالاتباع إلا كل خير، لا يُدرك الإنسان بطاعة النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا كل هداية، ولذلك قال أبو عثمان النيسابوري: من أمَّر السنة على نفسه قولًا، وفعلًا نطق بالحكمة، ومن أمَّر الهوى على نفسه يعني: ما يشتهيه وما يُحبه، قولًا وفعلًا نطق بالبدعة. [مجموع الفتاوى:11/210]
يا أخي هذه المعيار الدقيق، والكلمات النورانية. 
قال أبو عثمان النيسابوري -رحمه الله-: هي الفيصل بين المحبة الصادقة، والمحبة الكاذبة، المحبة البدعية، والمحبة النبوية. 
المحبة النبوية تقتضي لزومَ الحق، اتباع سيد الورى، عدم الخروج عن هديه، هذا لا يعني جفافًا، ولا يعني غلظةً، ولا يعني عدم قيامٍ بحقه، بل يقتضي كمال محبته، والشوقَ إلى لقائه -صلى الله عليه وسلم-، والسير على نهجه، والغضب لانتهاك أمره، ومخالفة شرعه، كلُّ هذه من ثمار محبته، من تأمير السنة على نفسه، لكن الذي يريد أن يخترع طريقًا يراه موصِّلًا إلى محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- غيرَ الطريق الذي سار عليه -صلى الله عليه وسلم-، وسار عليه السلف الصالح، سار عليه أبو بكر وعمر وعثمان وعلي والعشرة المبشرون بالجنة وبقية الصحابة الكرام -رضي الله تعالى عنهم- فيقال له: أنت نطقت بالبدعة، لم تسر على الهدي القويم، ولا على الطريق المستقيم كما قال أبو عثمان النيسابوري -رحمه الله-: ''ومن أمّر الهوى على نفسه قولًا، وفعلًا نطق بالبدعة''. 
المقدم:جميل، شيخ خالد نستأذنكم، نأخذ الاتصالات اللي معنا، ونُذكر بأرقام التواصل قبل ذلك (٠١٢٦٤٧٧١١٧ )و( ٠١٢٦٤٩٣٠٢٨) ورقم الواتساب (٠٥٨٢٨٢٤٠٤٠) وعبر هشتاج البرنامج ''الدين والحياة''. 
أول اتصال معنا في هذا اللقاء مع المستمع عبد العزيز الشريف من الرياض اتفضل يا عبد العزيز. 
المتصل:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
المقدم:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. 
المتصل:حياكم الله يا أستاذ عبد الله، مساك الله بالخير. 
المقدم:مساك الله بالنور يا مرحبا. 
المتصل:حيا الله شيخنا الشيخ خالد، حياك الله يا شيخ. 
الشيخ:حياكم الله، مرحبًا أهلًا وسهلًا. 
المتصل:حياكم الله، بارك الله فيك، الموضوع طيب وجميل، أقول: لا يمر يوم إلا وهناك شيءٌ يستحق الفرح من أفعال النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأحواله، ومولده، ومبعثه، وفتوحاته، وتشريعاته، وثمرة الفرح الاقتداء بالأفعال وليس الاحتفال. 
سؤالي بارك الله فيك: قال ابن تيمية  في اقتضاء الصراط المستقيم: فصلٌ  في الأعياد الزمانية المبتدعة قوله: باتخاذ مولد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عيدًا مضاهاة للنصارى في عيد ميلاد عيسى -عليه السلام-، وإما محبةً للنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وتعظيما، والله قد يُثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، اتخذ بعض المحتفلين من هذا الكلام جواز الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وأنه فيه ثوابٌ لهم وأجرٌ واجتهادٌ يُثابون عليه فهل في هذا حجةٌ لهم؟ وبارك الله فيكم. 
المقدم:طيب شكرًا لك بارك الله فيك، طيب معنا أيضًا أبو زياد اتفضل يا أبو زياد. 
المتصل:يا ألو سلام عليكم. 
المقدم:وعليكم السلام ورحمة الله. 
المتصل:كيف الحال يا شيخ؟ 
المقدم:حياك الله يسمعك الشيخ. 
المتصل:الله يطول عمرك، أنا الحقيقة عندي ثلاث أسئلة على عجل. 
المقدم:في الموضوع ولا؟
المتصل:عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أولًا انتشر قبل فترة كان فيه مسابقة، مسابقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- مسابقة شعرية طبعًا، وبالشعر العام. 
المقدم:طيب. 
المتصل:الفائز بالجائزة أُطلق عليه شاعر الرسول -صلى الله عليه وسلم- هذه الحقيقة أنا ودي أن أستمع لشرح الشيخ، ويستفيد أيضًا المستمعين. 
أيضًا في نقطة في موضوع الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة، يسألني واحد على الواتساب يقول: تبدأ من المغرب إلى فجر السبت أو من مساء الخميس إلى صباح الجمعة تقريبًا، ودي الشيخ يحدد جزاك الله خير، ونسأل الله أن يوفقكم على برامجكم الشيقة. 
المقدم:في سؤال ثاني؟ 
المتصل:والله أي فيه، أمس أرسل لي واحد أيضًا يقول أن فيه فول، فول المصطفى حول كده حول المسمى كذا، والحقيقة ما ادري ما صحتها؟
المقدم:طيب شكرًا جزيلًا لك. 
المتصل:الله يطول عمرك تسلم يا شيخ الله يرضى عليك. 
المقدم:طيب شيخ خالد سؤال الأخ عبد العزيز كان عن هذه المقولة التي اقتبسها من مقولات الإمام ابن تيمية -رحمه الله- عندما قال: أن هؤلاء الذين يجتهدون أحيانًا حتى وكانت اجتهادات تكون خاطئة قد يُثاب هؤلاء على اجتهادهم في محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، نُريد توضيحًا حول هذا الأمر، وأن البعض ربما يحتج بهذا القول على جواز مثل هذه الاحتفالات. 
الشيخ:أخي الكريم هو المقطع الذي سأل عنه الأخ عبد العزيز فيما يتصل بالمنقول عن الشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- جاء في سياق بيان الأعياد المبتدعة، وشيخ الإسلام -رحمه الله- إمام عدل إذا تحدَّث فإنه يُفصِّل ألا، يبين الحكم على الفعل، والحكم على الباعث فهو -رحمه الله- يقول: وكذلك ما يُحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى ابن مريم، تكلم عن الأعياد المُحدثة، وإما محبةً إذًا هو عندنا البواعث على العمل هذا يتكلم عن البواعث عن العمل إما مضاهاة للنصارى. 
المقدم:أصل العمل، أصل النية نعم. 
الشيخ:أصل المولد بعض الناس يفعله مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى ابن مريم أي: مشابهةً كما أنهم يحتفلون بعيسى ابن مريم ومولده، فنحن أهل الإسلام نحتفل بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم-، وإما يعني القسم الثاني من الناس، وأظن هذا هو حال كثير من الذين يحتفلون محبةً للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وتعظيمًا له. 
قال المؤلف -رحمه الله- قال ابن تيمية: والله قد يُثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، المحبة التي حملتهم على هذا الفعل، ولا يتكلم عن الفعل، يتكلم عن الباعث عليه، وهو ما في القلوب من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، بالتأكيد أنهم يُثابون على محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-. 
المقدم:لكنهم ليسوا في منأى عن العقوبة. 
الشيخ: لذلك يقول، تتمة الكلام يُبين المقصود، والله قد يُثيبهم على هذه المحبة، والاجتهاد لا على البدع من اتخاذ مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- عيدًا. 
المقدم:يعني يُؤاخذون على بدعتهم. 
الشيخ:إنهم لا يُؤجرون على ما أحدثوه، إنما على ما في قلوبهم من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما في قلوبهم إذا صدق ما في قلوبهم من محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- فسَيُهدَون إلى ترك ما خالف سنَّتَه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. 
ومع هذا يقول: مع اختلاف الناس لمولده فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المُقتضي له، يعني ما احتفل فيه أبو بكر، ولا عمر، ولا عثمان، ولا علي، ولا آل البيت، ولا أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولا الصحابة، كل هؤلاء لم يحتفلوا، لا خلاف بين العلماء المؤرِّخين أن أول ما حَدَثَ الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في القرن الرابع الهجري في دولة ''العُبَيديين'' الذي استولَوا على مصر والشمال الإفريقي، وكانوا من غُلاة الباطنية الذين أحدثوا في الدين ما لم يأذن به الله، انقشع شرُّهم، وزال ضُرُّهم، وحقَّ الله الحق، وأبطل الباطل، بقيت آثارُ مما أَحدَثوه، مما بقي المولد، والناس فيه على مراتب ودرجات :من الناس من يقرأ سيرة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وما شاكل ذلك مما يتعلق ببيان هديه، وفضله في يوم مولده، ومنهم من يزيد يجعله موضعًا للاحتفال بالرقص واختلاط الرجال بالنساء، وأنواع من الانحرافات ولذلك. 
المقدم:وادعاء حضرة النبي -صلى الله عليه وسلم- في المجلس. 
الشيخ: بعض أعداء الإسلام يحتفل بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- لا نصرةً للنبي -صلى الله عليه وسلم- لكن لأنه يتضمن بصورته، وممارسة كثيرٍ من الذين يتورطون فيه في بعض الجهات بأنواع من مخالفة ما جاء به من التوحيد، مخالفة ما جاء به من تعظيم السنة، مخالفة ما جاء به من أحكام وشرائع، ولذلك يحتفلون به ولو كان نصرًا لدين الله -عز وجل-، وإقامةً لشرعه لما وجدت مثل هذه الحفاوة. 
المقصود: أن الذين يحتفلون ليسوا على درجة واحدة هذا من جهة، وأن من كان صادقًا منهم في المحبة فهو مأجورٌ على محبته، لكن معلوم أنه لا ينال أجر العمل؛ لأن العمل مُحدَث، ولذلك قال -رحمه الله- على البدع من اتخاذ مولد النبي -صلى الله عليه وسلم- عيدًا، أسأل الله أن يرزقنا اتباع السنة ظاهرًا وباطنا، ويرزقنا صدق المحبة للنبي -صلى الله عليه وسلم- بالقول والعمل، والظاهر والباطن. 
المقدم:يسأل أبو زياد عن مسألة يقول: مسابقة شعرية، والفائز فيها يُسمَّى أو يُلقب بشاعر الرسول، هل هذا شاعر الرسول، هل هذا جائز؟ 
الشيخ:ما أرى في هذا حَرَج، والمقصود شعر الرسول يعني: الذي أثنى على النبي -صلى الله عليه وسلم- أو بيّن شيئًا من فضائله بشعره، وليس المقصود أنه الشاعر الذي ارتضاه الرسول إضافة للرسول أنه يعني إضافة سبب أن فوزه، أو سبقه أو تميُّزَه بسبب ما كان من مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-، وبيان شيءٍ من فضائله، ومدحه مما يُتعبد الله -جل وعلا- به، أسأل الله أن يرزقنا محبته. 
المقدم:الصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- يوم الجمعة متى تبدأ؟ ومتى تنتهي؟ 
الشيخ:الصلاة عليه -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من حقوقه، وهو من دلائل محبته -صلى الله عليه وسلم-، وفي يوم الجمعة لها مَزِيَّة، وذلك من طلوع الفجر إلى غروب الشمس في قول جمهور العلماء لحديث أوس بن أوس الثقفي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إنَّ من خير أيامِكم يومَ الجمعة»[أخرجه أبو داود في سننه:ح1047، والنسائي في المجتبى:ح1347، وقال الحاكم في المستدرك: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ". ووافقه الذهبي. المستدرك:ح1029]أو أن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، وهو اليوم يبدأ من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وألحق بعض أهل العلم ليلةَ الجمعة بيوم الجمعة في الفضائل والأعمال فإذا فعلى قول هؤلاء يكون الصلاة عليه -صلى الله عليه وسلم- من غروب شمس يوم الخميس إلى غروب يوم الجمعة، والذي عليه الأكثر من أهل العلم أن الفضائل تتعلق باليوم، وهو من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والأمر في هذا قليل. 
المقدم:طيب يا شيخ خالد مسألة التسميات يعني ربما بعض أصحاب المحال يُسمونها تسمياتٍ ربما لجلب أو جذب الزبائن يعني يقول كما قال الأخ المتصل يُسمي المحلَّ بمحل المصطفى أو محل الرسول أو هكذا وهذه مثل هذه الأسماء هل جائز التسمية؟ 
الشيخ:لا، لا يجوز مثل هذا؛ لأن هذا فيه أولًا يعني استخفاف واستعمال لاسم النبي -صلى الله عليه وسلم- في غير موضعه، وأيضًا فيه تغرير بالناس قد يُصوِّر أن هذا الشيء يتعلق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- فينبغي للمؤمن أن يتقي الله -عز وجل-، وأن لا يفعل هذا، وأظن أنه لو أُخبِرَت الجهات المختصة في التجارة ونحوها عن مثل هذا لكان لهم من التصرف ما يُناسب في كَبْح جِماح هذه التسميات التي يُقصد منها ترويجُ البضائع والسلع بمنطلقات دينية، فإن الذي يُقدم على فُولِ المصطفى- كما يزعمون- يتعبد الله بأكل بهذا الفول، أسأل الله الهداية، ويُعيذنا وإياكم. 
المقدم:خاصةً بعض الناس عاطفتهم مُرهفة، ويُريدون يعني أو ينخدعون بمثل هذه المسميات، ويُصدقون يعني هذا الأمر. 
الشيخ:صحيح، بعض الناس يعني عنده التهيؤ لكل ما يُضاف بأي صورة أُضيفت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، أسأل الله أن يرزقنا اتباع سنته، والعمل بما فيه. 
المقدم:نأخذ آخر اتصال من أبو عبد الله، اتفضل يا أبو عبد الله. 
المتصل:السلام عليكم. 
المقدم:عليكم السلام ورحمة الله. 
المتصل:الله يحفظكم، ويجزيكم خير الجزاء. 
المقدم:وإياك يا مرحبا اتفضل. 
المتصل:الله يحفظكم، يا شيخ عندنا  يعني بعض الدعوات بعد الصلاة أتدري الواحد يدعوا معاهم، ولا بعد أن ينتهي الصلاة يطلع، بعد ما يخلص من الصلاة والتسبيح يدعو الإمام يدعو والمأمومين يُؤمِّنوا. 
المقدم:إيش نوع الدعاء هذا؟ إيش نوع الدعاء أو الكلمات التي تُقال في هذا الدعاء؟ 
المتصل:نعم. 

المقدم:هل الدعاء مأثور أو ما هي الكلمات التي تُقال في هذا الدعاء؟ 
المتصل:أيه نعم أنا بسأل الإمام بس في كل الأوقات
المقدم:طيب، اسمع الإجابة من الشيخ، شكرًا لك يا أبو عبد الله.

 شيخ خالد ما أدري ما هو محتوى الدعاء الذي يدعوا به ذلك الإمام ولكن. 
الشيخ:علي كل حال ليس من المشروع أن يفعل الإنسان هذا إلا إذا كان على وجهٍ عارض للتعليم أو لبيان سنة عمل من الأعمال فهذا شيء عارض، أما أن يكون على وجه الدوام كما يذكر أنه يعني بعد كل صلاة يدعو الإمام، ويُؤّمن المأمومون هذا فيه اشتغال بمفضول عن فاضل، في السنة أن يشتغلوا بالذكر، والتسبيح والتحميد وقراءة الأوراد لا أن يجتمعوا على دعاءٍ، ثم موضع الدعاء الذي يُرجى إجابته هو ما كان في صلب الصلاة لا في خارجها، فإنه يُرجى أن يكون الدعاء مُجابًا لحديث عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد أن ذكر التشهد قال:« ثم ليَتَخَيَّر من الدعاء أَعْجَبَه إليه»[أخرجه البخاري في صحيحه:ح835] -يعني أحسنه إليه- فيوجه الناس إلى أن يدعوا الله -عز وجل- في صلاتهم فهي أدنى لحصول المقصود، وأقرب لإجابة الدعاء. 
المقدم:جميل، لعلنا شيخ خالد نختم اللقاء بكلمة حول يعني ما تحبون أن تختموا به هذا اللقاء في مسألة محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-. 
الشيخ:محبة النبي -صلى الله عليه وسلم- من القربات والطاعات، وهي تُترجَم بأعمال قلبية، وأعمال جوارحية، أما العمل القلبي فهو شدة الميل والانجذاب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقد ذكر ذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه مسلم في الصحيح من حديث أبي هريرة : «مِن أَشدِّ أمتي حبًّا لي أُناسٌ يكونون بعدي يَودُّ أحدهم لو رآني بأهله، وماله»[أخرجه مسلم في صحيحه:ح2832/12]يعني يجعل ثمن رؤيةِ النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يفقد أهله وماله، والمثمَّن والمقابل هو: رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- يعني لو خُيّر بين أن يدفع كلَّ ما عنده من أهل ومال في مقابل رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لما تأخر في ذلك، هذا من علامات المحبة القلبية، لكن هذه المحبة القلبية لابد أن تُترجَم باتباع ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ[آل عمران:31]، وكما قال الله -جل وعلا-: ﴿وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا[النور:54].
فطاعته عنوان محبته -صلى الله عليه وسلم- ألزمنا الله سنته، وتبّعنا آثاره، وسلك بنا سبيله، وجمعنا به -صلى الله عليه وسلم- في المحشر، وفي الجنة فإنها غاية المُنى أن تكون رفيقًا له -صلى الله عليه وسلم- ﴿فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ[القمر:55].

المقدم:اللهم آمين، شكر الله لكم فضيلة الشيخ خالد بن عبد الله المصلح، أستاذ الفقه، والمشرف العام لفرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية، والإفتاء في منطقة القصيم.

أسأله تعالى أن يجزيكم خير الجزاء، وأن يُبارك فيكم، وفي علمكم، وأن ينفع بعلمكم الإسلام والمسلمين. 
الشيخ:آمين، آمين، بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله -عز وجل- الذي بيده ملكوت كل شيء أن يرزقنا الاستقامة ظاهرًا وباطنا، وأن يحفظ بلادنا من كل سوءٍ وشرٍّ، وأن ينصر جنودنا في الميدان.

 

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90604 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87039 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف