حديث: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مُقِيمٍ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ».

رابط الفتوى

السؤال

منذ أن قرأت الحديث النبوي الواضح الدلالة والمقصود والذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه و سلم: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مُقِيمٍ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ»، وأنا أعيش في حيرة شديدة؛ لأنَّ «بريءٌ» على حسب معرفتي المتواضعة هي من "بَرَاءَة"، تقُول: بَرِئْت مِنْ الشَّيْء أَبْرَأ بَرَاءَة فَأَنَا مِنْهُ بَرِيء، إِذَا أَزَلْته عَنْ نَفْسك وَقَطَعْت سَبَب مَا بَيْنك وَبَيْنه.

الاجابة

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة عن سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق:
الحديث الذي ذكرت رواه الترمذي  (1)  وأبو داود  (2)  من طريق قيس بن أبي حازم عن جرير بن عبدالله البَجَلِيّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ»، وقد صحَّح البخاري أنه حديث مُرْسَل من حديث قيس بن أبي حازم، والحديث حمله أهل العلم على الإقامة في البلاد المحارِبة لأهل الإسلام، وقد روى البيهقي من طريق الحسن عن سمرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَا تُسَاكِنُوا الْمُشْرِكِينَ وَلَا تُجَامِعُوهُمْ، فَمَنْ سَاكَنَهُمْ أَوْ جَامَعَهُمْ فَلَيْسَ مِنَّا»، والْحَسَن لم يسمع من سمرة، والذي أوصيك به الرجوع إلى بلادك خشية الفتنة.