الحلقة (189) العود أحمد - عودة الصلاة في المساجد

رابط المقال

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم تحية طيبة في بداية هذه الحلقة لبرنامج "الدين والحياة" في استوديوهات الإذاعة في العاصمة المقدسة عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة.

 نحييكم في بداية هذه الحلقة والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة -بمشيئة الله تعالى- وفي بدايتها تقبلوا تحياتي محدثكم وائل حمدان الصبحي، ومن الإخراج سالم بالقاسم وياسر زيدان.
مستمعينا الكرام ضيف حلقات برنامج "الدين والحياة" هو الأستاذ الدكتور الشيخ خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم.

 سنتحدث معه -بمشيئة الله تعالى- في هذه الحلقة حول موضوع (العود أحمد)، سنتحدث -بمشيئة الله تعالى- حول نقاط عديدة فيما يتعلق بهذا الموضوع، سنتحدث حول هذه الجائحة التي يمر بها الناس، وحال الناس فيها، وسنأخذ ما يستفاد منها بمشيئة الله تعالى، وسنتحدث عن شكر الله –تبارك وتعالى- على العودة الجزئية والاحترازات التي ينبغي أن يراعيها الناس في عودتهم لممارسة الحياة الطبيعية بشكل تدريجي وبشكل حذر.
باسمكم جميعًا أيها المستمعون الكرام أرحب بضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم أهلا وسهلًا فضيلة الشيخ حياك الله يا مرحبًا.
الشيخ:- حياكم الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلًا وسهلًا فضيلة الشيخ، مثل ما ذكرت في البداية سيكون حديثنا حول (العود أحمد) ابتداء فضيلة الشيخ بودي أن نتحدث بكلمة مختصرة عن الجائحة، وحال الناس فيها، وما يستفاد منها أيضًا.
الشيخ:- الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد..
فنحمد الله تعالى حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، حمدًا يليق بجلاله ويوجب المزيد من فضله وعطائه، اللهم لك الحمد على ما قدرت، فما يقضي الله –عز وجل- لعبده المؤمن من قضاء إلا كان له فيه خير، إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيرًا له، فأُجِر أجرَ الشاكرين، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيرًا له، فأُجر أجر الصابرين، وقد قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ (1)  .
والناس في دنياهم لا يخلو حالهم من بلاء ينزل بهم، إما أفرادًا أو جماعات، أو أفرادًا وجماعات، وهذا البلاء هو طبيعة الحياة، فإن الله –عز وجل- يبتلي الناس بأنواع من البلاء ليختبرهم، كما قال تعالى: ﴿الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (2)  ،  البلاء والاختبار موضوعه: ﴿أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا﴾، يعني أي الفرق، وأي الناس أحسَنَ عمله؟ وحسن العمل لا يتحقق إلا بتحقيق الغاية من الوجود الذي ذكره الله تعالى في قوله: ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (3)    فبالتالي ينبغي للإنسان أن ينطلق من هذا المنطلق في نظره لكل ما يجريه الله تعالى من الأقضية والأقدار التي تجري عليه في خاصة نفسه، أو في عامة حاله، وعامة حال أمثاله وأدرابه من الناس، فإنه إذا استحضر هذا المعنى كان ذلك معينًا له على حسن التعامل مع البلاء وما ينزل به من الحوادث، البلاء بالنعماء أو البلاء بالضراء، فأجاز البلوى مما يسر به فهو مبتلى بنعمة ينظر كيف يصنع فيها؟ أو مبتلى بمكروه يرى الله –عز وجل- من عبده ما يكون من حاله فيما نزل به من ضراء؟ والعبد في كل لحظة له في الضراء والسراء، وفي المنشط والمكره، وفي العُسر واليسر، وفي الصحة والمرض، وفي الغنى والفقر، وفي الإقامة والسفر، وفي كل أحواله المتقابلة فقير إلى الله –عز وجل-، فقير إلى تحقيق العبودية له، لا نجاة له إلا بالاعتصام بالله –عز وجل- والتجائه.
نزل بالناس من هذه الجائحة التي أصابت البشرية جمعاء في مشارق الأرض ومغاربها، ولله في ذلك حكمة، بل لله في ذلك حكم، والمؤمن يحمد الله تعالى على كل ما ينجيه من قضاء وقدر، فهو المحمود عند كل الأحوال، المحمود في السراء، المحمود في الضراء، فما من شيء يجريه الله تعالى على عباده إلا ويكون لهم فيه خير إذا أحسنوا التعامل معه، وحققوا ما يرضيه الله –عز وجل- فيما ينزل بهم من النوازل.
هذه الجائحة اختلفت بها أحوال الناس، فتعطلت كثير من مناحي حياتهم، وتأثروا تأثرًا واسعًا لم يسلم من تأثير هذه الجائحة قريب ولا بعيد، صغير ولا كبير، غني ولا فقير، فجميع البشرية بكل شرائحها وطبقاتها وأصنافها نالهم من التأثير ما هو معلوم معروف، وهو متفاوت، الناس في ذلك على مراتب ودرجات، والجميع يشترك في أنه نالهم من التأثير ما ناله، وطبيعة البلاء أن الله تعالى لا يبقيه كما جرت به سنته، فالله تعالى يقلب الأحوال على الناس سواء بين مسرة ومكروه، وبين فرح وتَرَح، وبين شدة ورخاء، وبين غنى وفقر، ما يجري الناس على حال واحدة، بل تتنوع أحوالهم، ولهذا ليس للشقاء بقاء كما قيل، بل لابد للشدة من زوال، وقد قال الله تعالى: ﴿سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا (4)  .
فالله تعالى حكيم بما يجريه، ومن حكمته أنه وعى البلاء على الناس، الناس في هذه الأزمة جرى لهم من الانتفاع بما أجراه الله تعالى في هذه الجائحة من المنافع ما الله تعالى أعلم به، وإذا تلمس الإنسان ما يمكن أن يكون من المنح في المحن، ومن الهبات في ما هو من مظاهر المنع وجد في ذلك معاني كثيرة، ورفع الله تعالى عن الناس ذلك بما جرى من خفة هذا الفيروس في تأثيره، وكذلك من جهة استيعاب الناس للطرق المثلى والسبل الحسنى التي من خلالها يستطيعون التعايش والتعامل مع هذا الفيروس بما يضيق دائرة تأثيره على معاشهم، وعلى صحتهم، وعلى نواحي حياتهم.
ولهذا يسجل لدولتنا المباركة وقيادتنا الرشيدة هذا السبق في التعامل والتعاطي مع هذه الجائحة، فقد كانت القرارات الاستباقية التي اتخذها ولي الأمر وجرت عليها أجهزة الدولة في التعامل مع هذا الحدث كان لها أثر بالغ في تقليل الأضرار وتخفيف وطأة وحدة أثر هذا الفيروس على صحة الناس، وعلى معاشهم، وعلى سائر نواحي حياتهم، فلله الحمد على ذلك ونسأل الله تعالى أن يجزي ولاة أمرنا وقيادتنا على ما بذلت وقدمت واستبقت في معالجة هذا الحدث، وفي مواجهة هذه الجائحة التي تفاوتت الدول في وطأة تأثير هذه الجائحة عليها، ونحن -ولله الحمد- من أمثل الدول، ومن أفضلها على مستوى العالم فيما يتعلق بالتعامل، وفيما يتعلق بتأثير هذه الجائحة، فله الحمد على ذلك كثيرًا.
ولاشك أن هذا النجاح بفضل الله –عز وجل-، ثم ما جرى عليه قيادة هذه البلاد من الحرص التام على كل من يعيش على أثر هذا البلد من مواطن ومقيم، ألا يكون معرضًا لما يهدد أمنه سواء في أمنه الصحي، أو أمنه الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الفكري أو غير ذلك من نواحي الأمن، فله الحمد -جل في علاه-.

 ولولاة أمرنا جزيل الشكل مع وافر الدعاء أن يسددهم الله تعالى، وأن يجزيهم خيرًا على ما قدموا، ولا جد أن المباشرين لهذه التوجيهات من سائر القطاعات لاسيما القطاع الصحي لهم الدعاء ولهم الشكر ولهم وافر التقدير على ما بذلوه وما يبذلونه من جهود مباركة وأعمال جليلة في محاصرة هذا الفيروس ومحاصرة هذه الجائحة، وتأمين الناس من الأضرار التي تنجم عنها فلهم منا جزيل الدعاء، نسأل الله تعالى أن يبارك فيهم، وأن يجزيهم خيرًا على ما بذلوه، على ما قدموه من توجيهات وجهود مباركة كان لها الأثر الواضح في تحقيق رؤية وآمال ولاة الأمر والمجتمع في السلامة من هذه الآفة بالقدر الذي يعد على مستوى العالم  متقدمًا وعاليًا، فلله الحمد على ذلك.
كما أن هذه الأسماء -ولله الحمد- أظهرت التلاحم الذي نراه من سائر أفراد المجتمع باختلاف مستوياتهم، وباختلاف جهاتهم في التزامهم بالتوجيهات الصادرة عن الجهات المختصة فيما يتعلق بالاحترازات الوقائية التي يُنشد من خلالها محاصرة الجائحة والخروج من تأثيراتها، كل هذه المعاني -ولله الحمد- مما يبتهج به المؤمن، ومما يلمح فيه رحمة الله تعالى وفضله على قيادة هذه البلاد، وعلى الشعب، وعلى المجتمع، وعلى كل من كان على الوطن المبارك، فنحمده تعالى على ذلك حمدًا كثيرًا.
وبدأت الحياة تعود تدريجيًا إلى طبيعتها على وفق ما رتبه المسئولون الذين يديرون هذه الأزمة، ويسعون لإيصال المجتمع إلى برِّ الأمان والسلامة من هذه الآفة، فنسأل الله تعالى أن يتم الغاية والمقصود، وأن يبلغنا ما نؤمل من السلامة والصحة في أنفسنا، وفي أهلينا، وفي مجتمعنا.

 وسنتحدث -إن شاء الله تعالى- عن بعض ما يتصل بالمسائل المتعلقة بمراحل معالجة هذه الجائحة فيما نستقبل من حديث في هذه الحلقة.
المقدم:- فضيلة الشيخ أيضًا لدي نقطة مهمة نريد أن نتحدث عنها أيضًا، نقطة أخرى نريد أن نتحدث عنها وهي شكر الله –تبارك وتعالى- على تيسيره وتخفيفه وعودة الحياة جزئيًا وممارسة نشاطات الحياة جزئيًا والعودة بحذر، هذا أيضًا من فضل الله –تبارك وتعالى- الواجب على المسلم أن يشكر نعمة الله –عز وجل- حتى يعطينا أكثر من عنده –تبارك وتعالى-.
الشيخ:- ما في شك الشكر من أعظم ما تقابل به النعم، كما أن الصبر يكون في المكروه، فالشكر يكون في أداء النعم والهبات والعطايا، فنحمده –جل وعلا- حمدًا كثيرًا طيبًا على ما يسر من خطوات كانت سببًا للتخفيف والتأمين للناس من هذه الجائحة، فنحمده تعالى على ذلك، ونحمده على ما يسر من العودة التدريجية للحياة بحيث يباشر الناس حياتهم، وتعود الحياة إلى طبيعتها بما يتناسب مع الوضع الباقي، وهو أن الفيروس لازال يحتاج إلى أخذ الحذر منه، والعمل بالإجراءات الاحترازية التي تقي الناس هذه الأضرار.
فلاشك أن نعم الله تعالى تزيد بالشكر، وقد قال الله –جل وعلا-: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ (5)  ، فنسأل الله تعالى أن يعيننا على شكر نعمه، وأن يرزقنا القيام بحقه؛ فبالشكر تتابع الهبات وتزيد النعم، وشكر الله تعالى يكون بالقلب إقرارًا بفضله وإنعامه، وأنه لا يأتي بالخير إلا هو –جل وعلا-، ولا يدفع الشر إلا هو –سبحانه وبحمده- وإن ما جرى من دفع المكروه ورفعه إنما هو بفضله ومنه وهدايته وتيسيره جل في علاه، هذا فيما يتعلق بشكر القلب.
وشكر اللسان بالثناء عليه جل في علاه، والحمد له –سبحانه وبحمده- والذكر الجميل له –سبحانه وبحمده- فهذا حقه جل في علاه، كما أن من شكر الله –عز وجل- شكر من أسدى إلينا معروفًا، وأحسن إلينا؛ فإنه قد جاء في مسند الإمام بإسناد جيد من حديث أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي –صلى الله عليه وسلم- قال: «لا يشكرُ اللهَ من لا يشكرُ الناسَ»  (6)    فمن شُكر الله شكرُ من يستحق الشكر من أهل الإحسان وأهل الفضل وأهل المبادرة إلى محاصرة هذه الجائحة.
ابتداء بولاة الأمر والقيادة الرشيدة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما كان من سبق في التوجيه باتخاذ التدابير التي تقي الناس والمجتمع شر هذه الجائحة، ثم بعد ذلك أيضًا من خلال شكر كل من ساهم في إنجاح هذه المعالجات سواء من القطاع الصحي أو القطاع الأمني الذي بذل جهدًا كبيرًا في تأمين حياة الناس، والمحافظة عليهم، وتيسير الإجراءات الاحترازية وما إلى ذلك من جهود لا ينكرها إلا من عميت عينه أو مرض قلبه.
عمى العين لا يرى به الإنسان الإحسان، وأما مرض القلب وعمه فيحمل الإنسان على جحد النعم والإحسان الذي تفضل به –جل وعلا- علينا في هذه البلاد، فمما يشكر الله تعالى عليه أن يشكر من أحسن إلينا من كل ذي إحسان في معالجة وتخطي هذه الأزمة، وكذلك شكر كل من جاهد بالتزام التوجيهات التي صدرت عن الجهات المختصة في مواجهة هذه الجائحة، فإن ذلك مما يذكر، فإن كل من التزم من المواطنين والمقيمين صغارًا وكبارًا، ذكورًا وإناثًا، كل من التزم فهو شريك في النجاح يشكر على ما بذل ونهنئه على ما كان عليه من التزام لتوجيهات ولاة الأمر، فإن ذلك مما يؤجر عليه، كما قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ (7)  .
فالجميع الحقيقة شريك في النجاح، وهذا من فضل الله تعالى ونسأله -جل في علاه- أن يمدنا بمزيد عطاء وفضل وسلامة وصحة وخلاص من هذه الجائحة وآثارها التي طالت مكاسب الناس ومعاشهم، وسائر أوجه حياتهم، كما أنه مما يعني يذكر من نعم الله تعالى هذا الترابط المجتمعي الذي حقق -ولله الحمد- خيرًا كثيرًا والتحامًا مشرفًا يسرُّ به الإنسان، فكان التعاون بين الجمعيات الخيرية وأهل الإحسان في إيصال الحوائج للمحتاجين، وأشرفت على ذلك الجهات الخيرية التي تحت مظلة الوزارات المعنية، فكان ذلك عونًا للناس في تجاوز هذه الأزمة وفيهما التخفيف عليهم في آثار هذه الجائحة.
وقد بذلت الدولة الأموال الطائلة على كافة المجالات التي احتاجت إلى تغطية.

 وهذا ولله الحمد مما ينبغي أن يذكر ويشكر ويبين حتى يعرف الإنسان عظيم نعمة الله عليه، فتحملت الدولة رواتب القطاع الخاص بقدر 60% حتى لا يكون ذلك هذه الجائحة التي أدت إلى توقف الأعمال كل ذلك سببًا لفقد الوظائف أو إرهاق أصحاب المؤسسات الخاصة، وهذا لاشك أنه من الإحسان الذي ينبغي أن يشاد به ويشكر.
وكذلك أشرفت الجهات المختصة في إمارات المناطق، وفي أيضًا المحافظات على المبادرات الخيرية سواء في قضاء الديون أو في إيصال المؤن والأرزاق لمن انقطعت أسباب الرزق اليومي لمن يعمل بالأجور اليومية فهذه المظاهر بكل أنواعها وأشكالها مما تسر الخاطر ويحمد الله تعالى العبد عليها، ونسأل الله تعالى المزيد منها، وأن يعظم الأجر لكافة من كان مساهمًا في أي باب من أبواب الخير، أو مجال من مجالات الإحسان، فله الحمد على ذلك كثيرًا، وجزى الله تعالى كل صاحب إحسان على ما كان من إحسانه ويبشر بعطاء رب كريم منان، قد قال في محكم القرآن: ﴿هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلَّا الإِحْسَانُ (8)  .
المقدم:- الله يعطيك العافية فضيلة الشيخ، اسمح لي أن نذهب إلى فاصل بعده -بمشيئة الله تعالى- سنستكمل حديثنا حول التوكل على الله –عز وجل- والأخذ بالأسباب، وسنتحدث عن الاحترازات التي يراعيها الناس ويلتزموا بها الصادرة من الجهات المعنية، وهذا كله من الأخذ بالأسباب، سنتحدث بعد الفاصل -بمشيئة الله تعالى- عن هذين الجزأين -بمشيئة الله تعالى- فاصل قصير بعده نكمل الحديث ابقوا معنا.
حياكم الله مستمعينا الكرام في هذه الحلقة المباشرة من برنامج "الدين والحياة" عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة، نحييكم ونرحب بكم ونرحب بضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم أهلًا وسهلًا فضيلة الشيخ مجددًا، حياك الله يا مرحبًا.
الشيخ:- حياكم الله ومرحبًا بك.
المقدم:- أهلًا وسهلًا فضيلة الشيخ، كنا نتحدث قبل الفاصل تحت عنواننا "العود أحمد"، تحدثنا عن الجائحة وحال الناس فيها وما يستفاد منها أيضًا، ووقفنا وقفات يسيرة مع الخدمات التي قُدمت من قبل الحكومة، حكومة المملكة العربية السعودية التي قدمت مساعدة للناس لتجاوز هذه الأزمة التي حلت بهم، بودي أن نتحدث فضيلة الشيخ في الجزء المتبقي من هذه الحلقة عن التوكل على الله –عز وجل- والأخذ بالأسباب، وأن التوكل لا ينافي الأخذ بالأسباب، من هذه الأسباب الأخذ بالاحترازات والإجراءات التي وضعتها وأقرَّتها الجهات المعنية والمختصة.
الشيخ:- أخي الكريم لاشك أن التوكل مفتاح كل نجاح، فليس ثمة نجاح للناس والبشرية في أمر من الأمور إلا بالتوكل على الله –عز وجل-، فإن المتوكل يدرك بتوكله وبما يقتضيه التوكل من الأخذ بالأسباب يدرك خيرًا كثيرًا، وقد قال الله -جل في علاه- في محكم كتابه: ﴿وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (9)  ،  وقال تعالى: ﴿وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (10)    والآيات التي فيها الأمر بالتوكل كثيرة ووفيرة.
وحقيقة التوكل هو اعتماد القلب على الله تعالى في جلب كل خير، وفي دفع كل ضر، فإنه لا يأتي بالحسنات والخيرات والمحبوبات إلا الله –عز وجل- ولا يزيل المكروبات إلا الله جل في علاه، ولهذا إلا ما عظم توكل الإنسان على ربه واعتماده عليه كان ذلك موجبًا لعطاء الله وفضله وإحسانه وولايته لعبده، فإنه من يتوكل على الله فهو حسبه، فقال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (11)  ،  معنى﴿حَسْبُكَ اللَّهُ﴾ أي أن الله تعالى كافيك وكافي من اتبعك كلَّ ما تكرهه وتخافه من المكروهات والمخوفات.
ولهذا جدير بنا أيها الإخوة والأخوات أن نستشعر عظيم حاجتنا إلى هذه العبادة الجليلة التي بها ندرك كثيرًا من مصالح، ندرك جميع مصالح معاشنا ومصالح معادنا، فالتوكل كما أنه يدرك به الإنسان التوكل على الله تعالى فهو يدرك به أيضًا من خير الدنيا والآخرة، وقد قال الله تعالى في وصف المؤمنين ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (12)    ولذلك كل ما ينزل بالإنسان مما يكره، وأيضًا كل ما يؤمل إدراكه مما يحب فإن الطريق الأوثق والسبيل القويم في تحصيل ذلك هو التوكل على الله تعالى في حصول المطالب الدنيوية من المآكل والمشارب، وفي حصول الأمن من كل ما يخافه ويخشاه، وأن يتذكر أن الله هو الذي يكفيه، أليس الله بكاف عبده.
وهذا لا يعني أن يترك الناس الأخذ بالأسباب التي تتحقق بها مصالحهم، ويأمنون بها مما يكرهون، فالتوكل هو العمل القلبي الأساس الذي يدرك به الإنسان كل محبوب، ويأمن به من كل مرغوب، وينعطف على هذا العمل القلبي يجتمع معه ويشترك معه أسباب أخرى، وهي ما يمكن أن يكون من الأسباب المادية التي إذا أخذها كان ذلك مبلِّغًا له غايته ويدرك به مقصوده؛ لأن من يأخذ بالأسباب الصحيحة مع التوكل على الله تعالى في تحصيل مقصوده كان ذلك سالكًا الصراط المستقيم وجاريا على سنن المرسلين، فالنبي –صلى الله عليه وسلم- سيد المتوكلين صلوات الله وسلامه عليه.
ومع ذلك لم يمنعه ذلك من التوجيه إلى أخذ كل ما يكون سببًا من أسباب الوقاية من الشر، ومن ذلك الوقاية من الأمراض، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أمر بالأخذ بالأسباب التي يتقي الناس بها شرَّ ما يخافونه من الأمراض ومن ذلك العدوى، فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر بالفرار من المجذوم كالفرار من الأسد قال: «فِرَّ من المجذومِ فراركَ من الأَسدِ»  (13)  والمجذوم هو من أصيب بمرض في جلده، وهو مرض معدي أمر النبي –صلى الله عليه وسلم- بالفرار منه والبعد عنه والنهي عنه لتحقيق السلامة وشبهه بالفرار من الأسد، وأنت لك أن تتصور لو لقيت أسدًا في طريقك أو صادفته في مكان كيف ستتصرف؟ وأنت تعرف أنه حيوان مفترس، سبع ضارٍ، إذا لم تأمن نفسك منه أوشك أن يهلكك قال –صلى الله عليه وسلم-: «فِرَّ من المجذومِ فراركَ من الأَسدِ» أي كما تفر من الأسد لسعيك لتأمين نفسك أو لإدراك السلامة من شر هذا العدو.
وهذا الحديث في صحيح الإمام البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه  (14)  هذا التوجيه اللفظي منه –صلى الله عليه وسلم-، وأما التوجيه العملي من الوقاية من الأمراض، فقد جاء في حديث عمرو بن الشريد عن أبيه أنه قال: كان في وفد ثقيف رجل مجذوم، وفي الوفد الذين جاءوا يبايعون النبي –صلى الله عليه وسلم- كان معهم رجل مجذوم، يعني فيه جذام، والجذام مرض معدي فلما علم النبي –صلى الله عليه وسلم- بقدومه قد جاء من الطائف لمبايعة النبي –صلى الله عليه وسلم- انظر إلى المسافة الطويلة التي قطعها هذا الرجل والموضوع الذي جاء من أجله، قطع مسافة طويلة لأجل عمل شرعي ديني، وهو لقاء النبي –صلى الله عليه وسلم- ومبايعته أي معاهدته على ما عاهده عليه أهل الإسلام من الإيمان وسائر صالح العمل، فماذا كان من النبي –صلى الله عليه وسلم-؟ كيف تعامل مع هذا؟
قال: أرسل إليه قائلًا: «إنا قد بايعناك فارجع»  (15)  فلم يقابله –صلى الله عليه وسلم-، لم يصافحه –صلى الله عليه وسلم-، لم يمكنه من مخالطة الناس بل أمره بالرجوع، وأخبره بأنه قد حصل له مقصوده دون أن يتحقق عمليًّا، إنما بمعنى أنه يصافح النبي –صلى الله عليه وسلم- ويجالسه، بل أرسل إليه قبل أن يأتي فقال له: «ارجع فإنا قد بايعناك»أي قد تحقق لك ما جئت من أجله.
وهذا نحن بحاجة إليه في مثل الوباء الذي يعيشه الناس اليوم وهو أخذ الإجراءات الاحترازية، اليوم عاد الناس إلى طبيعة الحياة تدريجيًّا وجزئيًّا، وهي مراحل للعودة المكتملة، فنحن بحاجة إلى إنجاح هذه العودة في امتثال التوجيهات التي وجَّهت بها الجهات المختصة والجهات التي تدير هذه الأزمة بما تصدره، سواء كان على الجانب الصحي، أو الجانب الأمني، أو الجانب الإداري وجميع الجوانب التي تتعلق بهذه الأزمة، نحن بحاجة إلى أن نكون مبادرين ومتحمسين لامتثالها؛ لأنها في الحقيقة تعود المصلحة فيها إلى كل واحد منا على وجه الانفراد، وتعود علينا على وجه الاجتماع، ومن فرَّط فإنه يجني على نفسه ويكون سببًا للشر لغيره.
فلذلك من الضروري أن نعي أن أخذ هذه الاحتياطات والعمل بهذه التدابير، هو مما يجب على كل أحد منا وجوبًا شرعيًّا طاعة لله وطاعة لرسوله، ولنا في رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أسوة حسنة، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم- قعَّد وأصَّل للأخذ بالاحتياطات والإجراءات الاحترازية في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «لا يُورِدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ» وهو حديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه «لا يُورِدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ»  (16)    يعني لا يأت من به مرض على من به صحة، وهو سليم من المرض فقوله: «لا يُورِدُ مُمْرِضٌ على مُصِحٍّ» نهي نبوي للمريض وهو الذي أصابت الأمراض ما شيته وكذلك أصابته هو فيما إذا كان مريضًا، أن يأتي على المُصِحِّ وهو صاحب الماشية الصحيحة أو صاحب البدن السليم من الآفات والأمراض.
فلذلك ينبغي لنا أن نعتني بمثل هذه التدابير، واليوم رجعت الحياة إلى المساجد بفضل الله تعالى ومِنَّته ورجعت الحياة للدوائر والأعمال والجهات التي يحتاجها الناس في معاشهم من المصالح فينبغي أن يكون هذا العود على نحو ما يجري التوجيه به من الجهات المسئولة في كل مجال من المجالات، وفي كل باب من الأبواب، والدولة وفَّقها الله حريصة غاية الحرص على الوصول بالمجتمع وبالناس إلى بر الإيمان وإلى ساحات الصحة والعافية والسلامة.
ولذلك من الضروري أن نتعاون أيها الإخوة والأخوات، وألا نتساهل، وأن نكون قدوة لأبنائنا وإخواننا وسائر من ينظر إلينا في الامتثال الصحيح، بعض الناس يخلط في موضوع التوكل ويجعل الإهمال للأسباب والاستهانة بأخذ التدابير الواقية من الأمراض يجعلها من التوكل، فيقول: ﴿قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا (17)    نعم، لكن هذا تفسير للآية في غير موضعها، الله تعالى يقول: ﴿وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (18)  ، ويقول تعالى: ﴿وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (19)    ويقول تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ (20)  .
لماذا ينزل بعض الناس الآيات في غير موضعها؟
للاحتجاج على إهماله، أو على عدم عنايته لما يكون من أسباب السلامة، التوكل لا يعني ألا يأخذ الإنسان بالسبب، التوكل معناه أن يثق بقلبه أن الله تعالى حاميه، وأن الله تعالى حافظه، وأن الله تعالى هو الذي يأتي إليه بكل ما يحب ويصرف عنه كل ما يخاف، ويخشى ويثق بالله تمام الثقة، ومع هذا يطيع الله تعالى بأخذ الأسباب التي تقي الشرور وتبلغ الإنسان الغايات المأمولة.
ولهذا أنا أؤكد أن نجاح هذه المرحلة كما أكد أصحاب الاختصاص من المسئولين والجهات الإرشادية التي توجه الناس أنه لن تنجح هذه المرحلة إلا تضافر الجهود والوعي التام بضرورة أخذ الاحتياطات، والدولة مشكورة حيث رتبت هذه الإجراءات، ورتبت عليها عقوبات للمستهترين الذين لا ينظرون إلى هذه الأزمة بالنظر الصحيح، وليس لهم همٌّ إلا السير في مشتهياتهم وحاجتهم دون نظر وتفكير سليم بما ينبغي أن يكون عليه حال المؤمن من الوعي والبصيرة والاحتياط والاهتمام بكل ما يكون سببًا لسلامته وسلامة الناس.
فيما يتعلق بالعبادات أصدرت وزارة الشئون السامية مشكورة توجيهات لما يتعلق بالمصلَّين وهي من الأماكن التي يجتمع فيها خلق كثير بما يكون سببًا لصلاح حال الناس وسلامتهم فيتحقق الاجتماع على العبادة والطاعة وإقامة الشعائر مع أخذ الاحتياطات والتدابير الواقية مما يمكن أن يكون ناتجًا عن الاجتماع والاختلاط في محل العبادة من المساجد ونحوها.
فينبغي الحرص على هذه التوجيهات والعناية بها والاحتساب في الأخذ بها، وأسأل الله تعالى أن يعيننا وإياكم على كل بر، وأن يبلغنا وإياكم كل خير وفرح وسرور.
المقدم:- اللهم آمين، فضيلة الشيخ سنذهب إلى فاصل قصير جدا بعده نكمل الحديث -بمشيئة الله تعالى- وأيضًا فضيلة الشيخ وردت أسئلة عن الحكم الشرعي للبس الكمامة أثناء الصلاة يعني التعليمات صدرت بالتباعد، ووضع السجاجيد الخاصة، وعدم القراءة من المصاحف الورقية، والقراءة من المصاحف الإلكترونية، لكن السؤال أيضًا عن الحكم الفقهي للبس الكمامة أثناء الصلاة سنذهب إلى فاصل بعده -بمشيئة الله تعالى- سنكمل الحديث.
حياكم الله مستمعينا الكرام في الجزء الأخير من هذه الحلقة من برنامج "الدين والحياة" عبر أثير "نداء الإسلام" من مكة المكرمة ضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم، أهلًا وسهلًا فضيلة الشيخ مجددًا، حياك الله.
الشيخ:- حياكم الله، ومرحبًا بكم وأهلًا وسهلًا بالمستمعين والمستمعات.
المقدم:- أهلًا وسهلًا فضيلة الشيخ، كنت سألتك قبل الفاصل عن الحكم الشرعي لتغطية الفم والأنف ولبس الكمامة على سبيل المثال أثناء الصلاة؟
الشيخ:- فيما يتعلق بالتلثم، وضع الكمامة في أثناء الصلاة هو مندرج في كلام الفقهاء فيما يتعلق باللثام، وهو ما يغطى به الفم أو ما يغطى به الفم والأنف، والمذاهب الأربعة على أنه يكره التلثم في الصلاة مذهب الإمام أبي حنيفة  (21)  ، ومذهب الإمام الشافعي  (22)  ، ومذهب الإمام مالك  (23)  إلا أن هذه الكراهة تزول بالحاجة؛ فإن الحاجات تبيح المكروهات.
والحقيقة أن عندما نسمع إلى التوجيهات الطبية التي تصدر عن المختصين نعلم أن أخذ هذه التدابير له تأثير كبير في حماية الإنسان لنفسه، فلبس الكمامة مما يحمى الإنسان نفسه ومما يحمي به غيره، فالمصلحة ليست خاصة، بل المصلحة متعدية أي تتعدى إلى غيرك.
فلذلك من المهم أن نعرف أن هذه التدابير ليست فقط لمصلحة طرف دون طرف، فهي مصلحة لجميع الأطراف، ولهذا نتعاون في تحقيقها، ووضع الكمامات صدر توجيهات بتأكيد الالتزام بوضع الكمام عند الخروج وقاية للإنسان ووقاية لغيره، أيضًا وضع هذا الكمام على فمه في المساجد، وفي أماكن الصلاة هو مما يجب أن يراعى وذلك صيانة للإنسان نفسه، وصيانة لغيره لاسيما أن المصلي يسجد والسجود قرب من موضع الأرض، وبالتالي ينبغي أن يكون هذا الكمام حاضرًا حتى يتوقى من أن يصل إليه شيء مما يمكن أن يلصق بهذه الأسطح، أو أن يوصل هو شيء من أثر قربه في السجود.
على كل حال الكراهة تزول بل الوجوب يتعين عند العلم بأن نسبة كبيرة عالية من الإصابة بهذا المرض ناتجة عن الانتقال من طريق التنفس القريب.
ولهذا جرى التوجيه بالتباعد بين المصلين، ولبس الكمامات، وعدم القراءة من المصاحف الورقية في المساجد؛ لأجل الوقاية مما يمكن أن يعلق أن يكون قد علق بالأسطح ونتج وممكن أن ينتج عن التقارب، كذلك في أماكن العمل وكذلك في وسائل النقل ينبغي الاستحضار لهذا المعنى في كل المجالات، والعمل بالتوجيهات الصحية مما يحقق للإنسان السلامة في نفسه، ويحقق له تأمين غيره.
فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويديه، وهذا مما يتحقق به معنى الإسلام، فإن المسلم ساع في حصول السلامة لنفسه، وحصول السلامة لغيره في قوله وعمله وفي كل ما يصدر عنه، فنسأل الله أن يعيننا على تحقيق هذا المعنى، وأن يسلم الجميع من آفات هذا المرض وأن يكون نجاح هذه المرحلة كسابقه من النجاحات التي تحققت لنا ولله الحمد.
المقدم:- الله يعطيك العافية يا دكتور، شكر الله لك، وكتب الله أجرك فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم، شكرًا جزيلًا فضيلة الشيخ على ما أجدت به وأفدت في هذه الحلقة.
الشيخ:- والشكر لكم، وأسأل الله تعالى أن يجزي ولاة أمرنا خيرًا على ما يبذلون، وأن يوفق الجميع لما فيه الخير، وأن يرفع الوباء، وأن يحث الناس لرشدهم وحياتهم على نحو يحققون فيه مصالح دينهم ومصالح دنياهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.