قراءة سورة البقرة لجلب المنافع

رابط المقال

السؤال:

ما حكم قراءة سورة البقرة يوميًّا كرقية شرعية، ولجلب المنافع، وتخصيص قراءتها لمدة أربعين يومًا؟ هل ورد في ذلك دليل؟

الجواب:

البقرة كلها بركة، كما جاء في الصحيح من حديث أبي أمامة قال: «اقرءوا القرآن؛ فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه، اقرءوا الزهراوين، البقرة، وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما، اقرءوا سورة البقرة؛ فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا تستطيعها البطلة»  (1)  ، لكن هذا لم يرد فيه  تقدير عددي أو زمني، كأن يقرأها مرة كل يوم، أو يقرأها عشر مرات في اليوم، ويقرأها أربعين مرة، كل هذا لم يرد، وكل تحديد لإدراك هذه البركة لا دليل عليه، فقوله صلى الله وعليه وسلم: «أخذها بركة» يتحقق بقراءة بعضها، وبقراءتها كلها، وبقراءتها يوميًّا، أو بقراءتها في أيام متعددة.

ثم ينبغي أن لا يسرف في كثرة القراءة ـ التي هي تلاوة الألفاظ ـ دون تدبر المعاني؛ لأن هذه التلاوة لا يحصل بها المقصود من التدبر والاتعاظ، قال ابن مسعود رضي الله عنه: «لا تهذوا القرآن  (2)  كهذِّ الشعر، ولا تنثروه نثر الدقل  (3)  ، وقفوا عند عجائبه، وحركوا به القلوب»  (4)  ، فقراءة التدبر أعظم أجرًا، وأكثر بركة، من قراءة اللفظ مع الغفلة عن المعنى؛ لأن البركة في القرآن ليست في مجرد تلاوة ألفاظه مع الغياب عن معانيه، بل هي في الأمرين؛ قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ}  (5)  ، والتلاوة التي تكون بتأنٍّ هي التي تحقق مقصود الشارع من تأمل القرآن والتفكر فيه، فيفتح للإنسان أبوابًا عظيمةً من الخير، غير طمأنينة القلب وانشراحه، وسكونه وراحته وبهجته. هناك أسرار ومعاني تنفتح للإنسان، وهدايات يدركها من خلال تدبر آيات القرآن، نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.