×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3171

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم مستمعينا الكرام في كل مكان، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نحييكم تحية طيبة عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة في هذه الحلقة المتجددة لبرنامج "الدين والحياة" والتي نستمر معكم فيها على مدى ساعة كاملة بمشيئة الله تعالى.

 في بداية هذه الحلقة مستمعينا الكرام تقبلوا تحياتي محدثكم وائل الصبحي ومن الإخراج خالد الزهراني وياسر زيدان، ومن الماستر كنترول إبراهيم الناشري، ومن الهندسة الإذاعية علي مدابغي.
بسمكم جميعًا أيها المستمعون الكرام أرحب بضيفي وضيفكم الكريم في هذا اللقاء فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم شيخ خالد السلام عليكم وأهلا وسهلا بك معنا في بداية هذه الحلقة.
الشيخ:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم:- أهلا وسهلا فضيلة الشيخ حياك الله يا مرحبا، حياكم الله مستمعينا الكرام بمشيئة الله تعالى سيكون حديثنا في هذه الحلقة حول حديث النبي - عليه الصلاة والسلام-  في قوله: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِه» سنن الترمذي (3895)، وقال: هذا حديث حسن صحيح  سنتحدث عن هذه الخيرية وسنتحدث عن آداب العشرة أيضًا وكيف كان حال النبي - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم- فيبيته،وأيضًا ما ينبغي في مثل أوقاتنا الحالية في البيوت في مثل هذه الأوقات التي يجلس فيها الجميع، تجلس فيها الأسرة كاملة في البيت ما ينبغي على كل واحد منا تجاه أهله.
أولًا: فضيلة الشيخ قبل أن نبدأ الكلام وحديثنا حول هذا الحديث الشريف عن النبي -عليه الصلاة والسلام- بودي أن أسألك عن معنى الحديث ككل، معنى الأهل، وما هي الخيرية أيضًا المقصودة في هذا الحديث؟
الشيخ:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، تحية طيبة لك أخي وائل وللإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، وأسأل الله تعالى أن يعمر أوقاتنا بما فيه خير ديننا ودنيانا، وأن يعجل برفع الوباء وكشف الضر عن عباده، وأن يصلح الأحوال، وأن يجعلنا من الهداة المهتدين.
فيما يتعلق بهذا الحديث الشريف، وهو وسام نبوي يقلده النبي –صلى الله عليه وسلم- من اتصف بالوصف الذي أُنيط به الحكم، وهو قوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه»[سنن الترمذي:ح3895، وصححه الألباني في صحيح الجامع:ح3314] هذه الجملة المختصرة التي تبين ما نبه إليه النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من ضرورة العناية بالأهل والأقربين من الناس، حيث قال –صلى الله عليه وسلم-: قوله منقول من حديث عائشة في السنن والمسند «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِي»[سبق]، فالنبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يؤكد في هذا الحديث معنى عظيم، وهو أن معيار الخيرية في أهل الإيمان ليس بما يمكن أن يكون من معاملات طارئة ومخالطات عارضة، إنما تكون الخيرية الحقيقية في الشخص هي لمن كان أقرب الناس إليه، فإن النبي -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أخبر أن السبق في الخير وخصال البر وسجايا الإحسان ليست بشيء أكثر هو فيما يتعلق بمعاملة الخلق أكثر ما يكون الإنسان سابقًا في الخيرية لأهله.
ومعنى هذا أن ما مع الإنسان من الخير هو بقدر ما يكون معه من الخير لأهله، أي النفع والإحسان والإصلاح لأهله وهم والداه، أولاده، وأزواجه، ومن كان متصفًا بهذا الوصف الذي ذكره النبي –صلى الله عليه وسلم- في قوله: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه».[سبق]

 فالأهل يشمل كل هؤلاء وهم من يخالطهم الإنسان مخالطة مستديمة يأوي إليهم ويعاشرهم ويسكانهم، فإن ذلك كله مما يدخل في الأهل، سواء في الزوجات، أو في الوالدين، أو في الأولاد، أو في الأقارب، بل بعض العلماء قال: حتى الأجانب فإنهم من أهله بالنظر إلى قربهم وخلطتهم له كالخدم، ومن يكون مخالطًا للإنسان مخالطة مستمرة دائمة.
وبالتالي ينبغي للإنسان أن يتنبه إلى هذا المعنى الذي أشار إليه النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يتصل بالخيرية، فمن خيار أهل الإيمان خيارهم لأهليهم، وبقدر ما يتحقق فيهم من الخير لأهليهم الوالدين والأولاد والزوجات وسائر الأقارب ومن في حكمهم فإنه ينال بذلك أوفر حظ من هذا النصيب، وقد قال ابن الأثير في قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه» بأنه إشارة إلى صلة الرحم وإلى حثهم إليها[النهاية2/91]، هذا يبين أن الدائرة تتسع فيما يتصل بمعنى الخيرية التي ذكرها النبي –صلى الله عليه وسلم- ونبه إليها بهذا الحديث.
وبه يعلم أن هؤلاء جميعًا يشتركون في الاستحقاق من جهة الإحسان إليهم، ومن جهة السعي في برِّهم، وإيصال الخير إليهم بكل أوجهه، لكن هؤلاء بالتأكيد ليسوا على درجة واحدة، يعني الأقارب والأولاد والزوجات والوالدان كل هؤلاء ليسوا في مرتبة واحدة من جهة استحقاقهم في البر، بل النبي –صلى الله عليه وسلم- بيَّن التفاوت في مراتب البر، وذلك عند التزاحم، وعند الحاجة إلى التقديم، فقال الرجل: يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحبتي؟ فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «أُمُّك»،أعاد الرجل السؤال، فقال: «ثم أمك، ثم أمك»كرر عليه ذلك ثلاث مرات صلوات الله وسلامه عليه، وفي آخر ذلك قال: «ثم أبوك».[صحيح البخاري:5971]
وفي الحديث الآخر في حديث السنن سنن أبي داود وغيره أن النبي –صلى الله عليه وسلم- سأله رجل قال: من أبرُّ؟ يعني من أوجه إليه الإحسان في القول والعمل، والظاهر والباطن؟ فقال: «أمَّك وأباك» قدم الأم ذكرًا ثم ذكر الأب ثم قال: «أختَك وأخاك، ثم أدناك فأدناك» مسند أحمد (7105)، وسنن النسائي (2532)، وقال محققو المسند: إسناده حسن،  وهذا يبين أن المراتب فيما يتصل بالإحسان على هذا النحو من التدرج، وإن كان الجميع يشترك في استحقاق البر، لكنهم على مراتب وقد جاء حديث آخر يبين سبق الزوجات في استحقاق الخيرية، وهو يفسر أيضًا هذا الحديث في قوله –صلى الله عليه وسلم-: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه» قال –صلى الله عليه وسلم- فيما جاء في الترمذي وغيره:«أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا».[سنن الترمذي:ح1162، وقال:هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ]
الإشارة أن حسن الخلق مما يكمل به الإيمان ويصل به الإنسان إلى مراتب الإحسان، فكلما ازداد الإنسان سموًّا وعلوًّا فيما يتعلق بحسن الخلق سبق إلى كل برٍّ وإلى كل خير.
ولهذا قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «أثقلُ شيءٍ في الميزانِ الخُلقُ الحسَنُ» سنن أبي داود (4799)، وسنن الترمذي (2002) وقال: هذا حديث حسن صحيح، تنبيه إلى أن حسن الخلق مما تعلو به الدرجات، وتسمو به المنازل، وتعظم به الأجور، ثم قال –صلى الله عليه وسلم- بعد هذا العموم في قوله: «إنَّ أَكملَ المؤمنينَ إيمانًا أحسنُهم خُلُقًا وخيارُكم خيارُكم لنسائِكم» سنن أبي داود (4682)، وسنن الترمذي (1162) وقال: هذا حديث حسن صحيح  أي لزوجاتهم والسبب في تخصيص ذكر الزوجات وأيضًا يدخل فيه البنات والأخوات وسائر هذا الجنس من أنواع القرابات؛ لأن النساء أحوج من يكون إلى البر، وأحوج ما يكون إلى الإحسان، لما جبرن عليه من ضعف خَلق يوجِب أن يكن محلًّا للرحمة والإحسان، فقوله: خيرهم لنسائهم يشمل الزوجات، يشمل كلَّ جنس الإناث من القرابات، فإن الخيرية لهن مقدمة على الخيرية للرجال.
ولذلك قال: أمك، ثم أمك، ثم أمك بعد ذلك قال: ثم أبوك[سبق]، قال:«أمك وأباك»، قال: «أختك وأخاك»[سبق]، قدم جنس النساء في البر والخيرية والإحسان على جنس الرجال.
إذًا قوله –صلى الله عليه وسلم- في الحديث: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِي»[سبق] «وخياركم خياركم لنسائهم»[سبق]يكتمل به المعنى، وأن الخيرية التي أنيط بها الوصف، الذي أنيطت به الخيرية هو أن يكون الإنسان باذلًا لكل إحسان، لكل خير، لكل فضل في القول والعمل في القلب والظاهر لقرابته، لأهله ابتداء بالأقرب فالأقرب منهم، وفي كل طبقة من طبقات الأقارب جنس الإناث مقدَّم على جنس الذكور، الإحسان وإن كان الجميع يشترك في الخيرية أي يشترك في استحقاق الإحسان والخيرية هذا معنى قول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِي».
المقدم:- فضيلة الشيخ يعني كان هذا شرح لمفهوم هذا الحديث من النبي عليه الصلاة والسلام، ونحن نتحدث حول هذا الموضوع والنبي -عليه الصلاة والسلام- كان قدوة لنا في كل حاله -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.

 بالحديث عن حال النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيته لكن قبل أن نتحدث عن حال النبي نريد أن نتحدث عن بعض آداب العِشرة التي ينبغي مراعاتها من كلا الجانبين من الزوج أو حتى من الزوجة.
الله تعالى يقول في معاملة الرجل إلى المرأة والمرأة للرجل، قال تعالى: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ النساء: 19  والمعروف: وكل ما جرى به العرف من طيب الخصال وجميل الأعمال، والحسن في المعاملة والمخالطة والمعاشرة، سواء كان ذلك في خاصة الإنسان وفي حال خلوته، أو كان ذلك في معاملته على وجه العموم في بيته وخارج بيته، فالعشرة بالمعروف تقتضي أن يتجنَّب الإنسان كل ما نهت عنه الشريعة في الكتاب والسنة، وأن يتحلَّى بكل ما دعت إليه الشريعة من الخصال الحسنة في معاملته لزوجته، وكذلك في معاملة المرأة لزوجها؛ لأن الله تعالى قال: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ البقرة: 228  فالحقوق بين الزوجين حقوق مشتركة ليست لطرف دون آخر، بل الرجل له حق على المرأة، كما المرأة لها حق على الرجل، والشريعة جاءت بتأكيد حق المرأة لأجل أنها الجانب الأضعف غالبًا في العلاقات؛
بحكم الطبيعة والجبِلَّة والخِلقة التي عليها المرأة، فلذلك قال: ﴿وَلَهُنَّ﴾ قبل أن يذكر ما الذي عليهن قال: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ البقرة: 228، وقال: ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ النساء: 19، والحقوق التي تكون بين الرجل والمرأة حقوق مشتركة يجب أن تصان، فلا يجوز لطرف أن يستوفي الحقوق الذي له ويبخس الحقوق التي عليه، وهذه قضية في الحقيقة في غاية الأهمية، وجاء القرآن بالتحذير منها، وهي البخس والنقص في الحقوق التي على الإنسان مع استيفائه كل ما له من الحقوق، قال الله تعالى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ المطففين: 1، وكلمة: ﴿وَيْلٌ﴾ تحذير شديد للمطففين، من هم المطففون؟ قال: ﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ المطففين: 2، وهذه صورة من صور التطفيف، يلحق بها كل الصور الأخرى المشاركة لها في المعنى، يعني الذين يأخذون كل حقوقهم بلا نقص سواء كان ذلك في مبايعة، أو كان ذلك في معاملة، أو كان ذلك في حقوق مادية أو حقوق معنوية ﴿الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ المطففين: 2، هذا في جانب أخذ الحقوق، وفي جانب العطاء والبذل للحقوق التي عليهم ﴿وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ المطففين: 3  أي ينقصون، فهم فيما يتعلق بالحق الذي لهم يستوفونه من غير نقص، ويطالبون به على وجه الكمال، لكن في الحقوق التي عليهم لا يبالون في إيفاء النفس حقوقهم، بل يعطون أدنى ما يكون دون إيفاءٍ للحق، أو قد يعطونه على وجه من المماطلة والمنِّ يلحقه بما ذكر الله –عز وجل- في قوله: ﴿يُخْسِرُونَ المطففين: 3  أي ينقصون الناس حقوقهم ويبخسونهم ما لهم.
فينبغي للزوجين أن ينطلقا في المعاملة بينهما على هذا النحو من العدل والفضل، العدل في ألا يأخذ ما لا يستحق، والفضل في أن يبذل ما عليه من حقٍّ طيبةً به نفسه، ويزيد إن أمكنه ذلك فهذا الفضل، وأما العدل ففي العطاء أن يعطي كلَّ ذي حق حقه، كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ النساء: 58 .
فينبغي للمؤمن أن يلاحظ هذا المعنى، وهذا من مقتضيات الخيرية التي ذكرها النبي –صلى الله عليه وسلم- في قوله: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه» من حديث عائشة، وفي قوله: «خيارُكم خيارُكم لنسائِه[سبق].
أما ما يتعلق ببيان أوجه الخيرية في هدي النبي –صلى الله عليه وسلم- ومعاملته فهذا يكون ضمن وقفات نستجلي فيها ما كان عليه –صلى الله عليه وسلم- من كريم الخصال وطيب السجايا التي حقق بها –صلى الله عليه وسلم- أعلى أوجه الخيرية للأهل، والخيرية للنساء، بل والخيرية لعموم الخلق -صلوات الله وسلامه عليه- ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ الأنبياء: 107  القريب والبعيد، من خالطه ومن لم يخالطه، من أدركه ومن لم يدركه، فهم يشهدون من خيريته ورحمته –صلى الله عليه وسلم- ما يصدق قوله تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ الأنبياء: 107 .
فإن رأيت أن نبدأ باستعراض ما يكون من هديه –صلى الله عليه وسلم- في خيريته لأهله فنبدأ بإذن الله.
المقدم:- حياكم الله مستمعينا الكرام مجددًا في هذه الحلقة المباشرة لبرنامج "الدين والحياة" عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة ضيفنا الكريم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور الشيخ خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم، أهلا وسهلا بك فضيلة الشيخ، حياك الله.
الشيخ:- مرحبا بك وحياك أهلا وسهلا.
المقدم:- فضيلة الشيخ  نتحدث عن حال النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيته وحديثه -عليه الصلاة والسلام-: «خيرُكم خيرُكم لأهلِه، وأنا خيرُكم لأهلِي»[تقدم].

 تحدثنا ابتداء حول معنى هذا الحديث، وآداب العشرة التي تكون بين الزوجين، وحال الإنسان في بيته، نريد أن نتحدث عن حال النبي -عليه الصلاة والسلام- في بيته.
الشيخ:- قبل ما نذكر أوجه خيرية النبي –صلى الله عليه وسلم- لأهله من خلال استعراض ما جاءت به السنة من أقواله وأفعاله -صلوات الله وسلامه عليه- وتوجيهاته أحب أن أنوِّه إلى أننا بحاجة إلى هذا الموضوع في هذا الوقت وفي كل وقت، لكن في هذا الوقت بحكم كثرة المخالطة التي تكون بين الأُسَر بين الأزواج، بين أهل البيت بأوجه المخالطة المتعددة، وأيضًا طول زمن المخالطة في ظل ما يعيشه الناس اليوم من تدابير احترازية ووقائية من انتشار الوباء الناتج عن فيروس كورونا المستجد.
نحن نحتاج إلى أن نؤكد هذه المعاني؛ لأجل طول المدة التي يخالط فيها الإنسان أهله، والحقيقة أن طول المدة معيار يكشف الحقائق ويبرز المعادن، والإنسان على طبيعته دون تكلف ودون تصنع؛ لأن الإنسان يستطيع أن يتصنع لغيره في مناسبة، في لقاء عارض، في اجتماع مؤقت، ولو امتدَّ هذا الاجتماع ليوم أو يومين لا يفيد التصنع شيئا، والزمن الطويل في الغالب يزول معه كل أوجه التصنع وتظهر المعادن على حقائقها.
ولهذا من المهم أن نربي أنفسنا على أن نظهر بالمظهر الحسن، وأن نكون على أحسن حال مع من نديم عشرتهم.

 أنبِّه إلى قضية مهمة بعض الناس يظن أن حسن الخلق وطيب المعشر هو في معاملة الأشخاص المؤقتين، المعاملة العارضة التي تعرض للإنسان في مكتب، أو في دوام، أو في سفر مؤقت، أو ما أشبه ذلك ويغفل أن هذه وإن كانت مطلوبة والإحسان فيها مما يؤجر عليه الإنسان، وهي من خصال الخير في الإنسان أن يكون حسنًا لكل من يعاشره، طيبًا مع كل من يتعامل معه، لكن هناك مراتب ودرجات في سُلَّم الخيرية لا يتبوأ الإنسان أعلى المراتب إلا إذا حقق هذه الفضائل وهذه السجايا الكريمة والمعاملة الحسنة مع من يديم معاملتهم، مع من يطيل عشرتهم.
هؤلاء هم من يكشف حقيقة الإنسان، ويزول كل تصنع أو تكلف في الأخلاق، ولذلك يكون الأمر على نحو ما ذكر النبي –صلى الله عليه وسلم- «خيرُكم خيرُكم لأهلِه»، «خيارُكم خيارُكم لنسائِه».
ذكرهم هنا لدوام عشرتهم،والنساء أيضًا لدوام عشرتهن، أو طول عشرتهم، وأيضًا جانب آخر وهو الضعف للإنسان قد يحسن التعامل مع القريب المساوي له، أو من هو أعلى منه ولكن عندما يتعامل مع من هم تحته، أو تحت ولايته، أو تحت يديه، أو له عليهم مرتبة أعلى من أولاد أو ذكور أو إناث أو غير ذلك تجده قد يتخفف من بعض الأمور التي يتعامل بها مع من هو قرين أو مساوي.
النبي –صلى الله عليه وسلم- لما سئل من أحق الناس بحسن صحبتي قال –صلى الله عليه وسلم-: «أمك» قال ثم من قال: «أمك» قال ثم من قال: «أمك» قال ثم من قال: «أمك» قال ثم من قال: «أبوك»[سبق]، وهذا يدل على كلما اقترب الإنسان في الصلة والعلاقة كان حقه في الإحسان أكبر وأعلى، بخلاف ما يمارسه بعض الناس من عكس المعادلة فيكون هو الأطيب والأحسن والأفضل في معاملة البعيد، وأما معاملة القريب ومن له حق يكون تخفُّف، ولا يبالي باستعمال الفضائل وطيب الخصال والشمائل.
النبي –صلى الله عليه وسلم- ترجم ما وجه إليه -صلوات الله وسلامه عليه- في بيته وفي الأقربين منه على وجه يظهر فيه قوله –جل وعلا-: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ القلم: 4  حسن خلقه لم يقتصر على معاملة الأبعاد، ولا على معاملة أصحابه، ولا على معاملة العارضة، بل كان -صلوات الله وسلامه عليه- للقريب والبعيد، فكان سيدَ الخلق في طيب الشمائل وكريم الخصائل وحسن السجايا وفضل الأخلاق صلوات الله وسلامه عليه.
في بيته كان -صلوات الله وسلامه عليه- نموذجًا للتواضع وعدم الكبر، وإزالة ما يكون من أسباب التباعد بينه وبين أهل بيته، تقول عائشة باختصار في وصف سيد الأنام صلوات الله وسلامه عليه لما سئلت ماذا كان يعمل رسول الله –صلى الله عليه وسلم- في بيته قالت: "كان بشرًا من البشر" تنبيه إلى أنه كان يتعامل مع أهله على سجيته، لا يتكلف أكثر مما تقتضيه جِبلَّته الطبيعية وخصاله الكريمة صلوات الله وسلامه عليه.
"كان بشرًا من البشر، يفلي ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه"[مسند أحمد:ح26194، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد:ح420 ].

 سيد ولد آدم في بيته يخدم نفسه، فلم يكن في منزلة هو المخدوم وغيره خادم، وهو المكرَم وغيره هو المكرِم، بل كان -صلوات الله وسلامه عليه- يباشر حياته بسجيته الطبيعية، وفي حديث آخر تقول في وصفه –صلى الله عليه وسلم- لما سئلت ماذا كان يصنع في بيته؟ قالت: "كان يكون في مهنة أهله"[صحيح البخاري:ح676] أي فيما يكون من خدمة أهله، وهذا إضافة إلى الحديث الآخر الحديث السابق الذي أخبرت فيه عائشة أنه كان يصلح ثوبه، ويحلب شاته، ويخدم نفسه، يبادر إلى الإعانة وإلى المشاركة وإلى المباشرة للأعمال المنزلية على وجه يستغني به عن غيره، فلا ينتظر أن يُقَدَّم له، ولا ينتظر أن يُخدَم، ولا أن يكون في موقع المخدوم على كل الأحوال، بل كان يبادر أن يخدم نفسه.
ويزيد الأمر أنه في مهنة أهله يخدم غيره، قد كان يكون في مهنة أهله صلوات الله وسلامه عليه، وهذه الخصلة خصلة كريمة تكشف معدن من المعادن العلية الرفيعة وهي التواضع والطيب للقريب والمؤانسة والإعانة.
الآن بعض الرجال في بيوتهم لا يقبل أن يشارك أهله لا في خدمة سواء كانت خدمة تخصه هو بتخليص حوائجه وخدمة نفسه، أو حتى خدمة تتعلق بالبيت بالمشاركة في تنظيف أو في طهي أو فيما أشبه ذلك، أو ما يكون مندرجًا ضمن قوله –صلى الله عليه وسلم- كان يكون مندرجًا في قول عائشة:" كان يكون في مهنة أهله"[سبق]، فينبغي أن يحرص الرجال والنساء على التعاون وهو مفتاح الإنجاز، وقال الله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ المائدة: 3 .
والإنسان إذا ساد في مكان بيته وفي محل إقامته روح التعاون بين الصغير والكبير، والذكر والأنثى كان ذلك مدعاة لسعادة هذا البيت.

 أحيانًا التعاون له صور يسيرة وتكون نموذجًاللأسرة في تفعيل هذا المعنى وتطبيقه عمليًّا، فتجد مثلا والدا لما يقوم من سفرة الطعام يحمل ما يحمله لتنظيف المكان، في تقديم الطعام يشارك كل هذا مما يعطي انطباعًا عن إيجابية لدى الصغار والكبار والذكور والإناث، وأن السعادة في هذا البيت وفي هذا المكان لا تتحقق بأن يكون التعامل فيها بتحميل طرف من أطراف التكاليف والبقية هم المخدومون، وهم الذين يقدم لهم.
بل ينبغي أن يكون الإنسان كما ذكرت عائشة -رضي الله تعالى عنها- في وصف رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يخدم نفسه، وكان يكون في مهنة أهله صلوات الله وسلامه عليه، وهذا الجانب يحل إشكاليات كثيرة.

 كثيرًا ما تكون الإشكاليات بين الأزواج في أن الزوج يطالب المرأة بأن تقوم للعمل ولا يشاركها، وقد لا تكون عندها الإمكانات التي من خلالها تستطيع تحقيق كل المطلوبات، فالمفترض والمطلوب أن يشارك الإنسان المرأة، وأن يترك الدعة والكسل والترف، وأن يكونا متعاونين.
وهذا مما تقترن به النفوس، وتلتئم به الأرواح، ويحصل به بين أفراد الأسرة السكن والطمأنينة والمودة، هذه صورة من صور التعامل النبي –صلى الله عليه وسلم- وهديه في بيته صلوات الله وسلامه عليه.
من المعاني أيضًا التي ينبغي أن يلاحظها الجميع الذكور والإناث، الرجال والنساء، الأزواج والزوجات، الآباء والأمهات والأبناء والبنات في بيوتهم هو أن يكونوا متعاونين على البر والتقوى، فينشِّيء بعضهم بعضا على الخير، يحث بعضهم بعضا على البر، يدل بعضهم بعضا على ما فيه خير معاشهم ومعادهم، سواء كان ذلك فيما يتعلق بالواجبات الشرعية والمندوبات الشرعية أو كان ذلك فيما يتصل باستثمار والوقت.
النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: «نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النّاسِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ» صحيح البخاري (6412)، ونحن ولله الحمد في بيوتنا ننعم في كثير في الأحيان بهاتين النعمتين، أما الفراغ فهو وفير وقائم من خلال هذا الوضع الاستثنائي الذي اقتضته الظروف الطارئة الاحترازية لتوقي انتشار الوباء، الفراغ واسع عند كثير من الناس، قد يحار في صرف وقته، وقد يصرفه فيما يعود عليه بالخسارة، إضاعة الوقت في حد ذاتها غبن فكيف بما لو استثمر الوقت فيما يعود عليه بفساد دينه ودنياه؟ النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول: «نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما» أي يخسرهما كثير من الناس الصحة والفراغ، هذا فيما إذا لم تستثمر استثمارًا صحيحًا، فكيف لو وضعت في شيء ضارٍّ، أو شيء يخالف أمر الله تعالى أو أمر رسوله –صلى الله عليه وسلم- أو حتى يخالف ما ينبغي أن يكون عليه الإنسان في أمر دنياه من النشاط والهمة والاستثمار الجيد لوقته.
لهذا من المهم أن نتواصى على التعاون في استثمار أوقاتنا ونملأ أوقاتنا بالمفيد من القول والعمل، ولا يلزم من هذا ألا يكون هناك ترويح، أو لا يكون هناك انبساط، أو لا يكون هناك مؤانسة، بل النفس تحتاج إلى هذا لاسيما في ظل هذا الظرف الذي يبقى الناس فيه وقتًا طويلًا في بيوتهم، وله انعكاسات نفسية وتأثيرات عديدة، لكن نحن نقاوم هذا ونصرفه من خلال تعاوننا على استثمار أوقاتنا بالنافع، إدخال السرور على أهلينا، إدخال السرور على أبنائنا وبناتنا، تنظيم الوقت، جعل الاجتماعات تأتلف فيه الأسرة بودٍّ ووئام، إبعاد كل ما يكون أن يكون من أسباب الشجار والخلاف والشحناء، الإكرام في المعاملة للصغير والكبير.
هذا مما يقرب النفوس ويلم الشعث، وقد جاءت أحاديث عديدة في هذا المعني، فمن ذلك ما في صحيح الإمام مسلم من حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- في طريقة معاملة النبي –صلى الله عليه وسلم- لابنته فاطمة، قالت -رضي الله تعالى عنها-: "كان أزواج النبي –صلى الله عليه وسلم- عنده" أي اجتمعن عنده، وهذا اجتماع أسري، فأقبلت فاطمة وهي ابنته –صلى الله عليه وسلم- تمشي، فلما رآها –صلى الله عليه وسلم- رحب بها، كيف رحب؟ قال: «مرحبا يا ابنتي» صحيح البخاري (3623)، ومسلم (2450)  ترحيب مع تلطف وعطف وحنان واحتواء «يا ابنتي»،ولم يقتصر ذلك على التلطف اللفظي بل عطف عليه إكرامًا عمليًّا فأجلسها عن يمينه أو عن شماله، فنحن نحتاج إلى أن نستوعب أبناءنا، نحتاج أن نستوعب بناتنا، نحتاج إلى ملاطفتهم، لا يعني هذا أن لا يكون عندهم قصور، قد يكون عندهم قصور، قد يكون عندهم تقصير، لكن ليس شيء مثل الإحسان في تقريب النفوس وإيصال ما نؤمله من الخير إلى أبنائنا وبناتنا وأهلينا على وجه العموم.
ولذلك من المهم أن تسود هذه الروح في بيوتنا، أن تسود هذه الملاطفة فيما بيننا، سواء كان للكبير بالإكرام والاحترام أو للصغير بالملاطفة والملاينة، النبي –صلى الله عليه وسلم- كان يلاعب زينب بنت أم سلمة وهي ابنة زوجته –صلى الله عليه وسلم- ويقول: «يا زوينب» الضياء في الأحاديث المختارة، وصححه الألباني (1733)  وكرر ذلك مرارًا كما جاء عنه -صلوات الله وسلامه عليه-.
أيضًا ينبغي أن نحرص على كل ما يكون من أسباب التشاحن أو أسباب البغضاء أو الخطأ في المعاملة، فإن ذلك من الواجب، ولذلك كان النبي –صلى الله عليه وسلم- يزيل من بيته كلَّ ما يكون من الأمور التي حرمها الله تعالى ورسوله، وهذا من حيث الموجودات، وأيضًا من حيث المعاملة الصادرة يوجِّه إلى الكمال ويحذر من الانحراف والخطأ، في حديث عائشة -رضي الله تعالى عنها- في المسند والسنن أنها قالت له: -صلى الله عليه وسلم- في محادثة: "حسبك من صفية" وهي زوجته "كذا وكذا، تعني أنها قصيرة" عائشة من منطلق الغيرة -رضي الله تعالى عنها- وما يكون بين الضرائر من مواقف وخلافات تنقَّصت صفية بقِصَرِها، وهي زوجة النبي –صلى الله عليه وسلم- رضي الله تعالى عنها، فقال لها النبي –صلى الله عليه وسلم-: «لقد قلتِ كلمة لو مُزِجت بماء البحر لمَزَجَتْه» سنن أبي داود (4875)، وصححه الألباني .
وهذا ينبه فيه النبي –صلى الله عليه وسلم- إلى خطورة الاستجابة للنفس في إطلاق اللسان في حق الخلق، ولذلك ينبغي أن يكون مجالسنا مع أهلينا وأبنائنا وبناتنا بعيدةً عن الغيبة، بعيدة عن النميمة، بعيدة عن احتقار الناس، عن تنقصهم، بعيدة عن الشائعات، بعيدة عن كل ما يضر مما يمكن أن ينعكس على أولادنا وعلى أهلينا وعلى أنفسنا بالشر والضرر.
ينبغي أيضًا أن يعلم أن مراعاة مشاعر الناس، تلَمُّسَ نفسياتهم مما كان عليه هدي النبي صلى الله عليه وسلم للوصول إلى المعاملة المناسبة، النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول لعائشة: «إني لأعلم إذا كنتِ راضية وإني لأعلم إذا كنتِ علي غضبي» وهو سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام- الحديث في الصحيحين، تقول عائشة قال لي رسول الله:«إني لأعلم إذا كنتِ راضية، وإني لأعلم إذا كنتِ علي غضبي»قالت عائشة فقلت: من أين تعرف ذلك؟ قال: «أما إذا كنتِ عني راضية فإنكِ تقولين: لا ورب محمد»تحلف بربوبية الله –عز وجل- لمحمد، «وإذا كنتِ غضبي قلتِ: لا ورب إبراهيم».
قالت:"فقلت :أجل، والله يا رسول الله ما أهجر إلا اسمك". صحيح البخاري (5228)، ومسلم (2439)  يعني قالت: إني ما انتقل من ذكرك إلى ذكر إبراهيم -صلوات الله وسلامه عليه- إلا فقط بالاسم، وأما في القلب والمحبة والموالاة فهو المقدم صلوات الله وسلامه عليه.
المقصود أنه النبي –صلى الله عليه وسلم- ينظر إلى أدق ما يكون مما يتبين به حال من يعاشر في نفسيته، وفي ما يصدر عنه من كلام، فإذا كان راضيًا أقبل عليه، وإذا كان غضبًا ترضاه صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا من صور ترضي النبي –صلى الله عليه وسلم- لأزواجه ما كان من حال عائشة معه –صلى الله عليه وسلم- حيث دخل عليها أبوها فعاتبها في أمر يخص رسول الله –صلى الله عليه وسلم- فيما يتعلق برفع الصوت أو ما أشبه ذلك، لما خرج فحال النبي –صلى الله عليه وسلم- بينها وبين أبي بكر بمعنى أنه طلب من أبي بكر أن يتوقف عن لومها رضي الله تعالى عنها.
وهذا استرضاء لها، ولما خرج أبو بكر جاء النبي –صلى الله عليه وسلم- يقول لها يترضاها: «ألا ترين أني قد حُلت بين الرجل وبينك» مسند أحمد (18394)، وقال محققو المسند: إسناده صحيح على شرط مسلم  هذا من لطفه –صلى الله عليه وسلم-، ومداعبته لها، ومحاولة استرضاء لها وهو سيد ولد آدم صلوات الله وسلامه عليه.
ولذلك ينبغي لنا أيها الإخوة والأخوات أن نتلمح هدي النبي –صلى الله عليه وسلم-، وأن نقف عنده مليًّا؛ فهو الأسوة والقدوة لنا -صلوات الله وسلامه عليه- في شأننا كله، وفيما يتعلق في معاملتنا فيما بيننا، وأحسن المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، فنسأل الله أن يرزقنا ذلك وأن يعيننا عليه.
كما أوصي وأنبِّه إلى ضرورة تحمل المسئولية فيما يتصل بما يصدر عن الجهات المسئولة، فإن هذا مما نتعاون عليه جميعًا فإنه ذات أمر وفقهم الله والجهات المختصة أعانها الله فيما يتعلق بمكافحة جائحة كورونا يتابعون الأمر بدقة عالية، ويصدرون من التوجيهات ما هو في غاية الأهمية لتحقيق السلامة لأنفسنا ولوطننا ولمجتمعنا، فمن الضرورات أن يكون أولياء الأمور من الآباء والأمهات والإخوة والأخوات والجميع على قدر من المسئولية في التعاون على تحقيق كل ما توجه به الجهات المختصة.
وألا نستهتر بشيء من ذلك، فإن ضرر ذلك لا يختص المستهتر نفسه، بل إن المستهتر أول ضحايا ذلك، وقد يكون أول ضحايا ذلك ويطال هذا أيضًا بقية الأسرة بل بقية المجتمع، فنسأل الله الإعانة لنا ولكم على ما فيه الخير، وأن يسود بيوتنا ومساكننا وإقامتنا الود والأمن والسلامة والصحة والعافية، وأن يعجل بالفرج ورفع الوباء عن العباد والبلاد، وأن يجزي ولاة أمرنا خير الجزاء على ما يقدمونه من متابعة دقيقة وحرص رشيد على البلد وعلى المواطنين والمقيمين وسائر من على هذه الأرض أعزها الله وأعزهم وحفظهم وحفظ بهم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
المقدم:- عليه أفضل السلام وأتم التسليم، شكر الله لك فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور خالد المصلح أستاذ الفقه بجامعة القصيم شكرًا جزيلًا فضيلة الشيخ على ما أجدت به.
الشيخ:- وأنا أشكركم كذلك، وأسأل الله لي ولكم القبول والتوفيق والتسديد والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المقدم:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91551 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87255 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف