×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما كان يوم خيبر أقبل نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: فلان شهيد، وفلان شهيد، حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد» أي حتى سموا رجلا فقالوا: فلان شهيد، «فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلا» ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم وجه الرفض فقال: «إني رأيته في النار في بردة غلها أو عباءة».

عظيم جرم الغلول من الغنيمة:

هذا الحديث الشريف أخبر فيه عمر عما جرى في يوم خيبر أي في وقعة وغزوة خيبر، وقد امتدت أياما لكن كان في يوم من الأيام هذا الحدث، ويطلق اليوم على الوقعة سواء كانت في يوم أو أكثر أو أقل، ويوم خيبر كان في السنة السابعة من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، خرج فيه لقتال بقايا اليهود الذين نقضوا العهد، وسعوا في النيل منه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجرى ما جرى بينه وبينهم من حصار وقتال، وقد قتل جمع من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فكان هؤلاء النفر الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يذكرون له من قتل من أصحابه فيقولون: فلان شهيد، فلان شهيد أي يعدون أسماء من مات من أصحابه رضي الله تعالى عنهم واستشهد في تلك الوقعة.

 حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، وقد اختلف في تعيينه، فقيل: هو مدعم، وقيل: هو كركرة أو كركرة، وكلاهما ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلا، لما ذكروا هذا الرجل قال: كلا، أقرهم على ما تقدم من أسماء لكن هذا الرجل قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: كلا، وكلا كلمة نفي لكنها متضمنة النفي الشديد، الردع والزجر أي ليس الأمر كما تقولون أو تظنون، قد حكموا بظاهر حاله لكن النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه الله على شيء من حاله فوته هذه الفضيلة العظيمة وهي الشهادة.

الغلول خيانة في المال:

فقال: «إني رأيته في النار» أي يعذب بها، في بردة غلها أو عباءة أي في كساء، قطعة قماش، بردة أو عباءة غلها من الغنيمة أي أخذها من غير حق. هذا الحديث فيه عدة فوائد أبرزها خطورة الغلول، والغلول هو ما أخذ من المال على وجه الخيانة، وقد غلب استعماله فيما يؤخذ من الغنيمة لكن يطلق على ما يؤخذ على وجه الخيانة من الغنيمة ومن غيرها.

الحكم بالظاهر:

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أقر هؤلاء على وصفهم من وصفوا بأنهم شهداء، وهذا مبني على ظاهر الحال ومنه أخذ بعض أهل العلم جواز قول: فلان شهيد، وقد ترجم البخاري لذلك في صحيحه فقال: باب يقال فلان شهيد، أي قول: فلان شهيد، وأن ذلك قد ورد لكن الاستدلال بهذا محل تأمل ونظر فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقرهم فلما ذكروا شخصا لم يعلموا من حاله انتفاء هذا الوصف بين لهم انتفاء هذا الوصف، وهذا يوجب أن يتوقف الإنسان عن الشهادة بالشهادة لمعين، إنما ترجى له الشهادة، ويؤمل أن يكون من الشهداء أما الجزم فإن هذا يتطلب علما.

وقد يقال: إن الحكم بظاهر الحال يكفي في إثبات فضل الشهادة ظاهرا والعلم عند الله، وإليه تصير الأمور، وهو أعلم بمن قتل أو كلم في سبيله جل في علاه. المراد أن هذا الحديث استدل به بعض أهل العلم على جواز قول: فلان شهيد، واستدل به آخرون على أنه لا يجوز أن يقول: فلان شهيد؛ لأن أولئك الذين سموا في الحديث أقر النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بالشهادة، وأنكره في حق بعضهم، فدل ذلك على أنه ليس كل من قتل في سبيل الله ظاهرا يثبت له هذا الوصف.

التروي في وصف الشهادة:

فالحديث تنازع الاستدلال به الفريقان، والأقرب أن يتروى في ذلك، ولو قيل بأن الوصف بفلان شهيد بناء على ظاهر الحال كان الأمر في ذلك واسعا. فيما يتصف بالفائدة الأخرى التي يفيدها الحديث يفيد انتفاء وصف الشهادة بهذا الذنب فإن هذا الذنب وهو الغلول ينفي عن صاحبه وصف الشهادة، يبطل أجر جهاده، هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: كلا، لما قالوا: فلان شهيد، قال: كلا أي لم يبلغ هذه المرتبة فذهب أجر جهاده.

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه في النار، بل بأنه رآه في النار، وهذه الرؤية رؤية حق وهي رؤية الروح وليست رؤية البدن، لأن دخول النار بالأبدان لا يكون إلا يوم يقوم الأشهاد يوم القيامة. وفيه أنه لا يدخل أحد النار إلا بسبب فبينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: في عباءة، أي لأجل بردة غلها أو عباءة، وهذا يبين أن الغلول من كبائر الذنوب إذ جعل النبي صلى الله عليه وسلم الغلول موجبا لانتفاء وصف الشهادة، وإبطال أجر الجهاد، ودخول النار أعاذنا الله تعالى وإياكم منها.

وفي الحديث أن من أهل التوحيد من يعذب بالنار بسبب ذنب ألم به:

فدل هذا على أن النار التي أعدها الله لمن عصاه نوعان: نار خلود وهي لأهل الكفر، ونار عذاب يعقبه خروج وهو لأهل الكبائر إن لم يكن من الله عفو ومغفرة أو توبة أو حسنات وأعمال ماحية. والخلاصة أن هذا الحديث مداره على بيان خطورة الغلول، وأنه يبلغ الظلم في المال هذه المرتبة من إبطال العمل، وإذهاب الأجر. فنسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم حلالا طيبا، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك من سواك، ولا فرق في ذلك بين قليل وكثير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:5702

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد روى الإمام مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي اللَّهُ عنه قال: لمَّا كان يوْمُ خيْبرَ أَقْبل نَفرٌ مِنْ أَصْحابِ النَّبِيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالُوا: فُلانٌ شَهِيدٌ، وفُلانٌ شهِيدٌ، حتَّى مَرُّوا علَى رَجُلٍ فقالوا: فلانٌ شهِيد» أي حتى سموا رجلًا فقالوا: فلان شهيد، «فقال النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: كلاَّ» ثم بين النبي صلى الله عليه وسلم وجه الرفض فقال: «إِنِّي رَأَيْتُهُ فِي النَّارِ فِي بُرْدَةٍ غَلَّها أَوْ عبَاءَةٍ».

عظيم جرم الغلول من الغنيمة:

هذا الحديث الشريف أخبر فيه عمر عما جرى في يوم خيبر أي في وقعة وغزوة خيبر، وقد امتدت أياما لكن كان في يوم من الأيام هذا الحدث، ويطلق اليوم على الوقعة سواء كانت في يوم أو أكثر أو أقل، ويوم خيبر كان في السنة السابعة من هجرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، خرج فيه لقتال بقايا اليهود الذين نقضوا العهد، وسعوا في النيل منه صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فجرى ما جرى بينه وبينهم من حصار وقتال، وقد قتل جمع من الصحابة رضي الله تعالى عنهم، فكان هؤلاء النفر الذين جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يذكرون له من قتل من أصحابه فيقولون: فلان شهيد، فلان شهيد أي يعدون أسماء من مات من أصحابه رضي الله تعالى عنهم واستشهد في تلك الوقعة.

 حتى مروا على رجل فقالوا: فلان شهيد، وقد اختلف في تعيينه، فقيل: هو مدعم، وقيل: هو كركرة أو كركرة، وكلاهما ممن كان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: كلا، لما ذكروا هذا الرجل قال: كلا، أقرهم على ما تقدم من أسماء لكن هذا الرجل قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: كلا، وكلا كلمة نفي لكنها متضمنة النفي الشديد، الردع والزجر أي ليس الأمر كما تقولون أو تظنون، قد حكموا بظاهر حاله لكن النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه الله على شيء من حاله فوته هذه الفضيلة العظيمة وهي الشهادة.

الغلول خيانة في المال:

فقال: «إني رأيته في النار» أي يعذب بها، في بردة غلها أو عباءة أي في كساء، قطعة قماش، بردة أو عباءة غلها من الغنيمة أي أخذها من غير حق. هذا الحديث فيه عدة فوائد أبرزها خطورة الغلول، والغلول هو ما أخذ من المال على وجه الخيانة، وقد غلب استعماله فيما يؤخذ من الغنيمة لكن يطلق على ما يؤخذ على وجه الخيانة من الغنيمة ومن غيرها.

الحكم بالظاهر:

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أقر هؤلاء على وصفهم من وصفوا بأنهم شهداء، وهذا مبني على ظاهر الحال ومنه أخذ بعض أهل العلم جواز قول: فلان شهيد، وقد ترجم البخاري لذلك في صحيحه فقال: باب يقال فلان شهيد، أي قول: فلان شهيد، وأن ذلك قد ورد لكن الاستدلال بهذا محل تأمل ونظر فإن النبي صلى الله عليه وسلم أقرهم فلما ذكروا شخصًا لم يعلموا من حاله انتفاء هذا الوصف بين لهم انتفاء هذا الوصف، وهذا يوجب أن يتوقف الإنسان عن الشهادة بالشهادة لمعين، إنما ترجى له الشهادة، ويؤمل أن يكون من الشهداء أما الجزم فإن هذا يتطلب علمًا.

وقد يقال: إن الحكم بظاهر الحال يكفي في إثبات فضل الشهادة ظاهرًا والعلم عند الله، وإليه تصير الأمور، وهو أعلم بمن قتل أو كلم في سبيله جل في علاه. المراد أن هذا الحديث استدل به بعض أهل العلم على جواز قول: فلان شهيد، واستدل به آخرون على أنه لا يجوز أن يقول: فلان شهيد؛ لأن أولئك الذين سموا في الحديث أقر النبي صلى الله عليه وسلم وصفهم بالشهادة، وأنكره في حق بعضهم، فدل ذلك على أنه ليس كل من قتل في سبيل الله ظاهرًا يثبت له هذا الوصف.

التروي في وصف الشهادة:

فالحديث تنازع الاستدلال به الفريقان، والأقرب أن يتروى في ذلك، ولو قيل بأن الوصف بفلان شهيد بناء على ظاهر الحال كان الأمر في ذلك واسعًا. فيما يتصف بالفائدة الأخرى التي يفيدها الحديث يفيد انتفاء وصف الشهادة بهذا الذنب فإن هذا الذنب وهو الغلول ينفي عن صاحبه وصف الشهادة، يبطل أجر جهاده، هذا معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم: كلا، لما قالوا: فلان شهيد، قال: كلا أي لم يبلغ هذه المرتبة فذهب أجر جهاده.

ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر بأنه في النار، بل بأنه رآه في النار، وهذه الرؤية رؤية حق وهي رؤية الروح وليست رؤية البدن، لأن دخول النار بالأبدان لا يكون إلا يوم يقوم الأشهاد يوم القيامة. وفيه أنه لا يدخل أحد النار إلا بسبب فبينه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: في عباءة، أي لأجل بردة غلها أو عباءة، وهذا يبين أن الغلول من كبائر الذنوب إذ جعل النبي صلى الله عليه وسلم الغلول موجبًا لانتفاء وصف الشهادة، وإبطال أجر الجهاد، ودخول النار أعاذنا الله تعالى وإياكم منها.

وفي الحديث أن من أهل التوحيد من يعذب بالنار بسبب ذنب ألم به:

فدل هذا على أن النار التي أعدها الله لمن عصاه نوعان: نار خلود وهي لأهل الكفر، ونار عذاب يعقبه خروج وهو لأهل الكبائر إن لم يكن من الله عفو ومغفرة أو توبة أو حسنات وأعمال ماحية. والخلاصة أن هذا الحديث مداره على بيان خطورة الغلول، وأنه يبلغ الظلم في المال هذه المرتبة من إبطال العمل، وإذهاب الأجر. فنسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياكم حلالاً طيبًا، اللهم أغننا بحلالك عن حرامك، وبفضلك من سواك، ولا فرق في ذلك بين قليل وكثير، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91406 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87214 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف