×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / رياض الصالحين / 27- باب تعظيم حرمات المسلمين وبيان حقوقهم / (7) كان النبي صلى الله عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يفرض على الناس

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

 

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى أنها قالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدع العمل» أي من العمل الصالح، «وهو يحب أن يعمل به، خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم».

شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته:

هذا الحديث الشريف تخبر فيه عائشة رضي الله تعالى عنها عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاته لأمته وشفقته عليهم، وحرصه على أن يتكلفوا من العمل ما يشق عليهم كما قال الله تعالى: ﴿لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم+++[التوبة:128]---،  فتقول رضي الله تعالى عنها: «إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم» إن هنا مخففة من الثقيلة، والمعنى إنه كان صلى الله عليه وسلم ليدع العمل أي يترك العمل إما تركا بالكلية، وإما تركا بالإدامة والاستمرار، فيدع العمل أي يتركه تركا من أصله أو يتركه بألا يديمه، وألا يستمر عليه لأجل أن لا يعمل به الناس، أي لأجل أن لا يعمل به الناس على وجه الدوام والاستمرار فيفرض عليهم أي فيكتب عليهم لسهولته عليهم ولإدامتهم لعمله.

هديه صلى الله عليه وسلم في رياضة أمته:

وهذا الذي ذكرته رضي الله تعالى عنها جرى منه صلى الله عليه وسلم في عدة أمور:

أو في عدة أحوال ففي صلاة الليل في رمضان صلى بهم صلى الله عليه وسلم ما كتب الله ليلة أو ليلتين وثلاث ثم تركه صلى الله عليه وسلم، ولم يخرج ليصلي بهم واعتذر أنه لم يخف عليهم مكانهم أو حالهم من الاجتماع للصلاة معه صلى الله عليه وسلم، ولكنه خشي أن يكتب عليهم فترك ذلك صلى الله عليه وسلم شفقة عليهم، وحرصا على ألا يفرض عليهم ما يشق عليهم بسبب إقبالهم عليه، وعملهم به.

وذلك أن الناس ينشطون للعمل إذا رأوا رسولهم صلى الله عليه وسلم يعمل به، لكن هذا لن يدوم إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم سيموت كما قال الله تعالى: ﴿إنك ميت وإنهم ميتون+++[الزمر:30]--- فيدخل عليهم بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيكون ذلك موجبا لترك عمل كانوا عليه معه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

هديه صلى الله عليه وسلم في التخفيف وعدم التكلف:

وقد ذكرت عائشة رضي الله تعالى عنها في بيان هذا الأمر من حاله صلى الله عليه وسلم من عدم تكلف من ترك العمل وعدم تكلفه خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم ذكرت صلاة الضحى، سبحة الضحى فقالت رضي الله تعالى: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم سبح سبحة الضحى قط وأني لأسبحها»+++[صحيح البخاري (1177)، ومسلم (718)]---.

فعرفت عائشة رضي الله تعالى عنها سبحة الضحى عنه صلى الله عليه وسلم، وسبحة الضحى هي صلاته، وسميت صلاة الضحى وعموم صلاة النفل سبحة لأجل كونها تسبيحا وتنزيها لله عز وجل، ويطلق التسبيح على الصلاة كما فسر في قوله تعالى في الأمر بالتسبيح قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل، فذكر التسبيح في مواطن عديدة، والمقصود به الصلاة المتطوع بها، ونفيها رضي الله تعالى عنها صلاة الضحى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفي سنيتها فإنها نفت أمرا غير ثبوت أصل المشروعية، بل قد ثبت عنها هي رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى إذا جاء من مغيبه+++[صحيح مسلم (717)]---، يعني إذا قدم من غياب.

وثبت عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الضحى أربعا، ويزيد ما يشاء+++[صحيح مسلم (719)]---.

الجمع بين أحاديث الضحى:

 وكل هذا في الأحاديث الصحيحة عنها رضي الله تعالى عنها، فعلم أن النفي الذي ذكرته في الحديث ليس نفيا لأصل المشروعية إنما هو نفي لإدامة ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدم صلاة الضحى، مع أمره بها، وندبه إليها، والاتفاق منعقد على أن سبحة الضحى، وأن صلاة الضحى سنة، وأنها من القربات والعبادات الفاضلة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم جمعا من أصحابه كما أوصى بها أبا هريرة، وأبا الدرداء، وأبا ذر رضي الله تعالى عن الجميع.

وأوصى بها عموم الناس في قوله: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة»، وذكر أنواعا من العمل الصالح قال: «ويجزئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى»+++[صحيح مسلم (720) من حديث أبي ذر، وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة بلفظ مقارب]---، فالمنفي هنا هو الإدامة أو صفة من صفات الصلاة كانت معروفة في زمن عائشة رضي الله تعالى عنها فنفتها، هكذا قال بعض الشراح أنهم كانوا يصلون ثمان ركعات ويديمون ذلك، فنفت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم وأنه لم يفعل، وقيل: بل أنها نفت أنها رأت ذلك منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث قالت: ما رأيته صلى الله عليه وسلم يصلي سبحة الضحى، وإن كان قد ثبت عنه فعلها أي صلاة الضحى في أحاديث أخر.

سنة الضحى ثابتة:

والمقصود أن سنة الضحى ثابتة، وأن ما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها إنما هو نفي للإدامة فيما يظهر والله تعالى أعلم، وبه يعلم ما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم من الاجتهاد في العمل الصالح، مع مراعاة أحوال الناس والرفق بهم فما يطيقه الإنسان قد لا يطيقه غيره إما لضعف فيه، وإما لعدم قدرة عليه أو لكسل أو لغير ذلك، فصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

المشاهدات:2308

 

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد...

فقد جاء في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى أنها قالت: إِنْ كَان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لَيدعُ الْعَمَلَ» أي من العمل الصالح، «وهُوَ يحِبُّ أَنَ يَعْملَ بِهِ، خَشْيةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ فيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ».

شفقة النبي صلى الله عليه وسلم بأمته:

هذا الحديث الشريف تخبر فيه عائشة رضي الله تعالى عنها عن حال النبي صلى الله عليه وسلم في مراعاته لأمته وشفقته عليهم، وحرصه على أن يتكلفوا من العمل ما يشق عليهم كما قال الله تعالى: ﴿لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[التوبة:128]،  فتقول رضي الله تعالى عنها: «إِنْ كَان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم» إن هنا مخففة من الثقيلة، والمعنى إنه كان صلى الله عليه وسلم ليدع العمل أي يترك العمل إما تركًا بالكلية، وإما تركًا بالإدامة والاستمرار، فيدع العمل أي يتركه تركًا من أصله أو يتركه بألا يديمه، وألا يستمر عليه لأجل أن لا يعمل به الناس، أي لأجل أن لا يعمل به الناس على وجه الدوام والاستمرار فيفرض عليهم أي فيكتب عليهم لسهولته عليهم ولإدامتهم لعمله.

هديه صلى الله عليه وسلم في رياضة أمته:

وهذا الذي ذكرته رضي الله تعالى عنها جرى منه صلى الله عليه وسلم في عدة أمور:

أو في عدة أحوال ففي صلاة الليل في رمضان صلى بهم صلى الله عليه وسلم ما كتب الله ليلة أو ليلتين وثلاث ثم تركه صلى الله عليه وسلم، ولم يخرج ليصلي بهم واعتذر أنه لم يَخْفَ عليهم مكانهم أو حالهم من الاجتماع للصلاة معه صلى الله عليه وسلم، ولكنه خشي أن يكتب عليهم فترك ذلك صلى الله عليه وسلم شفقة عليهم، وحرصًا على ألا يفرض عليهم ما يشق عليهم بسبب إقبالهم عليه، وعملهم به.

وذلك أن الناس ينشطون للعمل إذا رأوا رسولهم صلى الله عليه وسلم يعمل به، لكن هذا لن يدوم إذ إن النبي صلى الله عليه وسلم سيموت كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ[الزمر:30] فيدخل عليهم بعده صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيكون ذلك موجبًا لترك عمل كانوا عليه معه صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

هديه صلى الله عليه وسلم في التخفيف وعدم التكلف:

وقد ذكرت عائشة رضي الله تعالى عنها في بيان هذا الأمر من حاله صلى الله عليه وسلم من عدم تكلف من ترك العمل وعدم تكلفه خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم ذكرت صلاة الضحى، سبحة الضحى فقالت رضي الله تعالى: «مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّحَ سُبْحَةَ الضُّحَى قط وأني لأسبحها»[صحيح البخاري (1177)، ومسلم (718)].

فعرفت عائشة رضي الله تعالى عنها سبحة الضحى عنه صلى الله عليه وسلم، وسبحة الضحى هي صلاته، وسميت صلاة الضحى وعموم صلاة النفل سبحة لأجل كونها تسبيحًا وتنزيهًا لله عز وجل، ويطلق التسبيح على الصلاة كما فُسر في قوله تعالى في الأمر بالتسبيح قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ومن آناء الليل، فذكر التسبيح في مواطن عديدة، والمقصود به الصلاة المتطوع بها، ونفيها رضي الله تعالى عنها صلاة الضحى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينفي سنيتها فإنها نفت أمرًا غير ثبوت أصل المشروعية، بل قد ثبت عنها هي رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الضحى إذا جاء من مغيبه[صحيح مسلم (717)]، يعني إذا قدم من غياب.

وثبت عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي من الضحى أربعًا، ويزيد ما يشاء[صحيح مسلم (719)].

الجمع بين أحاديث الضحى:

 وكل هذا في الأحاديث الصحيحة عنها رضي الله تعالى عنها، فعُلم أن النفي الذي ذكرته في الحديث ليس نفيًا لأصل المشروعية إنما هو نفي لإدامة ذلك، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يدم صلاة الضحى، مع أمره بها، وندبه إليها، والاتفاق منعقد على أن سبحة الضحى، وأن صلاة الضحى سنة، وأنها من القربات والعبادات الفاضلة التي أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم جمعًا من أصحابه كما أوصى بها أبا هريرة، وأبا الدرداء، وأبا ذر رضي الله تعالى عن الجميع.

وأوصى بها عموم الناس في قوله: «يُصْبِحُ عَلى كُلِّ سُلامَى مِنْ أَحدِكُمْ صَدَقةٌ»، وذكر أنواعا من العمل الصالح قال: «وَيُجْزِئُ مِن ذلكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُما مِنَ الضُّحَى»[صحيح مسلم (720) من حديث أبي ذر، وهو في الصحيحين من حديث أبي هريرة بلفظ مقارب]، فالمنفي هنا هو الإدامة أو صفة من صفات الصلاة كانت معروفة في زمن عائشة رضي الله تعالى عنها فنفتها، هكذا قال بعض الشراح أنهم كانوا يصلون ثمان ركعات ويديمون ذلك، فنفت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم وأنه لم يفعل، وقيل: بل أنها نفت أنها رأت ذلك منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم، حيث قالت: ما رأيته صلى الله عليه وسلم يصلي سبحة الضحى، وإن كان قد ثبت عنه فعلها أي صلاة الضحى في أحاديث أخر.

سنة الضحى ثابتة:

والمقصود أن سنة الضحى ثابتة، وأن ما جاء عن عائشة رضي الله تعالى عنها إنما هو نفي للإدامة فيما يظهر والله تعالى أعلم، وبه يعلم ما كان عليه حال النبي صلى الله عليه وسلم من الاجتهاد في العمل الصالح، مع مراعاة أحوال الناس والرفق بهم فما يطيقه الإنسان قد لا يطيقه غيره إما لضعف فيه، وإما لعدم قدرة عليه أو لكسل أو لغير ذلك، فصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91406 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87214 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف