×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / رياض الصالحين / 34- باب الوصية بالنساء / (8) حديث "الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة"

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:-

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم   قال : «الدنيا متاع ، وخير متاعها المرأة الصالحة»رواه الإمام مسلم+++ مسلم (1467)---.

هذا الحديث الشريف فيه بيان حقيقة الدنيا وأنها متاع وقد وصفها الله تعالى في كتابه بهذا الوصف في مواضع عديدة، فذكر فيما قصه عن مؤمن آل فرعون أنه قال: ﴿يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار+++[غافر:39]---، وقال جل وعلا :﴿وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور+++[الحديد:20]---،  وقال تعالى :﴿متاع قليل﴾+++[آل عمران:197]---  في وصف الدنيا، والمتاع هو ما ينتفع منه الإنسان برهة من الزمن ثم ينقطع، هذا تعريف المتاع في كلام العرب، هو ما استفاد منه الإنسان وانتفع وحصل منه شيئا من مقاصده لكن على وجه وجيز ثم ينقطع ويزول.

وهذه هي حقيقة الدنيا، فالدنيا جميع ما فيها على هذا النحو متاع من مال وولد وزوج وجاه وسائر أوجه الانتفاع من الملذات والمشتهيات ليس فيها شيء دائم، بل هي كما ذكر الله عز وجل في مقابلتها في الآخرة قال: ﴿إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القراريعني هي التي يقر فيها الناس على وجه لا يزول ولا يحول ولا ينتقل، أما الدنيا فإنها دار تحول ينتفع فيها الإنسان مما قدره الله تعالى له من أوجه الانتفاع ثم تتحول وتزول وتتغير وتتبدل، ولا تبقى على حال فما أسرع تقلبها وتحول أحوالها.

ولذلك ينبغي للإنسان أن يفطن لها وأن يحذر من الاغترار بها، فهي غرور تغر الإنسان، ويمد فيها حبالا طوال ولا يفكر في رحيل، ويغيب عنه في زمن الاستمتاع أنه لن يدوم له ما يراه من حال، فيسرف على نفسه بأمرين: إما بترك ما فرض الله تعالى عليه من الحقوق والواجبات وإما بانتهاك ما منعه الله تعالى وحذره عليه من المحرمات التي تفضي إلى هلاكه، ولهذا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى هذا المعنى في الحياة الدنيا فمهما كثر ما في يدك فسرعان ما يزول أو تزول عنه، لن يدوم، فاتق الله فيما أعطاك، واتق الله فيما منحك حتى في المنح التي قد لا يراها الناس منحا الصحة والفراغ والقوة والشباب والعافية كل هذه منح ونعم، فاستعملها فيما يرضي الله تعالى عنك، فما أسرع تحولها.

قال الله تعالى : ﴿الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة﴾ +++[الروم:54]---، فلا يدوم حال من أحوال الإنسان.

 ثم قال صلى الله عليه وسلم في المفاضلة بين سائر ما في هذه الدنيا من الملذات والمتع التي يستمتع بها الناس قال: «وخير متاعها المرأة الصالحة»خير يعني أخير وأفضل ما فيها من المتاع المرأة الصالحة، وقال في المرأة الصالحة، ولم يقل الجميلة ولم يقل الغنية، ولم يقل ذات النسب وإنما قال الصالحة، وهذا مصداق قوله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة «تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك».+++صحيح البخاري (5090)وصحيح مسلم (1466)---

 فالصلاح هو خير ما تتصف به المرأة، ولذلك كانت خير متاع المؤمن، خير متاع الإنسان المرأة الصالحة، وكيف تكون المرأة الصالحة هي التي صلحت فيما بينها وبين الله تعالى وأدت الحقوق التي عليها، فإن الصلاح في المرأة هو يكون بأن تؤدي الحق الذي عليها وتكون مراعية لحق ربها جل في علاه، وقد جاء تفصيل هذا في حديث في إسناده مقال «إن نظر إليها سرته ، وإن أمرها أطاعته وإن غاب عنها حفظته في نفسها وماله»، حفظته في ماله وفي نفسها، وهذا فيه بيان شيء من أوجه الصلاح فيما يتعلق بصلة المرأة مع زوجها وصلاحها مع زوجها هو فرع عن صلاحها مع ربها فإنه من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

فخير متاع الدنيا المرأة الصالحة، وكذلك خير متاع الدنيا بالنسبة للمرأة الرجل الصالح، فكما أن الرجل خير ما يستمتع به المرأة الصالحة؛ لأنها تحفظه وتؤدي الحقوق التي عليها، فكذلك المرأة خير ما يكون من متاع الدنيا أن يرزقها الله تعالى رجلا صالحا، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم : «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض»+++سنن ابن ماجة (1967)--- فما يطلب في المرأة من خصال يطلب في الرجل، فالرجل ينكح لماله ولنسبه ولحسبه ولجماله ولدينه، فينبغي للمرأة أن تظفر بذات الدين.

لكن لما كانت المرأة مطلوبة في الأصل والعادة والعرف ذكر ما يكون من صفاتها، وما ينبغي أن يراعى فيه، ولكن ما يراعى في المرأة يراعى في الرجل ولذلك قال: «إذا أتاكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه ، إن لا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض».

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

من أهم فوائده: معرفة حقيقة الدنيا وأنها متاع سرعان ما يزول ويتحول ويحول ويتغير ويذهب ويفنى فلا تغتر.

من فوائده أيضا: أن يبدأ الإنسان بالاستعداد والتجهز للرحيل ما دام أنها متاع، فلن تبقى فسرعان ما ترتحل فاستعد لهذا الرحيل.

من فوائده: أن متع الدنيا كلها تتحول وتذهب وخير ما يكون من متاعها المرأة الصالحة، فإن من فوائد الحديث أن المرأة الصالحة خير ما يكون مما يستمتع به الإنسان، ليس المتعة الجنسية أو الفطرية فقط، بل المتعة في الحياة لا تقتصر على هذا الجانب يستمتع بحفظها بطيبها، بزكائها، بصلاحها، بتربيتها لأولاده، بكونها تحفظه في غيبته، وما أشبه ذلك مما جاء بيانه وتفصيله من ثمار صلاح المرأة.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية والأزواج، وأن يجعلنا صالحين مصلحين، وأن يعيذنا من نزغات الشياطين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:9511

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:-

فعن عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ: أنَّ رَسُول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ  قَالَ : «الدُّنْيَا مَتَاعٌ ، وَخَيرُ مَتَاعِهَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ»رواه الإمام مسلم مسلم (1467).

هذا الحديث الشريف فيه بيان حقيقة الدنيا وأنها متاع وقد وصفها الله تعالى في كتابه بهذا الوصف في مواضع عديدة، فذكر فيما قصه عن مؤمن آل فرعون أنه قال: ﴿يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ[غافر:39]، وقال ـ جل وعلا ـ:﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ[الحديد:20]،  وقال ـ تعالى ـ:﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ[آل عمران:197]  في وصف الدنيا، والمتاع هو ما ينتفع منه الإنسان برهةً من الزمن ثم ينقطع، هذا تعريف المتاع في كلام العرب، هو ما استفاد منه الإنسان وانتفع وحصل منه شيئًا من مقاصده لكن على وجهٍ وجيز ثم ينقطع ويزول.

وهذه هي حقيقة الدنيا، فالدنيا جميع ما فيها على هذا النحو متاع من مال وولد وزوج وجاه وسائر أوجه الانتفاع من الملذات والمشتهيات ليس فيها شيءٌ دائم، بل هي كما ذكر الله ـ عز وجل ـ في مقابلتها في الآخرة قال: ﴿إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِيعني هي التي يقر فيها الناس على وجهٍ لا يزول ولا يحول ولا ينتقل، أما الدنيا فإنها دار تحول ينتفع فيها الإنسان مما قدره الله ـ تعالى ـ له من أوجه الانتفاع ثم تتحول وتزول وتتغير وتتبدل، ولا تبقى على حال فما أسرع تقلبها وتحول أحوالها.

ولذلك ينبغي للإنسان أن يفطن لها وأن يحذر من الاغترار بها، فهي غرور تغر الإنسان، ويمد فيها حبالًا طوال ولا يفكر في رحيل، ويغيب عنه في زمن الاستمتاع أنه لن يدوم له ما يراه من حال، فيُسرف على نفسه بأمرين: إما بترك ما فرض الله ـ تعالى ـ عليه من الحقوق والواجبات وإما بانتهاك ما منعه الله ـ تعالى ـ وحذره عليه من المحرمات التي تفضي إلى هلاكه، ولهذا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى هذا المعنى في الحياة الدنيا فمهما كثُر ما في يدك فسرعان ما يزول أو تزول عنه، لن يدوم، فاتق الله فيما أعطاك، واتق الله فيما منحك حتى في المنح التي قد لا يراها الناس منحًا الصحة والفراغ والقوة والشباب والعافية كل هذه منح ونعم، فاستعملها فيما يرضي الله تعالى عنك، فما أسرع تحولها.

قال الله ـ تعالى ـ: ﴿اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً[الروم:54]، فلا يدوم حال من أحوال الإنسان.

 ثم قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ في المفاضلة بين سائر ما في هذه الدنيا من الملذات والمتع التي يستمتع بها الناس قال: «وَخَيرُ مَتَاعِهَا المَرْأَةُ الصَّالِحَةُ»خير يعني أخير وأفضل ما فيها من المتاع المرأة الصالحة، وقال في المرأة الصالحة، ولم يقل الجميلة ولم يقل الغنية، ولم يقل ذات النسب وإنما قال الصالحة، وهذا مصداق قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث أبي هريرة «تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ: لِمَالِهَا، وَلِحَسَبِهَا، وَلِجَمَالِهَا، وَلِدِينِهَا، فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ».صحيح البخاري (5090)وصحيح مسلم (1466)

 فالصلاح هو خير ما تتصف به المرأة، ولذلك كانت خير متاع المؤمن، خير متاع الإنسان المرأة الصالحة، وكيف تكون المرأة الصالحة هي التي صلحت فيما بينها وبين الله ـ تعالى ـ وأدت الحقوق التي عليها، فإن الصلاح في المرأة هو يكون بأن تؤدي الحق الذي عليها وتكون مراعية لحق ربها جل في علاه، وقد جاء تفصيل هذا في حديث في إسناده مقال «إن نظرَ إليها سرَّتْهُ ، وإن أمرَها أطاعتْهُ وإن غابَ عنها حَفِظْتُه في نفسِها ومالِهِ»، حفظته في ماله وفي نفسها، وهذا فيه بيان شيء من أوجه الصلاح فيما يتعلق بصلة المرأة مع زوجها وصلاحها مع زوجها هو فرعٌ عن صلاحها مع ربها فإنه من أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس.

فخير متاع الدنيا المرأة الصالحة، وكذلك خير متاع الدنيا بالنسبة للمرأة الرجل الصالح، فكما أن الرجل خير ما يستمتع به المرأة الصالحة؛ لأنها تحفظه وتؤدي الحقوق التي عليها، فكذلك المرأة خير ما يكون من متاع الدنيا أن يرزقها الله ـ تعالى ـ رجلاً صالحًا، ولذلك قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إذا أتاكُمْ مَنْ ترضونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجُوهُ ، إنْ لا تفعلُوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ»سنن ابن ماجة (1967) فما يطلب في المرأة من خصال يطلب في الرجل، فالرجل ينكح لماله ولنسبه ولحسبه ولجماله ولدينه، فينبغي للمرأة أن تظفر بذات الدين.

لكن لما كانت المرأة مطلوبة في الأصل والعادة والعرف ذُكر ما يكون من صفاتها، وما ينبغي أن يُراعى فيه، ولكن ما يُراعى في المرأة يُراعى في الرجل ولذلك قال: «إذا أتاكُمْ مَنْ ترضونَ خُلُقَهُ ودينَهُ فزوِّجُوهُ ، إنْ لا تفعلُوا تكُنْ فتنةٌ في الأرضِ وفسادٌ عريضٌ».

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد:

من أهم فوائده: معرفة حقيقة الدنيا وأنها متاع سرعان ما يزول ويتحول ويحول ويتغير ويذهب ويفنى فلا تغتر.

من فوائده أيضًا: أن يبدأ الإنسان بالاستعداد والتجهز للرحيل ما دام أنها متاع، فلن تبقى فسرعان ما ترتحل فاستعد لهذا الرحيل.

من فوائده: أن متع الدنيا كلها تتحول وتذهب وخير ما يكون من متاعها المرأة الصالحة، فإن من فوائد الحديث أن المرأة الصالحة خير ما يكون مما يستمتع به الإنسان، ليس المتعة الجنسية أو الفطرية فقط، بل المتعة في الحياة لا تقتصر على هذا الجانب يستمتع بحفظها بطيبها، بزكائها، بصلاحها، بتربيتها لأولاده، بكونها تحفظه في غيبته، وما أشبه ذلك مما جاء بيانه وتفصيله من ثمار صلاح المرأة.

نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية والأزواج، وأن يجعلنا صالحين مصلحين، وأن يعيذنا من نزغات الشياطين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90577 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87037 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف