×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (15) حول قول الله تعالى { أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا }

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1206
المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا وقدوتنا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بكم في هذا اللقاء الذي يسعد بمتابعتكم من البرنامج اليومي "استفهامات قرآنية"
 في مطلع هذا اللقاء المبارك -مستمعينا الكرام- يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ في قسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.
الشيخ: حياكم الله، أهلا بك وأرحب بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، حياكم الله. 
المقدم: حياكم الله شيخنا الكريم، استفهامنا القرآني في هذه الحلقة مستمعينا الكرام مقتبس من آية قرآنية كريمة ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ[الحجرات: 12]
 شيخنا الكريم لو تحدثنا -أحسن الله إليكم- عن أداة الاستفهام المستخدمة في هذه الآية الكريمة؟ 
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.
فأداة الاستفهام المستعملة في هذا السياق هي الهمزة، وهي أصل أدوات الاستفهام، وإعرابها حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب. 
المقدم: وما يتعلق -أحسن الله إليكم- بالغرض من هذا الاستفهام؟ 
الشيخ: الاستفهام يرد في كلام العرب ويراد به طلب العلم بالشيء، ويرد في كلام العرب ويراد به تقرير معان غير الاستعلام عن الشيء، وهذا هو غالب استفهامات القرآن، فإن الغرض منها متنوع؛ منها ما هو للإنكار، ومنها ما هو للتقرير، ومنها ما هو للتوبيخ، ومنها ما هو للتعظيم.
في قوله تعالى: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ[الحجرات: 12]، للعلماء في غرض الاستفهام عدة أقوال، فقيل: إن الاستفهام هنا يحتمل أنه استفهام تقرير، وهو أنه طلب منهم الله –عز وجل-أن يقروا بما عندهم في ذلك.
ولهذ قال مجاهد التقدير: لا، أي: لا يحب أحد أن يأكل لحم أخيه ميتًا، فإنه لما استفهموا استفهام تقرير بما لا جواب له إلا أن يقولوا: لا، جعلوا كأنهم قالوها، وهذا استفهام تقرير.
وقيل: إنه استفهام إنكار، بمعنى أنه بتوبيخهم على محبتهم أكل لحم أخيهم، والحال أنه ميت.
وقيل: إنه استفهام تكذيب، بمعنى أنه إنكار لتكذيبهم أنهم لا يحبون ذلك، حيث إنهم يقعون في غيبة من يغتابون وهم يعلمون أن هذه الصورة هي مشابهة للصورة التي ذكر الله –عز وجل-، فتنوعت كلمات العلماء في غرض الاستفهام، والغرض من هذا كله هو التنفير والتحذير والتقبيح لهذه الصور التي يتورط فيها كثير من الناس، وهي غيبة من لا يكون حاضرًا بذكر ما يكرهه في غيبته. 
المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، لو أيضًا سلطنا الضوء على السياق القرآني الكريم الذي ورد فيه هذا الاستفهام. 
الشيخ: الله –جل وعلا-ذكر في هذه الآية الكريمة جملة من الآداب التي يجب على أهل الإيمان أن يتحلوا بها فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ[الحجرات: 12]
 هكذا بدأ التوجيه في هذه الآية بنداء أهل الإيمان لقطع سلسلة العيوب والمعاصي ابتداء بسوء الظن الذي هو مفتاح شرور عظيمة، ولذلك قال: ﴿اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ[الحجرات: 12]
 وإذا ظن الإنسان طلب تحقيق ذلك الظن فتجسس، قال: ﴿وَلا تَجَسَّسُوا[الحجرات: 12] وإذا تجسس وقع على شيء من العيب والمكروه في حق من يتجسس عليه ولابد «كلُّ ابنِ آدمَ خطَّاءٌ، وخيرُ الخطَّائينَ التَّوَّابونَ»[سنن الترمذي(2499)، وحسنه الألباني] وإذا اطلع على ذلك فإنه سيتكلم به، ولذلك قال: ﴿وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا[الحجرات: 12] فنهى عن الغيبة، والغيبة هي ذكر أخاك بما يكره هكذا عرفها النبي –صلى الله عليه وسلم-عندما ذكرت الغيبة بين يديه «قالَ: ذِكْرُكَ أخاكَ بما يَكْرَهُ. قيلَ: أفَرَأَيْتَ إنْ كانَ في أخِي ما أقُولُ؟ قالَ: إنْ كانَ فيه ما تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وإنْ لَمْ يَكُنْ فيه فقَدْ بَهَتَّهُ»[أخرجه الترمذي في سننه(1934)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ].
ثم لتحذير المؤمنين من هذه السيئة التي يتورط فيها كثير من الناس جاء تصوير هذه القبيحة وهذه السيئة وهذه الموبقة بأقبح ما يكون من الصور، فضرب لها مثلًا تنفيرًا وتحذيرًا فقال: ﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ[الحجرات: 12]، ثم هذا التنفير بأكل لحم ابن آدم الميت غايته وغرضه أن تنفر النفوس عن هذا المسلك، وعبر بأكل اللحم؛ لأن العرب تستعمل ذلك في ذكر قبيح الرجل في حال غيبته كما قال الشاعر: 
وإن أكلوا لحمي وفرط لحومهم وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدًا
فالآية تضمنت التحذير من هذه الصورة والتقبيح لها، كما أنها تضمنت الأمر بكراهية ذلك حيث قال: ﴿فَكَرِهْتُمُوهُ[الحجرات: 12]، فإنه قد قيل أن قوله تعالى: ﴿فَكَرِهْتُمُوهُ[الحجرات: 12] أمر وهو يأتي وقد يأتي الأمر بصيغة الماضي، نحو: اتق الله امرؤ فعل خيرًا يثاب عليه، وختم الآية بالأمر بتقواه؛ لأن تقوى الله تعالى أعظم ما يحجز الإنسان عن السوء بكل صوره وعن السوء في حال الغيبة، فإنه لا يكف الإنسان عن الاعتداء والبغي والظلم والتجاوز على أعراض الناس مثل ما يكفه تقوى الله –عز وجل-، لأنه يعلم أنه ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد، ويعلم أن الله تعالى سيحاسبه على ما صدر منه من قول أو عمل، ثم هو إذا اتقى الله تعالى كف لسانه عن كل ما فيه سوء لقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فليقُلْ خيرًا أو ليصمُتْ»[صحيح البخاري(6018)، ومسلم(47)]، فالغيبة التي مثلت بهذه السورة هي من كبائر الذنوب كما حكى غير واحد من أهل العلم أن الغيبة من كبائر الذنوب، وقد دلت على ذلك دلائل كثيرة، فإن النبي –صلى الله عليه وسلم-قرن العرق بالدم، فقال: «كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ دمُهُ وعرضُهُ»[صحيح مسلم(2564)].
وقد وصفها النبي –صلى الله عليه وسلم-بأنها أربى الربا، فقال: «إن من أربى الربا الاستطالةُ في عِرضِ المسلمِ»[أخرجه أبو داود في سننه(4876)، وأحمد في مسنده(1651)، وقال الهيثمي: وَرِجَالُ أَحْمَدَ رِجَالُ الصَّحِيحِ غَيْرَ نَوْفَلِ بْنِ مُسَاحِقٍ، وَهُوَ ثِقَةٌ]، فينبغي للإنسان أن يكون حذرا فيما يصدر عنه، وبعض الناس يتؤول بأن ثمة أحوال يجوز فيها الكلام عن الغير، كما لو كان متظلمًا أو معرفًا أو محذرًا أو متكلمًا عن مجاهر بفسق، أو مستفت، أو من يطلب إعانة في إزالة سوء أو شر، فيقول: هذه الأحوال يجوز فيها الحديث عن الغير.
إلا أنه ينبغي أن يؤكد على معنى مهم، وهو أن الأصل حرمة العرض، وأن الأصل تحريم الغيبة، وأن الأصل كف اللسان عن أعراض الناس، ولا يخرج عن هذا الأصل بالكلام عن الغير بسوء في حال غيبته بذكره بما يكره في حال غيبته إلا بما هو بين واضح كالشمس ظهورًا ووضوحًا، فإن ذلك هو الطريق القويم الذي يقي به الإنسان نفسه من التورط في هذه الموبقة والماحية للحسنات، فإنه إذا تكلم في غيره أهدى حسناته إلى غيره، وكذلك إن فنيت حسناته، فإنه يتحمل من سيئات غيره ما يكون ثقلًا عليه يوم العرض، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم، يوم لا درهم ولا دينار. 
فينبغي للمؤمن أن يصون لسانه عن الوقيعة في غيره، ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا[الطلاق: 2]، ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا[العنكبوت: 69]
 فنسأل الله أن يصون ألسنتنا عن أعراض الناس، وأن يرزقنا القول السديد، وأن يعيننا على قول الخير وحفظ ألسنتنا عما سوى ذلك. 
المقدم: شكر الله لكم صاحب الفضيلة، هذا الحديث المبارك عن هذا الاستفهام القرآني الذي ورد في آية كريمة﴿أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ[الحجرات: 12]
 فشكر الله لكم شيخنا الكريم، كل الشكر والتقدير مستمعينا الكرام بعد شكر الله –عز وجل-مع عاطر الدعاء لضيفنا الكريم في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم الشكر يتواصل لأخي وزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان بن عبد الكريم الجويبر، ولكم مستمعينا الكرام نلقاكم باستفهام قرآني، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 
 
 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91514 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87245 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف