×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

رمضانيات / برامج رمضانية / ينابيع الفتوى / الحلقة (15) من ينابيع الفتوى 20 /9 /1442

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1940

 

المقدمُ: مُستمعِينا الكرامَ السلامُ عليكُمْ ورحْمةُ اللهِ وبركاتُهُ أَهْلاً ومَرْحَبا بِكُمْ مَعَنا دائِمًا عبْرَ أَثِيرِ إِذاعةِ نِداءِ الإِسْلامِ. 

نحنُ وإياكُمْ أَيُّها الأَحِبَّةُ في البرنامَجِ الإِفْتائِيِّ ينابيعِ الفَتوَى وفيهِ يتفضَّلُ أَصْحابُ المعالي والفضيلةِ منْ هَيئَةِ كِبارِ العُلَماءِ وَمِنْ مَشايخِنا الكرامِ بإلْقاءِ الدُّرُوسِ في هَذا البرنامَجِ اليومِيِّ، وأَيْضًا يتفضَّلُونَ بِالإِجابَةِ عَلَى أسْئَلَةِ المستمِعِينَ نسأَلُ اللهَ –سُبحانَهُ وَتَعالَى-أنْ يتقبَّلَ مِنَ الجَمِيعِ صالحَ القَوْلِ والعَمَلِ وأَنْ يتمَّ علَيْنا جَمِيعًا شهرَ رَمَضانَ بِالخيرِ والقبولِ والغفرانِ.

أيها الأحِبَّةُ نحْنُ وَإِياكُمْ في هَذا الدرسِ ويسرُّنا أَيْضًا أنْ نسْتَقْبِلَ فَضِيلَةَ الشيخِ الدكتور خالدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ المصْلِحِ أستاذِ الفقْهِ بكليةِ الشريعَةِ بجامِعَةِ القَصِيمِ الَّذي نأْنَسُ ونَسْعَدُ بِالحديثِ مَعهُ حَوْلَ مَواضِيعِ هَذا البرْنامَجِ السَّلامُ عليكُمْ يا شيخ خالد وحيَّاكُمُ اللهُ.

الشيخُ: وعليكُمُ السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ حياكُمُ اللهُ أَهْلا وسَهْلاً.

المقدمُ: أَهْلا وسهلاً بكَ يا شيْخَنا أَيْضًا أرحَمُ بِكُمْ أَنا محمدٌ الجرني وأَخِي لُؤيُّ الحلَبيُّ منَ الإِخْراجِ ونذكركُمْ أَيُّها الأَحِبَّةُ أَيْضًا بأرقامِ الاتِّصالِ علَى 6493028 الرقم الآخر 6477117 ومفتاح المنطقة 012 فحياكُمُ اللهُ.

في هَذا الدرسِ وَكَما قررهُ شَيْخُنا سوْفَ يَكُونُ الحَدِيثُ عَنِ اسْتِقْبالِ اللَّيالي العَشْرِ مِنْ هَذا الشهْرِ المبارَكِ وَهَكَذا قَدْ طَوَىَ رَمَضانُ وأَيَّامُهُ وَلِياليهِ العِشْرينَ وَبَقِيَ مِنْ لياليهِ عَشْرُ لَيالٍ نسْأَلُ اللهَ –عزَّ وجَلَّ-أَنْ يُوَفِّقَنا جَمِيعًا إِلَى الإِحْسانِ فِيها وَإِلَى الوُصُولِ إِلَى الغايَةِ الأَسْمَى مِنَ العِبادَةِ فِيها كَما يُحِبُّ رَبُّنا –عزَّ وجلَّ-لعلكُمْ يا شيخُ خالد باركَ اللهُ فِيكُمْ تَأْتُونَ إِلَى هَذا الحَدِيثِ وكيفَ يَكُونُ حالُ المسْلِمِ في الليالِ العشرِ؟ فَتَحَ اللهُ عَلَيْكُمْ.

الشيخُ: السلامُ علَيْكُمْ وَرَحمةُ اللهِ وبركاتُهُ الحمْدُ للهِ ربِّ العالمينَ وأُصَلِّي وأُسَلِّمُ علَى المبعوثِ رحْمةً للعالمينَ نبيِّنا محمَّدٍ وعَلَى آلهِ وأَصْحابِهِ أَجْمَعِينَ أَمَّا بعْدُ.

فتحيةً طيبةً لكَ أَخِي محمد وللإخْوَةِ والأَخَواتِ المستمعينَ والمستمعاتِ أَسأل اللهَ تعالَى لي ولهمُ التوفيقَ والسدادَ مِنْ صالح العَمَلِ وأَنْ يجعَلَنا مِمَّنْ فازَ بِعَظِيمِ الأَجْرِ وكبيرِ الفَضْلِ وواسِعِ العَطاءِ والإحْسان منْ ربِّ يُعْطِي علَى القليلِ الكثيرَ وَيوفِّقُنا فيما بَقِي مِنْ هَذا الشهرِ إِلَى ما يُحِبُّ وَيَرْضِى، وأَنْ يَجعَلَنا ممنْ يَفُوزُ بِقِيامِ ليلةٍ القدرِ فيحطُّ عنهُ الخَطَأَ والوِزْرَ.

فيما يتعلقُ بِالعشرِ الأَواخِرِ مِنْ رَمَضانِ هذهِ الأيامُ وهذهِ الليالي المباركاتُ لِيالٍ عظيمَةُ القدرِ كبيرةُ المنزلَةِ عنْدَ اللهِ –عزَّ وجلَّ-خصَّها اللهُ تَعالَى في أَنْ جَعَلَ فِيها ليلةَ القدْرِ لأَنَّ هِيَ خيْرٌ منْ أَلْفِ شهرٍ ليلة القدرِ الَّتي أنزلَ اللهُ تعالَى فِيها القُرْآنَ العظيمَ وأَوْحَى لِرسولِهِ الكريمِ بِما أَوْحَى إِلَيْهِ في بِدايَةِ الوَحْيِ حَيْثُ جاءهُ جَبِريلُ في الغار فَقالَ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ﴾[العلق: 1-3]، قال تَعالَى: ﴿إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ﴾[القدر: 1-4] هذهِ الخاصِّيَةِ في هذهِ العَشْرِ جعلَتْ لهذهِ العشرِ ميزةً وقيم مِيزتَها دُونَ سائرَ لَيالي الزمانِ، فقَدْ كانَ سَيِّدُ الوَرَى الَّذي حَطَّ اللهُ تَعالَى عنْهُ الخطأَ وَالوزْرَ رَفع ذِكْرهُ وَوَضَعَ وِزْرَهُ وأَعْنى لِلعالم كانَ صَلَواتُ اللهِ وسلامُهُ علَيْهِ عَظِيمَ العِبادَةِ والطَّاعَةِ لِرَبِّهِ جَلَّ في عُلاهُ، فَكانَ إِذا دَخَلَ العَشْرُ شدَّ المآزِرَ وأَيْقَظَ أَهْلَهُ.

وفي رِوايةٍ قالتْ عائِشةُ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْها في وَصْفِ حالِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-في العَشْرِ الأَواخِرِ قالَتْ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْها: كانَ رَسُولُ اللهِ –صَلَّى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ-إِذا دَخلَ العشرُ أَيِ العشْرُ الأواخِرُ مِنْ رَمَضانَ أَحْيا ليلَهُ وأيقَظَ أَهْلَهُ وَجَدَّ وَشدَّ المآزِرَ.

فهذِهِ حالُهُ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-منْ دُخُولِ العشْرِ قَولُها رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنْها إذا دَخَلَ العشْرُ المقصُودُ بِالعَشْرِ العَشْرُ الأَواخِرُ مِنْ رَمضانَ ودخولُ العشرِ يكونُ بِغُروبِ شَمْسِ يَوْمِ العِشْرينَ يعْني بِغُروبِ شمسِ هَذا اليومِ بِإذْنِ اللهِ تَعالَى، فَإِنَّها تدخلُ العشرُ الأَواخِرُ مِنْ رَمَضانَ الَّتي كانَ يجدُّ فِيها النبيُّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-بِصالحِ العملِ وقدْ وَصَفتْ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنْها عملهُ قالَتْ: أَحْيا ليلَهُ وأيقَظَ أهلَهُ وجدَّ وَشَدَّ المآزِرَ.

وكانَ –صَلَّى اللهُ عليْهِ وَسَلَّمَ-يجتهِدُ في العشْرِ الأَواخِرِ ما لا يجتَهِدُ في غيرهِ يَعْني في الطاعَةِ وَالقُرْبى والإحسانِ وسائرِ أَبْوابِ الخيرِ وَسائِرِ أَنْواعِ الصَّالحِ مِنَ العَمَلِ ما لا يَكُونُ في غيرِ هَذهِ اللَّيالي بمعْنَى أَنَّهُ يَكُونُ في هَذهِ العَشْرِ نَوْعٌ مِنَ الجدِّ والاجْتِهادِ والبذلِ والتقرُّبِ وَالطَّاعَةِ وَالاشْتِغالِ بِالخيرِ وَما يُرْضِي اللهَ –عَزَّ وجَلَّ-ما لا يَكُونُ في سائرِ زَمانِهِ صَلَواتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ.

هَذا كُلُّهُ لأَجْلِ نَيْلِ رِضا اللهِ –عزَّ وَجلَّ-والفوزِ بِلَيلةِ القدْرِ، فالاجْتِهادُ في العَشْرِ الأواخِرِ مِنْ رَمَضانَ لما فِيها مِنَ الفضْلِ وَالأَجْرِ وَالعَطاءِ الواسعِ الوفيرِ مِنْ ربٍّ يُعْطِي عَلَى القَلِيلِ الكثيرَ وَذَلِكَ كُلُّهُ تحرَّي لليلةِ القَدْرِ وطَلَبا لِلفوزِ لما فِيها مِنَ الخيراتِ وَالعَطايا والهباتِ والمسرَّاتِ.

أَحْيا ليلَهُ إِحْياءُ اللَّيْلِ هُوَ عِمارةٌ لصالحِ العَمَلِ واجِبًا ومُسْتَحبًّا، فَإِحْياءُ الليلِ المقصُودُ بِهِ عِمارتُهُ بِما يُحْيِي بِهِ وحياةُ الإِنْسانِ إِنَّما تَكُونُ بِطاعَةِ الرَّحْمنِ قالَ اللهُ تعالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾[الأنفال: 24] إحياءُ الليلِ هُوَ اشْتغالُ الإِنْسانِ بِطاعَةِ الرَّحْمَنِ مِنْ واجِبٍ وفرضٍ أَوْ مستحبٍ ومندوبٍ وأيقظَ أهْلَهُ أَيْ وأَشْرَكَ أَهْلَهُ في الاشْتغالِ بِطاعَةِ الرحمنِ بِهذهِ الليالي بحثِّهِمْ وَترغيبهِمْ وتحفيزهِمْ إِلَى العَمَلِ الصالحِ والأَهْلِ يَشْمَلُ كُلَّ مَنْ يَنضمُّ إِلَى الإنْسانِ ممنْ يتأهَّلُ بِهِ فَيشمَلُ الزوجَةَ وَيشمَلُ الذريةَ مِنَ الأَبْناءِ والبناتِ ويشمَلُ الإِخْوانَ والأَخواتِ وَيشمَلُ الوالديْنِ وَيشمَلُ كُلَّ مَنْ يُوصَفُ بأنهُ مِنَ الأَهْلِ، فإنهُ يُنْدَبُ أَنْ يحُثَّ في هذهِ الليالي عَلَى الخيرِ فإنَّ النبيَّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-كانَ يُوقِظُ أَهْلَهُ لِيفُوزَ بِما في هذهِ الليالي مِنَ المبشِّراتِ وَالعَطايا والهباتِ ثُمَّ عادَتْ إِلَى توْصِيفِ حالِهِ في طاعَةِ ربهِ وَاغتنامِهِ لهذهِ العَشْرِ وَعدَمِ تفويتِ شيءٍ مِنْها قالَتْ: وَجَدَّ وَالجِدُّ ضَدَّ الهزلِ الجِدُّ هُوَ الحزْنُ وَالإِقْبالُ عَلَى الشيءِ برغبةٍ صادِقَةٍ وعَمَلٍ ناصِحٍ رَشِيدٍ وشَدَّ المأزَرَ أَيْ وَاسْتَعانَ عَلَى إِدْراكِ ما يؤمِّلُ مِنْ فَضائِلِ هَذِهِ الليالي بِالتَّشْمِيرِ فإِنَّ شدَّ المآزِرَ يُشِيرُ إِلَى التشميرِ وَالجدِّ في طلبِ المرغُوبِ وَالسَّعْيِ الحثيثِ في إِدْراكِ ما في هَذِهِ الليالي مِنَ الخيرِ هَذا هُوَ حالُ مَنْ حَطَّ اللهُ وِزْرَهُ.

هَذا حالُ مَنْ غَفَرَ اللهُ تَعالَى ما تقدَّمَ مِنْ ذنبِهِ وَما تأَخَّرَ فَكَيْفَ بِما عَدا ذلِكَ وكيفَ بِغَيْرِهِ ممنْ هُوَ أَحْوَجُ ما يَكُونُ إِلَى عِمارَةِ الوَقْتِ بِصالحِ العَمَلِ فَنَسْأَلُ اللهَ تعالَى أَنْ يُوَفِّقَنا إِلَى العِلْمِ النافعِ وَالعَمَلِ الصَّالحِ وأَنْ يُيَسِّرَ لَنا الصالحاتِ في هذِهِ الليالي المباركاتِ.

وبِماذا تَحْيا هَذِهِ اللَّيالِي؟ تُحْيي هَذِهِ اللَّيالِي كَما ذَكرت بالفَرْضِ وَالنَّفْلِ، الفَرْضُ صلاةُ المغربِ وَالعِشاءِ مِنْ جِهَةِ الصَّلَواتِ وَكَذلكَ إِذا كانَ هُناكَ حُقُوقٌ واجِبَةٌ في مالٍ وشَغَلَ نَفْسَهُ بِإِخْراجِها في هَذِهِ الأَيَّامِ فإِنَّهُ يُدْرِكُ في ذَلِكَ أَجْرًا عَظِيمًا وفضْلًا كَبِيرًا ثُمَّ بَعدَ ذَلِكَ بِسائِرِ أَنْواعِ العَمَلِ الصَّالحِ مِنَ القِيامِ فإنَّهُ كانَ –صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَسلَّمَ-يعْمُرَ لَيالي رَمَضانَ كُلَّها بِالقِيامِ فَكانَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يقُومُ رَمَضانَ ويحثُّ عَلَى قِيامِ ليلةِ القَدْرِ وَيَأْمُرُ بِتَحَرِّيها ويندُبُ إِلَى الحرثِ عَلَى موافُقَتِها فكانَ –صَلَّى اللهُ عليهِ وَسلَّمَ-يُصَلِّي الليلَ كُلَّهُ في بَعْضِ الليالي كَما جاءَ ذلِكَ في حدِيثِ أَبي ذَرٍّ أَنَّهُ صَلَّى بِأَصْحابِهِ لَيْلَةً حَتَّى خَشَوْا أَلَّا يُدْرِكُوا السُّحُورَ، فَمِمَّا تَعْمُرُ بِهِ هَذِهِ الليالي الصَّلَواتِ حَسْبَ طاقَةِ الإنسانِ والصَّلاةِ الَّتي يُصَلِّيها مَعَ الأَئِمَّةِ وَيَنْصَرِفُونَ يُكْتُبُ لَهُ بِقيامِ ليلةٍ ويَزيدُ بَعْدَ ذلكِ منَ الخيرِ إنْ شاءَ عَلَى حَسْبِ ما يَفْتَحُ اللهُ تَعالَى عليْهِ.

ثمَّ تِلاوة القُرآن لأنَّ تِلاوةِ القُرْآنِ في هَذِهِ اللَّيالِي مِمَّا تُحْيي بِهِ هَذِهِ العَشْرَ وَيُدْرِكُ بِها الإِنْسانُ الفَضْلَ العَظِيمَ والأَجْرَ الكَبِيرَ كَذَلِكَ الدُّعاءُ فإنَّ النبيَّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّم-وَجْهَ إِلَى الدُّعاءِ وَقَدْ قالَتْ عائِشَةُ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عَنْها في انْتِقاءِ أَجْودُ ما يَكُونُ مِنَ الأَدْعِيَةِ وَأَجْمَعُ ما يَكُونُ مِنَ الأَدْعِيَةِ في هَذِهِ اللَّيالِي  «قلتُ: يا رسولَ اللهِ أرأيتَ إنْ علِمتُ أيَّ ليلةٍ ليلةُ القدرِ ما أقولُ فِيها؟ قال: قُولي: اللهمَّ إنكَ عفوٌ، تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي» فيشتغِلُ الإِنْسانُ بِتَكْرارِ هَذا الدُّعاءِ قائِمًا وَقاعِدًا وَعَلَى جَنْبِ في بَيْتِهِ وَفي سُوقِهِ وَفي شارِعِهِ وَفي مَسْجِدِهِ وَهُو ذاهِبٌ وَهُوَ أتَى يَسْأَلُ اللهُ تَعالَى العَفْوَ فَإِنَّ إِدْراكَ العَفْوَ مِنَ اللهِ –عَزَّ وَجَلَّ-تَنْفَتِحُ بِهِ الخيراتُ وَيُدْرِكُ الإِنْسانُ بِهِ فَوْزَ الدُّنيا والآخِرَةِ، فإِنَّ العفْوَ مِنَ اللهِ –عزَّ وَجَلَّ-يُوجِبُ حطَّ الأَوْزارِ وَإِذا حطَّتْ أَوْزارَ الإنْسانِ ومَشِىَ عَلَى الأَرْضِ لا خطِيئةً عليهِ أَتَدْخُلُ خيرات ويتولاهُ ربُّ الأَرْضِ والسَّماواتِ نسأَلُ اللهَ مِنْ فَضْلِهِ اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌ تحبُّ العفْوَ فاعْفُ عَنَّا.

هَكَذا ينبغِي أَنْ يَشْتَغِلَ بِهذا الدعاءِ وبذكرِ اللهِ –عزَّ وجلَّ-سُبْحانَ اللهِ وَالحمدُ للهِ ولا إِلهَ إِلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبرُ والصَّلاةُ عَلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعَلَى آلهِ وَسَلَّمَ مِنَ العَمَلِ الصَّالحِ الَّذي تَشْغَلُ بِهِ هَذِهِ اللَّيالِي كُلُّ هَذا مِنَ العَمَلِ الصَّالحِ أَيْضًا الإِحْسانُ بِما يَسَّرَ اللهُ تَعالَى مِنْ أَوْجُهِ الإِحْسانِ القَوْلِيِّ والعَمَلِيِّ وَالمالِيِّ فإِنَّ ذَلِكَ مما كانَ عليهِ حالُ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-فَكانَ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-أجْوَدَ الناسِ وَكانَ أَجْوَدَ ما يَكُونُ في رَمَضانَ صَلَواتُ اللهِ وَسلامُهُ عَلَيْهِ، وكانَ جبريلُ يلقاهُ كُلَّ ليلةٍ يدارسُهُ القُرْآنَ فَكانَ رَسُولُ اللهِ أَجْوَدَ بِالخيرِ مِنَ الرِّيحِ المرسلَةِ فَنَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَسْتَعْمِلَنا وَإِيَّاكُمْ لِلصَّالحاتِ أَنْ يُوَفِّقَنا لِقِيامِ ليلةِ القَدْرِ أنْ يُعِينَنا في هذهِ اللَّيالي عَلَى الصّالحِ مِنَ العَمَلِ يَنْوي الإنسانُ خيْرًا وَيَأْمَلُ مِنَ اللهِ فَضْلًا وَمَنْ صدَقَ اللهَ صَدقَهُ اللهُ ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾[العنكبوت: 69] اللهمَّ أعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنَ عِبادَتِكَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ.

المقدِّمُ: جَزاكُمُ اللهُ كُلَّ خيرٍ شيخ خالد علَى هذا التَّصْدِيرِ في هَذا الدرسِ حَوْلَ أهميةِ العشرِ وكيفَ كانَ حالُ رَسُولِنا –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-وأُمَّهاتِ المؤْمِنينَ والصحابةِ الكرامِ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ أَجْمَعِينَ في هذهِ الليالي والَّتي كَما أَشرْتُمْ بِأَنَّها تبدأُ إِنْ شاءَ اللهُ مِنْ بَعْدِ غُرُوبِ شَمْسِ هَذا اليومِ العِشْرينَ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ ونأْتي إِلَى الليلةِ الواحِدَةِ وَالعِشْرينَ بِإذْنِ اللهِ تَعالَى ونحْنُ في خيرِ حالٍ، نَسْأَلُ اللهَ العَوْنَ وَالسّدادَ في قِيامِها وإحْسانِها باركَ اللهُ فِيكَ شَيْخَنا عنْدِي مجمُوعَةٌ مِنَ الأَسْئِلَةِ وكَذَلِكَ عِنْدَي بَعْضُ الاتصالاتِ نأْتي فَقَطْ شَيْخَنا بما ذكرتُمْ بأَنَّ عَدَدَ الأعْمالِ أَوْ الأَعْمالِ الَّتي يمكِنُ لِلمُسْلِمِ أَنْ يَعْمَلَها الأَعْمالَ المشُروعَةَ هِيَ غَيْرُ محدَّدَةٍ شيخ خالد يعْني لا يُمْكِنُ للإِنْسانِ أَنْ يَقُومَ مَثَلا قِيام الليلِ فحسْب دُونَ صدقةٍ أَوِ الصَّدَقَةُ دُونَ البرِّ أَوْ البرُّ دُون َكذا وكَذا، كَذا شيخنا؟

الشيخُ: نعمْ لكِنْ هُناكَ ما جاءَ النصُّ عَليهِ فيقدمُ عَلَى غيرهِ مَثلًا القيامُ هُوَ مِنْ آكَدِ الأَعْمالِ لقوْلِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-أَقْصِدُ مِنَ النَّوافِلِ والمستحبَّاتِ مِنْ آكَدِ الأَعْمالِ لِقَوْلِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: «مَنْ قامَ لَيلةَ القَدرِ إيمانًا واحتِسابًا، غُفِرَ لَهُ ما تقدَّمَ مِن ذنبِهِ» فَهذا دليلٌ علَى خُصُوصِيَّةٌ هَذا العَمَلُ الدُّعاءُ جاءَ ذِكرهُ أَيْضًا عَلَى وَجْهِ الخُصُوصِ لحديثِ عائِشَةَ حَيْثُ قالَتْ: «أَرأيتَ إنْ عَلِمتُ أيَّ لَيلةٍ ليلةُ القَدرِ؛ ما أَقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّكَ عَفوٌّ تُحِبُّ العفوَ، فاعفُ عنِّي» تِلاوَةُ القُرْآنِ هَذا شأْنُهُ في رَمَضانَ كُلِّهِ، فَكانَ جبريلُ يُدارِسُهُ القُرْآنَ كُلَّ ليلةٍ صَلواتُ اللهِ وسلامهُ عليهِ.

الإحسانُ أيضًا شأنهُ في ليالي رمضانَ كلهِ لَكِنْ كَما قالَتْ عائشةُ: كانَ –صَلَّى اللهُ عليْهِ وَسلمَ-يجتهدُ في العشرِ الأَواخِرِ ما لا يجتهِدُ في غيرهِمْ، فهذِهِ الأَعْمالُ جاءَ مِنْها ما هُوَ خاصٌّ يَعْني جاءَ النصُّ عَليهِ أنهُ مِنْ أَعْمالِ ليلةِ القَدْرِ وَمِنْها ما هُوَ شامِلُ لليالي شهرُ رمضانَ كُلِّها وَهُنا تمتازُ هَذِهِ الليالي عَنْ سائرِ ليالي الشهرِ بأنَّهُ يجتهِدُ فِيها أَكثرَ مِنْ غيرهِ، فيجتهدُ في تِلاوةِ القُرآنِ أكثرَ مِنْ غيرهِ من الليالي، ويجتهدُ في الإحسانِ أكْثَرَ مِنْ غيرهِ لكونهِ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-كانَ يجتهدُ في العشِر الأواخرِ ما لا يَجْتَهِدُ في غيرهِ.

المقدمُ: باركَ اللهُ فِيكُمْ يا شَيْخَنا نَأْتي للاتصالاتِ وَإِلَى الأخ أبو محمد حيَّاكَ اللهُ يا أَبُو محمدٍ.

المتصلُ: السلامُ علَيْكُمْ.

المقدمُ: وعلَيْكُمُ السلامُ ورحمةُ اللهِ وَبركاتُهُ أتفضل يا أَخِي.

المتصلُ: يا شيخُ عندِي الوالَدةُ عِنْدها فضةٌ مِنْ زَمانٍ ما تَستخدِمُها هَلْ عَلَيْها زكاةُ؟ وَالذهبُ اللي ما هُوَ ملبوسٌ علَيْه زكاةٌ؟

المقدمُ: الفضةُ بكميةٍ كبيرةٍ يا أَخِي؟

المتصلُ: لا تَقْريبًا حزام

وسلاسلُ، السؤالُ الثاني عِنْدي أَحَدُ الزملاءُ مشتري بيت وَما يبْقَى لَهُ إِلَّا القلِيلُ هَلْ يجُوزُ إِني أُعْطِيَهُ مِنْ زكاةِ المالِ؟

المقدمُ: عَفْوًا يا أبو محمد راتبهُ ما يَبْقَى منهُ إلا قَلِيلٌ تقْصِدُ أَنَّهُ مُديونٌ أوْ أَنَّهُ؟

المتصلُ: لا قَصْد البيتِ والتزاماتْ يَعْني أُخْرَى.

المقدمُ: طيبٌ يعْني هَلْ بانَ لكَ مِنْ حالَهُ بأنهُ محتاجٌ أوْ مَدْيونٌ أَوْ مُعْسرٌ أَوْ شَيْءٌ مِنْ هَذا؟

المتصلُ: هُوَ يَقُولُ أَنا بِزكي زكاةَ الفِطْرِ بَسْ أَقْصِدُ أَنا يَعْني رأْفَةً بهِ وَبِظُرُوفهِ هَلْ يجوزُ إِنِّي أُعْطِي لهُ زكاةَ المالِ عِلْمًا بِأنَّهُ رَاحَ يُزكِّي زَكاةَ الفِطْرِ يَعْني.

المقدمُ: طيب خيرٌ إِنْ شاءَ اللهُ تَستمعُ يا أَبو محمدٍ باركَ اللهُ فِيكَ نَعم يا شَيخُ خالد.

الشيخُ: فِيما يتعلقُّ بالفضةِ الفضةُ وَالذهبُ هُما مِنَ الأَمْوالِ الَّتي تجبُ فِيها الزكاةُ قالَ اللهُ تَعالَى: ﴿وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ﴾[التوبة: 34-35] فَلا خِلافُ بينَ أَهْلِ العِلْمِ أَنَّ الذَّهَبَ وَالفضَّةَ إِذا بلغَ نِصابًا فَإِنَّهُ يَجِبُ فِيهُما الزكاةُ.

وَلِذلكَ ما سأَلَ عنْهُ مِنْ أَنَّ أُمَّهُ تملِكُ فِضَّةً فَإِذا كانَتْ هَذِهِ الفضَّةُ ليْسَتْ للبسِ، إِنَّما للإِدِّخارِ كَما هُوَ ظاهِرُ حالِ السائلِ فإنَّهُ تَجِبُ الزكاةُ إِذا بلغتْ نِصابًا، نصابُ الفِضَّةِ خُمْسمائِة وَخمس وتسعينَ جرام تَقْريبًا يعْني ستمائة إِلَّا خمسة جراماتٍ هَذا نِصابُ الفِضَّةِ، بمعْنَى أَنَّهُ إِذا بلغَتْ وَزن ما عِنْدها مِنَ الفِضَّةِ هَذا المقدارُ خمسمائة وخمس وتسعينَ وَدارَ عليْهِ الحوْلُ، فإنَّهُ تجبُ فِيهِ الزكاةُ وَهِيَ رُبْعُ العشرِ يعْني واحد مِنْ رُبعين اللي هي 2.5% فيخرجُ مِنْ الفضَّةِ نفس هذا القدر أو من قيمتها يخرج 2.5% هذا إذا كانت فضةً مكنوزةً.

وكذلكَ الذهبُ والذهبُ نِصابُهُ خمس وثمانين جرام مِنَ الذَّهب عيار 24.

المقدمُ: خيرٌ إنْ شاءَ اللهُ يسألُ يَقُولُ: بأنَّهُ لديْهِ زميلٌ يَعْمَلُ عَلَى إِنْهاءِ بيتهِ في بنائِها ويرَى بأنهُ يحتاجُ أَوْ هُوَ يُرِيدُ أنْ يرأفَ بحالهِ لكنْ هَذا الرجلُ يزكي زكاةَ الفِطْرِ ولكنْ علَيْهِ أَعْباءٌ ماليةٌ ولم يَذْكُرْ بأنَّهُ مُعسرٌ أو مَدْيونٌ.

الشيخُ: إذا كانَ مِنْ أَهْلِ الزكاةِ الَّذين بيَّنَ اللهُ تَعالَى أَصْنافهُمْ، فيجُوزُ إِعْطاءُ الزكاةِ له وَهُنا أُنبهُ إِلَى أنهُ ينبغِي لمنْ يَبذلُ الزكاةَ أنْ يتَحَرَّى إِخْراجَها علَى الوجهِ الَّذِي تبرأُ بهِ ذمتُهُ لأَنَّ الَّذي يخرجُ الزكاةَ عَلَى غيرِ الوجْهِ الَّذِي أمرَ اللهُ تَعالَى بِهِ، فإنهُ لا تبرأُ ذمتهُ بذلِكَ يعْني تكونُ صدقةً مِنَ الصَّدقاتِ وَلا تبرأُ ذِمَّتُه مِنَ الزكاةِ الواجبةِ فقدْ بينَ اللهُ مَصْرِفَ الزكاةِ بِصيغةِ الحصْرِ فَقد ذكرَ ثمانِيةَ أَصْنافٍ: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾[التوبة: 60] فالذينَ يأخذُون مِنَ الزكاةِ لحاجتهِمْ هُمُ الفُقراءُ والمساكينُ والغارمُونَ.

المقدمُ: الغارمُونَ مَنْ هُمْ يا شيخ؟ حتَّى يتبينَ لَنا.

الشيخُ: الغارِمُونَ هُمْ مَنْ عليْهِمْ دَيْنٌ الغارمُونَ هُمْ أهلُ الدُّيونِ وهُمْ صِنْفانِ؛ مَنْ يتدَيَّنُ مَنْ يتحمَّلُ دَيْنًا لمصلَحَةٍ خاصَّةٍ فهَذا إِذا كانَ لا يجدُ وَفاءً ليْسَ لَهُ مالٌ يستطيعُ أَنْ يَفِي بِدُيونِهِ فإنَّهُ يُعْطَى مِنَ الزكاةِ ما يوُفَّي بِه دَيْنَهُ، وَلا فرْقَ في ذلِكَ بيْنَ الدِّينِ الحالِ والدَّيْنِ المَؤَجِّلِ.

والقسمُ الثاني الَّذِينَ تحمَّلُوا دُيونًا للإِصْلاح بينَ الناسِ فقِسْمٌ تحمَّلُوا الدَّيْنِ في المعْرُوفِ وَإِصْلاحِ ذاتِ البينِ فإنَّهُمْ يُعْطُونَ مالِ الصَّدَقاتِ مِنَ الزكاةِ ما يَقْضُونَ بهمْ دُيونُهمْ وَإِنْ كانُوا أَغْنياءَ لِقَوْلِ النَّبيِّ –صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ-: «لا تحلُّ الصَّدقةُ لغنيٍّ إلا لخمسةٍ: لعامِلٍ عليها، أو رجُلٍ اشتراها بمالِهِ أو غارمٍ، أو غازٍ في سبيلِ اللَّهِ، أو مِسكينٍ تُصدِّقَ عليهِ منها فأَهدى منها لغنيٍّ».

المقصُودُ أَنْ الَّذينَ يأْخُذُونَ لحاجتهِمْ لأَهْلِ الزكاةِ هُمْ أربعَةُ أَصْنافٍ؛ الفُقراءُ، والمساكينُ، والغارِمُونَ، وابْنُ السبيلِ وَهُوَ المسافِرُ الَّذِي انْقَطِعَ بهِ السفرُ فَلَمْ يجِدُ ما يُوصِلُهُ إِلَى بَلَدِهِ وَإِنْ كانَ غَنِيًا في بَلَدِهِ، فَإِذا كانَ صاحِبُكَ واحِدًا منْ هَؤُلاءِ الأَرْبعةِ فَيَجُوزُ إِعْطاءهِ مِنَ الزكاةِ.

أَحْيانًا بَعْضُ الناسِ يُخرجُ الزكاةَ عَلَى وَجْهِ المجامَلَةِ أَوْ العانِيةِ أَوْ الهَدِيَّةِ.

المقدِّمُ: هُوَ يَقُولُ: أَنا أرأَفُ بِهِ يَعْني.

الشيخُ: كُلا يعني يَكُونُ حالُ الرأفَةِ طيبةٌ حسَنَةٌ، لكِنَّ الرأْفَةَ لا تحمِلُ الإِنْسانَ علَى أنْ يضَعَ المالَ في غَيْرِ الموضِعِ الَّذِي أَمَرَ اللهُ تَعالَى بِهِ، وَلِذلِكَ نَهَى اللهُ تَعالَى عنِ الرأْفَةِ الَّتي تَمْنَعُ حُدُودَ اللهِ ﴿وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ﴾[النور: 2] فالإنسانُ لا يرأَفُ رَأْفَةً تُوقِعُهُ في ترْكِ واجبٍ أوْ فِعْلِ ما لا يَجُوزُ أَوْ ما لا تَبْرَأُ بِهِ ذمتُهُ وَالحمْدُ للهِ رأَفَ بِهِ وَيَرى أَنَّهُ يَعْني تحمِلُ شَيْئًا كَثِيرًا ولَيْسَ مِنْ أَهْلِ الزكاةِ ويحبُّ أنْ يُساعدَهُ بابُ الصدقَةِ وَالإِحْسانِ مفْتُوحٌ.

المقدمُ: شيخ خالد تسمَعُني رُبما هُنالِكَ إِشْكالٌ.

الشيخُ: يجبُ أنْ تبلغهُ والوقْتُ الَّذي يجبُ إِخْراجُها فيهِ والمصرفُ الَّذي تُصْرَفُ فيهِ هذهِ التَّحديداتُ الشرعِيَّةُ لا يَنْبَغِي تجاوزُها وإهمالُها وَإِلَّا فَإِنَّنا نسألُ اللهَ يُبْعِدُنا عن ذلكَ.

المقدمُ: باركَ اللهُ فِيكمْ شَيْخنا أَحْيانًا يكُونُ في تقطعٍ في الصَّوْتِ نَسْأَلُ اللهَ أنْ يُبْقِي هَذا الاتِّصالَ لنفعِ المستمِعينَ الكِرامَ نَسْأَلُ اللهَ أَيْضًا للأَخِ أَبُو محمدٍ أَنْ يثيبهُ عَلَى نيتِهِ الطيبةِ وأَنْ يُعينَ صاحبَهُ أُمِّ عبدِ اللهِ حيَّاكِ اللهُ يا أُمَّ عبْدِ اللهِ.

المتصلةُ: السلامُ عليكُمْ يا شيخ.

الشيخُ: وعليكُمْ السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

المتصلةُ: أَبِغِيكَ تَدْعِي لِوالدتي الله يطوِّلْ عُمركَ في غيبوبةٍ لها ثَلاثُ سنواتٍ.

الشيخُ: اللهُ يغفرُ لها اللهُ يمتعها مَعَ الصَّالحينَ وَحُسْنِ الخاتمةِ ويتمُّ عَلَيْها العافِيةَ.

المتصلةُ: أَمين وعِنْدي يا شيخُ في عِنْدي ادِّخار سويتهُ لعيالي وآخذُ منهُ وأَرْجِعُ عليهِ

المقدمُ: ادخارُ ماذا؟ ذَهبٌ أَوْ مالٌ؟

المتصلةُ: لا .مالٌ والسؤالُ الثاني شارية سيارة يعْني عشان أبيعها واستفيد من ثمنها والسيارة لسه ما انباعت هلْ عليها الزكاةُ؟

الشيخُ: تُريدين تكسبين يعْني؟

المتصلةُ: أيوه أتكَسَّبُ فِيها والسؤالُ الثاني أَنا مسلفة واحد عشرةَ آلاف ورجَّعَها علَيَّ بربحِ ألْفِ وخمسمائَةِ رِيال هَلْ يجُوزُ فِيها الزكاةُ وَلا لا؟

المقدِّمُ: سلفتي أَحَدًا مَبلغ عشرة آلافٍ ورجَّعها كيف؟

المتصلةُ: خلاص رجع العشرةَ بِربحِ ألفٍ وخمسمائَةِ ريالٍ قالَ أَعْطيني إِيَّاها وأرجع لكِ علَيْها ألْفَ وخُمْسمائة.

المقدمُ: يعْني دخلَ بِالعشرةِ آلاف في مَشْرُوع تُجارِي؟

المتصلةُ: إِيه الرجاَّل هَذا دخَل في مَشْرُوعٍ تُجاري وَرَجَّعْها عليَّ ألْفٍ وخمسمائة ريال.

المقدمُ: طيب خيرِ إنْ شاءَ  اللهُ تستَمِعينَ يا أُمَّ عبدِ اللهِ باركَ اللهُ فِيكِ.

المتصلةُ: جزاكَ اللهُ خيراً اللهُ يحفظَك

المقدم: نعمْ يا شيخ خالد هِيَ تسْألُ تقُولُ عن مالِ الادِّخارِ.

الشيخُ: المالُ المدَّخَرُ كُلُّ مالٍ يدَّخِرُهُ الإِنْسانُ يبلُغَ نِصابًا ويمرُّ عليْهِ سنةٌ وَهُوَ عندهُ تجبُ زكاتُهُ وإذا بَلَغَ النِّصابَ يَعْنِي إِذا بلَغَ المالُ نِصابًا ودارَ عليهِ سنةٌ فإنهُ تجبُ زكاتُهُ سَواءٌ كانَ ادَّخرهُ عنِ الطَّوارئِ والنوازلِ أَوِ ادَّخَرَهُ لهدفٍ معينٍ كزواجٍ أوْ عمارةِ بيْتٍ أوْ غيرِ ذلكَ، فَهَذا مالُ المدِّخرِ تُخرجينَ زَكاتَهُ إِذا بلغَ نِصابًا وزكاتُهُ ربع العُشرِ، النصابُ بِالنسبَةِ لِلأَوْراقِ النقديةِ يُنْظَرُ فيهِ ِإلَى نصابِ الفِضَّةِ خمسمائة وخمس وتسعينَ غِرام وهذهِ تقريبًا ألفٌ وستمائةُ ريالٍ سعوديّ أوْ نحوُها تزيدُ أو تنقصُ حسْبَ سِعْرِ الفِضَّةِ في السوقِ فإذا كان عندَكَ هَذا المبلغُ ألف وخمسمائةُ وما زادَ ومرَّ عليهِ سنةٌ فتجبُ فِيهِ الزكاة على قولِ جمهُورِ العُلَماءِ.

المقدِمُ: تسأَلُ تَقُولُ: سيارةٌ جعلْتُها للاستثمارِ ولكِنَّها وَهِيَ مَعْروضَةٌ للبيعِ لم تُباع فماذا تفعلُ بثَمَنِها أوْ بقيمتِها؟

الشيخ:ُ هَذا المالُ الَّذي اشترتْ بهِ سيارةً تجبُ زكاتُها إِذا كانَتْ شَرتْها للتجارَةِ كَما تذكُرُ فَإِذا جاءَ يَوْمُ الزكاةِ تحسِبُ قِيمَةَ السيارَةِ في السُّوقِ يعني كَمْ تساوي؟ كم سَوْمُها الذَّي تسامُ بِها؟ فإذا قالُوا مَثلا السيارةُ تجيب ثلاثين ألف أوْ تأْتي بأربعينَ ألف، فتزكيها بِالقدرِ يَوْمَ الزكاةِ.

المقدمُ: تقُولُ: بِأنّها سلفت أحدًا عشرةَ آلافِ ريالٍ ثمَّ كسبتْ في ذلِكَ أَلْفا وخمسمائَةِ ريالٍ منْ مَشْروعٍ تجاريِّ فَماذا علَيْها؟

الشيخُ: الزكاةُ فِيما يتعلَّقُ بِالأَموالِ هُوَ في أَصْلِ المالِ وفي الأرباحِ الناتجةِ عنْها كلاهُما تجبُ فِيهِ الزكاةُ بمعْنَى أنَّهُ أَنا عِنْدي عشرةُ آلافِ رِيالٍ وكسبْتُ فِيها ألْفَ ريالٍ فأَنا أُزكِّي الأَصْلَ والربْحَ، فأُزكِّي إِحْدى عشْرَةَ أَلْفًا.

المقدمُ: تزكِّي رِبْحها لوْ لم تمرُّ علَيْها حوْلٌ يا شَيْخ أَوْ ماذا؟

الشيخُ: الرِّبحُ ما يحتاجُ عليهِ سنةٌ الربحُ تابِعٌ للأَصْلِ.

المقدمُ: خير إِنْ شاءَ اللهُ نذكركُمْ مُسْتمعِينا الكرامَ بأرقامِ الاتصالِ مرةً أُخرَى عَلَى 6477117 والرقم الآخر 6493028 مفتاح المنطقة 012 فحياكم الله.

شيخَنا باركَ اللهُ فِيكمْ فِيمَنْ يذْهَبُ إِلَى الصلاةِ ثُمَّ يُصَلِّي ويصلُ إِلَى الجلُوسِ فيبسطُ قَدمَيْهِ يفترشُهُما للجلُوسِ دُونَ أَنْ ينصِبَ القدَمَ اليُمْنَى علَى الأَصابِعِ فماذا عليْهِ في ذَلِكَ؟

الشيخُ: الصلاةُ صَحِيحَةٌ نصْبُ اليُمْنَى في الجلُوسِ بينَ السجْدتينِ وفي التشهُّدِ الأوَّلِ إِنَّما هُوَ سُنَّةٌ وليسَ شَيْئًا عَدَمُهُ يؤُثِّرُ عَلَى صِحةِ الصلاةِ، فإنَّ النبيَّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وسلَّمَ-كانَ إِذا جلَسَ للصَّلاةِ افترشَ رجلهُ اليُسْرَى ونصَبَ اليُمْنَى هَذا في جلُوسِهِ صَلواتُ اللهِ وسلامُهُ عليهِ في التشهدِ الأولِ وفي جلُوسهِ فيما بينَ السجدتينِ وَهذا كُلُّهُ علَى وجهِ الاستحْبابِ والسنيةِ وليسَ شيءٌ مِنْ ذلكَ واجِبا عائِشةُ تقُولُ كانَ يَقُولُ في الركعتينِ التحيةُ وكانَ يفرشُ رِجلهُ اليُسْرَى وينصبُ رجلهُ اليُمْنَى هَذا وصْفٌ لفعلهِ وكذلكَ في حديثِ أبي حميدٍ الساعديِّ رضيَ اللهُ تعالَى عنهُ وقدْ صَلَّى أَمامَ جمْعٍ منْ أَصْحابِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسلمَ-وقالَ: كنتُ أَحْفَظَكُمْ لِصلاةِ رسولِ اللهِ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ-قالَ: فَإِذا جلسَ في الرَّكْعَتَيْنِ جَلَس عَلَى رِجْلِهِ اليُسْرَى هَذا مَعْنَى يَفْتَرِشُ رجلهُ اليُسْرى أَنَّهُ يجلسُ عَلَى رجلِهِ اليُسْرَى ونَصَبَ اليُمْنَى، لَكِنْ لَوْ أَنَّهُ جَلَس عليهِما ولم يَنْصِب افترشهُما ولم ينصبِ اليُمنى يَكونُ قدْ فوَّتَ سُنةً، وأَمَّا صلاتُهُ فَهِيَ صَحِيحةٌ وَغَيُرِ منْقُوصَةٍ إِلَّا مِنْ جِهَةِ نَقْصِ ما كانَ مِنَ السنةِ الَّذِي ثَبتتْ عَنْهُ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-.

ويُسَنُّ لَهُ فِيما إِذا كانَتِ الصلاةُ ذاتَ تشَهُّدَيْنِ أَنْ يتورَّكَ في التشهدِ الأَخِيرِ في الجانبِ الثاني مِنَ الصلاةِ هَذا مِنَ السُّننِ الثابتةِ عنهُ –صَلَّى اللهُ عليهِ وَعَلَى آلِهِ وسلَّم-.

المقدمُ: شيخُنا المتصِلُ عَمَّار حَياكَ اللهُ يا عمَّار.

المتصلُ: سلامُ عليكُمْ.

المقدمُ: وعليكمُ السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

المتصل: عندي زكاةُ مالٍ يجوزُ دفعُها لجمعيةِ تحفيظِ القرآنِ علْمًا بأنَّ الجمعيةَ لَها حسابٌ مخصصٌ عن طريقِ التحويلِ واضحٌ السؤالُ؟

المقدم: طيب تستمعُ إِنْ شاءَ اللهُ يا عمارُ نعم يا شيخ خالد.

الشيخُ: الزكاةُ الواجبةُ الأوْلَى والأكْمَلُ أَنْ يَدفعَها الإنسانُ لمنْ يكُونُ ممنْ يَعْرفُهُ من ذَوِي الحاجاتِ منْ أَقاربِهِ وَذَوِي رحمهِ لِيجْتَمِعَ لَهُ أَجْرانَ؛ أَجْرُ الصَّدَقَةِ، وَأَجْرُ القرابةِ، فَإِذا كانَ لا يتحَقَّقُ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الزكاةِ أَوْ لَيْسَ لَهُ قرابَةٌ منْ أَهْل الزكاةِ ووكَّلَ الجِهاتِ المصرحَ لَها بجمعِ الزكاةِ وبينَ أَنَّها زكاةُ جمعيةِ تحفيظِ القُرْآنِ إِذا كانتْ تَستقبلُ الزكاةَ وَوَضَعَتْ حِسابًا للزكاةِ، فَهَذا يُجْزِئُ ويقولُ إِنِّي وضعتُها في حسابِ جمعيةِ تحفيظِ القُرْآنِ وقَدْ خصَّصتْ حِسابًا للزكاةِ فَلا حرَجَ َفي هَذا لكنْ ينبغِي تحقُّقُ هَذِه الجمعيَّاتِ المصرحِ لهَا لأنَّهُ الجمعيةُ المصرحُ لَها أَنْ تتسربَ هذهِ الأموالُ أو تذهبُ إِلَى جِهاتٍ لا تبرأُ بِها الذَّمةُ لكوْنِها ليستْ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقاتِ أوْ إِلَى جِهاتٍ قد تكونُ ذاتَ أَعْمالٍ ممنوعةٍ ومجردةٍ مِنْ إِذهاب وغيرهِ وللهِ الحمدُ تيسرتِ اليومَ السبلُ الَّتي يوصِلُ فيها الإنسانُ زكاتَهُ للمحقينَ مِنْ خلالِ جمعياتٍ ومنصاتٍ موثوقةٍ تشرفُ عليها الدولةُ ويشرفُ عليْها الجهاتُ ذاتُ موثوقيةٍ وأمانةٍ كمنصةِ إحسانًا ومنصةِ فُرجتْ وَمَنصَّةِ زكاتي وما أَشْبه ذلكِ منَ المنصَّاتِ الَّتي تشرفُ عَلَيْها الجهاتُ المختصَّةُ في الدولةِ وَتُوصلُ هذهِ الألوانَ إِلَى مستحقِّيها.

المقدمُ: باركَ اللهُ فيكمْ وأحسنَ إليكُمْ فِيما يتصلُ بالصلاةِ أَيْضًا ذكرتم يا شيخَنا بأنَّ الرسولَ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-كانَ يفترِشُ قدمَهُ اليُسْرَى وينصِبُ قَدَمَهُ اليُمْنَى في جُلُوسِ التشهُّدِ فَماذا عَنِ الجلُوسِ علَى عَقِبَيِ الشيطانِ أَوْ ما هُما عَقِبي الشيطانِ؟

الشيخ: النبيُّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-نهَى عنِ الإقعاءِ عنْ عُقْبةِ الشيطانِ أَوْ إِقْعاءٍ كإقعاءِ الكلْبِ هَكَذا جاءَ عنهُ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-في النهْيِ عَنْ هذهِ الصِّفةِ في الصَّلاةِ والإقعاءُ المنهِيُّ عنهُ في ذلكَ هُوَ أنْ ينصِبَ قدميهِ ويجلسَ عليهِما هكذا فسرَ جماعةٌ منْ أهلِ العلمِ ما نَهَى عنهُ النبيُّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ-منْ إقعاءِ الكلبِ وَمِنْ عقبةِ الشَّيطانِ وَهذهِ الصفةُ أَنٍْ ينصِبَ قَدميْهِ ويجلِسَ عليْهِما جاءتْ عنهُ –صَلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وسلَّم-فِيما بيْنَ الجلْستينِ في حديثِ ابنِ عباسٍ في صحيحِ الإمامِ مسلمٍ فَهذا مما لا يُنْهَى عنهُ في هَذهِ الحالِ.

والأَقربُ وَاللهُ تَعالَى أَعْلَمُ فِيما يتعلَّقُ بِعُقْبَةِ الشيطانِ وإِقْعاءِ الكلْبِ هُوَ أَنْ يَنْصِبَ رِجْلِيْهِ أَوْ قَدَمَيْهِ قدمهُ اليمْنَى وقدمهُ اليُسْرَى ويفرِّجُ بينَ رجليْهِ ويلصِقُ مِقْعدتَهُ بالأرضِ، فهُنا تتحققُ الصفةُ الَّتي ذكَرَ النبيُّ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-مِنْ أنهُ إِقْعاءٌ كإقْعاءِ الكلْبِ مِنْ صِفَتِها أَنْ يفترشَ قدميْهِ أنْ ينصبَ قدميْهِ ويجلسَ بيْنَهُما مُلْصَقًا مقعدتَهُ علَى الأَرْضِ.

بعضُ العلَماءِ يَقُولُ: عقبةُ الشيطانُ والافْتراشُ المنْهِيُّ عنهُ إِقْعاءٌ كإِقْعاءِ الكلْبِ هوَ أَنْ يفترِشَ قدميْهِ ويجلسَ بِنيتهِ عَلَى عَقبيْهِ افْتراش وليسَ نصْبًا يعْني إِذنْ عندَنا فِيما يتعلَّقُ بِالعقبة عقبة الشيطانِ في مَكانٍ دارَ عليهِ العُلماءُ.

الصفةُ الأُولَى في أنْ ينصِبَ قدميْهِ ويفرِّجُ بينْهُما ويُلْصِقُ مِقْعَدتهُ بالأَرْضِ وَهَذا الأكبرُ في مَعْنَى ما نَهَى عنهُ النبيُّ –صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَسَلَّمَ-منْ عقبة الشيطانِ ومِنْ إِقْعاءٍ كإقعاءِ الكَلْبِ.

والصفةُ الثانيةُ هِيَ أنْ يفرشَ رِجليهِ ويجلسُ علَى عقِبيْ قدميْهِ مَفْرُوش غيرُ منصوبتيْنِ مفروشتَيْنِ وهذهِ الصفَةُ ذِكْرها بَعضُ أهْلِ العلمِ في صفةِ ما يُنهَى عنهُ منَ الجلُوسِ في الصَّلاةِ وثمةَ الصِّفَةُ الَّتي ذكَرها بعضُ أهلِ العلمِ وهِيَ أنْ ينصِبَ قدميهِ لكنَّ الَّذي يظهرُ أنَّ هذهِ ليستْ عقبة الشيطانِ وَلا إِقْعاءٌ كإقعاءِ الكلْبِ لأنَّ النبيَّ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-ثبتَ عنهُ أنهُ جلَسَ كذلِكَ فِيما بينَ السجدتَيْنِ ولوْ كانَ ينهى عنهُ لنَهْيٍ عنهُ فِيما بينَ السَّجدتيْنِ وَفي غيرهِما واللهُ أعلَمُ.

المقدمُ: جزاكُمُ اللهُ كُلَّ خيرٍ يا شيْخَنا الأخ عبدُ اللهِ القحْطاني حيَّاكَ اللهُ يا عَبْدَ اللهِ.

المتصلُ: السلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

المقدمُ: وعليكُمُ السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ أتفضل يا أَخِي.

المتصلُ: أثابكَ اللهُ يا شيخ وكتبَ اللهُ أجركَ.

الشيخُ: أَمين وإياكمُ

المتصلُ: عندي اسْتفسارٌ يا شيخ بالنسبةِ لصلاةِ القيامِ هذهِ الليالي أَفْضَلُ يا شيخ في المسجدِ وَلا في البيتِ صَلاةُ النافلَةِ؟

المقدمُ: الأَفْضلُ في المسجِدِ وَلا في البيتِ تقصِدُ سُؤالكَ في البيْتِ أَوْ في المسْجِدِ هكَذا؟

المتصلُ: نعمْ صَحِيحُ وبالنسبةِ لإلْقاءِ الوتر هَلْ يجوزُ إلقاءُ وِتريْنِ في الليلِ.

المقدمُ: طيب خير إنْ شاءَ اللهُ تستمعُ يا عبدَ اللهِ

المتصلُ: اللهُ يكتُبْ أجركُمْ ويجزيكُمْ عَنَّا خير

المقدمُ: جزاكَ اللهُ خير يا أَخِي باركَ اللهُ فِيكَ نعمْ شيخ خالد.

الشيخُ: بالنسبةِ للقيامِ في العشرِ الأَواخرِ مِنْ رَمَضانَ الأفضلُ أَنْ يَقومَ مَعَ الإِمامِ حتَّى ينصرِفَ لما جاءَ في حديثِ أَبي ذرٍ أنَّ النبيَّ –صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-صَلَّى بأصحابهِ ليلةً ثُلَثَ الليلِ وفي ليلةٍ أُخْرى شَطْرَ الليْلِ فَقالَ لهُ بعضُ أَصحابِهِ لَوْ نَفلْتَنا بقيةَ ليلَتِنا فقالَ النبيُّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-: مَنْ قامَ مَعَ الإِمامِ حَتَّى ينصرفَ كُتِبَ لهُ قِيامُ ليلةٍ دلَّ هَذا عَلَى استحبابِ أَنْ يُوافِقَ الإنْسانُ الإمامُ إِذا صلَّى معهُ، لكَنْ لَوْ مِنَ الأوَّلِ صَلَّى الفريضةَ ثمَّ انْصَرَفَ ولم يُصَلِّي مَعَ الإِمامِ، فإنهُ يُصَلِّي في بيْتِهِ وينظُر في هَذا إِلَى الأَصْلحِ لِقلْبِهِ لكِنْ لَوْ صَلَّى مَعَ الإِمامِ سواءٌ صَلَّى وِتْرًا أَوْ لم يُوتِرْ وترَكَ الوترَ آخرَ الليلِ، إِنْ كانَ تركَ الوِتْرَ آخِرَ الليلِ فإنهُ يُصلِّي ما شاءَ اللهُ تَعالَى بَعدَ ذلكَ ويُوتِرُ آخِرَ الليلِ، إِنْ أَوْتَرَ مَعَ إِمامٍ فهُوَ بينَ أمريْنِ إِلَّا أَنْ يشفعَ وِترَهُ وَلْيجعَلْ وِتْرَهُ آخِرَ الليلِ أَوْ يُوافِقَ إِمامَهُ فِيما هُوَ فِيهِ يصَلِّي معهُ فَإذا سلَّم إِمامَهُ سَلَّم معهُ ثُمَّ إِنْ شاءَ صَلَّى معَهُ وأَسألُ اللهَ تعالَى أَنْ يَرفعَ الوَباءَ عَنِ البَشرِ وأَنْ يُعِيدَنا إِلَى أَحْسنِ ما كُنَّا مِنْ أَحْوالٍ في دِينِنا وَفي دُنْيانا.

المقدمُ: اللهُمَّ آمين باركَ اللهُ فِيكُمْ يا شيْخَنا إِذَنْ فِيما يتصِلُ بموضُوعِ الاعْتكافِ بعضُ الإخوةِ يَتساءلُونَ يَقُولُونَ: هَلْ يمكِنُ تَخْصِيصُ مَكانٍ في البيتِ في مِثلِ هَذهِ الليالي العَشْرِ وَجعَلَ فِيها أَوْقاتًا للاعْتِكافِ مِنْ قِراءَةٍ مِنْ تَسْبيحٍ مِنْ صَلاةٍ فهَلْ يَصِحُّ ذلِكَ؟

الشيخُ: الاعْتكافُ جاءَ في القُرْآنِ بَيانُ مَوضِعِهِ فَقالَ اللهُ تَعالَى: ﴿وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾[البقرة: 187] فجعلَ موضِعَ الاعْتكافِ هُوَ المسجدُ ولهذا ذَهبَ عامَّةُ أهْلِ العلْمِ جماهيرُ العُلماءِ إِلَى أَنَّهُ يُشْترَطُ صِحَّةُ الاعْتكافِ أَنْ يَكُونَ في المسْجِدِ، وَكانَ النبيُّ –صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَسَلَّم-يَعْتَكِفُ في المسجِدِ.

هَذا الظرفُ الطارئُ الَّذي استوجَبَ إِجراءاتٍ احْترازيةً عديدةً في جَميعِ مَناحِي حياةِ الناسِ، وَمِنْ ذَلِكَ ما يتعلَّقُ بِدَوْرِ العِبادةِ المساجِدِ، فَلا يتمَكَّنُ الإِنْسانُ مِنَ الاعْتِكافِ في المساجِدِ لِكوْنِها تغْلَقُ وَهَذا مِنَ الإِجْراءِ الاحترازيِّ الَّذِي اقتضتْهُ المصلحةُ.

فبالتالي مَنْ كانَ ناوِيًا الاعتكافَ وَيرغَبُ فِيهِ وحالَ دُونَهُ وَدُونَ ذلِكَ ما يكُونُ منَ الإجراءاتِ الاحترازيةِ فإنهُ يؤجَرُ عَلَى نيتهِ ويكُونُ ما مكثهُ في المسجدِ بِالقدرِ الَّذي يُتاحُ لَهُ مِمَّا تُتِيحُهُ الجِهاتُ المختصَّةُ مَأْجُورٌ علَيْهِ إِنْ شاءَ اللهُ تَعالَى.

أمَّا الاعتكافُ في البيتِ جعلَ موضِعا يعتكِفُ في البيْتِ، فَهَذا لا أَصْلَ لهُ وَلا دليلَ علَى مشْرُوعِيَّتِهِ بَلِ الأدِلَّةُ دالَّةٌ علَى أَنَّ الاعتكافَ لا يكُونُ إِلَّا في المساجدِ نسأَلُ اللهَ تعالَى أنْ يُعَجِّلَ برفعِ البلاءِ والوباءِ وأنْ يُعِيدَنا إِلَى أحْسَنِ ما كُنَّا فيهِ في دِينِنا ودُنْيانا.

المقدمُ: باركَ اللهُ فِيكُمْ شَيْخُنا في مَوْضُوعٍ أَيْضًا مِنْ يُريدُ أَنْ يَكُونَ لديْهِ مِنَ الصحةِ وَمِنَ الرشاقَةِ ومِنْ إِنْقاصِ الوزْنِ وَيُعْتَمَدُ في هَذا علَى الحديثِ القائلِ «صومُوا تصِحُّوا» فَما حُكْمُ هَذا الحديثِ؟

الشيخُ: هَذا ليسَ بحديثٍ صُومُوا تصِحُّوا ليسَ قولُ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلهِ وسلَّم-وإنَّما جاءَ مَرْوِيٌّ منْ طُرُقٍ لا تثبُتُ، فَجاءَ قولُهُ –صَلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ-جاءَ مَنْسُوبًا إليْهِ –صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ-قولُهُ: «صُومُوا تغْنَمُوا صُومُوا تصَحُّوا وسافِرُوا تَسْتَغْنُوا» لكنَّ الحديثَ لا يصحُّ إِسْنادُهُ ولذلكَ جماهيرُ العلماءِ عَلَى أنَّ الحديثَ لا تصحُّ نسبتُهُ للنبيِّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم-لِضعفِ إسنادِهِ.

ولكنْ لا شكَّ أَنَّ الصَّوْمَ ثَبتَ نَسبهُ لِلصِّحَّةِ، ولذلِكَ يَسْلُكُ عَدَدٌّ مِنَ الناسِ حَتَّى منْ غيرِ أهْلِ الإِسْلامِ الإِمْساكَ عَنِ الطَّعامِ والشرابِ ما يُسَمَّى بِالصومِ المتقطِّعِ أَوْ ما أشبهَ ذلكَ يستعملُ في الاستطْبابِ وطلبِ العافيةِ وَالوِقايةِ مِنْ بعْضِ الآفاتِ والأمراضِ، لكَنْ هَذا الحديثُ أَوْ هَذا الجزءُ مِمَّا يُنْسَبُ إِلَى النبيِّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-ليسَ بحديثٍ صحيحٍ عنِ النبيِّ –صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ-.

المقدمُ: جزاكُمُ اللهُ كُلَّ خيرٍ شيخَنا ربما آخِرُ المتَّصِلينَ مَعنا الأخ حسن الأَسْمريِّ حياكَ اللهُ يا حسن طيب ربما فقدْنا المتصلَ حسن مَعِي؟

المتصلُ: إيه معاكَ سلام عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

المقدمُ: عليكمُ السلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتهُ.

المتصلُ: جزاكمُ اللهُ خير علىَ البرنامجِ شيخنا الفاضلُ بِالنسبَةِ لِزكاةِ الفِطْرِ يجوزُ توزيعُها يوم 28 إن شاءَ اللهُ؟

المقدمُ: طيب تستمعُ إِنْ شاءَ اللهُ يا حَسَن نعَمْ شيخَنا.

الشيخُ: وقْتُ إِخْراجِ زكاةِ الفِطرِ هُوَ في آخِرِ الشهْرِ، ولِذلكَ سُمِّيتْ زَكاةُ الفِطْرِ لأَنَّها مُضافَةٌ إِلَى وقْتِ الفِطرِ وهُوَ آخِرُ الشهْرِ وَيزولُ دفَعَها قبْلَ الفِطْرِ بيومٍ أَوْ يومَيْنِ كَما جاءَ عنِ الصَّحابَةِ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنهُمْ فإنهمْ كانُوا يُخْرِجُونَها قبْلَ يَوْمٍ أوْ يومَيْنِ الأَصْلِ في ذلِكَ حديث عبدِ اللهِ بْنِ عُمرَ رَضِيَ اللهُ عنهُ قالَ: «أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فَرَضَها -يعني زكاةَ الفِطْرِ-صاعًا مِن تمرٍ، أو صاعًا من شَعيرٍ، أو نِصفَ صاعٍ مِن بُرٍّ» علَى العبدِ والحُرِّ والذكَرِ والأُنْثَى والصغيرِ والكبيرِ مِنَ المسلِمينَ ثُمَّ قالَ: وأَمَر بِها أنْ تُؤدَّى قبلَ فُروضِ الناسِ أَيْ صلاةِ العِيدِ، وتزوُّدِ الصَّحابَةِ أَيْ سهلوا في تقْدِيمِ زَكاةِ الفِطْرِ قبْلَ الفِطْرِ بِيَوْمٍ أَوْ يوميْنِ فيومٌ أَوْ يَوْمَيْنِ يَعْني إِذا تم الشهرُ.

فيكونُ قبلَ يومَيْنِ قَبْلَ يومٍ مِنَ الفطرِ هُوَ في ليلةِ الثلاثينَ أَوْ في ليلةِ التاسِعِ والعشرينَ هَذا قبلَ يَوْمٍ أَوْ يوْمَيْنِ وَإِذا نقَصَ الشَّهْرُ فَيكُونُ قبلَ يَوْمٍ أَوْ يومَيْنِ ليلةَ التاسِعِ والعِشْرينَ أَوْ يومَ الثامنِ والعشرينَ فَلا بأْسَ بإخْراجِها في هَذا الوقْتِ.

والآن يَعْني ثَمةَ جِهاتٍ تستقبِلُ أَخذَ زكاةِ الفطرِ وكالةٌ عنِ الناسِ ليْسَ إِخْراجًا لَها الآنَ، إِنَّما يتوكَّلُونَ عنِ الناسِ يُخْرِجُوها في وقْتِها ابْنُ عُمَر قالَ: وكانُوا يُعْطُونَ قَبْلَ الفِطْرِ بيومٍ أوْ بيومَيْنِ.

المقدمُ: باركَ اللهُ فِيكمْ وأحسنَ إليكمْ وباركَ في علمكُمْ في هذهِ الدروسِ المتوالِيةِ في ينابِيعِ الفَتْوَى نَسْألُ اللهِ –عزَّ وجَلَّ-أنْ يجعلَ ما ذكرتُموهُ في هَذا الدَّرْسِ وَفي الدُّرُوسِ الماضِيَةِ أَيْضًا في مِيزانِ حَسناتِكُمْ الكَلَمةُ الأخيرةُ لَكُمْ يحفَظُكُمُ اللهُ قَبْلَ الخِتامِ.

الشيخُ: أُوصِي نفْسِي وَإِخْواني في هذهِ الليالي بِالجدِّ وَالاجْتِهادِ وبذْلِ الوُسْعِ فِيما يُقربُ إِلَى اللهِ –عزَّ وجَلَّ-لا نَستطلْ هذهِ الليالي فسُرْعانَ ما تنقَضِي وتذهَبُ ويمضِي ما أُودِعُهُ الإِنْسانُ فِيها مِنْ أَعْمالِ يُسْر بِها إِذا كانَتْ صالحةً وَيُساءُ بِها إِذا كانَتْ صَنِيعًا أَوْ تَفْريطًا، فكيفَ إِذا كانَتْ إِساءةً أَوْ ذللًا وخطأَ فنسأَلُ اللهَ تعالَى أَنْ يَعْصِمَنا وإِيَّاكُمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَشَرٍّ، وأَنْ يَسْتَعْمِلَنا في هَذِهِ الليالي بالبرِّ وطاعَةِ الرحمنِ وَسائرِ صُنوفِ الخيرِ الَّتي يَرْضَى بِها عَنَّا وأُوصِي نَفسِي وإخْواني بالجدِّ والاجتهادِ بتِلاوَةِ القُرْآنِ والذكْرِ وَالقِيامِ والدُّعاءِ وَهِيَ لَيالي فِيها هباتٌ وعطايا وكرمٌ جزيلٌ منْ رَبٍّ يُعْطِي علَى القَلِيلِ الكثيرَ –سُبحانَهُ وبِحمْدِهِ-فلْنغْتِنمْها وَلْنَدْعُو لأَنْفُسِنا وَوالِدينا وأَوْلادِنا وَمنْ لَهُ حَقٌ عليْنا وللمشايخِ وعُلمائِنا وولاةِ أمرِنا ولبلادِنا وللمسلمينَ وأنْ نَدْعُو بالخيرِ للبشريةِ أَنْ يرفَعَ اللهُ البلاءَ وأنْ يصلِحَ الحالَ وأنْ يُوفِّقهُمْ لما فِيهِ الرُّشْدُ والخيرُ.

أسألُ اللهَ تَعالَى لي ولَكُمُ التوفيقَ والسدادَ وأنْ يوفقني وَإياكُمْ لِقيامِ ليلةِ القدْرِ، وأنْ يُعِينَنا فِيها علَى صالح العملِ وأَنْ يجعَلَنا ممنْ صَدقَ في الرغبةِ اللهُمَّ اجعَلْ عمَلَنا كُلَّهُ صالحَ واجعَلْهُ لكَ خالِصًا وَلا تجعَلْ فِيهِ لأحدٍ نَصِيبًا، اللهُمَّ أَعِنَّا وَلا تعُنْ علَيْنا يسِّرْ لَنا الخيرَ ويسِّرْ لَنا الهدَى واجْعَلْنا ذاكرينَ شاكرينَ رَاغِبينَ رَاهِبينَ أوَّاهِينَ مُنيبينَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنا خادِمَ الحرمينَ الشريفينِ وولِيَّ عهْدِهِ إِلَى ما تحبُّ ويرْضَى سددِهُمْ في القولِ وَالعَمَلِ واجعلْ لهمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطانًا نَصِيرًا، وَفِّقْ جُنُودَنا المرابطينَ وَرِجالَ أَمْنِنا القائِمين عَلَى حفظِ أَنْفُسِنا وأَمْوالِنا وأهْلِينا وادفعْ عنَّا كُلَّ فتنةً وشَرٍّ وفسادٍ ومَنْ أَرادَنا وبلادَنا والمسلمينَ بِشَرٍ فاجعلْ كيدهُ في نحرهِ، ورُدَّ تدبيرهُ واجعَلْ تَدبيرَهُ تدميرًا عليهِ يا ذا الجلالِ والإكرامِ، وصَلَّى اللهُ وسلَّم عَلَى نبينا محمدٍ والسلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

المقدمُ: شكرَ اللهُ لكُمْ فضيلةَ الشيخِ الأُستاذِ الدكتورِ خالدِ بْنِ عبْدِ اللهِ المصْلحِ أستاذِ الفقهِ بكليةِ الشريعةِ بجامِعَةِ القصيمِ علَى ما أفدتُمْ وأفضتُمْ في ثَنايا هذا الدرسِ حوْلَ أهميةِ اغْتنامِ الليالي العشرِ مِنْ شهرِ رَمضانَ المبارَكِ.

  

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات95667 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات91450 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف