×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (23) حول قول الله تعالى {فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1164

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 مستمعينا الكرام! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بكم إلى هذا اللقاء المبارك من برنامجكم "استفهامات قرآنية"

 في مطلعه يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله! أهلا وسهلا بك وبالإخوة والأخوات، أسأل الله أن يجعله لقاءًا نافعًا مباركًا.  

المقدم: حياكم الله شيخنا الكريم، استفهامنا القرآني ورد في هذه الآية العظيمة من كتاب الله –عز وجل-﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِمِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ[إبراهيم: 21]

 أحسن الله إليكم شيخنا الكريم! نريد أن نحدد الاستفهام في هذه الآية القرآنية الكريمة والأداة كذلك التي استخدمت هنا؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فالاستفهام في هذه الآية هو في قول الله –عز وجل-: - ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِمِنْ شَيْءٍ[إبراهيم: 21]، وهو من قول الضعفاء للمستكبرين ،كما قال تعالى: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا[إبراهيم: 22]، ثم قالوا مستفهمين: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ[إبراهيم: 22].

المقدم: ماذا -أحسن الله إليكم- عن هذا الغرض من الاستفهام؟

الشيخ: الغرض من هذا الاستفهام هو: توبيخ هؤلاء وتبكيتهم وتقريعهم على ما كان من إغرائهم لهؤلاء الضعفاء بالنفع يوم القيامة، وأنهم إن بعثوا سيكونون شفعاء لهم، وسيكونون بينهم وبين الله تعالى ناصرين لهم وأولياء لهم، فلما تبين الأمر على حقيقته، وأن هؤلاء جميعا في منزلة واحدة، أذلّاء عبيد مقهورون لا حول لهم ولا قوة قالوا على وجه التوبيخ لأولئك الذين أغروهم وأذلوهم ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ[إبراهيم: 21]، فكان استفهامًا توبيخيًّا تقريعيًّا عتابيًّا، وقد يكون أيضًا مضمنا معنى الإنكار، أي لن تغنوا عنا من الله شيئًا، كل هذا ممكن أن يحتمله معنى هذا الاستفهام في قوله تعالى: ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ[إبراهيم: 21]

المقدم: هذا السياق القرآني -أحسن الله إليكم- شيخنا الكريم يصور خروج الخلائق من قبورهم إلى الله –عز وجل-يوم الميعاد، فلو تحدثنا -أحسن الله إليكم- عن هذا السياق القرآني الكريم الذي ورد فيه هذا الاستفهام؟

الشيخ: يقول الله تعالى: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا[إبراهيم: 21]، أي كانوا على براز واحد وموضع واحد يجمعهم من الأرض، فيجتمع هؤلاء جميعًا في موضع واحد يجتمع الضعفاء والأقوياء، يجتمع التابعون والمتبوعون، يجتمع الخلق جميعًا في عرصات يوم القيامة، ويقومون قيامًا واحدًا في ذلك اليوم، يكون هناك نوع من التجاوب بين الناس والمحاجة بين الناس، فمما تقع فيه المحاجة ما ذكر الله تعالى، ما تكون من المحاجة بين المستكبرين والضعفاء، قال الله تعالى في محكم كتابه: ﴿وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا[إبراهيم: 21]، والتبع هنا بمعنى التابع، فالتبع جمع تابع هكذا قال بعض أهل التفسير، وقال بعضهم: إنه مصدر كعدل لتقرير تمام الاتباع لهؤلاء والمتابعة لهم ﴿إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا[إبراهيم: 21] هذه مقدمة لما بعده.

 كنا لكم تبعا فيما دعوتمونا إليه من عبادة غير الله، والخروج عن الصراط المستقيم، والتورط في المحرمات والمنهيات ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ[إبراهيم: 21]، هل يقع منكم نفع لنا وغنى لنا في شيء مما نحتاجه في هذا اليوم العظيم وهذا الموقف العصيب، فالغنى هو المنفعة التي تكون للإنسان للآخر في الدفاع عنه وفي إيصال الإحسان إليه ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ[إبراهيم: 21]، ولو كان يسيرًا، ولو كان قليلًا، ولو كان أدنى ما يكون قالوا في جوابهم ﴿قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ[إبراهيم: 21]، ثم عادوا في تقرير أنه لا مناص ولا سبيل للخروج من هذا الجزاء وهذه المحاسبة ﴿قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ[إبراهيم: 21]، وهذا كالاعتزار أنه لو كان الله قد منَّ علينا بالهداية؛ لكان ذلك منعكسًا عليكم بدعوتنا لكم إلى الهداية، ثم بعد ذلك ﴿سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ[إبراهيم: 21]، أليس ثمة مخرج ولا مهرب من هذا العذاب الذي أحاط بهم، وقولهم: ﴿لَوْ هَدَانَا اللَّهُ[إبراهيم: 21]، قال بعض أهل العلم: إن الهداية المقصود بها هنا معرفة طريق تحصل به النجاة من النار، وليس المقصود بالهداية الهداية في الدنيا، إنما المقصود بالهداية في ذلك اليوم الذي يهدى فيه أهل الإيمان للنجاة من المعاطب والمهالك والأهوال، فقالوا: أنه لا سبيل لنا لإنقاذكم ولا نفعكم؛ لأن الله حال بيننا وبين سلوك سبيل النجاة في ذلك اليوم، وهذا معنى تحتمله الآية.

وهذه المحاجَّة ظاهر السياق أنها تكون يوم البعث والنشور، عندما يبرز الناس لرب العالمين، وهذا موضع يكون فيه محاجة بين الناس، واختصام بين الأتباع والمتبوعين، ويدل لها أيضًا أن الله تعالى ذكر المحاجة عند الله –عز وجل-وعنده –سبحانه وبحمده-يشمل ما يكون يوم القيامة، ويشمل ما يكون أيضًا بعد المصير والمآل إلى المستقر من جنة أو نار.

ولهذا المحاجة تكون في أكثر من موضع، وفي أكثر من موطن يوم القيامة، فيكون يوم يخرج الناس لرب العالمين، كما قال تعالى: ﴿وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ مَوْقُوفُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ يَقُولُ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا لَوْلا أَنْتُمْ لَكُنَّا مُؤْمِنِينَ[سبأ: 31]، وتكون بعد دخول الناس إلى مآلهم ومصيرهم، فيكون هناك محاجة بين الضعفاء والمستكبرين في النار، كما قال –جل وعلا-قال: ﴿ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ فِي النَّارِ كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَهَا حَتَّى إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولاهُمْ رَبَّنَا هَؤُلاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِنَ النَّارِ[الأعراف: 38]، هذه المحاجة هي بعد دخول النار، وكذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَعَنَ الْكَافِرِينَ وَأَعَدَّ لَهُمْ سَعِيرًا خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا لا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولا وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا[الأحزاب: 64-67]، وكذلك في مواضع أخرى ذكر الله تعالى المحاجة التي تكون بين أهل النار في النار، فتكون المخاصمة بين أهل النار في عدة مواضع؛ يوم البعث والنشور، وتكون أيضًا عندما يؤول الناس إلى مصيرهم، فيدخل أهل النار النار.

ومما ينبغي أن يستفاد من هذه الآيات: أن يحذر الإنسان من متابعة أحد في نوع أو الاقتداء به في شيء من الضلال، فإنه لن ينفعك ولن يغني عنك من الله شيئًا، فالزم الطريق المستقيم والسبيل القويم، وعليك بالكتاب والسنة فلا تخرج عنهما قيد أنملة تكن من الفائزين.

اللهم ألزمنا هدي رسولك، وأخرجنا من كل ضلالة، وأدخلنا في كل هدى، وأعذنا من الندامة يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المقدم: إذًا كل الشكر والتقدير مستمعينا الكرام بعد شكر الله –عز وجل-مع عاطر الدعاء لضيفنا الكريم في هذه الحلقة صاحب الفضيلة الأستاذ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم على هذا الحديث المبارك والتأمل العظيم في هذا الاستفهام القرآني ﴿فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ[إبراهيم: 21]

 الشكر يتواصل لأخي وزميلي هذا عثمان بن عبد الكريم الجويبر مسجل هذا اللقاء، نلقاكم -إن شاء الله- في استفهام قرآني آخر، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91557 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87257 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف