×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / دروس منوعة / النصيحة الولدية / الدرس (10) من شرح رسالة النصيحة الولدية

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:277

طاعة ولي الأمر في المعروف

وعليكما بطاعةِ مَنْ ولاه اللهُ أمرَكما فيما لا معصيةَ فيه لله تعالى، فإنَّ طاعتَه مِنْ أفضلِ ما تتمسكان به وتعتصمان به مِمَّن عاداكما.

عدم الخروج على السلطان العادل

وإياكما والتعريضَ للخلاف لهم، والقيامَ عليهم، فإنَّ هذا فيه العَطَبُ العاجل، والخِزيُ الآجلُ، ولو ظفَرْتُما في خلافِكما، ونفذتُما فيما حاولتما، لكانَ ذلك سببَ هلاكِكما لِمَا تكسبانِه مِنَ المآثِم، وتُحدِثان على الناس مِنَ الحوادث والعظائم.

ثم مَنْ سعيتُما له، ووثِقتُما به لا يُقدِّمُ شيئاً على إهلاكِكما والراحةِ منكما، فإنَّه لا يأمَنُ أنْ تُحدِثا عليه ما أحدثتُما له، وتنهضان بغيْرِه كما نهضتُما به.

لزوم الجماعة

فالتزما الطاعةَ وملازمةَ الجماعةِ، فإنَّ السلطانَ الجائرَ الظالِمَ أرفقُ بالناس مِنَ الفتنة وانطلاقِ الأيدي والألسنةِ.

الصبر على السلطان الجائر

فإنْ رابَكما أمرٌ مِمَّن وُلِّي عليكما، أو وصلت منه أذِيَّةٌ إليكما، فاصبِرا وانقبِضا وتَحَيَّلا لصرفِ ذلك عنكما بالاستنْزالِ والاحتمالِ والإجمال، وإلا فاخرُجا عن بلدِه إلى أنْ تصلُحَ لكما جهتُه، وتعودَ إلى الإحسان إليكما نِيَّتُه.

وإياكما وكثرةَ التظلُّمِ منه، والتعرُّض لذكره بقبيحٍ يُؤثَرُ عنه، فإنَّ ذلك لا يزيدُه إلا حَنَقَاً وبُغضةً فيكما، ورضاً بإضرارِه بكما.

ترك منافسة السلطان

وابدأا بعدَ سَدِّ هذه الأبواب عنكما بتركِ منافسة مَنْ نافسكما، ومطالبةِ مَنْ طالبكما، فإنه قد يبدأ بهذه المعاني مَنْ يعتقد أنه لا يتوصل منها إلى محظورٍ، ولا يتشبَّث منها بمكروه، ثم يُفضي الأمرُ إلى ما لا يُريده، ولا يعتمدُه مِنْ مُخالفةِ الرئيس الذي يقهرُ مَنْ ناواه، ويغلب مَنْ غالبه وعاداه.

الاعتزال في الفتنة

وإنْ رأيتما أحداً قد خالف مَنْ وُلِّيَ عليه، أو قام على مَنْ أٌسنِدَ أمرُه إليه، فلا ترضَيا فِعلَه، وانقبضا منه، وأغلِقَا على أنفسِكما الأبوابَ، واقطعا بينكما وبينَه الأسبابَ، حتى تنجلِيَ الفتنةُ، وتنقضِيَ المحنَةُ.

الزهد في الدنيا

وإياكما والاستكثارَ مِنَ الدنيا وحُطامِها، وعليكما بالتوسطِ فيها، والكفافِ الصالح الوافرِ منها، فإنَّ الجمعَ لها والاستكثارَ منها، مع ما فيه مِنَ الشغل بها، والشغبِ بالنظرِ فيها، يصرِفُ وجوهَ الحَسدِ إلى صاحبها، والطمعِ إلى جامعِها، والحنقِ على المنفردِ بها.

كل ذي نعمة محسود

فالسلطانُ يتمنَّى أنْ يَزِلَّ زلَّةً يتسببُ بها إلى أخذِ ما عَظُمَ في نفسِه مِنْ مالِه، والفاسقُ مُرصَدٌ لخيانتِه واغتيالِه، والصالِحُ ذامٌّ له على استكثارِه منه واحتفالِه.

يخافُ عليه صديقَه وحميمَه، ويُبغضُه مِنْ أجلِه أخوه شقيقُه، إنْ منعَه لم يعدمْ لائماً، وإنْ بذلَه لم يجدْ راضياً.

آفات الدنيا

ومنْ رُزِقَ منكما مالاً، فلا يجعلْ في الأصولِ إلا أقلَّه؛ فإنَّ شغَبَها طويل، وصاحبَها ذليلٌ، وهي ليست بمالٍ على الحقيقة، إنْ تغلَّبَ على الجهة عدوٌّ حالَ بينَه وبينها، وإنِ احتاج إلى الانتقال عنها تركها أو ترك أكثرَها.

لا يصلك إلا ما قُدِّر لك

ومن احتاج منكما، فليجمل في الطلب، فإنه لا يفوته ما قُدِّر له، ولا يدرك ما لم يقدر له، وقد ذكر الله تعالى ما وعظَ به العبدُ الصالح ابنَه في مثل هذا، فقال: {يا بني إنها إن تك مثقال حبةٍ من خردلٍ فتكن في صخرةٍ أو في السموات أو في الأرض يأت بها الله إن الله لطيفٌ خبير}  [لقمان: 16].

من أتى السلطان افتتن

واجتنبا صُحبةَ السلطانِ ما استطعتُما، وتحرَّيا البُعدَ منه ما أمكنَكُما، فإنَّ البُعدَ منه أفضلُ مِنَ العِزِّ بالقُربِ منه؛ فإنَّ صاحبَ السلطانِ خائفٌ لا يأمَنُ، وخائِنٌ لا يُؤْمَنُ، ومُسيءٌ إنْ أحسن، يَخاف منه ويُخاف بسببه، ويَتَّهمه الناسُ مِنْ أجلِه. إنْ قرَّبَ فتَنَ، وإنْ أبعدَ أحزنَ، يحسُدُك الصديقُ على رضاه إذا رضي، ويتبَرَّأ منك ولدُك ووالداك إذا سَخِطَ، ويكثُرُ لائموك إذا منع، ويقِلُّ شاكروك إذا شبع. فهذه حالُ السلامةِ معه، ولا سبيلَ إلى السلامةِ مِمَّن يأتي بعدَه.

مصاحبة السلطان في المعروف

فإنِ امتُحِنَ أحدُكما بصحبتِه، أو دعتْه إلى ذلك ضَرورةٌ، فليتقَلَّلْ مِنَ المالِ والحالِ، ولا يغتَبْ عندَه أحداً، ولا يُطالب عنده بَشراً، ولا يعصِ له في المعروف أمراً، ولا يستنْزِلْه إلى معصيةِ الله تعالى، فإنَّه يطلبُه بمثلِها، ويصيرُ عندَه مِنْ أهلِها. وإنْ حَظِيَ عنده بمثلِها في الظاهرِ، فإنَّ نفسَه تَمقتُه في الباطن.

البعد عن طلب الجاه

ولا يرغب أحدُكما في أنْ يكونَ أرفعَ الناس درجةً، وأتَمَّهم جاهاً، وأعلاهم منْزلةً؛ فإنَّ تلك حالٌ لا يسلَمُ صاحبُها، ودرجةٌ لا يثبُتُ مَنِ احتلَّها.

خير الأمور الوسط

وأسلمُ الطبقاتِ الطبقةُ المتوسطة: لا تُهتَضَمُ مِنْ دَعَةٍ، ولا تُرمَقُ مِنْ رِفعةٍ. ومِنْ عيبِ الدرجةِ العُليا أنَّ صاحبَها لا يرجو المزيدَ، ولكنه يَخافُ النقصَ، والدرجةُ الوُسطى يرجو الازديادَ، وبينها وبين المخاوفِ حجاب.

فاجعلا بين أيديكما درجةً يشتغلُ بها الحسودُ عنكما، ويرجوها الصديقُ لكما.

لا تطلب الإمارة

ولا يطلب أحدُكما ولايةً؛ فإنَّ طلبَها شَيْنٌ، وتركَها لمن دُعِيَ إليها زيْنٌ، فمنِ امتُحِنَ بها منكما، فلتكُنْ حالُه في نفسِه أرفعَ مِنْ أنْ تُحدثَ فيه بأواً(15)، أو يُبدي بها زَهواً، وليعلمْ أنَّ الولايةَ لا تزيدُه رِفعةً، ولكنَّها فتنةٌ ومِحنةٌ، وأنَّه معرَّضٌ لأحدِ أمرين: إمَّا أنْ يُعْزَلَ فيعود إلى حالتِه، أو يُسيء استدامةَ ولايتِه، فيقبُحُ ذِكرُه، ويثقُلُ وِزرُه. وإنِ استوتْ عندَه ولايتُه وعزلُه، كان جديراً أنْ يستديم العملَ فيبلغَ الأملَ، أو يُعزلَ لإحسانِه، فلا يَحُطُّ ذلك مِنْ مكانِه.

الإقلال من المزاح

وأقِلا مُمازحةَ الإخوانِ وملابَستَهم، والمتابعةَ في الاسترسالِ معهم؛ فإنَّ الأعداءَ أكثَرُ مِمَّنْ هذه صفتُه، وقَلَّ مَنْ يُعاديك مِمَّنْ لا يَعرفُك ولا تعرِفُه.

فهذا الذي يَجبُ أنْ تَمتثلاه وتلتزِماه، ولا تترُكاه لعرَضٍ ولا لوجهِ طمَعٍ، فربَّما عرض وجهُ أمرٍ يروق، فيستَزِلُّ عنِ الحقائق بغيرِ تحقيقٍ، وآخرهُ يظهر مِنْ سوءِ العاقبة ما يُوجب الندمَ حيثُ لا ينفعُ، ويتمنَّى له التلافي فلا يمكن.

وصية لقمان لابنه

فإنْ فقدتُما وصيتي هذه، ونسيتُما معناها، فعليكما بما ذكر الله تعالى في وصيَّةِ لقمانَ لابنِه، فإنَّ فيها جِماعَ الخيْر، وهي: {يا بني أقم الصلاة وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور* ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً إن الله لا يحب كل مختالٍ فخور* واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير} [لقمان:17-19].

وإنِّي لأُوصيكما، وأعلمُ أنِّي لن أُغنِيَ عنكما مِنَ الله شيئاً. إنِ الحكمُ إلا لله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلونَ، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

كمُلتِ الوصيةُ المباركةُ، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد خاتم النبيين، وآله الطيبين، وصحابته المنتَجَبين، وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

وذلك في يوم الخميس السابع لشهر ذي الحجة مختَتَمِ عام تسعةٍ وأربعين وسبعمائة.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93864 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89746 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف