×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

رمضانيات / برامج رمضانية / فإني قريب / الحلقة (12) من آداب الدعاء

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:303

الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وأُصَلِّي وأُسلِّمَ علَى المبعُوثِ رحْمةً للعالمينَ نَبِيِّنا محمدٍ وعَلَى آلهِ وأصحابِهِ ومنَ اتبعَ سنتَهُ بِإحسانٍ إلَى يومِ الدِّينِ.

أمَّا بعدُ:

فأهْلاً وسهْلاً بكُمْ أَيُّها الإِخْوَةُ والأَخواتُ، وحَيَّاكُمُ اللهُ في هذهِ الحلَقَةِ الجديدَةِ منْ بَرْنامَجِكُمْ فَإِنِّي قَرِيبٌ.

إنَّ مِنَ الآدابِ الَّتي ينْبَغِي للمؤمِنِ أَنْ يحرصَ علَيْها: رفعُ اليدينِ واستقبالِ القبلَةِ فقدْ جاءَ عنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كَما في السننِ مِنْ حديثِ سلْمانَ رَضِيَ اللهُ عنهُ أنهُ قالَ: قالَ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: « إِنَّ اللهَ حييٌ كريمٌ يستحْيي إِذا رفعَ الرجلُ إليهِ يديهِ أنْ يردَّهُما صِفْراً خائبتينِ »، وقَدْ جاءَ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم الحرصَ عَلَى استقبالِ القِبْلَةِ وَرَفْعِ اليدَيْنِ في الدُّعاءِ العارضِ، فقَدْ جاءَ فِيما رواهُ أَحمدُ في مسندهِ وأصلِهِ في الصَّحيحينِ مِنْ حَدِيثِ أَبي هُريرةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قالَ: جاءَ الطُّفيلُ بْنُ عَمْرٍو الدُّوسي إِلَى رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: إنَّ دوْساً قدْ عصتْ وأبتْ فادْعُ اللهَ عليهِمْ، فاستقبلَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ القبلةَ ورفعَ يديْهِ فقالَ: الناسُ هلكُوا، أيْ: أنَّ دوْساً هلَكُوا لأنَّهُمْ ظَنُّوا أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ سيدْعُو عليهمْ فَما كانَ مِنَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إِلَّا أَنْ قالَ: « اللهُمَّ اهدِ دوْساً وأَتي بهِمْ، اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْساً وأْتِ بهمْ ».

وقدْ جاءَ فِيما رواهُ البُخاريُّ في صَحِيحهِ في قِصَّةِ طلبِ أَبي عامرٍ مِنْ أَبي مُوسَى أنْ يسأَلَ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنْ يستغفِرَ لهُ، فَجاءَ أَبُو مُوسَى رضِيَ اللهُ عنهُ إِلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وسلمَ وأخبرهُ ما طلَب أَبُو عامرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ فدَعا النبيُّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وَسلَّم بماءٍ فتوضَّأَ ثُمَّ رفَعَ يدَيْهِ فقالَ: « اللهمَّ اغفِرْ لعبيد أَبي عامرٍ »، يقولُ أبُو مُوسَى: ورأيتُ بياضَ إبطيهِ أيْ: مِنْ شدةِ رفعِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يديهِ في الدُّعاءِ لأَبي مُوسَى.

ومنْ ذلكَ أَيْضاً ما جاءَ في صحيحِ الإمامِ مسلمٍ منْ حديثِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهُ قالَ: لما كانَ يومُ بدرٍ نظرَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إِلَى المشركينَ وهُمْ أَلْفُ وأَصْحابُهُ ثلاثمائةٍ وتسعةَ عَشَرَ رجُلاً فاستقبلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ القبلةَ ثُمَّ مدَّ يديهِ فجعلَ يهتفُ بِربهِ يقولُ: « اللهُمَّ أنجزْ لي ما وَعدتني، اللهُمَّ آتِني ما وعدْتني »، فَما زالَ يهتفُ بربهِ ماداً يديهِ حتَّى سقطَ ردائهُ عنْ منكبيهِ.

ومنْ ذلكَ أَيْضاً ما جاءَ في صحيحِ الإمامِ مسلمٍ من حديثِ عائشةَ رضِيَ اللهُ عنها أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّم جاءَ البقيعَ فقامَ فأطالَ القيامَ ثُمَّ رفعَ يديهِ ثلاثَ مراتٍ وكانَ هَذا الرفعُ في استغفارهِ لأَهْلِ بَقيعِ الغرقَدْ، وقدْ بينَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم سببَ ذلكَ الرَّفْعِ لعائشةَ فَقالَ: « فإنَّ جبريلَ أَتاني فَقالَ: إِنَّ ربكَ يأمُركَ أَنْ تأْتي أَهْلَ البقيعِ فتستغفرُ لهمْ »، فَكانَ رفعهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ليديهِ في ذلكَ الموقفِ استغْفاراً لأهلِ البقيعِ، فرفعُ اليدينِ واستقبالُ القبلةِ مِنَ الآدابِ الَّتي ينبغِي للمؤمنِ أَنْ يحرِصَ علَيْها فإنَّها مِنْ صُورِ إِظْهارِ الذُّلِّ والخضُوعِ والتضرعِ بينَ يدَيِ اللهِ عزَّ وجلَّ.

أَيُّها الإخوةُ والأخواتُ لرفعِ اليدينِ في الدُّعاءِ أَحْوالٌ جاءتْ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فالسنةُ رفْعُ اليدينِ في الدُّعاءِ، كدُعاءِ الاستسقاءِ فقدْ جاءَ عنْ أَنسٍ رضيَ اللهُ عنهُ كَما في الصحيحينِ كانَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم لا يرفعُ يديهِ في شيءٍ منْ دُعائِهِ إِلَّا في الاستسقاءِ فإنهُ كانَ يرفعُ يديهِ حَتَّى يَرَى بياضَ إِبطيهِ، أيْ: لشدةِ مُبالغتِهِ في رفْعِهِما.

وقدْ جاءَ عنهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنهُ تركَ رفْعَ اليديْنِ في الدُّعاءِ كَما هُوَ الشأْنُ في الدُّعاءِ في السُّجُودِ، وكذلكَ الدُّعاءُ في أدبارِ الصَّلواتِ، فإنهُ لم يُنقلْ عنهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم أنهُ رفعَ يديهِ، ففِي هذهِ الحالِ لا يُشْرَعُ لِلمؤمِنِ أَنْ يَرْفَعَ يديهِ في الدُّعاءِ.

أمَّا الحالةُ الثالثةُ الَّتي وردَتْ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهِيَ غالِبُ حالِهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم: أنهُ لم  يُنْقلْ عنهُ أَنَّهُ رَفَعَ يديهِ، ولم يُنقَلْ عنهُ أنهُ لم يرفعْ يديهِ صلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وسلَّمَ، فَفِي هذهِ الحالِ يستحضرُ الأَدَبَ العام في الدُّعاءِ وهُوَ أنَّ مِنْ آدابِ الدُّعاءِ رفعَ اليدينِ.

أما الحال الرابعة التي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم في رفع اليدين: هو الاقتصار على الإشارة بإصبعه المسبحة، أي: السبابة، فقد جاء ذلك في حديث عمارة بن رؤيبة أنه قالَ:  لقدْ رأيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّمَ يعْني: في خُطبةِ الجمعةِ ما يزيدُ علَى أَنْ يقولَ بيدهِ هَكَذا وأَشارَ بِإصبعهِ السَّبَّاحَةِ.

ومنْ ذلكَ أَيْضاً ما جاءَ في الترمذِيِّ وغيرهِ مِنْ حديثِ ابْنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهُ أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ إِذا جلسَ في الصلاةِ وضَعَ يدهُ اليمْنَى علَى ركبتِهِ ورفعَ إِصبعهُ الَّتي تلي الإبهامَ يَدْعُوا بها أَيْ: يحركُها يدْعُوا بها كَما جاءَ في حدِيثِ وائلِ بْنِ حُجْرٍ رَضِيَ اللهُ عنهُ.

أيها الإخوةُ والأَخواتُ إنَّ مِنْ آدابِ الدُّعاءِ الَّتي ينبغِي لِلمؤمِنِ أَنْ يُراعِيها وأَنْ يحرصَ عَلَى أَنْ لا يخْلُوا مِنْها شيءٌ مِنْ أَدعيتِهِ: أَنْ يُصَلِّي عَلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وعلَى آلهِ وسلَّم، فإنَّ مِنْ حَقِّ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وسلَّم أَنْ يُصلِّى عليْهِ وَذاكَ مُوجِبٌ لِعظيمِ عَطاءِ اللهِ تَعالَى وواسعِ فضلهِ، فقدْ قالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كَما في الصحيحِ مِنْ حَديثِ عبدِ اللهِ بْنِ عُمرِو بْنِ العاصِ رضيَ اللهُ عنهُ: « مَنْ صَلَّى عليَّ صلاةً صلَّى اللهُ عليهِ بِها عشرا »، إِنَّ ذلكَ يوجبُ واسعَ الفضلِ وكبيرَ العطاءِ مِنَ اللهِ عزَّ وجلَّ للعبدِ، فلذلكَ ينبغِي للمؤمنِ أنْ يحرِصَ في سؤالهِ وطلبهِ، وفي دُعائهِ وَمُناجاتهِ ربَّهُ سُبحانهُ وبحمدهِ أَنْ يُصَلِّي علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، وقَدْ جاءَ في مسندِ الإِمامِ أَحْمَدَ وغيرِهِ عنْ فُضالَةَ بنِ عبيدٍ أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سمعَ رَجُلاً يدْعُوا في صَلاتهِ فلَمْ يُصلِّ عَلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فَقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ: « عجِلَ هَذا »، ثُمَّ دعاهُ فقالَ لهُ ولغيرهِ: « إِذا صَلَّى أحدكُمْ فليبدأْ بِتَحْميدِ اللهِ والثناءِ علَيْهِ، ثُمَّ ليصلِّ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، ثُمَّ لِيدْعُ بَعْدُ بما شاءَ ».

وقدْ رُوِيَ عنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وسلَّمَ أنَّهُ قالَ: « كُلُّ دُعاءٍ محجُوبٌ حتَّى يصُلِّى علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ »، إِلَّا أَنَّ هَذا الحديثَ لا يصِحُّ رفْعُهُ إِلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَعَلَى آلهِ وَسَلَّم، وقَدْ علَّمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ علَيهِ وَسلَّمَ أَصْحابَهُ كيفَ يُصَلُّونَ عليهِ فقالَ لما سألُوهُ: كيفَ نُصَلِّي عليكَ؟ قالَ: « قُولُوا: اللهُمَّ صلِّ علَى محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍ كَما صليْتَ عَلَى إِبراهيمَ وعلَى آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وباركَ علَى محمدٍ وعَلَى آلِ محمدٍ كما باركْتَ علَى إبراهِيمَ وعَلَى آلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ »، وهذهِ أَكْملِ صِيغِ الصَّلاةِ عَلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم، لكنْ لوْ صَلَّى بما هُوَ دُونَ ذلِكَ مِنْ قَولهِ مَثْلاً: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى محمدٍ، أوْ صَلَّى اللهُ وسلَّمَ علَى نبيِّنا محمدٍ، أوْ عليهِ الصَّلاةُ والسلامُ، ونحو ذلكَ، كانَ ذلكَ مُحقِّقاً لهذا الأَدبِ وهوَ الصَّلاةُ عَلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم في الدُّعاءِ.

إنَّ معْنَى قولِكَ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى محمدٍ: أَنَّكَ تسأَلُ اللهَ عزَّ وجَلَّ أَنْ يُعْطِيَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم خَيراً كَثِيراً في الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَقِيلَ: إِنَّ الصَّلاةَ عَلَى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُؤالُ اللهِ الرَّحْمةَ لهُ، وقِيلَ: إِنَّ الصَّلاةَ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ سُؤالُ اللهِ أنْ يُثْنِيَ عَلَى نبيهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ في الملأِ الأَعْلَى كَما قالَ أَبُو العالِيَةَ، إِلَّا أَنَّ أَقْرَبَ مَعاني الصَّلاةِ عَلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّها سُؤالُ اللهِ تَعالَى لِنبيهِ الكريمِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وسلَّمَ الخيرَ الكثيرَ، إِنَّ المنتفِعَ الأَكْبَرَ منَ الصَّلاةِ عَلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هُوَ مَنْ صَلَّى عليْهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلمَ، ذَلِكَ أَنَّهُ مَنْ صَلَّى عليهِ صَلاةً واحدةً صلَّى اللهُ عليهِ بِها عَشْرا، وذاكَ دليلٌ علَى أَنَّهُ يَنالُ مِنْ فَضْلِ اللهِ وَعطائِهِ وَإِحْسانِهِ وَرحمتهِ وَمغفرتِهِ وَخيرهِ وبرهِ أضعافَ ما سألهُ، وأَضْعافَ ما دَعا بِهِ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، فَمنْ صَلَّى علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وَسلَّمَ صَلاةً واحدةً نالَ مِنْ فضلِ اللهِ وَجُودِهِ وكرمهِ أَنَّ يُصلِّي اللهُ تَعالَى عليهِ عَشْرا، ولا فرقَ في الصَّلاةِ عَلَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بينَ أنْ تَكُونَ في أولِ الدعاءِ أوْ في أَثنائِهِ أَوْ في آخرهِ، فقَدْ رَاعَى الأَدبَ مِنْ حيثُ حُصولُهُ وتحققُهُ فإنهُ جاءَ في حديثِ فُضالَةَ بْنِ عبيدٍ رضيَ اللهُ عنهُ أَنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: « إِذا دَعا أَحدُكُمْ فليبدأْ بِتَحميدِ اللهِ تعالَى والثناءِ عليهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ علَيْهِ وسلَّم، ثمَّ بَعْدَ ذلكَ يَدْعُوا بما شاءَ »، وهَذا الترتيبُ عَلَى وجْهِ الاستحبابِ والأَفْضليةِ، وَإِلَّا لَوْ قدَّمَ أَوْ أَخَّرَ وجَمَعَ بينَ هذهِ الأُمُورِ فإنهُ قَدْ راعَى هذهِ الآدابِ وَإِنْ أَخَلَّ بترتيبِها.

اللهُمَّ صَلِّ عَلَى محمدٍ كَما صليتَ علَى إبراهيمَ وعلَى آلِ إبراهيمَ إِنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، فينبغِي لِلمؤمنِ أَنْ يحرِصَ عَلَى هِذِهِ الآدابِ مِنَ الصلاةِ علَى النبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم واستقبالِ القِبلةِ ورفْعِ اليدينِ حيْثُ يُشْرعُ، وليعلَمَ المؤمنُ أَنَّ الدُّعاءَ حَسنٌ كيفما تيسرَ، وهُوَ مَطْلُوب مِنَ الإنْسانِ لإِظْهارِ مَوضعِ الافْتِقارِ للهِ عزَّ وَجَلَّ والتذللِ بَيْنَ يديِهِ، فَإِنْ تَيَسَّرَ اسْتقبالُ القبلةِ، وَإِنْ تيسرَ رَفْعُ اليديْنِ فَحَسَنٌ، وَإِنْ لم يتيسَّرْ ذلكَ فَلا شيءَ علَيْهِ، فقدْ فَعلَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وتركَ.
اللهمَّ ألهمْنا رُشْدَنا، وقِنا شرَّ أَنْفُسِنا، ارزُقْنا حسْنَ الإِقْبالِ عليْكَ، أعِنَّا عَلَى ذكركَ وَشكركَ، واسلُكْ بِنا سبيلَ أَوْليائِكَ.

وإِلَى أَنْ نلْقاكُمْ في حَلْقَةٍ قادمَةٍ منْ بَرْنامجكُمْ فَإِني قريبٌ، أَسْتَودعُكُمُ اللهَ الَّذي لا تضيعُ ودائعُهُ، وَالسلامُ عَليكُمْ وَرحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات95873 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات91700 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف