×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / الاحتفال بمولد النبي زمن الصحابة

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:5937

المتصل: عندنا بالعراق عادة يوم ميلاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ نسوي أكل أو مثلًا نشوي أو شغلات يعني احتفالات كبرى لليوم، هل هذا صحيح أو ما أعرف؟

المقدم: واضح، الأخ أبو فهد من العراق يقول: عندهم بالعراق عادة في يوم ميلاد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: يقوم أكثر الناس بعمل أكل وشموع إلى آخره، يقول: نحن نتبارك بهذا اليوم، هل لهذا أصل يا شيخ؟ وهل مولده ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثابت يا شيخ ومعروف؟

الشيخ: ليس لما يُفعل في يوم المولد من احتفال أصل في سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولا في فعل الخلفاء الراشدين أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، ولا في عمل الصحابة الكرام، ولا في عهد التابعين، ولا في عهد تابعي التابعين، ولا في عهد تابعيهم، لأن هذه البداية إنما حدثت في القرن الرابع من الهجرة النبوية، وحدثت من العبيديين في مصر أول حدوثها، والعبيديون من يقرأ التاريخ ويعرف كلام العلماء فيهم يعرف أنهم ليسوا من أهل الاقتداء ولا الاتساء هم ممن أحدثوا فسادًا عظيمًا عريضًا أفسدوا به العباد والبلاد، وحرفوا فيه دين رب العالمين.

فيما يتعلق بالاحتفال الآن في كثير من البلدان يحتفلون بهذا اليوم ويجعلونه يوم إجازة أو يوم نوع من الابتهاج والسرور، وبالتأكيد أن مولد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حدث عظيم من حيث هو، من حيث وقوعه سواء أن كان في هذا اليوم أو في غير هذا اليوم؛ لأن المؤرخين مختلفون في تحديد زمن ولادته ـ صلى الله عليه وسلم ـ هل هو في التاسع من ربيع أو في الثاني عشر من ربيع؟

وفي كل الأحوال مضى صدر هذه الأمة على محبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ غاية الحب، وكمال الانجذاب إليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولم يحدثون هذا. فخير الهدي هدي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهدي الصحابة الذين قال فيهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ المَهْدِيِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ، وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأُمورِ؛ فإنَّ كُلَّ بِدعةٍ ضَلالةٌ»سنن أبي داود (4607)، وسنن ابن ماجة (42).

في البلدان التي شاعت فيها هذه المظاهر لو يُقال مثل هذا الكلام قد يُتهم المتكلم بأنه لا يحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو أنه ليس للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في قلبه محبة، وهذا استدلال غلط؛ لأنه الذي يقول أنه لا يشرع هذا يقول ذلك نصرة لهديه، وإتباعًا لسنته التي قال فيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ:«مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ».صحيح البخاري (2697)، وصحيح مسلم (1718)

فليس صحيحًا أن تقول: أن الذي يقول: أن المولد محدث وليس له أصل، والاحتفال به أمر لم يكن عليه عمل الصحابة ولا من بعدهم أن يُقال: أنه يبغض النبي أو يكره النبي أو في محبته نقص، لا تُقاس المحبة بالمحدثات إنما تُقاس المحبة بالثابتات من سننه وهديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالذي يأتسي به ويقتدي به ـ صلى الله عليه وسلم ـ في سره وعلنه، وجهره ودقيق أمره، وصغيره ويتبعه في الظاهر والباطن هذا هو المتبع الحقيقي، نسأل الله أن نكون كذلك، نسأل الله أن يتبعنا هديه وهو معيار الحب الصادق الذي قال الله ـ تعالى ـ فيه: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[آل عمران:31].

لكن شيوع هذه الظاهرة وهذا العمل بين الناس في هذا الزمن بل من أزمنة متقدمة، وقد ألف بعض العلماء أن هذه بدعة حسنة، وجعلها محلًا للاحتفال، هناك أمور متفق على أنه لا تجوز، ما فيه خلاف بين العلماء أنه من يدعو رسول الله ويستغيث به من دون الله أن هذا قد أتى أمرًا عظيمًا نقض فيه رسالة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ورسالة الرسل، فإن الاحتفال بالمولد لا يسوغ أن يدعا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من دون الله، بالاتفاق لا خلاف بين العلماء حتى الذي يقول: أن المولد من البدع الحسنة، ما يسوغ أن يأتي أحد ويقول: يا رسول الله أغثني، يا رسول الله فرج كربتي؛ لأن هذا لا يكون إلا لله ﴿وَأَنَّ الْمَسَاجِدَ لِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا[الجن:18]، ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ[الأحقاف:5].

هكذا يتبين أنه هناك نوع من التضليل الآن؛ لأنه بعض الأحيان تسوق بعض البدع بزعم محبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالذي يقول: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلم الغيب، وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ حي يحضر ببدنه أو يحضر بروحه في أماكن الاحتفالات، هؤلاء يسوقون شرًا وزورًا بدعوى محبة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لو كان النبي يحضر ببدنه لحضر السقيفة التي اختلف فيها الصحابة وفصل فيها عمر ـ رضي الله عنه ـ وأبو بكر في الخلافة، ولحضر بين أصحابة الذين أحبوه غاية الحب ومنتهى الإتباع والنصرة والتصديق به صلى الله عليه وسلم.

المقصود أنه يعني يجب التفريق بين بدع يسيرة، وبين بدع مغلظة فيما يتعلق بدعاء غير الله، فيما يتعلق بإدعاء ما لا يكون إلا لله، فيما يتعلق بالصفات كأن يقال: أنه يعلم الغيب، وأنه يقضي الحوائج أو أنه ما إلى ذلك مما يدعيه المدعون ويغلو فيه الغالون من أبيات شعرية يصفون فيها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ مما لا يصدق إلا على الله، هذا أمر لابد من التنبه له؛ لأنه فرق بين هذه البدع المغلظة، وبين بدعة مخففة تتعلق بأن تُجعل هذه الليلة محل قراءة سيرته أو مثلًا توزيع بعض الحلوى فرحًا بمولده ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ هذه أخف من تلك فلا يسوق هذا بهذا.

يعني ما يكون من الرقص والاختلاط هل هذا يرضاه رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ رقص النساء بين الرجال؟! وأنا شاهدته بعيني ترقص المرأة بين الرجال بزعم أن هذا مولد النبي وأن هذا يوم مبارك، هل هذا هو الذي يُمجد فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وتُظهر فيه محبته! أن يكون هذا الفرح على هذا النحو الذي يخالف ما جاء به من الهدي والسنة؟!

لا شك أن هذا خارج عن هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ فينبغي التفريق بين هذا وذاك. والبلاد التي شاع فيها مثل هذا المظهر بالتأكيد أنها تختلف عن البلاد التي ليس لهذا اليوم تخصيص بابتهاج أو بعمل خاص، كما هو الشأن في بلادنا فإنه هذا اليوم كسائر الأيام، وإن كان الجميع يحب النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لكنه شتان بين حب يُصدق فيه ويُتبع وبين حب يُحدث فيه ما يُحدث من أمور ليست من هديه صلى الله عليه وسلم.

لابد من التفريق في حجم الإنكار على ضوء ما يكون من حجم المخالفة، وما ذكر العلماء في خلاف من أنه بدعة حسنة بالتأكيد لا يمكن تنزيله على تلك الانحرافات المغلظة التي فيها من الشركيات، وفيها من المخالفات لما كان عليه ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجب التمييز بين هذا وذاك، ونسأل الله أن يرزقنا إتباع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ظاهرًا وباطنًا، وأن يرزقنا صدق محبته وتمام إتباعه في السر والعلم، وأن يحشرنا في زمرته، وأن يجعلنا في أنصار شريعته العاملين بهديه ظاهرًا وباطًنًا اللهم آمين.

  المقدم: اللهم آمين، أحسن الله إليكم يا شيخ وجزاكم الله خيرًا على هذا التوجيه المبارك.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89956 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف