×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / ورثة الأنبياء / الدرس(15) والأخير "وكان الخوف قد غلب عليه"

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

ثم يقول رحمه الله :" وكان الخوف قد غلب عليه، فلما مرض مرض الموت حمل ماؤه إلى طبيب فقال: " ليس لهذا دواء، هذا قد فت الحزن والخوف كبده". ويقال:"لم يكن في زمانه من هو أخوف لله منه، ولا من هيبة الله في صدره أعظم منه". ولما مات قال بعض العلماء:" معشر أهل الهوى كلوا الدنيا بالدين فقد مات سفيان"، يعني ما بقي بعده أحد يستحي منه. وأما الإمام أحمد فكان أشد منهما تقشفا في عيشه، وأكثر صبرا على خشونة العيش بالقلة، وكانت معيشته من حوانيت له ورثها من أبيه يأخذ أجرها في الشهر دون عشرين درهما ، ومات ولم يخلف إلا قطعا في خرقة له، كان وزنها دون نصف درهم، وترك عليه دينا قضي عنه من أجرة حوانيته، مع كثرة ما كان يرد عليه من الخلفاء من الجوائز والصلات". هذا صلة ما تقدم من العلماء الذين زهدوا وأظهروا التقشف والبعد عن الدنيا وأن ذلك مما وافقوا فيه النبي صلى الله عليه وسلم. يذكر الآن حال طائفة أخرى من أهل العلم فيقول:"وكان يحيى بن أبي كثير من العلماء الربانيين المتوسعين في العلم، وكان يقال : إنه لم يبق على وجه الأرض مثله، وكان حسن الثياب، حسن الهيئة، فلما مات خلف ثلاثين درهما كفنوه بها رحمه الله". هذه الحال الثانية التي أشار إليها المؤلف رحمه الله لأنه قال :"اجتزؤوا من الدنيا باليسير إلى أن خرجوا منها ولم يخلفوا سوى العلم"، هذا القسم الأول في سفيان وأحمد والحسن، مع أن بعضهم كان يلبس لباسا حسنا ، ويأكل أكلا متواضعا متوسطا بعيدا عن التقشف، وهو حال من يذكر الآن كيحيى بن أبي كثير. نعم : " وكان محمد بن أسلم الطوسي من العلماء الربانيين الزهاد، فمات ولم يخلف سوى كساءه ولبده، فوضعوهما على نعشه، وإناء للوضوء تصدقوا به، فكان النساء على السطوح يقلن في جنازته، هذا العالم الذي خرج من الدنيا وهذا ميراثه الذي على جنازته ليس مثل علماءنا هؤلاء عبيد بطونهم، يجلس أحدهم للعلم سنتين أو ثلاثا فيشتري الضياع ويستفيد المال. وقال العباس بن مرثد :سمعت أصحابنا يقولون :صار إلى الأوزاعي أكثر من سبعين ألف دينار من السلطان من بني أمية، فلما مات خلف سبعة دنانير بقيت بقية، وما كان له أرض ولا دار. قال العباس: نظرنا فإذا هو أخرجها في سبيل الله والفقراء، وقد وصف الله سبحانه في كتابه العلماء بأوصاف منها الخشية والخشوع والبكاء كما سبق ذكره. ومنها احتقار الدنيا والتزهيد فيها كما قال تعالى في قصة قارون :﴿ فخرج على قومه في زينته قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما أوتي قارون إنه لذو حظ عظيم (79) وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا ولا يلقاها إلا الصابرون﴾+++ سورة القصص.---. وقيل للإمام أحمد : إن ابن المبارك قيل له: كيف يعرف العالم الصادق، فقال: الذي يزهد في الدنيا ويقبل على أمر الآخرة. فقال أحمد : نعم هكذا ينبغي أن يكون. وكان أحمد ينكر على أهل العلم حب الدنيا والحرص على طلبها. واعلم أنه إنما أهلك أهل العلم وأوجب إساءة ظن الجهال بهم، وتقديم جهال المتعبدين عليهم ما دخل عليهم من الطمع في الدنيا. وقد رأى علي بن أبي طالب رضي الله عنه رجلا يقص، فقال له : " لأسألنك مسألة، فإن خرجت منها وإلا علوتك بهذه الدرة، فقال له : سل يا أمير المؤمنين، فقال له: ما ثبات الدين وزواله، فقال له: ثبات الدين الورع، وزواله الطمع، فقال له: قص فمثلك يقص. وهذا السؤال من علي رضي الله عنه لهذا القاص فيه إشارة إلى أن من نشر علمه للناس وتكلم عليهم ينبغي أن يكون ورعا عما في أيديهم غير طامع بشيء من أموالهم ولا أرزاقهم ولا اجتلاب قلوبهم إليه، وإنما ينشر علمه لله عز وجل، ويتعفف عن الناس بالورع. وفي سنن ابن ماجه عن ابن مسعود قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم، ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعت نبيكم  صلى الله عليه وسلم يقول:« من جعل الهموم هما واحدا هم آخرة، كفاه الله هم دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبالي الله في أي واد من أوديتها هلك»+++"سنن ابن ماجه" (257) قال البوصيري (1/38) :" هذا إسناد ضعيف".---. وقال أبو حازم الزاهد: لقد أتت علينا برهة من دهرنا وما عالم يطلب أميرا، وكان الرجل إذا علم اكتفى بالعلم عما سواه، فكانت الأمراء تغشاهم في منازلهم وتقتبس منهم، فكان في ذلك صلاح للفريقين، للوالي والمولى عليه، فلما رأت الأمراء أن العلماء قد غشوهم وجالسوهم وسألوهم ما في أيديهم هانوا عليهم، وتركوا الأخذ عنهم والاقتباس منهم ، فكان في ذلك هلاك الفريقين: الوالي والمولى عليه. ودخل أعرابي البصرة فقال:من سيد هذه القرية، فقالوا: الحسن، قال : فبما سادهم، قالوا: احتاج الناس إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم. وكان الحسن يقول:" إن لكل شيء شينا، وشين العلم الطمع"، وقال :" من ازداد علما فازداد على الدنيا حرصا لم يزدد من الله إلا بعدا، ولم يزدد الله له إلا بغضا". واجتاز الحسن يوما على بعض القراء على أبواب بعض السلاطين، فقال: "أقرحتم جباهكم، وفرطحتم نعالكم، وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم فزهدوا فيكم، أما إنكم لو جلستم في بيوتكم حتى يكونوا هم الذين يرسلون إليكم لكان أعظم لكم في أعينهم، تفرقوا فرق الله بين أضلاعكم. وفي رواية :"تفرقوا فرق الله بين أرواحكم وأجسادكم، فرطحتم نعالكم ، وشمرتم ثيابكم، وجززتم شعوركم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم، فضحتم القراء فضحكم الله، أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم وفيما عندهم، أبعد الله من أبعد. وفي الجملة، فمن لا يصون نفسه لا ينتفع بعلمه ولا ينتفع غيره به". هذا المقطع من كلام المؤلف في صلة ما تقدم من أن العلماء يجب أن يرثوا عن النبي صلى الله عليه وسلم مع العلم الزهد في الدنيا، فإن الزهد في الدنيا سبب لخير كثير.  ومن ذلك أن العلم يروج ويقبل وتقبل النفوس إليه إذا كان صادرا عن صادق ليس له همة في الدنيا ولا مزاحمة لأهلها فيها. وذكر من جملة ما ذكر فيما يتعلق بالزهد في الدنيا صيانة النفس عن طلبها من أهلها، سواء كان ذلك من السلاطين أو كان من الأمراء أو كان من الأغنياء، فإن ذلك مما ينزل به قدر العالم، وتذهب به مكانته ، كما نقل عن أبي حازم الزاهد وعن الحسن البصري. وهذا لا يعني أن ينعزل العلماء عن أهل الرأي، وأهل التأثير من أصحاب الولاية من الأمراء والملوك والرؤساء فإن هذا ليس بمقصود لهؤلاء رحمهم الله. إنما المقصود أن لا يأتي هؤلاء وفي نفسهم الطمع فيما عندهم من الدنيا، إنما إذا جاء لمناصحة أو جاء لإشارة أو جاء للتبصير فإن ذلك من أفضل ما يكون من العمل الصالح الذي يترتب عليه صلاح الأمة وصلاح حال المسلمين عموما. فينبغي التمييز بين الأمرين: ذم الدخول على السلاطين هو فيما إذا كان يدخل ليأخذ من الدنيا ويستكثر منها. وأما إذا كان دخولا للإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناصحة وشد أزر الولاة فيما هم فيه من مسؤولية وبيان ما يحتاجون إلى بيانه فإن هذا من الخير الذي درج عليه أهل العلم قديما وحديثا ، وحصل بسببه للأمة خير كثير. فإن العلماء يحتاجون إلى ذلك لإصلاح الأمة، والأمراء والملوك بحاجة إلى هذا حتى يقي الأمة الشرور، ويقود الأمة على بصيرة ، ويجنبوها الأخطار والضلالات. فما ذكره أبو حازم والحسن البصري وغيرهما، ينبغي أن يحمل في سياقه فليس التنفير من الدخول مطلقا، إنما التنفير من الدخول إذا كان للتهافت على الدنيا والاستكثار منها. وهذا ما يشير إليه الحسن رحمه الله في كلامه حيث :" أما إنكم لو جلستم في بيوتكم حتى يكونوا هم الذين يرسلون إليكم"، وهذا فيه أنهم لم يأتوا لأجل الدنيا إنما جاءوا لمصلحة في جواب ولاة الأمور وتبيين ما يحتاج إلى تبيينه. فينبغي أن يميز بين هذا وذاك، وأن يحمل كلام السلف على وجهه، فليس المقصود المنابذة والمجانبة، فإن ذلك يترتب عليه شر كثير، لأنه إذا انعزل أهل العلم وأهل الخير عن الولاة، ولم يتصلوا بهم ولم يتواصلوا معهم في المناصحة كان ذلك حجبا لخير كثير يكون من طريق الولاة، فإن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن. فينبغي أن يفهم هذا ويفقه ، فإن من الناس من يعيب على أهل العلم الدخول على السلاطين ولو كان دخولهم على هذا الوجه. وهذا لا شك أنه خطأ في الفهم، وتنزيل لكلام العلماء في غير منزله. فينبغي أن يستبصر ويفصل بين أنواع الدخول حتى يتميز ما ورد الذم عليهم في كلام أهل العلم، وبين ما هو عملهم وشأنهم في مواصلة الأئمة ومناصحتهم. «فالدين النصيحة»، قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال :« لله ولرسوله، ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم»+++ أخرجه مسلم (55).---.  إذا كانوا ينعزلون ويبعدون فكيف تكون المناصحة، المناصحة لا تكون إلا بالتواصل، ولا تكون إلا بحسن الصلة، فلابد من هذا حتى يحصل الخير للوالي وللمولى عليه. ثم قال رحمه الله:"قال الشافعي : من قرأ القرآن عظمت قيمته، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن تفقه فقد علا قدره، ومن تعلم العربية رق طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه". وفي هذا المعنى يقول أبو الحسن عبد العزيز الجرجاني رحمه الله :"  يقولون لي فيك انقباض وإنما  *** رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما أرى الناس من داناهم هان عندهم *** ومن أكرمته عزة النفس أكرما ولم أقض حق العلم إن كان كلما *** بدا طمع صيرته لي سلما إذا قيل هذا منهل قلت قد أرى ***  ولكن نفس الحر تحتمل الظما ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي *** لأخدم من لاقيت لكن لأخدما أأشقى به غرسا وأجنيه ذلة    *** إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما ولو أن أهل العلم صانوه صانهم *** ولو عظموه في النفوس لعظما ولكن أهانوه فهانو ودنسوا   *** محياه بالأطماع حتى تجهما   وهذه الأبيات لا تعني أن يكون أهل العلم على سوء خلق، بل يجب على العالم أن يرث من جملة ما ورث عن النبي صلى الله عليه وسلم حسن خلقه، فإنه لا يكون العالم وارثا للنبي صلى الله عليه وسلم كمال الميراث إذا تخلف عنه حسن الخلق. فقوله: يقولون لي فيك انقباض وإنما *** رأوا رجلا عن موقف الذل أحجما   فالانقباض هنا هو عن الدنيا، وليس الانقباض في معاملة الناس بالتكشير في وجوههم ، وسوء معاملتهم وعدم إنزالهم منزلتهم، فإن هذا ليس مقصود الجرجاني. أرى الناس من داناهم هان عندهم  *** ومن أكرمته عزة النفس أكرما   وهذا مقصوده فيما يحصل من الإقبال على الدنيا فإن الإنسان إذا أقبل على الدنيا وزاحم الناس فيها هان عندهم، وأما إذا صان نفسه بكفايته وعدم طمح نفسه وشرف فؤاده إلى حال الناس وتسابقهم في الدنيا فإن هذا أرفع له عندهم، وهو أرفع له عند الله تعالى،  وإذا ارتفع العبد عند الله رفع الله مقامه في قلوب الخلق، وبقدر ما يقوم في قلب العالم من تعظيم الله تعالى ، بقدر ما يلقي الله تعالى في قلوب عباده تعظيمه. وهذه مضطردة فكما تكون مع الله تعالى في الطاعة والإحسان ييسر الله لك قلوب العباد ويجذبهم إليك كما قال جل وعلا:﴿ إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا﴾+++ سورة مريم: 96.---. لكن ينبغي أن يفهم ما ذكره الأئمة في هذا الشأن لأن بعض الناس يظن أن الانقباض وغلظ المعاملة وجفاء الأسلوب هو المقصود بكلام الجرجاني رحمه الله. يقول : ولم أبتذل في خدمة العلم مهجتي  *** لأخدم من لاقيت لكن لأخدما   " لأخدم من لاقيت"، في أمر الدنيا، وليس المقصود أن يترفع عن خدمة الناس، بل إن العلم كلما زاد في قلب العبد ذل، وتواضع، وسعى في نفع الناس وقضاء حوائجهم. فالمقصود هنا بالخدمة التي تتعلق بتحصيل الدنيا والسعي في الاستكثار منها والمنافسة عليها، وليس المقصود الخدمة نفع الناس وقضاء حوائجهم، فإن هذا مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم . ومما ينبغي أن يرثه أهل العلم عنه  صلى الله عليه وسلم . وهذه المقالات والأقوال المنظومة والمأثورة ينبغي أن تحمل على وجهها المقصود منها لا على ما يتبادر في أذهان بعض الناس من حملها على الجفاء، وعدم نفع الناس والانعزال عنهم، وعدم السعي في خدمتهم ونفعهم. قال رحمه الله:" الحرص على الدنيا والطمع فيها قبيح، وهو من العلماء الأقبح، فإن كان بعد نزول الشيب فهو أقبح وأقبح . لبس بعض العلماء من التابعين ثيابه، وتهيئ ليمضي إلى بعض الملوك، فأخذ المرآة فنظر فيها ، فنظر في لحيته فرأى شيبة، فقال:" السلطان والشيب"، ثم نزع ثيابه وجلس: قد آن بعد ظلام الجهل إبصاري  ***الشيب صبح يناجيني بإسفار ليل الشباب قصير فاسر مبتدرا   *** إن الصباح قصارى المدلج الساري كم اغتراري بالدنيا وزخرفها  *** أبني بناها على جرف لها هاري دار مآثمها تبقى ولذتها تفنى   *** ألا قبحت هاتيك من دار ليس السعيد الذي دنياه تسعده ***إن السعيد الذي ينجو من النار أصبحت من سيئاتي خائفا وجلا  *** إن السعيد الذي ينجو من النار إذا تعاظمت ذنبي ثم آيسني  *** رجوت عفو عظيم العفو غفار   نجزت والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا". هذا آخر هذه الرسالة المباركة وحمد المؤلف رحمه الله تعالى على ختمها كما حمد الله تعالى في ابتدائها ، فهو المحمود جل وعلا أولا وآخرا، وهي رسالة نافعة في بيان هذا الحديث، والإشارة إلى ما تضمنه من معاني، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقني وإياكم العلم النافع، وأن يجعل عملنا كله صالحا، وأن يجعله له خالصا ، وأن لا يجعل فيه لأحد نصيبا.  ومراجعة هذه الرسالة وتدوين ما فيها من الفوائد واللطائف مما يعين على ضبط العلم ومعرفته واستذكاره. أسأل الله جل وعلا أن يستعملنا وإياكم في الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. 

المشاهدات:3853

ثم يقول رحمه الله :" وكان الخوف قد غلب عليه، فلما مَرض مرض الموت حمل ماؤه إلى طبيب فقال: " ليس لهذا دواء، هذا قد فتَّ الحزن والخوف كبده".

ويقال:"لم يكن في زمانه من هو أخوف لله منه، ولا من هيبة الله في صدره أعظم منه".
ولما مات قال بعض العلماء:" معشر أهل الهوى كلوا الدنيا بالدين فقد مات سفيان"، يعني ما بقي بعده أحد يستحي منه.
وأما الإمام أحمد فكان أشد منهما تقشفاً في عيشه، وأكثر صبراً على خشونة العيش بالقلة، وكانت معيشته من حوانيت له ورثها من أبيه يأخذ أجرها في الشهر دون عشرين درهماً ، ومات ولم يخلف إلا قطعاً في خرقة له، كان وزنها دون نصف درهم، وترك عليه ديناً قضي عنه من أجرة حوانيته، مع كثرة ما كان يرد عليه من الخلفاء من الجوائز والصِلات".
هذا صلة ما تقدم من العلماء الذين زهدوا وأظهروا التقشف والبعد عن الدنيا وأن ذلك مما وافقوا فيه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
يذكر الآن حال طائفة أخرى من أهل العلم فيقول:"وكان يحيى بن أبي كثير من العلماء الربانيين المتوسعين في العلم، وكان يقال : إنه لم يبق على وجه الأرض مثله، وكان حسن الثياب، حسن الهيئة، فلما مات خلَّف ثلاثين درهما كفَّنوه بها رحمه الله".
هذه الحال الثانية التي أشار إليها المؤلف رحمه الله لأنه قال :"اجتزؤوا من الدنيا باليسير إلى أن خرجوا منها ولم يخلفوا سوى العلم"، هذا القسم الأول في سفيان وأحمد والحسن، مع أن بعضهم كان يلبس لباساً حسناً ، ويأكل أكلاً متواضعاً متوسطاً بعيداً عن التقشف، وهو حال من يذكر الآن كيحيى بن أبي كثير.
نعم : " وكان محمد بن أسلم الطُّوسي من العلماء الربانيين الزهاد، فمات ولم يخلف سوى كساءه ولبده، فوضعوهما على نعشه، وإناء للوضوء تصدقوا به، فكان النساء على السطوح يقلن في جنازته، هذا العالم الذي خرج من الدنيا وهذا ميراثه الذي على جنازته ليس مثل علماءنا هؤلاء عبيد بطونهم، يجلس أحدهم للعلم سنتين أو ثلاثاً فيشتري الضياع ويستفيد المال.
وقال العباس بن مرثد :سمعت أصحابنا يقولون :صار إلى الأوزاعي أكثر من سبعين ألف دينار من السلطان من بني أمية، فلما مات خلَّف سبعة دنانير بقيت بقية، وما كان له أرض ولا دار.
قال العباس: نظرنا فإذا هو أخرجها في سبيل الله والفقراء، وقد وصف الله سبحانه في كتابه العلماء بأوصاف منها الخشية والخشوع والبكاء كما سبق ذكره.
ومنها احتقار الدنيا والتزهيد فيها كما قال تعالى في قصة قارون :﴿ فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ (79) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ﴾ سورة القصص..
وقيل للإمام أحمد : إن ابن المبارك قيل له: كيف يعرف العالم الصادق، فقال: الذي يزهد في الدنيا ويقبل على أمر الآخرة.
فقال أحمد : نعم هكذا ينبغي أن يكون.
وكان أحمد ينكر على أهل العلم حب الدنيا والحرص على طلبها.
واعلم أنه إنما أهلك أهل العلم وأوجب إساءة ظن الجهال بهم، وتقديم جهال المتعبدين عليهم ما دخل عليهم من الطمع في الدنيا.
وقد رأى علي بن أبي طالب رضي الله عنه رجلاً يقص، فقال له : " لأسألنك مسألة، فإن خرجت منها وإلا علوتك بهذه الدُّرة، فقال له : سل يا أمير المؤمنين، فقال له: ما ثبات الدين وزواله، فقال له: ثبات الدين الورع، وزواله الطمع، فقال له: قص فمثلك يقص.
وهذا السؤال من علي رضي الله عنه لهذا القاص فيه إشارة إلى أن من نشر علمه للناس وتكلم عليهم ينبغي أن يكون ورعاً عما في أيديهم غير طامع بشيء من أموالهم ولا أرزاقهم ولا اجتلاب قلوبهم إليه، وإنما ينشر علمه لله عز وجل، ويتعفف عن الناس بالورع.
وفي سنن ابن ماجه عن ابن مسعود قال: لو أن أهل العلم صانوا العلم ووضعوه عند أهله لسادوا أهل زمانهم، ولكنهم بذلوه لأهل الدنيا لينالوا به من دنياهم، فهانوا عليهم، سمعت نبيكم  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:« من جعل الهموم هماً واحداً هم آخرة، كفاه الله همَّ دنياه، ومن تشعبت به الهموم في أحوال الدنيا لم يبالي الله في أي وادٍ من أوديتها هلك»"سنن ابن ماجه" (257) قال البوصيري (1/38) :" هذا إسناد ضعيف"..
وقال أبو حازم الزاهد: لقد أتت علينا برهة من دهرنا وما عالم يطلب أميراً، وكان الرجل إذا علم اكتفى بالعلم عما سواه، فكانت الأمراء تغشاهم في منازلهم وتقتبس منهم، فكان في ذلك صلاح للفريقين، للوالي والمولى عليه، فلما رأت الأمراء أن العلماء قد غشوهم وجالسوهم وسألوهم ما في أيديهم هانوا عليهم، وتركوا الأخذ عنهم والاقتباس منهم ، فكان في ذلك هلاك الفريقين: الوالي والمولى عليه.
ودخل أعرابي البصرة فقال:من سيد هذه القرية، فقالوا: الحسن، قال : فبما سادهم، قالوا: احتاج الناس إلى علمه، واستغنى هو عن دنياهم.
وكان الحسن يقول:" إن لكل شيء شيناً، وشين العلم الطمع"، وقال :" من ازداد علماً فازداد على الدنيا حرصاً لم يزدد من الله إلا بعداً، ولم يزدد الله له إلا بغضاً".
واجتاز الحسن يوماً على بعض القراء على أبواب بعض السلاطين، فقال: "أقرحتم جباهكم، وفرطحتم نعالكم، وجئتم بالعلم تحملونه على رقابكم إلى أبوابهم فزهدوا فيكم، أما إنكم لو جلستم في بيوتكم حتى يكونوا هم الذين يرسلون إليكم لكان أعظم لكم في أعينهم، تفرقوا فرَّق الله بين أضلاعكم.
وفي رواية :"تفرقوا فرَّق الله بين أرواحكم وأجسادكم، فرطحتم نعالكم ، وشمرتم ثيابكم، وجززتم شعوركم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم، فضحتم القراء فضحكم الله، أما والله لو زهدتم فيما عندهم لرغبوا فيما عندكم، ولكنكم رغبتم فيما عندهم فزهدوا فيكم وفيما عندهم، أبعد الله من أبعد.
وفي الجملة، فمن لا يصون نفسه لا يُنتَفع بعلمه ولا ينتفع غيره به".
هذا المقطع من كلام المؤلف في صلة ما تقدم من أن العلماء يجب أن يرثوا عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع العلم الزهد في الدنيا، فإن الزهد في الدنيا سبب لخير كثير.
 ومن ذلك أن العلم يروج ويقبل وتقبل النفوس إليه إذا كان صادراً عن صادق ليس له همة في الدنيا ولا مزاحمة لأهلها فيها.
وذكر من جملة ما ذكر فيما يتعلق بالزهد في الدنيا صيانة النفس عن طلبها من أهلها، سواء كان ذلك من السلاطين أو كان من الأمراء أو كان من الأغنياء، فإن ذلك مما ينزل به قدر العالم، وتذهب به مكانته ، كما نقل عن أبي حازم الزاهد وعن الحسن البصري.
وهذا لا يعني أن ينعزل العلماء عن أهل الرأي، وأهل التأثير من أصحاب الولاية من الأمراء والملوك والرؤساء فإن هذا ليس بمقصود لهؤلاء رحمهم الله.
إنما المقصود أن لا يأتي هؤلاء وفي نفسهم الطمع فيما عندهم من الدنيا، إنما إذا جاء لمناصحة أو جاء لإشارة أو جاء للتبصير فإن ذلك من أفضل ما يكون من العمل الصالح الذي يترتب عليه صلاح الأمة وصلاح حال المسلمين عموماً.
فينبغي التمييز بين الأمرين:
ذم الدخول على السلاطين هو فيما إذا كان يدخل ليأخذ من الدنيا ويستكثر منها.
وأما إذا كان دخولاً للإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمناصحة وشد أزر الولاة فيما هم فيه من مسؤولية وبيان ما يحتاجون إلى بيانه فإن هذا من الخير الذي درج عليه أهل العلم قديماً وحديثاً ، وحصل بسببه للأمة خير كثير.
فإن العلماء يحتاجون إلى ذلك لإصلاح الأمة، والأمراء والملوك بحاجة إلى هذا حتى يقي الأمة الشرور، ويقود الأمة على بصيرة ، ويجنبوها الأخطار والضلالات.
فما ذكره أبو حازم والحسن البصري وغيرهما، ينبغي أن يحمل في سياقه فليس التنفير من الدخول مطلقاً، إنما التنفير من الدخول إذا كان للتهافت على الدنيا والاستكثار منها.
وهذا ما يشير إليه الحسن رحمه الله في كلامه حيث :" أما إنكم لو جلستم في بيوتكم حتى يكونوا هم الذين يرسلون إليكم"، وهذا فيه أنهم لم يأتوا لأجل الدنيا إنما جاءوا لمصلحة في جواب ولاة الأمور وتبيين ما يحتاج إلى تبيينه.
فينبغي أن يميز بين هذا وذاك، وأن يحمل كلام السلف على وجهه، فليس المقصود المنابذة والمجانبة، فإن ذلك يترتب عليه شر كثير، لأنه إذا انعزل أهل العلم وأهل الخير عن الولاة، ولم يتصلوا بهم ولم يتواصلوا معهم في المناصحة كان ذلك حجباً لخير كثير يكون من طريق الولاة، فإن الله تعالى يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
فينبغي أن يفهم هذا ويفقه ، فإن من الناس من يعيب على أهل العلم الدخول على السلاطين ولو كان دخولهم على هذا الوجه.
وهذا لا شك أنه خطأ في الفهم، وتنزيل لكلام العلماء في غير منزله.
فينبغي أن يستبصر ويفصل بين أنواع الدخول حتى يتميز ما ورد الذم عليهم في كلام أهل العلم، وبين ما هو عملهم وشأنهم في مواصلة الأئمة ومناصحتهم.
«فالدين النصيحة»، قلنا لمن يا رسول الله ؟ قال :« لله ولرسوله، ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم» أخرجه مسلم (55)..
 إذا كانوا ينعزلون ويبعدون فكيف تكون المناصحة، المناصحة لا تكون إلا بالتواصل، ولا تكون إلا بحسن الصلة، فلابد من هذا حتى يحصل الخير للوالي وللمولى عليه.
ثم قال رحمه الله:"قال الشافعي : من قرأ القرآن عظمت قيمته، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن تفقه فقد علا قدره، ومن تعلم العربية رق طبعه، ومن تعلم الحساب جزل رأيه، ومن لم يصن نفسه لم ينفعه علمه".
وفي هذا المعنى يقول أبو الحسن عبد العزيز الجرجاني رحمه الله :" 
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما  *** رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم *** ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
ولم أقضِ حَقَّ العلمِ إن كان كُلَّمَا *** بدا طَمَعٌ صَيَّرتُه لي سُلَّما
إذا قيلَ هذا مَنهلٌ قلتُ قد أرى ***  ولكنَّ نفسَ الحرِّ تَحتَملَ الظَّمَا
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي *** لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
أأشقى به غَرساً وأجنيه ذِلةً    *** إذن فاتباعُ الجهلِ قد كان أَحزَما
ولو أن أهل العلمِ صانوه صانَهُم *** ولو عَظَّمُوه في النفوسِ لَعُظِّما
ولكن أهانوه فهانو ودَنَّسُوا   *** مُحَيَّاه بالأطماعِ حتى تَجهَّما
 
وهذه الأبيات لا تعني أن يكون أهل العلم على سوء خلق، بل يجب على العالم أن يرث من جملة ما ورث عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حسن خلقه، فإنه لا يكون العالم وارثاً للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كمال الميراث إذا تخلف عنه حسن الخلق.
فقوله:
يقولون لي فيك انقباضٌ وإنما *** رأوا رجلاً عن موقفِ الذلِّ أحجما
 
فالانقباض هنا هو عن الدنيا، وليس الانقباض في معاملة الناس بالتكشير في وجوههم ، وسوء معاملتهم وعدم إنزالهم منزلتهم، فإن هذا ليس مقصود الجرجاني.
أرى الناسَ من داناهُمُ هان عندهم  *** ومن أكرَمته عزةُ النفسِ أكرِما
 
وهذا مقصوده فيما يحصل من الإقبال على الدنيا فإن الإنسان إذا أقبل على الدنيا وزاحم الناس فيها هان عندهم، وأما إذا صان نفسه بكفايته وعدم طمح نفسه وشرف فؤاده إلى حال الناس وتسابقهم في الدنيا فإن هذا أرفع له عندهم، وهو أرفع له عند الله تعالى،  وإذا ارتفع العبد عند الله رفع الله مقامه في قلوب الخلق، وبقدر ما يقوم في قلب العالم من تعظيم الله تعالى ، بقدر ما يلقي الله تعالى في قلوب عباده تعظيمه.
وهذه مضطردة فكما تكون مع الله تعالى في الطاعة والإحسان ييسر الله لك قلوب العباد ويجذبهم إليك كما قال جل وعلا:﴿ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ سورة مريم: 96..
لكن ينبغي أن يفهم ما ذكره الأئمة في هذا الشأن لأن بعض الناس يظن أن الانقباض وغلظ المعاملة وجفاء الأسلوب هو المقصود بكلام الجرجاني رحمه الله.
يقول :
ولم أبتذل في خدمة العلمِ مُهجَتي  *** لأَخدمَ من لاقيتُ لكن لأُخدما
 
" لأَخدمَ من لاقيتُ"، في أمر الدنيا، وليس المقصود أن يترفع عن خدمة الناس، بل إن العلم كلما زاد في قلب العبد ذل، وتواضع، وسعى في نفع الناس وقضاء حوائجهم.
فالمقصود هنا بالخدمة التي تتعلق بتحصيل الدنيا والسعي في الاستكثار منها والمنافسة عليها، وليس المقصود الخدمة نفع الناس وقضاء حوائجهم، فإن هذا مما كان عليه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
ومما ينبغي أن يرثه أهل العلم عنه  صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وهذه المقالات والأقوال المنظومة والمأثورة ينبغي أن تحمل على وجهها المقصود منها لا على ما يتبادر في أذهان بعض الناس من حملها على الجفاء، وعدم نفع الناس والانعزال عنهم، وعدم السعي في خدمتهم ونفعهم.
قال رحمه الله:" الحرص على الدنيا والطمع فيها قبيح، وهو من العلماء الأقبح، فإن كان بعد نزول الشيب فهو أقبح وأقبح .
لَبِس بعض العلماء من التابعين ثيابه، وتهيئ ليمضي إلى بعض الملوك، فأخذ المرآة فنظر فيها ، فنظر في لحيته فرأى شيبة، فقال:" السلطان والشيب"، ثم نزع ثيابه وجلس:
قدْ آنَ بَعْدَ ظَلامِ الْجَهْلِ إِبْصَارِي  ***الشَّيْبُ صُبْحٌ يُنَاجِينِي بِإِسْفَارِ
لَيْلُ الشَّبَابِ قَصِيرٌ فَاسْرِ مُبْتَدِرًا   *** إِنَّ الصَّبَاحَ قُصَارَى الْمُدْلِجِ السَّارِي
كَمِ اغْتِرَارِي بِالدُّنْيَا وَزُخْرُفِهَا  *** أَبْنِي بِنَاهَا عَلَى جُرْفٍ لَهَا هَارِي
دَارٌ مَآثِمُهَا تَبْقَى وَلَذَّتُهَا تَفْنَى   *** أَلا قَبَّحْتَ هَاتَيْكَ مِنْ دَارِ
لَيْسَ السَّعِيدُ الَّذِي دُنْيَاهُ تُسْعِدُهُ ***إِنَّ السَّعِيدَ الَّذِي يَنْجُو مِنَ النَّارِ
أصبحت من سيئاتي خائفاً وجلاً  *** إِنَّ السَّعِيدَ الَّذِي يَنْجُو مِنَ النَّارِ
إذا تعاظمت ذنبي ثم آيسني  *** رجوت عفو عظيم العفو غفارِ
 
نجزت والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً".
هذا آخر هذه الرسالة المباركة وحمد المؤلف رحمه الله تعالى على ختمها كما حمد الله تعالى في ابتدائها ، فهو المحمود جل وعلا أولاً وآخراً، وهي رسالة نافعة في بيان هذا الحديث، والإشارة إلى ما تضمنه من معاني، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقني وإياكم العلم النافع، وأن يجعل عملنا كله صالحاً، وأن يجعله له خالصاً ، وأن لا يجعل فيه لأحد نصيباً.
 ومراجعة هذه الرسالة وتدوين ما فيها من الفوائد واللطائف مما يعين على ضبط العلم ومعرفته واستذكاره.
أسأل الله جل وعلا أن يستعملنا وإياكم في الصالحات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين. 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89955 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف