×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / كتاب الصلاة -- صفة ترتيب الفوائت.

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:5452

المقدم: دكتور الحديث مستمر في فقه الصلاة، تحدثنا عن الفوائت لعلنا في هذه الحلقة نقف مع ترتيبها يا شيخ إذا كثرت هذه الفوائت، كيف تُقضى؟

الشيخ:الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.

 أما بعد...

فأسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين، وأن يرينا الحق حقًا ويرزقنا إتباعه، وأن يرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه، وأن لا يجعله علينا ملتبسًا فنضل. ما يتصل بقضاء الفوائت الله ـ جل وعلا ـ أمر المؤمنين بالمحافظة على الصلوات، وتوعد تاركها بأنواع من الوعيد وتارك المحافظة، وتوعده بأنواع من الوعيد، الله ـ تعالى ـ يقول:  ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ[البقرة:238]، وإنه لمن العجب أن تجد من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، ثم ترى عنده من التفريط والتقصير في الصلاة بما لا يليق بالمؤمن، وأنني أعيد وأكرر بين فترة وأخرى هذه القضية؛ لأن الصلاة عمود الدين، فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حديث معاذ رضي الله عنه: «ألا أُخبرُك برأسِ الأمرِ وعمودِه وذروةُ سنامِه ؟ . قلتُ: بلى يا رسولَ اللهِ! قالرأسُ الأمرِ الإسلامُ ، وعمودُه الصلاةُ ، وذروةُ سنامِه الجهادُ»سنن الترمذي (2616)، وسنن ابن ماجة (3973)رأس الأمر الإسلام وهو إخلاص العمل لله، أشهد أن لا إله إلا الله، وعموده أي الذي يقوم به هذا البناء الصلاة، وذروة سنامه على ما يكون فيه من الأعمال الجهاد في سبيل الله.

ولهذا ينبغي للمؤمن أن يفتش نفسه في شأن الصلاة، وإنه لمن الكلام الجميل المستفاد من كلام الله وكلام رسوله أنه من أراد أن يعرف قدر الإسلام في قلبه فلينظر إلى قدر الصلاة في قلبه، فإذا كان للصلاة قدر كبير في قلبه، فهذا يدل على أن الإسلام قدر كبير في قلبه، وأن له منه نصيبًا كبيرا. وكذلك العكس فإذا قل نصيبه من الصلاة محافظة وعناية ورعاية قل نصيبه من الإسلام، وإنه لمن العجب الذي لا أجد له مبررًا، ويؤلمني كثيرًا أن تجد بعض المجتمعات الإسلامية الصلاة ليست ذات بال، فتجد الأب لا يصلي، والأم لا تصلي، والمدرسة لا تعتني بالصلاة، والمناهج التعليمية لا تحتفي بالصلاة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غائب، فتجد الفئة من الناس تتوالى عليهم الصلوات وهم لا يصلون، كيف تطيب قلوبهم؟ كيف تصلح أفئدتهم وهم قد قطعوا صلتهم بالله رب الأرض والسماء، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: والصلاة نور، هؤلاء فقدوا النور، النور الذي ينير قلوبهم أول ما يكون، والنور الذي ينير أعمالهم، والنور الذي ينير قبورهم، والنور الذي ينير لهم في عرصات يوم القيامة يوم يقدم الناس لا مال، ولا بنون، ولا خول، ولا شيء مما كان معهم في الدنيا ليس معهم إلا الأعمال.

لذلك أكرر وأؤكد أنه يجب على المؤمن أن يجعل الصلاة خطًا أحمر، لا يفرط فيه مهما كان، فإن الله ـ تعالى ـ شرع الصلاة في أقسى الظروف، في أقسى الظروف وأصعبها وهو القتال عند اشتباك الصفوف والتحام السيوف، يقول الله ـ تعالى ـ: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ[النساء:102]، آية مطولة لبيان كيف يصلي المؤمن حال الخوف، والله ـ تعالى ـ يقول: ﴿فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا[البقرة:239]، هذا يؤكد على ضرورة العناية بالصلاة.

وأنا أقول: يا أخي ويا أختي الصلاة هي صلتك بالله ـ تعالى ـ هي الباب الذي تدخل منه إلى رحمة الله وفضله وعطائه، فالله ـ تعالى ـ توعد المفرطين بأنواع من الوعيد: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ[4]الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ[الماعون:4-5]، ﴿فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا[مريم:59].

أؤكد على ضرورة العناية بالصلاة، والاهتمام بها وأدائها في أوقتها فهذا مما ينبغي أن يحرص عليه المؤمن، وأن لا يفرط فيه كما ذكرت قبل قليل، دع الصلاة وأجعل الصلاة خطًا أحمر لا تتعداه فإياك فإنها جنتك، والصلاة ليست تكليفًا وحملًا على ظهور الناس إنها سعادة وانشراح وبهجة وسرور، بقدر نصيبك من إقبالك على ربك في صلاتك، بقدر ما تدرك من الانشراح، والانشراح هو السعادة التي يصبو إليها الناس، والفرح الذي يسعون لإدراكه، فبعض الناس يذهب ويصرف أموال طائلة ليستمتع بساعة يجد فيها سرورًا وبهجة، فكيف بأمر جعله الله تعالى أقرب إليك من كل شيء ما بينك وبين أن تقف بين يدي ربك إلا أن تقول: الله أكبر، وتقف بين يدي مولاك وربك تناجيه، تتضرع إليه، تسأله الحوائج، تطلب منه قضاء المطالب، تشكو إليه همك وتبث إليه شكواك.

هذه منحة عظيمة، وهذا وعد وموعد مع رب السموات والأرض ملك الملوك ـ جل في علاه ـ ليس بينك وبينه حجاب، والله ـ تعالى ـ يقول كما جاء في الصحيح أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: "إذا قام العبد في الصلاة نصب الله وجهه له"سنن الترمذي (2863)، أي أن الله ـ تعالى ـ قبل وجهك إذا قمت إلى الصلاة، فقدر قدر هذا الموقف وهذا الموعد وأحرص عليه، وأتقنه ما استطعت.

نحن تكلمنا عن هذا لأنه في الحقيقة يعني من خلال التجوال في بعض بلاد المسلمين، وفي بعض المجتمعات نجد يعني في الحقيقة نوع من التقصير الكبير، والله ـ تعالى ـ يقول: ﴿وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا[طه:132]. فيجب أن يتواصى الجميع بالصلاة الأب يوصى أولاده، الأم توصي أولادها من الذكور والإناث، الأولاد يتعاونون مع آبائهم؛ لأن بعض الآباء لا يصلي وبعض الأمهات لا تصلي، فيجب أن نتعاون جميعًا فالله ـ تعالى ـ يقول: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ[التوبة:71]، فهذه من سماتهم وخصالهم، لعل هذا الاستطراد غيب عنا الفوات ولكن شيئًا وجدته في نفسي أحببت أن أتكلم عنه ولعل الله أن يجعل فيه نفعًا، وإن شئت نقرأ شيء أو نتكلم عن شيء من الفوائت تكلمنا.

المقدم: اللهم آمين لعلنا نؤجلها للأسبوع القادم يا شيخ بإذن الله تعالى، جزيت خيرًا على كل حال.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89962 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف