×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / كتاب الصلاة -- متى فرضت الصلاة

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4334

المقدم: صاحب الفضيلة تحدثنا في الحلقة الماضية عن أهمية الصلاة، وعن مكانتها، وعن منزلتها، لو أكملنا الحديث هناك تساؤل مثلا متى فرضت الصلاة؟

الشيخ:الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على البشير النذير والسراج المنير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فالصلاة مكانتها في الدين عالية ورفيعة، والنصوص الشرعية جلَّت هذا غاية الجلاء وبيَّنته غاية البيان، وقد ألمحنا إلى شيء من ذلك فيما تقدم من كلام في الحلقة السابقة.

مما يبرز اهتمام الشريعة بالصلاة، وأنها تبوأت منزلة عليا في الشريعة: أنها أول ما طلبه الله ـ تعالى ـ من العباد بعد الأصل الأصيل وهو التوحيد، فإن الله ـ تعالى ـ بعث محمد بن عبد الله –صلى الله عليه وسلم-يدعو إليه –جل وعلا- يبيِّن حقه على العباد الذي قال فيه النبي –صلى الله عليه وسلم-لمعاذ: «يا مُعاذُ أتَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى العِبادِ؟، قالَ: اللَّهُ ورَسولُهُ أعْلَمُ، قالَ: أنْ يَعْبُدُوهُ ولا يُشْرِكُوا به شيئًا»[صحيح البخاري(7373)، ومسلم(30/50)] فهذا الحق جاء النبي –صلى الله عليه وسلم-بتقريره والدعوة إليه وتوضيحه وتبيينه، فكان أول ما دعا إليه أن اعبدوا الله وحده لا شريك له، هذه دعوته –صلى الله عليه وسلم-لكن هذه الدعوة كانت محتاجة إلى زاد وإلى مُعين.

الله تعالى بعث محمدًا أمره بالنذارة، وبعثه للخلق بقوله –جل وعلا-: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُقُمْ فَأَنذِرْوَرَبَّكَ فَكَبِّرْوَثِيَابَكَ فَطَهِّرْوَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ[المدثر: 1-5].

 هذا كله تمهيد أو بيان لما جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-من الرسالة العظمى، وهي الدعوة إلى عبادة الله وحده دون غيره –جل وعلا- هذه المهمة العظيمة وهي تحقيق التوحيد والقيام بنذارة الخلق كانت محتاجة إلى زاد يعين ويثبِّت ويقوِّي على القيام بهذه المسئولية الكبرى التي هي دعوة الله الدعوة إليه –جل وعلا-الدعوة إلى عبادته، دون الخلق، دون غيره من المعبودات، فكان أن أنزل الله على رسوله في أوائل الوحي: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ*قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا *نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا *أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا[المزمل: 1-4] لما هذا يا رب؟ ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا[المزمل: 5-6] إلى آخر ما ذكر الله في سورة المزمل.

 هذه السورة هي ثالث ما نزل من سور القرآن المبارك، وفيها الأمر بالقيام الذي هو الصلاة له –جل وعلا-في قوله: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ* قُمِ اللَّيْلَ[المزمل: 1-2] لم يكن القيام مجرد سهر وتأمل في أركان الكون إنما كان قيامًا لذكر الله ـ تعالى ـ وعبادته والصلاة له –جل وعلا-فدل هذا على أن من أوائل ما أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم-بل أول ما أمر به النبي –صلى الله عليه وسلم-الصلاة بعد التوحيد وهذه الصلاة إعانة ولهذا جاء الخبر بأن الله ـ تعالى ـ أمر المؤمنين قال: ﴿اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ[البقرة: 153] فالصلاة إعانة على مواجهة كل ما يحتاج الإنسان إلى مواجهته من أمر دينه أو من أمر دنياه ولذلك جاء في مسند الإمام أحمد بإسناد لا بأس به من حديث حذيفة أن النبي –صلى الله عليه وسلم-« كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى» [مسند أحمد(23299)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود(1192)].

إذًا الخلاصة من هذا: أن الصلاة من حيث الفرض كانت من أوائل ما فرض الله تعالى من هذه الشريعة، بل هي أول أمر جاء بعد الأمر بالتوحيد، فأمره الله بعبادته وحده والنذارة والدعوة إليه –جل وعلا- ثم كان من أوائل ما أمره بأن يقوم له وهذا الأمر أمر للقدوة وهو أمر لمن يقتدي به الذين قال الله ـ تعالى ـ فيهم في قوله –جل وعلا-: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ[الأحزاب: 21] وهذا أسوة لنا، فأمر الله له بالقيام هو أمر للأمة، ولهذا قال العلماء: إن الأمر بالصلاة صلاة الليل كان عامًّا للأمة كلها كما جاء ذلك في حديث عائشة وغيرها[حديث عائشة أخرجه مسلم في صحيحه(746)، وفيه قالت عائشة: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ قِيَامَ اللَّيْلِ فِي أَوَّلِ هَذِهِ السُّورَةِ..."الحديث] إن الله فرض أول ما فرض على أهل الإيمان أن يقيموا الليل وكان الفرض أن يقيموا أكثر الليل ولذلك جاء التخفيف في قوله في سورة المزمل في آخرها قال الله –جل وعلا-: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ[المزمل: 20] ثم خفف هذا ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ[المزمل: 20] بالإذن بأن يقرأ ما تيسر من القرآن.

 هذه الفريضة للصلاة لم تكن على النحو الذي استقر عليه الأمر، لأن الصلاة مرت بمراحل ففرضت أولًا على هذا النحو صلاة القيام وهي الصلاة التي فرضها الله ـ تعالى ـ على النبي وعلى الأمة في أول ما فرض، ثم جاء التخفيف بعد ذلك في قوله ـ تعالى ـ: ﴿عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ[المزمل: 20] فجاء التخفيف ونسخ الأمر بقيام الليل.

 قيل: إن النسخ كان عامًّا، وقيل: إن النسخ كان للأمة دون النبي –صلى الله عليه وسلم-، فلم يزل الوجوب في حقه.

المهم أنه خفف هذا، ثم أتى الأمر بصلاتين؛ صلاة قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها، وهو المشار إليه بقوله –جل وعلا-: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفِيِ النَّهَارِ[هود: 115] طرفا النهار هما صلاة الفجر قبل طلوع الشمس، وصلاة قبل غروبها، وهذه الصلاة استقر الأمر عليها، صلاها النبي –صلى الله عليه وسلم-سنوات متطاولة من بعثته –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وصلاها المؤمنون معه، وهي التي نُقل أنه كان يصلي عند الكعبة –صلى الله عليه وسلم-ويؤذيه أهل مكة، وهي التي كانت يصليها النبي –صلى الله عليه وسلم-فيتسامع بها المشركون، فيؤذونه –صلى الله عليه وسلم-وما إلى ذلك.

بعد هذا الفرض في الصلاة على هذا النحو في صلاتين قبل طلوع الشمس وقبل غروبها جاء فرض الصلوات الخمس في أشرف مقام للنبي –صلى الله عليه وسلم-وهو في ليلة المعراج، وانظر إلى ميزة الصلاة حيث إن الله ـ تعالى ـ لم يجعل فيها واسطة بينه وبين رسوله، بل تولى فرضها بنفسه على النبي صلى الله عليه وسلم.

المقدم:وهل يا شيخ هي الشعيرة الوحيدة؟

الشيخ:نعم هي الشعيرة التي ثبت أن الله تعالى فرضها على النبي –صلى الله عليه وسلم-دون واسطة، وفرضها لأهميتها وحاجة الناس لها، وهذه مسألة مهمة كثير من الناس قد يظن أن فرض الصلاة هو نوع من التكبيل، نوع من العناء، نوع من المشقة، نوع من التكليف الذي لا حاجة لنا إليه، الصلاة نحن بحاجة إليها، ومن رحمة الله بناء فرض علينا الصلاة؛ لأنها صلة بيننا وبينه، فرضها لعظيم منزلتها خمسين صلاة في اليوم والليلة، وهذا يدل على أهميتها وضرورتها للناس، لكن جرت المراجعة بين النبي –صلى الله عليه وسلم-وبين الله تعالى بعد أن قال له موسى:" إن أمتك لا تطيق هذا" كما في حديث أنس وغيره في الصحيحين[صحيح البخاري(349)، ومسلم(163/263)] في قصة عروج النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى مضى الأمر واستقر على أن بقيت خمس صلوات، فقال الله رب العالمين الكريم المنان هي خمس في العدد خمسون في الميزان. وهذا لضرورة الناس لها، وحاجتهم لها، وعظيم الأجر المرتب عليها، ولا يبدَّل القول لدى الله تعالى في العطاء والمن والأجر والفضل، فكان أن مضى ما أثبته من الأجر لخمسين صلاة بخمس صلوات، فاستقرت الفريضة على هذا النحو خمس صلوات، ولما استقر الأمر على هذا بين الله ـ تعالى ـ أوقاتها وشروطها والواجبات فيها بعد ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

هذه الصلوات الخمس ﴿فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ * وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ[الروم: 17-18]

 جمع الله ـ تعالى ـ هذه الخصائص للصلوات الخمس في هذا وفي مثل قوله ـ تعالى ـ: ﴿أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا[الإسراء: 78].

 هذا أيضًا يشير إلى هذه الأوقات الخمسة، لكن بيانها ابتداء وانتهاء وما يتعلق بذلك جاء به جبريل، بعث الله ـ تعالى ـ جبريل إلى النبي –صلى الله عليه وسلم-ليبين له أوقات هذه الصلوات، فصلى به في اليوم الأول في أول وقت كل صلاة، ثم في اليوم الثاني صلى به –صلى الله عليه وسلم-في نهاية وقت كل صلاة أو عند قرب نهاية وقت كل صلاة، وقال: «الصلاة ما بين هذين»[أخرجه أبو داود في سننه(393)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود(417)] أي ما بين هذين الوقتين ابتداء وانتهاء.

المقدم:وهذه مواقيت الصلاة، وهي التي سنتناولها بإذن الله ـ تعالى ـ في حلقات قادمة.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89955 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف