×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / وقفات مع الاستغفار.

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:11350

المقدم: صاحب الفضيلة حديثنا في هذه الحلقة أمرنا الله ـ تعالى ـ به فقلت: استغفروا ربكم، الاستغفار نريد أن نقف مع الاستغفار، هنا أحد الإخوة سأل عنه يا شيخ وعن صيغه شيخنا، مع صيغه ومع أثر الاستغفار حفظكم الله، ثم ندخل إلى سؤاله وهو يا شيخ: هل الإنسان لا يستغفر إلا عندما يستحضر ذنبًا من ذنوبه مثلًا كما يقول الأخ السائل، أم يكفي الشعور العام بالتقصير، حفظكم الله.

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، أحمده حق حمده لا أحصي ثناء عليه كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد...

فالاستغفار هو من أجل العبادات، الناس إليه مضطرون لا غنى بالناس عن الاستغفار؛ لأنه لا يزال الإنسان إما في قصور أو تقصير، يحتاج معه إلى استعتاب واستغفار وتوبة وأوبه إلى الله ـ عز وجل ـ ولهذا يقول الله ـ تعالى ـ: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ[محمد:19]أمره أن يعلم حق الله بأنه لا إله غيره، وأنه المعبود الحق أنه لا معبود حق إلا هو ـ جل وعلا ـ مع أن هذا العلم به تتبدد الذنوب والخطايا فلا إله إلا الله هي ماحية الخطايا والسيئات، فمن قال: لا إله إلا الله كان كافرًا فأسلم حط الله عنه خطاياه، فالإسلام يجب ما كان قبله.

ومن كان أخر كلامه من الدنيا: لا إله إلا الله، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول في الحديث الإلهي حديث أنس:  «يا ابنَ آدمَإنك ما دعَوتَني ورجَوتَني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أُبالي, يا ابنَ آدمَ لو بلغَتْ ذنوبُك عَنانَ السماءِ, ثم استغْفَرْتني, غفرتُ لك, يا ابنَ آدمَ إنك لو أتيتَني بقُرابِ الأرضِ خطايا, ثم لَقِيتَني لا تشركُ بي شيئًا, لأتيتُك بقُرابها مغفرةً»سنن الترمذي (3540)، وسنن الدارمي (2830) فضل من الله ـ عز وجل ـ يبين عظيم فضل هذه الكلمة، مع ذلك يقول الله ـ تعالى ـ: ﴿فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ[محمد:19]فيأمره أن يستغفر لذنبه.

فينبغي للمؤمن أن يحرض وأن يجتهد في طلب الاستغفار وهو عبادة لا تختص بذنب، ولا تقتصر على خطأ بل هو عبادة في كل الأوقات والأحوال، حتى على حال الكمال والاستقامة والصلاة، الإنسان يحتاج إلى أن يستغفر الله ـ عز وجل ـ هذا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أمضى الله له ما كان من خير وفضل، حط الله عنه ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يقول الله ـ جل في علاه ـ: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا[1]لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ[الفتح:1-2]، فمن الله عليه بمغفرة الذنوب المتقدمة والمتأخرة، السابقة واللاحقة، ومع ذلك ماذا يقول له جل في علاه؟

يقول له: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ[1]وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا[2]فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا[النصر]، يأمره الله ـ تعالى ـ بالاستغفار، وهذا في ختم المسار، وفي نهاية الطريق الموصل إلى الهداية والبر والإحسان عندما بلغ البلاغ المبين، وقام بما أمره رب العالمين، يقول له الله ـ عز وجل ـ: ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا[النصر:3]، ما الذي جناه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى يستغفر عليه في حال إذا كنا نقول: لا يكون استغفار إلا بخطأ، إنه قام قومة لم يقومها أحد قبله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد بشره الله بحط الخطايا والسيئات ومع ذلك يأمره بالاستغفار، أي وقد أكرم على الله ـ عز وجل ـ من حجاج بيته؟

هم أكرم الوفود على الله ـ عز وجل ـ ومع ذلك يقول الله ـ عز وجل ـ: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ[198]ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[البقرة:198-199]، من أين أتى هؤلاء؟ هل جاءوا من خطيئة؟ من معصية؟

إنهم جاءوا من الوقوف بعرفة الذي قال فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في يومها: «ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ»صحيح مسلم (1348)ويباهي بهم الملائكة ويدنو ويقول: ما أراد هؤلاء؟، ومع ذلك يقول: ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله، فأمرهم بسؤال المغفرة بعد تلك المواقف العظيمة في عرفة وفي المزدلفة إذا جاءوا إلى منى يستغفرون الله ويكثرون من استغفاره.

نحن في كل صلاة من المكتوبات إذا فرغنا وقلنا: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله، أول مشروع أن يقول: استغفر الله، استغفر الله، استغفر الله. إذًا الاستغفار ليس قرينة الإساءة والتقصير، إنما يكون في كل الأحوال ما منا إلا وله قصور عما يجب من الحقوق لله عز وجل فينبغي أن يشتغل بالاستغفار، أما التقصير وهو الخطأ وهو إما التلبس بمعصية أو الوقوع في ترك واجب هذا أيضًا يستوجب الاستغفار، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبه يفترق الناس الاستغفار هو الفارق بين الناس، فالناس يجمعهم مشترك أنهم يخطئون جميعًا كما قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «كلُّ ابنِ آدمَ خَطاءٌ»سنن الترمذي (2499)، وسنن النسائي (2077)، لكنهم يفترقون في ماذا؟

يفترقون أن منهم من يفيق ويقول: استغفر الله ويتوب إليه، ومنهم من يستمر على الخطأ ويمضي فيه ولا يرجع عنه، «كلُّ ابنِ آدمَ خَطاءٌ وخيرُ الخطائينَ التَّوابونَ»سنن الترمذي (2499)، وسنن النسائي (2077)، إذًا ميز بين الخطائين وكلنا خطاء، ولذلك ينبغي للمؤمن أن يكثر من الاستغفار وأن لا يكون هذا في هامش الأوقات أو في فضلها بل يكون في أصلها، ومن همومه التي ينبغي أن يحصر عليها. لذلك كان من أذكار الصباح والمساء الذكر المعروف بسيد الاستغفار وهو أعلى صيغ الاستغفار صباحًا ومساء.

ففي صحيح الإمام البخاري من حديث شداد ابن أوس ـ رضي الله عنه ـ أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «سَيِّدُ الِاسْتِغْفارِ:اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنا عَبْدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ ووَعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ، أبُوءُ لكَ بنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأَبُوءُ لكَ بذَنْبِي فاغْفِرْ لِي، فإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلَّا أنْتَ، أعُوذُ بكَ مِن شَرِّ ما صَنَعْتُ. إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ - أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ - وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ»صحيح البخاري (6306)عهدك؛ أي ما أخذته على عبادك من أن يعبدوك وحدك لا شريك لك، وما التزمت به من إقامة الحق الذي في عبادة الله من الواجبات وترك المحرمات، وأنا على عهدك أي ما عاهدتك عليه من الطاعة، ووعدك أي مصدق بوعدك وما أعددته لأوليائك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت يعني جهدي وطاقتي، وهذا من رحمة الله؛ لأنه ما في التزام مطلق مفتوح إنما التزام مقيد بالاستطاعة حسب الطاعة.

وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت؛ استعاذة بالله عز وجل من شر السيئات والخطايا، أبوء لك أي أقر وأعترف لك بنعمتك، وأنت المنعم علي كل نعمة صغيرة وكبيرة، أبوء لكي نعمتك علي وأبوء بذنبي أي اقر وأعترف بذنب فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

هذا الذكر المختصر في كلمات العظيم في معانيها إذا وافق اللسان فيه القلب كان من أسباب دخول الجنة، ولذلك قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «إذا قالَ حِينَ يُمْسِي فَماتَ دَخَلَ الجَنَّةَ - أوْ: كانَ مِن أهْلِ الجَنَّةِ - وإذا قالَ حِينَ يُصْبِحُ فَماتَ مِن يَومِهِ مِثْلَهُ»صحيح البخاري (6306) من قالها في صباحه الإنسان لما يستيقظ صباحًا ما فيه خطايا يعني باشرها حتى يستغفر منها، إنما يفتتح يومه بالاستغفار بهذا الذكر العظيم ويرجو فضل الله ـ عز وجل ـ من قالها في نهاره، في الصباح فمات من يومه موقنًا بها دخل الجنة، ومن قالها في ليلة موقنًا بها فمات من ليلته دخل الجنة.

هذا الفضل العظيم والعطاء الجزيل من رب العالمين على هذا الذكر يبين أننا بحاجة إلى الاستغفار، الاستغفار ليس عملية مقرونة بالخطيئة لا شك أنه لما نقع في خطأ نحتاج إلى أن نستغفر، ونحتاج إلى مضاعفة الاستغفار.

المقدم: بدون خطأ يا شيخ، ولا بعض الناس يعتقد أنه لابد من خطأ؟

الشيخ: هو التوبة والاستغفار نوعان: توبة من ذنب واستغفار من ذنب معين، وهذا يباشر ذلك الذنب لكن قد يكون على وجه العموم، هنا أقر ابوء لك بنعمتك علي وأبوء بذنب، هنا مفرد مضاف يفيد العموم يعني بكل ذنوبي ما اذكرها وما لا أذكرها، لكن في مقام الاستغفار يُشرع التفصيل، يُشرع في السؤال أن يعم كل ما يمكن أن يرد على خاطري: اللهم أغفر لي ذنبي كله دقه وجله، صغيره وكبيره، علانيته وسره، اللهم أغفر لي ما قدمت، وما أخرت، وما أعلنت وما أسررت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت، اللهم أغفر لي جدي وهزلي وخطئي وعمدي وكل ذلك عندي.

كل هذا التطويل في الاستغفار في أذكار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يدل على أهمية العموم في الاستغفار، أنه يستغفر من كل ذنب لكن إذا وقع في ذنب معين هنا يستغفر الله من هذا الذنب المعين ولكن لو أنه ند عن باله ذنب معين وقال: يا ربي اغفر لي ما قدمت وما أخرت، فهنا يشمل كل خطيئة ذكرها أو لم يذكرها، لكن لا يشمل ما هو في قلبه غير تائب منه مصرًا عليه، فهذا لا يدخل؛ لأن هو ما طلب المغفرة منه، ما استعتب الله ـ عز وجل ـ فيه، فإذا كان مصرًا على ذنب فهنا يبقى هذا الذنب أنه لم يتب منه، ولم يستغفر منه لأنه لم ينوي التوبة منه.

لكن عمومًا الاستغفار قد يقال ويُقصد معناه، وقد يُقال على وجه الذكر، فإذا قيل وقُصد معناه شمل كل ما يُستغفر منه، فإذا عمه عم، وإذا قاله على وجه الذكر يعني بدون استحضار ذنب ولا إقلاع إنما هو ذكر في لسانه: استغفر الله، استغفر الله، دون أن يستحضر ما يستغفر منه فهذا يكون من الأذكار ويؤجر أجر الذاكرين.

المقدم: والصيغ يا شيخ؟

الشيخ: الصيغ أكملها حديث سيد الاستغفار، وسمي سيد لأنه جمع أكمل ما في الاستغفار من صيغ وهو في حديث شداد ابن أوس في حديث سيد الاستغفار. أما ما بعد ذلك فهو كثير: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم، استغفر الله العظيم وأتوب إليه، وما أشبه ذلك من صيغ الاستغفار الكثيرة.

المقدم: أحسن الله إليكم يا شيخ وجزاكم الله خيرًا.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89960 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف