×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / مرض الوسواس

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:6823

المقدم: مستمعيَّ الكرام ومشاهديَّ الكرام أيضًا الحديث متصل دومًا في هذا البرنامج ربما قدرٌ هكذا في كل حلقة من حلقاته لا تخلو عن مرضٍ اعتبره عصري الحقيقة، وإن كان ليس شائعًا وليس ظاهرةً لكنه مخيف، الوسواس ماذا عن ذلكم الداء العضال الذي بدأ الحقيقية يسري في شبابنا وفتياتنا.

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أنا ظننتك تسأل عن انفلونزا الخنازير.

المقدم: والله صارت أصعب وأثره عظيم جدًا.

الشيخ: صحيح من حيث آثاره ومن حيث تأثيراته أكبر، الحمد لله رب العالمين، الوسواس أولًا هو مرضٌ في الحقيقة نفسي، في أصل تصنيفه من جملة الأمراض هو مرض نفسي، وله مسببات عديدة: منها: ما يكون تهيؤ النفس لقبول هذا المرض، ومنها: ما يكون ناتج عن حدث، ومنها: ما يكون ناتج عن إسراف في تدين أو في إقبال على أمرٍ ما، فالأسباب بغض النظر عنها؛ لأنه نحن ليسنا في مقام التشخيص للأسباب، الأسباب تتعلق بالأفراد، لكن نحن في مقام بيان أن هذا المرض مرض لا بدَّ من معالجته، وأن الإهمال له وترك الحبل على غاربه نوع من الإهمال الذي قد يفضي بموضوع الوسواس إلى التطور والانتشار ليسع دائرة القضايا التي يشملها.

لذلك من المهم أن يبادر الإنسان إلى معالجة الأمر في أقرب وقت، هناك قضايا تتعلق بالوسواس:

أولًا: الوسواس مرض يصيب الناس في نواحي عديدة ليس فقط مما يتصل بالديانة، قد يكون الوسواس في الحياة الزوجية مثلًا المرأة تشك في زوجها أو تأتيها هواجس وأفكار والعكس كذلك، الرجل عنده تردد ووساوس وشكوك وهواجس في ما يتعلق بطهارة زوجته وما أشبه ذلك من الأشياء التي تكون في الحياة الزوجية فقط، وليس فقط في قضية التدين وصلة الإنسان بربه، بل تكون حتى في الأمور الحياتية العادية هل أكلت أو لم أكل؟، هل شربت أو لم أشرب؟

المقدم: هل زوجي طلقني؟

الشيخ:هذه في القضايا الدينية والقضايا التي يترتب عليها أحكام شرعية، لكن أنا مقصودي أن الوسواس لا يرتبط بالديانة؛ لأن من الناس من يربط هذا بالديانة، ارتفاع مستوى التدين، علو مستوى الاستقامة، معنى هذا أنه يرتفع معيار الوسوسة، هذا غلط في الفهم، وليس بصحيح ولا يمت الوسواس للتدين بصلة، إنما الوسواس مرض له عدة أوجه يختلف باختلاف أحوال الناس مثلًا الذي يشتغل صراف ولا يتقن الحساب تجده مثلًا يعد ثم يعد مرة ثانية ثم يعد مرة ثالثة ثم يعد رابعة ثم يدخلها في آلة الفرز ثم يكرر الأمر مرات تلو مرات بناء على هذا المرض وليس له علاقة بتدين.

إذًا إذا كان المرض ليس له علاقة بتدين ينبغي أن نعرف أنه ليس من الديانة ما يفعله الموسوسون من تكرار العبادات، من الإلحاح في طلب السؤال والبحث عنها، من الألم النفسي والشعور بالذنب أنه لم يأتي بالعمل على الوجه المطلوب وما أشبه ذلك من الأشياء التي تقع في مسيرة الموسوسين فيما يتصل بالوساوس الدينية.

الوساوس الدينية نوعان: منها ما يتصل بالعمل ومنها ما يتصل بالاعتقاد، ما في شك أن الذي يتصل بالاعتقاد أخطر من حيث تأثيره على النفس والاضطراب حتى إن بعضهم يصل به الحد إلى أنه يرغب في التخلص من الحياة بأي وجه، وكذلك الوسواس المتصل بالعمل قد يفضي بالإنسان إلى هذا، إلى أن يترك العمل، يعني الذي إذا دخل دورة المياه جلس خمس ساعات حتى يتطهر ويدخل ويخرج، هذا نوع من الجنون وليس هذا ديانة.

النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ لسهولة الأمر كان يتوضأ بالصاع، الصاع هو ملأ اليدين من الماء، عفوًا يتوضأ بالمد وهو ملأ اليدين، وكان يغتسل بالصاع وهو أربع مرات ملأ اليدين المعتدلتين أو خمس مرات، والصاع غلى خمسة أمداد، هكذا كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يفعل في طهره، وفي طهره من الحدث الأكبر.

المقدم: مع وفرة شعره.

الشيخ: مع وفرة شعره وعظم وضخامة أعضائه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ومع هذا لم يكن في هذا نقص في الديانة، بل حقق ما أمر به من الإسباغ الذي جاء فيه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «ألا أدلكم على ما يمحو به الله الخطايا ويرفع الدرجات كثرة الخطى إلى المساجد وإسباغ الوضوء على المكاره وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط»صحيح مسلم (251).

المقدم: أيضًا كان يأتي بالسنن ـ عليه الصلاة والسلام ـ سنن الوضوء.

الشيخ: ويأتي بالسنن ويكرر ثلاثًا، المقصود أنه إذا كانت هذه حال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو أتقى الأمة وأخشاها وأعلمها علمنا أن ما يفعله الموسوس من أنه يغسل يده ثم يرجع ويغسل الثانية ثم يدخل ويخرج ويفعل ويشك هل وصل أو ما وصل؟ ويبحث عن ما بين الأظافر يبحث عنه، هذا كله ليس من الديانة، هذا مرض.

طيب إذا كان مرضًا هل علاجه عند العلماء؟ وهذا سؤال يطرح، هل علاج هذا عند العلماء؟ الجواب: لا، القضية ليست علمية، القضية نفسية وبالتالي العلماء يوجهون توجيه عام كما نفعل الآن نتكلم مثلًا ونقول: الوسواس علاجه من جهتين: من جهة دينية اللجأ إلى الله تعالى، الدعاء، الاستعاذة بالله ـ تعالى ـ من الشيطان وما أشبه ذلك من الأسباب التي ترجع كلها إلى أن يحسن الإنسان صلته بالله ـ تعالى ـ ويسأله دفع البلاء.

الجانب الثاني: وهو ما يتعلق بالعلاج البدني أو العلاج النفسي وهذا فيما يتصل بالمختصين في الطب النفسي ومراجعتهم ليست عيبًا ولا نقصًا في حال الإنسان؛ لأن الأمراض النفسية كالأمراض العضوية يعني هل يعاب يا شيخ ناصر إنسان جاءته زكمة أو جاءه مثلًا حمة وسخونة، هل هذا نقص فيه؟، كذلك الأمراض النفسية مثلها تمامًا ليست عيبًا يعاب به الإنسان وليس كون الإنسان مريضًا نفسيًا أنه يعني مجنون هناك معلوم أن الأمراض النفسية كالأمراض البدنية، كما أنه في الأمراض البدنية ما يفضي إلى الموت كالسرطان المتقدم وكأنواع خطيرة من الأمراض كذلك الأمراض النفسية هي درجات ومراتب، فينبغي حسن التعامل مع هذا المرض حتى الإنسان يستطيع أن يخرج من المأزق.

المقدم: عفوًا هل يقال من وصلت به الحال إلى الوسواس القهري لا حلها إلا طبيب نفسي هل نقول له: يجب عليك أن تذهب إلى الطبيب النفسي وتعالج نفسك؛ لأنه يترتب عليه أداء بعض الواجبات؟

الشيخ: نعم يجب عليه.

المقدم: وإذا ترك العلاج يأثم؟

الشيخ: يجب عليه أن يبذل السبب للمعالجة، لكن لا نوجب عليه طبيبًا معينًا أو طريقة معينة.

المقدم: لكن علاجه طبي.

الشيخ: لا بدَّ أن يبذل سببًا العلاج الطبي عدم إيجاب الذهاب إلى العلاج الطبي أنه لا نتحقق النتيجة، يعني الأمراض تنقسم إلى ثلاثة أقسام مرض علاجه أو الأدوية تنقسم إلى ثلاثة أقسام علاج موهوم وعلاج مظنون وعلاج متحقق النفع من حيث نتيجته، فمثلًا إنسان قيل له إن فيك آكلة ولا بدَّ من بتر العضو هذا وإلا فسد أهلك، هنا هذا العلاج متحقق النفع وهو ضروري ونتيجته واضحة في عدم سريان الآفة إلى بقية البدن.

هناك علاج مظنون وهو غالب العلاجات أنه قد تؤدي إلى النتيجة فيشفى الإنسان وقد لا تأتي بنتيجة، فهذا غالب الأدوية، والعلاج النفي هو من العلاج المظنون، هناك علاج مظنون وهو القسم الثالث الذي يحظر ويمنع من أخذه، فليس في الطب النفسي في ما أعلم شيء مؤكد النتيجة قاطع ولذلك لا نقول يجب، لكن يجب عليه المعالجة في الجملة، لكن لا نلزمه بطريقٍ معين، خلاصة الأمر أنه من بلي بشيء من هذه الأمراض أن يبادر للمعالجة، لا يربطها بالديانة فليس ذلك علامة على قوة التدين ولا سلامة التدين، ثم إنه المرض عرضة يتعرضه، عرضة للإصابة به كل أحد، ليس هناك معصوم من أن يصاب بهذا المرض، فينبغي له أن يبذل السبب للنجاة، وأسأل الله ـ تعالى ـ أن يكشف ضر المستضرين.

المقدم: نسأل الله ـ تعالى ـ أن يكشف عنا وعنكم مشاهدينا الكرام.

المادة السابقة

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89946 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86962 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف