×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / فادعوه بها-2 / الحلقة(17) من برنامج(فادعوه بها2) علام الغيوب

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:2520

الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، كما يحب ربنا ويرضى، أحمده -جل في علاه- لا أحصي ثناء عليه هو كما أثنى على نفسه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد....

فأهلًا وسهلًا ومرحبًا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم ]فادعوه بها[، من أسماء الله -عز وجل- التي سمى الله بها نفسه في كتابه، وفي سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: [العالم، العليم، علام الغيوب]، وكلها أسماءً تدل على أنه تعالى لا يجهل؛ بل هو الذي كمل في إحاطته بما يكون من شأن عباده، وبالتأكيد أن وصف [العلم] وصف مدح وثناء؛ لذلك إذا وصف الإنسان بأنه "عالم" فرح، وسر بذلك، وإذا وصف "بالجهل" وجد نقصًا، ووجد غضاضة في هذا الوصف، مع كون علم الإنسان مهما عظم، وكبر لا يمثل شيئًا يسيرًا من علم الله عز وجل، فالله تعالى يقول: ﴿وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ[البقرة:255]، فعلمه -جل في علاه- عظيم، جليل، واسع، محيط، لا يقدر الخلق قدره.

أحاط بالظواهر والبواطن، أحاط بالغيب والشهادة، بالسر والإعلان، سبحانه وبحمده لا يخفى عليه شيئ من عباده، وهو العليم بما يوسوس عبده في نفسه من غير نطق الإنسان؛ بل يستوي في علمه الداني مع القاصي، وذو الإسرار والإعلان جل في علاه.

إن علم الله تعالى عظيم لذلك لما أراد أن يوصف الخبر علمه وعلم موسى في علم الله، لم يجد مثالًا لتقريب ضآلة هذا العلم، وأنه لا يمثل شيئًا في علم الله تعالى إلا أن قال له لما رأى طيرًا في الماء يأخذ بمنقاره الماء قال: "ما علمي يا موسي؟ ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر"[صحيح البخاري:122] إنه شيئ يسير لا يذكر، وهو من الله مستمد: ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ[4]عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ[العلق4-5].

 علم الله تعالى الذي أحاط بكل شيء على أوجه: جاء إثباته في كتابه سابقًا للأشياء قبل كونها، فالمرتبة الأولى من مراتب العلم علم التقديرالذي كان قبل خلق الخلق، وقبل الكتابة، وهو مفتاح ما سيصير، ومن ذلك قوله -جل وعلا-: ﴿وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا[الأعراف:89]، فكل أمور الغيب قدرها الله في الأزل، ومفتاحها عنده، وعنده -جل وعلا- علمها، كما قال -جل في علاه-: ﴿إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ[لقمان:34].

هذا العلم السابق الأزلي الذي يثبت لله عز وجل؛ حتى قبل أن يقضي الله -عز وجل- بأن ذلك العلم يُكتب، ثم أن علمه أيضًا أحاط بما كُتب في اللوح المحفوظ، فقد كتب الله تعالى كل شيء، كما قال -جل في علاه-: ﴿مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ[الحديد:22]، وقال -جل وعلا-: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ[الحج:70].

 فقد كتب الله تعالى في اللوح كل شيء، وذاك المكتوب في اللوح هو علمه جل في علاه؛ فالله كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة، والمخلوقات في اللوح قبل إنشائها عبارة عن كلمات، وتنفيذ ما في هذا اللوح من أحكام تتضمنها تلك الكلمات هو بمشيئة الله عز وجل؛ وقوعًا، ووقتًا، وزمانًا، وحالا، فالله على كل شيئ قدير، وهو بكل شيئ عليم سبحانه وبحمده، هذه هي المرتبة الثانية من مراتب العلم التي دلت عليها النصوص.

أما المرتبة الثالثة من مراتب العلم التي جاء في كلام الله تعالى إثباتها؛ هو علمه جل في علاه بالشيء حال كونه، وزمن تنفيذه، ووقت خلقه وتصنيعه، ذكر الله ذلك في مواضع من كتابه منها يقول تعالى: ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ[9]عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ[الرعد8-9]، الله أكبر، ما أجل قدر الله في علاه في قلوب أوليائه الذين يدركون مثل هذه المعاني: ﴿اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى[الرعد:8] من بني آدم ومن غيرهم؛ فهو الذي يعلم ما في الأرحام، وما تغيض الأرحام، وما تزداد حال تحولها، وزيادتها، ونقصها يعلمه جل في علاه.

وكل شيئ عنده بمقدار فلا يخرج شيئ عن تقديره، ولا عن الحد الذي جعله جل في علاه، ثم عاد تقرير العلم بقوله: ﴿عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ[الرعد:9]، فلا يخرج عن علمه غيب مستتر، ولا شهادة منظورة [مشهودة]؛ بل كل ذلك في علمه جل في علاه.

ومما يندرج تحت هذا النوع من العلم؛ وهو العلم بالأشياء وقت حدوثها، وزمن حصولها، يقول -جل وعلا-: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ[سبأ:2] أي ما يدخل فيها، يقول تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ[سبأ:2] كل ذلك وقت حصوله، فهو يعلمه -جل وعلا-: ﴿وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا[سبأ:2]، ما ينزل من السماء من الوحي، ومن الأقضية، والأقدار، ومن الملائكة، وسائر ما ينزل من السماء، حتى عدد القَطر يعلمه في علاه، عدد قَطر المطر يعلمه رب الأرض والسماء جل وعلا سبحانه وبحمده.

فهو داخل في قوله -سبحانه وبحمده-: ﴿وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا[سبأ:2]، أي ما يصعد فيها: ﴿وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ[سبأ:2]، مع سعة علمه بعبادة، وما يكون من تقصيرهم، وإساءتهم، إلا أنه هو الرحيم الغفور.

المرتبة الرابعة من مراتب العلم بالله عز وجل، أو العلم الثابت لله عز وجل: علمه بالشيء بعد كونه، بعد حدوثه، بعد وقوعه، بعد تخليقه، وهو -جل وعلا- محيط بما يكون من الخلق بعد وجود أعمالهم، كما قال تعالى: ﴿وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ[الأنعام:59] أي جميع ما في البر، حتى عدد الرمل، حتى عدد أوراق الأشجار، حتى عدد النباتات، حتى عدد الإنس، كل ما في البر يعلمه الله جل وعلا ظاهرًا كان أو مستترًا، في ليل أو في نهار، حتى دبيب النمل يعلمه جل في علاه سبحانه وبحمده.

 ﴿وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ[الأنعام:59]، هذه البحار العوالم العجيبة الغريبة الضخمة الكبيرة يعلم ما فيها على وجه التفصيل حتى عدد رمل البحار، عدد الأسماك، عدد ما فيه من الكنوز، والمودعات كل ذلك في علم الله جل في علاه، فهو الذي خلق ذلك، وهو الذي أحاط به: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[الملك:14]، سبحانه حاشاه أن يكون جاهلاً، أو أن لا يكون عالمًا بما في خلقه -سبحانه وبحمده-: ﴿أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[الملك:14].

 إن الله تعالى يعلم كل ذلك، كما قال سبحانه: ﴿وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا﴾[الأنعام:59]، وقت سقوطها: ﴿وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ[الأنعام:59]، فهو علم موثق، علم مقيد، علم مكتوب، وليس علمًا مطلقًا لا زمام له ولا خطام؛ بل هو مكتوب كتبه الله تعالى، وأحاط به جل في علاه كتابة، وكان ذلك عليه يسيرًا.

إن الله تعالى يعلم الأشياء قبل وقوعها، كما ذكر -جل وعلا-: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ[الأنعام:60]، هذا العلم بالأشياء التي لم تقع، كيف سيكون وقوعها﴿ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمًّى ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ[الأنعام:60]، هذا علمه بالأشياء بعد انقضائها، وبعد فراغها، وما سيكون أيضًا في مستقبل الأحوال، فتضمنت هذه الآية ذكر آخر مراتب العلم التي دلت عليها نصوص، وهو علمه بالأحداث بعد وقوعها بعد الفراغ منها، بعد انتهاء العباد منها، كما قال تعالى: ﴿قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَعِنْدَنَا كِتَابٌ﴾[ق:4]، أي مكتوب: ﴿حَفِيظٌ[ق:4]، أي محفوظ عن أن يزاد فيه، أو ينقص منه، أو يختل ما تضمنه.

وقد قال الله تعالى في إثبات علمه بالحوادث بعد وقوعها، والفراغ منها: ﴿أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ[التوبة:78]، فالله -عز وجل- عالم بما كان قبل وقوعه، قبل أن يقع، عالم بما كان بعد وقوعه، وما هو كائن يعني في الحاضر، وما سيكون في المستقبل يعني من الحوادث والوقائع، فشمل علمه الماضيات، والحاضرات، والمستقبلات، ولذلك كان من كلام الأئمة أنه: "يعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون، فإنه قد أحاط بكل شيئ علمًا سبحانه وبحمده.

علم الله بهذه المراتب كلها دلت عليها النصوص في كلام الله عز وجل، وفي سنة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وهو تصديق لما ذكره الله جل في علاه، وما أخبر به سبحانه وبحمده من أن علمه وسع كل شيء؛ فلا خروج لشيء من الأشياء عن علمه -سبحانه وبحمده-:﴿وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا[غافر:7]، وقد قال -جل وعلا-: ﴿إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا[طه:98].

 بهذا ينبغي أن يعلم أن صفة [العلم] أوسع الصفات تعلقًا؛ فهي متعلقة بما كان، وما يكون، وما سيكون، وما لم يكن كيف يكون لو حصل وقدره الله عز وجل، هذا من حيث الزمان، ومن حيث الوقوع، ومن حيث الإمكان؛ لكن أن حتى الواقع يعلمه الله تعالى قبل أن يكون، وبعد أن كان مكتوبًا في اللوح المحفوظ، وحين وقوعهِ، ويعلمه أيضًا -جل في علاه- بعد وقوعه، فقد أحاط علمه بالكائنات إحاطةً تامة، فصدق قول الله -جل في علاه-: ﴿وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا[غافر:7].

اللهم ألهمنا رشدنا، وقِنا شر أنفسنا، أعِنا على طاعتك، واصرف عنا معصيتك، وارزقنا القيام بحقك، وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم [فادعوه بها]. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89948 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86962 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف