×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحابه أجمعين، ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: "وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حق صاحبها، فإن كانت مالا أو نحوه رده إليه، وإن كانت حد قذف أو نحوه مكنه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحله منها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي"

أما بعد

-نوع منها يتعلق بحق الله تعالى، فهذه ليس بينك وبين الله تعالى حجاب فيها.

-نوع يتعلق بحقوق الخلق من دم أو عرض أو مال.

أما فيما يتعلق بالتوبة من حقوق الله تعالى، فإن الشروط العامة للتوبة ثلاثة: الندم والإقلاع والعزم على عدم العودة، هذا هو الأصل، ولكن قد توجد لوازم وتكميلات تقتضيها التوبة، من قضاء أو إعادة أو جزاء كالكفارات في المحظورات وترك الواجبات.

أما فيما يتعلق بالتوبة من حقوق العباد، فهذه لا بد فيها من شرط رابع، ألا وهو: البراءة والاستحلال والاستباحة ممن وقع المساس بدمه أو عرضه أو ماله، والأصل في هذا قول الله تعالى: {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} +++النساء: 58--- ، أي أن تؤدوا الحقوق إلى أهلها، فإذا وقع ظلم بأحد فإن أداء الحق إليه، يكون برفع الظلم عنه واستباحته منه؛ ولذلك جاء في صحيح الإمام البخاري من طريق سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من كانت له مظلمة لأحد من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم)) +++ أخرجه البخاري (2449).--- ، أي فليتحلله من تلك المظلمة في الدنيا قبل الآخرة، والقصاص في الآخرة لا يكون بالدينار والدرهم، يقول صلى الله عليه وسلم: ((إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات، أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه)) فالاقتصاص يوم القيامة، يكون بالحسنات والسيئات، فهذا يدل على أن حقوق العباد لا تسقط بمجرد التوبة، بل لا بد من الاستباحة والاستحلال، إذا كان ذلك ممكنا.

فمن اغتاب شخصا، فليتحلل من حق الله عز وجل بالندم والإقلاع والعزم على عدم العودة، أما في حق من اغتابه من الخلق، فيلزم استحلاله، بأن تبين له ما قلته في حقه، ويلزم أن يكون بيانك واضحا، تبين فيه حقيقة الأمر، فإن الاستباحة لا تحصل على وجه الكمال في قول جماعة من أهل العلم، إلا بالبيان الواضح لما فعلته، حتى لا يتوهم أنه شيء قليل، ولكن لا تكون الاستباحة لازمة، إذا خشي أن تؤدي إلى مفسدة أعظم، وهنا ينبغي للتائب أن يستكثر من العمل الصالح حتى إذا اقتص منه يوم القيامة وجد عنده من الحسنات ما يفي بحق صاحبه، وأن يحسن معاملة غريمه بما يستطيع من صور الإحسان إليه، سواء بالدعاء له، أو بأن يذكره بين الناس بما يعلمه عنه من الخير، حتى يكون مكافئا لما كان منه من إساءة وتنقص في عرضه.

وقد ورد في الحديث الصحيح، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول ما يقضى بين الناس في الدماء)) +++ أخرجه البخاري (6864) ومسلم (4475).--- ، وهو لا يتعارض مع حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة صلاته)) +++ أخرجه النسائي (466) وابن ماجه (1426) مسند الإمام أحمد (7889).--- لأن الأول محمول على ما يتعلق بمعاملات الخلق، والثاني فيما يتعلق بعبادة الخالق، وقد جمع النسائي في روايته في حديث ابن مسعود بين الخيرين ولفظه: ((أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء)) +++ سنن النسائي (3991).---  ثم يقضى في آخر ما يقضى بين الناس، في المظالم التي تكون بينهم، كما في الصحيح من حديث أبي سعيد: ((يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هذبوا ونقوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا.)) +++ أخرجه البخاري (6535).---

ومما يثير العجب رغم ذلك، أن بعض الناس يتوقى في حقوق الله، وهذا حسن جميل، لكنه يتخوض ويتورط في حقوق الناس، فلا يبالي بأعراضهم ولا بأموالهم ولا بدمائهم.

المشاهدات:11024

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحابه أجمعين، ومن اتَّبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في كتابه رياض الصالحين: "وإن كانت المعصية تتعلَّق بآدميِّ فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من حقّ صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه ردَّه إليه، وإن كانت حد قذف أو نحوه مكنّه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غِيبةً استحلَّه منها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها صحَّت توبته عند أهل الحقِّ من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي"

أما بعد

-نوعٌ منها يتعلق بحقِّ الله تعالى، فهذه ليس بينك وبين الله تعالى حجاب فيها.

-نوع يتعلّق بحقوق الخلق من دمٍ أو عرضٍ أو مال.

أمَّا فيما يتعلّق بالتّوبة من حقوق الله تعالى، فإنّ الشُّروط العامّة للتوبة ثلاثة: النَّدم والإقلاع والعزم على عدم العودة، هذا هو الأصل، ولكن قد توجد لوازم وتكميلات تقتضيها التوبةُ، من قضاءٍ أو إعادةٍ أو جزاءٍ كالكفارات في المحظورات وترك الواجبات.

أما فيما يتعلّق بالتوبة من حقوق العباد، فهذه لا بدّ فيها من شرطٍ رابع، ألا وهو: البراءة والاستحلال والاستباحة ممن وقع المساس بدمه أو عرضه أو ماله، والأصل في هذا قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} النساء: 58 ، أي أن تؤدوا الحقوق إلى أهلها، فإذا وقع ظلمٌ بأحدٍ فإنّ أداء الحق إليه، يكون برفع الظُّلم عنه واستباحته منه؛ ولذلك جاء في صحيح الإمام البخاري من طريق سعيد المقبريِّ، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ النَّبيَّ صلَّى الله عليه وسلم قال: ((من كانت له مظلمةٌ لأحدٍ من عرضه أو شيء، فليتحلَّلهُ منه اليومَ، قبل أن لا يكون دينارٌ ولا درهم)) أخرجه البخاري (2449). ، أي فليتحلّله من تلك المظلمة في الدُّنيا قبل الآخرة، والقصاص في الآخرة لا يكون بالدّينار والدّرهم، يقول صلى الله عليه وسلم: ((إن كان له عملٌ صالح أُخِذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسناتٌ، أُخِذ من سيِّئات صاحبه فحُمِل عليه)) فالاقتصاص يوم القيامة، يكون بالحسنات والسَّيِّئات، فهذا يدلّ على أنّ حقوق العباد لا تسقُط بمجرَّد التَّوبة، بل لا بدَّ من الاستباحة والاستحلال، إذا كان ذلك ممكناً.

فمن اغتاب شخصاً، فليتحلّل من حقِّ الله عزّ وجلّ بالندم والإقلاع والعزم على عدم العودة، أمّا في حقّ من اغتابه من الخلق، فيلزم استحلاله، بأن تبيّن له ما قلته في حقّه، ويلزم أن يكون بيانك واضحاً، تُبيّن فيه حقيقة الأمر، فإنّ الاستباحة لا تحصل على وجه الكمال في قول جماعة من أهل العلم، إلا بالبيان الواضح لما فعلته، حتى لا يتوهم أنه شيء قليل، ولكن لا تكون الاستباحة لازمةً، إذا خُشي أن تؤدي إلى مفسدة أعظم، وهنا ينبغي للتائب أن يستكثر من العمل الصالح حتى إذا اقُتصَّ منه يوم القيامة وُجد عنده من الحسنات ما يفي بحقِّ صاحبه، وأن يُحسن معاملة غريمه بما يستطيع من صور الإحسان إليه، سواء بالدعاء له، أو بأن يذكره بين الناس بما يعلمه عنه من الخير، حتى يكون مكافئاً لما كان منه من إساءة وتنقُّص في عرضه.

وقد ورد في الحديث الصحيح، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أول ما يقضى بين الناس في الدماء)) أخرجه البخاري (6864) ومسلم (4475). ، وهو لا يتعارض مع حديث أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ أوَّلَ ما يُحاسب به العبد يوم القيامة صلاته)) أخرجه النسائي (466) وابن ماجه (1426) مسند الإمام أحمد (7889). لأنَّ الأول محمول على ما يتعلق بمعاملات الخلق، والثاني فيما يتعلق بعبادة الخالق، وقد جمع النسائي في روايته في حديث ابن مسعود بين الخيرين ولفظه: ((أول ما يحاسب به العبد الصلاة وأول ما يقضى بين الناس في الدماء)) سنن النسائي (3991).  ثم يُقضى في آخر ما يقضى بين الناس، في المظالم التي تكون بينهم، كما في الصحيح من حديث أبي سعيد: ((يخلص المؤمنون من النار، فيُحبسون على قنطرةٍ بين الجنة والنار، فيُقصُّ لبعضهم من بعض مظالمَ كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالَّذي نفسُ محمَّدٍ بيده، لأحدُهم أهدى بمنزله في الجنَّة منه بمنزله كان في الدنيا.)) أخرجه البخاري (6535).

وممّا يُثير العجب رغم ذلك، أنَّ بعض الناس يتوقَّى في حقوق الله، وهذا حسنٌ جميل، لكنه يتخوَّض ويتورط في حقوق الناس، فلا يُبالي بأعراضهم ولا بأموالهم ولا بدمائهم.

المادة السابقة

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89946 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86962 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف