السؤال:
هل يجوز للمرأة كشف وجهها إذا سافرت لدولة أوروبية؟
الجواب:
يفهم من السؤال أن الأخت ترى وجوب ستر وجهها، وإذا كان كذلك فيجب عليها أن تستر وجهها في بلادها وفي غيرها، فلا فرق، لكن إن كان في ستر وجهها في أي مكان، سواء في بلادها أو في غيرها، يترتب عليه مفسدة ومضرة، أو أذى، أو تقتضي الحاجة للكشف، فلا حرج عند ذلك بقدر ما تندفع به الضرورة والحاجة، مقدارًا وزمانًا.
لكن أنا أشير إلى عدم الاستعجال في الكشف؛ لأن الواقع أن كثيرًا من المنتقبات والمحتجبات، يذهبن ولا يجدن مضايقة.
والقانون المطبق في فرنسا الآن مثلا، أنه يغرم المنقبة، فهذا له جانبان: أنا أدعو كل من له قدرة من الحكومات، ومن المنظمات الإسلامية أن تتدخل في الموضوع؛ لأن القضية لا تتعلق بالنقاب، والخلاف فيه، وهل هو واجب أم لا؟ بل تتعلق بالتضييق على أهل الإسلام، بدليل تسامحهم مع التفسخ والعري، تحت مزاعم الحرية الشخصية، وفي جانب شعائر الإسلام لا نرى إلا المحاصرة والتضييق، وتخترع الإشكاليات الكبرى الكثيرة؛ بزعم الحفاظ على الأمن! ولا شك أن هناك محاولة لمحاصرة الإسلام، الذي انتشر في أوروبا انتشارًا كبيرًا، رغم ما يمارسه كثير من المعادون له من تشويه، وصد عن سبيل الله، بشتى الوسائل، ومع ذلك فهناك انتشار هائل للإسلام، وواضح جدًّا، يشكِّل بالنسبة لهم خطرًا، فبالتالي يستحدثون مثل هذه الأنظمة؛ لمضايقة للجالية الإسلامية، والحد من انتشار الإسلام في تلك البلاد، أنا رأيتهم يلبسون ألبسة تستغرب كيف يلبسها هؤلاء؟! خارجة عن أعرافهم، كهؤلاء الذين يلبسون لبس الوثنيين البوذيين، ولا أحد يعترضهم، ولا أحد يقف في طريقهم، العجيب أنه في فنادق ألمانيا في غرف الفنادق التي رأيتها، وسألت عن بقيه الفنادق، يوضع مع الإنجيل، وهو كتاب الديانة النصرانية السائدة في البلد، ويوضع معه كتاب البوذية؛ لأن هناك حضورًا لهذه الفئة، فهي تطالب وتضغط، حتى تحقق ما تريد، فعلى الجالية الإسلامية أن تبذل جهدها في أن تكون فاعلة في المجتمع، لا أن تكون عبئًا على المجتمع، وأن لا تكون سلبية، بل يجب أن تكون جزءًا من نسيج المجتمع، الذي يبني ويطور، ويفرض ما عنده من حق، ويقدم ما عنده من رؤى، ويحمي أيضًا حقوق الأقلية المسلمة، والله أعلم.