×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

 

عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عجبا لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)) +++ صحيح مسلم (2999).---

مقدمة:

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد.

(كل إنسان فإنه في قضاء الله وقدره بين أمرين: إما سراء وإما ضراء، والناس في هذه الإصابة ينقسمون إلى قسمين: مؤمن وغير مؤمن) +++ شرح رياض الصالحين (ص: 32).--- وهذا الحديث يبين شأن المؤمن عند قضاء الله وقدره، سواء بالسراء أو بالضراء.

معنى الحديث:

*قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عجبا لأمر المؤمن)): أي إنني أعجب لأمر المؤمن عجبا، و(إنما يتعجب الآدمي من الشيء إذا عظم موقعه عنده، وخفي عليه سببه) +++ النهاية في غريب الأثر (3/ 403).--- ، وذلك إنما يكون على سبيل الاستحسان والاستعظام للشأن الذي هو موضع العجب.

والمقصود بالمؤمن في هذا الحديث، كل مسلم متصف بخصال الإيمان، ففي الحديث بشارة لكل مؤمن، وحفز لكل مسلم على تحقيق مقام الإيمان.

*قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أمره كله له خير)): أي كل شأن من شؤونه، فإنه يكون كله خيرا له، وبذلك يتبين سبب العجب من أمر المؤمن، والذي يتمثل في إيمانه، فكلما زاد إيمان المؤمن، كان كل قضاء يقضيه الله تعالى له خيرا في الأولى والآخرة.

فالقضاء الذي يقضيه الله تعالى على عبده، قد يكون من باب ما يحقق للمرء السعادة في الدنيا، أو قد يكون من باب ما يسبب له الشقاء، فهذا كله لا يكون إذا وقع بالمؤمن إلا خيرا.

*قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)):

أي أن هذا المقام الذي يثير بالغ العجب والاستحسان، لا يكون إلا للمؤمن، فهو وحده الذي يستحقه، وذلك بسبب إيمانه بالله تعالى، وفي ذلك مزيد من الحفز للمسلم حتى يتحقق بخصال الإيمان، فيكون سموه وسموقه وثباته في هذا المقام، بحسب تدرجه في مقامات الإيمان.

وقوله صلى الله عليه وسلم : ((وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن)): يخرج به الكافر، بيد أنه يتحقق للمؤمن بحسب تدرجه في مدارج الإيمان.

*قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له،))

أي: (إن أصابته سراء من نعمة دينية كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية كالمال والبنين والأهل، شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل، فيشكر الله فيكون خيرا له، ويكون عليه نعمتان نعمة الدين ونعمة الدنيا، نعمة الدنيا بالسراء ونعمة الدين بالشكر، هذه حال المؤمن) +++ شرح رياض الصالحين (1/32).---

وشكره لله عز وجل، بالقلب معرفة للنعمة واستعظاما لها، ويكون باللسان ثناء على الله عز وجل وتمجيدا، كما يكون بالجوارح تسخيرا للنعمة فيما يرضي الله ورسوله، وذلك كما يقول الشاعر:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة... يدي ولساني والضمير المحجبا

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فكان خيرا له)) أي: أن شكر المؤمن ربه، خير له من السراء التي نالها، لكون ثوابه ثوابا أخرويا، إضافة إلى الثواب الدنيوي الذي يكون بالبركة والزيادة، كما قال تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم} +++إبراهيم: 7--- .

هذا فيما يتعلق بأمر المؤمن إذا أصابته السراء، كيف يستقبلها، وماذا يحصل له بسبب ذلك. 

*قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له)): هذا هو الشق الثاني مما يقدره الله على عباده من الأقدار، ألا وهو الابتلاء بالضراء، فالمؤمن إن نزل به ما يضره ويكرهه في نفسه أو في ولده أو في أهله أو في ماله أو في بلده أو فيمن يحب، كان خلقه الصبر، والصبر هو : حبس النفس عن الجزع، وهذا أدنى مراتبه، أي أن يصبر على الأقدار المؤلمة التي يكرهها، وهذا واجب، والإنسان لا بد أن يصيبه في الدنيا من ألوان البلاء المستكره، مصدقا لقوله تعالى: { لقد خلقنا الإنسان في كبد (4) } +++البلد: 4، 5---  ، ولا ينفع في مواجهة المكروهات إلا الصبر؛ فإنه يخففها ويهون أمرها، بل ويقلبها أجرا وزيادة في الخير، فلذا يكون الابتلاء المكروه خيرا للمؤمن، ولا يكون المكروه في ذاته خيرا، إنما يكون الخير عاقبة للصبر على هذا المكروه، وبقدر ما يكون من الصبر عليه.

من فوائد الحديث:

-بيان الأثر العجيب للإيمان في حياة الإنسان، إذ يزيد آثار النعم، حتى يمتد عطاؤها للآخرة، ويدفع النقم ويخفف أثرها، فتكون عاقبتها نعمة على الإنسان في الدنيا والآخرة.

-تنبيه الإنسان المؤمن إلى أن كل ما ينزل به من قضاء، فإما أن يكون ابتلاء بالسراء وإما أن يكون ابتلاء بالضراء، وأن كلاهما يستلزم العبودية المناسبة له، فعبودية السراء هي الشكر، وعبودية الضراء هي الصبر، يقول ابن القيم: (الصبر نصف الدين، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر، قال تعالى: {إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور (5) } +++إبراهيم: 5--- ) +++ طريق الهجرتين وباب السعادتين (1/399).--- ، فسلوك الإنسان المؤمن لدى كل أمر، يدور ما بين الشكر والصبر.

  

المشاهدات:6982

 

عن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيراً له)) صحيح مسلم (2999).

مقدمة:

الحمد لله ربِّ العالمين، وأصلّي وأسلّم على المبعوث رحمةً للعالمين، نبيِّنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد.

(كلُّ إنسان فإنَّه في قضاء الله وقدره بين أمرين: إما سراء وإما ضراء، والناس في هذه الإصابة ينقسمون إلى قسمين: مؤمن وغير مؤمن) شرح رياض الصالحين (ص: 32). وهذا الحديث يُبيّن شأن المؤمن عند قضاء الله وقدره، سواء بالسراء أو بالضرّاء.

معنى الحديث:

*قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((عجباً لأمر المؤمن)): أي إنّني أعجب لأمر المؤمن عجباً، و(إنما يتعجب الآدَمِيُّ من الشَّيء إذا عَظُم مَوقعُه عنده، وخَفِيَ عليه سَبَبه) النهاية في غريب الأثر (3/ 403). ، وذلك إنما يكون على سبيل الاستحسان والاستعظام للشأن الّذي هو موضعُ العجب.

والمقصود بالمؤمن في هذا الحديث، كلّ مسلم متّصف بخصال الإيمان، ففي الحديث بشارة لكلّ مؤمن، وحفزٌ لكل مسلم على تحقيق مقام الإيمان.

*قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إنَّ أمره كلَّه له خير)): أي كلّ شأن من شؤونه، فإنه يكون كلّه خيراً له، وبذلك يتبيّن سببُ العجب من أمر المؤمن، والذي يتمثّل في إيمانه، فكلما زاد إيمانُ المؤمن، كان كلُّ قضاءٍ يقضيه الله تعالى له خيراً في الأولى والآخرة.

فالقضاء الذي يقضيه الله تعالى على عبده، قد يكون من باب ما يحقّق للمرء السعادة في الدنيا، أو قد يكون من باب ما يُسبّب له الشقاء، فهذا كلُّه لا يكون إذا وقع بالمؤمن إلا خيراً.

*قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن)):

أي أنّ هذا المقام الّذي يُثير بالغ العجب والاستحسان، لا يكون إلا للمؤمن، فهو وحده الذي يستحقّه، وذلك بسبب إيمانه بالله تعالى، وفي ذلك مزيد من الحفز للمسلم حتى يتحقّق بخصال الإيمان، فيكون سموُّه وسموقه وثباته في هذا المقام، بحسب تدرُّجه في مقامات الإيمان.

وقولُه صلى الله عليه وسلم : ((وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن)): يخرج به الكافر، بيد أنّه يتحقَّق للمؤمن بحسب تدرّجه في مدارج الإيمان.

*قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له،))

أي: (إن أصابته سرَّاء من نعمة دينية كالعلم والعمل الصالح، ونعمة دنيوية كالمال والبنين والأهل، شكر الله، وذلك بالقيام بطاعة الله عز وجل، فيشكر الله فيكون خيراً له، ويكون عليه نعمتان نعمة الدين ونعمة الدنيا، نعمة الدنيا بالسراء ونعمة الدين بالشكر، هذه حال المؤمن) شرح رياض الصالحين (1/32).

وشكره لله عز وجلّ، بالقلب معرفةً للنعمة واستعظاماً لها، ويكون باللسان ثناءً على الله عز وجل وتمجيداً، كما يكون بالجوارح تسخيراً للنعمة فيما يرضي الله ورسوله، وذلك كما يقول الشاعر:

أفادتكم النعماء مني ثلاثة... يدي ولساني والضَّمير المحجَّبا

وقوله صلى الله عليه وسلم: ((فكان خيراً له)) أي: أنَّ شكر المؤمن ربّه، خيرٌ له من السراء التي نالها، لكون ثوابه ثواباً أخروياُ، إضافةً إلى الثواب الدنيوي الذي يكون بالبركة والزيادة، كما قال تعالى: {لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} إبراهيم: 7 .

هذا فيما يتعلّق بأمر المؤمن إذا أصابته السّرّاء، كيف يستقبلها، وماذا يحصل له بسبب ذلك. 

*قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له)): هذا هو الشّق الثاني ممّا يقدّره الله على عباده من الأقدار، ألا وهو الابتلاء بالضراء، فالمؤمن إن نزل به ما يضرّه ويكرهه في نفسه أو في ولده أو في أهله أو في ماله أو في بلده أو فيمن يُحبُّ، كان خلقه الصبر، والصبر هو : حبس النفس عن الجزع، وهذا أدنى مراتبه، أي أن يصبر على الأقدار المؤلمة التي يكرهُها، وهذا واجبٌ، والإنسان لا بد أن يصيبه في الدنيا من ألوان البلاء المستكره، مصدقاً لقوله تعالى: { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ (4) } البلد: 4، 5  ، ولا ينفع في مواجهة المكروهات إلا الصبر؛ فإنّه يخفِّفها ويُهوّن أمرها، بل ويقلبها أجراً وزيادةً في الخير، فلذا يكون الابتلاء المكروه خيراً للمؤمن، ولا يكون المكروه في ذاته خيراً، إنما يكون الخير عاقبةً للصبر على هذا المكروه، وبقدر ما يكون من الصبر عليه.

من فوائد الحديث:

-بيان الأثر العجيب للإيمان في حياة الإنسان، إذ يزيد آثار النعم، حتى يمتدّ عطاؤها للآخرة، ويدفع النّقم ويخفّف أثرها، فتكون عاقبتها نعمةً على الإنسان في الدنيا والآخرة.

-تنبيه الإنسان المؤمن إلى أنّ كلّ ما ينزل به من قضاء، فإما أن يكون ابتلاء بالسّراء وإما أن يكون ابتلاء بالضراء، وأنّ كلاهما يستلزم العبوديّة المناسبة له، فعبودية السراء هي الشكر، وعبودية الضراء هي الصبر، يقول ابن القيم: (الصبر نصف الدين، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر، قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) } إبراهيم: 5 ) طريق الهجرتين وباب السعادتين (1/399). ، فسلوك الإنسان المؤمن لدى كلّ أمرٍ، يدور ما بين الشكر والصبر.

  

المادة السابقة
المادة التالية

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89960 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف