×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

رمضانيات / برامج رمضانية / قل هذه سبيلي / الحلقة (2) هذا بيان للناس

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4351

الحمدُ للهِ الَّذي لا إلهَ إِلَّا هُوَ الرحمنُ الرَّحيمُ، أَحْمدُ لَهُ الصَّفاتُ العُلا، وَالأَسْماءُ الحُسْنَى، أَحْمَدُهُ حَقَّ حَمْدُهُ لا أُحْصِي ثَناءً عَلَيْهِ هُوَ كَما أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ. وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنَّ محمَّدًا عبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَفِيُِّهُ وخليلُهُ، خيرتُهُ مِنْ خَلْقِهِ، بعثهُ اللهُ بيْنَ يَدِيِ السَّاعَةِ بِالحقِّ بَشِيرًا وَنَذيرًا، فَبلَّغَ الرِّسالَةَ، وأَدَّى الأَمانَةَ، وَنصحَ الأُمَّةَ، وَجاهَدَ في اللهِ حَقَّ الجِهادِ حَتَّى أَتاهُ اليقينُ وهُوَ عَلَى ذلِكَ. فصَلَّى اللهُ عليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبهِ، وَمَنِ اتَّبَعَ سُنَّتَهُ بِإِحْسانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

أمَّا بعدُ...

حَيَّاكُمُ اللهُ أَيُّها الإِخْوَةُ وَالأَخَواتُ في هَذِهِ الحلَقَةِ، نحنُ في هذِهِ الحلقَةِ سَنتناوَلُ -إِنْ شاءَ اللهُ تَعالَى- ما أَقْسامُ الناسِ في القُرْآنِ العظيمِ؟

هَذا القُرْآنُ أَنزلَهُ اللهُ هِدايَةً للناسِ كافةًّ، يقُولُ اللهُ -جلَّ في عُلاهُ-: ﴿تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا[الفرقان:1]، فالقرآنُ لَيْسَ لِلعربِ، وَلا لفئَةٍ مِنَ الناسِ بَلْ هُوَ لِعامَّةِ الناسِ، لِلعالمينَ نَذِيرًا، والنِّذارةُ جاءَتْ بِهذا القرآنِ. ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ[البقرة:185]. فَهذا القُرآنُ العظيمُ لَيْسَ خاصًّا بِفئَةٍ مِنَ الناسِ، إِنَّهُ هِدايةٌ للناسِ كافَّةً فَكَيْفَ اسْتَقْبَلَهُ النَّاسُ؟ كيفَ تَعامِلُوا مَعَ هَذِهِ الهِدايَةِ الَّتي جاءتهُمْ؟

إنَّ اللهَ تَعالَى بينَ لَنا ذلِكَ، وَقصَّ في مُحكمِ كِتابهِ موقِفَ الناسِ مِنْ هَذا القُرْآنِ يقُولُ اللهُ تَعالَى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا[الإسراء:82]، إِذًا القُرآنُ الناسُ فِيهِ قِسْمانِ:

- القِسْمُ الأوَّلُ هُمُ الَّذينَ اهْتَدَوْا بهدايتِهِ، هُمُ الَّذِينَ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ، وَهُمُ المتَّقُونَ، وَهُمُ المفلحُونَ، وَهُمُ الفائِزُونَ، وَهُمْ أولياء اللهِ، وهُمُ الَّذِينَ أَقْبلُوا علَى هَذِهِ الرِّسالَةِ فأَقْبلُوا عَلَى دِينِ محمَّدٍ وقبَلُوهُ.

- والقسمُ الثاني الَّذينَ استمعُوا القُرآنَ وبلغهمْ لَكنَّهُمْ أَعْرَضُوا عنْهُ، وَلمْ يَرْفعُوا بِهِ رأْسًا بَلْ كانُوا بِه مُكَذِّبينَ، وعَنْهُ مُعْرضينَ، كَما قالَ اللهُ تَعالَى: ﴿وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ*وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ[التوبة:124-125].

هَذا البيانُ لانْقِسامِ النَّاسِ يُبَيِّنُ أَنَّ هذهِ الهدايةَ لنْ يستقبلَها الناسُ علَى نحوٍ واحدٍ، بَلْ كانُوا فِيها علَى فَريقينِ في الجمْلَةِ: فريقٌ آمنٌ بها وقبلَ، وفريقٌ كَذَّبَ بِها وأدْبَر عنْها، وقَدْ قالَ اللهُ تَعالَى: ﴿وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا[المائدة:64]. هَذا القُرْآنُ العَظِيمُ، هَذِهِ الهِدايةُ الَّتي جاءتْ لِلناَّسِ منهمْ مِنْ قَبْلِها، وَمِنْهمْ مَنْ أَعْرضَ عنْها، كذلكَ أَمْثالُ القُرْآنِ لم يكُنِ الناسُ فِيها عَلى قبولٍ واحدٍ بلْ هُمْ فِيها علَى قِسمينِ كَما ذكرَ اللهُ تَعالَى في محكمِ كِتابهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا[البقرة:26]يخبرُ اللهُ أَنَّهُ يَضرُبُ الأَمْثالُ كَيْفما شاءَ، عَلَى ما اقْتَضتْهُ حكْمتهُ، وعَلَى ما اقْتضاهُ بَيانُهُ وَرحْمَتُهُ جَلَّ في عُلاهُ.

إِنَّ الأَمْثالَ هُدَى لِلنَّاسِ كَما أَنَّ القُرْآنَ هُدَى لِلنَّاسِ، لَكنَّ الناسِ في أَمْثالِ القُرْآنِ علَى قِسمينِ كَما هُمْ في القُرْآنِ، يَقُولُ اللهُ تَعالَى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ[البقرة:26]،إنَّ هَذا القُرْآنَ كسائِرِ كَلامِ ربِّ العالمينَ، النَّاسُ فِيهِ عَلَى هَذهِ الأَقْسامِ الَّتي بيَّنَها اللهُ جلَّ وَعَلا، فمنْ شاءَ أقبلَ علَى هَذا القرآنِ وانتفعَ بأمثالِهِ، وأقبلَ عَلَى هَداياتهِ، وَمَنْ شاءَ أعْرَضَ واللهُ تَعالَى قَدْ أَقامَ الحجةَ عَلَى الخلقِ، وَلِذلِكَ يَقُولُ اللهُ تَعالَى: ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ[العنكبوت:43].

إن اللهَ تعالَى أَثْنَى علَى أولئكَ الَّذِينَ فَهِمُوا هَذِهِ الأَمْثالَ، ولذلكَ كانَ منَ السَّلفِ منْ إِذا قرأَ شَيْئًا مِنَ القُرآنِ، ومِنْ تلكَ الأَمْثالِ فلمْ يفهمْها، ولمْ يعِها وجَدَ في نفسهِ ضِيقًا وحَرَجًا، أصابهُ ضيقٌ أنهُ لم يعْقِلْ ما بيَّنَهُ اللهُ في كتابِهِ فَخرجَ عَنْ مَنْ أثْنَى اللهُ عليهمْ، وزكَّاهمْ بأنهمْ عالمونَ، قالَ: ﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ[العنكبوت:43]،يبكِي لأنَّهُ لم يدرِكْ معاني هذهِ الأَمْثالِ، لم يدركْ هِداياتِها، يجدُ أَلمًا وحسْرَة أنهُ لم يرَ نُورًا فِيها، فتعْمَى بصيرتُهُ عنْ إِدْراكِ مَعانِيها، فَيكُونُ ذَلِكَ سَببًا لحسرتِهِ وَضِيقِهِ.

إِنَّ فَهْمَ الأَمْثالِ نِعْمةٌ مِنَ اللهِ تعالَى يمنُّ بِها عَلَى عِبادهِ، ولذلِكَ كانَ الصَّحابَةُ رضِيَ اللهُ عَنْهُمْ يَعُدُّونَ فَهْمَ الأمْثالِ وَعَقْلَها مِنْ مُوجِباتِ الفضْلِ وَالمنزلَةِ، فَقَدْ رَوَى الإِمامُ أَحْمَدُ في مُسْندَهِ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرو بْنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عَنهُ وهُوَ منْ عُلماءِ الصَّحابةِ رَضِيَ اللهُ عنهُمْ، قالَ: عقلتُ عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ ألفَ مثلٍ، إِنَّهُ يُحدِّثُ بنعمَةِ اللهِ الَّتي أنعَمَ بِها عليْهِ، إِنَّهُ يحدِّثُ بِما مَنَّ اللهُ عليْهِ مِنَ الفهْمِ الَّذِي جلَّ لَهُ مَعاني ما كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يبينهُ بالأمْثالِ، ويوضِّحُهُ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بموجزِ القَوْلِ وَالكلامِ.

إِنَّ عَقْلَ الأَمْثالِ نِعْمَةً عَظِيمَةً لمنْ فَتَحَ اللهُ قلبهُ، وَرِزْقَهُ تأمُّلَ وَتدَبُّرَ آياتِ الكِتابِ الحكيمِ، ولذلكَ أُؤكِّدُ عَلَى ضَرُورَةِ العِنايَةِ بهذِهِ الأَمْثالِ الَّتي يذكُرُها اللهُ في كِتابِهِ، فإنَّ عقْلَها يجعلكَ مِنَ الَّذِينَ أَثْنَى اللهُ عليهمْ، يَقُولُ اللهُ في مُحكَمِ كِتابهِ:﴿وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ[العنكبوت:43]--كُنْ وكُوني مِنَ العالمينَ بِفهمِ كَلامِ ربِّ العالمينَ، وتدَبُّرَ تِلْكَ الأَمْثالِ الَّتي ذَكَرَها اللهُ في القُرآنِ العَظِيمِ.

أسألُ اللهَ العظيمَ ربَّ العرشِ الكريمِ أنْ يجعلَني وَإِياكمْ منْ أهلِ القُرآنِ الَّذينَ هُمْ أهلُهُ وَخاصَّتهُ، إِلَى أَنْ نلقاكُمْ في حلْقَةٍ قادِمَةٍ أستودعُكمُ اللهُ الَّذِي لا تَضيعُ ودائعُهُ، والسلامُ عليكُمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ.

 

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات95477 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات91221 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف