×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

خزانة الأسئلة / عقيدة / هل الإنسان مُسَيَّر أم مُخَيَّر؟

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

هل الإنسان مسير أم مخير؟

المشاهدات:6585

هل الإنسان مُسَيَّر أم مُخَيَّر؟

الجواب

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
إطلاق كلا هذين اللفظين: مُسَيَّر ومُخَيَّر في وصف الإنسان لفظ مُحْدَث، فليس في كتاب الله تعالى ولا في السُّنَّة المطهَّرَة وصفُ الإنسان بأنه مُسَيَّر مجبور، ولا فيهما أنه مُخَيَّر تخييرًا يخرج به عن علم الله وقدرته وإرادته.
فمثل هذه الألفاظ المطلقة المتقابلة لم يكن السلف والأئمة يطلقونها، بل كانوا يستفصلون فيها وينكرون إطلاقها.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 8/293 : "وسلف الأمة وأئمتها ينكرون هذه الإطلاقات كلها، لا سيما كل واحد من طرفي النفي والإثبات على باطل، وإن كان فيه حق أيضًا، بل الواجب إطلاق العبارات الحسنة وهي المأثورة التي جاءت بها النصوص، والتفصيل في العبارات المجملة المشتبهة".

وقد أنكر سلف الأمة إطلاق وصف الإنسان بالجبر وعدمه، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى 8/461 : "حتى في لفظ الجبر أنكروا على مَن قال: جبر، وعلى مَن قال: لم يجبر. والآثار بذلك معروفة عن الأوزاعي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وغيرهم من سلف الأمة وأئمتها".

وقال في موضع آخر من مجموع الفتاوى 16/237 : "ولهذا نص الأئمة كالإمام أحمد ومَنْ قَبْلَهُ من الأئمة كالأوزاعي وغيره على إنكار إطلاق القول بالجبر نفيًا وإثباتًا، فلا يقال: إن الله أجْبَرَ العباد. ولا يقال: لم يُجْبِرْهُم. فإن لفظ الجبر فيه اشتراك وإجمال، فإذا قيل: أجْبَرَهُم، أشعر بأن الله يُجْبِرُهم على فعل الخير والشر بغير اختيارهم. وإذا قيل: لم يُجْبِرْهم، أشعر بأنهم يفعلون ما يشاؤون بغير اختياره، وكلاهما خطأ".
وقد ذكر شيخ الإسلام معنى هذا السؤال فقال في مجموع الفتاوى 7/664 : "وكذلك لفظ الجبر، إذا قال: هل العبد مجبور أو غير مجبور؟ قيل: إن أراد بالجبر أنه ليس له مشيئة، أو ليس له قدرة، أو ليس له فعل، فهذا باطل؛ فإن العبد فاعل لأفعاله الاختيارية، وهو يفعلها بقدرته ومشيئته، وإن أراد بالجبر أنه خالق مشيئته وقدرته وفعله فإن الله تعالى خالق ذلك كله".
فسؤالك هل الإنسان مُخَيَّر أو مُسَيَّر؟ يجاب بمثل ما أجاب به شيخ الإسلام رحمه الله بأنه لا يطلق القول بأن الإنسان مُسَيَّر، أو أنه مُخَيَّر، فكلاهما خطأ، فنصوص الكتاب والسُّنَّة قد دلَّت على أن للإنسان إرادة ومشيئة، وأنه فاعل حقيقة، لكن كل ذلك لا يخرج عن علم الله وإرادته ومشيئته، ويبين ذلك قوله تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (28) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (التكوير: 28-29) ، وغير ذلك من النصوص الكثيرة في الكتاب والسُّنَّة.

وأصدق ما يوصَف به الإنسان مما يتعلق بهذا المعنى ما جاء به الكتاب والسُّنَّة من وصف الإنسان بأنه مُيَسَّر، ففي الصحيحين من حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ عَلِمَ مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ». قيل: يا رسول الله، أفلا ندع العمل ونتكِّل على الكتاب؟ قال: «اعْمَلُوا فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ»، ثم قرأ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} (الليل: 5-7) . والله تعالى أعلم.

أخوكم/

خالد بن عبد الله المصلح

17/11/1424هـ


الاكثر مشاهدة

1. جماع الزوجة في الحمام ( عدد المشاهدات127316 )
6. مداعبة أرداف الزوجة ( عدد المشاهدات62458 )
9. حكم قراءة مواضيع جنسية ( عدد المشاهدات58514 )
11. حکم نزدیکی با همسر از راه مقعد؛ ( عدد المشاهدات55640 )
12. لذت جویی از باسن همسر؛ ( عدد المشاهدات55145 )
13. ما الفرق بين محرَّم ولا يجوز؟ ( عدد المشاهدات51738 )
14. الزواج من متحول جنسيًّا ( عدد المشاهدات49865 )
15. حكم استعمال الفكس للصائم ( عدد المشاهدات44168 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف