×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / فضائيات / تعليق الشيخ خالد المصلح على جريمة الأحساء

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3288

الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد.

فلا شك أن الشريعة المطهرة جاءت بتأمين الناس على أنفسهم وأموالهم وأعراضهم وعقولهم وأنسابهم، فهذه المقاصد الكبرى التي جاءت الشريعة بحفظها مصونة لكل البشرية، هذا هو الأصل في الشرائع جاءت لحفظ النفوس وحفظ العقول وحفظ الأموال وما إلى ذلك من المقاصد الأخرى، كل شيء يزعزع هذه المقاصد فهو مخالف للشريعة.

ولو لبس ما لبس من الثياب وتدثر بما تدثر به من الأردية التي يعمد أصحابها ويقصد أصحابها من خلالها أن يبدوا ملحظًا شرعيًا لأفعالهم، أو يلبسوا قبيح أعمالهم ثوب الشريعة الغراء ما جرى في الأحساء من اعتداء على بعض المواطنين هو من الجرائم التي تندرج ضمن الإفساد في الأرض والفساد في الأرض، وليس الأمر مقصورًا على ذلك، بل هو زعزعة للأمن وهو سفك للدم الحرام، وهو بث للفرقة وهو إشاعة للفتنة وهو جر لبلايا وشرور تحقيق لأغراض ومقاصد أعداء الإسلام والمسلمين في زعزعة نسيج هذا البلد الأمن بلد الحرمين الذي هو قبلة المسلمين، وهو الأمل الذي تعقد عليه الأمة الإسلامية كبيرة الآمال وترجو أن يكون مصدرًا للخير ونموذجًا للأمن والائتلاف وتحقيق دولة الإسلام على الوجه الذي يتحقق فيه حسن الديانة وتنمية البلد وائتلاف الناس وما إلى ذلك من الآمال التي يعقدها المسلمون على هذا البلد.

أقول: إن هذه الجريمة جريمة يجب أن تدان بكل تفاصيلها ومهما كان فاعلوها، فإن منفذيها والمخططين لها هم بالتأكيد من الأشرار الفجار الذين يريدون شرًا بهذه الأمة ليس فقط بهذه البلاد، ومن كان يزعم أنه ينصر ديانة أو يقيم خيرًا أو يسعى إلى نشر فضيلة بين الناس لا يمكن أن يكون هذا من خلال الغدر والخيانة وزعزعة أمن الأمنين والسعي في بلاد المسلمين بالفرقة والشتات والشر والفساد.

فالتفريق بين المسلمين هو من المقاصد الشيطان وقد جاء في الصحيح من حديث جابر أن النبي –صلى الله عليه وسلم-قال: «إنَّ الشَّيْطانَ قدْ أيِسَ أنْ يَعْبُدَهُ المُصَلُّونَ في جَزِيرَةِ العَرَبِ، ولَكِنْ في التَّحْرِيشِ بيْنَهُمْ»صحيح مسلم (2812) وهو إيجاد الفرقة بين أهل الإسلام بكل وسيلة وبكل طريقة.

بالتأكيد أن المسلمين ليسوا على نهج واحد فيما يعتقدون، وفيما يعملون هذا ليس حادثًا في هذا الزمان، بل هو من أزمنة بعيدة فهذه الافتراقات التي بين المسلمين هي موجودة وتكلم عنها العلماء ومع هذا لم يأتي في كلام العلماء ما يؤيد مثل هذه الأفعال، فالانقسام الموجود على سبيل المثال بين السنة والشيعة موجود منذ زمن منذ أزمنة سحيقة ولكن في كلام الأئمة وعلماء الأمة ممن يقتدى بهم ويرجع إليهم أعطونا كلمة واحدة في تسويغ مثل هذه الأفعال والجناية على الدماء المعصومة لمجرد المخالفة في الاعتقاد والمخالفة في الرأي.

بالتأكيد أن الذي فعل هذه الأعمال بعيد كل البعد عن مسألة الطائفية هو يحقق مقاصد سياسية لزعزعة الأمن يحقق مصالح وأجندات بعيدة لإصابة المسلمين في عقر دراهم وفي قبلتهم، وأسأل الله ـ تعالى ـ أن يرد كيد الكائدين إلى نحورهم، وأن يكفي المسلمين شرورهم، وأن يعيذنا من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

وإن من النعم التي تشكر والأيدي التي يتحدث بها شكرًا لله –عز وجل-ما جرى من سرعة للكشف عن الخلية المنظمة التي كانت وراء هذا الإجرام الشنيع، فبالتأكيد أن سرعة الكشف يقطع الطريق على الذين يريدون التصيد، لأن هناك من يفرح بمثل هذه الأحداث، وقد يظهر حماسًا لاتجاه على اتجاه لا لأجل نصرة، إنما لأجل إيقاد النار وشحن النفوس وإيجاد الفرقة، فالمبادرة ولله الحمد النعمة التي من الله ـ تعالى ـ بها على هذه البلاد من سرعة الكشف لهؤلاء المجرمين، والقبض عليهم هي مما يشكر.

وأنا أوصي نفسي وإخواني أوصي جميع المسلمين في كل مكان أن يتوجهوا إلى الله ـ تعالى ـ بصادق الدعاء أن يحفظ المسلمين في هذه البلاد وفي سائر بلاد الدنيا لكن هذه البلاد لها من الخاصية ما ليس لغيرها يجب أن نعرف أن أمن هذه البلاد واجب على كل من؟ على كل مسلم ليس فقط على من يعيش فيها.

ولذلك ينبغي أن نحرص على تأمين هذه البلاد من أخطارها وشرورها، الدعاوى التي يدعيها أصحاب هذه المناهج المنحرفة هذه الأعمال الضالة مما يلبسون به شنيع أعمالهم وقبيح أعمالهم مسوغات شرعية كلها تتهافت أمام العلم الشرعي والنظر البصير والعقل الراجح، وهنا أقول لكل من يتعاطف أو يحاول أن يبحث عن مسوغات لمثل هذه التصرفات حنانيك، فإذا سلمك الله من التورط في هذه الجريمة بيدك ولسانك وعقلك تخطيطًا، فإياك أن تشارك فيها ولو بعاطفة أو التعاطف مع منفذيها أو التبرير لأفعالهم، فإن ذلك اشتراك في الجريمة والإنسان يناله الإثم بنيته وعمل قلبه إذا كان قد ركن إليه واستقر في قلبه من الميل إلى مثل هذه الأعمال والتبرير أيضًا للشر والفساد.

ادعو المسلمين جميعًا إلى قطع الطريق على المتربصين، وكل هذه النقاط التي يستغلها أعداء الإسلام في التفريق سواء بين الطوائف طوائف أهل القبلة فرق أهل القبلة بين الفرقة الواحدة والأمة الواحدة بمذاهبها وما تسلكه من أعمال بجنسياتها بأعراقها ينبغي قطع الطريق على الهدف، فإنه المنفذ الذي من خلاله يدخل أعداء الإسلام علينا ليفرقونا، وما حصل للأمة من شر بالتفرق فيما مضى وفيما نشاهده فيمن حولنا كاف أن نكرره في بلاد أمنة في بلاد مؤتلفة في بلاد مجتمعة.

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم الذي بيده ملكوت كل شيء، أن يحمي هذه البلاد من الشر وأهله، وأن يرزقنا التقوى ظاهرًا وباطنًا، وأن يدفع عنا بقوته اللهم أعنا ولا تعن علينا، اللهم انصرنا على من بغى علينا، اللهم أثرنا ولا تؤثر علينا، اللهم أهدنا ويسر الهدى لنا، اللهم اجعلنا لك ذاكرين شاكرين راغبين راهبين أوابين منيبين، اللهم تقبل توبتنا وثبت حجتنا واغفر زلتنا أمن روعتانا يا رب العالمين اجمع كلمتنا على الحق ألف بين قلوبنا ولي علينا خيارنا وأصلح ذات بيننا إنك على كل شيء قدير واكتب مثل ذلك لسائر بلاد المسلمين اللهم صلي على محمد.

المقدم: جزاك الله خير.

المادة التالية

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89950 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86962 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف