لبس ما يُبدي مفاتن المرأة، لا أعلم عالمًا يقول بجوازه، والله تعالى قد قال: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ﴾الأعراف؛ الآية: 26.، هذا النوع الأول من اللباس، وهو ما تستر به العورات، ثم قال: ﴿وَرِيشًا﴾ وهذا ما يحصل به التجمل، فقدم ستر العورة على لباس التجمل؛ لأنه الذي تقتضيه الفطرة، ولذلك أبوانا آدم وحواء لما أكلا من الشجرة وبدت لهما سوءاتهما انكشفت عورتاهما، طفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة، فهذا شيء مركوز في فطر الناس، وخلافه خروج عن الفطرة وعن المعروف، وتزيين من الشيطان، قال تعالى: ﴿يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا﴾سورة الأعراف من الآية 27.، فهو كيد سابق وقديم كان من الشيطان لأبوينا آدم وحواء، ولا يزال في ذريته من يزين للناس كشف العورات، وإبداء المفاتن، والله أعلم.