السؤالُ: حُكمُ التكبيرِ في آخرِ شوطٍ مِنَ الطوافِ؟ وهلْ هوَ سنةٌ؟
الإجابةُ: التكبيرُ سنةٌ عندَ ابتداءِ كلِّ شوطٍ؛ لأنَّ النبيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كانَ يستلِمُ الحجرَ، ويُكبرُ عندَ كلِّ استلامٍ، فيكونُ عندَ بدايةِ كلِّ شوطٍ، إذا فرغَ فهُنا لم يُنقَلْ عنهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنهُ كبَّرَ، كما لم يُنقلْ عنهُ أنهُ لم يُكبرْ، والأصلُ أنهُ لم يُكبرْ، هَذا الأصلُ، واللهُ أعلمُ، لأنهُ يكونُ التكبيرُ عندَ الابتداءِ.
مِن أهلِ العلمِ مَن يقولُ: يُكبرُ، ومنهُم مَن يقولُ: أنهُ لا يُكبرُ؛ لأنهُ لا يكونُ التكبيرُ إلَّا في ابتداءِ الأشواطِ عندَ الاستلامِ، ولم يُنقلْ عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنهُ استَلمَ الحجرَ عندَما فرَغَ مِن طوافِه، إنما لَمَّا فرغَ مِن طوافِه توجهَ إلى المقامِ، وقرأَ قولَ اللهِ تعالَى: ﴿وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ البقرة:125 فصَلَّى ركعتَينِ، ثُم لمَّا فرغَ مِن صلاتِه وقبلَ أنْ يخرجَ إلى الصَّفا جاءَ وقبَّلَ الحجرَ، ثُم خرجَ إلى الصفا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فالذي يظهرُ واللهُ أعلمُ، أنهُ لا يُكبرُ بعدَ فراغِه مِنَ الشوطِ السابعِ، وهَذا الذي أدرَكْنا عَلَيهِ مشايخَنا.