السؤالُ:
لماذا سُمِّيَ أولُ أيامِ الحجِّ ـ وهوَ الثامنُ مِن ذي الحَجةِ ـ بيومِ الترويةِ؟
الجوابُ:
سُميَ بهذا الاسمِ؛ لأنَّ الحجاجَ كانوا يَرتوون ويتزوَّدونَ فيهِ بالماءِ لمِنًى؛ لأنها لم تكنْ فيها ماءٌ، وإنما يُنقَلُ إلَيها الماءُ، فكانَ الناسُ يَرتَوون الماءَ لمُقامِهم في مِنًى، في ذلكَ اليومِ وفي أيامِ التشريقِ التي تَلي يومَ عرفةَ، فكانوا يَأتون بالماءِ إلى هذهِ البقعةِ في هَذا اليومِ، لأنفُسِهم وبهائمِهم؛ ولذلكَ سُميَ هذا اليومُ بيومِ الترويةِ، هَذا أشهرُ الأسبابِ وأوضحُها.
وقيلَ: سُميَ يومُ الترويةِ لأنَّ آدمَ رأَى حواءَ فيهِ.
وقيلَ: لأنَّ اللهَ تعالى أرَى إبراهيمَ ذبحَ ولدِه فيهِ.
وقيلَ: لأنَّ جبريلَ أرَى إبراهيمَ -عَلَيهِ السلامُ- مناسكَ الحجِّ فيهِ.
فسُميَ هَذا اليومُ بهَذا الاسمِ؛ لعدةِ أسبابٍ ذكرَها بعضُ أهلِ العلمِ، لكنْ أبرزُ وأشهرُ هذهِ الأسبابِ الأولُ.
واليومُ ـ وللهِ الحمدُ ـ الأمورُ تسهَلتْ، والماءُ متوفرٌ، ولا يحتاجُ الحجاجُ معَه إلى نقلِ ماءٍ إلى مِنًى، ولا إلى غيرِها مِن أماكنِ الحجِّ، ومناسكِ الحجِّ ومواقعِه، فقدْ تيسرَتِ الأمورُ بما يسَّرَ اللهُ تعالى مِنْ خِدماتٍ، فنحمدُ اللهَ تعالَى، ونسألُه أنْ يجزيَ القائمينَ عَلَى هذهِ البقاعِ، ورُعاتِها وخُدامِها، خيرًا عَلَى ما يَقومون بهِ، وعلى ما يُقدِّمونَه لحجاجِ بيتِه.