×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / الدين والحياة / الحلقة (7) الرقية الشرعية وبعض مخالفات الرقاة الجزء الثاني

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:6525

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً ومرحباً بكم مستمعينا الكرام، إلى برنامجكم "الدين والحياة"، والذي يأتيكم أسبوعياً مباشرة، عبر أثير إذاعتكم إذاعة "نداء الإسلام"، من مكة المكرمة.
 
في هذه الحلقة مستمعينا الكرام يسعد بصحبتكم من الإعداد والتقديم محدثكم/ عبد الله الداني، ومن استقبال المكالمات الزميل/ خالد فلاته، ومن التنفيذ على الهواء الزميل/ محمد باصويلح.
أيضاً مستمعينا الكرام في هذه الحلقة نسعد بأن يكون معنا ضيفنا في هذه الحلقة، وفي هذا البرنامج ضيفنا الدائم صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/خالد بن عبد الله المصلح، عضو الإفتاء وأستاذ الفقه بجامعة القصيم.
السلام عليكم ورحمة الله يا شيخ خالد.
الشيخ: عليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أهلاً وسهلاً بك، مرحباً بك، وبالإخوة والأخوات.
المذيع: حياكم الله يا شيخ خالد، في هذه الحلقة أيضاً، سوف نستكمل ما بدأناه في الحلقة الماضية، حلقة الأسبوع الماضي عن الرقية الشرعية، قد تحدثنا في الأسبوع الماضي عن أبرز أحكامِها وشروطها، وما جاء فيها من الكتاب والسُّنة.
في هذه الحلقة سوف نتحدث عن العديد من الطرق التي يمكن أن يكون بها أو تكون بها الرقية الشرعية، ما يجوز وما لا يجوز، بالإضافة إلي أبرز المخالفات المرصودة والتي اشتهرت في وسط الرقية أو أوساط الرقاة، بشكل عام.
كذلك نسعد بتواصلكم وتفاعلكم معنا مستمعينا الكرام في هذه الحلقة عبر الأرقام التالية:
الرقم الأول هو: 0126477117
والرقم الآخر هو: 0126493028
إضافة إلى أنه يمكنكم مراسلتنا عبر الواتس آب على الرقم 0556111315 وعبر الهاتشتاج# الدين والحياة#، أو برنامج "الدين والحياة" على توتير.
إذاً مستمعينا الكرام نستهل حلقتنا هذه ولكن بعد هذا الفاصل.
إذاً حياكم الله مستمعينا الكرام إلى حلقتنا هذه التي نتحدث فيها عن الرقية الشرعية، نتحدث مستكملين ما بدأناه في حلقة الأسبوع الماضي، ونرحب أيضاً مجدداً بفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ خالد بن عبد الله المصلح، عضو الإفتاء وأستاذ الفقه بجامعة القصيم.
شيخ خالد نتحدث فيما يتعلق بأرز الطرق التي يمكن استخدامها في الرقية الشرعية، كذلك ما يجوز وما لا يجوز في الرقية الشرعية.
الشيخ: أولاً، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المذيع: عليكم السلام.
الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، المبعوث رحمة للعالمين، نبيِّنا ورسولنا وإمامنا، وقدوتنا، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سنته، واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.
 
أما بعد،
فمن مُنطَلق الحديث عن الرقية، أن يستحضر الجميع أن الرقية هي عبادة من حيث أنها أدعية، وتلاوات يحصل بها الشفاء، ويندفع بها ما يخشاه الإنسان من ضرٍّ، فهي أذكار وبالتالي يقولها التالي لها على وجه التقرب إلى الله -عز وجل- وسؤاله والتوسل إليه، بكلامه وبالدعاء والطلب أن يدفع الله تعالى الضرَّ عن المريض، أو أن يقيَه ما يخشاه من ضرر.
هذا المفهوم الأساسي ينبني عليه أمور كثيرة تتعلق بمسائل الرقية؛ ينبني عليه قضايا عديدة ترجع إلى هذا الأصل، وهو أن الرقية الشرعية هي نوع من العبادة، هي نوع من الذكر، هي نوعٌ من الدعاء، فينبغي أن يُراعى فيه القاعدة الكلية في التعبُّد؛ وهي أن تكون لله خالصة، وأن تكون على وصف هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
وبالتالي إذا استحضرنا هذين المعنيين علمنا أن أيَّ رقية تخرج عن تحقيق هذين الأمرين فإنها مردودة، داخلة فيما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم من الرُّقى.
فإن الرقى كما أنه جاء أن النبي -صلى الله عليه وسلم فعلها- وأمر بها، إلا أنه نهى عنها؛ فقد جاء من حديث عبد الله بن مسعود أن النبي -صلى الله عليه وسلمقال: «إِنَّ الرُّقى والتمائمَ والتِّولَةَ شرك».[سنن أبي داود:3883، مسند أحمد:3615، وصححه الألباني في الصحيحة:331]
المذيع: شرك.
الشيخ: والمقصود بالرقى الشركيَّة، والرقى التي تُفضي إلى الشرك، وتؤدي إليه، وجاء أيضاً في صحيح مسلم من حديث جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الرقى، نهى عن الرقى، أي ما يسترقي به الناسُ فجاء آل عمرو بن حزم إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله إنا كنا نرقي رُقى في الجاهلية من العقرب، فقال: «اعرِضوا علي رُقاكم»، فقال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «من استطاع منكم أن ينفع أخاه بشيء فلينفعْه»[صحيح مسلم:ح2199/62]، وهذا يبين أن الرُّقى ينبغي أن تكون سالمةً، أن تكون سالمة من الشرك، فإذا سلِمَت من الشرك، حصل الوصف الأول المذكور وهي أن تكون لله خالصة، الأمر الثاني الذي ينبغي أن تراعى فيه الرقى أن تكون على وصفِ هدي النبي صلى الله عليه وسلم، والذي جاء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- شيء كثير في الرقى، من الأذكار والتعويذات.
 
فعلى كل مؤمن أن يحرص على الاستفادة منها، وألا ينصرف إلى غيرها، فخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم.
ثم بعد ذلك نأتي هل الرقى توقِيفِيَّة؟ بمعنى أنه لا يجوز لأحد أن يرقي بغير ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم؟.
هنا للعلماء للعلماء مسلكان:-
-
منهم من يرى أن الرُّقى يُلتزم فيها ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يُتجاوز.
-
ومنهم من يرى أن في الأمر سَعةً، وأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لم يحدَّ الرقى بحدٍّ لا يُتجاوز، بل ذكر قواعدَ عامة في الرقى، ورخص -صلى الله عليه وسلم- ذلك وعمل الرقى، لكنه لم يحصل ذلك فيما جاء عنه، لما سُئل عن الرقى صلوات الله وسلامه عليه؟، قال: «لا بأس ما لم يكن شركاً»[صحيح مسلم:2200/64]، في حديث عوف بن مالك.
المذيع: إيه.
الشيخ: وفي الحديث الآخر لما عرضوا عليه الرقية في حديث جابر، قال -صلى الله عليه وسلم-: «من استطاع منكم أن ينفعَ أخاه بشيء فلينفعه»[تقدم]، فدل هذا على أن الرقى ليست توقيفيةً في ألفاظها، وإنما قُيِّدت بقيد عام، وهي أن تكون سالمةً من الشرك، وأن تكون صحيحة المعنى، وإذا جاء الإنسان بأدعية، أو قرأ شيئاً من القرآن على نحو معين من التلاوات وحصل به الشفاء، فإنه يندرج في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «من استطاع منكم أن ينفعَ أخاه بشيء فلينفعه»، وفي قوله -صلى الله عليه وسلم-: «لا بأس ما لم يكن شركاً».
 وهذا هو الذي عليه الجمهور من أهل العلم، فيما يتعلق بالرُّقى، وأنها ليست توقيفية.
وعليه فإن السلف في الرقى لم يحصروها على صورة معينة لا تتجاوز، بل جاء عنهم من الرقى ما لم يفعله النبي- صلى الله عليه وسلم -بعينه، فكتابة الرقية في ماء وشُربُه، وكذلك شربه بعد الكتابة، أو وضعه في الكتابة بالزعفران ووضع الماء عليه، هذا لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن جاء عن ابن عباس، وجاء عن غيره.[نقل ذلك ابن القيم في "زاد المعاد" (4/170)، عن جماعة من السلف، منهم: أبو قلابة، ومجاهد
، وعن ابن عباس رضي الله عنه]

المذيع: جميل.
الشيخ: وجاء عن غيره، وجاء عن غيره.
 
وبالتالي يُلحق كلُّ ما جاء في ذلك بما جاء عن النبي صلى الله وسلم عليه وآله وسلم.   
المذيع: صلى الله عليه وسلم، جميل.
شيخ خالد يعني كلما ذكرنا هذا الأمر ربما يأتي إلى الأذهان سؤالٌ مهمٌّ ألا وهو،: هل هناك أشخاص محدَّدون يعني لا تحصل الرقية إلا بهم؟.
أو أن النفع عامٌّ للجميع، يعني النفع يكون عامًّا لكل من قرأ آيات الله -سبحانه وتعالى-، وقرأ الأوراد التي جاءت عن النبي صلى الله عليه وسلم، في هذا الباب على كل مريض؟.
الشيخ: لا، الرقية لا تقتصر على شخص معين، فتحتمِل كل أحد، وخير ما تكون الرقية تكون من المصاب نفسه؛ لأنها دعاء وتعويذاتٌ، وأذكار وهذه إذا صدرت من المصاب المضطرِّ كانت أعظمَ نفعاً، وأكبرَ تأثيراً من أن يأتي بها غيره.
لكن لو أن أحداً طلب من غيره أن يرقي لأنه لا يُحسن الرقية، أو كان صغيراً، أو يعجز عن الرقية لمرض أو نحو ذلك، فإنه لا بأس أن يطلب الرقيةَ من غيره، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه عندما رأى جاريةً في وجهها سفعة، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-:«استَرقُوا لها فإن بها النظرةَ».[صحيح البخاري:5739]
فهذا يدل على أن الرقية في الأصل تكون من الإنسان نفسه، ولكن إذا كان ثمة ما يدعو أن يُعينَ الإنسانُ غيره في الرقى فإنه لا بأس بذلك، وهو جائز.
المذيع: شيخ خالد في نقطة يعني ربما يسأل عنها الكثير، مسألة بيع القوارير الخاصة من الزيت المقروء عليه القرآن، أو من ماء زمزم، وغير ذلك، ربما أحياناً هناك تجاوزٌ في هذه المسألة، والخروج أحياناً عما هو مشروع، لعله عندما يكون هذا الأمر يتجه إلى ناحية المتاجرة، أو الاتجار بمثل هذه القوارير أو هذه المياه، مثل ما يُقال أنه مقروءٌ عليها، أو غير ذلك، فأصبح يتعلق بها، أو أصبح البعض يبحث عنها كأنما يعني يبحث عن دواء في أي صيدلية أو غير ذلك، معتقدًا أنه يعني الشفاء الكامل في هذه القوارير التي تُباع.
هل هناك تفصيل في هذا الجانب؟.     
الشيخ: فيما يتعلق بأخذ الأموال على ماء مقروءٍ فيه قرىء فيه، أو زيتٍ قد قرىء فيه، أو نحو ذلك،
المذيع: شيخ خالد؟.
الشيخ: فهذه مبنية على أصل؛ وهو ما يتعلق بأخذ الأجرة على الرقية، هذا الأصل للعلماء فيه قولان:-
-
من أهل العلم من رأى أن يأخذ الإنسان أجراً على قراءته.[يقول ابن حجر - رحمه الله - :"لقد اتفق الأئمة الأربعة وغيرهم من العلماء على جواز أخذ الأجرة على الرقية". انظر فتح الباري - 4 / 457]
المذيع: جميل.
الشيخ: ومنهم من يرى أنه لا يجوز، وأن ما جاء جاء في سياق خاصٍّ، وليس في تأصيل عام، من أنه يؤخذ الأجر على مجرد الرقية.
-
فالذين قالوا بالجواز، منهم من قال بالجواز مطلقاً؛ لأنه جُهد، واستدلوا بعموم قوله: «إن أحقَّ ما أخذتم عليه أجراً كتابَ الله»[صحيح البخاري:5737]، ثبت في الصحيحين من حديث عبد الله بن عباس.
-
والذين قالوا بالمنع؛ قالوا إن أخذهم للأجر في هذا الحديث وأشباههم، لم يكن لأجل الرقية، وإنما كان لأجل أنهم منعوهم حقَّهم في الضيافة، فلم يستطيعوا استنقاذَ حقِّهم في الضيافة إلا بهذه الطريقة فجاز لهم. 
المذيع: جميل.
الشيخ: والذي يظهر والله تعالى أعلم، أن أخذ الأجر على التلاوة ذاتِها ليس جائزاً؛ لأن التلاوة عبادة، لكن لو أنه جُعِل له جُعلٌ وليس أجرة، بمعنى فرق بين الجعل وبين الأجرة:-
جُعل: بمعنى أن من قرأ على مريضي وبرىء؛ فله مثلاً كذا وكذا، وهنا الأجرة على المقصود من حصول الشفاء بالتلاوة، هذا يُسميه العلماء جُعالة.
المذيع: جميل.
الشيخ: وأما أن يقول الجلسة بثلاثمائة ريال، الجلسة بخمسمائة ريال، الجلسة بألف ريال، فهذه لا تجوز على قول من يرى أن الوارد ورد في صورة خاصة.
المذيع: جميل.
الشيخ: والحقيقة أن الموضوع يحتاج إلى ترشيد؛ لأن قضية أخذ الأجرة حتى ولو قلنا بجوازها، ما يجري في عمل جماعة من الرُّقاة؛ هو نوع من الاستنزاف للأموال، لا يحصل به المقصودُ المطلوب من الرقية.
إضافة إلى أنه تكُسُّب مُحرَّم، أنه يجعل الدين وسيلة للكسب، ومعلوم أن القاعدة فيما يتعلق بأخذ المال على الطاعة، أن من فعل الطاعة لأجل أن يأخذ المال لم تنفعه الطاعة.
أما من أطاع الله وكان قصده طاعة الله نفسها، لكن أخذ المال ليستعين به على طاعة الله، فهذا مأجور.
المذيع: جميل. الشيخ خالد هل لي أن أسألك؟.
الشيخ: وبالتالي هذا الذي ذكرت ما يفعله بعض الناس، من قراءة القرآن في خزَّان ثم يَغرِف منه ويبعه للناس الجَرَّة التي بريال أو بريالين يبيعها بعشرة، أو بخمسين.
المذيع: تصبح يعني شغلة لمن يأتي يعني.
الشيخ: تصل إلى مائة ريال، تصل إلى هذا وإلى أرقام كثيرة، هذا لا يجوز، وأنا أقول: هذه الصور في الحقيقة هي نوع من العبث، والتشويه للمعنى الصحيح للرقية.
وإضافة إلى هذا وذاك هي أصبحت أشبهَ ما يكون بتجارة، يتاجر من خلالها على أن القراءة التي بهذه الصورة قد صدرت مجموعةٌ من الفتاوى بعدم مشروعيتها، وأنها لا تحقِّق المقصودَ الشرعي، ففي جملة من فتاوى اللجنة الدائمة وغيرها من الجهات العلمية المعتبرة، أن القراءة بهذه الصورة التي يأتي على خزَّان ماءِ كبير، أو يأتي أوعية ماء أو بِركةٍ من الماء ويقرأ ثم  يؤخذ يُغرف منه للاستشفاء، وهذا لم يَرِد.
 
وهذا ما ذكرتُه قريبًا لأن هذا، هذه الصورة يمكن أن يقرأ الإنسان على ماء البحر بهذه الصورة، ممكن أن يقرأ على ماء النهر وهو هذا كله غيرُ وارد.
 
إنما الذي ورد القراءةُ في ماء خاصٍّ وعلى صورة خاصة، وليس على هذا النحو من التكسُّب، واستنزاف أموال الناس.
فيجب مراعاة الضوابط الشرعية القواعد، فيما يتعلق بأخذ المال على القراءة، وأخذ المال على ما قرئ فيه.  
المذيع: جميل.
الشيخ: ثم إن الشفاء ليس في قراءة القرآن، ليس في قراءة ذلك القارئ، إنما الشفاء من الله -عز وجل-، وهذه أسباب.
وقد يقرأ من لا يُحسن القراءة فيحصل بقراءته الخيرُ والنفع، ما لا يحصل بمن يُظن أن قراءتَه ستكون نافعةً ومباركة.
فينبغي الترشيد في هذا الأمر وعدم المغالاة، لا بفرض هذه الأموال الكثيرة سواء على جلسات القراءة، أو على الزيت والماء ونحو ذلك.
المذيع: جميل، الشيخ خالد بعض الناس يسأل عن القراءة الجماعية، بمكبِّرات صوت وخلاف هذا الأمر، هل هذا مما ورد في السُّنَّة، هل هذا مشروع؟
الشيخ: لا، لم يرد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جمع قوماً وقرأ عليهم، لم يرِد ولذلك لعدم ورودِه صدرت جملة من الفتاوى بأن هذه الصورة من القراءة غير مشروعة.
وأشدُّ من هذا أن يقرأ الأئمة القراءةَ في الصلاة وينوي القراءة على المأمومين، هذا من الإِحْداث والبدع، ومن العبث، ومردود على صاحبه.
ولذلك ينبغي أن يقتصر على القراءة على ما ورد به النص، هو كونه يقرأ على شخص أو اثنين أو ثلاثة، لا حرج فيه هذا فيما يظهر لي والله أعلم.
أما أن يقرأ القراءة في الميكرفونات التي تقرأ على، التي تقرأ بها الصلاة، يقرأ في صلاته على مَن خلفه، فهذا مُحدَث.
أما إذا اجتمع له ثلاثة أربعة خمسة، وأراد أن يقرأ عليهم جميعاً، فهذا قد مَنَعه بعض أهل العلم؛ لأنه لم ترد القراءة الجماعية، لكن فيما يظهر لي أنه لا بأس به، لحديث تعويذ النبي -صلي الله عليه وسلم- الحسن والحسين: «أُعُيذُكُما بكلمات الله التَّامَّة»[الترمذي في سننه:2060. وقال: هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ]، أُعيذكما وهما اثنان بكلمات الله التامة، فإذا تلوتَ على ثلاثة هل يمنع هذا؟، لو كانوا أربعة ما المانع؟، مادام أن القراءة حصلت على أكثر من شخص، والتعويذ بالرقية والتعويذ حصل لأكثر من شخص، بدعاء واحد فلا أرى أن في ذلك حرجاً ولا بأساً، لكن الحرج هو فيما ذكرته هو أن يقرأ في صورة الإمام، وينوي رُقيةَ مَن خلفه، هذه مُحدثة، ولا أصل لها.
المذيع: شيخ خالد، هناك أيضاً ما يجب التحذير منه في بعض الذين يذهبون لهذه الدُّور، وربما يواجهون بعض الأمور التي يمكن أن تدخل في باب المخالفات الشرعية في هذا الجانب، لعلنا نحذِّر منها خاصة فيما يتعلق ربما إذا ما تم السؤال مثلاً عن اسم الأُم، أو وجد هناك نوع من تمائم ومثل ذلك، يعني هناك أمور مقرَّرة في العقيدة ومعروف عنها، حبذا لو ننبه عليها؟
الشيخ: هو كما تقدم فيما ذكرت، كما ذكرنا في موضوع الرقية، أن الأصل في الرقية أن تكون سالمةً من الشرك، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث عوف بن مالك (اعرِضوا علي رُقاكم)[سبق]، فلما عرضوا عليه رقاهم صلوات الله وسلامه عليه، قال جملة عامة، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا بأس ما لم يكن شركاً".
المذيع: تكن شرك.
الشيخ: وهذه قاعدة عامة يندرج تحتها كلُّ أنواع الرقى، وبشتى صورها، فإنه قال: يا رسول الله كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا: يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟، يعني في هذه الرقى التي كنا نرقيها من رقى الجاهلية،  فقال:        « اعرضوا علىَّ رُقاكُم، فقال: لا بأس، فقال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لا بأس من الرقى ما لم يكن فيه شرك»[سبق]
وعليه فإن كل رقية، تكون يكون فيها شرك يجب اجتنابُها ولا يجوز اتخاذها، ولهذا اختلف العلماء رحمهم الله في الرقية التي تكون فيها كلمات غير معلومة، غير مفهومة هل يجوز الرقية بها أو لا؟.
والذين يظهر -والله  تعالى أعلم- لا يجوز استعمال الرقى التي يكون فيها كلمات مُبهَمة مجهولةٌ  غير معلومة؛ لأنها وسيلة إلى الشرك، تكون شركاً، وسيلة إلى الانحراف، ولو لم تكن في ذاتها انحرافاً؛ لأن الرقى لابد أن تكون بكلام عربيٍّ مبين واضح، لا لَبْس فيه، ولا غَبَش، لأن ما عداه يفتح البابَ للدجاجِلَة والسحرةِ والمشعوذين الذين يتأكَّلون بالشرك، ويتقرَّبون بالجن بكلمات مبهمة  يحصل بها ما يأمِّلون بها من منافع.
وقد جاء عمرو بن حزم إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: يا رسول الله إنه كانت عندنا رقية، نرقي بها من العقرب، وإنك نهيتَ عن الرُّقى، فقال: اعرض:« اعرِضوها عليَّ»، فلما عرضوها عليه وكانت سالمةً، فقال لا أرى بأساً يعني بهذه الرقية«من استطاع منكم أن ينفع أخاه فلينفعه»[تقدم]، وهذا ينضم إلى حديث عوف بن مالك المتقدم، الذي قال فيه النبي -صلى الله عليه وسلم-:«لا بأس ما لم يكن شركاً».
ومعنى هذا أنه لا يلزم أن تكون الرقية بكلام النبي صلى الله عليه وسلم، أو بالدعوات الواردة عنه أو بآيات القرآن، هذا أَمثلُ ما يكون وأفضل ما يكون، لكن لو أن أحداً استعمل شيئاً من الدعاء والرقى، التي يحصل بها المقصود من دفع الضرِّ، وإزالة الشرِّ، لكنه لم يتقيد به، ولم يتقيَّد بما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو سالم، وهذا الكلام سالم من الشرك، والدعاء لغير الله، والتقرب للشياطين فلا بأس به.
وهنا يعني مسألة يجدر التنبيه إليها، وهي: ما يتعلق بأن بعض من يقرأ يسأل أسئلة دقيقةً، فيسأل  مثلاً عن الأم؟، وما اسمها؟ وعما أشبه ذلك من المسائل التي لا علاقة لها بالرقية؟، فإذا شعر الإنسان بمثل هذا، وحصل أن سأله عن أُمِّه، أو اسم أمِّ من يَتوقَّع أنه عَانَه، أو أصابه أو ما أشبه ذلك، يجب عليه أن يحذر؛ لأن هذا مفتاح شرٍّ، والغالب أنه يُستعمل في التواصل مع الجن للوصول إلى شيء من مقاصدهما، والله أعلم.
المذيع: جميل.
الشيخ: فلهذا فليحذر من يأتي هؤلاء القرَّاء من كل الانحرافات، وأنا أقول يعني الانحرافات المتعلقة بالرقية متعددة، مُتَلوِّنة، وقد يتفاجأ الإنسان بشيء لم يسمعه من قبل، لهذا ينبغي أن يُبادر إلى السؤال فيما أُشكل عليه، وألا يسكت ويقول: المقصود حصول الشفاء، الشفاء لا يمكن أن يحصل بمرض القلب، فإذا كانت الرقية في شرك، وإذا كان فيها انحراف، كونه يبقى مريضاً أهون عليه في الدنيا والآخرة، من أن يتورَّط في شرك يُذهب دنياه وآخرته.
المذيع: جميل.
الشيخ: والنبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ألا إن في الجسد مُضْغَة إذا صَلَحَت صلح الجسد كله».
المذيع: صلح الجسد.
الشيخ: «وإذا فسدت فسد الجسد كُلُّه، ألا وهي القلب»[صحيح البخاري:52، ومسلم:1599/107].

 فإذا فسد القلب، ولو صح بدنه، ما انتفع ولا فاز ولا شُفي، ولا أدرك مصالحه.
المذيع: جميل.
الشيخ: فينبغي الحذرُ من هذا، وأن يكون الإنسان على وعي من هذه الأمور.
ثمة إشكالية أخرى، أيضاً فيما يتعلق بطريقة القراء، إذا أردت ننتقل إلى نقطة أخرى.
المذيع: قبل أن ننتقل لنقطة جديدة فقط نأخذ يا شيخ خالد هذا الاتصال فقط من المستمع حسن الغامدي من جدة، حسن اتفضل.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله.
المذيع: وعليكم السلام ورحمة الله.
السائل: كيف حالك يا شيخ خالد؟.
الشيخ: مرحبا الله يحييك يا أخي.
السائل: يا شيخ خالد في سؤال ربما يكون خارج الموضوع هذا.
المذيع: في الأول يكون فيه التزام بموضوع حلقتنا حتى نحاول نأخذ أكبر قدر ممكن.
السائل: والله جزاكم الله خير، بس هو السؤال مهمٌّ  حقيقة؛ لأنه مُنتشر في وسائل الاتصال الاجتماعي، فياريت الشيخ يوضح المسألة هذه، حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "صلاة الرجل في جماعة تعدل خمس وعشرين صلاة"، إذا صلاها في فلاة تعدل خمسين صلاة، انتشر الآن في وسائل الاتصال الاجتماعي، في يعني من يدعو أنك إذا مررت وأنت في سفر في مساجد في الطريق أن تترك هذه المساجد وتذهب إلى الفلاة فتصلي فيها لتدرك هذا الفضل العظيم وهذا الأجر العظيم، فياريت الشيخ خالد يعني يوضح هذه المسألة، ويبسط فيها وجزاكم الله خيرا.
المذيع: وإياكم، شكراً أخي حسن، طيب الاتصال الثاني يا شيخ خالد من عبد العزيز الشريف من الرياض، أخ عبد العزيز اتفضل.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المذيع:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
السائل: أسعدَ الله مساءكم بكل خير.
المذيع: حياك الله.
السائل: حياك الله يا شيخ خالد.
الشيخ: الله يحييك مرحباً بك.
السائل: بارك الله فيك، بالنسبة يا شيخ، القراءة الجماعية لبعض القرَّاء، مثلما يجمعون عدداً من المرضى ويقرؤون عليهم ويردِّدون، هل هذا يؤتي ثماره؟ وهل هذا من هدي السلف الصالح أم لا؟.   
المذيع: طيب.
السائل: الأمر الثاني بارك الله فيك، بعض الرقاة عندهم بعض المخالفات فمنهم من يقول: إنني تواصلت مع الجن، أو أنني تكلمت مع الجن، أو أنني تواصلت مع الجن، أرسل لي رسائل وأرسلت له رسائل، فما رأيك في هذا الأمر بارك الله فيك؟.
المذيع: طيب طيب، شكراً لك أخ عبد العزيز.
شيخ خالد المستمع الكريم حسن الغامدي يقول يتعلق بفضل بإدراك فضل صلاة الجماعة، لكن حديث.
الشيخ: أنا أقول أخي لو يرجئ الحديث عن هذا.
المذيع: طيب.
الشيخ: فيما يتعلق بموضوع التواصل وشبكات التواصل وما يبث فيها، لحلقة أو أكثر من حلقة نتحدث فيها عن شبكات التواصل، وما ينبغي أن يُراعى فيها من آداب، وما ينبغي كيف يُتعامل مع ما يُنشر فيها من أحكام شرعية أو تقعيدات أو أحاديث نبوية أو ما إلى ذلك، حتى نأخذ الموضوع بالجملة.
 
لكن فيما يتعلق بمسألة الأخ هذا الكلام الذي ذكره أخونا هذا مبني على حديث جمهور العلماء على ضعفه[أخرجه أبو داود في سننه:560،أن النبيصلى الله عليه وسلم    قال: «الصَّلَاةُ فِي جَمَاعَةٍ تَعْدِلُ خَمْسًا وَعِشْرِينَ صَلَاةً، فَإِذَا صَلَّاهَا فِي فَلَاةٍ فَأَتَمَّ رُكُوعَهَا وَسُجُودَهَا بَلَغَتْ خَمْسِينَ صَلَاةً»وصححه الحاكم:753، ووافقه الذهبي. وقال الزيلعي: إسناده جيد(نصب الراية:2/23)]، وعلى القول بصحته فإنه لا يُحمل على أن يخرج الإنسان من بلده ليُصلي في الفلاة، فإن النبي لم يفعل ذلك ولا أصحابه.
المذيع: جميل.
الشيخ: مع نية الخروج إلى الفلاة، لكن هذا فيما يتعلق بفضيلة حصلت موافقته إلى الصلاة في المساجد، وهي الأصل، وهي التي أثنى الله تعالى على أهلها في قوله تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}[ النور:36]، فذلك أن يُحمل النصُّ في سياقه هذا على القول بثبوته، وألا يُبادر الإنسان بفهمه الذي يتبادر لذهنه دون أن يُراجع ما يذكره العلماء، في هذا الشأن.
وعلى كل أنا أقول: موضوع شبكات التواصل، وموضوع ما يُنشر فيها جديرٌ بأن يُخصَّص له حلقة، أو حلقات.
المذيع: إن شاء الله، طيب المستمع عبد العزيز الشريف، ربما يا شيخ أجبتم عن مسألة القراءة الجماعية، وتحدثتم عن هذا باستفاضة، نتحدث عن أو تجيبون بارك الله فيكم  عن السؤال الثاني فيما يتعلق بالتواصل بعض الرقاة كما يقول مع الجن، وهناك أيضاً ما يُقال الحديث أيضاً مع الجن، الذي يتلبس يتمثل على هيئة الآدمي المريض.  
الشيخ: هو في الحقيقة أخي الكريم، موضوع الحديث مع الجن، هو في الحقيقة مذَلَّة قَدَم يقع فيها كثير من القراء، وبعضهم قد يؤصِّل هذا بأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، جاء عنه أنه قال لممسوس: «اخرج عدوَّ الله، أنا رسول الله»، وهذا جاء في المسند، مسند الإمام أحمد، أن امرأة جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- معها صبي لها به لَمَم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " اخرج عدو الله، أنا رسول الله " قال: فبرأ. فأهدت إليه كبشين، وشيئا من أَِقط، وشيئا من سمن، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خُذ الأقط والسمن وأَحَدَ الكبشين، ورُدَّ عليها الآخر »[مسند أحمد:17550. وإسناده ضعيف؛ لانقطاعه].

فهذا الحديث أهل العلم على تضعيفه.
وعلى القول بثبوته، وصِحَّته فإنه لا يدل على ما يفعله الرقاة، من الحديث المسترسِل، مع الجن الذين ينطقون على ألسن الممسوسين، فإن الكثير منهم يجعل الحديثَ هو الغالب على مجالسته الممسوسَ، فيسأله من أنت؟ ومنين جيت؟، وإيش جابك، وهل أنت مسلم أم كافر؟، وقد يعرض عليه الإسلام، ويطول الحديث في قضايا، أحيانا يسأل من الذي عانه؟ ومن الذي أصابه بالعين؟ وماذا يشتكي ومن متى يشتكي؟ ويعني ينقلب المجلس من كونه رُقية وتلاوة إلى سواليف، وحديث ومقابلة مع جِنِّي، وهذا بالتأكيد ليس بمسلك رشيد، ولا بمسلك سليم، بل ينبغي أن يقتصر القارئ على التلاوة، وألا يسترسل مع الجنِّي المتحدِّث، هذا إذا ثبت أنه ممسوس، وأنه جني، الذي يتحدث عن لسان المريض، وينبغي له ألا يسترسل، بل لا يجوز له أن يسترسل معه في الحديث؛ لأنه هذا مما يُلحق الممسوس ضرراً، ويُلحقه عنتاً، وما جاء على القول بثبوته مع أن هذا الحديث ضعيف فيما ذكرت مَضْيَعة للوقت، وأنه أيضاً منقطع ينبغي أن يُختصر على إخراج عدو الله، أو ما أشبه ذلك، دون أن يُسترسل معه في الحديث.
وكثير من القراء أخي الكريم عبد الله، وأيها الإخوة والأخوات، من المستمعين والمستمعات، كثير من القراء تزِلُّ قدمه وينحرف سبيله، ويخرج من طريق الرقية الشرعية، إلى طريق الرقية البدعية أوالشركية، بسبب هذه المحادثات، التي تجري مع الجن.
والحقيقة أن هذه المحادثات، منها ما يكون يعني نحن ندل بما دلَّت عليه الأدلة، الإنسان قد يتلبسه الجن، لكن ليس كلُّ حديث يصدر عن المريض يمكن أن يكون من الجن، هناك حالات نفسية، وهناك أمراض تُصيب الإنسان، بنوع من الانفصام، يتحدث فيها بحديث مُختلِف غير المعهود، يتحدث بشخصية مختلفة تماماً عن الشخصية المعهودة.
 
وقد يكون أحياناً وهذا من الوقائع، قد تكون أحياناً تصنُّعًا للتخلص من أزمة، للفكاك من شرٍّ أو ما إلى ذلك، فينبغي الترشيد في جانب الحديث، وأن الأصل في الرقية هي التلاوة، وقراءة الآيات المباركات، والأدعية والتعويذات النبوية.
وأما التمادي والزيادة بما يجري من حديث وسؤال ومناقشات وكيف يطيب؟ وما هو العلاج له؟ وأين السحر؟ ومن حسده؟ ومَن عانه؟ وما إلى ذلك، كل هذا هو نوع من العبث الذي يجب الإعراض عنه، لا سيما وأن الجن غالب ما يتكلمون به الكذب.     
المذيع: صحيح.
الشيخ: وأنت الآن وقفت على جاني أو مجرم، من أصحاب الجنايات، هذا الأصل في حديثه التهمه، فلا تُصدِّقه حتى تقوم الدلائل والبينات بصدقه، فكيف بالجن الذين الأصل فيهم الكذب؟ والأصل فيهم الاعتداء، هذا معتدي، الذي دخل وتلبَّس هذا معتدي وجاني، فكون الإنسان يجلس معه ويتحدث وَقتَ جنايته، ووقت تلبُّسه هو نوع من العبث الذي لا يجوز، وهو من الأذية التي يجب على الرقاة أن يتقوا الله تعالى، وأن يكفُّوا عن الأذية للمريض، ثم أنه يتضمن اتهامًا وكذبًا وكشفَ أسرار وما إلى ذلك.
المذيع: ربما يُسهِم في قطيعة وغير ذلك من الأمور.
الشيخ: أكيد يترتب عليه مفاسد كثيرة، فيما إذا طاوعه.
ثم إذا الاحتجاج من بعض الرقاة أن هذا من الاستعانة بالجن هذا لا أعلم له قائلاً من أهل العلم، بهذه الطريقة التي يفعلونها من أنه يأتي ويسأل ويتحدث، على لسان الممسوس، يأخذ منه العلاج هذا لا يقول به أحد من أهل العلم، وما جاء من كلام بعض أهل العلم من جواز الاستعانة بالجن بضوابط وقواعد هذا خارج عن محلّ هذه الصورة، فليس فيها نفع، لا، بل هي مندرجة في قول الله تعالى:{وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رهقا}[ الجن: 6] ، وهي داخلة في قول الله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُم مِّنَ الْإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُم مِّنَ الْإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا، قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شاء الله}[ الأنعام: 128] ، فيجب على كل أحد من المصابين ومن الرقاة أن يتقوا الله تعالى، وألا يُلبِّسوا على الناس؛ لأن هذا من الاستعانة بالجن، من الجائز الذي قال به فلان وفلان، من أهل العلم وهذا من التلبيس، لم يقولوا بجواز الاستعانة بهذه الصورة، وهذه الصورة تتضمن أذيَّة كما ذكرت، وكرَّرت وأعدتُ وأبديت، أن هذا جناية على الممسوس وعلى المريض. 
المذيع: شيخ خالد عندي مجموعة من الأسئلة هل لي أن آتي عليها، أو نأتي عليها بشكل سريع، مسألة ربما تحدثنا عن الجن، ممكن نتحدث أيضاً عن جانب مسألة تلبُّس الجن بالآدمي أو غير ذلك، والبعض ربما يقول: ليس هناك تماماً، ويقول: إن هناك أمراضًا نفسية فقط، وغير هذا من الأمور التي لا تخفى حبذا لو باختصار لهذا الأمر.  
الشيخ: فيما يتعلق بتلبس الجن بالأنس، هو أمر دلَّت عليه أدلة مُتعدَّدة، دل عليه الكتاب، ودلت عليه بعض دلائل السُّنة، وجاء ما هو صريح في تسلط الشيطان على الإنسان، في قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «إن الشيطان ليجري من ابن أدم مَجْرى الدم»[صحيح البخاري:ح2038، مسلم:ح2175/24]، وهذا يدل على أن الجنس وهو جنس الجن الذين كبيرهم أبوهم الشيطان، لهم تسلُّط على بني أدم، وهذا التسلط متنوع، وله صور عديدة ومنه التلبس، وقد ذكر الله تعالى ذلك في قوله -جل وعلا-: {الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لَا يَقُومُونَ إِلَّا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ الْمَسِّ} [ البقرة: 275].
المذيع: من المس.
الشيخ: من المسِّ، فأثبت مسًّا وتخبطاً، وشيطاناً يتخبط، والأدلة على هذا متوافرة، حكم بعضهم بالإجماع على حصول هذا.

 كما أن العادة الجارية الثابتة في المجتمع شهدت تشهد بهذا، لكن الإشكالية ليس في هذا كما يظهر لي والله أعلم، لأن هذا أمر تتضافر عليه الأدلة.
لكن أن يكون كلُّ من تكلم  بنوع من الكلام خارج عن المألوف يوصف بأنه ممسوس، وأحياناً كما ذكرت تكون حالات نفسية معروفة عن الأطباء والمختصين من حالات الانفصام والإصابات العقلية والذهنية، التي يحصل بها من هذا النوع، الحديث بأمور غريبة، هذا في الحقيقة صحيح، ليس كل الحالات تندرج في المسِّ، ثمة حالات لا علاقة لها بالمس، فينبغي التمْيِيز بين هذا وهذا، فلا يُقال كل حالة فيها مس، ولا يقال إن المس لا حقيقة له.    
المذيع: وفي أن القرآن شفاء لكل الأمراض، وفي سؤال فيما يتعلق بالمس أو كان بالأمراض النفسية، هذا الأمر ربما كرسالة تصل لبعض الأطباء النفسيين، أيضاً يوصُّون برسالة من القرآن الكريم، هو شفاء كل الأحوال أليس كذلك؟
الشيخ: بالتأكيد، هو شفاء بالتأكيد لكن يعني هنا أيضاً مسألة وهو أحياناً أن هناك  بعض الرقاة يغلو هناك غلو.
المذيع: صحيح.
 
الشيخ: في الطب النفسي، ويقول في بعض الرقاة لا تذهب للأطباء، ولا تراجعهم يقصد النفسيين، ولا يستفيد منهم، وأولئك أيضاً يقول لهم: الرقاة دجالون، وما إلى ذلك.
المذيع: صحيح صحيح.
الشيخ: وكلٌّ يروِّج لسلعته من الآخر، وهذا غلط، إنما يتنفع من هذا وهذا.
المذيع: جميل.
الشيخ: فيما يتحقق الغرض المقصود دون الدخول في متاهات أو الاعتداء على اختصاصاتهم.
المذيع: نريد لو باختصار أيضاً يا شيخ خالد نتحدث عن مسألة تحديد الأمراض، البعض أيضاً من الرقاة، وهذا الشيء أيضاً معروف يقول: أنت بك عين، أنت مسحور، أنت معيون، أنت كذا ممسوس، هل هذا يا شيخ وارد؟ ربما سمعت أن هذا الأمر يدخل في بعض المخالفات.
الشيخ: هو التشخيص، تشخيص المرض، الذي يُصيب الناس، لا سيما في مثل العين والحسد، هي أمور خفيَّة، لا يدركها كل واحد، لكن يمكن لبعض من له خِبرة ومعرفة وإدراك أن يُشخِّص نوعاً من المرض، ففي حديث أم سلمة أن النبي -صلى الله وعليه وسلم- رأى في بيتها جاريةً، في وجهها سَفعة، فقال -صلى الله عليه وسلم-:« استَرْقوا لها، ثم قال فإن بها النظرة"، "استرقوا لها فإن بها النظرة»[سبق]، هذا الخبر من النبي صلى الله عليه وسلم، أهو مبنيٌّ على وحي؟، أم أنه بني على علامة، عُرف بها ما كان مما أصابها من المرض؟.
الذي يظهر -والله تعالى أعلم- أن هذا استدلال من النبي صلى الله عليه وسلم، بعلامة ظاهرة؛ لأن أم سلمة تقول: في بيتها جارية في وجهها سعفة، فقال: «استَرقوا لها فإن بها النظرةَ»، وهذا نوع من الاستدلال على نوع الإصابة، بعلامة من العلامات.
المذيع: جميل.
الشيخ: وفي حديث جابر-رضي الله عنه- لما رأى النبي صلى الله عليه وسلم أجسامَ أبناء جعفر ضعيفة فقال: «تصيبهم الحاجة؟»، يعني سأل أسماء أمهم، هل ما على هؤلاء من ضعف في أبدانهم بسبب حاجتهم وقلة ذات يدهم؟، قالت: ولكن العين تُسرع إليهم، العين تُسرع إليهم.
المذيع: العين تُسرع إليهم.
الشيخ: فهي عرفت من حالهم أن ما أصابهم بسبب مجاعة ولا بقلة ذات يد، وإنما بسبب العين، وكانت العين، فقال لها النبي: «ارقيهم»[تقدم]، أى أمرها -صلى الله عليه وسلم- أن تقرأ عليهم ما يندفع به عنهم العين، وهذا الحديث حديث أم سلمة، وحديث جابر هذان الحديثان، حديث جابر في قصة أبناء جعفر، وحديث أم سلمة، يدلان على أنه على أنه يمكن أن يشخص المرض ببعض علاماته.
المذيع: ببعض الأوصاف، نعم.
الشيخ: لكن الذي يجري الآن، الذي يجري الآن عند الناس وعند الرقاة هو التشخيص بالمجان، يأتي إنسان ما فيه إلا العافية، ولا فيه إلا السلامة، بل أحياناً لم يسأل ولم يطلب من الراقي، أن يُبدي له شيئاً فيقول: ترى في كذا وفي كذا وفي كذا.
يعني أنا أذكر مرة من المرات أحد الرقاة، الذين يشتغلون في منطقة من المناطق دخل مسجداً لأحد العلماء الكبار، وأعرفه باسمه -رحمه الله-، وغفر له- دخل عليه في مسجده لحاجه فقال: أنا يوم ما شفته، يقول: أنا يوم ما شفت فلان العالم عرفت أن فيه جِنِّية، متسلطة عليه.   
المذيع: نعم.
الشيخ: يعني هذا نوع من العبث، وهذا نوع من الكهانة والدجل، والاتهام للناس بما هم منه في سلامة وبراءة.
المذيع: جميل.
الشيخ: ولذلك ينبغي الترشيد في مسألة التشخيص، ثم إن الحقيقة أنا أقول لا يُلام فيه القراء فقط، يُلام فيه القراء ويُلام فيه الناس، كثير من المصابين إذا راح إلى قارئ مباشرة قال له ويش فيه، أنا عين  سحر حسد.  
المذيع: ممكن أحياناً ما يكون شيء مثلاً.
الشيخ: يعني يطلب تشخيصاً في قائمة محددة، كذا وكذا وكذا، مما يُغرِي ويجرِّيء بعض القراء إلى التداخل في مسألة التشخيص، دون علم ولا دراية.
المذيع: نعم.
الشيخ: ومعلوم أن التشخيص قد يكون مشكلة في ذاته، يعني قد يفتح باب الوساوس على الناس، والأمراض والأذى، بسبب هذه التشخيصات، المضلِّلة أو التشخيصات التخمينية، التي تُوقِع الناس في حرج.
المقصود أنا أعود وأؤكِّد على أن قضية المقصود من الرقية هو القراءة وتلاوة القرآن والآيات المباركات، الأدعية النبوية، أما ما عدا هذا، فكله مما لا فائدة منه.
المذيع: صحيح، طيب شيخ خالد عندنا سؤال من أم عبد الرحمن على الواتس آب، تقول هل يجوز أن يرقي الرجل المرأة؟.
ثم تسأل أيضاً هل القراءة على الماء وشربه يُعتبر رقية، وهل يُعتبر طريقة صحيحة شرعية؟.
الشيخ: لا بأس أن يقرأ الرجل على المرأة، لكن إذا كانت أجنبية منه، يجب ألا يخلو بها، وألا يمسَّها، لما في الخلوة من المحظور، ولما في المسِّ من الفتنة، له ولها.

هذا ما يتصل بموضوع الرقية.
المذيع: فيما يتعلق بموضوع.
الشيخ: وإذا وجدت من يرقيها من بنات جنسها فهو أفضل؛ لأنه احتمال أن تتكشَّف واحتمال أن يكون منها ما لا تحب أن يراه.
المذيع: ربما هو يا شيخ خالد كان من ضمن الملاحظات الموجودة، للأسف أحياناً تكون موجودة يعني، ربما بشكل محدود إن شاء الله يكون، وربما هناك بعض المخالفات التي تتعلق بالتوسع في القراءة على النساء، وربما تحصل هناك مخالفات أيضا ونسمع يعني ثمة أحياناً ضبطٌ من قِبَل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيما يتعلق بهذا الجانب، وربما أيضاً ننبه لهذا الأمر.
ولكن يعني ربما تأتينا مسألة أخرى أهمّ من ذلك مثلاً، فيما يتعلق بتعليق الآيات، ربما كثير من أصحاب السيارات والمباني أو غير ذلك يعلِّقون الآيات كنوع من الحرز هل هذا جائز، يا شيخ.  
الشيخ: فيما يتعلق بالجزئية الأولى وهي بما يتصل بوجود مخالفات فيما يتعلق بالقراءة على النساء، نعم ثمة مخالفات، « وما ترَكت بعدي فتنة أضرَّ على الرجال من النساء»[صحيح البخاري:5096، صحيح مسلم:2740/97]
المذيع: من النساء.
الشيخ: وهذه الفتنة ينبغي أن يتوقَّاها الإنسان ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وأن يحذر وألا يغترَّ بنفسه، فما من أحد إلا والشيطان يجري منه مجرى الدم، فينبغي البعد عن كل ما يكون من أسباب الفتنة.
نسأل الله أن يحمينا وإياكم ويقينا وإياكم الشرَّ والضر.
والاحتياط إذا قام في القراءة من القارئ ومن المريض وأهله، كان هذا من أسباب الوقاية، لكن عندما يتساهل القارئ، أو يتساهل المريض، أو يتساهل أولياؤه  بأنواع من التساهل تقع الإشكاليات.
المذيع: صح.
الشيخ: لذلك نقول من المهم، من المهم الحذر، وأنا أعجب يعني أحياناً تبلغنا بعض القصص في مسائل القراءة والتجاوز فيها، الحقيقة تعجب يعني كيف يمكن أن يرضى وليُّ المريضة بهذا الذي يجري، شيء يعني ما يمكن أن يُقبل، لكن يُعميه الله و تنطِمس بصيرته، ويرضى بأشياء واضحة بأنها لا يمكن أن تُقبل، ولا يمكن أن يُرضى بها، بحجة أن هذا مما يحصل به الشفاء، ينبغي البعد عن كل ما يكون سببًا للفتنه، وتُقطع أسباب ذلك.
والهيئة مشكورة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يعني تعمل في هذا الجانب، عملاً مشكوراً مذكوراً، في صيانة الرقية الشرعية من المخالفات، والبُعد بها عن كل ما يكون سببًا من أسباب الانحراف، سواء فيما يتعلق بالشركيات أو السلوكيات أو ما إلى ذلك.
المذيع: طيب لو في دقيقة يا شيخ تعليق الآيات، وكتابة الآيات على الأبواب ومثل ذلك؟.
الشيخ: نعم، هذه كلها من المُحدَثات، وينبغي تجنُّبها وتركها، والقرآن ينبغي أن يُعلَّق في القلوب، وأن يكون حاضرًا في الأذهان.
وأما تعليقه على الأبواب وتعليقه في الحُجب، هذا مندرج في قول النبي صلى الله عليه وسلم:« إن الرقى والتمائم والتولة شرك»[تقدم]
المذيع: شرك.
الشيخ: والمقصود أنها شرك في ذاته أو وسيلة للشرك.
المذيع: هل تراها يا شيخ من خلال الفضائيات؟.
الشيخ: هذه القرآن نافع على كل حال، لكن كون هذا يحصل به الرقية الشرعية، يعني قد يحصل، أنت تسمع الآن هناك من يسمعنا ويتأثَّر بكلامنا؛ لأن الكلام في ذاته قد يحصل به تأثير.
لكن الرقية التي يُطلب منها الشفاء ينبغي أن تطلب فيها المسائل الشرعية، والرقية عبر القنوات الفضائية لا أعلم لها أصلاً يعني يمكن أن تُرجع إليه.   
المذيع: شيخ خالد نختم فيما يتعلق بوصايا يعني بشكل سريع للمريض، تحدثنا فيما يتعلق بالرقاة الآن فيما يتعلق بالمريض، البعض ربما بمجرد أن يخرج الراقي، يعود إلى ما كان عليه من غفلة ولهوٍ وسهو ونحو وذلك.

                            الشيخ: والله يا أخي هو شوف، هو مفتاح العلاج بتوفيق الله-عز وجل-، فينبغي له أن يلجأ إلى الله وأن يضرع إليه، ويهتم به ويُنزل حاجته به وأن يُعلق قلبه به، وأن يعلم أنه لا شفاء إلا شفاء الله -عز وجل-، وأن هذه أسباب، قد مهما كانت الأسباب قوية وكثيرة لكنها قد لا تأتي بالنتيجة إلا أن يأذن الله -عز وجل-.

 فليعلق قلبه بالله أولاً وأخرا، وما يتعلق بالمرض المرض ابتلاء يأتي به الله تعالى الناس،حتى يُفيقوا ويعرفوا نعمة الله تعالى عليهم، وقد يكون بسبب عقوبة بسبب جناية، أو ذنب فليكثر من الاستغفار، والتوبة ومراجعة الهُدى، وإذا فعل هذا فإنه سيُفتح له من أبواب فرح القلب، وسلامة البدن ما يكفيه ويُغنيه.
المذيع: صاحب الفضيلة طبعاً وردتنا العديد من الاقتراحات حول العديد من المعلومات التي يُمكن في هذه أو في هذا البرنامج، ولعلنا يعني نعرضه على فضيلتكم بعد انتهاء هذه الحلقة.
أشكركم صاحب الفضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور/ خالد عبد الله المصلح. عضو الإفتاء وأستاذ الفقه بجامعة القصيم.
شكر الله لكم ونفع الله بعلمكم.
الشيخ: بارك الله فيكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
المذيع: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
 
ولكم الشكر الجزيل مستمعينا الكرام على حسن إنصاتكم وتفاعلكم في هذه الحلقة من برنامجكم الدين والحياة.
تقبلوا أجمل التحايا من مُعدِّ ومقدم هذه الحلقة على الهواء مباشرة محدثكم/ عبد الله الداني، ومن مستقبل المكالمات الزميل/ خالد فلاته، ومنفذ هذه الحلقة على الهوا الزميل/ محمد باصويلح، يتجدد اللقاء بكم في حلقة الأسبوع المقبل، بإذن الله -سبحانه وتعالى- حتى ذلكم الحين نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91425 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87224 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف