×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح

زاد الحاج والمعتمر / مرئيات في أحكام الحج / أحكام 1431 / الحلقة(1) الإحرام وبعض ما يتعلق به.

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:6175

الحمد لله رب العالمين، أحمده جل في علاه وأثني عليه الخير كله. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين والآخرين، رب العالمين لا إله إلا هو الرحمن الرحيم. وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، وخيرته من خلقه، بعثه الله بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة بشيراً ونذيراً، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، فبلَّغ الرسالة ، وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد بالعلم والبيان والسيف والسنان حتى أتاه اليقين وهو على ذلك، فصلى الله عليه، وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد: 

فمرحباً بكم وأهلا وسهلاً أيها الإخوة والأخوات في أولى حلقات هذا البرنامج الذي أسأل الله ـ تعالى ـ أن يكون برنامجاً مباركاً نافعاً وهو ضمن جملة البرامج التي تنظمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد لتبصير وتنوير حجاج بيت الله، ضمن برنامج التوعية الإسلامية في الحج. إنه فرصة مباركة ووقت صالح أن نقضيه في هذا الحديث الذي نتناول فيه شيئاً من أحكام الحج وما يتعلق بهذه الأيام المباركة، أيام الذكر والشكر والثناء على الله جل في علاه.

وسنتناول في هذه الحلقة ـ إن شاء الله ـ ما يتصل بالإحرام، بياناً لنوعه ومحظوراته، ومواقيت الإحرام، وما إلى ذلك من المسائل المتصلة به.

وفي أولى نقاط هذا البرنامج الذي نتناول فيه قضية الإحرام وما يتصل بها، ما هو الإحرام؟ الإحرام حقيقته هو الدخول في النسك. وبعض العلماء يقول : نية الدخول في النسك. وقد سمعنا هذا الكلام من بعض إخواننا الذي تفضلوا في التقرير السابق ببيان ما هو الإحرام.

ومن خلال ما سمعنا تبين لنا أن الإحرام عند بعض الناس يفسر بالتجرد من المخيط، التجرد من اللباس، الثياب والملابس ما كان ظاهراً منها وما كان خفياً، وكذلك اللباس المعتاد بسائر صوره وأشكاله. هكذا يعرفه بعض الناس. وهذا في الحقيقة نوع من التعريف للإحرام بشيء من أحكامه، فإن من مقتضيات الإحرام أن يتجرد الإنسان من المخيط، لكن لما نريد أن نقول ما هو الإحرام؟ وما حقيقته؟ وهل يصلح أن يحرم الإنسان وعليه ثيابه؟

الجواب: الإحرام عمل قلبي في الأصل، وذلك هو الدخول في التحريم، أنت لما تقول "أحرمت" أي أني دخلت في تحريم أشياء حرمها الله ـ تعالى ـ عليَّ، ومنعني منها في هذا العمل الذي هو عمل الحج. كذلك لما يترك الإنسان شيئاً من الأعمال، على سبيل المثال في الصلاة، تسمى التكبيرة تكبيرة الإحرام، يقول: " الله أكبر"، وهذا لأنه يحرم على نفسه كل ما يخالف هيئة المصلي من الاشتغال باللباس، من الاشتغال بسائر ما يشتغل به غير المصلين من حركة وكلام، وما إلى ذلك.

المقصود أن الإحرام: هو الدخول في النسك، أو هو نية الدخول في أعمال الحج والعمرة، أو هو الدخول في الحج والعمرة. هذه كلمات متقاربة وإن كان المتخصصين يوجدون فروقاً بين هذا وهذا ؛ لكن نحن في المفهوم العام المبسط، ما هو الإحرام؟ هو أن تعتقد في قلبك أنك التزمت الآن بأحكام الإحرام من اجتناب المحظورات وفعل المأمورات ؛ لأن الإحرام له مقتضيات وهي في الجملة نوعان: واجبات تقوم بها، وممنوعات تجتنبها، فإذا عقدت قلبك على الالتزام بهذه الواجبات فعلاً، وبهذه المحرمات اجتنباً وتركاً فقد دخلت في الإحرام، بعد ذلك ينبغي أن يعلم أن الإحرام له سنن وآداب وله أحكام وشعائر ينبغي أن يراعيها المسلم وأن يحرص عليها.

فمن سنن الإحرام أن يتقدم الإحرام التجرد من المخيط، ومعنى التجرد من المخيط أي التخلص منه، وذلك بأن لا يلبس لباساً من لباسه المعتاد. وقد جاء في ذلك أصلا عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فيما رواه البخاري ومسلم"صحيح البخاري" (134)، ومسلم (1177). من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ فإن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لما أذن في الناس بالحج، ابتدأهم ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ببيان الأحكام المتصلة بالحج، فسأله رجل فقال يا رسول الله :"ما يلبس المحرم؟"، ما الذي يلبسه المحرم، هكذا سئل النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ما يلبس المحرم من الثياب؟ كما في رواية البخاري ومسلم. فقال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ جواباً بعكس ما سئل، هو سئل عن الشيء الذي يلبسه المحرم، والنبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ لم يقصر جوابه على هذا، إنما انتقل إلى بيان ما الذي يمنع منه المحرم، وهو إيحاء ، وإفهام بأن ما يمنع منه المسلم محدود، وأن ما لا يمنع منه من اللباس فهذا شيء غير محدود. وهذا جواب النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو من حكمته وبيان اختصاره، لم يذكر ما يلبسه المحرم، إنما بيَّن ما لا يلبسه المحرم حتى يصح إحرامه ويتقي ما يمنع منه. هذا الحديث الشريف بيَّن لنا جملة من المسائل التي تعد أصلاً وقاعدة في بيان ما يلبسه المحرم. فقال النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «لاَ يَلْبَسِ الْقَمِيصَ ، وَلاَ الْعِمَامَةَ ، وَلاَ السَّرَاوِيلَ ، وَلاَ الْبُرْنُسَ ، وَلاَ ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ، أَوِ الزَّعْفَرَانُ». ثم قال ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ:« ولا يلبس الخفاف إلا أحدا لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما أسفل الكعبين»، هذا في أول الأمر في حديث ابن عمر. ثم قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في بيان ما لا تلبسه المرأة «وَلاَ تَنْتَقِبِ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ، وَلاَ تَلْبَسِ الْقُفَّازَيْنِ»"صحيح البخاري "(1838) بهذا تكون عمليه اللباس قد اتضحت وضوحاً لا لبس فيه ولا التباس في حق الرجل وفي حق المرأة، العلماء لما تأملوا في هذه المذكورات، منهم من اتخذ من هذه المذكورات لفظاً، فقال: يمنع المحرم من لبس المخيط.

والحقيقة هذه العبارة ليس في الكتاب ولا في السنة ذكر لها، يعني ليس هناك نص في كلام الله ـ عز وجل ـ ولا في كلام نبيه ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ ينص على أن المحرم لا يلبس المخيط، ليس هناك نص عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يقول " لا يلبس المخيط"، إنما هناك نص بيَّن فيه جملة من الثياب والملبوسات التي يمتنع منها المحرم. بعض العلماء قال : إن هذا الملبوس الذي منع منه، هو في الحقيقة يجمعه أنه مخيط. لكن هذه اللفظة سببت إشكالا، فتوهم كثير من الحجاج، ومن المعتمرين ومن المتنسكين أن الحاج ممنوع من لبس ما فيه خياطة، سواء كان ذلك في رداءه وإزاره، أو كان ذلك في سائر لباسه؛ لكن الصحيح أنه لا دليل على تحريم ما فيه خياطة إنما الممنوع هو لبس ما فُصل على البدن من قُمص -أي ثياب سواء كانت قصيرة أو طويلة- من سراويلات سواء كانت السراويلات التي تلبس تحت الثياب أو ما يشبهها من البنطلونات التي يلبسها الناس وما أشبه ذلك، فالمطلوب من المحرم إذا عقد نيته أن يبادر إلى التجرد من هذا ، ولكن الإحرام ليس هو لبس الإزار والرداء، لأن لبس الإزار والرداء لباس كان معهودا في زمن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ في غير الحج والعمرة، والآن في بعض البلدان يلبسون وزرة، والوزرة هي ما يستر به أسفل البدن، وهذا ليس إحراماً ؛ لأنهم لا يلتزمون أحكام الإحرام من فعل الواجبات، وترك المحظورات والممنوعات. فخلاصة حقيقة الإحرام هي الدخول في أحكام الحج والعمرة من فعل ما أمر الله ـ تعالى ـ به فعلاً، ومن ترك ما نهى الله ـ تعالى ـ عنه وزجر عنه نهياً. هذه حقيقة الإحرام.

* محظورات الإحرام: 

قضية محظورات الإحرام قضية ذات أهمية بالنسبة للحجاج، وذلك أن الإحرام له ممنوعات، وهناك في المحظورات نقطة لابد أن نقف عندها ابتداء، وهي ما الذي يمنع منه المحرم؟ هل هناك ما يمنع منه المحرم؟ نعم، هناك ما يمنع منه المحرم، ويمكن أن نصنفه في الجملة إلى صنفين:

الصنف الأول: ما يمنع منه المحرم وغير المحرم، وهي الممنوعات العامة التي يمنع منها الإنسان ويجب عليه أن يمتنع منها في كل حال وفي كل زمان محرماً كان أو غير محرم . ولهذا يقول الله ـ تعالى ـ تأكيداً لهذا المعنى وأنه ينبغي أن يحتاط الإنسان في إحرامه {الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}سورة البقرة: 197.

أسأل ، هل الفسوق مما أذن الله ـ تعالى ـ به لغير المحرم؟

الجواب: لا، الفسوق اسم يندرج تحته كل مخالفة لأمر الله ـ تعالى ـ أو انتهاك لما أمرنا باجتنابه وزجر عنه. إذا: أنت مأمور أن تجتنب في إحرامك ما حرمه الله ـ تعالى ـ عليك في غير الإحرام، من الغيبة والنميمة وما يتصل بكل المخالفات الأخرى من ترك الواجبات وانتهاك المحرمات التي حرمها الله ـ تعالى ـ على عباده. هذا معنى عام يجب الاحتياط منه والبعد عنه. الأمر الثاني هو ممنوعات تتعلق بالإحرام خصوصاً. طيب : لنا أن نقول لماذا لم يذكر العلماء هذا المعنى العام؟ لم يذكروه؛ لأنه مستصحب ومعلوم وواضح، وقد نصَّ عليه بعضهم، فقال: "يجب على المحرم أن يقوم بالواجبات وأن يترك المحرمات، فذكر هذا بعض أهل العلم". لكن غالب من يذكر محظورات الإحرام يذكر المحظورات الممنوعات المتصلة بالإحرام على وجه الخصوص. والأصل في هذه الممنوعات هي الآية التي ذكرناها في قوله ـ تعالى ـ:{الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌفَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ} يعني دخل، والتزم أحكام الحج {فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ}سورة البقرة: 197. وهذه أصول يرجع إليها ما يمنع منه المحرم في إحرامه. أضف إلى هذه المذكورات الثلاثة في هذه الآية ما ذكره الله تعالى في قوله :{وَأَتِمُّوا الْحَجَّوَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ}سورة البقرة: 196. هذه الآية المباركة ذكر الله ـ جل وعلا ـ فيها جملة من الأحكام المتصلة بما يمنع منه المحرم، فذكر فيها منع حلاق الرأس. الحلاق هو إزالة الشعر بالموس، وإلا فهو في اللغة الفصحى " بالموسى". إزالة الشعر بالقص الكلي وإزالته بالموسى هذه ممنوع منها المحرم، لماذا؟ لأن المحرم مطلوب منه أن يلاحظ هذا النسك بالتقرب إلى الله ـ جل وعلا ـ في نهاية عمله سواء كان حجاً أو عمرة بقص أو تقصير، قال الله ـ تعالى ـ:{لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَلَا تَخَافُونَ}سورة الفتح: 27. فجعل الله ـ تعالى ـ من صفات الداخلين في هذا النسك المتعبدين له بحج أو عمرة الحلاق والتقصير. وقد جاء عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: «رحم الله المحلقين»أخرجه البخاري (1727)، ومسلم (1301) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، فلذلك كان مما يمنع منه المحرم حلاق الرأس.

إذا أردنا أن نعرف ما هي محظورات الإحرام.

أولاً: المحظورات تنقص أجر من انتهكها ولم يلتزم بأحكامها، فهي لا تفسد إلا فيما يتصل بالإجماع وقد ذهب عامة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ وعلى هذا عامة علماء الإسلام أن الجماع، إذا وطأ الرجل امرأته في الحج قبل تحلله الأول، وفي العمرة قبل فراغه من أعمالها بالتحلل، فإنه يفسد حجه وتفسد عمرته. يفسد حجه وتفسد عمرته ويترتب عليه أحكام يطول المقام بذكرها لكن هو مطالب بالإتيان بعمرة جديدة، ومطالب بالإتيان بحج جديد غير هذا الحج، مع وجوب تكميل العمرة التي هو فيها، والحج الذي هو فيه لقول الله ـ تعالى ـ:{وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} إذاً: يا إخواني ويا أخواتي ليس هذه المحظورات مفسدة في جميع صورها إنما هي منقصة لأجر أصحابها. فمن تورط في هذه المحظورات فقد فاته وصف الحج المبرور، الذي قال فيه النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ:«الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة» أخرجه أحمد (2/246). ولهذا من المهم أن نعرف ما يترتب على هذه المحظورات إذا وقع فيها الإنسان.

ما هي المحظورات؟

نقولها على وجه الإجمال، عدَّها بعض أهل العلم بتسعة محظورات:

المحظور الأول: حلق الشعر عموماً سواء كان من الرأس أو من سائر البدن. 

تقليم الأظافر: ذكروا أيضاً في ذلك التطيب في البدن أو في الثياب.

لبس المخيط: ويقصدون بلبس المخيط لبس ما هو مفصل على البدن. ذكروا أيضاً الخِطبة وعقد النكاح، هذا أيضاً من محظورات الإحرام. 

قتل الصيد: من محظورات الإحرام.

الجماع: من محظورات الإحرام وهو أعظم محظورات الإحرام .

أيضاً المباشرة: وهو الإنزال والاستمتاع بالنساء، دون الجماع، هذا مما ينقص الأجر وهو من جملة محظورات الإحرام.

هذا في الإجمال والاختصار ما ذكره العلماء، وهناك تفريعات وتفصيلات. أيضاً لُبس ما هو ملاصق للرأس كأن يكون عمامة أو ما أشبه ذلك ، هذا من محظورات الإحرام.

فاجتمع لنا تسعة أنواع من الأمور التي هي من محظورات الإحرام. يجب على المؤمن أن يبعد نفسه عن هذه المحظورات ، وأن يحرص على التفادي لها والبعد عنها.

ومتى يلتزم هذه الأحكام؟

يلتزمها منذ دخوله في الإحرام، منذ شروعه في الدخول في النسك من مواقيت، إن كان أحرم من الميقات، أو من دون المواقيت إذا كان ليس من أهل المواقيت، أو من مكة إذا كان قد أحرم من مكة للحج، فإن الحجاج يحرمون بالحج من مكة إذا كانوا متمتعين، وقد تحللوا من عمرتهم. بقي أن نعرج على وجه الإيجاز أنه هناك مواقيت للحج والعمرة، مواقيت للإحرام، هذه المواقيت ينبغي مراعاتها والصيانة لها، والحرص على أن لا يتجاوزها الإنسان حتى يأتي على الإحرام الذي أمره الله ـ تعالى ـ به. المواقيت بينها النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ وذكرها في حديث ابن عباس وابن عمر، وهي ذو الحليفة لأهل المدينة، والجحفة لأهل الشام، وقرن المنازل لأهل نجد، ويلملم لأهل اليمن، واجتهد عمر ووافق اجتهاده ما جاء به النص عن النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ بتوقيت ذات عرق لأهل العراق. هذه خمسة مواقيت، جمهور العلماء على أنها موقته الأربعة يقول عامة علماء الأمة أنها بتوقيت النبي ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ واختلفوا في ذات عرق.

هذه المواقيت ما فائدتها؟

فائدتها أنه من أتى عليها ينبغي أن يحرم إذا كان مريداً للحج أو العمرة. وأما إذا كان لا يريد الحج أو العمرة، فإنه له أن يجتازها من غير إحرام ولا يلزمه أن يحرم منها، ومن كان دون هذه المواقيت يحرم من حيث أنشأ، يعني من حيث نوى العمرة، أهل مكة من أين يحرمون بالعمرة، من الحل، يعني يخرجون إلى خارج الحرم ويحرمون، أما في الحج فإنه يجوز لأهل مكة وغيرهم أن يحرموا من داخل مكة.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يتقبل منا ومنكم ، أن يجعلنا وإياكم من الفائزين المقبولين. أسأله أن يجعل حجنا مبروراً وسعينا مشكوراً، وأن يجعلنا وإياكم من المباركين المقبولين.

هذا البرنامج يأتيكم ضمن تلك البرامج المباركة التي تقدمها وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في جهدها المبارك المبرور في بيان أحكام الحج والعمرة والتنبيهات المتصلة بحجاج بيت الله ضمن التوعية الإسلامية في الحج، أسأل الله أن يبارك في هذه الوزارة وفي الدولة المباركة التي سخرت جميع إمكانياتها في خدمة ضيوف بيت الله تعالى وحجاج بيته الحرام. وإلى أن نلقاكم في حلقة قادمة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المادة التالية

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93689 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات89564 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف