×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

زاد الحاج والمعتمر / مرئيات في أحكام الحج / مناسك 1436 / الحلقة (9) فضل أيام العشر من ذي الحجة

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييكم ونرحب بكم في حلقة اليوم من "مناسك" والحلقة الأخيرة -بإذن الله تعالى- من خلال هذا البرنامج الذي تنظمه وتشرف عليه وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، ضمن خطتها لتوعية ضيوف الرحمن في كل عام.
نرحب بكم مشاهدينا، وأيضا نرحب بضيف البرنامج الدائم فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم وعضو التوعية الإسلامية في الحج فحياكم الله شيخنا.
الشيخ: أهلا وسهلا ومرحبا بك، وحيا الله الإخوة والأخوات وأسأل الله أن يكون لقاء نافعا مباركا.
المذيع: جزاك الله خيرا شيخنا، ولعلنا في حلقتنا اليوم مشاهدينا الكرام سنتحدث ونتطرق بالتأكيد إلى فضل عشر ذي الحجة وهذه الأيام المباركة بمشيئة الله تعالى، وأيضا سنخصص الجزء الأكبر في هذه الحلقة للرد على أسئلتكم واستفساراتكم الهاتفية أو التي تصلنا على هاشتاج مناسك في توتير.
شيخنا! لعلنا نبدأ اليوم موضوعنا الذي تحدثنا فيه أو سنتحدث فيه -إن شاء الله- مع السادة المشاهدين عن فضل أيام عشرة من ذي الحجة، وكما نعلم أن غدا هو المتمم لذي القعدة، وإن شاء الله سيكون بعد غد هو الأول بإذن الله.
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد،،،

فالعشرة الأول من ذي الحجة هي خير أيام الزمان، فقد جاء فيها قول سيد الأنام -صلوات الله وسلامه عليه- فيما رواه البخاري من حديث ابن عباس :‹‹ ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام يعني أيام العشر قالوا يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشي››+++[صحيح البخاري:ح969]---، فدل هذا الحديث على أن العمل الصالح في هذه الأيام الشريفة له منزلة عليا عند الله -عز وجل- من حيث عظيم الأجر وكبير الفضل فيما يتقرب به المؤمن إلى ربه في هذه الأيام المباركة والليالي الفاضلة، وهذا من رحمة الله بعباده أن أوجب لهم محطات يتزودون فيها بألوان البر وأنواع الخير، ومن أشرف تلك المحطات وأفضلها هذه الأيام المباركة التي يجتمع فيها أصول العبادات من توحيد الله -عز وجل-، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، والحج وهي أعمال شريفة فاضلة يندب الاشتغال بها في هذه الأيام المباركة، وقد أقسم الله تعالى كما قال جماعة من أهل العلم بهذه الأيام بهذه الليالي في قوله تعالى: {وليال عشر}+++[الفجر:2]---، في سورة الفجر قيل: اليالي العشر التي أقسم الله تعالى بها هي الليالي العشر الأول من ذي الحجة، وفضل هذه الأيام ثابت لا خلاف بين العلماء في أنها أيام فاضلة مباركة يشتغل الإنسان فيها بألوان الطاعات، وأفضل ما تؤمر به ذكر الله -جل وعلا-؛ فهو الذي ينبغي للمؤمن أن يشتغل به، ولذلك جاء في ذكر الأعمال ما رواه أحمد بإسناده عن عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ‹‹ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير»+++[أخرجه أحمد في مسنده:ح5446، وقال محقق المسند: إسناده صحيح]---، أي أكثروا فيهن من قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر .

 فنص على الاشتغال بكثرة الذكر، ولذلك أفضل ما يتقرب به المؤمن إلى الله تعالى في هذه الأيام: الذكر، والذكر هنا بمفهومه العام الذي يتواطأ فيه القلب مع اللسان مع الجوارح فيكون الإنسان ذاكرا لله -عز وجل- بقلبه، معظما لآلائه ومتدبرا لنعمائه، ويذكر ذلك بلسانه، وذلك بالتكبير والتحميد والتمجيد والتسبيح وقراءة القرآن، لكن أفضل ما يشتغل به ذكرا في كل أحواله قياما وقعودا وعلى جنب وفي الأسواق وفي البيوت وفي المجامع وفي الخلوات ومن الصغار والكبار والرجال والنساء هو: التكبير "الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، وقد جاءت جملة من الصيغ عن الصحابة رضي الله عنهم في صفة التكبير في هذه الأيام وكلها حسن، وحيثما ذكر الإنسان وكيفما ذكر الإنسان الله -عز وجل- بأي نوع من الذكر تكبيرا وتمجيدا فإنه حقق المطلوب من ذكر الله في هذه الأيام لقول النبي -صلى الله عليه وسلم: ‹‹فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل›› فإذا قال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا آله إلا الله الله أكبر ولله الحمد جاء ذلك عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم ، وإذا قال:" الله أكبر الله أكبر" مرتين "لا إله الله"، "الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" فقد جاء ذلك أيضا عن جمع من الصحابة، وإذا قال: "الله أكبر الله أكبر الحمد الله كبيرا" فقد جاء ذلك عن سلمان بإسناد جيد+++[أخرجه البيهقي في سننه:ح6282، وصححه ابن حجر في الفتح:2/462]---، فالمقصود أن صيغ  التكبير كلها تؤدي إلى المقصود من تكبير الله، وينبغي أن يعرف المؤمن أن الذكر يعلو قدره ويعظم أجره ويكبر نفعه عندما يكون ذكرا بالقلب مواطئ للسان، هناك تواطؤ وتوافق بين القلب  واللسان  في هذا الذكر، فالذي يقول: الله أكبر الله أكبر كمن إذا قال: الله أكبر وهو غافل عن هذه المعاني الجميلة الجليلة، ليس كمن قال: الله أكبر واستشعر ذلك بقلبه أن الله أكبر من كل شيء، أكبر من شهواته، أكبر من ملذاته، أكبر من أشغاله التي يشتغل بها عن ذكره وطاعته، أكبر من كل ما يخيفه ويرهبه، أكبر من كل ما يحبه ويتعلق به، أكبر من كل قوة في الدنيا ومن قوى الناس وقوى الخلق على وجه العموم، هذه المعاني إذا تذكرها الإنسان كان هذا التكبير له من التأثير في قلبه، وسلوكه وعمله ما ليس للتكبير الذي يكون مجردا عن حضور مثل هذا المعاني.
مما ينبغي أن يعلم وهذا يسأل عنه كثيرا من الناس، ماذا أعمل؟ هذه الأيام فاضلة ومباركة، بأي شيء أشتغل؟ الباب مفتوح لكل الأعمال الصالحة؛ لكن الذي ينبغي أن يعلم أن الأعمال التي ينبغي أن نعتني بها ونشتغل بملئ أوقاتنا بها نوعان: أعمال واجبة وهذه في الذروة والسلام فيما يتعلق بالاهتمام والاعتناء والتقديم، والثاني: الأعمال المستحبة والقربات المتطوع بها وهذه في مرتبة الثانية، وكلاهما نحن مندوبون إلى الاجتهاد فيهما في هذه العشر التي نستقبلها بعد يوم من اليوم، ينبغي أن نجتهد في كثرة الذكر في إقامة الواجبات في الاستكثار من النوافل والطاعات والمستحبات، ليس فقط فيما يتعلق بصلة الإنسان بالله فيما يتعلق بصلة الإنسان بالله، وفيما يتعلق بصلة الإنسان مع الخلق، ولذلك تفقد نفسك في هذه الأيام في الصلوات المفروضة كيف أنت في الصلوات الخمسة التي جعلها الله تعالى فرضا على كل مسلم ومسلمة؟ كيف أنت في زكاتك هل أديت ما أوجب الله تعالى من زكاة أموالك؟ فإن لم تكن فبادر إلى أدائها فان الواجب مقدم على الاشتغال بالنوافل، أين أنت فيما يتعلق بالصيام الواجب عليك سواء صيام قضاء أو كان واجبا كفارة أو كان واجبا نذرا؟ فانظر إلى ما تعلق بذمتك بالاشتغال بالواجبات فبادر به، ولذلك جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- أن قضاء رمضان في هذه الأيام أفضل من الاشتغال بالنوافل من الصيام؛ لأن قضاء رمضان واجب والتقرب لله بأداء الواجبات أعظم أجرا من التقرب إليه من النوافل وهو يحصل بهذه الفضيلة بالاشتغال بالعمل الصالح؛ لأن العمل الصالح يشمل الواجب والمستحب، وقد جاء ذلك فيما رواه البخاري من حديث شريك بن أبي نمر، عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ‹‹من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله، ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته››+++[أخرجه البخاري في صحيحه:ح6502]---، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه {وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه}، ثم قال هذه في مرتبة الواجبات هو مقدم في الصلاة وفي الزكاة  وفي الصوم وفي الحج وفي حقوق الخلق، ابحث عن الواجب وابدأ به قبل غيره{وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه} هذا في المرتبة الثانية حتى تبلغ هذه المرتبة أن الله -جل في علاه- يحب هذا المتقرب المشتغل بأداء الواجب وفعل الواجب والاستزادة بالنوافل والصالحات، إذا نحن مندوبون في إتقان صلواتنا، أنا أدعو نفسي وإخواني الرجال والنساء الصغار والكبار إلى أن نعتني بالصلاة المفروضة وفيما يتعلق بشروطها وواجباتها وسننها، هذا من أجل القربات ومن أحسن ما يتقرب به الإنسان إلى ربه أن يتقن الواجب ثم بعد ذلك يستزيد بصلاة الليل وبالنوافل وما إلى ذلك من ألوان القربات في الصلاة، في الزكاة مثل ما ذكرت، الصدقات الواجبة ابتداء ثم النفقات، وهذا شيء يغفل عنه بعض الناس فتجده يتصدق وينفق وهو شاح على أولاده وعلى زوجه، فيما يتعلق بالنفقة الواجبة أو على ما يجب عليه أن ينفق عليه أو حتى فيما يتعلق بحقوق الخلق في رواتب العمال، في رواتب الموظفين، في حقوق الناس من الديون وما إلى ذلك، هذه أولى بالتقديم، تقرب الله في هذه الأيام بإبراء ذمتك من حقوق الخلق، فيما يتعلق بالأموال، كذلك فيما يتصل بالصوم، تفقد نفسك في الصيام الواجب إذا كان عليك صيام واجب فبادر إلى قضائه وأدائه في هذه الأيام وفعله في هذه الأيام حتى تكون قد أبرأت ذمتك مما فرضه الله تعالى عليك، كذلك فيما يتصل بالحج إذا كنت لم تحج وتوفرت أسباب الاستطاعة، وتهيأت لك أسباب المجيء فبادر فإن الله تعالى قد فرض الحج على عباده، ودعاهم إليه، وأخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ركن من أركان الإسلام فلا يصح إسلام أحدهم ولا يتم إلا بالإتيان بهذه الأركان، ثم بعد ذلك بر الوالدين، صلة الأرحام، إكرام الجيران، الإحسان إلى الخلق، أداء الأمانة.
فيما يتعلق بالعقود، وهنا يغفل عنها كثير من الناس ويراها أمرا عاديا، أداء الأمانات في العقود فيما يتعلق بالوظائف فيما يتعلق بالأعمال التي أنيطت بك، احرص على أداء الواجبات في هذا كله، ثم استزد من الخير في باب الخير كله «اتقوا النار ولو بشق تمرة»+++[صحيح البخاري:ح1417]---، فالأمر ليس مقصورا على نمط من الصالحات، تبسمك في وجه أخيك صدقة، يعني أحيانا نحن نلزم عملا معينا ونرى أنه أفضل الأعمال ثم نغفل عن أعمال أخرى يسيرة ويجري بها علينا من فضل الله وإحسانه وعطائه ما لا نتخيل، فقد دخلت النار امرأة في هرة+++[صحيح البخاري:ح2365]---، ودخلت الجنة بغي في شربة سقتها كلبا+++[صحيح البخاري:ح3467]---، فضل الله واسع، والأعمال الصالحة التي يدرك بها الإنسان الخير مبدؤها هذا القلب، فإذا كان القلب رحيما تقيا نقيا لله خالصا، حقق من الخير والفضل ما يسبق به غيره وينال به سعادة الدنيا وفوز الآخرة، إذا الخلاصة يعني فيما أندب نفسي وإخواني إليه في هذه الأيام أن نشتغل بذكر الله، قياما وقعودا، أداء الواجبات، التقرب إلى الله بالنوافل والطاعات، ألا نحرم نفسنا خيرا، وعوضا على أن تصمت وتسكت اشتغل بالذكر وأنت في سيارتك، وأنت في مكتبك، وأنت في سوقك، وأنت في بيتك بين أولادك، وأنت تتابع برنامجك لا يمنع أن تذكر الله -عز وجل- إذا كان هذا الذكر لا يشغلك على إدراك ما تريد إدراكه من كلام المتكلم أو من البرنامج الذي تتابعه، ثم أقول: إذا عجزنا على أن نتقرب لله تعالى بالصالحات من النوافل والقربات، فلا أقل من أن نكف شرنا عن الناس فإن كف شرك عن الناس صدقة منك على نفسك، فلنتخفف من الشرور في هذه الأيام، يعني الإنسان يحفظ لسانه فلا يؤذي أحدا، يحفظ يده فلا يعتدي على أحد، ويتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»+++[صحيح البخاري:ح10]--- فينبغي للمؤمن أن يحرص على هذه المعاني ويكف لسانه غيبة، ويكف يده أذية، ويكف قدمه سيرا إلى المعاصي، وهنا أنبه أن من الناس من يغفل عن هذه المعاني وتجده يسرف على نفسه إما لكون هذه الأيام أيام فراغ أحيانا، أيام إجازة أحيانا، قد تكون أيام فرح كما هو يوم العيد في اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم العيد الأكبر، فتجد بعض الناس يسرف على نفسه وهي أيام قربة وطاعة، ونعلم أن المعصية في الزمان المبارك وفي المكان المبارك لها شأن مختلف عن المعصية في سائر الزمان، ولذلك لما ذكر الله تعالى تلك الأشهر قال الله -جل وعلا- {إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم  ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم }+++[التوبة:36]---، فنهى الله تعالى عن ظلم النفس في الزمان الفاضل وهو هذه الأشهر الحرم، وإذا أضيف إلى فضلها فضل آخر كهذه الأيام التي هي خير أيام الزمان، أضيف إلى فضلها فضل أنها خير أيام الزمان، وما من أيام العمل الصالح فيهن عند الله تعالى أحب منه هذه الأيام، فإنه تتضاعف البركة وتزيد معاني الخصوصية في هذه الأيام التي توجب العناية بهذه الأيام والاستزادة من الخيرات والتخفف من السيئات، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يستعملني وإياكم في طاعته، وأن يعينني وإياكم على القربات والصالحات وأن يجعلنا من أوليائه وحزبه.
المذيع: جزاك الله خيرا يا شيخنا، سنكمل -إن شاء الله- حديثنا الجميل حول فضل هذه الأيام وما يتعلق بذلك، ولكن نستأذنكم في فاصل قصير وأيضا السادة المشاهدين، ونعود -إن شاء الله- لإكمال برنامج "مناسك".
المذيع: أهلا بكم من جديد مشاهدينا! لا زلنا معكم على الهواء مباشرة في برنامج "مناسك"، وهذه الحلقة التي نتحدث فيها عن فضل عشرة من ذي الحجة، وأيضا فيها يتعلق ببعض الأمور المخصصة، وأيضا سنتحدث عنها، وأيضا يسرنا أن نستقبل اتصالاتكم مشاهدينا سواء الهاتفية، وأيضا التي تصلنا على توتير في هشتاج مناسك، نرحب بكم من جديد، ونرحب أيضا بشيخنا الدكتور خالد المصلح، شيخنا نتحدث عن الأضاحي وبعض أحكام الأضاحي.
الشيخ: من الأعمال الصالحة التي تكون في هذه الأيام عملان لهما منزلة كبرى وأجر عظيم، منها: ابتداء صوم يوم عرفة فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :«أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»+++[صحيح مسلم:ح1162/196]--- وهذه يدل على عظيم أجره وكبير فضله، حيث يكفر صيام هذا اليوم سنتين، وهذه الفضيلة تحصل لكل من صام هذا اليوم بنية من الليل، ولو حصل بنية من النهار كأنه لم يعلم متى عرفة أو لم يتذكر إلا صباحا فإنه يرجى أن يدرك الفضيلة، ولو صام يوم عرفة بنية القضاء أرجو أن يدرك الفضيلة، فلو كان على المرأة مثلا أيام قضاء وصامت أحدها في يوم عرفة بنية القضاء ووافقت يوم عرفة أرجو أن تدرك الفضيلة، لكن الأفضل في تحقيق تحصيل الفضيلة أن يصومه بنية التقرب والتنفل بصيام هذا اليوم المبارك مستقلا.

 بقية الأيام العشرة صيامها كسائر الأيام من حيث الفضل يعني لم يرد إلا أن الفضل فيها كسائر فضل العام، المعنى أنه لم يرد حديث خاص بفضيلة صيام الأيام العشر إلا أنها يندرج في عموم ما جاء من الفضل في العمل الصالح في هذه الأيام، ومنه الصوم.
ما يتعلق بالأضحية، هي من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المؤمن لله -عز وجل- في هذه الأيام، والعمل الصالح في الأضحية يبتدئ الاستعداد له والتهيؤ من دخول العشر، فقد جاء في حديث أم سلمة في صحيح الإمام مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: «إذا دخل العشر يعني العشر الأوائل من ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمس من شعره وبشره شيئا»+++[صحيح مسلم:ح1977/39]---، فدل ذلك على أن من أراد الأضحية فإنه يمسك عن شعره وبشره، وهذا في حق من أراد أن يضحى عن نفسه وعن أهل بيته، أما من يضحى عنهم من أهل البيوت من الزوجات والأبناء والبنات وغيرهم ممن يشترك في الأضحية فهؤلاء لا يلزمهم الإمساك، إنما يمسك من أراد الأضحية، عن نفسه وعن أهل بيته سواء كان رجلا أو امرأة؛ لأن الأضحية مشروعة لكل أهل بيت سواء كان القائم على البيت رجلا أو كان القائم على البيت امرأة، فيضحي عن نفسه وعن أهل بيته ويمسك عن شعره وبشره إلى أن يضحي.
المذيع: طيب شيخنا نأخذ أول اتصال معنا أخونا بندر من السعودية، تفضل يا بندر
السائل: السلام علكم فضيلة الشيخ ورحمه الله وبركاته فضيلة الشيخ، عندي أكثر من سؤال لو سمحت الآن يوجد من يفتح حملات مجانية للحج أو للعمرة، كيف يكون ثوابها على الحاج أو المعتمر؛ لأنه يجب أن يدفع من ماله للحج أو العمرة فكيف يكون لها وضع الأجر؟ السؤال الثاني هناك من يظلم الناس ويطلع يحج كل سنة، ويعتقد أن الله يغفر له، وضح له النقطة هذه، وكل سنة يحج كيف يغفر له وهو يظلم الناس ويأكل حقوقهم؟ وهو كل سنة يحج ويداوم على الحج؟ كذلك لو سمحت يا فضيلة الشيخ بخصوص ما جاء في صيام يوم عرفة لمن لم يحج ليس من الواجب صيام العشرة كلها، ولكن ليتك تكلمنا عن صيام يوم عرفة لو سمحت وشكرا؟
المذيع: طيب شكرا جزيلا يا بندر، تفضل يا شيخنا نكمل أول نقطة (نقطة الأضاحي).
الشيخ: نعم الأضاحي كما ذكرت أنها سنة للرجل وأهل بيته أن يضحي عن نفسه وعن أهل بيته، وأيضا المرأة إذا كانت هي القائمة على البيت أو المنفقة عليه عنها وعن أهل بيتها، ويسن أن يمسك عن شعره وبشره يعني أظافره وسائر ما يكون من جلد لا يتعرض له حتى يضحي، ثم لو حصل وأخذ من شعره وبشره هل هذا يفسد الأضحية؟ الجواب: لا، الأضحية عبادة مستقلة وهذه سنة متعلقة بها فالإخلال بها لا يؤثر على صحة الأضحية وهذا محل اتفاق، فيما يتعلق بالأضحية، الأضحية تكون يوم النحر، وهي سنة لكل أهل الإسلام في كل الأمصار، وهي ليس لها علاقة بالحج، ويتقرب فيها المؤمن بذبح الأضاحي من الإبل والبقر والغنم قربة لله -عز وجل- وطلبا للأجر منه في الذبح، وهذا ينبغي أن يستطيب الإنسان ما يشتريه للأضحية لأنه عبادة وليس المقصود فقط اللحم: {لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين}+++[الحج:37]---، فما يصل إلى الله تعالى من العبد هو ما يكون في قلبه من تعظيم شعائر الله وتعظيم الضحايا والهدايا من تعظيم شعائر الله التي يدرك العبد فيها أجرا  وخيرا وفضلا من الله -عز وجل-.
فيما يتصل بمتى يبدأ الذبح؟ يبتدئ بعد صلاة العيد، فإن من الأعمال الصالحة التي يتقرب إلى الله تعالى بها صلاة العيد لمن لم يكن حاجا، ويذبح بعد صلاة العيد وهو مبدأ وقت الذبح، ويمتد في يوم النحر وفي أيام التشريق إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، يذبح ليلا ونهارا وكلما بادر وتقدم في أول الوقت كان أفضل وأعظم أجرا.
المذيع: فيما يتصل بما يذبحه؟
الشيخ: ذكرنا أنه يذبح الإبل والبقر والغنم، ويشترط فيه أن يبلغ السن المعتبر شرعا، وأن يكون سالما من العيوب والآفات، هذا ما يشترط فيما يتعلق بالأضاحي، إذا العيوب تنقسم إلى قسمين، لها تفاصيل يدرجها الناس من خلال مراجعة المكتوب والمسموع فيما يتعلق بذلك حتى لا نطيل.
المذيع: أخونا جمال من السودان يا شيخنا، تفضل يا جمال حياك الله ومرحبا.
السائل: السلام عليكم يا شيخ متى تبدأ العشر الأولى من ذي الحجة غدا ولا بعد غد إن شاء الله؟
الشيخ: عليكم السلام سمعنا سؤالك وسلامك.
المذيع: تسمع الإجابة يا جمال، شكرا جزيلا لك، طيب، تفضل شيخنا بالنسبة لشروط الأضحية تبقى منها شيء؟
الشيخ: لا، أنا قلت: إن التفصيل فيها يضيق عنه وقت البرنامج لكن يكفي فيه الأحكام العامة، والتفاصيل يجدها الإنسان فيما يبحثه في مسموعات أو مكتوبات في وسائل الوصول إلى المعلومة.
المذيع: شيخنا نبدأ في إجابة أسئلة مشاهدينا، أخونا بندر كان يسأل الحملات المجانية والثواب والأجر؟
الشيخ: إذا تسمح لي هناك نقطة أحب أن أنبه إليها فيما يتعلق بالتكبير، التكبير هو من العبادات التي هي من أجل القربات في هذا الموسم المبارك، وهو على نوعين في كلام أهل العلم: تكبير مطلق، وتكبير مقيد، هكذا قسم العلماء التكبير في أيام العشر وأيام التشريق، التكبير المطلق المقصود مطلق يعني في كل وقت، ليلا ونهارا في المساجد، وفي البيوت، وفي الطرقات، ومقيد، وهو الذي يكون بعد الصلوات فيما إذا صليت جماعات على قول بعض أهل العلم، فالمشروع في هذه الأيام من دخول شهر ذي الحجة إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر كلهم محل التكبير، والذكر في كل وقت وفي كل حال ومن كل أحد، وفي كل حال من غروب شمس اليوم الثالث عشر يعني من غروب شمس يوم غد، وهذا جواب على الأخ جمال هل دخل في العشر الأوائل؟ فيما أعلم إلى الآن أنه لم تعلن الرؤية، ولم ير الهلال وبالتالي غدا هو المتمم لثلاثين من ذي القعدة، إذا بغروب شمس يوم غد تدخل العشر الأول من ذي الحجة، وبالتالي من غروب شمس يوم غد يبتدئ التكبير إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، كله محل للتكبير وذكر الله -عز وجل- مطلق، وقد كان الصحابة- رضي الله تعالى عنهم- يخرجون إلى الأسواق في الأيام العشر يكبرون كما جاء عن ابن عمر، وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنهما-.
أما التكبير المقيد فهو الذي يكون بعد الصلوات، فهذا جاء عن على بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-، وجاء في حديث مرفوع؛ إلا أن إسناده ضعيف+++[أخرجه الدارقطني في سننه:ح1737، وسنده ضعيف جدا]--- يبتدئ من فجر يوم عرفة بالنسبة لأهل الأمصار لغير الحجاج، وأما الحجاج يبتدئ التكبير المقيد يكون بعد الصلوات بعد صلاة ظهر يوم النحر؛ لأنه في يوم عرفة ومشغول بذكر يخصه من التلبية والتكبير والتهليل، خير ما قلت قول النبيr: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له»+++[أخرجه الترمذي في سننه:ح3585،]--- وما إلى ذلك، وعلى هذا يجتمع التكبير المطلق والمقيد للناس من يوم عرفة إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق بالنسبة لغير الحاج ومن ظهر يوم النحر إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق.
المذيع: جميل، هو كان يسأل أخونا بندر عن الحملات شيخنا مجانية للحج كيف ثوابها؟
الشيخ: الحملات المجانية غالبا يشترطون فيها حالة الحاج، وعدم قدرته على الحج، وأنه ما حج الفريضة، هذا الغالب فيما شهدته أو عرفته من حملات الحج، وهو عمل صالح، لا يلزم الإنسان أن يقدم على هذه الحملات؛ لأنها ليست الاستطاعة التي فرض الله تعالى بها الحج على الإنسان، الله تعالى يقول: حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}+++[آل عمران:97]---  ومن الذي استطاع؟هو الذي يملك، لا يجب إلا بالسؤال أو التقدم على الجهات التي تقبله أو ترده، هذا لا يجب عليه الحج، لكن لو حج أحد من خلال هذه الحملات فحجه صحيح تبرأ به الذمة ويؤجر عليه، لمن أعانه أجر إعانته على الحج، هذا ملخص ما تعلق بحج الحملات المجانية، لكن أنبه إلى أن بعض الناس يتحايل يكون قد حج الفريضة، ويأتي ويقول: أنا ما حججت الفريضة بناء على ما أنه أخللت أنقصت ما حجت، يعني يا أخي هذا غير صحيح، هذا حج لموصوفين فينبغي أن تتحرى في انطباق الشروط عليك، وإلا فلا تحج، أنت إذا ذهبت بالتحايل لعدم انطباق الشروط عليك مع هذه الحملات، فأنت حججت بمال حرام، ومن شروط الحج المبرور وأوصافه أن يكون بمال حلال، فيتقي الله من يدخل في هذه الحملات وهو لا يستحقها.
المذيع: جميل، كان يسأل من يظلم الناس ويحج كل سنة يا شيخنا؟
الشيخ: ما يتعلق بالحج في تكفيره للذنوب «من حج فلم يرفث أو يفسق رجع كيوم ولدته أمه»+++[صحيح البخاري:1521]---وقوله صلى الله عليه وسلم:«لم يفسق» أي لم يتلبس بفسق في أثناء حجة، سواء كان الفسق على وجه العموم بترك الطاعات، أو بمواقعة المعاصي على وجه العموم، ومن العصيان أن يمضي الإنسان في أكل حقوق الناس، فمن كان يحج وهو قد أكل أموال الناس ولم يعزم توبة منها بل هو مصر على إنكارها وجحودها، فهذا لم يحقق ما يكون وصفا للحج المبرور، الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، ومن بره إلا يكون فيه إثم، وطوي قلبه على الاستمرار في معصية الله- عز وجل- بأكل حقوق الناس ليس مما يتحقق به بر الحج فهو إثم، وذلك لا ينال هذا الفضل «من حج فلم يرفث أو يفسق رجع كيوم ولدته أمه» إلا من طهر قلبه من الإصرار على المعصية، ونوى جازما الإقلاع عنها، ثم إن العلماء اختلفوا فيما يكفر الحج، فمنهم من قال: إنه لا يكفر إلا الصغائر، ومنهم من قال: إنه يكفر الصغائر والكبائر، ومنهم من قال: إنه يكفر الصغائر والكبائر وتبعات حقوق الخلق، بشرط فيما إذا كان في الكبائر والصغائر أن يكون غير مصر على العصيان أو فيما يتعلق بمغفرة الكبائر وتبعات حقوق الخلق، فلا يغتر أحد بهذا الذي ذكره أخونا من أنه يظلم الناس ويقول: أنا ذاهب يوم عرفة «من حج فلم يرفث أو يفسق رجع كيوم ولدته أمه»+++[تقدم]---، نقول له: يا أخي أنت بإصرارك على المعاصي لم تحقق الوصف المطلوب،« لم يفسق»، وأنت فاسق في أموال الناس وإصرارك على أكل أموال الناس، ثم إن جمهور العلماء على أن حقوق العباد لا يغفرها مثل هذا العمل؛ لأنها لها طالب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أخذ أموال الناس يرد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يرد إتلافها أتلفه الله»+++[صحيح البخاري:ح2387]---، فيجب على المؤمن أن يبادر إلى إبراء ذمته من حقوق الخلق، سواء كان ذلك في أموالهم، كان ذلك في أعراضهم، كان ذلك في دمائهم، فمن يتق الله ييسر له أسباب الطاعة والاستقامة والصلاح والهداية.
المذيع: جميل كان يسأل أيضا عن صيام يوم عرفة لغير الحاج يا شيخنا؟ وأعتقد لعلنا تحدثنا عن هذا الموضوع.
الشيخ: نعم تكلمنا فيما يتعلق بصيام يوم عرفة، ويوم عرفة يوم فاضل شريف، من فضله أنه ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبد من النار من يوم عرفة، وهذا ليس خاصا بأهل الموقف، أهل الموقف هم أولى من ينال هذا الفضل، لكنه أيضا لغيرهم فيما يظهر والله تعالى أعلم.

 من فضائل هذا اليوم أنه خير يوم طلعت فيه الشمس ولذلك ينبغي على المؤمن أن يحفظ حرمة هذا اليوم، وأن يتقرب إليه بالصالحات، ومن الصالحات التي جاء بها النص في هذا اليوم صومه فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الإمام مسلم في حديث أبي قتادة لما سئل عن يوم عرفة قال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها والسنة التي بعدها»+++[تقدم]--- وتكفيره للسيئات حطه لها، وستره لها، ومغفرته لها فينبغي على المؤمن أن يحرص على صيامه، وأن يحتسب الأجر عند الله -عز  وجل- في ذلك، وما يتعلق بصيامه إنما هو سنة لمن لم يحج، أما من حج فإن السنة له في قول جمهور العلماء أن يشتغل بالذكر والعبادة والطاعة، أن يفطر فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- التبس على الناس هل كان صائما في يوم عرفة أو لا فبعثت له أم الفضل أم ابن عباس- رضي الله تعالى عنها- قدحا فيه لبن فأخذه وشربه أمام الناس+++[صحيح البخاري:ح1661]--- ليتبين أنه لم يكن صائما -صلوات الله وسلامه عليه-.
المذيع: جميل، سنكمل إن شاء الله رسائل مشاهدينا يا شيخنا وأيضا التي تصلنا على توتير في هشتاج مناسك لكن بعد هذا الفاصل القصير ونعود بعد ذلك لاستكمال البرنامج ابقوا معنا.
المذيع: حيياكم الله من جديد مشاهدينا الكرام! وفي الجزء الأخير من برنامج مناسك سنقرأ -إن شاء الله- مشاركتكم التي تصلنا في هشتاج مناسك، نستقبل اتصالاتكم الهاتفية والأرقام -إن شاء الله- ستظهر في ثنايا الحلقة، معنا بندر من السعودية، تفضل يا بندر.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله، السلام ورحمة الله، حياكم الله عندي سؤال إلى فضيلة الشيخ، فضيلة الشيخ هل الواجب على المرء أن يقترض للأضحية هل هذا مهم جدا؟ هل علي أن أضحي أن أبغي التزين يا ليت تشرح لنا هذه النقطة
المذيع: أبشر يا بندر يعطيك العافية
المذيع شيخنا نبدأ من سؤال بندر، وبعدين نذهب إلى توتير إن شاء الله
الشيخ: فيما يتعلق بالأضحية، السنة للمستطيع وهي سنة مؤكدة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي وحرص على التضحية، فكان وضحى عن نفسه وعن أهل بيته كل سنوات إقامته في المدينة- صلوات الله وسلامه عليه-، إلا حجة الوداع فاكتفى بهديه عن أضحيته -صلوات الله وسلامه عليه-، فيسن الأضحية، وهي سنة مؤكدة+++[مذهب المالكية في المشهور(الكافي لابن عبدالبر1/418)، والشافعية(المجموع8/382)، والحنابلة(المغني9/435)]---، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها+++[مذهب الأحناف، وقول الأوزاعي والليث، وهو رواية عن أحمد.انظر بداية المجتهد لابن رشد (١/ ٤٢٩)، المحلى لابن حزم (٧/ ٣٥٥)، والمجموع للنووي8/385]---استنادا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه فيما رواه ابن عباس أنه وقال: «من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مصلانا»+++[سنن ابن ماجه:ح3123، ومسند أحمد:ح8273، وقال الحاكم:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. المستدرك:ح7565]--- وهذا فيه التأكد على الأضحية وأن من كان قادرا عليها ثم تركها فإنه مما يستوجب أن ينعزل عن أهل الإسلام لعدم أخذه بهذه السنة، والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنها سنة مؤكدة، وتتأكد في حق المستطيع، وهو من وجد ما يستطيع أن يضحي به، وأما أن يقترض فالاقتراض ليس واجبا ولا مسنونا، لكن  قال بعض أهل العلم: إن من اقترض من أجل أن يضحي يرجى أن يعينه الله تعالى على القضاء، لكن فيما يتعلق بالسنة الذي يظهر لي أنه لا تسن الأضحية لمن لم يجد مالا يضحى به، لكن لو أحد اقترض وضحى نقول: تقبل الله منك، ونسأل الله أن يعينك على أداء ما اقترضت.

 أحيانا القرض لعدم نزول الراتب بعضهم يقول: أنا أشترى أضحية الآن وأسددها من الراتب الذي سينزل بعد 14 يوم، هذا أسهل؛ لأنه عنده ما يوفى به دينه ويتوقع مجيئه قريبا، فهذا مثل الذي أخذ خبزا أخذه على الحساب أو شخص مسافر ويقول لأحد: اشتر لي أضحية وإذا جئت وفيتها لك، هذه من الأمور التي الأمر فيها قريب وسهل؛ لأنه يجد فيها قدرة على الوفاء.
المذيع: سؤال هنا يا شيخنا في توتير هشتاج مناسك هل يجوز صبغ الشيب دون الحلاقة ليلة العيد بالنسبة لمن لديه أضحية؟
الشيخ: لا بأس بالصبغ من أراد الأضحية، الممنوع هو الأخذ من الشعر والبشرة، وهذا في قول الجمهور على وجه الكراهة، في قوله، والحديث «إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحى فلا يمس من شعره ولا بشره شيئا»+++[تقدم]---، وذهب الإمام أحمد وجماعة من أهل العلم إلى أنه على وجه التحريم، فلا يجوز أن يأخذ من شعره وبشره شيئا، أما الصبغ سواء كان صبغ شعر الرأس أو اللحية أو خضاب اليدين أو ما أشبه ذلك هذا لا يمنع منه من أراد الأضحية من ذكر كان وأنثى.
المذيع: هنا الأخت سحر عبد العزيز تسأل في هشتاج مناسك إذا نويت الحج بنسك القران وقدمت إلى الحرم ودخلت إلى الحرم للطواف والسعي ووجدته مزدحما جدا هل يجوز أن أخرج من الحرم إلى منى بدون طواف أو سعي؟
الشيخ: نعم يجوز إذا دخلت المسجد الحرام ووجدته مزدحما فلها أن تترك الطواف؛ لأن طواف القدوم الراجح أنه سنة، وهذا مذهب جمهور العلماء من الحنفية+++[حاشية الشلبي2/19]---، والشافعية+++[المجموع8/12]---، والحنابلة+++[كشف القناع2/477]--- أن الطواف القدوم سنة، ومذهب المالكية إلى أنه واجب+++[جواهر الإكليل1/173]--- لكن الراجح ما ذهب إليه الجمهور من أنه سنة، فإذا لم تطف وتركت الطواف لأجل الزحام فلا شيء عليها
المذيع: جميل، هنا أخونا عبد الرحمن المخلافي في توتير يسأل كنت أؤدي طواف الوداع وأذن للمغرب وأقيم لصلاة المغرب، ولشدة الزحام كان الحجاج يصلون فوق ظهور بعضهم فأخرت الصلاة إلى ما بعد الطواف إلى أن انتهيت من الطواف؟
الشيخ: نعم الصلاة في الزحام فيما إذا زحم الإنسان وليس له مكان أن يسجد فمن أهل العلم من قال: يسجد على ظهر صاحبه لكن هذا ليس بصحيح، لا يسجد على ظهر أحد، هو بين أمرين: إما ألا يصلي لعدم تمكنه من السجود، وإما أن يصلي بالإيماء، وهذا أقرب فيما يظهر لي -والله أعلم-  أنه يومئ إيماء ولا يسجد على ظهر غيره؛ لأن المطلوب في السجود أن يكون على الأرض، وظهر بني آدم ليس أرضا يسجد عليها، إضافة إلى أنه يتضمن أذية الناس، فمعلوم أن ثقل الإنسان على غيره في السجود هو نوع من تحميل الناس ما قد يتأذون به، فمن زحم فإنه بين أمرين: إما أن يترك الصلاة حتى يجد فرصة للصلاة على نحو يستطيع فيه ومعه السجود والركوع وأداء الصلاة على حال سوية، وإما أن يسجد ويفعل ما يستطيع من الأركان لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم «صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب»+++[صحيح البخاري:1117]---، فأسقط النبي صلى الله عليه وسلم القيام لعدم الاستطاعة، وهذا أقرب إلى الصواب، وكذلك السجود يسجد بالإيماء، ويركع بالإيماء إذا كان يمكنه ألا يركع للالتصاق الناس والتحامهم بسبب الزحام.
المذيع: أخونا أيضا مريد في توتير يسأل هل أهل الطائف عندهم أو لديهم أو عندهم طواف وداع؟
الشيخ: كل من خارج الحرم فإنه يطوف للوداع، فلا فرق في ذلك بين من في أقصى الأرض ومن خارج حدود الحرم كبحره والمناطق المحيطة بالحرم؛ لأن الراجح في طواف القدوم أو طواف الوداع أنه لكل من أراد الخروج من الحرم، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم : «لا ينفرن أحد على الحرم -يعني عن الحرم- حتى يكون آخر عهده بالبيت»+++[صحيح مسلم:ح1327/379]---، أما استثناء المناطق القريبة من الحرم مما هي في الحل، فلا دليل عليه، وعموم قوله:« لا ينفرن أحد» كل من خرج عن الحرم فهو نافر، وبالتالي داخل في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-:« لا ينفرن أحد » فأحد نكرة في سياق النهي، فتعم، ولا تخص أحدا عن أحد، لا تخص بعيدا دون قريب، بل هي شاملة لكل من خرج عن الحرم، بعيدا كان أو قريبا،
المذيع: أيضا يسأل يا شيخنا يجوز إقران طواف الإفاضة مع طواف الوداع؟
الشيخ: تأخير طواف الإفاضة إلى وقت الخروج يجزئه عن طواف الوداع في قول جمهور العلماء، بالتالي إذا أخر طواف الإفاضة إلى وقت خروجه وطاف للإفاضة ومضى فإنه قد أدى ما طلب منه من طواف الحج، ومن أنه لم يغادر مكة حتى كان آخر عهده بالبيت.
المذيع: جميل يسأل أنه بالنسبة للإحرام الذي يوجد فيه زيت يجوز لبسه طبعا تكلمنا عنه قبل؟
الشيخ: لا بأس، توضيحا لهذه المسألة الذي يمنع منه المحرم هو لبسه ما فيه ما نص النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه من القمص والعمائم والبرانس والسراويلات والخفاف لمن وجد نعلين والثياب التي مسها زعفران أو ورث، أما ما عدا هذه من الثياب طبعا هذه الثياب هناك ما يشبها ويكون في معناه فيلحق بها، لكن ما لا يشبها وليست مندرجة تحت هذه الأسماء فإن الأصل فيه الحل، ومنه هذه الأزر الذي وضع فيه ممسكها عن السقوط فإنه لا حرج فيها، وقد طاف ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- وقد شد وسطه بثوب+++[علقه البخاري في صحيحه جازما بصحته قبل حديث1537]---، فدل ذلك على أن هذا لا يمنع منه المحرم إذا شد وسطه لإمساك إزاره أو تقوية ظهره، فإنه لا يمنع من ذلك،ومنه هذه الأزر التي خيطت سواء خيط طرفها أو خيطت بأن جعل لها ما يمسكها عن السقوط كالأزر التي فيها مطاط يمسكها عن أن تسقط.
المذيع: أيضا شيخنا في هشتاج "مناسك" الأخت مناير اليحيى تسأل: السلام عليكم بالعادة أضحى عن والدي المتوفى -رحمه الله- هل يجوز أن أشرك معه والدتي الموجودة؟ طال الله في عمرها، وأيضا هل يجوز أن أشرك فيها نفسي أيضا؟
الشيخ: نعم هو الأصل في الأضحية إذا لم تكن وصية أن تكون على الأحياء، هذا الأصل أن يضحي الإنسان عن نفسه وعن أهل بيته الأحياء، وإذا أدخل معهم الأموات فقط دخلوا معه لأنهم من أهل بيته، فلا يخص الميت بأضحية ما لم يوص الميت بوصية، وأن يضحى له منه، أما إذا لم يوص فإنه يمكن للإنسان إذا أراد أن يشرك أحدا من أمواته في أضحيته أن ينوي؛ لأن التشريك فيمن يدخل في الأضحية واسع العدد، ما مقصور على عدد محدد، وعليه فإن أختنا اذا أرادت أن تضحي فلها أن تضحي عن نفسها وأمها إذا كانت عندها في البيت، فإنها تدخل من أهل بيتها، أبوها المتوفى الذي أرادت أن يدخل معها لها أن تدخلها بالنية، لكن بعض الناس يضحي عن الأموات ويترك الأحياء، تجد أنه يضحي الرجل والمرأة عن أبيه الميت وعن أمه الميتة في غير الوصايا ويترك نفسه وأهله، وهذا تقصير في حق النفس والأهل، ابدأ بنفسك ومن تعول والأحياء أولى بالأضحية من الأموات.
المذيع: ينوي بها عند ذبح الأضحية، يذكرها، صحيح يا شيخنا؟
الشيخ: ما يلزم أن يذكر، النية محلها القلب، لكن لو قال: هذا عني وعن أهل بيتي، وهذا عن فلان إذا كان قد أوصى بذلك فلا بأس، هذا ثمة تعين الأضحية.
المذيع: هنا الأخت سارة تسأل: إذا أرادت الحج ومرت بالميقات تغتسل أم تتوضأ وتنوي الحج فقط؟
الشيخ: لا، تغتسل فقد جاء في صحيح الإمام مسلم في حديث جابر أن أسماء بنت عميس نفست في ذي الحليفة، ولدت محمد بن أبي بكر، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أن تغتسل وأن تستثفر بثوب والحال مثل النفساء+++[صحيح مسلم:ح1218/147 ]---، وفي شأن الحائض ورد ما في الصحيحين من حديث عائشة أنها حاضت في سرف، وقال لها النبيrانقضي شعرك، وامتشطتي، ودعي عمرتك، وأحرمي بالحج، واغتسلي ودعي عمرتك، وأحرمي بالحج»+++[صحيح البخاري:316]--- فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بالاغتسال وهي حائض فدل ذلك على أن الحائض والنفساء يسن لهما الاغتسال عند الإحرام.
المذيع: هنا أحمد يسأل في هشتاج البرنامج ما هي شروط الحاج يا شيخ باختصار؟
الشيخ: شروط الحاج: الإسلام والبلوغ والعقل والاستطاعة، هذه شروط وجوب الحاج، هذه هي، وهذه شروط عامة في شرائع الإسلام والاستطاعة، لقول الله -عز وجل-: ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين}+++[آل عمران:97]---، والاستطاعة حقيقتها القدرة بالمال والبدن، أن يصل الإنسان لقدرة بها يؤدي ويقوم بما جاء من أجله ثم يرجع إلى بلده.
المذيع: جميل، إذن هنا في سؤال يا شيخنا أنا لم أحج ومتزوج ومستقل عن والدي فهل علي أضحية؟
الشيخ: أينعم فيما يتعلق بالأضحية تسن لأهل كل بيت على وجه الانفراد، فإذا كان له بيت مستقل عن والده أو كان في عمارة، أحيانا الأب والأولاد يكونوا في عمارة مبنى واحد كل منه له قسم، إذا كان كل منهم مستقل بنفقته فهو كالعمارة كالتي فيها أناس متفرقون، وبالتالي يشرع أن تكون الأضحية لكل بيت مستقل، أما إذا كانوا مشتركين مأكل ومشرب منفق فهذا يكفي عن هذا البيت ولو تعدد من فيه وكثروا أضحية واحدة، ويسأل كثير من الناس إنه: أنا في وقت العيد أذهب إلى والدي وأنا في بلد آخر هل أكتفي بأضحية والدي؟ أم أني أضحي أضحية مستقلة؟ نقول: إن السنة أنت تضحي أضحية مستقلة فمجيئك إلى والداك لا يسيرك من أهل بيته ما دمت مستقلا عنه في غالب السنة.
المذيع: جميل يا شيخنا، انتهى وقت البرنامج ولعل ختامه مسك -إن شاء الله- معكم يا شيخنا في حلقات هذا البرنامج، شرفت حقيقة شخصيا بمرافقتك في حلقات هذا البرنامج، لعلك تقول كلمة نختم بها البرنامج
الشيخ: أسأل الله الكريم رب العرش الكريم أن يقبلنا وإياكم، وأن يعيننا وإياكم على الطاعة  والإحسان، وصيتي لكل مسلم ومسلمة حيث ما كان حاجا أو غير حاج أن يغتنم هذه الأيام المباركة المقبلة، فهي زاد عظيم يتزود به الإنسان خيرا وبرا وطاعة وإحسانا، ونحن لا ندري متى نرحل عن هذه الدنيا ومهما طال مقامنا فهو قليل، فنحرص على عمارته بما نسعد به وكل طاعة تشتغل بها تتقدم بها إلى الله خطوة ويرضى بها عنك، وكل خطيئة تتورط بها تؤخرك عن الله -عز وجل- وتعيق سيرك هي أغلال وقيود تمنعك من السير إلى الله، أسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته، وأن يتم هذا النسك على أحسن ما يكون وأن يحفظ حجاج بيت الله، وأن يردهم إلى بلادهم سالمين، وأن يكفي المسلمين شر كل شر هو آخذ بناصيته، وأن يجزي القائمين على شئون الحجاج خير الجزاء، كما نشكر الوزارة -وزارة الشئون الإسلامية- ممثلة بوزيرها الشيخ صالح آل الشيخ والمشرف الشيخ طلال هذا المستشار الإعلامي الشيخ طلال العقيل وسائر القائمين في هذه الوزارة على شئون الحج والتوعية ولك الشكر على هذه المرافقة وسعدت بك.
المذيع: الله يعطيك العافية يا شيخنا جزاك الله خيرا وأحسن إليك شكرا جزيلا، شكر لكم أنتم مشاهدينا الكرام طبعا نشكر فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد المصلح أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم وعضو التوعية الإسلامية في الحج كان ضيفي الدائم في هذا البرنامج وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المشوار وهذه السلسلة من حلقاتنا مناسك في موسمه لعام 1436 للهجرة، نشكر لكم متابعتكم وتفاعلكم الدائم معنا، وهذه أجمل تحية من فضيلة الشيخ طلال بن أحمد العقيل مستشار وزير الشئون الإسلامية ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج وأيضا مدير فرع الوزارة في منطقة مكة الذي كان معنا في التنسيق والمتابعة والتحية وأجمل تحية من جميع الطاقم الفني ولهذا البرنامج ومني محدثكم إبراهيم بن أحمد الهلالي نلقاكم إن شاء الله في مناسبة أخرى بإذن الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.555
 

المشاهدات:2516

المذيع: بسم الله الرحمن الرحيم مشاهدينا الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نحييكم ونرحب بكم في حلقة اليوم من "مناسك" والحلقة الأخيرة -بإذن الله تعالى- من خلال هذا البرنامج الذي تنظمه وتشرف عليه وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية، ضمن خطتها لتوعية ضيوف الرحمن في كل عام.
نرحب بكم مشاهدينا، وأيضًا نرحب بضيف البرنامج الدائم فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم وعضو التوعية الإسلامية في الحج فحياكم الله شيخنا.
الشيخ: أهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وحيا الله الإخوة والأخوات وأسأل الله أن يكون لقاءً نافعاً مباركًا.
المذيع: جزاك الله خيرًا شيخنا، ولعلنا في حلقتنا اليوم مشاهدينا الكرام سنتحدث ونتطرق بالتأكيد إلى فضل عشر ذي الحجة وهذه الأيام المباركة بمشيئة الله تعالى، وأيضا سنخصص الجزء الأكبر في هذه الحلقة للرد على أسئلتكم واستفساراتكم الهاتفية أو التي تصلنا على هاشتاج مناسك في توتير.
شيخنا! لعلنا نبدأ اليوم موضوعنا الذي تحدثنا فيه أو سنتحدث فيه -إن شاء الله- مع السادة المشاهدين عن فضل أيام عشرة من ذي الحجة، وكما نعلم أن غداً هو المتمم لذي القعدة، وإن شاء الله سيكون بعد غدٍ هو الأول بإذن الله.
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمةً للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد،،،

فالعشرة الأول من ذي الحجة هي خير أيام الزمان، فقد جاء فيها قول سيد الأنام -صلوات الله وسلامه عليه- فيما رواه البخاري من حديث ابن عباس :‹‹ مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهَا أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ يَعْنِي أَيَّامَ الْعَشْرِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْ››[صحيح البخاري:ح969]، فدل هذا الحديث على أن العمل الصالح في هذه الأيام الشريفة له منزلةٌ عليا عند الله -عزَّ وجلَّ- من حيث عظيم الأجر وكبير الفضل فيما يتقرب به المؤمن إلى ربه في هذه الأيام المباركة والليالي الفاضلة، وهذا من رحمة الله بعباده أن أوجب لهم محطات يتزودون فيها بألوان البر وأنواع الخير، ومن أشرف تلك المحطات وأفضلها هذه الأيام المباركة التي يجتمع فيها أصول العبادات من توحيد الله -عزَّ وجلَّ-، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والصوم، والحج وهي أعمالٌ شريفةٌ فاضلة يندب الاشتغال بها في هذه الأيام المباركة، وقد أقسم الله تعالى كما قال جماعة من أهل العلم بهذه الأيام بهذه الليالي في قوله تعالى: {وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر:2]، في سورة الفجر قيل: اليالي العشر التي أقسم الله تعالى بها هي الليالي العشر الأول من ذي الحجة، وفضل هذه الأيام ثابتٌ لا خلاف بين العلماء في أنها أيامٌ فاضلةٌ مباركة يشتغل الإنسان فيها بألوان الطاعات، وأفضل ما تؤمر به ذكر الله -جلَّ وعلا-؛ فهو الذي ينبغي للمؤمن أن يشتغل به، ولذلك جاء في ذكر الأعمال ما رواه أحمد بإسناده عن عبد الله بن عمر -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ‹‹ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إلى الله العمل فيهن من أيام العشر، فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير»[أخرجه أحمد في مسنده:ح5446، وقال محقق المسند: إسناده صحيح]، أي أكثروا فيهن من قول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر .

 فنص على الاشتغال بكثرة الذكر، ولذلك أفضل ما يتقرب به المؤمن إلى الله تعالى في هذه الأيام: الذكر، والذكر هنا بمفهومه العام الذي يتواطأ فيه القلب مع اللسان مع الجوارح فيكون الإنسان ذاكرًا لله -عزَّ وجلَّ- بقلبه، معظمًا لآلائه ومتدبرًا لنعمائه، ويذكر ذلك بلسانه، وذلك بالتكبير والتحميد والتمجيد والتسبيح وقراءة القرآن، لكن أفضل ما يشتغل به ذكراً في كل أحواله قياماً وقعوداً وعلى جنب وفي الأسواق وفي البيوت وفي المجامع وفي الخلوات ومن الصغار والكبار والرجال والنساء هو: التكبير "الله أكبر الله أكبر لا اله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد"، وقد جاءت جملة من الصيغ عن الصحابة رضي الله عنهم في صفة التكبير في هذه الأيام وكلها حسن، وحيثما ذكر الإنسان وكيفما ذكر الإنسان الله -عزَّ وجلَّ- بأي نوعٍ من الذكر تكبيراً وتمجيداً فإنه حقق المطلوب من ذكر الله في هذه الأيام لقول النبي -صلى الله عليه وسلم: ‹‹فأكثروا فيهن من التسبيح والتحميد والتهليل›› فإذا قال: الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا آله إلا الله الله أكبر ولله الحمد جاء ذلك عن جماعةٍ من الصحابة رضي الله عنهم ، وإذا قال:" الله أكبر الله أكبر" مرتين "لا إله الله"، "الله أكبر الله أكبر ولله الحمد" فقد جاء ذلك أيضاً عن جمعٍ من الصحابة، وإذا قال: "الله أكبر الله أكبر الحمد الله كبيراً" فقد جاء ذلك عن سلمان بإسنادٍ جيد[أخرجه البيهقي في سننه:ح6282، وصححه ابن حجر في الفتح:2/462]، فالمقصود أن صيغ  التكبير كلها تؤدي إلى المقصود من تكبير الله، وينبغي أن يعرف المؤمن أن الذكر يعلو قدره ويعظم أجره ويكبر نفعه عندما يكون ذكراً بالقلب مواطئ للسان، هناك تواطؤ وتوافق بين القلب  واللسان  في هذا الذكر، فالذي يقول: الله أكبر الله أكبر كمن إذا قال: الله أكبر وهو غافلٌ عن هذه المعاني الجميلة الجليلة، ليس كمن قال: الله أكبر واستشعر ذلك بقلبه أن الله أكبر من كل شيءٍ، أكبر من شهواته، أكبر من ملذاته، أكبر من أشغاله التي يشتغل بها عن ذكره وطاعته، أكبر من كل ما يخيفه ويرهبه، أكبر من كل ما يحبه ويتعلق به، أكبر من كل قوة في الدنيا ومن قوى الناس وقوى الخلق على وجه العموم، هذه المعاني إذا تذكرها الإنسان كان هذا التكبير له من التأثير في قلبه، وسلوكه وعمله ما ليس للتكبير الذي يكون مجرداً عن حضور مثل هذا المعاني.
مما ينبغي أن يعلم وهذا يسأل عنه كثيراً من الناس، ماذا أعمل؟ هذه الأيام فاضلةٌ ومباركة، بأي شيءٍ أشتغل؟ الباب مفتوح لكل الأعمال الصالحة؛ لكن الذي ينبغي أن يُعلم أن الأعمال التي ينبغي أن نعتني بها ونشتغل بملئ أوقاتنا بها نوعان: أعمالٌ واجبة وهذه في الذروة والسلام فيما يتعلق بالاهتمام والاعتناء والتقديم، والثاني: الأعمال المستحبة والقربات المتطوع بها وهذه في مرتبة الثانية، وكلاهما نحن مندوبون إلى الاجتهاد فيهما في هذه العشر التي نستقبلها بعد يومٍ من اليوم، ينبغي أن نجتهد في كثرة الذكر في إقامة الواجبات في الاستكثار من النوافل والطاعات والمستحبات، ليس فقط فيما يتعلق بصلة الإنسان بالله فيما يتعلق بصلة الإنسان بالله، وفيما يتعلق بصلة الإنسان مع الخلق، ولذلك تفقَّد نفسك في هذه الأيام في الصلوات المفروضة كيف أنت في الصلوات الخمسة التي جعلها الله تعالى فرضاً على كل مسلمٍ ومسلمة؟ كيف أنت في زكاتك هل أديت ما أوجب الله تعالى من زكاة أموالك؟ فإن لم تكن فبادر إلى أدائها فان الواجب مقدم على الاشتغال بالنوافل، أين أنت فيما يتعلق بالصيام الواجب عليك سواء صيام قضاء أو كان واجبًا كفارةً أو كان واجبًا نذراً؟ فانظر إلى ما تعلق بذمتك بالاشتغال بالواجبات فبادر به، ولذلك جاء عن عمر بن الخطاب -رضي الله تعالى عنه- أن قضاء رمضان في هذه الأيام أفضل من الاشتغال بالنوافل من الصيام؛ لأن قضاء رمضان واجب والتقرب لله بأداء الواجبات أعظم أجراً من التقرب إليه من النوافل وهو يحصل بهذه الفضيلة بالاشتغال بالعمل الصالح؛ لأن العمل الصالح يشمل الواجب والمستحب، وقد جاء ذلك فيما رواه البخاري من حديث شريك بن أبي نمر، عن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ‹‹مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ، تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ››[أخرجه البخاري في صحيحه:ح6502]، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه {وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ}، ثم قال هذه في مرتبة الواجبات هو مقدمٌ في الصلاة وفي الزكاة  وفي الصوم وفي الحج وفي حقوق الخلق، ابحث عن الواجب وابدأ به قبل غيره{وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ} هذا في المرتبة الثانية حتى تبلغ هذه المرتبة أن الله -جلَّ في علاه- يحب هذا المتقرب المشتغل بأداء الواجب وفعل الواجب والاستزادة بالنوافل والصالحات، إذاً نحن مندوبون في إتقان صلواتنا، أنا أدعو نفسي وإخواني الرجال والنساء الصغار والكبار إلى أن نعتني بالصلاة المفروضة وفيما يتعلق بشروطها وواجباتها وسننها، هذا من أجلِّ القربات ومن أحسن ما يتقرب به الإنسان إلى ربه أن يُتقن الواجب ثم بعد ذلك يستزيد بصلاة الليل وبالنوافل وما إلى ذلك من ألوان القربات في الصلاة، في الزكاة مثل ما ذكرت، الصدقات الواجبة ابتداء ثم النفقات، وهذا شيءٌ يغفل عنه بعض الناس فتجده يتصدق وينفق وهو شاحٌّ على أولاده وعلى زوجه، فيما يتعلق بالنفقة الواجبة أو على ما يجب عليه أن ينفق عليه أو حتى فيما يتعلق بحقوق الخلق في رواتب العمال، في رواتب الموظفين، في حقوق الناس من الديون وما إلى ذلك، هذه أولى بالتقديم، تقرَّب الله في هذه الأيام بإبراء ذمتك من حقوق الخلق، فيما يتعلق بالأموال، كذلك فيما يتصل بالصوم، تفقد نفسك في الصيام الواجب إذا كان عليك صيامٌ واجب فبادر إلى قضائه وأدائه في هذه الأيام وفعله في هذه الأيام حتى تكون قد أبرأت ذمتك مما فرضه الله تعالى عليك، كذلك فيما يتصل بالحج إذا كنت لم تحج وتوفرت أسباب الاستطاعة، وتهيأت لك أسباب المجيء فبادر فإن الله تعالى قد فرض الحج على عباده، ودعاهم إليه، وأخبر بذلك النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو ركنٌ من أركان الإسلام فلا يصح إسلام أحدهم ولا يتم إلا بالإتيان بهذه الأركان، ثم بعد ذلك بر الوالدين، صلة الأرحام، إكرام الجيران، الإحسان إلى الخلق، أداء الأمانة.
فيما يتعلق بالعقود، وهنا يغفل عنها كثيرٌ من الناس ويراها أمرًا عاديا، أداء الأمانات في العقود فيما يتعلق بالوظائف فيما يتعلق بالأعمال التي أنيطت بك، احرص على أداء الواجبات في هذا كله، ثم استزد من الخير في باب الخير كله «اتقوا النار ولو بشقِّ تمرة»[صحيح البخاري:ح1417]، فالأمر ليس مقصوراً على نمط من الصالحات، تبسمك في وجه أخيك صدقة، يعني أحياناً نحن نلزم عملاً معيناً ونرى أنه أفضل الأعمال ثم نغفل عن أعمالٍ أخرى يسيرة ويجري بها علينا من فضل الله وإحسانه وعطائه ما لا نتخيل، فقد دخلت النار امرأة في هرة[صحيح البخاري:ح2365]، ودخلت الجنة بغيٌّ في شربة سقتها كلبا[صحيح البخاري:ح3467]، فضل الله واسعٌ، والأعمال الصالحة التي يدرك بها الإنسان الخير مبدؤها هذا القلب، فإذا كان القلب رحيماً تقيًّا نقيًّا لله خالصاً، حقق من الخير والفضل ما يسبق به غيره وينال به سعادة الدنيا وفوز الآخرة، إذاً الخلاصة يعني فيما أندب نفسي وإخواني إليه في هذه الأيام أن نشتغل بذكر الله، قيامًا وقعودًا، أداء الواجبات، التقرب إلى الله بالنوافل والطاعات، ألا نحرم نفسنا خيرًا، وعوضاً على أن تصمت وتسكت اشتغل بالذكر وأنت في سيارتك، وأنت في مكتبك، وأنت في سوقك، وأنت في بيتك بين أولادك، وأنت تتابع برنامجك لا يمنع أن تذكر الله -عزَّ وجلَّ- إذا كان هذا الذكر لا يشغلك على إدراك ما تريد إدراكه من كلام المتكلم أو من البرنامج الذي تتابعه، ثم أقول: إذا عجزنا على أن نتقرب لله تعالى بالصالحات من النوافل والقربات، فلا أقل من أن نكفَّ شرَّنا عن الناس فإن كفَّ شرك عن الناس صدقة منك على نفسك، فلنتخفف من الشرور في هذه الأيام، يعني الإنسان يحفظ لسانه فلا يؤذي أحدًا، يحفظ يده فلا يعتدي على أحد، ويتذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده»[صحيح البخاري:ح10] فينبغي للمؤمن أن يحرص على هذه المعاني ويكف لسانه غيبةً، ويكف يده أذيةً، ويكف قدمه سيرًا إلى المعاصي، وهنا أنبه أن من الناس من يغفل عن هذه المعاني وتجده يسرف على نفسه إما لكون هذه الأيام أيام فراغٍ أحيانًا، أيام إجازةٍ أحيانًا، قد تكون أيام فرح ٍكما هو يوم العيد في اليوم العاشر من ذي الحجة وهو يوم العيد الأكبر، فتجد بعض الناس يسرف على نفسه وهي أيام قربةٍ وطاعة، ونعلم أن المعصية في الزمان المبارك وفي المكان المبارك لها شأن مختلف عن المعصية في سائر الزمان، ولذلك لما ذكر الله تعالى تلك الأشهر قال الله -جل وعلا- {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم  ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ }[التوبة:36]، فنهى الله تعالى عن ظلم النفس في الزمان الفاضل وهو هذه الأشهر الحرم، وإذا أضيف إلى فضلها فضلٌ آخر كهذه الأيام التي هي خير أيام الزمان، أضيف إلى فضلها فضل أنها خير أيام الزمان، وما من أيامٍ العمل الصالح فيهن عند الله تعالى أحب منه هذه الأيام، فإنه تتضاعف البركة وتزيد معاني الخصوصية في هذه الأيام التي توجب العناية بهذه الأيام والاستزادة من الخيرات والتخفف من السيئات، أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يستعملني وإياكم في طاعته، وأن يعينني وإياكم على القربات والصالحات وأن يجعلنا من أوليائه وحزبه.
المذيع: جزاك الله خيرًا يا شيخنا، سنكمل -إن شاء الله- حديثنا الجميل حول فضل هذه الأيام وما يتعلق بذلك، ولكن نستأذنكم في فاصلٍ قصير وأيضا السادة المشاهدين، ونعود -إن شاء الله- لإكمال برنامج "مناسك".
المذيع: أهلاً بكم من جديد مشاهدينا! لا زلنا معكم على الهواء مباشرةً في برنامج "مناسك"، وهذه الحلقة التي نتحدث فيها عن فضل عشرة من ذي الحجة، وأيضاً فيها يتعلق ببعض الأمور المخصصة، وأيضا سنتحدث عنها، وأيضاً يسرنا أن نستقبل اتصالاتكم مشاهدينا سواء الهاتفية، وأيضاً التي تصلنا على توتير في هشتاج مناسك، نرحب بكم من جديد، ونرحب أيضا بشيخنا الدكتور خالد المصلح، شيخنا نتحدث عن الأضاحي وبعض أحكام الأضاحي.
الشيخ: من الأعمال الصالحة التي تكون في هذه الأيام عملان لهما منزلةٌ كبرى وأجرٌ عظيم، منها: ابتداء صوم يوم عرفة فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال :«أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده»[صحيح مسلم:ح1162/196] وهذه يدل على عظيم أجره وكبير فضله، حيث يكفر صيام هذا اليوم سنتين، وهذه الفضيلة تحصل لكل من صام هذا اليوم بنيةٍ من الليل، ولو حصل بنيةٍ من النهار كأنه لم يعلم متى عرفة أو لم يتذكر إلا صباحاً فإنه يرجى أن يدرك الفضيلة، ولو صام يوم عرفة بنية القضاء أرجو أن يدرك الفضيلة، فلو كان على المرأة مثلا أيام قضاء وصامت أحدها في يوم عرفة بنية القضاء ووافقت يوم عرفة أرجو أن تدرك الفضيلة، لكن الأفضل في تحقيق تحصيل الفضيلة أن يصومه بنية التقرب والتنفل بصيام هذا اليوم المبارك مستقلًّا.

 بقية الأيام العشرة صيامها كسائر الأيام من حيث الفضل يعني لم يرد إلا أن الفضل فيها كسائر فضل العام، المعنى أنه لم يرد حديث خاص بفضيلة صيام الأيام العشر إلا أنها يندرج في عموم ما جاء من الفضل في العمل الصالح في هذه الأيام، ومنه الصوم.
ما يتعلق بالأضحية، هي من الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المؤمن لله -عزَّ وجلَّ- في هذه الأيام، والعمل الصالح في الأضحية يبتدئ الاستعداد له والتهيؤ من دخول العشر، فقد جاء في حديث أم سلمة في صحيح الإمام مسلم أن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال: «إذا دخل العشر يعني العشر الأوائل من ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فلا يمسَّ من شعره وبَشَره شيئًا»[صحيح مسلم:ح1977/39]، فدل ذلك على أن من أراد الأضحية فإنه يمسك عن شعره وبشره، وهذا في حق من أراد أن يضحى عن نفسه وعن أهل بيته، أما من يضحى عنهم من أهل البيوت من الزوجات والأبناء والبنات وغيرهم ممن يشترك في الأضحية فهؤلاء لا يلزمهم الإمساك، إنما يمسك من أراد الأضحية، عن نفسه وعن أهل بيته سواء كان رجلاً أو امرأة؛ لأن الأضحية مشروعة لكل أهل بيت سواء كان القائم على البيت رجلا أو كان القائم على البيت امرأة، فيضحي عن نفسه وعن أهل بيته ويمسك عن شعره وبشره إلى أن يضحي.
المذيع: طيب شيخنا نأخذ أول اتصال معنا أخونا بندر من السعودية، تفضل يا بندر
السائل: السلام علكم فضيلة الشيخ ورحمه الله وبركاته فضيلة الشيخ، عندي أكثر من سؤال لو سمحت الآن يوجد من يفتح حملات مجانية للحج أو للعمرة، كيف يكون ثوابها على الحاج أو المعتمر؛ لأنه يجب أن يدفع من ماله للحج أو العمرة فكيف يكون لها وضع الأجر؟ السؤال الثاني هناك من يظلم الناس ويطلع يحج كل سنة، ويعتقد أن الله يغفر له، وضح له النقطة هذه، وكل سنة يحج كيف يغفر له وهو يظلم الناس ويأكل حقوقهم؟ وهو كل سنة يحج ويداوم على الحج؟ كذلك لو سمحت يا فضيلة الشيخ بخصوص ما جاء في صيام يوم عرفة لمن لم يحج ليس من الواجب صيام العشرة كلها، ولكن ليتك تكلمنا عن صيام يوم عرفة لو سمحت وشكراً؟
المذيع: طيب شكرا جزيلا يا بندر، تفضل يا شيخنا نكمل أول نقطة (نقطة الأضاحي).
الشيخ: نعم الأضاحي كما ذكرت أنها سنة للرجل وأهل بيته أن يضحي عن نفسه وعن أهل بيته، وأيضاً المرأة إذا كانت هي القائمة على البيت أو المنفقة عليه عنها وعن أهل بيتها، ويسن أن يمسك عن شعره وبشره يعني أظافره وسائر ما يكون من جلد لا يتعرض له حتى يضحي، ثم لو حصل وأخذ من شعره وبشره هل هذا يفسد الأضحية؟ الجواب: لا، الأضحية عبادةٌ مستقلة وهذه سنةٌ متعلقة بها فالإخلال بها لا يؤثر على صحة الأضحية وهذا محل اتفاق، فيما يتعلق بالأضحية، الأضحية تكون يوم النحر، وهي سنةٌ لكل أهل الإسلام في كل الأمصار، وهي ليس لها علاقة بالحج، ويتقرب فيها المؤمن بذبح الأضاحي من الإبل والبقر والغنم قربةً لله -عزَّ وجلَّ- وطلبًا للأجر منه في الذبح، وهذا ينبغي أن يستطيب الإنسان ما يشتريه للأضحية لأنه عبادةٌ وليس المقصود فقط اللحم: {لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَاله التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ}[الحج:37]، فما يصل إلى الله تعالى من العبد هو ما يكون في قلبه من تعظيم شعائر الله وتعظيم الضحايا والهدايا من تعظيم شعائر الله التي يدرك العبد فيها أجراً  وخيراً وفضلاً من الله -عزَّ وجلَّ-.
فيما يتصل بمتى يبدأ الذبح؟ يبتدئ بعد صلاة العيد، فإن من الأعمال الصالحة التي يتقرب إلى الله تعالى بها صلاة العيد لمن لم يكن حاجًّا، ويذبح بعد صلاة العيد وهو مبدأ وقت الذبح، ويمتد في يوم النحر وفي أيام التشريق إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، يذبح ليلاً ونهاراً وكلما بادر وتقدم في أول الوقت كان أفضل وأعظم أجراً.
المذيع: فيما يتصل بما يذبحه؟
الشيخ: ذكرنا أنه يذبح الإبل والبقر والغنم، ويشترط فيه أن يبلغ السن المعتبر شرعاً، وأن يكون سالماً من العيوب والآفات، هذا ما يشترط فيما يتعلق بالأضاحي، إذًا العيوب تنقسم إلى قسمين، لها تفاصيل يدرجها الناس من خلال مراجعة المكتوب والمسموع فيما يتعلق بذلك حتى لا نطيل.
المذيع: أخونا جمال من السودان يا شيخنا، تفضل يا جمال حياك الله ومرحبا.
السائل: السلام عليكم يا شيخ متى تبدأ العشر الأولى من ذي الحجة غداً ولا بعد غدٍ إن شاء الله؟
الشيخ: عليكم السلام سمعنا سؤالك وسلامك.
المذيع: تسمع الإجابة يا جمال، شكرًا جزيلًا لك، طيب، تفضل شيخنا بالنسبة لشروط الأضحية تبقى منها شيء؟
الشيخ: لا، أنا قلت: إن التفصيل فيها يضيق عنه وقت البرنامج لكن يكفي فيه الأحكام العامة، والتفاصيل يجدها الإنسان فيما يبحثه في مسموعات أو مكتوبات في وسائل الوصول إلى المعلومة.
المذيع: شيخنا نبدأ في إجابة أسئلة مشاهدينا، أخونا بندر كان يسأل الحملات المجانية والثواب والأجر؟
الشيخ: إذا تسمح لي هناك نقطة أحب أن أنبه إليها فيما يتعلق بالتكبير، التكبير هو من العبادات التي هي من أجلِّ القربات في هذا الموسم المبارك، وهو على نوعين في كلام أهل العلم: تكبيٌر مطلق، وتكبيرٌ مقيَّد، هكذا قسم العلماء التكبير في أيام العشر وأيام التشريق، التكبير المطلق المقصود مطلق يعني في كل وقتٍ، ليلاً ونهاراً في المساجد، وفي البيوت، وفي الطرقات، ومقيد، وهو الذي يكون بعد الصلوات فيما إذا صليت جماعات على قول بعض أهل العلم، فالمشروع في هذه الأيام من دخول شهر ذي الحجة إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر كلهم محل التكبير، والذكر في كل وقتٍ وفي كل حالٍ ومن كل أحدٍ، وفي كل حال من غروب شمس اليوم الثالث عشر يعني من غروب شمس يوم غدٍ، وهذا جواب على الأخ جمال هل دخل في العشر الأوائل؟ فيما أعلم إلى الآن أنه لم تعلن الرؤية، ولم ير الهلال وبالتالي غدا هو المتمم لثلاثين من ذي القعدة، إذاً بغروب شمس يوم غدٍ تدخل العشر الأول من ذي الحجة، وبالتالي من غروب شمس يوم غدٍ يبتدئ التكبير إلى غروب شمس اليوم الثالث عشر، كله محل للتكبير وذكر الله -عزَّ وجلَّ- مطلق، وقد كان الصحابة- رضي الله تعالى عنهم- يخرجون إلى الأسواق في الأيام العشر يكبرون كما جاء عن ابن عمر، وعن أبي هريرة -رضي الله تعالى عنهما-.
أما التكبير المقيد فهو الذي يكون بعد الصلوات، فهذا جاء عن على بن أبي طالب -رضي الله تعالى عنه-، وجاء في حديثٍ مرفوع؛ إلا أن إسناده ضعيف[أخرجه الدارقطني في سننه:ح1737، وسنده ضعيف جدا] يبتدئ من فجر يوم عرفة بالنسبة لأهل الأمصار لغير الحجاج، وأما الحجاج يبتدئ التكبير المقيد يكون بعد الصلوات بعد صلاة ظهر يوم النحر؛ لأنه في يوم عرفة ومشغول بذكر يخصه من التلبية والتكبير والتهليل، خير ما قلت قول النبيr: «لا إله إلا الله وحده لا شريك له»[أخرجه الترمذي في سننه:ح3585،] وما إلى ذلك، وعلى هذا يجتمع التكبير المطلق والمقيد للناس من يوم عرفة إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق بالنسبة لغير الحاج ومن ظهر يوم النحر إلى غروب شمس آخر يوم من أيام التشريق.
المذيع: جميل، هو كان يسأل أخونا بندر عن الحملات شيخنا مجانية للحج كيف ثوابها؟
الشيخ: الحملات المجانية غالباً يشترطون فيها حالة الحاج، وعدم قدرته على الحج، وأنه ما حج الفريضة، هذا الغالب فيما شهدته أو عرفته من حملات الحج، وهو عملٌ صالح، لا يلزم الإنسان أن يقدم على هذه الحملات؛ لأنها ليست الاستطاعة التي فرض الله تعالى بها الحج على الإنسان، الله تعالى يقول: حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[آل عمران:97]  ومن الذي استطاع؟هو الذي يملك، لا يجب إلا بالسؤال أو التقدم على الجهات التي تقبله أو ترده، هذا لا يجب عليه الحج، لكن لو حج أحدٌ من خلال هذه الحملات فحجه صحيح تبرأ به الذمة ويؤجر عليه، لمن أعانه أجر إعانته على الحج، هذا ملخص ما تعلق بحج الحملات المجانية، لكن أنبه إلى أن بعض الناس يتحايل يكون قد حج الفريضة، ويأتي ويقول: أنا ما حججت الفريضة بناء على ما أنه أخللت أنقصت ما حجت، يعني يا أخي هذا غير صحيح، هذا حج لموصوفين فينبغي أن تتحرى في انطباق الشروط عليك، وإلا فلا تحج، أنت إذا ذهبت بالتحايل لعدم انطباق الشروط عليك مع هذه الحملات، فأنت حججت بمال حرام، ومن شروط الحج المبرور وأوصافه أن يكون بمالٍ حلال، فيتقي الله من يدخل في هذه الحملات وهو لا يستحقها.
المذيع: جميل، كان يسأل من يظلم الناس ويحج كل سنة يا شيخنا؟
الشيخ: ما يتعلق بالحج في تكفيره للذنوب «مَن حجَّ فلم يرفُث أو يفسق رجع كيوم ولدته أمه»[صحيح البخاري:1521]وقوله صلى الله عليه وسلم:«لم يفسق» أي لم يتلبس بفسقٍ في أثناء حجة، سواء كان الفسق على وجه العموم بترك الطاعات، أو بمواقعة المعاصي على وجه العموم، ومن العصيان أن يمضي الإنسان في أكل حقوق الناس، فمن كان يحج وهو قد أكل أموال الناس ولم يعزم توبة منها بل هو مصرٌّ على إنكارها وجحودها، فهذا لم يحقق ما يكون وصفاً للحج المبرور، الحج المبرور ليس له جزاءٌ إلا الجنة، ومن بِرِّه إلا يكون فيه إثمٌ، وطوي قلبه على الاستمرار في معصية الله- عزَّ وجلَّ- بأكل حقوق الناس ليس مما يتحقق به برُّ الحج فهو إثم، وذلك لا ينال هذا الفضل «من حج فلم يرفث أو يفسق رجع كيوم ولدته أمه» إلا من طهر قلبه من الإصرار على المعصية، ونوى جازماً الإقلاع عنها، ثم إن العلماء اختلفوا فيما يكفر الحج، فمنهم من قال: إنه لا يكفر إلا الصغائر، ومنهم من قال: إنه يكفر الصغائر والكبائر، ومنهم من قال: إنه يكفر الصغائر والكبائر وتبعات حقوق الخلق، بشرط فيما إذا كان في الكبائر والصغائر أن يكون غير مُصرٍّ على العصيان أو فيما يتعلق بمغفرة الكبائر وتبعات حقوق الخلق، فلا يغتر أحدٌ بهذا الذي ذكره أخونا من أنه يظلم الناس ويقول: أنا ذاهب يوم عرفة «من حج فلم يرفث أو يفسق رجع كيوم ولدته أمه»[تقدم]، نقول له: يا أخي أنت بإصرارك على المعاصي لم تحقق الوصف المطلوب،« لم يفسق»، وأنت فاسق في أموال الناس وإصرارك على أكل أموال الناس، ثم إن جمهور العلماء على أن حقوق العباد لا يغفرها مثل هذا العمل؛ لأنها لها طالب، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من أخذ أموال الناس يرد أداءها أدى الله عنه، ومن أخذها يرد إتلافها أتلفه الله»[صحيح البخاري:ح2387]، فيجب على المؤمن أن يبادر إلى إبراء ذمته من حقوق الخلق، سواء كان ذلك في أموالهم، كان ذلك في أعراضهم، كان ذلك في دمائهم، فمن يتق الله ييسر له أسباب الطاعة والاستقامة والصلاح والهداية.
المذيع: جميل كان يسأل أيضا عن صيام يوم عرفة لغير الحاج يا شيخنا؟ وأعتقد لعلنا تحدثنا عن هذا الموضوع.
الشيخ: نعم تكلمنا فيما يتعلق بصيام يوم عرفة، ويوم عرفة يومٌ فاضلٌ شريف، من فضله أنه ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبد من النار من يوم عرفة، وهذا ليس خاصًّا بأهل الموقف، أهل الموقف هم أولى من ينال هذا الفضل، لكنه أيضاً لغيرهم فيما يظهر والله تعالى أعلم.

 من فضائل هذا اليوم أنه خير يومٍ طلعت فيه الشمس ولذلك ينبغي على المؤمن أن يحفظ حرمة هذا اليوم، وأن يتقرب إليه بالصالحات، ومن الصالحات التي جاء بها النص في هذا اليوم صومه فإن النبي صلى الله عليه وسلم كما في صحيح الإمام مسلم في حديث أبي قتادة لما سئل عن يوم عرفة قال: «أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلها والسنة التي بعدها»[تقدم] وتكفيره للسيئات حطه لها، وستره لها، ومغفرته لها فينبغي على المؤمن أن يحرص على صيامه، وأن يحتسب الأجر عند الله -عزَّ  وجلَّ- في ذلك، وما يتعلق بصيامه إنما هو سنة لمن لم يحج، أما من حج فإن السنة له في قول جمهور العلماء أن يشتغل بالذكر والعبادة والطاعة، أن يفطر فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- التبس على الناس هل كان صائمًا في يوم عرفة أو لا فبعثت له أم الفضل أم ابن عباس- رضي الله تعالى عنها- قدحاً فيه لبن فأخذه وشربه أمام الناس[صحيح البخاري:ح1661] ليتبين أنه لم يكن صائماً -صلوات الله وسلامه عليه-.
المذيع: جميل، سنكمل إن شاء الله رسائل مشاهدينا يا شيخنا وأيضا التي تصلنا على توتير في هشتاج مناسك لكن بعد هذا الفاصل القصير ونعود بعد ذلك لاستكمال البرنامج ابقوا معنا.
المذيع: حيياكم الله من جديد مشاهدينا الكرام! وفي الجزء الأخير من برنامج مناسك سنقرأ -إن شاء الله- مشاركتكم التي تصلنا في هشتاج مناسك، نستقبل اتصالاتكم الهاتفية والأرقام -إن شاء الله- ستظهر في ثنايا الحلقة، معنا بندر من السعودية، تفضل يا بندر.
السائل: السلام عليكم ورحمة الله، السلام ورحمة الله، حياكم الله عندي سؤال إلى فضيلة الشيخ، فضيلة الشيخ هل الواجب على المرء أن يقترض للأضحية هل هذا مهم جدا؟ هل علي أن أضحي أن أبغي التزين يا ليت تشرح لنا هذه النقطة
المذيع: أبشر يا بندر يعطيك العافية
المذيع شيخنا نبدأ من سؤال بندر، وبعدين نذهب إلى توتير إن شاء الله
الشيخ: فيما يتعلق بالأضحية، السنة للمستطيع وهي سنة مؤكدة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي وحرص على التضحية، فكان وضحى عن نفسه وعن أهل بيته كل سنوات إقامته في المدينة- صلوات الله وسلامه عليه-، إلا حجة الوداع فاكتفى بهديه عن أضحيته -صلوات الله وسلامه عليه-، فيسن الأضحية، وهي سنة مؤكدة[مذهب المالكية في المشهور(الكافي لابن عبدالبر1/418)، والشافعية(المجموع8/382)، والحنابلة(المغني9/435)]، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى وجوبها[مذهب الأحناف، وقول الأوزاعي والليث، وهو رواية عن أحمد.انظر بداية المجتهد لابن رشد (١/ ٤٢٩)، المحلَّى لابن حزم (٧/ ٣٥٥)، والمجموع للنووي8/385]استنادا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء عنه فيما رواه ابن عباس أنه وقال: «من وجد سعة فلم يضح فلا يقربن مُصلَّانا»[سنن ابن ماجه:ح3123، ومسند أحمد:ح8273، وقال الحاكم:هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ. ووافقه الذهبي. المستدرك:ح7565] وهذا فيه التأكد على الأضحية وأن من كان قادرًا عليها ثم تركها فإنه مما يستوجب أن ينعزل عن أهل الإسلام لعدم أخذه بهذه السنة، والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أنها سنة مؤكدة، وتتأكد في حق المستطيع، وهو من وجد ما يستطيع أن يضحي به، وأما أن يقترض فالاقتراض ليس واجباً ولا مسنوناً، لكن  قال بعض أهل العلم: إن من اقترض من أجل أن يضحي يرجى أن يعينه الله تعالى على القضاء، لكن فيما يتعلق بالسنة الذي يظهر لي أنه لا تسن الأضحية لمن لم يجد مالا يضحى به، لكن لو أحد اقترض وضحى نقول: تقبل الله منك، ونسأل الله أن يعينك على أداء ما اقترضت.

 أحيانا القرض لعدم نزول الراتب بعضهم يقول: أنا أشترى أضحية الآن وأسددها من الراتب الذي سينزل بعد 14 يوم، هذا أسهل؛ لأنه عنده ما يوفى به دينه ويتوقع مجيئه قريباً، فهذا مثل الذي أخذ خبزًا أخذه على الحساب أو شخص مسافر ويقول لأحدٍ: اشترِ لي أضحية وإذا جئت وفَّيتُها لك، هذه من الأمور التي الأمر فيها قريبٌ وسهل؛ لأنه يجد فيها قدرة على الوفاء.
المذيع: سؤال هنا يا شيخنا في توتير هشتاج مناسك هل يجوز صبغ الشيب دون الحلاقة ليلة العيد بالنسبة لمن لديه أضحية؟
الشيخ: لا بأس بالصبغ من أراد الأضحية، الممنوع هو الأخذ من الشعر والبشرة، وهذا في قول الجمهور على وجه الكراهة، في قوله، والحديث «إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحى فلا يمس من شعره ولا بشره شيئاً»[تقدم]، وذهب الإمام أحمد وجماعة من أهل العلم إلى أنه على وجه التحريم، فلا يجوز أن يأخذ من شعره وبشره شيئاً، أما الصبغ سواء كان صبغ شعر الرأس أو اللحية أو خضاب اليدين أو ما أشبه ذلك هذا لا يمنع منه من أراد الأضحية من ذكر كان وأنثى.
المذيع: هنا الأخت سحر عبد العزيز تسأل في هشتاج مناسك إذا نويت الحج بنسك القِران وقدمت إلى الحرم ودخلت إلى الحرم للطواف والسعي ووجدته مزدحمًا جدًّا هل يجوز أن أخرج من الحرم إلى منى بدون طواف أو سعي؟
الشيخ: نعم يجوز إذا دخلت المسجد الحرام ووجدته مزدحماً فلها أن تترك الطواف؛ لأن طواف القدوم الراجح أنه سنةٌ، وهذا مذهب جمهور العلماء من الحنفية[حاشية الشلبي2/19]، والشافعية[المجموع8/12]، والحنابلة[كشف القناع2/477] أن الطواف القدوم سنة، ومذهب المالكية إلى أنه واجب[جواهر الإكليل1/173] لكن الراجح ما ذهب إليه الجمهور من أنه سنة، فإذا لم تطف وتركت الطواف لأجل الزحام فلا شيءٌ عليها
المذيع: جميل، هنا أخونا عبد الرحمن المخلافي في توتير يسأل كنت أؤدي طواف الوداع وأذن للمغرب وأقيم لصلاة المغرب، ولشدة الزحام كان الحجاج يصلون فوق ظهور بعضهم فأخرت الصلاة إلى ما بعد الطواف إلى أن انتهيت من الطواف؟
الشيخ: نعم الصلاة في الزحام فيما إذا زحم الإنسان وليس له مكان أن يسجد فمن أهل العلم من قال: يسجد على ظهر صاحبه لكن هذا ليس بصحيح، لا يسجد على ظهر أحد، هو بين أمرين: إما ألا يصلي لعدم تمكنه من السجود، وإما أن يصلي بالإيماء، وهذا أقرب فيما يظهر لي -والله أعلم-  أنه يومئ إيماء ولا يسجد على ظهر غيره؛ لأن المطلوب في السجود أن يكون على الأرض، وظهر بني آدم ليس أرضًا يُسجد عليها، إضافة إلى أنه يتضمن أذية الناس، فمعلوم أن ثقل الإنسان على غيره في السجود هو نوعٌ من تحميل الناس ما قد يتأذون به، فمن زحم فإنه بين أمرين: إما أن يترك الصلاة حتى يجد فرصةً للصلاة على نحوٍ يستطيع فيه ومعه السجود والركوع وأداء الصلاة على حال سوية، وإما أن يسجد ويفعل ما يستطيع من الأركان لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم «صلِّ قائماً، فإن لم تستطع فقاعدا، فإن لم تستطع فعلى جنب»[صحيح البخاري:1117]، فأسقط النبي صلى الله عليه وسلم القيام لعدم الاستطاعة، وهذا أقرب إلى الصواب، وكذلك السجود يسجد بالإيماء، ويركع بالإيماء إذا كان يمكنه ألا يركع للالتصاق الناس والتحامهم بسبب الزحام.
المذيع: أخونا أيضاً مريد في توتير يسأل هل أهل الطائف عندهم أو لديهم أو عندهم طواف وداع؟
الشيخ: كل من خارج الحرم فإنه يطوف للوداع، فلا فرق في ذلك بين من في أقصى الأرض ومن خارج حدود الحرم كبحره والمناطق المحيطة بالحرم؛ لأن الراجح في طواف القدوم أو طواف الوداع أنه لكل من أراد الخروج من الحرم، ولذلك قال النبي -صلى الله عليه وسلم : «لا ينفِرَنَّ أحد على الحرم -يعني عن الحرم- حتى يكون آخر عهده بالبيت»[صحيح مسلم:ح1327/379]، أما استثناء المناطق القريبة من الحرم مما هي في الحل، فلا دليلٌ عليه، وعموم قوله:« لا ينفرن أحد» كل من خرج عن الحرم فهو نافرٌ، وبالتالي داخل في عموم قوله -صلى الله عليه وسلم-:« لا ينفرن أحد » فأحد نكرة في سياق النهي، فتعم، ولا تخص أحداً عن أحدٍ، لا تخص بعيداً دون قريب، بل هي شاملة لكل من خرج عن الحرم، بعيدا ًكان أو قريبا،
المذيع: أيضا يسأل يا شيخنا يجوز إقران طواف الإفاضة مع طواف الوداع؟
الشيخ: تأخير طواف الإفاضة إلى وقت الخروج يجزئه عن طواف الوداع في قول جمهور العلماء، بالتالي إذا أخر طواف الإفاضة إلى وقت خروجه وطاف للإفاضة ومضى فإنه قد أدى ما طلب منه من طواف الحج، ومن أنه لم يغادر مكة حتى كان آخر عهده بالبيت.
المذيع: جميل يسأل أنه بالنسبة للإحرام الذي يوجد فيه زيت يجوز لبسه طبعا تكلمنا عنه قبل؟
الشيخ: لا بأس، توضيحًا لهذه المسألة الذي يمنع منه المحرم هو لبسه ما فيه ما نص النبي صلى الله عليه وسلم النهي عنه من القمص والعمائم والبرانس والسراويلات والخفاف لمن وجد نعلين والثياب التي مسها زعفران أو ورث، أما ما عدا هذه من الثياب طبعاً هذه الثياب هناك ما يشبها ويكون في معناه فيلحق بها، لكن ما لا يشبها وليست مندرجة تحت هذه الأسماء فإن الأصل فيه الحل، ومنه هذه الأزر الذي وضع فيه ممسكها عن السقوط فإنه لا حرج فيها، وقد طاف ابن عمر -رضي الله تعالى عنه- وقد شد وسطه بثوب[علقه البخاري في صحيحه جازما بصحته قبل حديث1537]، فدل ذلك على أن هذا لا يمنع منه المحرم إذا شد وسطه لإمساك إزاره أو تقوية ظهره، فإنه لا يمنع من ذلك،ومنه هذه الأُزر التي خيطت سواء خيط طرفُها أو خيطت بأن جعل لها ما يمسكها عن السقوط كالأُزر التي فيها مطاط يمسكها عن أن تسقط.
المذيع: أيضا شيخنا في هشتاج "مناسك" الأخت مناير اليحيى تسأل: السلام عليكم بالعادة أضحى عن والدي المتوفى -رحمه الله- هل يجوز أن أشرك معه والدتي الموجودة؟ طال الله في عمرها، وأيضاً هل يجوز أن أشرك فيها نفسي أيضاً؟
الشيخ: نعم هو الأصل في الأضحية إذا لم تكن وصية أن تكون على الأحياء، هذا الأصل أن يضحي الإنسان عن نفسه وعن أهل بيته الأحياء، وإذا أدخل معهم الأموات فقط دخلوا معه لأنهم من أهل بيته، فلا يخص الميت بأضحية ما لم يوصِّ الميت بوصية، وأن يضحى له منه، أما إذا لم يوصِّ فإنه يمكن للإنسان إذا أراد أن يشرك أحدا من أمواته في أضحيته أن ينوي؛ لأن التشريك فيمن يدخل في الأضحية واسع العدد، ما مقصور على عدد محدد، وعليه فإن أختنا اذا أرادت أن تضحي فلها أن تضحي عن نفسها وأمها إذا كانت عندها في البيت، فإنها تدخل من أهل بيتها، أبوها المتوفى الذي أرادت أن يدخل معها لها أن تدخلها بالنية، لكن بعض الناس يضحي عن الأموات ويترك الأحياء، تجد أنه يضحي الرجل والمرأة عن أبيه الميت وعن أمه الميتة في غير الوصايا ويترك نفسه وأهله، وهذا تقصير في حق النفس والأهل، ابدأ بنفسك ومن تعول والأحياء أولى بالأضحية من الأموات.
المذيع: ينوي بها عند ذبح الأضحية، يذكرها، صحيح يا شيخنا؟
الشيخ: ما يلزم أن يذكر، النية محلها القلب، لكن لو قال: هذا عني وعن أهل بيتي، وهذا عن فلان إذا كان قد أوصى بذلك فلا بأس، هذا ثمة تعين الأضحية.
المذيع: هنا الأخت سارة تسأل: إذا أرادت الحج ومرت بالميقات تغتسل أم تتوضأ وتنوي الحج فقط؟
الشيخ: لا، تغتسل فقد جاء في صحيح الإمام مسلم في حديث جابر أن أسماء بنت عميس نفست في ذي الحليفة، ولدت محمدً بن أبي بكر، فسألت النبي صلى الله عليه وسلم أن تغتسل وأن تستثفر بثوب والحال مثل النفساء[صحيح مسلم:ح1218/147 ]، وفي شأن الحائض ورد ما في الصحيحين من حديث عائشة أنها حاضت في سرف، وقال لها النبيrانقضي شعرك، وامتشطتي، ودعي عمرتك، وأحرمي بالحج، واغتسلي ودعي عمرتك، وأحرمي بالحج»[صحيح البخاري:316] فأمرها النبي صلى الله عليه وسلم بالاغتسال وهي حائض فدل ذلك على أن الحائض والنفساء يسن لهما الاغتسال عند الإحرام.
المذيع: هنا أحمد يسأل في هشتاج البرنامج ما هي شروط الحاج يا شيخ باختصار؟
الشيخ: شروط الحاج: الإسلام والبلوغ والعقل والاستطاعة، هذه شروط وجوب الحاج، هذه هي، وهذه شروط عامة في شرائع الإسلام والاستطاعة، لقول الله -عز وجل-: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ}[آل عمران:97]، والاستطاعة حقيقتها القدرة بالمال والبدن، أن يصل الإنسان لقدرة بها يؤدي ويقوم بما جاء من أجله ثم يرجع إلى بلده.
المذيع: جميل، إذن هنا في سؤال يا شيخنا أنا لم أحج ومتزوج ومستقل عن والدي فهل علي أضحية؟
الشيخ: أينعم فيما يتعلق بالأضحية تسن لأهل كل بيتٍ على وجه الانفراد، فإذا كان له بيتٌ مستقل عن والده أو كان في عمارة، أحياناً الأب والأولاد يكونوا في عمارة مبنى واحد كل منه له قسم، إذا كان كل منهم مستقل بنفقته فهو كالعمارة كالتي فيها أناس متفرقون، وبالتالي يشرع أن تكون الأضحية لكل بيتٍ مستقلٍّ، أما إذا كانوا مشتركين مأكل ومشرب منفق فهذا يكفي عن هذا البيت ولو تعدَّد من فيه وكثروا أضحية واحدة، ويسأل كثير من الناس إنه: أنا في وقت العيد أذهب إلى والدي وأنا في بلدٍ آخر هل أكتفي بأضحية والدي؟ أم أني أضحي أضحية مستقلة؟ نقول: إن السنة أنت تضحي أضحية مستقلة فمجيئك إلى والداك لا يسيرك من أهل بيته ما دمت مستقلًّا عنه في غالب السنة.
المذيع: جميل يا شيخنا، انتهى وقت البرنامج ولعل ختامه مسك -إن شاء الله- معكم يا شيخنا في حلقات هذا البرنامج، شرفت حقيقةً شخصيًّا بمرافقتك في حلقات هذا البرنامج، لعلك تقول كلمة نختم بها البرنامج
الشيخ: أسأل الله الكريم رب العرش الكريم أن يقبلنا وإياكم، وأن يعيننا وإياكم على الطاعة  والإحسان، وصيتي لكل مسلمٍ ومسلمة حيث ما كان حاجًّا أو غير حاج أن يغتنم هذه الأيام المباركة المقبلة، فهي زادٌ عظيم يتزود به الإنسان خيراً وبرًّا وطاعةً وإحساناً، ونحن لا ندري متى نرحل عن هذه الدنيا ومهما طال مقامنا فهو قليل، فنحرص على عمارته بما نسعد به وكل طاعة تشتغل بها تتقدم بها إلى الله خطوة ويرضى بها عنك، وكل خطيئة تتورط بها تؤخرك عن الله -عزَّ وجلَّ- وتعيق سيرك هي أغلال وقيود تمنعك من السير إلى الله، أسأل الله أن يستعملنا وإياكم في طاعته، وأن يتم هذا النسك على أحسن ما يكون وأن يحفظ حجاج بيت الله، وأن يردهم إلى بلادهم سالمين، وأن يكفي المسلمين شر كل شرٍّ هو آخذٌ بناصيته، وأن يجزي القائمين على شئون الحجاج خير الجزاء، كما نشكر الوزارة -وزارة الشئون الإسلامية- ممثلة بوزيرها الشيخ صالح آل الشيخ والمشرف الشيخ طلال هذا المستشار الإعلامي الشيخ طلال العقيل وسائر القائمين في هذه الوزارة على شئون الحج والتوعية ولك الشكر على هذه المرافقة وسعدت بك.
المذيع: الله يعطيك العافية يا شيخنا جزاك الله خيرًا وأحسن إليك شكرًا جزيلًا، شكر لكم أنتم مشاهدينا الكرام طبعا نشكر فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد المصلح أستاذ الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم وعضو التوعية الإسلامية في الحج كان ضيفي الدائم في هذا البرنامج وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المشوار وهذه السلسلة من حلقاتنا مناسك في موسمه لعام 1436 للهجرة، نشكر لكم متابعتكم وتفاعلكم الدائم معنا، وهذه أجمل تحيةٍ من فضيلة الشيخ طلال بن أحمد العقيل مستشار وزير الشئون الإسلامية ورئيس اللجنة الإعلامية للتوعية الإسلامية في الحج وأيضا مدير فرع الوزارة في منطقة مكة الذي كان معنا في التنسيق والمتابعة والتحية وأجمل تحية من جميع الطاقم الفني ولهذا البرنامج ومني محدثكم إبراهيم بن أحمد ال

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : الخوف من الله تعالى ( عدد المشاهدات41596 )
3. خطبة : الحسد ( عدد المشاهدات28595 )
4. خطبة: يوم الجمعة سيد الأيام ( عدد المشاهدات23008 )
5. خطبة : الأعمال بالخواتيم ( عدد المشاهدات21253 )
6. خطبة : احرص على ما ينفعك ( عدد المشاهدات18858 )
7. حكم الإيجار المنتهي بالتمليك ( عدد المشاهدات18063 )
8. خطبة : الخلاف شر ( عدد المشاهدات14975 )
9. خطبة: يا ليتنا أطعناه ( عدد المشاهدات11518 )
10. خطبة : يتقارب الزمان ( عدد المشاهدات11329 )
11. خطبة : بماذا تتقي النار. ( عدد المشاهدات10347 )
12. خطبة: أثر الربا ( عدد المشاهدات10125 )
14. خطبة : أحوال المحتضرين ( عدد المشاهدات9950 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف