×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / الدين والحياة / الحلقة (51) متى نصر الله؟

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3227

المقدم:بسم الله الرحمن الرحيم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،وأهلًا ومرحبًا بكم مستمعينا الكرام إلى هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم:   ''الدين والحياة''

والتي تأتيكم عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة، مستمعينا الكرام في هذه الحلقة يسعد بصحبتكم من الإعداد والتقديم / عبد الله الداني، ومن التنفيذ على الهواء الزميل / ماجد المالكي، كما يسعدنا مستمعينا الكرام، ويسرنا أن نرحب بضيفنا الدائم في هذا البرنامج / فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح، أستاذ الفقه بكلية الشريعة في جامعة القصيم المشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في منطقة القصيم، فالسلام عليكم ورحمة الله، وحياكم الله.

الشيخ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك يا أخ عبد الله، وحيَّا الله الإخوة والأخوات، وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد.

المقدم: اللهم آمين، كما نرحب بكم مستمعينا الكرام عبر هذه الحلقة المباشرة، ونرحب كذلك بتفاعلكم واتصالكم ومشاركتكم معنا عن طريق الأرقام التي نُنَوِّه عنها في هذه الحلقة الرقم الأول (0126477117) و (0126493028) يمكنكم كذلك مستمعينا الكرام مشاركتنا بالتغريد على هاشتاج البرنامج "الدين والحياة" على تويتر.

موضوع حلقتنا في هذا اليوم مستمعينا الكرام موضوع جميل، وموضوع مُلحّ؛ لأنه موضوع متعلق بالحدث وموضوع الساعة الذي يتساءل عنه الكثير إن لم يكن الكل، ففي ظل هيمنة الباطل وانتشار سطوته على الأمم والشعوب مع ما يقابله من استضعاف للأمم المسلمة وانحسار نورها وخفوته تتطلع كل نفس مؤمنة إلى ذلك اليوم الأَبْلج الذي ترتفع فيه راية التوحيد خفَّاقةً في أرجاء المعمورة وتنتشر فيه أنوار الحق تضيء للعالم أجمع.

لكي تتحقق هذه الأماني الغالية يجب علينا مستمعينا الكرام أن نتلمَّس طريق النصر والخلاص من هذا الواقع، ولا يكون ذلك إلا بالعودة إلى كتاب الله تعالى لنأخذ منه السُّنَن الكونية والنفسية لتحقيق الأمل المنشود، لذلك كان موضوع حلقتنا مستمعينا الكرام عن هذه الآية الكريمة في قوله –سبحانه وتعالى- في سورة البقرة: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ[البقرة:214].

 إذًا موضوعنا مستمعينا الكرام ﴿مَتَى نَصْرُ اللَّهِ[البقرة:214]هذه الآية التي سوف نتحدث عنها، وهذه الجملة التي تساءل عنها وتساءل من خلالها الكثيرون ﴿مَتَى نَصْرُ اللَّهِ﴾ هذا هو موضوع حلقتنا في هذا اليوم مستمعينا الكرام، مع أننا نعرِّج من خلال هذه الحلقة إلى الكثير من القضايا المهمة التي هي حديث الساعة، فنرحب بكل المستمعين والمستمعات معنا في هذه الحلقة، فأهلًا ومرحبًا بكم.

"الدين والحياة" برنامج يناقش النوازل والمستجدَّات العصرية في القضايا القرآنية والفقهية والعقدية والأُسرية وكل ما يتعلق بالأمور الشرعية، "الدين والحياة" برنامج أسبوعي مع فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد المصلح، يأتيكم في الأوقات التالية مباشرة الأحد عند الثانية ظهرًا، ويعاد عند الثانية عشر منتصف الليل.

إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة، أصلها ثابت وفرعها في السماء.

المقدم: حياكم الله مستمعينا الكرام وحيَّا الله كل من انضمَّ إلينا الآن عبر الأثير للاستماع إلى هذه الحلقة المباشرة من برنامج " الدين والحياة" كما نرحب مجدَّدًا بضيفنا فضيلة الشيخ/ خالد المصلح.

 شيخ خالد عندما نتحدث عن هذه الآية الكريمة ربما يَنظر البعض إلى هذا الهول الذي أحيانًا يواجه المسلمين في بعض الأقطار، أو في ديار معيَّنة، ويرى ما هم عليه من العَنَت والبأساء والشدة، ويرى أيضًا ما صبروا، ما هم عليه من صبر عظيم في هذا المُصاب الكبير، وكذلك أيضًا يعني ربما يتبادر إلى ذهن الإنسان بعض الصور المشرقة التي كانت في سابق هذه الأمة في عندما كانت في أوج مَجدِها وعِزِّها وسُؤدَدِها، ينظر إلى ذلك التاريخ وينظر في نفس الوقت في المقابل إلى هذا الواقع، فيقول دائمًا أو يتساءل: ﴿مَتَى نَصْرُ اللَّهِ﴾.

في البداية يعني كيف يمكن أن نتحدث عن هذه النفوس التي أحيانًا تثقلها، يثقلها طابع اليأس والقنوط من نصر الله –عز وجل- وتتساءل دائمًا ﴿مَتَى نَصْرُ اللَّهِ﴾.

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وصلى وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك يا أخ عبد الله، وأهلًا وسهلًا ومرحبًا بالإخوة والأخوات، والمستمعين والمستمعات.

هذه الآية الكريمة التي سيدور عليها رحى حديثِنا في هذا المساء هي قوله –جل وعلا-: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ[البقرة:214]، لم يتأخر الجواب بل جاء مباشرة بعد السؤال ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ هذه الآية الكريمة قيل: إنها نزلت فيما أصاب المسلمين من الشدة والكرب يوم الأحزاب، ذلك اليوم الذي بَلَغ فيه المصاب والكرب بأمة الإسلام مبلغًا عظيمًا وصفه الله –جل وعلا- في مُحكَم كتابه حيث ذكر –جل وعلا- شِدةَ الأمر واجتماعَ الكفار وأهلِ النفاق وأهل الكتاب على أمة الإسلام في يوم الأحزاب على النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا، وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا[الأحزاب10 :12] هذه الآية الكريمة هي وصفٌ لما أصاب أهل الإسلام في ذلك اليوم العظيم، ذلك الكرب الشديد في يوم الأحزاب.

الأحزاب قصتها أن قريشًا تحالفت مع طوائف الكفر بتأييد من اليهود وتشجيعٍ منهم ووعد منهم بالتواطؤ في النَّيل من أهل الإسلام، والنيل من النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، وممالأةٍ من أهل النفاق الذين هم بأجسادهم مع المسلمين ولكن قلوبهم مع أهل الكفر على شتى مِلَلهم ونحَلِهم وأديانهم، تواطئوا فجاءوا إلى النبي –صلى الله عليه وسلم- بحشد كبير وجمع كثير كما قال الله –جل وعلا-: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ[الأحزاب 10]، وما جاءك من فوقك ومن أسفل منك، من أعلاك وأدناك كان خطرًا مُحدِقًا محيطًا بك من كل جانب، فاجتمع هؤلاء على النبي –صلى الله عليه وسلم- ولم يكن مع النبي –صلى الله عليه وسلم- من العدد والعُدة ما يقوى على دفع هذه الكُربة، ورد هؤلاء المعتدين من المشركين واليهود والمنافقين، فألهمه الله تعالى أن يحفر الخندق، وهذا ما كان في مَقدوره ومقدور أصحابه ليصدوا أهل الشرك عن دخول المدينة واجتياحها والنيل من النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فيسر الله تعالى حفر الخندق فحفره النبي –صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه في ذلك الكرب الشديد وذلك الموقف العصيب، فكان من صنع الله –عز وجل- لنبيه –صلى الله عليه وعلى آله سلم- أن دفع بالخندق شرًّا عظيمًا، إذ أن الخندق حال بين أهل الإسلام وبين هؤلاء المتحزِّبين من أهل الكفر والشرك الذين جاءوا من كل جانب، ولم تتمكَّن اليهود من أن تصنع شيئًا من ممالئتهم للمشركين، ووقوفهم في صفهم لكن لم يستطيعوا؛ لأنهم لم يتمكنوا من المبادرة بالقتال، فأفشل الله –جل وعلا- هذا الحزب الذي اجتمع في أمر من عنده.

هذه الآية هي مما وصف الله تعالى به حال المؤمنين في ذلك الموقف، ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قبلكم[البقرة:214]أي الذين تقدموكم من الأمم السابقة من أهل الإيمان الذين أصيبوا بما أصيبوا من البأساء والضراء ﴿مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ[البقرة:214]والبأساء والضراء نوعان من البلاء ينزلان بالناس في أمر معاشهم وأمر حياتهم، ينالهم به من الضر والمشقة والعنت ما يضرهم، فالبأساء هي الفقر قيل، والضراء الأمراض في الأبدان، وذكر أمرًا ثالثًا وهو قوله: ﴿وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا[الأحزاب11]أي أصيبوا بأنواع من المخاوف، الزلزال هنا ليس زلزال الأقدام الذي تتحرك به الأَبْنِية وتتحرك به الأماكن، لا، الزلزال هنا زلزال القلوب بما يعْتَرِيها من المخاوف التي تزلزلها وتحرك ما فيها، وتميِّز أهل الإيمان من غيرهم من التهديد بالقتل، من النفي والتشريد، من أخذ الأموال، من قتل الأحبة، من نزول أنواع المضارِّ التي تنزل بالناس في أنفسهم وأموالهم وأعراضهم ﴿وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا[الأحزاب11]يصفه الله تعالى حتى كان الأمر في شدة وضيق وبلغ بهم الأمر أن سألوا ﴿مَتَى نَصْرُ اللَّهِ﴾ استدعاءً له لا شكًّا فيه، وهنا موقف لابد أن يستشعره المؤمن أنه مهما عظمت وتوالت عليه الكروب، ونزلت به الرزايا وحلَّت به المُدهمات يجب أن يكون ثابت اليقين ثبات الجبال، ورسوخَ الشامخات من الراسيات أن وعد الله لا يتخلف، وأن وعد الله متحقِّق، وأنه لا يمكن أن يخرج شيء عن تقدير الله وقضائه وقدره، ﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[يوسف:21]

هذا الزلزال إذا وافق هذا الثبات والاستقرار الذي يُسْكِن القلوب بصدق وعد الله ونصره مهما عظمت البلايا، وتنوَّعت الرزايا فإنه سيجد ثباتًا وقرارًا واطمئنانًا يدفع الله تعالى به عن الأمة شرًّا عظيمًا، وضرًّا كبيرًا، لذلك مهما عظم كيد أهل الكفر ومكرُ أهل الجحود بأهل الإسلام فإن عظمَ مكرهم لا يسوِّغ أن تضعُف الثقة بصدق وعود الله –عز وجل-، ف ﴿اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ[آل عمران:9]، ولك أن تتأمل هذا المعنى فيما ذكره الله تعالى من عظيم مكر أعدائه بأنبيائه، فقد قال الله –جل وعلا- في محكم كتابه: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ[إبراهيم:46].

انظر لهذه الآية الكريمة في سورة إبراهيم ذكر الله تعالى فيها الحالة التي سارت إليها حال أعدائه وما صاروا إليه يقول: ﴿وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ[إبراهيم:45]، هذا المآل الذي يشاهده المؤمن لِمَصارع أهل الفجور، وعواقب أهل الكفر على مرِّ العصور لم يكن لضعف فيهم، ولم يكن لسوء تدبير وتخطيط، ولم يكن ناتجًا عن عدم قدرتهم على إيذاء الإيمان، بل كانوا على حال من القوة والقدرة والتمكن من أسباب المادية للنصر مبلغًا وصفه قوله تعالى: ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ[إبراهيم:46]، يعني هذا المكر ما نفعهم بأن سَلِموا من تلك العقوبات وتلك العظات التي نزلت بهم من الصواعق، وتمكين أولياء الله منهم، وما إلى ذلك ﴿وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ[إبراهيم:46] أي هو المطَّلع عليه، العليم به المحيط به -جل في علاه-، وهو مكرٌ ليس بمكر سهل، ولا بمكر ضعيف، بل هو متين ومكين إلى درجة أن الله يوصفه بقوله: وإن كان مكرهم الذين مكروه وكادوه لأوليائه، ﴿وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ[إبراهيم:46]لشدته وعظمه، وإحكامه وإتقانه وقوته ونفوذه، لكن بعد هذه الآية ماذا قال الله -جل وعلا-؟ ﴿فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ[إبراهيم:47]الله أكبر، هذه الآية جاءت بعد ذكر عظيم المكر الذي يكيده أعداء الإسلام لأهله، أعداء الدين لأولياء الله –عز وجل-، فإن الله تعالى يبشِّر أهل الإيمان أنه مهما عظم المكر وكبر الكيد وضخم التحالف المعادي لأولياء الله –عز وجل- واشتدَّ الخَطْب على أهل الإسلام بما يجري عليهم من الأذى بسبب ذلك المكر إلا أن الله –جل وعلا- محيطٌ بهذا المكر، ﴿وَاللَّهُ مِنْ وَرَائِهِمْ مُحِيطٌ[البروج:20]، فلا يخرج عنه شيءٌ من تدبيرهم ولا من مكرهم، ولا من عملهم، فهو –جل وعلا- عليهم قدير، وبهم عليم –جل في علاه-، نواصيهم بيده، لو شاء –جل في علاه- لأنزل بهم من العقوبات وعاجل السخطات ما يكفُّ ضَرَّهم وشرَّهم عن الناس، لكن اقتضت حكمة الله في هذه الدار التي هي دار ابتلاء، ودار اختبار، ودار امتحان، يمتحن الله تعالى فيها الناس بألوان من الاختبارات والامتحانات أن يجري شيئًا من الغلبة لهؤلاء على هؤلاء، دفع هؤلاء بهؤلاء، كل ذلك لحكمة بالغة، لكن ذلك كله لا يخرج عن ما أخبر به من عظيم موالاته لأوليائه ونصره لهم، وتمكينه لعباده كما قال الله –جل وعلا-: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا[غافر:51]الله –عز وجل- ينصر رسله والذين آمنوا نصرًا يحصل لهم به العزُّ والتمكين، والظهور على أعدائهم، لكن ذلك وفق ما اقتضته حكمته.

النبي –صلى الله عليه وسلم- نِيل منه أعظمَ النيل، فشُجَّ –صلى الله عليه وسم- وكُسرت رَباعيته، وهمَّ أعداؤه بقتله، ومكروا به، ورموه بالحصى –صلى الله عليه وسلم- حتى أدمَوا عقبيه، وناله من الأذى والمشقة ما هو معروف محفوظ في سيرته –صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتى بعد تمكُّنه وظهوره لم يسلم من أذى خصومه من المنافقين، وأهل الكتاب وغيرهم، فالله تعالى وعد بنصر أوليائه، لكن هذا النصر لا يستلزم ألا يكون فيه ابتلاء واختبار، بل الله –جل وعلا- يختبر الناس بما يختبرهم به، فشرط نَيل نصر الله –عز وجل- عظيم ثقة المؤمن بوعد ربه ﴿وأنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ[آل عمران:9]، متى امتلأ قلب المؤمن يقينًا بأن الله لا يخلف وعده، وأن نصره آتٍ لأوليائه، وأنه يجري ما يجريه لحكمة، وأنه إن أدل أهل الفسوق والفجور والكفر على أهل الإيمان فليس ذلك رضًا بصنيعهم، ولا تمكينًا لهم، بل سرعان ما تزول سطوتهم إذا صدق عباد الله في إيمانهم، وحققوا  ما جعله الله شرطًا لنصره وهو استقامتهم على شرعه عند ذلك سينالون نصر الله، فنصر الله قريب، وما أعظم البشرى لأهل الإيمان بهذا الموعود الكريم الذي وعده الله تعالى، وعده الله –جل وعلا- عباده في قوله: ﴿أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾ خلافًا لما امتلأت به قلوب المنافقين الذين قالوا: ﴿مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا[الأحزاب12]، فالمنافقون دائمًا يضعفون ينقلون ما في قلوبهم من وهن، ما في قلوبهم من شكٍّ، ما في قلوبهم من ريب، ما في قلوبهم من ظُلمة في ألسنتهم بتصريحاتهم وكلامهم الذي يفتُّ في عزائم بعض أهل الإيمان، لكنه لا يمكن أن ينال أهلَ اليقين بشيء من الضعف لعظيم ثقتهم بموعود ربهم –جل في علاه-، بل إن موعود ربهم لا يتخلف.

المقدم: سبحان الله، شيخ خالد، الوقائع التي حصلت والأحداث تلك التي حصلت في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- وزمنه وزمن أصحابه –رضوان الله عليهم- ربما تتكرر بحذافيرها، ربما تتكرر الصور ولا تختلف الشخوص، وربما بعض الملامح في هذه الأحداث، لكن أركان هذه القصص واحدة، والحالات تقريبًا هي واحدة، بينما يختلف أحيانًا الناس من حيث إيمانهم بالله –عز وجل-، وقربهم منه –عز وجل-، وكذلك أيضًا طمعهم في نصره والثقة به –سبحانه وتعالى-، لكن يتساءل بعض الذين تسلَّل الإحباط أحيانًا إلى قلوبهم أو اليأس من نصر الله –عز وجل-، فيعني ربما يتساءلون لماذا لا يكون هذا النصر مباشرة للمؤمنين دون أن يتعرضوا إلى هذه المحن، وهذه المصاعب، وهذه المشاق التي يتعرضون إليها؟ وربما يعني يتساءلون هل هناك حكمة من أن يُبتلى الناس هذه البلاءات المتعددة؟ وصولًا في النهاية بمن صبر إلى الفوز العظيم في الدنيا وفي الآخرة؟

الشيخ: أكيد أن حكمة الله بالغة فيما يجريه من أفعال، فما من شيء يقدره الله تعالى إلا وله فيه الحكمة البالغة، ﴿وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا[الإنسان:30]، فكل ما يشاءه الله تعالى مقترن بالحكمة، وقد بيَّن الله تعالى، أجاب الله تعالى عن هذا التساؤل في هذه الآية ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ[البقرة:214]حكاية عمَّا جرت به سنة الله –عز وجل- في الأمم، أنهم ما ينالون الجنة ولا ينالوا الفوز إلا بثمن، وهذا الثمن هو ما يكون من صبرهم، ما يكون من جهادهم، ما يكون من علمهم في نُصرة دينهم، وإقامة شرع الله –عز وجل-، ونصرة المظلومين، والقيام بما يجب على أهل الإيمان من دفع الفساد والشر في الأرض، والله تعالى يقول: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ[آل عمران:142].

وفي الآيات الأخرى يقول في سورة التوبة: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ[التوبة:16]، وهذا خطاب واضح في أن ما يؤمِّله المؤمنون من النصر لا يأتي باردًا، لا يأتي من غير سبب، لا يأتي إلا بعد ما يمحَّص الناس، ويُعلم الصادق من الكاذب ﴿الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ[العنكبوت1 :3].

الدعاوى كثيرة، ولكن الذي يميِّزُها هو الابتلاءات والاختبارات، والله تعالى يقول: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهَ[العنكبوت:10]لذلك من المهم أن نعلم أن لله حكمةً فيما يُجريه، ويدير به فريقًا على فريق، أو يدير به فئة على فئة، له في ذلك حكمة، وله في ذلك ابتلاء واختبار، لكن الذي لابد أن تتيقن منه النفوس، وتتيقن منه قلوب أهل الإيمان أن كل تمكُّن لأهل الكفر زائل ﴿لا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلاد * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ[آل عمران196 :197].

لكن يا أخي هنا يمكن قضية مهمة ﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ[آل عمران:197]، هنا قضية مهمة لابد من الإحاطة بها، إنه لما تختصر أفكارنا وآمالنا، ورغباتنا وهمومنا في الدنيا بالتأكيد أن الحسبة ستكون في كثير من المواقف حسبة خاسرة، لماذا؟ لأنه سيجد المؤمن أن البلاء يجري على أهل الإيمان، طيب وبعد ذلك يعني يدير الله أحيانًا أهل الكفر على أهل الإيمان في مواطن وقد يتمكَّنون، يعني قد يصيبه شيء من اليأس أو الشعور بالخسارة، لكن عندما تنظر إلى الحياة بمفهومها القرآني أن هذه الحياة ليست منتهى الآمال، ولا نهاية المطاف، وليست آخر ما يكون من شأن الإنسان، بل هي دار ومنزلة في منازل لها عواقب، في منازل لها نهايات أخرى غير هذه النهاية، وهي ما يكون من المستقر في الجنة وفي النار، وما يكون في الدار الآخرة عند ذلك تطمئن نفس المؤمن، ويعلم أن النصر لا يمكن أن يفوت المؤمن، لا يمكن أن يتخلَّف وعد الله بالنصر، إن فاتت هنا، إن لم يدركها في الحياة الدنيا، فإنه لابد أن يدرك النصر في الآخرة، هنا نحتاج أن نؤكِّد على معنى مهم من المعاني التي تخفى على كثير من أهل الإسلام، وهي أن الدار الدنيا ليست هي نهاية المطاف، ليست هي نهاية الآمال، بل ثمة دار أخرى وهي ما يكون بين يدي الله –عز وجل- من قضاء وحكم في الآخرة يكون فيها النصر لأوليائه.

لذلك يقول ابن القيم –رحمه الله-:

 الحق منصور وممتحن فلا***تعجب، فهذه سنة الرحمن[نونية ابن القيم:ص17].

الحق ممتحن لكنه منصور، إن فاتت هنا أي "فلا تعجب فهذه سنة الرحمن" ثم يقول: "إن فاتت هنا" يعني إن فات نصر أهل الإيمان على وجه الإنفراد لا على وجه الكل والاجتماع، إن فاتت في الدنيا كانت لدى الديان، أي أن هذا النصر سيكون بين يدي الله –عز وجل-، سيكون عند الله –جل وعلا- الذي لا تخفى عليه خافية –جل في علاه-، والذي يُحقُّ الحق –سبحانه وبحمده-، والذي لا يغيب عنه شيء ولا شأن من شئون الخلق، فلذلك ينبغي أن تطمئن قلوب أهل الإيمان، بأن وعد الله تعالى آتٍ لا محالة، والله –عز وجل- يقول لرسوله: ﴿وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ[المؤمنون:95]يخبره –جل وعلا- أنه قادر على أن يريه ويشهد به ما كان من موعود الله تعالى بالنصر والإصابة من أهل الكفر الله على ذلك قادر، لكن قد تقتضي حكمة الله –جل وعلا- ألا يكون ذلك في الحياة الدنيا لأمر اقتضته حكمة الله ورحمته، وهو –جل وعلا- في ذلك له الحكمة البالغة، وقد أمر الله تعالى رسوله أن يقول: ﴿قُلْ رَبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ[المؤمنون:93]أي من العقوبات، والنصر لأهل الإسلام ﴿رَبِّ فَلا تَجْعَلْنِي فِي الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ[المؤمنون:94]، ثم يقول الله تعالى في تسلية رسوله: ﴿وَإِنَّا عَلَى أَنْ نُرِيَكَ مَا نَعِدُهُمْ لَقَادِرُونَ[المؤمنون:95]، ويقول لرسوله –جل وعلا-: ﴿فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنَّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ[الزخرف:41] يعني القضية لا ترتبط بالأشخاص، ولا بالزمان، ولا بالمكان، ولا بظرف، بل الله –عز وجل- متمكن من أعدائه، ناصر لأوليائه، ولذلك يقول: ﴿أَوْ نُرِيَنَّكَ الَّذِي وَعَدْنَاهُمْ فَإِنَّا عَلَيْهِمْ مُقْتَدِرُونَ[الزخرف:42]، فلذلك يجب على المؤمن أن يثق بنصر الله –عز وجل- وأن يعلم أن وعد الله كائن.

المقدم: لكن يا شيخ هل هناك أجل لهذا النصر؟

الشيخ: إن ذلك النصر له أجل، وله أسباب، والله تعالى يجري الأقدار والأحوال على نحو من الدقة والتأجيل الذي تقضيه حكمته.

المقدم: في سورة الزخرف في تكملة هذه الآيات يقول الله –سبحانه وتعالى- للنبي –صلى الله عليه وسلم- ﴿فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ[الزخرف:43]هل هذا دليل على أن التمسك بالوحي الكريم من الله –سبحانه وتعالى- بما أمر الله به –سبحانه وتعالى-، والانتهاء عما نهى الله عنه –سبحانه وتعالى- أن ذلك كله شرط من شروط حصول هذا النصر الذي وعد الله به عباده المؤمنين؟

الشيخ: أكيد، بالتأكيد أن من أعظم ما ينال به العبد نصرَ الله تعالى وتمكينه وتسديده وتوفيقه، وحفظه، وإظهاره أن يكون صابرًا، ولذلك الله –عز وجل- يؤكد معنى الصبر في كثير من المواطن، ويذكره بين يدي موعوده: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ[غافر:77]، أي يعني إذا كان المؤمن متيقنًا أن هؤلاء الظلمة، هؤلاء الفجرة، هؤلاء المعتدين، أن هؤلاء المعتدين على أولياء الله –عز وجل- بالنيل منهم والأذى لهم لن يفلتوا من عقاب الله –عز وجل-، وأنهم إليه صائرون، وهو عليهم قادر –جل في علاه-، وأنهم في قبضته، وأن نواصيهم في يده –جل في علاه-، لا شك أنه سيطمئن غاية الطمأنينة أن رحمة الله وفضله وعدله لن يُضيَّع حقَّ الإنسان، حق الإنسان المظلوم، بل حقه محفوظ باقٍ سواء استوفاه في هذه الدنيا، أو استوفاه في الآخرة.

المقدم: نذكر مستمعينا الكرام بأرقام التواصل التي من خلالها يستطيعون المداخلة، التداخل معنا عبر هذه الحلقة، والمشاركة بما لديهم من استفسارات أو آراء حول موضوع حلقتنا في هذا اليوم عن نصر الله –عز وجل-، نتحدث ونتأمل في قوله –سبحانه وتعالى-: ﴿مَتَى نَصْرُ اللَّهِ﴾ الوارد في سورة البقرة.

مستمعينا الكرام الرقم الأول للتواصل (0126477117) والرقم الثاني هو (0126493028)، وكذلك يمكنكم مستمعينا الكرام التغريد في هاشتاج البرنامج "الدين والحياة".

شيخ خالد يعني هنا أيضًا نقطة مهمة جدًّا ولعلنا نتحدث عن ما يحصل الآن بالتحديد للمسلمين في عدد من الأقطار، وأقرب هذا ربما ما يحصل من تسلط الأعداء على المسلمين من أهل السنة سواءً كان هذا الأمر في اليمن، أو سواء كان في الشام، وغير ذلك، وأقرب الأحداث ما يدور هذه الأيام على أرض حلب، نسأل الله –سبحانه وتعالى- اللطف والرحمة بإخوتنا هناك والنصر لهم على أعدائهم، وأن يدحرهم صاغرين أذلة بإذنه بقوته –سبحانه وتعالى-، لعلنا نتحدث عن هذا الجانب أيضًا وما يدور في مواقع التواصل، وفي المدونات عن أحيانًا بعض الفلسفات التي تخرج المسلم أحيانًا عن هذا المفهوم الذي ينبغي التركيز عليه، والتأكيد عليه من خلال الكتاب والسنة في اللجوء إلى تفسير الأحداث بما قاله الله –سبحانه وتعالى-، وما قاله النبي –صلى الله عليه وسلم-.

الشيخ: الأخ الكريم بالتأكيد أن الأمة منذ زمن تمرُّ بأنواع من الابتلاء والتسلط من أعداء الله –عز وجل- الظاهر المستتر ما هو معلوم تشاهد آثاره، وتدرك نتائجه بما يمكن أن يتيسر من المشاهدة لواقع الأمة في كثير من بقاع الدنيا، الأمة يعني مصابها في مواطن عديدة بأنواع من البلاء بتسلط أعداء الله –عز وجل- من أهل الكفر بتسلط المبتدعة الضُّلَّال المحرفين لكلام الله –عز وجل- والخارجين عن سنته، بتسلط بعض أهل النفاق الذين يكيدون للأمة بتقصيرها وضعفها في القيام بأمر الله –عز وجل-، بالتأكيد أن مجموع هذه البلايا التي تحيط الأمة أصابتها بأنواع من الضعف، أصابتها بأنواع من التخلف والتأخر، وينبغي ألا ننهمك في توصيف ضعفنا على حساب إصلاح ما يمكن إصلاحه من استقامتنا في أنفسنا، واستقامتنا في حياتنا، وبذل المستطاع في إصلاح هذه الأمة، الأمة يا أخي أمة نصر، أمة توفيق، أمة خير، أمة عزٍّ، أمة تمكين، مهما جرى لها من كيد كبَّار، ومكر الفجار فإن عاقبتها إلى ظهور ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[الصف:9]، وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «بَشِّر هذه الأمة بالسناء والدين والرفعة والنصر والتمكين في الأرض»[أخرجه أحمد في مسنده:ح21222، وابن حبان في صحيحه:ح405، قال الحاكم:هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ". ووافقه الذهبي. المستدرك:7862]وقد قال –صلى الله عليه وسلم-: «لن يبرح هذا الدين قائمًا يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة»[أخرجه مسلم في صحيحه:ح1922/172]وقد قال –صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك»[أخرجه البخاري:ح3641]فهذه الأمة أمة بقاء، لا يمكن لو اجتمع عليهم من بأقطارها، لو اجتمع كل أعداء الملة، كل المخالفين للكتاب والسنة، كل من في قلبه غيظ على هذا النور المبين، والصراط المستقيم الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-، لو اجتمع هؤلاء كلهم على الإسلام ما نالوا منه، فقد قال الله تعالى: ﴿وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[التوبة:32]، ويقول –جل وعلا-: ﴿وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ[الصف:8]فإتمام النور وإظهاره قائم وعد لا يخلف، ولذلك ينبغي أن نشيع هذه الروح بين أهل الإسلام، وذلك أن أعداء الملة وهذا واضح في كثير مما نشاهده من تصريحات التبشير بالهزيمة، والتبشير بالخسارة.

المقدم: أحيانًا معاونة العدو يا شيخ خالد على إحباط المسلمين من خلال نشر صور قديمة جدًّا ليست لها علاقة بالواقع أحيانًا، وبما يحصل على أرض الواقع بأنها حاصلة الآن، وأن المسلمين في انهيار شديد، وإلى ما هنالك من النتائج السلبية التي لها الدور الكبير في مسألة إحباط الناس، وإدخال القنوط إلى قلوبهم.

الشيخ: يعني شوف يا أخي هناك يعني طريقان، طريق من يُخفي المعاناة والمصيبة كأنها لم تكن، وهذا غلط، لكن هناك من يضخِّم المصاب، ويعني يبالغ في التوصيف حتى يكون عونًا لأعداء الملة والدين على أهل الإسلام بإشعارهم بالخسارة، وأنه لا نتيجة لأي فعل، وأنه لِيَرضوا بالأمر الواقع، يعني الآن عندما تشاهد يعني على سبيل المثال من ينشرون صور بعض الإرهابيين المفسدين في الأرض كهذا القائد/ فيلق بدر، أو فيلق القدس، وهم يتجوَّلون في بعض المدن المُهدَّمة التي هدموها وقتلوا أهلها، وهجروا من فيها، إعانتهم في نشر هذه الصور التي لا يعلم حقيقتها، ولا يدري مدى صدقها ولو كانت حقيقة فهي لا تُشعِر ولا تدلُّ على أنه لا أمل في نصرة الأمة وفي عود مجدها، بل الله تعالى قال:﴿وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ[يوسف:21]، فالأمة موعودة بالنصر، وتمكُّنُ أعدائها في موقف أو في موقع أو في مكانة لا يعني أننا فقدنا النور الذي نستطيع من خلاله أن نصل إلى ما نؤمل من العز والسناء، لم يَتَضَعْضَع يقيننا بصدق وعد الله –عز وجل-، فالواجب علينا أن نُشيع روح الثقة بوعد الله، وإذا كان ثمة بحث عن أسباب الهزيمة، أسباب الضعف، أسباب التسلط لأعداء الله على أوليائه فلنبحث، لكن نبحث من خلال عدم التشكيك في وعد الله –عز وجل-، إنما في مدى ما قصَّرنا فيه، ما هي عيوبُنا؟ لذلك لما وقع ما وقع يوم أحد في إصابة النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه بالمصاب العظيم، والكرب الشديد الذي قُتل فيه سبعون من الصحابة، وكُسرت رباعية النبي –صلى الله عليه وسلم-، وشُجَّ وجهُه، وأُدمي –صلى الله عليه وسلم-، قال بعض الصحابة في تفاؤل واندهاش: كيف يكون هذا؟ فقالوا:كما قص الله تعالى في محكم كتابه أن هذا، يعني كيف يكون هذا وفينا رسول الله، الله –عز وجل- يقول: ﴿أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا[آل عمران:165]، فجاء الجواب مباشرة: ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[آل عمران:165]تأمل الجواب، تأمل الجواب لتعرف أن المسار الصحيح لمعالجة أحوال الهزيمة، لا ينبغي أن تتطرق إلى قلب المؤمن شكٌّ في عظيم قدرة الله –عز وجل- وفي صدق وعده، قال:﴿إِنَّ اللَّهَ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ[آل عمران:9]، ﴿فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ[إبراهيم:47]لكن الإشكالية في أننا هل نحن قمنا بما يجب علينا من نصر الله حتى نتأهل لنصره –جل وعلا- ﴿قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[آل عمران:165]، ثم يذكِّر الله –جل وعلا- المؤمنين بما يجب أن يستحضروه من قضاء الله وقدره وحسن التعامل معه، ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ[آل عمران:166]، وله فيه حكمة ﴿وَلِيَعْلَمَ الْمُؤْمِنِينَ﴾، ﴿وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَوِ ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قِتَالًا لاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ لِلْكُفْرِ يَوْمَئِذٍ أَقْرَبُ مِنْهُمْ لِلإِيمَانِ[آل عمران165 :166]، ثم يقول الله –جل وعلا- في تطمين المؤمنين أن هذه المصائب التي تنزل بهم، وهذه البلايا التي تحل بهم لن تذهب هباءً منثورًا، بل إن الله سيأجرهم عليها، فالذين قتلوا أحياء عند الله لهم فيها من الرزق، لهم عنده من الرزق والفرج والعطاء والفضل ما ذكره الله تعالى في قوله: ﴿وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ[آل عمران:169].

المقدم: أستأذنك يا شيخ خالد.

الشيخ: هذا التعامل في هذه الصورة الإيجابية التي تحمل على الإقدام، تحمل على الثبات، تحمل على الاستجابة لله ورسوله هي التي ينبغي أن ننظر إليها، وأن نقدِّمها للناس، لا أن نزيد عويلًا وبكاء ودعمًا لأعدائنا بإظهار ما يمكن أن يكون سببًا لضعف الأمة.

المقدم: وكذلك يا شيخ خالد يعني الحذر من تخلل صفوف المؤمنين من بعض المنافقين، نفس الذين أصبح خطابهم مشابهًا لذلك الخطاب الذي كان عليه أسلافهم من المنافقين الأوائل في إحباط المسلمين، وإدخال الضعف إلى قلوبهم، وأيضًا تهزُّ ثقتهم بالله –عز وجل-.

 أستأذنك يا شيخ خالد في الاتصال الأول معنا من عبد العزيز الشريف، تفضل يا عبد العزيز، عبد العزيز الشريف من الرياض.

أحد المستمعين: مساك الله بالخير.

المقدم: مساك الله بالنور.

أحد المستمعين: السلام عليكم ورحمة الله.

المقدم: السلام ورحمة الله، حياك الله، تفضل.

أحد المستمعين: حياكم الله يا شخ خالد مساك الله بالخير.

الشيخ: حياكم الله أهلًا وسهلًا مرحبًا.

أحد المستمعين: يقول الله –عز وجل-: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ[الأنفال:60]ويقول الله –عز وجل- أيضًا في كتابه العظيم: ﴿لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًاَ[التوبة:25]هذا الاعتماد على الكثرة والقوة في مقابل هذا الضعف ينافي هذه الآية، وجزاكم الله كل خير.

المقدم: جزاك الله خير، شكر الله لك يا أخ عبد العزيز، طيب شيخ خالد إذا في إمكانية نعلق على مداخلة الأخ عبد العزيز.

الشيخ: الأمر بالإعداد هذا أمرٌ عامٌّ لكل الأمة، والإعداد إعداد القوة واجب على كل مؤمن، وأعظم الإعداد إعداد الإيمان القوي الراسخ الذي يَثبُت أمام الفتن، يعني القوة لها عدة جوانب، وهنا أحب أن أُشير إلى أمر مهم ينبغي أن نؤكد عليه، ونقطع الطريق على كل من يسعى إلى النفوذ من خلاله، وهو التفريق بين المؤمنين، يا أخي من أكثر واجبات الوقت أن نجمع الكلمة، من أكبر مُهمِّات اللحظة أن نقطع الطريق على كل من يسعى إلى تفريقنا بأي مسوِّغ، نحن أحوج ما نكون إلى الاجتماع، نحن أحوج ما نكون إلى نبذ التنازع والاختلاف، أحوج ما نكون إلى التغافل عن أسباب الفرقة وأسباب الشقاق حتى لو اعتدى علينا من اعتدى من إخواننا، بغى علينا من بغى من إخواننا، يجب علينا أن نكون صفًّا واحدًا، المعركة مصيرية ولا مجال فيها للتخلف عن جمع الكلمة، ومن مهمات ما ينبغي أن أهتم به التأكيد على جمع الكلمة لفئة من ناس مع ولاة أمرهم، واجتماعهم على من ولاهم الله تعالى عليهم، فإن الفرقة بين ولاة الأمر، الفرقة بين من ولاه الله تعالى أمر المسلمين والناس هو من أسباب الفشل، والله تعالى يقول –جل في علاه-: ﴿وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ[الأنفال:46]، فمن ضرورات الوقت وواجب شرعي في كل وقت أن يطيع المؤمن من ولاه الله تعالى الأمر، وأن يستقيم على مناصرته والزود عنه بما يستطيع، لكن في أوقات الأزمات تتأكد هذه الواجبات، ولهذا أقول: يعني أعداؤنا يسعون بكل ما أوتوا من قوة أن يفرقوا بين المسلمين وبين ولاة أمرهم، بأنواع من المسوغات، وأحيانًا قد يأتون بأشياء ظاهرها النصرة للدين، أو الغيرة على محارم الله، وتغيير المنكر، أو ما أشبه ذلك، كل هذا ينبغي ألا ينطلي على المسلم، من أوجب ما ينبغي على أهل الإسلام اليوم أن يجتمعوا، أن يأتلفوا، وأن يقطعوا الطريق على من يسعى إلى فرقتهم.

ولخطورة الأمر قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «من أتاكم وأَمرُكم جميعٌ يريد أن يُفرِّق جماعَتَكم فاقتلوه كأنًا من كان»[أخرجه مسلم في صحيحه:ح1852/60]وهذا يبين خطورة التفرق، وأنه من أعظم أسباب الفشل، من أعظم أسباب الضعف، فالقوة ليست فقط قوة السلاح، فقوة السلاح مهمة وضرورية، لكن عندما تكون قوة سلاحك حاضرة وأنت متفرِّق ضعيف القلب فإن سلاحك لن ينفعك ولن يدفع عنك أعداءك، فنجن نحتاج إلى قوة الإيمان، إلى قوة الاجتماع، إلى ائتلاف الكلمة، إلى التعاون مع ولاة الأمر والتعاون فيما بيننا، أيضًا إلى قطع التنازع فيما بيننا، يعني ليس فقط القضية تتعلق باجتماع الكلمة في جانب من الجوانب بل في كل الجوانب، وإذا حققنا هذا فإننا سنقطع الطريق على أولئك الذين يسعون في ما هم فيه من نيل من الأمة، يعني مما يقال في أسباب انكسار بعض إخواننا في بعض الجهات وتفرقهم وتناحرهم في وقت أن أعداءهم تحالفوا واجتمعوا عليهم، فأصابوهم بما أصابوهم، فمن الضروري أن نستفيد، من الضروري أن نقطع الطريق، هذا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يحرص على الاجتماع مع علمه بالوحي من السماء بأحوال بعض المنافقين، فلما قيل له: استأذن في قتلهم، قال: «لايتحدث الناس أن محمدًا يقتل أصحابه»[أخرجه البخاري في صحيحه:ح4905، مسلم في صحيحه:ح2548/63]لأجل ألا يفرق الجماعة، ولما خرج –صلى الله عليه وسلم-، لما كان يرى أن فيهم أحد أن يبقى في المدينة، لكن لما اجتمع الناس على الخروج خرج –صلى الله عليه وسلم-، فلما رجع البعض ما تضعضع، بل مضى في البقية لجمع الكلمة والذب بما يستطيع عن الإسلام وأهله، فالمقصود أن من أسباب القوة الأساس هو أن تجتمع قلوبنا على طاعة الله، أن نجتمع مع ولاة أمرنا، أن نجتمع فيما بيننا، أن ننبذ كل من يسعى إلى تفريقنا، وأن نقطع الطريق على كل من يسعى إلى إشاعة الفوضى، إلى إشاعة الخلاف والفرقة، إلى النيل من المسلمين.

المقدم: بالفعل هناك الكثير من الواجبات التي يتحتم علينا التمسك بها، وهذه الواجبات تزخر بها السنة النبوية أو السيرة النبوية العطرة التي كان عليها المصطفى –صلى الله عليه وسلم-، ما أحرانا وأحوجنا إلى إعادة قراءتها من جديد وتعميقها في نفوسنا ونفوس أبنائنا، ومنم خلفنا حتى نصنع مجتمعًا قويًّا ممانعًا ضد أي تدخلات تتسبب في إضعافه، وأيضًا بث الوهن فيه.

     أشكركم فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه بكلية الشريعة في جامعة القصيم والمشرف العام على فرع الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء على ما تفضلتم به في هذه الحلقة، وأسال الله –سبحانه وتعالى- أن يحقق النصر للمسلمين وأن يدحر أعداءهم، وأن يجعل كيدهم في نحورهم، وأن يحفظ هذه البلاد وأمنها وقادتها وعلمائها، والمجتمع الذي فيها، وأن يجعلهم آمنين مطمئنين ممانعين ضد أي خطر وأذى، نسأله –سبحانه وتعالى- أن يجزيكم خير جزاء، وأن يجعل ما تفضلتم به في هذه الحلقة في موازين حسناتكم.

الشيخ: آمين، وأسأل الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد من كل سوء وشر، وأن يوفق ولاتها إلى ما فيه الخير والرشد، وأن يدفع عنا أعداءنا، وأن ينصر جنودنا المقاتلين، وأن يوفق رجال أمننا  في صيانة هذه البلاد وحفظها، وأن يرينا في أنفسنا وفي المسلمين ما يسرون، وأن ينصر إخواننا المستضعفين في سوريا والعراق واليمن وسائر البلدان.

ووصيتي لكل مؤمن أن يدعو الله –عز وجل- وأن يثق بنصره فالله لا يخلف الميعاد، والله الموفق إلى سواء السبيل، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90628 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87042 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف