×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

خطب المصلح / خطب صوتية / خطبة : فضلوا وأضلوا

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis
خطبة : فضلوا وأضلوا
00:00:01
1148.89

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلن تجد له وليل مرشدا, وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين, لا إله سواه ولا رب غيره  وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله, صفيه وخليله, خيرت, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد, فاتقوا الله عباد الله, اتقوا الله تعالى فإن التقوى نجاة, والتقوى فلاح, والتقوى سعادة, والتقوى بها يبلغ العبد ما يؤمله من نعيم الدنيا, وفوز الآخرة, {ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا}+++[الطلاق:4]---{ذلك أمر الله أنزله إليكم ومن يتق الله يكفر عنه سيئاته ويعظم له أجرا}+++[الطلاق:5]--- اللهم اجعلنا من عبادك المتقين, وحزبك المفلحين, وأوليائك الصالحين. تقوى الله أيها المؤمنون أن تكون على ما يحب الله تعالى ويرضى, في السر والعلن, في الظاهر والباطن, في قلبك وقولك وجوارحك, تقوى الله تعالى أن تفعل ما أمرك الله تعالى به, من الأوامر الظاهرة والباطنة, وتترك كل ما نهاك الله تعالى عنه من الرزايا, والخطايا في السر والإعلان, في القلب والقول والعمل, {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا}+++[الأحزاب:70]---{يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما}+++[الأحزاب:71]---  عبادة  الله, إن تقوى الله عز وجل لا تتحقق للعبد إلا بالعلم, فإن العلم هو النور, الذي يهدي السبيل, العلم هو المصباح, الذي ينير لك دياجير الظلمات, العلم به تعرف الله عز وجل, ما له من الكمالات, العلم به تعرف الطريق الموصل إلى الله عز وجل, وما فيه من الصالحات, وما يعتريه أو يعترضه من وساوس الشياطين المزينة للسيئات. فاتقوا الله عباد الله وتزودوا من دينكم ما يبلغكم بكم جلا وعلا على الوجه الذي يرضى به عنكم, فإن من يعبد الله على علم ينال من الأجر والخير والمثوبة, ويبلغ من الغاية والمقصود, ما يبلغه ذاك الذي يعبده على جهل. فالناس ثلاثة أصناف: صنف يعبد الله بعلم, فهؤلاء هم الفائزون, وصنف يعبدون الله بضلالة وجهل, فهؤلاء هم الضالون, وصنف يعلم الحق ولا يعمل به, فهؤلاء هم المغضوب عليهم, وقد ذكره الله تعالى لكم في سورة تقرؤونها في كل ركعة من صلواتكم, {اهدنا الصراط المستقيم}+++[الفاتحة:6]---{صراط الذين أنعمت عليهم } إن المنعم عليهم هم الذين علموا وعرفوا الطريق الموصل إلى الله عز وجل, وسلكوه وفعملوا بما فرضه عليهم, هؤلاء هم المنعم عليهم إذا حققوا ذلك سلكوا الصراط المستقيم, {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}+++[الفاتحة:7]---   وهم الذين علموا ولم يعملوا بالعلم, عرفوا الحق وتركوه, عرفوا الهدى وأعرضوا عنه, {ولا الضالين} الضالون هم الذين عملوا بلا علم.  فاحذروا عباد الله أن تكونوا من المغضوب عليهم, أو من الضالين, فكلا الطريقين يوصل إلى السعير, وينتهي بأصحابه إلى الجحيم- نعوذ بالله من الخذلان-. اللهم اجعلنا من أولياءك وحزبك, وافتح لنا أبواب المعرفة والعلم النافع والعمل الصالح. وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم صبيحة كل يوم يقول «يقول اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا». فالعلم النافع هو الذي يدلك على الله ويعرفك بحقوقه, والرزق الطيب هو ما اكتسبته بعلم راشد يقيك الحرام, والعمل المتقبل, هو ما كان لله خالصا, وما كان على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم سائرا, ولا يتحقق ذلك إلا بالعلم, فالعلم هو الذي يوصل إلى النجاة, هو الذي يخرج من الظلمات إلى النور, هو الذي يبلغك سعادة الدارين.  فاستزد من العلوم ا لشرعية ومعرفة  الله عز وجل, ما تقيم به دينك, ثم إذا التبس عليك ما لا تعرفه وما لم يحط به علمك, فاسأل فهذا فرض الله الذي فرضه على المؤمنين, حيث قال {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}+++[النحل:43]--- واحذر من أن تفوت علما تحتاج إليه, لا تسأل عنه, فإن ذلك مما يوقعك في الردى, ومما يوقعك في الخطأ, «ألا سألوا حيث جهلوا» هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم, لقوم أفتوا بغير علم, قال «ألا سألوا إذا جهلوا» أو نحو ذلك من الندب إلى السؤال. فإن لم يعلم حقه إن يتعلم, والتعلم له طرق, ومن أبرز طرقه, أن يسأل أهل العلم العارفين, وقد ذكر الله تعالى من يتوجه الإنسان إليه بالسؤال, ولم يترك ذلك على غير هدى ولا بيان, بل قال تعالى {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}+++[النحل:43]---    وأهل الذكر هم أهل القرآن, والقرآن هنا المقصود به العالمون بمعناه, المدركون لمدلولاته, الفاهمون لمعانيه, وليس فقط من يحسن تلاوته, أو يجود الصوت بقراءته فإن ذلك جزء من العلم بالقرآن, بكنه ليس المقصود الأكبر, من العلم بالقرآن, بل العلم بالقرآن الذي يعلو به أصحابه, وترتفع به درجاتهم هو العلم بما فيه من المعاني, العلم بما فيه من الأحكام, والعقائد, بما فيه من الخيرات, فهذا هو العلم الذي يهدي السبيل, قال الله تعالى {بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون}+++[العنكبوت:49]---فبقدر ما يكون مع الإنسان من القرآن ومعانيه, ولا يتم ذلك إلا بالعلم بالسنة وما فيها, فالسنة بيان القرآن كما قال الله جل وعلا وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون}+++[النحل:44]--- فالقرآن بيانه, في هدي النبي صلى الله عليه وسلم, فكل من تستفتيه أم تأخذ عنه دينك, احرص أن يكون متصفا بهذا الوصف, وإياك بالاغترار بالصور والأشكال, فإن من الناس من تغره مظاهر الناس, فيأخذ من الناس على وفق ما يبدوا من ظاهرهم, دون علم بما معهم من العلوم والمعارف.  والله لم يذكر في الذين يؤخذ عنهم العلم وصفا غير العلم بالذكر فقال {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}+++[النحل:43]---فلا تقف عند صورة, ولا تقف عند معنى من المعاني التي يقف عندها الناس, فليس كل إمام مسجد يصلح أن يستفتى, ولا كل ملتح, يتوجه إليه بالسؤال, ولا كل من ظهر عليه علامات الصلاح يسئل في أحكام الدين, بل لابد من تحقيق وتحرير من تسأل دينك منه, ومن تتلقى عنه, فهذا العلم دين, فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه.  اللهم اجعلنا من عبادك المتقين, وحزبك المفلحين, وأوليائك الصالحين, وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح, أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم. الحمد لله رب العالمين, أحمده حق حمده, لا أحصى ثناء عليه, هو كما أحصى على نفسه, وأشهد أن لا إله إلا الله, إله الأولين والآخرين, لا إله إلا هو الرحمن الرحيم, وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله, صلى الله عليه, وعى آله وصحبه, ومن اتبع سنته واقتفى أثر بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد, فاتقوا الله عباد الله, لازموا التقوى فإن المتقين هم المفلحون, لازموا التقوى بها ينجو الإنسان من مهالك الدنيا, وأهوال الآخرة {وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون}+++[الزمر:61]--- اتقوا الله في السر والعلن. معنى اتقوا الله؛ أي اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية, ولا يمكن أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية, إلا بفعل ما أمرك, رغبة فيما عنده, وخوفا من عقابه, وتركن ما نهاك عنه رغبة فيما عنده, من النعيم, وخوفا مما أعده للعاصين من العقاب. فاتقوا الله عباد الله, صاحبوا التقوى ليلا ونهارا, سرا وجهارا, وابشروا فإن المتقين لهم من الله منزلة عليا؛ الله معهم, الله يحبهم, والله يدهم, والله يعينهم, والله يتولاهم, {ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}+++[يونس:62]---اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين. أيها المؤمنون, جاء في صحيح الإمام البخاري من حديث عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا من صدور الرجال ولكن يقبضه بموت العلماء, فإذا لم يبق عالما, اتخذ الناس رؤوسا جهالا, فسئلوا فأفتوا فضلوا وأضلوا». هذا الحديث تحذير وبيان لخطورة سؤال الجهال, وإن تقدموا في الناس, فإن التقدم في الناس على غير علم وهدى, يوقع في الضلال والردى, ولذلك قال صلى الله عليه وسلم «اتخذوا رؤوسا جهالا», وهم من قدموهم لأخذ العلم عنهم, وهو ليسوا متأهلين, ليسوا من أهل الذكر الذين قال الله تعالى فيهم {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}+++[النحل:43]--- فسئلوا, وتوجه الناس إليهم بالسؤال, وليس عندهم من العلم ما يبينون للناس السبيل, ما يهدونهم الطريق, فضلوا وأضلوا. هذه هي عاقبة أخذ العلم عن غير أهله, هذه هي عاقبة مخالفة ما أمر الله تعالى به من سؤال أهل الذكر, فإن سؤال غير أهل الذكر يوقع في الضلال.  وما نشاهده اليوم, من توجه الناس بالسؤال إلى كل غاد ورائح, دون تمييز عمن يؤخذ الدين, كما أن من الناس من يأخذ دينه عن كل أحد تكلم في الدين مهما كان علمه, ومهما كانت حاله, ومهما كان وضعه من حيث تحصيله العلمي, ومن حيث استقامته على دين الله, لا يراعي في ذلك, وصفا ولا يقيم لما ذكر الله تعالى من شرط وزنا, بل يأخذ العلم عن كل غاد ورائح, هذا إذا سلمت نيته, وإلا فمن من الناس من يتتبع ما يشتهي, ولا يأخذ إلا ما يوافق هواه, لكن أولئك الذين فرطوا في وصف من أمر الله بسؤالهم لا شك أنهم سيقعون فيما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله «فسئلوا فأفتوا فضلوا وأضلوا». فالضلال هو منتهى تضييع ما أمر الله تعالى به المؤمنين, من قيام يتحري ممن يأخذون عنه دينهم.  فسلوا أهل العلم, الذين يستدلون بالكتاب والسنة, ويصدرون عنهما, ويجلون كلام العلماء, ويحترمون مورثوهم العلمي, والذين إذا سئلوا فيما لا يعلمون, قالوا: لا نعلم, أو قالوا: لا أدري, فإن لا أدري نصف العلم, كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فليس العالم, هو ما يتكلم بما لا يعلم, كما قال الله تعالى {ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا}+++[الإسراء:36]---بل سل من تتوخى إصابته, للحق والهدى, وسل من عرفت سلسلة تلقيه, فإن هذا العلم إرث, يحمله في كل خلف عدوله, فإذا سألت عن أحد, فسل عن من أخذ العلم. أما أن يأخذ الناس علمهم عن مجاهيل, أو عن مبتور الصلة, بالسلاسل التي توصل إلى سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه, فإن ذلك يوقعهم في مظان الهلاك, يوقعهم في مواقع الردى.  والله تعالى أمر بسؤال أهل الذكر فحرص على هذا الوصف فيمن تسأله وتصدر عنه, ولك أن تتثبت فيما جاءك من العلم من غير علم في حاجة الضرورة, فأحيانا قد يقرأ الإنسان رأيا أو يسمع قولا, ولا يعلم مدى, صدق قائله من حيث العلم ولا يعلم مستواه من حيث المعرفة, فسل من تثق في علمه ودينه, لتبرأ ذمتك فالعلم دين, فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه, عمن يأخذ عنه أحكام الله عز وجل. الآن لو أن أحدنا أراد أن يسافر إلى الرياض أو إلى مكة, ولا يدل الطريق, ولا يعرف السبيل إلى ذلك, أليس يسأل من يتوخى ويغلب على ظنه أنه خبير بالطرق ودلالاتها, وإذا سال من يشك في معرفته, أعاد السؤال مرة وثانية وثالثة, حتى يتحقق أنه يسلك طريقا لا يوصله إلى الغاية, أو إلى هدفه, أو إلى جهته التي يتوجه إليها, هذا في طريق الدنيا, وفي سفرها, فكيف بالسفر إلى الله.  احذر أن تسأل من يوصلك إلى الردى, احذر أن تسأل من يدلك على غير الطريق الموصل إلى الله عز وجل. وما نشاهده اليوم من انحرافات فكرية, ولوثات عقدية, وضلالات عملية, وزهد في الأحكام الشرعية, هو ن وع من الضلال الذي أثمر بالإخلال الذي أوجب الله تعالى عن السؤال وشروطه, فهؤلاء الذين يسألون أولئك المجاهيل, أو المضلين من أصحاب الأفكار المنحرفة, فيزينون لهم الضلال, ويزينون لهم الباطل, ويحثونهم على أذية أنفسهم وأذية مجتمعاتهم بالتفجير والتكفير, هو نمط من الانحراف في سؤال أهل العلم.  وأولئك الذين يسألون غير المتأهلين, ممن يتصدر للعلم, أو يأخذون أقوالهم عن علماءهم ممن يسمونه الشيخ جوجل, دون رجوع إلى أهل العلم في معرفة الحلال والحرام, ومعرفة ما يطابق الحال, أولئك يقعون في الضلال.  والشواهد على هذا كثيرة, وأذكر لكم شاهد, أختم به خطبتي, اتصل بي رجل من بلد فقال: تزوجت فلانة التي رضعت على هذا النحو, فهل تحل لي؟ قلت له: من أفتاك بحلها؟ قال: عندي فتوى في ذلك.  فقلت له: من الذي أفتاك؟ قال: شاهدت فلانا في المقطع اليوتيوبي يقول: كذا وكذا, وأخذت بهذه الفتوى قبل سنتين, وتزوجتها ولي منها ولدان, وهي أخته من الرضاعة. هذا واقع شهدته بنفسي, أخته من الرضاعة لم يبالي وهو يعرف أن هناك رضاع يدركه بالتفصيل, لأنه قصه وهو حاضر في ذهنه, لكنه أخذ الفتوى من غير موضعها, باجتهاد منه, من الشيخ جوجل على ما يقول أولئك: ما تحتاج عالم عند الشيخ جوجل يكفيك.  هؤلاء يستهترون بالأحكام الشرعية, ولا يدركون أن الحكم الشرعي يحتاج إلى عالم بصير, كما قال رب العالمين {فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون}+++[النحل:43]--- فيقع في هذا الذي ينتج عنه بلايا هؤلاء الأولاد تنجوا عن ذلك الغلط, وهذا النكاح, نتج عن ذلك الغلط, فاستباح أخته من الرضاعة عامين وأنجب ولدين, بفتوى أخذها من جهاز دون أن يكلف نفسه,  أن يسأل عالم, أو أن يرجع إلى بصير من أهل الذكر, يبين له مما يحل مما يحرم. اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا, أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك. أوصيكم يا إخواني بتقوى الله في السر والعلن, الاجتهاد في معرفة الأحكام الشرعية من مواضعها. اللهم أمنا في أوطاننا, وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك, اللهم احفظ ولي أمرنا وسدده بالقول والعمل, اللهم سدده في قوله وعمله, اللهم واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا, اللهم احفظ جنودنا المقاتلين, اللهم سددهم يا ذا الجلال والإكرام, واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم, اللهم وأعم بلاد الإسلام بالأمن والإيمان, السلامة والإسلام, وادفع عنا وعن المسلمين كل شر يا ذا الجلال والإكرام, ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

المشاهدات:4373

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلن تجد له وليل مرشدا, وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين, لا إله سواه ولا رب غيره  وأشهد أن محمد عبد الله ورسوله, صفيه وخليله, خيرت, صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اتبع سنته واقتفى أثره بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد, فاتقوا الله عباد الله, اتقوا الله تعالى فإن التقوى نجاة, والتقوى فلاح, والتقوى سعادة, والتقوى بها يبلغ العبد ما يؤمله من نعيم الدنيا, وفوز الآخرة, {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا}[الطلاق:4]{ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا}[الطلاق:5]

اللهم اجعلنا من عبادك المتقين, وحزبك المفلحين, وأوليائك الصالحين.

تقوى الله أيها المؤمنون أن تكون على ما يحب الله تعالى ويرضى, في السر والعلن, في الظاهر والباطن, في قلبك وقولك وجوارحك, تقوى الله تعالى أن تفعل ما أمرك الله تعالى به, من الأوامر الظاهرة والباطنة, وتترك كل ما نهاك الله تعالى عنه من الرزايا, والخطايا في السر والإعلان, في القلب والقول والعمل, {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[الأحزاب:70]{يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا}[الأحزاب:71]

 عبادة  الله, إن تقوى الله عز وجل لا تتحقق للعبد إلا بالعلم, فإن العلم هو النور, الذي يهدي السبيل, العلم هو المصباح, الذي ينير لك دياجير الظلمات, العلم به تعرف الله عز وجل, ما له من الكمالات, العلم به تعرف الطريق الموصل إلى الله عز وجل, وما فيه من الصالحات, وما يعتريه أو يعترضه من وساوس الشياطين المزينة للسيئات.

فاتقوا الله عباد الله وتزودوا من دينكم ما يبلغكم بكم جلا وعلا على الوجه الذي يرضى به عنكم, فإن من يعبد الله على علم ينال من الأجر والخير والمثوبة, ويبلغ من الغاية والمقصود, ما يبلغه ذاك الذي يعبده على جهل.

فالناس ثلاثة أصناف:

صنف يعبد الله بعلم, فهؤلاء هم الفائزون, وصنف يعبدون الله بضلالة وجهل, فهؤلاء هم الضالون, وصنف يعلم الحق ولا يعمل به, فهؤلاء هم المغضوب عليهم, وقد ذكره الله تعالى لكم في سورة تقرؤونها في كل ركعة من صلواتكم, {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ}[الفاتحة:6]{صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ }

إن المنعم عليهم هم الذين علموا وعرفوا الطريق الموصل إلى الله عز وجل, وسلكوه وفعملوا بما فرضه عليهم, هؤلاء هم المنعم عليهم إذا حققوا ذلك سلكوا الصراط المستقيم, {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ}[الفاتحة:7]

  وهم الذين علموا ولم يعملوا بالعلم, عرفوا الحق وتركوه, عرفوا الهدى وأعرضوا عنه, {ولا الضالين} الضالون هم الذين عملوا بلا علم.

 فاحذروا عباد الله أن تكونوا من المغضوب عليهم, أو من الضالين, فكلا الطريقين يوصل إلى السعير, وينتهي بأصحابه إلى الجحيم- نعوذ بالله من الخذلان-.

اللهم اجعلنا من أولياءك وحزبك, وافتح لنا أبواب المعرفة والعلم النافع والعمل الصالح.

وقد كان نبيكم صلى الله عليه وسلم صبيحة كل يوم يقول «يقول اللهم إني أسألك علما نافعا ورزقا طيبا وعملا متقبلا».

فالعلم النافع هو الذي يدلك على الله ويعرفك بحقوقه, والرزق الطيب هو ما اكتسبته بعلم راشد يقيك الحرام, والعمل المتقبل, هو ما كان لله خالصا, وما كان على وفق هدي النبي صلى الله عليه وسلم سائرا, ولا يتحقق ذلك إلا بالعلم, فالعلم هو الذي يوصل إلى النجاة, هو الذي يخرج من الظلمات إلى النور, هو الذي يبلغك سعادة الدارين.

 فاستزد من العلوم ا لشرعية ومعرفة  الله عز وجل, ما تقيم به دينك, ثم إذا التبس عليك ما لا تعرفه وما لم يحط به علمك, فاسأل فهذا فرض الله الذي فرضه على المؤمنين, حيث قال {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل:43]

واحذر من أن تفوت علما تحتاج إليه, لا تسأل عنه, فإن ذلك مما يوقعك في الردى, ومما يوقعك في الخطأ, «ألا سألوا حيث جهلوا» هكذا قال النبي صلى الله عليه وسلم, لقوم أفتوا بغير علم, قال «ألا سألوا إذا جهلوا» أو نحو ذلك من الندب إلى السؤال.

فإن لم يعلم حقه إن يتعلم, والتعلم له طرق, ومن أبرز طرقه, أن يسأل أهل العلم العارفين, وقد ذكر الله تعالى من يتوجه الإنسان إليه بالسؤال, ولم يترك ذلك على غير هدى ولا بيان, بل قال تعالى {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل:43]

   وأهل الذكر هم أهل القرآن, والقرآن هنا المقصود به العالمون بمعناه, المدركون لمدلولاته, الفاهمون لمعانيه, وليس فقط من يحسن تلاوته, أو يجود الصوت بقراءته فإن ذلك جزء من العلم بالقرآن, بكنه ليس المقصود الأكبر, من العلم بالقرآن, بل العلم بالقرآن الذي يعلو به أصحابه, وترتفع به درجاتهم هو العلم بما فيه من المعاني, العلم بما فيه من الأحكام, والعقائد, بما فيه من الخيرات, فهذا هو العلم الذي يهدي السبيل, قال الله تعالى {بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ}[العنكبوت:49]فبقدر ما يكون مع الإنسان من القرآن ومعانيه, ولا يتم ذلك إلا بالعلم بالسنة وما فيها, فالسنة بيان القرآن كما قال الله جل وعلا وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}[النحل:44]

فالقرآن بيانه, في هدي النبي صلى الله عليه وسلم, فكل من تستفتيه أم تأخذ عنه دينك, احرص أن يكون متصفا بهذا الوصف, وإياك بالاغترار بالصور والأشكال, فإن من الناس من تغره مظاهر الناس, فيأخذ من الناس على وفق ما يبدوا من ظاهرهم, دون علم بما معهم من العلوم والمعارف.

 والله لم يذكر في الذين يؤخذ عنهم العلم وصفا غير العلم بالذكر فقال {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل:43]فلا تقف عند صورة, ولا تقف عند معنى من المعاني التي يقف عندها الناس, فليس كل إمام مسجد يصلح أن يستفتى, ولا كل ملتح, يتوجه إليه بالسؤال, ولا كل من ظهر عليه علامات الصلاح يُسئل في أحكام الدين, بل لابد من تحقيق وتحرير من تسأل دينك منه, ومن تتلقى عنه, فهذا العلم دين, فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه.

 اللهم اجعلنا من عبادك المتقين, وحزبك المفلحين, وأوليائك الصالحين, وارزقنا العلم النافع والعمل الصالح, أقول هذا القول وأستغفر الله العظيم لي ولكم, فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الحمد لله رب العالمين, أحمده حق حمده, لا أحصى ثناء عليه, هو كما أحصى على نفسه, وأشهد أن لا إله إلا الله, إله الأولين والآخرين, لا إله إلا هو الرحمن الرحيم, وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله, صلى الله عليه, وعى آله وصحبه, ومن اتبع سنته واقتفى أثر بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعد, فاتقوا الله عباد الله, لازموا التقوى فإن المتقين هم المفلحون, لازموا التقوى بها ينجو الإنسان من مهالك الدنيا, وأهوال الآخرة {وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[الزمر:61]

اتقوا الله في السر والعلن.

معنى اتقوا الله؛ أي اجعلوا بينكم وبين عذابه وقاية, ولا يمكن أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية, إلا بفعل ما أمرك, رغبة فيما عنده, وخوفا من عقابه, وتركن ما نهاك عنه رغبة فيما عنده, من النعيم, وخوفا مما أعده للعاصين من العقاب.

فاتقوا الله عباد الله, صاحبوا التقوى ليلا ونهارا, سرا وجهارا, وابشروا فإن المتقين لهم من الله منزلة عليا؛ الله معهم, الله يحبهم, والله يدهم, والله يعينهم, والله يتولاهم, {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ}[يونس:62]اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين.

أيها المؤمنون, جاء في صحيح الإمام البخاري من حديث عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم «إن الله لا يقبض هذا العلم انتزاعا من صدور الرجال ولكن يقبضه بموت العلماء, فإذا لم يبق عالما, اتخذ الناس رؤوسا جهالا, فسئلوا فأفتوا فضلوا وأضلوا».

هذا الحديث تحذير وبيان لخطورة سؤال الجهال, وإن تقدموا في الناس, فإن التقدم في الناس على غير علم وهدى, يوقع في الضلال والردى, ولذلك قال صلى الله عليه وسلم «اتخذوا رؤوسا جهالا», وهم من قدموهم لأخذ العلم عنهم, وهو ليسوا متأهلين, ليسوا من أهل الذكر الذين قال الله تعالى فيهم {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل:43]

فسئلوا, وتوجه الناس إليهم بالسؤال, وليس عندهم من العلم ما يبينون للناس السبيل, ما يهدونهم الطريق, فضلوا وأضلوا.

هذه هي عاقبة أخذ العلم عن غير أهله, هذه هي عاقبة مخالفة ما أمر الله تعالى به من سؤال أهل الذكر, فإن سؤال غير أهل الذكر يوقع في الضلال.

 وما نشاهده اليوم, من توجه الناس بالسؤال إلى كل غاد ورائح, دون تمييز عمن يؤخذ الدين, كما أن من الناس من يأخذ دينه عن كل أحد تكلم في الدين مهما كان علمه, ومهما كانت حاله, ومهما كان وضعه من حيث تحصيله العلمي, ومن حيث استقامته على دين الله, لا يراعي في ذلك, وصفا ولا يقيم لما ذكر الله تعالى من شرط وزنا, بل يأخذ العلم عن كل غاد ورائح, هذا إذا سلمت نيته, وإلا فمن من الناس من يتتبع ما يشتهي, ولا يأخذ إلا ما يوافق هواه, لكن أولئك الذين فرطوا في وصف من أمر الله بسؤالهم لا شك أنهم سيقعون فيما حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله «فسئلوا فأفتوا فضلوا وأضلوا».

فالضلال هو منتهى تضييع ما أمر الله تعالى به المؤمنين, من قيام يتحري ممن يأخذون عنه دينهم.

 فسلوا أهل العلم, الذين يستدلون بالكتاب والسنة, ويصدرون عنهما, ويجلون كلام العلماء, ويحترمون مورثوهم العلمي, والذين إذا سئلوا فيما لا يعلمون, قالوا: لا نعلم, أو قالوا: لا أدري, فإن لا أدري نصف العلم, كما جاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه فليس العالم, هو ما يتكلم بما لا يعلم, كما قال الله تعالى {وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[الإسراء:36]بل سل من تتوخى إصابته, للحق والهدى, وسل من عرفت سلسلة تلقيه, فإن هذا العلم إرث, يحمله في كل خلف عدوله, فإذا سألت عن أحد, فسل عن من أخذ العلم.

أما أن يأخذ الناس علمهم عن مجاهيل, أو عن مبتور الصلة, بالسلاسل التي توصل إلى سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه, فإن ذلك يوقعهم في مظان الهلاك, يوقعهم في مواقع الردى.

 والله تعالى أمر بسؤال أهل الذكر فحرص على هذا الوصف فيمن تسأله وتصدر عنه, ولك أن تتثبت فيما جاءك من العلم من غير علم في حاجة الضرورة, فأحيانا قد يقرأ الإنسان رأيا أو يسمع قولا, ولا يعلم مدى, صدق قائله من حيث العلم ولا يعلم مستواه من حيث المعرفة, فسل من تثق في علمه ودينه, لتبرأ ذمتك فالعلم دين, فلينظر أحدكم عمن يأخذ دينه, عمن يأخذ عنه أحكام الله عز وجل.

الآن لو أن أحدنا أراد أن يسافر إلى الرياض أو إلى مكة, ولا يدل الطريق, ولا يعرف السبيل إلى ذلك, أليس يسأل من يتوخى ويغلب على ظنه أنه خبير بالطرق ودلالاتها, وإذا سال من يشك في معرفته, أعاد السؤال مرة وثانية وثالثة, حتى يتحقق أنه يسلك طريقا لا يوصله إلى الغاية, أو إلى هدفه, أو إلى جهته التي يتوجه إليها, هذا في طريق الدنيا, وفي سفرها, فكيف بالسفر إلى الله.

 احذر أن تسأل من يوصلك إلى الردى, احذر أن تسأل من يدلك على غير الطريق الموصل إلى الله عز وجل.

وما نشاهده اليوم من انحرافات فكرية, ولوثات عقدية, وضلالات عملية, وزهد في الأحكام الشرعية, هو ن وع من الضلال الذي أثمر بالإخلال الذي أوجب الله تعالى عن السؤال وشروطه, فهؤلاء الذين يسألون أولئك المجاهيل, أو المضلين من أصحاب الأفكار المنحرفة, فيزينون لهم الضلال, ويزينون لهم الباطل, ويحثونهم على أذية أنفسهم وأذية مجتمعاتهم بالتفجير والتكفير, هو نمط من الانحراف في سؤال أهل العلم.

 وأولئك الذين يسألون غير المتأهلين, ممن يتصدر للعلم, أو يأخذون أقوالهم عن علماءهم ممن يسمونه الشيخ جوجل, دون رجوع إلى أهل العلم في معرفة الحلال والحرام, ومعرفة ما يطابق الحال, أولئك يقعون في الضلال.

 والشواهد على هذا كثيرة, وأذكر لكم شاهد, أختم به خطبتي, اتصل بي رجل من بلد فقال: تزوجت فلانة التي رضعت على هذا النحو, فهل تحل لي؟

قلت له: من أفتاك بحلها؟

قال: عندي فتوى في ذلك.

 فقلت له: من الذي أفتاك؟

قال: شاهدت فلانا في المقطع اليوتيوبي يقول: كذا وكذا, وأخذت بهذه الفتوى قبل سنتين, وتزوجتها ولي منها ولدان, وهي أخته من الرضاعة.

هذا واقع شهدته بنفسي, أخته من الرضاعة لم يبالي وهو يعرف أن هناك رضاع يدركه بالتفصيل, لأنه قصه وهو حاضر في ذهنه, لكنه أخذ الفتوى من غير موضعها, باجتهاد منه, من الشيخ جوجل على ما يقول أولئك: ما تحتاج عالم عند الشيخ جوجل يكفيك.

 هؤلاء يستهترون بالأحكام الشرعية, ولا يدركون أن الحكم الشرعي يحتاج إلى عالم بصير, كما قال رب العالمين {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[النحل:43]

فيقع في هذا الذي ينتج عنه بلايا هؤلاء الأولاد تنجوا عن ذلك الغلط, وهذا النكاح, نتج عن ذلك الغلط, فاستباح أخته من الرضاعة عامين وأنجب ولدين, بفتوى أخذها من جهاز دون أن يكلف نفسه,  أن يسأل عالم, أو أن يرجع إلى بصير من أهل الذكر, يبين له مما يحل مما يحرم.

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا, أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

أوصيكم يا إخواني بتقوى الله في السر والعلن, الاجتهاد في معرفة الأحكام الشرعية من مواضعها.

اللهم أمنا في أوطاننا, وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا, واجعل ولايتنا فيمن خافك واتبع رضاك, اللهم احفظ ولي أمرنا وسدده بالقول والعمل, اللهم سدده في قوله وعمله, اللهم واجعل له من لدنك سلطانا نصيرا, اللهم احفظ جنودنا المقاتلين, اللهم سددهم يا ذا الجلال والإكرام, واحفظهم من بين أيديهم ومن خلفهم, اللهم وأعم بلاد الإسلام بالأمن والإيمان, السلامة والإسلام, وادفع عنا وعن المسلمين كل شر يا ذا الجلال والإكرام, ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين.

المادة السابقة
المادة التالية

الاكثر مشاهدة

1. خطبة : فابتغوا عند الله الرزق ( عدد المشاهدات19049 )
4. خطبة: يسألونك عن الخمر ( عدد المشاهدات12241 )
8. خطبة : عجبا لأمر المؤمن ( عدد المشاهدات9615 )
12. الاجتهاد في الطاعة ( عدد المشاهدات8311 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف