×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / عباد الرحمن / الحلقة (8) فليحذر الذين يخالفون عن أمره

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:4804

الحلقة الثامنة: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ} [النور: 63]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبًا وأهلًا وسهلًا بكم أيها الإخوة والأخوات، في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم: "عباد الرحمن".

أحمدُ الله حق حمده: {لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [القصص: 70]، له الحمد {خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]، وأشهدُ أن لا إله إلا الله، نقرُّ بأنهُ لا خالق سواه، ولا ربَّ غيرُه، وأنهُ لا يستحقُّ العبادة إلا هو، {لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ} [البقرة: 163]، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ ورسوله، صفيه، وخليله، بعَثَهُ اللهُ بالهدى ودين الحق بين يدي الساعة {بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [البقرة: 119]، {وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 46]، بلَّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق الجهاد، حتى أتاهُ اليقين، وهو على ذلك، فصلى الله عليه، اللهم صلِّ على محمد، {صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56] اللهم صلِّ على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم، وعلى آل إبراهيم إنك حميدٌ مجيد، أمَّا بعد:

فإخواني وأخواتي، إنَّ النجاة في الدنيا قد جعلها اللهُ عز وجل بأمرين:

الأمر الأول: تمام الإخلاصِ له.

الأمر الثاني: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

وإتباعهُ يقتضي محبته، يقتضي قبول ما جاء به من الأخبار، يقتضي في الرجوع إليه في الأحكام، فإنَّ الإيمان بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هو الدعامة الثانية التي يتحققُ بها ركن الإسلام الأعظم، فإنَّ الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا رسول الله، هذه الشهادة هي الحقيقة، القاعدة التي يُبْنَى عليها كلُّ ما جاءَ في هذا الدين، من العقائد والأحكام، ما جاء فيهِ من الأصول والشرائع، ما جاءَ فيهِ من الهدى والنور، كل ذلك مبني على هذين الأصلين، فإذا متَّنَ المؤمنُ هذين الأصلين:

الأصل الأول: شهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاصِ لله وحدهُ لا شريك له، في سرِّه وعلنه، في كُلِّ عمله.

الأصل الثاني: ومتَّنَ الأصل الذي بهِ النجاة، وهو اتباعُ سيِّد الورى؛ الإيمان بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والشهادة لهُ بالرسالة التي تقتضي ألَّا يَتركَ شيئًا مما جاءَ به، وأن يقبلَ كل ما جاء به، فإنه عند ذلك يكون قد حقَّق القاعدة المتينة والأصل الرصين الذي يبني عليه أعظمُ بناء وهو بناء الإسلام، بناء الإيمان، بناء الإحسان؛ لذلك لَمَّا جاء جبريل إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والنبيُ بينَ أصحابه، وقد جاء على هيئةِ رجلٍ لا يعرفه الصحابة، جميل المنظر، حسن الهيئة، فاقترب من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجلسَ إليه، أسندَ ركبتيه إلى ركبتيه، ووضع يديه على فَخِذَيِ النبي ـ صلى الله عليه وسلم  ـ فقال: يا محمد إني أسألك، أخبرني عن الإسلام؟، وهذا أول سؤال، لكنَّهُ تضمَّن الركيزة الأساسية التي بها يتحققُ بها كل فضلٍ وسبقٍ، وخَصلةِ خيرٍ، تضمن هذا الحديث، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ لَمَّا سأله جبريل: «أَخْبِرْنِي عَنِ الْإِسْلَامِ؟ قال: أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ» صحيح مسلم (8) هذا هو التوحيد، هذا هو الأصل الأصيل، الذي لا يُقبَل عملٌ بدونه، لا يُقبَل عملٌ من أحد إلا أن يُحقِّق الإخلاص، بل لو أنَّ الإنسان عَمِلَ عملًا، وقصَدَ فيه الله ـ جلَّ وعلا ـ لكنَّه لم يخلص لله، عمِلَ عملًا وقصَدَ معهُ غير الله، يريد الله ويريد شيئًا آخر غير الله ـ عز وجل ـ فإنهُ لا ينالُ شيئًا، ولا يُدْرِكُ فضلًا ولا سبقًا.

ففي الصحيح من حديث أبي هريرة: «يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا أَغْنَى الشُّرَكَاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَنْ عَمِلَ عَمَلًا أَشْرَكَ فِيهِ مَعِيَ غَيْرِي تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ» صحيح مسلم (2985) ، ويقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ لرجلٍ سأله عن الرجل يقاتل وهو أعظم ما يكون من الأعمال، يقاتل، يبتغي الأجر من الله، والذِّكْرَ من الناس، ما لهُ، ماذا يرجع من العمل؟ ما الذي يُحصِّل بهذا العمل، الذي أشرك معهُ غيره، وهو الثناء، والحمد، والمدح، وشجاع، وقوي، وبطل: «قَالَ: لَا شَيْءَ لَهُ»، كرر السؤال مرة ثانية: «قَالَ: لَا شَيْءَ لَهُ» قال الرجل يقاتل، يبتغي الأجر، هو يريد الأجر، لكن مع الأجر شيء ثانٍ، والذكر، ما لهُ؟ قال: «لَا شَيْءَ لَهُ، إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْعَمَلِ مَا كَانَ خَالِصًا، وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ» سنن النسائي(3140)، حكم الألباني: حسن صحيح. إذًا هذه هي الركيزة الأولى: وهيَ أن لا نعبد إلا الله.

والركيزة الثانية: أن لا نعبُدَهُ إلا بما جاءَ بهِ النبيُ محمد الذي أنزلَ اللهُ ـ تعالى ـ عليه الذكر: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44]، وهذا النبي الكريم عَصَمَهُ الله من أن يقولَ شيئًا على الله لا برهان لهُ فيه، ولم يوحيه الله ـ عز وجل ـ إليه، بل كل ما قالهُ حق ـ صلى الله عليه وسلم ـ ولذلك يقول ـ جلَّ في علاه ـ: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} [النجم: 3، 4] أوحاهُ الله إليه، فكل ما جاءَ بهِ حقٌّ وهُدًى صلى الله عليه وسلم؛ ولذلكَ أوتيَ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ نُورَيْن:

النور الأول: القرآن، النور الثاني: سنته صلى الله عليه وسلم.

والقرآن الذي لا مِثْلَ لهُ ولا نظير، لكن أوتيَ معهُ ما هو مثلُ القرآن، في الحُجِّيَّة، وفي الدلالة على الخير، وفي وجوب القبول من أهل الإيمان، وهو هديه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: 7] ، {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} [الأحزاب: 21]، فلن يبلُغَ أحدٌ أن يكونَ من عباد الرحمن، ولم يصلْ أحد إلى أن يكونَ من عباد الله، ولن يتبوَّأ الإنسان أن يكونَ من المتقين المحسنين العابدين الصالحين إلا بالأخذِ بالسنة التي جاءَ بها النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ بيّنَ فيها ـ صلى الله عليه وسلم ـ طرق الهدى، كيف نعبُده جلَّ في علاه.

الصلاة أمَرَ الله بها في كتابه، لكن لم يأتِ تفصيلُها إلا في السنة: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»  صحيح البخاري(6008)، ومسلم (674) هكذا قال صلى الله عليه وسلم.

الحج أمَرَ اللهُ بهِ في كتابه، وبيَّنَ شيئًا من مناسكه، لكن لم يأتِ البيان التفصيلي إلا بعمله؛ ولذلكَ قال: «خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ» صحيح مسلم (1297) .

الزكاة أمَرَ الله ـ عز وجل ـ بها في كتابه، لكن كيفَ نعْرِفُ الزكاة تفصيلًا، في الأموال التي تجب، وما الأنصبة؟ وكم يجب؟ ولمن تُصرف؟ إلا من هديه ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبيانه.

إذًا نحنُ لا يكمُلُ لنا دين، ولا يصلُحُ لنا إيمانٌ وإسلام إلا باتباع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهُنا ينبغي للمؤمن أن يعرف أنَّ مخالفة أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العقائد بردِّها أو عدم قَبُولِها أو في الأعمال بالإعراض عنها وعدم الأخذِ بها هو من موجبات العقوبة؛ ولذلك قال الله ـ عز وجل ـ: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [النور: 63]، فحذّرَ اللهُ ـ جلَّ وعلا ـ المؤمنين من أن يُعْرِضوا عن طاعة الله ـ عز وجل ـ بل: {يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا} [الأحزاب: 66]، وقد قال الله ـ جلّ وعلا ـ في قومٍ شاقوا الرسول واتبعوا غيرَ سبيله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 115]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَشَاقُّوا الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى لَنْ يَضُرُّوا اللَّهَ شَيْئًا وَسَيُحْبِطُ أَعْمَالَهُمْ} [محمد: 32]، وجعلَ مخالفة أمره من محادَّتِه: {إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ كُبِتُوا كَمَا كُبِتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ مُهِينٌ} [المجادلة: 5].

إذًا من المهم لكُلِّ مؤمن، أن يَلْزَمَ هَدْيَ النبي صلى الله عليه وسلم.

الواقع إنَّ من الناس من إذا جاءتهُ الأحكام، جاءتهُ الأخبار عن سيِّدِ الورى – صلوات الله وسلامه عليه – سيِّدِ الأنام، ما قَبِلَها إلا ما وِفْقَ عقله، وتجده يحكم على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم بمجرد رأيه، هذا من الخطأ.

فإنَّ قولهُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا ثبتَ وصحَّ عنه، وحيٌ أوحاه الله إليه لا يمكن أن يُقابَل بالعقول، لا يمكن أن يُصادَر بالآراء.

(فإذا جاءَ نهر الله بطلَ نهرُ معقل)، وعند ذلكَ ينبغي للمؤمن أن يرميَ رأيه، وأن يجْدَعَ قوله، وأن لا يلتفت إلى اجتهاده، إذا كانَ يصادم ما جاء عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فإنهُ مَزَلَّة، ومضلة، وهو سببٌ للعقوبة؛ ولهذا حذَّر النبيُّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أقوام، يأتيهم الخبر من خبره، ثم يُعارضونهُ بآرائهم، كما في حديث المقداد بن معدي كرب – رضي الله تعالى عنه – قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «وَإِنِّي أُوتِيتُ الْقُرْآنَ، وَمِثْلَهُ مَعَهُ، أَلَا هَلْ عَسْى رَجُلٌ يَبْلُغُهُ الحديثُ عَنِّي، وَهُوَ مُتَّكِئٌ عَلَى أَرِيكَتِهِ، فَيَقُولُ: بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ كِتَابُ اللَّهِ، فَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَلَالًا اسْتَحْلَلْنَاهُ، وَمَا وَجَدْنَا فِيهِ حَرَامًا حَرَّمْنَاهُ. وَإِنَّما حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلْيَهِ وَسَلَّمَ ـ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ» سنن الترمذي(2664) حكم الألباني: صحيح ، فهذا دينه ـ جلَّ وعلا ـ الذي أوكلَ إلى الرسولِ البلاغ، وأمرنا بالاتباع، فلا تُخالِفْ أمرَه مهما زانَ لكَ القول، وزُخْرِفَ لكَ الرأي. وبُيِّنَ لكَ أنهُ حق، فإنهُ إذا خالف ما جاءَ به، فهو ضلالٌ وعمى.

الزم السنة، واتبع هَدْي سيِّد الورى إن كنتَ تُحبه وترجو شفاعته، وتأمُل الاجتماع به، فسِرْ على ما كانَ عليه.

تبَّعَنا اللهُ وإياكم آثاره، وسلكَ بنا سبيله، وبلَّغنا رضوانه. لن نبلُغَ أن نكونَ من عباد الله، ولا من عباد الرحمن إلا بالإخلاص لله، والاتباع لرسول الله.

 إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم: "عباد الرحمن". أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات89967 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات86964 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف