×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / عباد الرحمن / الحلقة(27) يدعون ربهم خوفا وطمعا

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:3768

الحلقة السابعة والعشرون: {يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا} [السجدة: 16]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

حياكم الله وأهلًا وسهلًا بكم أيها الإخوة والأخوات في هذه الحلقة الجديدة من برنامجكم: "عباد الرحمن".

الحمدُ لله حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه ملء السماء والأرض وملء ما شاء من شيءٍ بعد، وأشهدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُ اللهِ، ورسوله صلى اللهُ عليه وعلى آله وصحبه، ومنِ اتبعَ سنته واقتفى أثره بإحسانٍ إلى يومِ الدين، أمَّا بعد:

اللهُ ـ جلَّ في علاه ـ عندما ذكرَ صفاتِ عباد الرحمن، ذكرَ من خصالهم أنهم يدعون ربَّهم ـ جلَّ في علاه ـ فقال ـ سبحانهُ وتعالى ـ: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74] ما أجملَ عملَهم، وما أحسنَ سعيهم؛ إنهم أصحابُ طاعةٍ وعبادة، إنهم أصحابُ جِدٍّ واجتهاد في التقرّب إلى الله ـ تعالى ـ في كُلِّ أسباب البر والإحسان، ومن ذلكَ أنهم أهلُ دعاءٍ وتضرُعٍ وذُلٍ وانكسارٍ بينَ يدي ربِّ العالمين، إنَّ الله ـ جلّ وعلا ـ أمرَ عبادة بأن يسألوه وأن يدعوه؛ فقال ـ تعالى ـ: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60]، الدعاءُ في سُلَّمِ العباداتِ من أعلى منازِلها، ومن أشرف مقاماتها؛ ولذلك قال ـ صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم ـ: «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ» سنن أبي داود (1479)، والترمذي(2969)، قال النووي في الأذكار: إسناده صحيح  نعم، الدعاء هو العبادة؛ لأنَّ الدعاءُ يشملُ كُلَّ ما يكونُ من الإنسان من الطاعات والقربات؛ فإنَّ تلكَ الطاعات وتلكَ القُرُبَات، يُقصدُ بها الفوزُ بالنجاة، ويقصدُ بها النجاةُ من المهالك والأحوال الرديئة في الدنيا والآخرة، فمقصودُ العابدين، مقصودُ المصلين والصائمين والمزكين والحاجين وسائر الطائعين بأنواع الطاعات والقربات مقصودُهم هو الفوزُ بالحسنى، والنجاة من النار، وذاكَ طلبٌ وسؤال؛ ولهذا الدعاءُ يطلقُ على العبادةِ بمفهومها الواسع الشامل الذي يشمل كُلَّ ما أمرَ اللهُ ـ تعالى ـ بهِ عباده من العبادات والقربات الظاهرة والباطنة والواجبة والمستحبة، ويطلق على وجه الخصوص الدعاء على السؤال والطلب، فإنهُ صورة من صور العبادات، لكنَّهُ يُطلَق عليه الدعاء على وجه الخصوص؛ لأنه سؤالٌ صريح، يُعبِّر فيهِ اللسان عن حاجته وينطق بهِ البيان عن مطلوبه، سواء كان ذلك في تحصيل مرغوب، أو في الأمرِ بمرغوب، وكلاهما من مقاصد الداعين والسائلين، وأصحابِ اليدين المرفوعة إلى الله ـ عز وجل ـ في المسائل والطلبات.

أيها الإخوة والأخوات، إنَّ عباد الله المؤمنين، إنَّ عباد الرحمن، إنَّ عباد الله أصحاب سؤال وطلب لا ينفكون عن سؤال الله ـ عز وجل ـ بأنواع المسائل إمَّا بتعظيمه وتمجيده وتقديسه والثناء عليه، وذاكَ أعلى مراتب الدعاء والسؤال، فإنهم أصحابُ ثناءٍ على الله ـ جلَّ في علاه ـ فالذي يقول: سبحان الله، يدعو الله والذي يقول: الحمد لله. يدعو الله، والذي يذكرُ الله ـ تعالى ـ بأسمائه وصفاته، وما لهُ من كمالات، يدعو الله، فكلُّ مسبَّحٍ مُحمِّدٍ مُمجِّدٍ مُقدِّسٍ لله ـ عز وجل ـ فهو داعٍ لله عز وجل، وهو مما يدخلُ في أعلى درجات الدعاء؛ ولذلك من الدعاء الذي يُؤَمَّلُ فيه العطاء على وجهٍ واسع أن يشتغل الإنسان بتمجيدِ ربِّ العالمين، وأن يستوعب هذا قلبهُ، فيغفل عن حاجتهِ، ومساءلته؛ ولذلك جاءَ في الحديث في السنن من حديث أبي سعيد الخدري أنَّ النبيَّ ـ صلى اللهُ عليه وعلى آله وسلم ـ قال: «مَنْ شَغَلَهُ ذِكْرِي عَنْ مُسَاءَلَتِي أَعْطَيْتُهُ خَيْرَ مَا أُعْطِيَ السَّائِلِينَ»  أخرجه البخاري في خلق أفعال العباد ص(109)، والبيهقي في شعب الإيمان (572) السبب في هذا أنها اندهاشهُ في تعظيم الله واشتغالهُ بذكره ـ جلَّ في علاه ـ عن حاجته، بلّغهُ هذه المنزلة أنَّ الله يعطيه خير ما يُعطي السائلين، فمن اشتغل بذكر الله وتمجيده، حتى استوعب قلبهُ وملأَ ذكرهُ بلسانه، فلم يسأل حاجته، كانَ ذلك من دواعي إجابته؛ ولهذا كانَ الدعاءُ بالدعاء الأعظم باسم الله الأعظم: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ الْأَحَدُ الصَّمَدُ الَّذِي {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 3، 4]»  سنن أبي داود (1493)، والترمذي(3475)، حكم الألباني: صحيح  مِنْ موجبات الدعاء؛ لأنهُ اشتغالٌ بالثناء على الله وتمجيده عن أن يسأل حاجةً أو طلبةً معينة، هذا أعلى درجات السؤال أن يسأل الإنسان الله ـ عز وجل ـ بتمجيده وتقديسه، وهذا هو النوع الأول من سؤال الله؛ ولذلك لَمَّا دارت الملائكة على أولئك القوم حضرت الملائكة ذلك المجلس الذي فيهِ قومٌ يذكرون الله، ثم ارتفعوا إلى الله عز وجل، وقال لهم: «مَاذَا يَقُولُ عِبَادِي؟» فقالوا: يسبِّحونك، ويحمَدونك، ويُمجِّدُونكَ، فيقول: «هَلْ رَأَوْنِي؟» فيقولون: لا، فيقول: «فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْنِي؟» تقول الملائكة: لكانوا أعظمَ تمجيدًا، وتسبيحًا، وتحميدًا، فيقول لهم في نهايةِ هذه المُساءلة: «أُشْهِدُكُمْ أَنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهَمُ» صحيح البخاري (6408) ، هذه الشهادة من الله عز وجل لأولئكَ شغلوا مجالسهم بتعظيم الله، وتقديسه، وتمجيده، فنالوا هذا الفضل العظيم، وهذا الأجر الكريم بتمجيد الله وتقديسه.

«لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ» هذا من أعظمِ ما يحصلُ بهِ النجاة، لما فيهِ من تمجيد اللهِ تعالى، وتقديسه.

النوع الثاني من السؤال: هو أن يسأل الإنسان الله عز وجل بشكاية الحال، بإظهار الافتقار، بالإقرار بالخطأ والتقصير والقصور؛ ولذلك كانَ من أوجه السؤال: أن يتوسل العبدُ إلى ربّه، بوصفِ حاله: {رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ} [القصص: 24]، هذا لم يسأل مسألة بعينها، بل شكا لله حالُه، ووصفَ لهُ ـ جلّ في علاه ـ عظيم افتقاره، فكانَ هذا مفتاحًا لعطايا جزيلة، وفضائل عظيمة، وهباتٍ من ربٍّ يعطي على القليل الكثير، إنَّ عباد الرحمن يسألون الله في إنزال حوائجهم بالله، فيسألونه الدقيق والجليل، الصغير والكبير، وبهذا يتبيّن أنَّ أوجه الدعاء جميعها، يحقق المقصود، لكنَّ أعلاها أن يسأل العبد الله عز وجل بأسمائه وصفاته، كما قال ـ تعالى ـ: {وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا} [الأعراف: 180] ثم بإظهار الافتقار إلى الله ـ عز وجل ـ وشكاية الحال له، ثم بعرض المسائل والمطالب التي يأملُها السائلون، ويطلُبُها الداعون، وكُلُّ ذلك مما يدركُ بهِ الإنسان النوال، ويُحصِّلُ بهِ المطلوب في دعاء عباد الرحمن الذي ذكرهُ ربُّنا، لم يقتصر السؤال على بابٍ من أبواب البر، أو على صنفٍ من أصناف الخير، بل يسألون الله ـ عز وجل ـ أن يهبهم من أزواجهم وذرياتهم، ما تقرَّ بهِ أعينُهم، وتطيب بهِ نفوسهم، وهذا يشمل صلاح الزوجة، وصلاح الولد، وصلاح الحال، وصلاح العمل، يشمل معاني عظيمة، لأنَّ قرة العين لا تحصل إلا بكمالِ الحال، وحصول المأمول والمطلوب، ثم إنهم لا يقصرون في ذلك على ما يتعلَّق بمصالح الدنيا، بل يسألون السمو والسبقَ في الآخرة، ويقولون: {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: 74]، أي مُقدمين في كُلِّ خير، سابقين إلى كُلِّ بر، هذا دعاؤهم، وهذا شُغُلُهم في سؤالهم لربّهم، واللهُ ـ جلَّ وعلا ـ قريبٌ، مجيب؛ {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة: 186] كُلُّ حوائجك، كُلُّ مطالبك أنزلها بالملك، أنزلها بالله، وأبشر فإنَّ الله ـ تعالى ـ لا يُخيِّبُ عبدًا صدقَ في التوجه إليه، لا بدَّ أن تعودَ بخير، إمّا أن يُعطيك ما سألت، وإمّا أن يَصْرِفَ عنكَ من الشرِ مثل ما سألت، وإمّا أن يدخرها لكَ في الآخرة، فأنت من الله ـ عزَّ وجل ـ في خيرٍ ما دُمتَ لهُ سائلا؛ {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر: 60].

اللهم اجعلنا من عبادك المتقين وحزبك المفلحين وأوليائك الصالحين.

إلى أن نلقاكم في حلقة قادمة من برنامجكم: "عباد الرحمن" أستودعكم الله الذي لا تضيعُ ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الاكثر مشاهدة

4. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات93349 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات88999 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف