×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / الدين والحياة / الحلقة (110) حول تجديد الإيمان في القلوب

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:5237

بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلًا وسهلًا بكم مستمعينا الكرام في هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة" والتي تأتيكم عبر أثير إذاعة "نداء الإسلام" من مكة المكرمة، نُحييكم ونُرحب بكم في هذه الحلقة وفي هذا البرنامج الذي يُناقش العديد من القضايا الدينية، وفي هذا اليوم بالتأكيد سنتحدث عن موضوعٍ شيق عن الإيمان وعن تجديده.

نسعد بصحبتكم في بداية هذه الحلقة من الإعداد والتقديم، مُحدثكم "عبد الله الداني"، ويُنفذ هذه الحلقة على الهواء الزميل "حتان الحُسيني"، يسرني كذلك أن أرحب بضيفي وضيفكم الدائم في هذا البرنامج فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور "خالد بن عبد الله المصلح"، أستاذ الفقه في "كلية الشرعية بجامعة القصيم"، وعضو الإفتاء في "منطقة القصيم"، والسلام عليكم ورحمة الله حياكم الله فضيلة الشيخ.

الشيخ:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك، حياك الله أخ عبد الله، وأسأل الله تعالى أن يجعله لقاءً نافعًا مباركًا.

المقدم:- اللهم آمين، أهلًا بفضيلة الشيخ، وحيا الله المستمعين والمستمعات الذين يستمعون إلينا الآن عبر الأثير في حديثٍ ماتعٍ -بإذن الله تعالى- عن تجديد الإيمان.

مستمعينا الكرام إن أهم ما يجب على العبد العناية به في هذه الحياة: الإيمان، فهو أفضل ما اكتسبته النفوس، وحصلته القلوب، ونال به العبد الرفعة في الدنيا والآخرة، بل إن كل خيرٍ في الدنيا والآخرة متوقفٌ على الإيمان الصحيح، فهو أعظم المطالب وأجل المقاصد وأنبل الأهداف، فبالإيمان يحيى العبد الحياة الطيبة في الدارين، وينجو من المكاره والشرور والشدائد، ويُدرك جميل العطايا وواسع المواهب، وبالإيمان ينال ثواب الأخرة فيدخل جنةً عرضها كعرض السماء والأرض، فيها من النعيم المقيم والفضل العظيم ما لا عينٌ رأت، ولا أذنٌ سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

هذا الإيمان هو بحاجة إلى تجديد، المؤمن بحاجة دائمًا وأبدًا إلى أن يتفقَّد إيمانه ويُجدده، وكذلك يسعى في زيادة هذا الإيمان، نتعرف -بإذن الله تعالى- على هذا الموضوع وكيفية تجديد الإيمان في هذه الحلقة مع فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح.

شيخ خالد عندما نتحدث عن الإيمان لا شك أن للإيمان العديدَ من الفوائد العظيمة والآثار المباركة، والثمار اليانعة والخير المستمر على العبد في الدنيا والآخرة، وهذا أمرٌ لا يُمكن أن يُحصيه أو يحيط به إلا الله -سبحانه وتعالى-، شيخنا في هذا الحديث بدايةً عن تجديد الإيمان كيف يعني يتم للإنسان هذا التجديد، تجديد الإيمان؟

الشيخ:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، مرحبًا بك أخ عبد الله، وأهلًا وسهلًا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات، وأسأل الله تعالى لي ولهم العلم النافع، والعمل الصالح، وأن يجعلنا من عباده المتقين وحزبه المخلصين وأوليائه الصالحين، أما بعد:

فموضوع الإيمان موضوعٌ في غاية الأهمية؛ وذلك أن الإيمان من أعظم ما يفوز به الإنسان في دنياه من عطايا الله -عز وجل-وهباته ﴿يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللَّهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلإِيمَانِ الحجرات:17  فهي منَّة عظيمة من الله تعالى على العبد أن يوفقه للإيمان،وأن ييسر له أن يُشرق قلبه بأنوار الإحسان والطاعة والإقبال على الرحمن -جل في علاه-.

وقد قال الله تعالى للمؤمنين مُذكِّرًا بهذه النعمة قال: ﴿كَذَلِكَ كُنتُمْ مِنْ قَبْلُ فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ النساء:94  يعني بالهداية، ﴿كَذَلِكَ كُنتُمْأي كنتم على غير الإيمان من الكفر والشقاق والشرك، ﴿فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْبالإيمان وشرح صدروكم له، وقد قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ الأنعام:125 ، فالإيمان من هِبَات رب العالمين لأوليائه وأصفيائه، هو أعلم -جل وعلا- بمن يستحقه ومن هو أهلٌ له، ولذلك يفرح المؤمن بما شرح الله تعالى صدره له من الإيمان به -جل في عُلاه-.

الإيمان حقيقته عمل قلبي، وهو دائرٌ على الإقرار والتصديق، الإقرار بما جاء عن الله وعن رسوله، والتصديق وهو مستلزمٌ للإذعان والقبول، هذا في الحقيقة لا بُد أن نفهمها حتى يُدرك ماهية الإيمان الذي نتحدث عنه ونتكلم عن تجديده.

الإيمان ليس قول لسان فحسب ولا صورة، إنما الإيمان حقيقته عمل قلبي في بدايته، ولهذا المنافقون لما كانوا قد خَلَت من قلوبهم هذه المعاني لم ينفعهم ما ظهر على جوارحهم من مظاهر الإيمان الذي لا حقيقة له في القلوب، ولذلك ينبغي أن يُعلم أن الإيمان في حقيقته هو عملٌ قلبي، ينزل في القلب ويستنير به القلب، القلب إذا دخله الإيمان أقرَّ وصدق بكل ما جاء عن الله وعن رسوله، قَبِل الأخبار وأذعن للأحكام.

والإيمان نعمة من الله تعالى يمنُّ بها على من يشاء من عباده فيُلقي في قلوبهم هذا النور، ولهذا جاء في الصحيح من حديث حُذيفة -رضي الله تعالى عنه- قال: «حَدَّثَنَا رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حَدِيثَيْنِ، رَأَيْتُ أحَدَهُما وأَنَا أنْتَظِرُ الآخَرَ»، قال رضي الله عنه: «أنَّ الأمَانَةَ نَزَلَتْ في جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ»،الأمانة هي الإيمان، فالإيمان دائرٌ على الأمانة والصدق والإقرار واليقين، «ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ».

والإيمان كما أنه يدخل القلب يخرج منه، ولذلك جدير بالمؤمن أن يعتني بالمحافظة على ما منَّ الله تعالى به عليه من الإيمان الذي دخل في قلبه، حذيفة نفسه عندما أخبر أن الإيمان هو ما نزل في أصل قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن ما ثبت الإيمان في قلوبهم، وعلموا من السنة ما ثبت الإيمان في قلوبهم.

يقول -رضي الله تعالى عنه -، وهذا الحديث في صحيح البخاري ومسلم- يقول رضي الله تعالى عنه: «يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأمَانَةُ مِن قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أثَرُهَا مِثْلَ أثَرِ الوَكْتِ»، يعني مثل الأثر الصغير الناتج عن احتكاك عن نار عن جرح، «ثمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى فِيهَا أثَرُهَا مِثْلَ أثَرِ»، هذا تناقص الإيمان «مِثْلَ أثَرِ المَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ علَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا، وليسَ فيه شيءٌ»، هكذا يُخبر عن نقص الإيمان التدريجي في القلوب.

يقول رضي الله عنه بعد ذلك في بيان الأثر هذا النقص الذي حصل في القلوب قال: «ويُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ»، أي يتعاملون بأنواع المعاملات التي تكون بينهم، «فلا يَكَادُ أحَدٌ يُؤَدِّي الأمَانَةَ، فيُقَالُ: إنَّ في بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أمِينًا، ويُقَالُ لِلرَّجُلِ: ما أعْقَلَهُ وما أظْرَفَهُ وما أجْلَدَهُ، وما في قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِن إيمَانٍ» صحيح البخاري (6497)، ومسلم (143)، فدل هذا الحديث على أن الإيمان بناؤه على الأمانة، وهي الصدق والإقرار والإذعان والقبول للأخبار والانقياد للأحكام الشرعية.

فمبدأ الإيمان هو إقرار وتصديق، عمل قلبي يُثمر في الجوارح انقيادًا، وفي القلب قبولًا لخبر الله وخبر رسوله صلى الله عليه وسلم، فيستقيم حال الإنسان ويصلح عمله، فيصلح ما بينه وبين ربه ويصلح ما بينه وبين الخلق.

إذًا نحن نبحث في ذلك الذي في قلوب الخلق من تلك الأنوار التي يفيض الله تعالى بها على عباده، إنه الإيمان الذي يتفضل الله تعالى به على من يشاء من عباده، فيهدي إليه أوليائه، ويصطفي -جل وعلا- من عباده من هو أهلٌ لهذه المنَّة، وهذه الرحمة، وهذه المنحة التي إذا خالطت بشاشتُه القلوبَ أشرقت واستنارت واستضاءت، وعرفت الحق من الباطل والهدى من الضلال، وازدادت نورًا وهدىً، كما قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ محمد:17 ، وكما قال: ﴿وَيَزِيدُ اللَّهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى مريم:76 .

فالإيمان إذا زاد في القلب زادت فيه الهداية، إذا زاد في القلب زادت الطمأنينة، إذا زاد في القلب زادت السعادة، إذا زاد في القلب صلُح ما بينه وبين الله -عز وجل-، إذا زاد في القلب صلُح ما بينه وبين الخلق.

الإيمان أيها الإخوة والأخوات له فرائض وحقوق وحدود وسنن، يقول عمر بن عبد العزيز في كتابٍ كتبه إلى بعض أصحابه: إن للإيمان فرائضَ وشرائع وحدودًا وسننًا، فمن استكملها استكمل الإيمان، يعني من أتى بهذه الفرائض والشرائع والحدود استكمل الإيمان، ومن لم يستكملها أي نقص في الفرائض أو نقص في الشرائع أو نقص في الحدود أو نقص في السنن والمشروعات لم يستكمل الإيمان، ثم تبين لنا من هذا أن الإيمان لا بُد فيه من ملاحظة دائمًا، يُلاحظ بها الإنسان نفسه حتى لا ينقص إيمانه، حتى لا يتورط في شيءٍ من التقصير في حق ربه -جل وعلا-.

أيها الإخوة والأخوات الله تعالى أمرنا بالإيمان به -جل في عُلاه- فقال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنزَلَ مِنْ قَبْلُ النساء:136 ، ثم بعد أن أمر بالإيمان بأصول الإيمان التي بها يقوم بناؤه ويُشيَّد عمرانه ذكر ما يُناقض ذلك وهو الكفر فقال: ﴿وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِوهذا ضد الإيمان بالله، ﴿وَمَلائِكَتِهِوهذا ضد الإيمان بالملائكة، ﴿وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِوهذا ضد الإيمان بالكتب والرسل، ﴿وَالْيَوْمِ الآخِرِوهذا ضد الإيمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة، ﴿فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا النساء:136 .

إذًا نحن بحاجة إلى أن نُكمل إيماننا بعمارة قلوبنا بالتصديق المجمل بما يتعلق بحق الله الإيمان بالله، الإيمان بأسمائه الحسنى وصفاته العلى، الإيمان بربوبيته، الإيمان بألوهيته -سبحانه وبحمده-، الإيمان بوجوده -جل في عُلاه-، الإيمان بالوجود هو لازمٌ للإيمان بربوبية الله وألوهيته وأسمائه وصفاته.

والإيمان الذي أُمرنا به يشمل أصولًا بيَّنها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أصل ذلك وقاعدتها: الإيمان بالله، ثم الإيمان بكتبه جل في عُلاه، والإيمان برسله -سبحانه وبحمده-، والإيمان بملائكته، وكل الأصول ترجع إلى الأصل الأول: الإيمان بالله -عز وجل-، الإيمان بقدره بالقضاء والقدر خيره وشره، الإيمان باليوم الآخر وهو يوم الحساب والجزاء الذي يُجازي الله تعالى فيه الناس على ما كان من أعمالهم، هذه الأصول الستة هي أصول الإيمان: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره.

الإيمان أيها الإخوة والأخوات له فوائد عظيمة وخيرات جليلة، وله ثمار يانعة، وخيرات مُغدقة، فهو أعظم ما اكتسبته النفوس، وهو خير ما تنافس فيه المتنافسون وسعى في تحصيله الساعون، له في قلوب أهله حلاوة ولذَّة وبهجة، هذه اللذة والبهجة والحلاوة لا يُعرب عنها لسان، لا يُفصح عنها بيان، لا يُحيط بها وصف، وذلك يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

من المهم أن يُدرك المؤمن أن هذه الحلاوة تزيد، وهذه اللذة تزيد بقدر ما يزيد في إيمانه، «ذاقَ طَعْمَ الإيمانِ مَن رَضِيَ باللَّهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِينًا، وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا» صحيح مسلم (34) ، وقال صلى الله عليه وسلم: «ثَلَاثٌ مَن كُنَّ فيه وجَدَ حَلَاوَةَ الإيمَانِ: أنْ يَكونَ اللَّهُ ورَسولُهُ أحَبَّ إلَيْهِ ممَّا سِوَاهُمَا، وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ، وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ» صحيح البخاري (16)، ومسلم (43) ، هذا البيان النبوي للخصال التي بها يجد الإنسان حلاوة الإيمان تدور على ثلاثة معاني:

المعنى الأول:أن يكون حب الله ورسوله فوق محبة كل أحد، يُقدم حب الله على حب غيره، ولذلك قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ البقرة:165  لما ذكر محبة من أحب غير الله من المعبودات والآلهة التي اتخذوها من دون الله قال: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ البقرة:165 ،ثم قال: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ البقرة:165  فأعظم ما في قلوب المؤمنين محبةً إنما هي لله وحده لا شريك له، ثم هذه المحبة يتبعها محبة ما يحبه الله وأعظم من يحبه الله الرسول، ولذلك كان محبة الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الذروة، «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ» صحيح مسلم (44) ، وهذا يدل على عظيم منزلة محبة ما يحبه الله -عز وجل-، وهذا ليس خاصًّا بالنبي صلى الله عليه وسلم بل هو شامل لكل ما يحبه الله.

ولذلك قال في الخصلة الثانية قال: «وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ»، بمعنى أن تكون علاقاته، صلاته، محبته للخلق مبنية على مدى قربهم لله -عز وجل-.

 طبعًا هذا فيما يتعلق بالمحبة العبادية، قد يُحب الإنسان لألفة، لطبيعة، لخدمة، لنفع، كل هذه محابٌّ خارجة عما نتحدث عنه، نحن نتحدث عن المحبة العبادية، أن يحب الرجل ويحب الشخص من الأحياء أو الأموات لأجل أنه طائع لله، وأنه محبوبٌ لدى الله -جل في عُلاه- بقيامه بما أمر الله -عز وجل- وانتهائه عما نهى عنه -عز وجل-.

«وأَنْ يُحِبَّ المَرْءَ لا يُحِبُّهُ إلَّا لِلَّهِ»، فهذا الأصل الثاني الذي يدل على تمام الذي تُدرك به محبة، الذي تُدرك به لذة الإيمان ويجد الإنسان به حلاوته، أن يكون حبه لله وبغضه في الله.

الثالث: أن يكون بغضه لله -عز وجل-، فيبغض كل ما يُبغضه الله، وقد ذكر ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «وأَنْ يَكْرَهَ أنْ يَعُودَ في الكُفْرِ كما يَكْرَهُ أنْ يُقْذَفَ في النَّارِ»، وهذا لبغضه ما يبغضه الله -عز وجل- على هذا النحو.

المقدم:- أحسن الله إليكم.

الشيخ:- والإيمان شعب وخصال، كلما زاد الإنسان في هذه الخصال وفي هذه الشعب زاد في إيمانه وارتفعت درجته، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ» صحيح مسلم (35) ، «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً» صحيح البخاري (9) ، في رواية، «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ» صحيح مسلم (35) .

المقدم:- أحسن الله إليكم، سنتطرق -إن شاء الله- لهذه الشعب، وكيف يُمكن للإنسان أن يزيد إيمانه؟ وكيف يمكن له أن يتجنب نقص الإيمان؟ وكذلك أيضًا مفهوم تجديد الإيمان هل له صلة مباشرة بزيادة الإيمان أم أن هذا المفهوم أو هذا المصطلح مصطلحٌ مختلف، سنتعرف -بإذن الله- معكم أيها المستمعون الكرام على هذه المعلومات وعلى هذه المحاور التي سوف نتحدث عنها -بإذن الله- في حديثنا اليوم في حلقتنا من برنامج "الدين والحياة" عن الحديث الذي أو العنوان أو الحلقة التي عنونا لها بـ "تجديد الإيمان"، معكم أيها المستمعون الكرام يُمكنكم أيضًا أن تشاركونا بالاتصال على الرقم 0126477117، وعلى الرقم الآخر 0126493028، ويمكنكم مشاركتنا برسائل نصية على الرقم 0500422121، ويمكنكم أيضًا الاستماع إلينا عبر البث المباشر على اليوتيوب وعلى حساب فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح، نتواصل معكم -بإذن الله تعالى- ولكن بعد هذا الفاصل.

حياكم الله من جديد مستمعينا الكرام إلى هذه الحلقة المباشرة من برنامجكم "الدين والحياة"، وحديثنا مستمر عن تجديد الإيمان مع ضيفنا فضيلة الشيخ الدكتور خالد بن عبد الله المصلح أستاذ الفقه بكلية الشريعة في جامعة القصيم، وعضو الإفتاء في منطقة القصيم، أرقام التواصل: 0126477117، و 0126493028، وعلى الواتساب على الرقم 0500422121، أيضًا يُمكنكم مستمعينا الكرام مشاركتنا بالتغريد على هشتاج البرنامج الدين والحياة على تويتر، يُمكنكم أن تطرحوا ما لديكم من أسئلة واستفسارات حول موضوع حلقتنا في هذا اليوم عن تجديد الإيمان.

وقد أتينا في بداية هذه الحلقة إلى تعريف الإيمان وطريقة تجديده، وكذلك أيضًا أن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وأتينا إلى أيضًا إلماحة مختصرة عن أن هذا الإيمان هو «بِضْعٌ وَسَبْعُونَ»، أو «بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً»كما في جاء في الحديث النبوي الشريف، وأتينا أيضًا إلى إلماحةٍ إلى أن هذا الإيمان عبارة عن شعب، وهناك شعب في الإيمان «فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ»، وأيضًا كما جاء في الحديث الشريف «وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ»، حتى تجهز معانا الاتصالات شيخ خالد يعني تحدثتم عن الإيمان وربما هنا سؤال عن تجديد الإيمان، هل معناه مرادف لزيادة الإيمان؟ أم أن هذا المعنى مختلف لما نتحدث عنه؟

الشيخ:- على كل حال تجديد الإيمان هو بأخذ الأسباب التي تقيه النقص وتفيده وتثبته وتجلب الآفات عنه، كل هذه المعاني مما يتصل بتجديد الإيمان، فتجديد الإيمان يتطلب ملاحظة النقص بإزالته، وملاحظة أسباب الزيادة في الأخذ بها، وتثبيت الخير الذي هو فيه، فيُمكن أن نقول: إن تجديد الإيمان يكون على ثلاثة محاور:

المحور الأول:ملاحظة عوامل النقص التي تُنقص الإيمان والسعي في تلافيها.

المحور الثاني:المحافظة على الخصال الخَيِّرة الطيبة التي هي من خصال الإيمان وشعبه، بالتمسك بها والثبات عليها.

الخصلة الثالثة:أو المحور الثالث الذي يجري به أو من خلاله تجديد الإيمان: هو الزيادة في الخير؛ لأن الإيمان يزيد وينقص، يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، وزيادته تطلب عملًا؛ لأنه لا يزيد بدون عمل من الإنسان، بل لا بُد من عمل كما قال الله تعالى: ﴿لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَعَ إِيمَانِهِمْ الفتح:4 ، وكما قال: ﴿وَزِدْنَاهُمْ هُدًى الكهف:13 ، وكما قال: ﴿وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَانًا﴾ المدثر:31 ، وكما قال -جل وعلا-: ﴿وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا الأحزاب:22 ، وكما قال تعالى: ﴿فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا آل عمران:173 ، وكما قال تعالى: ﴿أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا التوبة:124 .

فزيادة الإيمان هي من المتطلبات التي ينبغي أن يسعى الإنسان لها، وأن يسعى في تكميلها حتى يُحقق الطمأنينة لقلبه، وحتى يحقق الثبات على الهدى الذي به يبلغ الذروة.

ودليل أن الإيمان متفاوت أن النبي صلى الله عليه وسلم عندما ذكر شعب الإيمان كما في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم: «الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ شُعْبَةً»[سبق]، وفي رواية: «بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً»[سبق]، فهو شعب وخصال ثم بيَّن أن هذه الخصال ليست على درجة واحدة بل هي متفاوتة قال: «فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ»[سبق]، فشعب الإيمان درجات ومراتب، ولها منازل ومقامات ينبغي للإنسان أن يحرص على الأخذ بكل ما استطاع من هذه الخصال حتى يكون من الفائزين، وحتى يكون ممن ثبت إيمانه.

وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى ضرورة العناية بهذا، ففيما رواه أحمد وغيره من حديث عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ الإيمانَ ليَخلَقُ في جوفِ أحدِكم كما يَخْلَقُ الثوبُ» الطبراني في الكبير (84)، وقال الألباني: صحيح ، يعني كما يبلى الثوب، الخلق هنا بمعنى القِدم، وأن يبلى ويعتريه ما يعتري الشيء القديم من جراء طول العهد، فقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ ، فاسْألُوا اللهَ: أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ»[الطبراني في الكبير:ح84، وصححه الألباني في الصحيحة:ح1585] أي ادعوه -جل وعلا- أن يجدد الإيمان في قلوبكم.

وقد نبَّه الله تعالى المؤمنين إلى ضرورة العناية بتجديد الإيمان، وألا يركن إلى طول العهد الذي يكون سببًا للغفلة وعدم القيام بما يجب من الطاعة قال تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ[الحديد: 16] يأن يعني: ألم يحن الوقت أن تلين قلوب المؤمنين وتخشع وتزل لما جاء من ذكر الله –عز وجل- وما نزل من الحق، هذه الآية يقول عنها ابن مسعود -رضي الله تعالى عنه-: ما كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه الآية ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ[الحديد: 16] إلا أربعة سنين يعني كانوا مؤمنين لكن الله –عز وجل- طلب منهم المزيد وهو العناية بقلوبهم التي يزداد بها إيمانهم وتعلو بها مرتبتهم وينالون بها الزيادة في الخير.

فندبهم إلى أن تخشع قلوبهم لذكر الله الذي هو القرآن، وتنقاد لأوامره وزواجره، وما نزل بالحق الذي جاء به النبي –صلى الله عليه وسلم-، وهذا فيه الحث على الاجتهاد، على الأخذ بخصال زيادة الإيمان لخشوع القلب، وسائر العمل الصالح الذي يزداد به الإيمان، كما أنه حذرت الآية من الغفلة عن ذلك بالركون إلى الحال القائمة دون تدارك في الخطأ، كما قال تعالى: ﴿وَلا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ[الحديد: 16]، فما الذي نتج عن طول الأمد والغفلة عن إصلاح القلوب وزيادة الإيمان فيها ﴿فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ[الحديد: 16].

وبعد أن ذكر -جل في علاه- هذه المسألة وهي حث المؤمنين وعتابهم على التأخر في طلب الزيادة في الإيمان قال: ﴿اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يُحْيِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ[الحديد: 17] فهذه الآية جاءت بعد الآية السابقة إيذانًا بأن حياة القلوب بيد الله، فهو الذي يحييها كما يحيي الأرض بعد موتها، اللهم أحيي قلوبنا بطاعتك يا رب العالمين.

المقدم:-نتواصل معكم مستمعينا الكرام ومع برنامج "الدين والحياة في حديث عن تجديد الإيمان في القلوب، أرقام التواصل:- 0126477117، 0126493028 ورقم الواتس أب 0500422121 ضيفنا هو فضيلة الشيخ الدكتور خالد المصلح، نستقبل اتصالات المستمعين ومعنا الاتصال الأول من المستمع عبد العزيز الشريف حياك الله أخي العزيز.

المتصل:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته حياك الله، تفضل.

المتصل:- والله يا أستاذ عبد الله كيف حياك؟

المقدم:- أهلا وسهلا بك، حياك الله.

المتصل:- أحييك وأحيي فضيلة الشيخ، يقول النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يروى عنه: «إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ، فاسْألُوا اللهَ: أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ»[سبق]معنى هذا الحديث.

الأمر الثاني: هل في استقبال مواسم الطاعات كرمضان والحج هل منه تجديد الإيمان أو زيادة الإيمان؟ وما الفرق بين تجديد الإيمان وزيادة الإيمان؟

السؤال الثالث: حديث حنظلة كيف يفهمه المسلم؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم:- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، شكرا لك أخي عبد العزيز، هو ربما الأخ عبد العزيز يا شيخ خالد سبقني إلى سؤال كنت سوف أسأل عنه، وهو ما يتعلق بمواسم الخيرات والبركات ودورها في تحفيز الإنسان على زيادة الإيمان وتجديده في القلوب، وأنها تتيح للإنسان هذه المنافذ التي من خلالها ينفُذ إلى زيادة الإيمان وتتيح له العديد من الفرص لتجديد الإيمان في القلوب، كيف يمكن أن نستفيد من هذه المواسم، خاصة وهي مقبلة أو نحن فيها بالأحرى مستقبلين لشهر رمضان، نسأل الله –سبحانه وتعالى- أن يبلغنا وإياكم رمضان، ونحن في خير وصحة وعافية.

الشيخ:- هو أخي الكريم الأخ عبد العزيز سأل عن حديث النبي «إنَّ الإيمانَ لَيَخْلَقُ في جَوْفِ أحدِكُمْ كَما يَخلَقُ الثّوبُ، فاسْألُوا اللهَ: أنْ يُجَدِّدَ الإيمانَ في قُلوبِكمْ»[سبق]هذا الحديث الذي ذكرناه قبل قليل، وقد ذكرت أن محاور تجديد الإيمان تقوم على ثلاث مرتكزات:

الأول:- تلافي النقص في الإيمان، وذلك بتجنب المعاصي وكثرة التوبة والاستغفار

الثاني:- المحافظة على المكتسب من الإيمان بصيانته ووقايته من كل ما يذهبه أو ينقصه.

الثالث:- العمل على زيادة الإيمان بصالح الأعمال وزيادة الإيمان حقيقة يعني أهم عند الصالحين وليس همًّا جديدًا، بل كان الصحابة رضي الله عنهم يتنادون لزيادة الإيمان، فعمر يقول لأصحابه: تعالوا نزدد إيمانًا[البيهقي في الشعب:ح37]، وابن مسعود يقول: "اجلسوا بنا نزدد إيمانًا"[البيهقي في الشعب:ح45]، ومعاذ بن جبل كان يقول: "اجلسوا بنا نؤمن ساعة"[علقه البخاري جازما بصحته قبل حديث رقم:7]، وابن مسعود كان يدعو الله فيقول: اللهم زدني إيمانًا ويقينًا وفقهًا.[البيهقي في الشعب:ح46، وقال الهيثمي في المجمع(10/88): إسناده جيد]

فزيادة الإيمان أمر ينبغي أن يكون حاضرًا في قلب الإنسان، حاضرًا في ذهنه، حاضرًا في تفكيره، وألا يهمل إيمانه لأن الإيمان نعمة، أعظم المكتسبات للإنسان هو إيمانه، أعظم مكتسب هو أن تكون مؤمنًا، وأعظم ما تخرج به من الدنيا أن تكون مؤمنًا، ولذلك قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[آل عمران: 102]، والإسلام هنا هو الإيمان.

وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم- في دعائه للميت:«اللهم من أَحْيَيْتَه منَّا فأَحِييه على الإسلام، ومن توفَّيْتَه منا فتوفَّه على الإيمان»[سنن الترمذي:ح1024، وقال:حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ]، فالوفاة على الإيمان أعظم المكتسبات؛ أن يخرج الإنسان بما هو سبب للنجاة، فإنه من كان في قلبه أدنى أدنى أدنى مثقال ذرة من إيمان كان مآله إلى الجنة.

شيء بهذا القدر وبهذه المكانة جدير أن يعتني به المؤمن، وأن يبذل وسعه في أسباب المحافظة عليه وزيادته ووقايته من النقص والضعف والكلل.

هناك أعمال عديدة يزداد بها الإيمان، ولعلنا نشير إليها إشارات وإلى البسط فيها قد يستوعب وقتًا طويلًا ما ذكرته من مواسم الخيرات ومواسم البر بالتأكيد أنها من أسباب زيادة الإيمان، وهي نِعَم ومحطات شرعها الله تعالى لعباده حتى يتزوَّدوا، والله تعالى يقول: ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى[البقرة: 197]، ما أحوجنا إلى هذا التزود أيها الإخوة والأخوات.

والإنسان إذا استحضر أنه في رحلة وأنه في سفر، وأنه لن ينتهي به المطاف في هذه الدنيا، بل هي دار عبور إلى ما بعدها من الدور، من الحياة البرزخية التي تكون بعد البعث والنشور، ثم بعد ذلك إلى يوم البعث والنشور الذين يقوم فيه الناس لرب العالمين حفاة عراة غُرلًا ويجازون بأعمالهم، ثم ينتهي مآلهم إلى ما ذكر الحق -جل في علاه- فريق في الجنة وفريق في السعير.

نحن نحتاج إلى أن نستحضر هذا المعنى حتى يكون ذلك عونًا لنا على التزود بكل ما يقربنا إلى الله، نحن في سفر وقد قال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «كُنْ في الدُّنيا كأنَّك غريبٌ أو كعابرِ سبيلٍ»[صحيح البخاري:ح6416]،وهذا لا يكون إلا لمن كان مستحضِرًا أن إقامته ومدة نزوله في هذه المرحلة ليست بالممتدة الطويلة، ولا بالشيء الذي لا ينقضي، بل ما أسرع أن ينقضي وينتهي ويرتحل الإنسان إلى ما بعده، فليتزود الإنسان الصالحات، وليغتنم مواسم البر والطاعة والإحسان من فضل الله.

 إن مواسم البر ليس شيئًا متباعدًا يعني في اليوم والليلة عندك من مواسم البر ما هو سبب للزيادة.

يعني بعض الناس لا يعرف مواسم البر إلا في رمضان، أو في حج ونحو ذلك فقط، في حين إنه إذا نظرنا في اليوم نفسه نحن في مواسم برٍّ كثيرة بين الآذان والإقامة موسم من مواسم البر، الثلث الأخير موسم من مواسم البر، الصباح والمساء موسم من مواسم البر، إقامة الصلوات موسم من مواسم البر، هذا في اليوم الواحد يوم الاثنين موسم من مواسم البر، الخميس موسم من مواسم البر، أعلى ذلك الجمعة وهو خير الأيام وأفضلها موسم من مواسم البر، وهلمَّ جرًّا.

المؤمن لا ينتظر من رمضان لرمضان حتى يتزود بصالح الأعمال، بل يتزود مع تردد الأنفاس، ومع جري الدماء في العروق، ومع نبض العرق ولحظ العين تجده يتزوَّد، وإذا جاءت المواسم العظمى التي فيها العطايا والهبات كان أكثر اجتهادًا وأكثر إقبالًا للتزود مما يقربه إلى الله –عز وجل- ويزيد إيمانه.

المقدم:- إن شاء الله نعود أيضًا لسرد هذه الأسباب التي تزيد في إيمان العبد وتجدد الإيمان في القلوب بعد أن نأخذ اتصال الأخ محمد بن عائض من حائل، تفضل أخي محمد.

المتصل:-السلام عليكم.

المقدم:- عليكم السلام ورحمة الله.

المتصل:-الله يجازيكم خير والمستمعين، أنا إذا ما اشتغلت بالمصلحة أنت تمر بالطريق ما توقف عنده ما أعتقد أنك تذكر يعني في حياتك لو متعطل توصل بدونه وشوف قدرك عنده، لكن أنا أسأل شيخنا عبد العزيز أبو عمر بن عبد العزيز هذا ودي يذكر لنا شيخنا شيئا منه لعلنا نحفظه يزيدنا الإيمان.

المقدم:- في سؤال آخر يا أخ أبو محمد؟

المتصل:-بارك الله فيك.

المقدم:-شكرًا جزيلًا لك أخ محمد بن مسعود أتفضل طيب لئن يجهز الأخ محمد معنا شيخ خالد ذكرتم عددًا من الأسباب التي تزيد في إيمان العبد وربما يأتي أيضًا في مقدمتها: العلم وتعلم العلم النافع خاصة وقراءة القرآن الكريم وتدبره ومعرفة أسماء الله –سبحانه وتعالى- الحسنى وصفاته العلا، ربما هي من الأمور التي تسهم بشكل كبير جدًّا في زيادة إيمان العبد قبل أن نسترسل في التعليق على هذه النقطة أستأذنك في أخذ اتصال الأخ محمد بن مسعود، تفضل يا أخ محمد

المتصل:- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المقدم:- سلام ورحمة الله حياك الله يا أخي محمد.

المتصل:- بارك الله فيكم أحب أذكِّر بقوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ[الحجرات: 7- 8] بارك الله فيكم.

المقدم:- جزاك الله خيرًا، شكرًا لك أخي محمد على هذا التذكير بارك الله فيك.

شيخ خالد زيادة الإيمان كما ذكرنا أن هناك العديد من الأعمال الصالحة التي تسهم في زيادة إيمان العبد وتجديده في قلبه باستمرار وعلاوة على ما ذكرناه من استغلال مواسم الخيرات والبركات ، تفضل يا شيخ.

الشيخ:- هو يا أخي الكريم الموضوع مثل ما ذكرنا أسباب زيادة الإيمان متعددة، وليست سببًا واحدًا، لكن يمكن أن نجمل ذلك على وجه الإجمال بذكر أصول ما يزداد به الإيمان، الإيمان يزداد لأسباب، أعظم ذلك العلم بالله –عز وجل- فالعلم بالله من أعظم أسباب زيادة الإيمان.

ولهذا من الجدير بالمؤمن أن يعتني بمعرفة ما يزداد به إيمانه من معرفة ربه، ولهذا سعادة الدنيا وفوزه النجاة فيها تكون بمعرفة الله –عز وجل- ومعرفة الله من نعم الله علينا أنها لا تنحصر في باب أو في طريق أو في صورة، بل نوَّع الله تعالى الطرق التي يُتعرَّف بها عليه، فعرَّف بنفسه في كتابه -جل في علاه- بذكر أسمائه وصفاته –سبحانه وبحمده-، وكان أعظم آية في القرآن هي الآية التي عُرف الله تعالى فيها بصفاته آية الكرسي ﴿اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ[البقرة: 255].

هذه الآية الكريمة هي أعظم آية في القرآن، والمسلمون يحفظونها صغارًا أو كبارًا يرددونها، أقول: معرفة معاني هذه الآيات الكريمات مما يزيد الإيمان ويُعرف بالله –عز وجل-.

سورة الإخلاص التي تعدل ثلثَ القرآن هي من أعظم ما يَعرِف به الإنسان ربه -جل في علاه-، ولهذا لما كان الرجل يقرؤها في ختم قراءته وقالوا للنبي –صلى الله عليه وسلم- عن عمله قال: سلوه لم يصنع ذلك؟ قال: إنها صفة الرحمن أنا أحب أن أقرا بها فقال النبي –صلى الله عليه وسلم-: «أخبروه أن الله يحبه»[صحيح البخاري:ح7375]، في هذا فضل عظيم، وفي سور بين أيدينا وآيات تتلى علينا نتعرف بها على الله ونقول: مهم أن نعرف أن أسماء الله –عز وجل- هي من أعظم ما يعرف به ويبيِّن جلاله وجماله وبهاءه وعظمته وقدرته ويجذب القلوب إليه ويرزقه ويجعل القلوب مليئة بتعظيمه ومحبته.

فلذلك من الجميل أن يكون المؤمن معتنيًا بهذه المعاني، يعني مثلا على سبيل المثال كلنا نعرف أو يعني كثير منا يعرف أن الله تعالى هو الصمد نقرأها ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ *اللَّهُ الصَّمَدُ[الإخلاص: 1- 2] ما معنى الصمد؟ كونك تعرف أن الله الصمد دون أن تدرك المعنى لن يكون ذلك مؤثرًا في قلبك كما لو أدركت معنى الصمد، وأنه الذي تصمد له الخلائق كلها في السماء والأرض، في حوائجها فمن من حاجة إلا تقضى به -جل في علاه- فكل الحوائج إنما تقضى بالله –عز وجل- حاجة الصغير والكبير، والحي والجماد، وجميع الخلائق في البر والبحر وعلى تفنن أحوالهم وتنوع خلقه لا يقضى إلا بالله –جل وعلا-.

فلذلك أعظم الطرق التي من خلالها يصل المؤمن إلى معرفة الله –عز وجل- هي معرفة أسمائه، مما يعرف به الله –عز وجل- أن يعرف ما خلقه في السموات والأرض الآيات التي بثها الله –عز وجل- الدالة على بديع صنعه وجليل خلقه وجميل قدرته -جل في علاه-، فهو –سبحانه وبحمده- على كل شيء قدير -جل في علاه-، وهو –سبحانه وبحمده- بديع السموات والأرض وهو -سبحانه وبحمده- الذي خلق هذه الخلائق العظيمة ورب السموات ورب الأرض جل في علاه.

ونحن نقرأ الآيات الدالة على ذلك الداعية إلى النظر، ﴿أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْوَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْوَإِلَى الأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ[الغاشية: 17- 20]، هذه الآيات آيات كثيرة التي تدعو إلى التدبر والتعقل.

المقدم:- نحتاج إلى أن نتأمل في آيات الله –سبحانه وتعالى- وفي الكون، هذا الكون فسيح الأرجاء الذي أودع الله –سبحانه وتعالى- فيه الكثير من الأسرار ما يدعو إلى توحيد الله –سبحانه وتعالى- وتعميق الإيمان والقلوب وزيادة هذا الإيمان وتجديده في نفوس وقلوب المؤمنين.

أستأذنك شيخ خالد في اتصال من مستمع خالد راشد، تفضل يا خالد أخي خالد أسمعك، تفضل.

المتصل:- أحبكم في الله يا شيخ والله يحفظكم في نقطة اللي هو الله يحفظكم الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف بأن الناس الآن محتاجة لهذا الشيء وهذه أعمال متعدِّية، والأعمال المتعدية -سبحان الله- تكون نتائجها أكبر مثل التاجر اللي نقول تاجر جملة وتاجر مفرَّق، فتاجر الجملة مكسبه أكبر من مكاسب التاجر المفرق؛ لأنه عنده أكثر من جهة يوجه عليها، كذلك الداعي إلى الخير يحرص على هذه الآمال، الجار مثلا ما يصلي، الولد عاق مثلا لوالديه إحنا نتنصاح نصلح ونصلح أنفسنا، لو صلح هذا الإنسان -إن شاء الله- يكون صالح بنفسه ببيته بمجتمعه، وأكون أنا قدمت اللي علي بالنصح والتناصح له، وهذه من الأعمال التي نسأل الله أن يرفع بها الجميع جزاكم الله خير وشكرا لكم.

المقدم:- شكرًا لك أخي خالد على هذه النقاط التي ذكرتها، شيخ خالد أيضًا الأخ خالد ذكر الأعمال المتعدية التي تسهم أيضًا في زيادة إيمان العبد وتجديده في قلبه.

الشيخ:- بالتأكيد هو كل العمل الصالح الخاص والمتعدي من أسباب زيادة الإيمان بشتى صوره، نحن ذكرنا سببين والإخوة ذكروا أسبابًا، والمجموع يؤدي إلى نفس النتيجة، لكن من المهم أن يعرف المؤمن أن من أسباب زيادة الإيمان الإقبال على كتاب الله –عز وجل- القرآن العظيم قراءة وتدبرًا وعلمًا وعملًا ودعوة؛ فإن الله قد أنزله رحمة للمؤمنين، وجعله سببًا لزيادة الإيمان كما قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ[الأنفال: 2].

     ما جاء أحد من الكتاب الله إلا قام عنه إما بزيادة أو بنقصان، فالقرآن أعظم ما يزيد الإيمان، ولذلك قال حذيفة -رضي الله تعالى عنه- في صحيح البخاري «إِنَّ الأمانة نزلت في جَذْرِ قلوب الرجالِ، ثم عَلِموا من القرآن، ثم عَلِموا من السنة».[صحيح البخاري:ح6497، ومسلم:ح143/230].

 فكان الإيمان منحة إلهية عزَّزها ما أنزله الله تعالى في كتابه وما جاءت به سنة رسوله –صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

مما يزيد الإيمان: أن يشتغل الإنسان بالطاعة بكل أوجهها، ونحن لا نقول طاعة عن طاعة، الناس في الطاعات على أبواب شتى وطرائق قددًا وسبل متنوعة فيما يُقبِلون عليه، أول ما ينبغي أن يعتني المؤمن به فيما يتعلق بالطاعات التي تزيد الإيمان الواجبات، فإنه ما تقرب عبدٌ من الله –عز وجل- بشيء أحبَّ إليه مما افترضه عليه من الصلاة، من الزكاة، من الصوم، من الحج، من بر الوالدين من أداء الأمانات.

الواجبات التي فرضها عليك احرص على أن تكون فيها على الوجه الذي يرضى الله تعالى به عنك، إذا قمت بذلك فأبشر فإن ذلك مما يوجب محبة الله إليك، ثم بعد هذا جِدَّ واجتهد في الاستزادة، ولا تقف عند حد أو عند قدر فإن الزيادة في الخيرات هي مما يندب إليه ﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى[البقرة: 197]، زد في كل طاعة وفي كل بر وفي كل خير، «وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها»[صحيح البخاري:ح6502]كل هذه عطايا من الله –عز وجل- وهبات.

من أسباب زيادة الإيمان: كثرة ذكر الله –عز وجل- ذكر الله هو تلاوة القرآن، هو المحافظة على الاستغفار والتسبيح والذكر بمعناه الذي يتعلق بتمجيد الله والثناء عليه، وكذلك بتعلم العلم وتعليمه، نحن الآن في ذكر تعلم العلم وتعليمه مما يزداد به الإيمان ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا[الأنفال: 2]، والله تعالى يقول: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ[الرعد: 28]

وشهود منازل مدارس الذكر سواء كانت عبر وسائل الإعلام أو كان بالحضور المباشر في المساجد وفي الملتقيات مما يعزز الإيمان ويزيده ولذلك كان الصحابة يجدون له أثرًا على طيب قلوبهم لكن يزداد به إيمانهم، حنظله لقيه أبو بكر فقال: كيف أنت يا حنظله؟ فقال: نافق حنظله فقال: سبحان الله ما تقول يا حنظله قال: نكون عند رسول الله فيذكرنا بالنار والجنة حتى كأن رأي عين، فإذا خرجنا من عند رسول الله –صلى الله عليه وسلم- نسينا كثيرًا قال أبو بكر: والله إننا نلقى مثل هذا فأخبروا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بما يجدون من قوة في إيمانهم بسبب الذكر ونوع من الغفلة عند غياب مجالس الذكر قال: والذي نفسي بيده «لَو تدومونَ على الحالِ الَّتي تقومونَ بِها من عندي لصافحَتكمُ الملائِكَةُ في مجالسِكُم ، وفي طرقِكُم ، وعلى فُرُشِكُم ، ولَكِن يا حنظلةُ ساعةً وساعةً، ساعةً وساعةً»كررها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات.[صحيح مسلم:ح2750/12]

هذه جملة من الأسباب يعني الإحسان إلى الخلق من أسباب زيادة الإيمان اللي أشار إليها أحد الإخوان، سواء الإحسان إلى الخلق بنجدتهم وإغاثتهم وقضاء حوائجهم، أو كان الإحسان للخلق كما أشار الأخ الآخر في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى البر بالحكمة والموعظة الحسنة، ومعرفة ما ينبغي أن يدعا إليه وأن يكون عالمًا بما يدعو، حليمًا بما يدعو، صابرًا بما يدعو، كل هذه من الأمور التي ينبغي أن يجتهد فيها الإنسان ومن أهمه إيمانه فلن يعدم سبيلًا لزيادته وتنميته والحفاظ عليه.

نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الإيمان الصادق، وأن يثبته في قلوبنا، وأن يتوفانا عليه.

المقدم:- اللهم آمين.

 

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91509 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87245 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف