×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / دروس منوعة / الفوائد لابن القيم / الدرس(23) ليس في الوجود الممكن سبب واحد مستقل بالتأثير

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

 قاعدة : ليس في الوجود الممكن سبب واحد مستقل بالتأثير بل لا يؤثر سبب البتة إلا بانضمام سبب آخر إليه وانتفاء مانع يمنع تأثيره هذا في الأسباب المشهودة بالعيان وفي الأسباب الغائبة والأسباب المعنوية كتأثير الشمس في الحيوان والنبات فإنه موقوف على أسباب أخر من وجود محل قابل وأسباب أخر تنضم إلى ذلك السبب وكذلك حصول الولد موقوف على عدة أسباب غير وطء الفحل وكذلك جميع الأسباب مع مسبباتها فكل ما يخاف ويرجى من المخلوقات فأعلى غاياته أن يكون جزء سبب غير مستقل بالتأثير ولا يستقل بالتأثير وحده دون توقف تأثيره على غيره إلا الله الواحد القهار فلا ينبغي أن يرجى ولا يخاف غيره وهذا برهان قطعي على أن تعلق الرجاء والخوف بغيره باطل فإنه لو فرض أن ذلك سبب مستقل وحده بالتأثير لكانت سببيته من غيره لا منه فليس له من نفسه قوة يفعل بها فإنه لا حول ولا قوة إلا بالله فهو الذي بيده الحول كله والقوة كلها فالحول والقوة التي يرجى لأجلهما المخلوق ويخاف إنما هما لله وبيده في الحقيقة فكيف يخاف ويرجى من لا حول له ولا قوة بل خوف المخلوق ورجاؤه أحد أسباب الحرمان ونزول المكروه بمن يرجوه ويخافه فإنه على قدر خوفك من غير الله يسلط عليك وعلى قدر رجائك لغيره يكون الحرمان وهذا حال الخلق أجمعه وإن ذهب عن أكثرهم علما وحالا فما شاء الله كان ولا بد وما لم يشأ لم يكن ولو اتفقت عليه الخليقة التوحيد مفزع أعدائه وأوليائه فأما أعداؤه فينجيهم من كرب الدنيا وشدائدها {فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون} وأما أولياؤه فينجيهم به من كربات الدنيا والآخرة وشدائدها ولذلك فزع إليه يونس فنجاه الله من تلك الظلمات وفزع إليه أتباع الرسل فنجوا به مما عذب به المشركون في الدنيا وما أعد لهم في الآخرة ولما فزع إليه فرعون عند معاينة الهلاك وإدراك الغرق له لم ينفعه لأن الإيمان عند المعاينة لا يقبل هذه سنة الله في عباده فما دفعت شدائد الدنيا بمثل التوحيد ولذلك كان دعاء الكرب بالتوحيد ودعوة ذي النون التي ما دعا بها مكروب إلا فرج الله كربه بالتوحيد فلا يلقى في الكرب العظام إلا الشرك ولا ينجي منها إلا التوحيد فهو مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها وبالله التوفيق فائدة اللذة تابعة للمحبة تقوى بقوتها وتضعف بضعفها فكلما كانت الرغبة في المحبوب والشوق إليه أقوى كانت اللذة بالوصول إليه أتم والمحبة والشوق تابع لمعرفته والعلم به فكلما كان العلم به أتم كانت محبته أكمل فإذا رجع كمال النعيم في الآخرة وكمال اللذة إلى العلم والحب فمن كان يؤمن بالله وأسمائه وصفاته ودينه أعرف كان له أحب وكانت لذته بالوصول إليه مجاورته والنظر الي جهه وسماع كلامه أتم وكل لذة ونعيم وسرور وبهجة بالإضافة إلى ذلك كقطرة في بحر فكيف يؤثر من له عقل لذة ضعيفة قصيرة مشوبة بالآلام على لذة عظيمة دائمة أبد الآباد وكمال العبد بحسب هاتين القوتين العلم والحب وأفضل العلم العلم بالله وأعلى الحب الحب له وأكمل اللذة بحسبهما والله المستعان

المشاهدات:1729
 قَاعِدَة :
لَيْسَ فِي الْوُجُود الْمُمكن سَبَب وَاحِد مُسْتَقل بالتأثير بل لَا يُؤثر سَبَب الْبَتَّةَ إِلَّا بانضمام سَبَب آخر إِلَيْهِ وَانْتِفَاء مَانع يمْنَع تَأْثِيره هَذَا فِي الْأَسْبَاب المشهودة بالعيان وَفِي الْأَسْبَاب الغائبة والأسباب المعنوية كتأثير الشَّمْس فِي الْحَيَوَان والنبات فَإِنَّهُ مَوْقُوف على أَسبَاب أخر من وجود مَحل قَابل وَأَسْبَاب أخر تنضم إِلَى ذَلِك السَّبَب وَكَذَلِكَ حُصُول الْوَلَد مَوْقُوف على عدَّة أَسبَاب غير وَطْء الْفَحْل وَكَذَلِكَ جَمِيع الْأَسْبَاب مَعَ مسبباتها فَكل مَا يخَاف ويرجى من الْمَخْلُوقَات فأعلى غاياته أَن يكون جُزْء سَبَب غير مُسْتَقل بالتأثير وَلَا يسْتَقلّ بالتأثير وَحده دون توقف تَأْثِيره على غَيره إِلَّا الله الْوَاحِد القهّار فَلَا يَنْبَغِي أَن يُرْجَى وَلَا يخَاف غَيره وَهَذَا برهَان قَطْعِيّ على أَن تعلق الرَّجَاء وَالْخَوْف بِغَيْرِهِ بَاطِل فَإِنَّهُ لَو فرض أَن ذَلِك سَبَب مُسْتَقل وَحده بالتأثير لكَانَتْ سببيته من غَيره لَا مِنْهُ فَلَيْسَ لَهُ من نَفسه قُوَّة يفعل بهَا فَإِنَّهُ لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه فَهُوَ الَّذِي بِيَدِهِ الْحول كُله وَالْقُوَّة كلهَا فالحول وَالْقُوَّة الَّتِي يُرْجَى لأجلهما الْمَخْلُوق وَيخَاف إِنَّمَا هما لله وَبِيَدِهِ فِي الْحَقِيقَة فَكيف يخَاف ويرجى من لَا حول لَهُ وَلَا قُوَّة بل خوف الْمَخْلُوق ورجاؤه أحد أَسبَاب الحرمان ونزول الْمَكْرُوه بِمن يرجوه ويخافه فَإِنَّهُ على قدر خوفك من
غير الله يُسَلط عَلَيْك وعَلى قدر رجائك لغيره يكون الحرمان وَهَذَا حَال الْخلق أجمعه وَإِن ذهب عَن أَكْثَرهم علما وَحَالا فَمَا شَاءَ الله كَانَ وَلَا بُد وَمَا لم يَشَأْ لم يكن وَلَو اتّفقت عَلَيْهِ الخليقة
التَّوْحِيد مفزع أعدائه وأوليائه فَأَما أعداؤه فينجيهم من كرب الدُّنْيَا وشدائدها {فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هم يشركُونَ} وَأما أولياؤه فينجيهم بِهِ من كربات الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وشدائدها وَلذَلِك فزع إِلَيْهِ يُونُس فنجّاه الله من تِلْكَ الظُّلُمَات وفزع إِلَيْهِ أَتبَاع الرُّسُل فنجوا بِهِ مِمَّا عذب بِهِ الْمُشْركُونَ فِي الدُّنْيَا وَمَا أعد لَهُم فِي الْآخِرَة وَلما فزع إِلَيْهِ فِرْعَوْن عِنْد مُعَاينَة الْهَلَاك وَإِدْرَاك الْغَرق لَهُ لم يَنْفَعهُ لِأَن الْإِيمَان عِنْد المعاينة لَا يقبل هَذِه سنة الله فِي عباده فَمَا دفعت شَدَائِد الدُّنْيَا بِمثل التَّوْحِيد وَلذَلِك كَانَ دُعَاء الكرب بِالتَّوْحِيدِ ودعوة ذِي النُّون الَّتِي مَا دَعَا بهَا مكروب إِلَّا فرّج الله كربه بِالتَّوْحِيدِ فَلَا يلقى فِي الكرب الْعِظَام إِلَّا الشّرك وَلَا يُنجي مِنْهَا إِلَّا التَّوْحِيد فَهُوَ مفزع الخليقة وملجؤها وحصنها وغياثها وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق فَائِدَة اللَّذَّة تَابِعَة للمحبة تقوى بقوتها وتضعف بضعفها فَكلما كَانَت الرَّغْبَة فِي المحبوب والشوق إِلَيْهِ أقوى كَانَت اللَّذَّة بالوصول إِلَيْهِ أتم والمحبة والشوق تَابع لمعرفته وَالْعلم بِهِ فَكلما كَانَ الْعلم بِهِ أتم كَانَت محبته أكمل فَإِذا رَجَعَ كَمَال النَّعيم فِي الْآخِرَة وَكَمَال اللَّذَّة إِلَى الْعلم وَالْحب فَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وأسمائه وَصِفَاته وَدينه أعرف كَانَ لَهُ أحب وَكَانَت لذته بالوصول إِلَيْهِ مجاورته وَالنَّظَر الي جهه وَسَمَاع كَلَامه أتم وكل لَذَّة ونعيم وسرور وبهجة بِالْإِضَافَة إِلَى ذَلِك كقطرة فِي بَحر فَكيف يُؤثر من لَهُ عقل لَذَّة ضَعِيفَة قَصِيرَة مشوبة بالآلام على لَذَّة عَظِيمَة دائمة أَبَد الآباد وَكَمَال العَبْد بِحَسب هَاتين القوتين الْعلم وَالْحب وَأفضل الْعلم الْعلم بِاللَّه وَأَعْلَى الْحبّ الْحبّ لَهُ وأكمل اللَّذَّة بحسبهما وَالله الْمُسْتَعَان

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90616 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87039 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف