المسألة السادسة: سعي الحج السعي مشروع في الحج والعمرة من غير خلاف +++ (ينظر: الاستذكار (4/ 220) ---. وقد تقدم حكاية خلاف العلماء في حكمه، وأن القول بالوجوب هو أولى؛ لأن دليل من أوجبه دل على مطلق الوجوب، لا على كونه لا يتم الحج إلا به +++ (ينظر: المغني (5/ 249)) ---. فإذا فرغ الحاج من ركعتي الطواف بعد طواف الإفاضة، فلا يخلو من حالين: الحال الأولى: أن يكون قارنا أو مفردا، وكان قد سعى بعد طواف القدوم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فيكون سعيه ذلك كافيا لحجه إن كان مفردا، ولحجه وعمرته إن كان قارنا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: «إن طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يسعك لحجك وعمرتك». رواه البخاري ومسلم، ولهذا لم يسع النبي صلى الله عليه وسلم بعد طواف الإفاضة يوم النحر، كما في صحيح الإمام مسلم من حديث جابر أنه قال: «لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا طوافه الأول». ولما في الصحيحين من حديث عائشة أنها قالت: «وأما الذين جمعوا الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافا واحدا». الحال الثانية: أن يكون متمتعا، فالراجح ما ذهب إليه جمهور العلماء من أنه يجب على المتمتع أن يسعى سعيا آخر لحجه بعد الوقوف بعرفة +++ (ينظر: ملتقى الأبحر (1/ 415)، مختصر خليل (1/ 241)، الإقناع (2/ 25) ---؛ يدل لذلك ما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت في سياق ذكرها صفة حج من تمتع: فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر، بعد أن رجعوا من منى لحجهم. وهذا لفظ مسلم. ويدل له أيضا ما أخرجه البخاري +++ (1572) --- عن ابن عباس حيث سئل عن متعة الحج فقال في جوابه: فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال: «من قلد الهدي، فإنه لا يحل له حتى يبلغ الهدي محله» ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج، فإذا فرغنا من المناسك، جئنا فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة، فقد تم حجنا وعلينا الهدي. وكذلك يجب السعي على مفرد وقارن لم يسعيا بعد طواف القدوم. أما تاخير السعي عن أيام التشريق فيجري فيه ما تقدم من خلاف في حكم تاخير طواف الإفاضة +++ (ينظر: المغني (5/ 306) ---.

المسألة السادسة: سعي الحج السعي مشروع في الحج والعمرة من غير خلاف +++ (ينظر: الاستذكار (4/ 220) ---. وقد تقدم حكاية خلاف العلماء في حكمه، وأن القول بالوجوب هو أولى؛ لأن دليل من أوجبه دل على مطلق الوجوب، لا على كونه لا يتم الحج إلا به +++ (ينظر: المغني (5/ 249)) ---. فإذا فرغ الحاج من ركعتي الطواف بعد طواف الإفاضة، فلا يخلو من حالين: الحال الأولى: أن يكون قارنا أو مفردا، وكان قد سعى بعد طواف القدوم كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم فيكون سعيه ذلك كافيا لحجه إن كان مفردا، ولحجه وعمرته إن كان قارنا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: «إن طوافك بالبيت وبين الصفا والمروة يسعك لحجك وعمرتك». رواه البخاري ومسلم، ولهذا لم يسع النبي صلى الله عليه وسلم بعد طواف الإفاضة يوم النحر، كما في صحيح الإمام مسلم من حديث جابر أنه قال: «لم يطف النبي صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا طوافه الأول». ولما في الصحيحين من حديث عائشة أنها قالت: «وأما الذين جمعوا الحج والعمرة، فإنما طافوا طوافا واحدا». الحال الثانية: أن يكون متمتعا، فالراجح ما ذهب إليه جمهور العلماء من أنه يجب على المتمتع أن يسعى سعيا آخر لحجه بعد الوقوف بعرفة +++ (ينظر: ملتقى الأبحر (1/ 415)، مختصر خليل (1/ 241)، الإقناع (2/ 25) ---؛ يدل لذلك ما في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت في سياق ذكرها صفة حج من تمتع: فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبين الصفا والمروة، ثم حلوا، ثم طافوا طوافا آخر، بعد أن رجعوا من منى لحجهم. وهذا لفظ مسلم. ويدل له أيضا ما أخرجه البخاري +++ (1572) --- عن ابن عباس حيث سئل عن متعة الحج فقال في جوابه: فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال: «من قلد الهدي، فإنه لا يحل له حتى يبلغ الهدي محله» ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج، فإذا فرغنا من المناسك، جئنا فطفنا بالبيت، وبالصفا والمروة، فقد تم حجنا وعلينا الهدي. وكذلك يجب السعي على مفرد وقارن لم يسعيا بعد طواف القدوم. أما تاخير السعي عن أيام التشريق فيجري فيه ما تقدم من خلاف في حكم تاخير طواف الإفاضة +++ (ينظر: المغني (5/ 306) ---.