×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

قوله - رحمه الله -: «وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، ومن يدخل النار جملة واحدة .. » أي: إن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله تعالى سبق علمه بأهل الجنة وبأهل النار، أعيانا وعددا قبل أن يخلقهم، وقد أحاط بذلك جميعه بعلمه السابق لكل شيء، وفي هذا رد على من قال: إن الله لا يعلم بالأشياء إلا بعد حدوثها، على حسب وقوعها، كما يقوله الذين كذبوا بالقدر، وقالوا: إن الأمر أنف، فرد عليهم الصحابة - رضي الله عنهم - وتبرؤوا منهم، وقد قال الإمام الشافعي - رحمه الله - في الرد عليهم: «ناظروهم بالعلم، فإن أقروا به خصموا، وإن جحدوه كفروا» +++ (ينظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية" (23/ 349)، ونسب القول بكفر القدري إذا جحد العلم إلى الإمام مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله.)--- ، وعلم الله السابق بأهل الجنة وأهل النار علم لا يعتريه اختلال ولا يتطرق إليه اختلاف بزيادة على ما سبق علمه من أعدادهم ولا أعيانهم, ولا نقص، كما قال تعالى: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} +++ (سورة يس: 12.)--- ، وقال تعالى: {لا يضل ربي ولا ينسى} +++ (سورة طه: 52.)--- ، وقال تعالى: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير} +++ (سورة الملك: 14.)--- ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة، ومما يدل على ذلك من السنة ما في "الصحيحين" من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كان النبي  صلى الله عليه وسلم ، في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض فقال: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة» +++ ("صحيح البخاري" (4949)، ومسلم (2647)--- . ومنها ما رواه مسلم من حديث عائشة قالت: دعي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إلى جنازة صبي من الأنصار , فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة؛ لم يعمل السوء ولم يدركه! قال: «أوغير ذلك يا عائشة؟! إن الله خلق للجنة أهلا، خلقهم لها, وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا، خلقهم لها, وهم فى أصلاب آبائهم» +++ ("صحيح مسلم" (2662)---  وقد جاء في الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: خرج علينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وفي يده كتابان، فقال: «أتدرون ما هذان الكتابان؟» فقلنا: لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا. فقال للذي في يده اليمنى: «هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا»، ثم قال للذي في شماله: «هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا» +++ (أخرجه الترمذي (2141،)، وقال:" حسن صحيح غريب"، وأحمد (2/ 167)، وابن أبي عاصم في «السنة» (348)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 168 - 169)--- . وفي «الصحيح» عن جابر قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال: يا رسول الله، بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ قال: «لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير». قال: ففيم العمل؟ قال: «اعملوا فكل ميسر» +++ ("صحيح مسلم" (2648)--- . قوله - رحمه الله -: «وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه» أي: إن الله تعالى مثل ما أنه علم أزلا من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار، فقد سبق علمه بأفعال من يدخل الجنة ومن يدخل النار، وما يكون منهم من عمل أو قول أو حال ظاهر أو باطن، وقد سبق تقرير ذلك عند قول المصنف: «ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم». قوله - رحمه الله -: «وكل ميسر لما خلق له» أي: إن مما يعتقده أهل السنة والجماعة أن كل أحد ييسر إلى عمل يؤول به إلى ما سبق في تقدير الله تعالى من سعادة أو شقاء، ومن جنة أو نار كما قال الله - جل وعلا-: {فأما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى (6) فسنيسره لليسرى (7) وأما من بخل واستغنى (8) وكذب بالحسنى (9) فسنيسره للعسرى} +++ (سورة الليل.)--- . وقد أجاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بهذا، عندما أخبرهم بقوله: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار، ومقعده من الجنة، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: اعملوا، فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى (6) فسنيسره لليسرى} +++ (أخرجه البخاري (1362)، ومسلم (2647)--- . وقوله: «وكل ميسر لما خلق له» ليس فيه إلغاء اختيار الخلق- كما سيأتي-، بل فيه الإخبار بأن الله علم ما يكون عليه الخلق في الأعمال والمآل، وأنه ييسر كل أحد إلى ما علمه في سابق علمه من كونه من أهل السعادة أو من أهل الشقاء، من أهل الجنة أو من أهل النار. وقوله: «وكل ميسر لما خلق له» وصف الإنسان بأنه ميسر لما خلق له أصدق ما يوصف به عمل الإنسان فيما يتعلق بالقدر، وما سبق في علم الله من عمله ومآله. وهو أسلم أيضا من قول من يطلق بأن «الإنسان مسير أو مخير» فإن النصوص في الكتاب والسنة دلت على أن للإنسان إرادة ومشيئة، وأنه فاعل حقيقة لما يكون منه، ولكن ذلك لا يخرجه عن علم الله وإرادته ومشيئته وخلقه كما قال تعالى: {لمن شاء منكم أن يستقيم (28)  وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} +++ (سورة التكوير: 28.)--- ، وقد أنكر سلف الأمة إطلاق وصف الإنسان بالجبر وعدمه، أي: إطلاق وصف أن الإنسان مسير أو مخير. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «حتى في لفظ «الجبر» أنكروا على من قال: جبر، وعلى من قال: لم يجبر، والآثار بذلك معروفة عن الأوزاعي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وغيرهم من سلف الأمة وأئمتها» +++ (مجموع الفتاوى (8/ 461)--- . وعلة ذلك أن: «لفظ «الجبر» فيه اشتراك وإجمال. فإذا قيل: «جبرهم» أشعر بأن الله يجبرهم على فعل الخير والشر بغير اختيارهم، وإذا قيل: «لم يجبرهم» أشعر بأنهم يفعلون ما يشاءون بغير اختياره وكلاهما خطأ» +++ («مجموع الفتاوى» (16/ 237)، وينظر (7/ 664)--- ، وهذا ما يفيده إطلاق وصف أن الإنسان مخير، أو أنه مسير، ولذلك لا يطلق واحد منهما، بل يقال: الإنسان ميسر لما خلق له.

المشاهدات:1445
قوله - رحمه الله -: «وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة، ومن يدخل النار جملة واحدة .. » أي: إن أهل السنة والجماعة يعتقدون أن الله تعالى سبق علمه بأهل الجنة وبأهل النار، أعيانا وعددا قبل أن يخلقهم، وقد أحاط بذلك جميعه بعلمه السابق لكل شيء، وفي هذا رد على من قال: إن الله لا يعلم بالأشياء إلا بعد حدوثها، على حسب وقوعها، كما يقوله الذين كذبوا بالقدر، وقالوا: إن الأمر أنف، فرد عليهم الصحابة - رضي الله عنهم - وتبرؤوا منهم، وقد قال الإمام الشافعي - رحمه الله - في الرد عليهم: «ناظروهم بالعلم، فإن أقروا به خصموا، وإن جحدوه كفروا» (ينظر: "مجموع فتاوى ابن تيمية" (23/ 349)، ونسب القول بكفر القدري إذا جحد العلم إلى الإمام مالك والشافعي وأحمد رحمهم الله.) ، وعلم الله السابق بأهل الجنة وأهل النار علم لا يعتريه اختلال ولا يتطرق إليه اختلاف بزيادة على ما سبق علمه من أعدادهم ولا أعيانهم, ولا نقص، كما قال تعالى: {وكل شيء أحصيناه في إمام مبين} (سورة يس: 12.) ، وقال تعالى: {لا يضل ربي ولا ينسى} (سورة طه: 52.) ، وقال تعالى: {ألا يعلم
من خلق وهو اللطيف الخبير} (سورة الملك: 14.) ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة، ومما يدل على ذلك من السنة ما في "الصحيحين" من حديث علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: كان النبي  صلى الله عليه وسلم ، في جنازة فأخذ شيئا فجعل ينكت به الأرض فقال: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار ومقعده من الجنة» ("صحيح البخاري" (4949)، ومسلم (2647) . ومنها ما رواه مسلم من حديث عائشة قالت: دعي رسول الله  صلى الله عليه وسلم  إلى جنازة صبي من الأنصار , فقلت: يا رسول الله، طوبى لهذا عصفور من عصافير الجنة؛ لم يعمل السوء ولم يدركه! قال: «أوغير ذلك يا عائشة؟! إن الله خلق للجنة أهلا، خلقهم لها, وهم في أصلاب آبائهم، وخلق للنار أهلا، خلقهم لها, وهم فى أصلاب آبائهم» ("صحيح مسلم" (2662)  وقد جاء في الترمذي من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص قال: خرج علينا رسول الله  صلى الله عليه وسلم  وفي يده كتابان، فقال: «أتدرون ما هذان الكتابان؟» فقلنا: لا يا رسول الله، إلا أن تخبرنا.
فقال للذي في يده اليمنى: «هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل الجنة وأسماء آبائهم وقبائلهم، ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا»، ثم قال للذي في شماله: «هذا كتاب من رب العالمين فيه أسماء أهل النار وأسماء آبائهم وقبائلهم ثم أجمل على آخرهم فلا يزاد فيهم ولا ينقص منهم أبدا» (أخرجه الترمذي (2141،)، وقال:" حسن صحيح غريب"، وأحمد (2/ 167)، وابن أبي عاصم في «السنة» (348)، وأبو نعيم في «الحلية» (5/ 168 - 169) . وفي «الصحيح» عن جابر قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال: يا رسول الله، بين لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيم العمل اليوم؟ أفيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير، أم فيما نستقبل؟ قال: «لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير». قال: ففيم العمل؟ قال: «اعملوا فكل ميسر» ("صحيح مسلم" (2648) .
قوله - رحمه الله -: «وكذلك أفعالهم فيما علم منهم أن يفعلوه» أي: إن الله تعالى مثل ما أنه علم أزلا من يدخل الجنة، وعدد من يدخل النار، فقد سبق علمه بأفعال من يدخل الجنة ومن يدخل النار، وما يكون منهم من عمل أو قول أو حال ظاهر أو باطن، وقد سبق تقرير ذلك عند قول المصنف: «ولم يخف عليه شيء قبل أن يخلقهم، وعلم ما هم عاملون قبل أن يخلقهم».
قوله - رحمه الله -: «وكل ميسر لما خلق له» أي: إن مما يعتقده أهل السنة والجماعة أن كل أحد ييسر إلى عمل يؤول به إلى ما سبق في تقدير الله تعالى من سعادة أو شقاء، ومن جنة أو نار كما قال الله - جل وعلا-: {فأما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى (6) فسنيسره لليسرى (7) وأما من بخل واستغنى (8) وكذب بالحسنى (9) فسنيسره للعسرى} (سورة الليل.) . وقد أجاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بهذا، عندما أخبرهم بقوله: «ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من النار، ومقعده من الجنة، قالوا: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا وندع العمل؟ قال: اعملوا، فكل ميسر لما خلق له، أما من كان من أهل السعادة فييسر لعمل أهل السعادة، وأما من كان من أهل الشقاء فييسر لعمل أهل الشقاوة، ثم قرأ: {فأما من أعطى واتقى (5) وصدق بالحسنى (6) فسنيسره لليسرى} (أخرجه البخاري (1362)، ومسلم (2647) .
وقوله: «وكل ميسر لما خلق له» ليس فيه إلغاء اختيار الخلق- كما سيأتي-، بل فيه الإخبار بأن الله علم ما يكون عليه الخلق في الأعمال والمآل، وأنه ييسر كل أحد إلى ما علمه في سابق علمه من كونه من أهل السعادة أو من أهل الشقاء، من أهل الجنة أو من أهل النار.
وقوله: «وكل ميسر لما خلق له» وصف الإنسان بأنه ميسر لما خلق له أصدق ما يوصف به عمل الإنسان فيما يتعلق بالقدر، وما سبق في علم الله من عمله ومآله. وهو أسلم أيضا من قول من يطلق بأن «الإنسان مسير أو مخير» فإن النصوص في الكتاب والسنة دلت على أن للإنسان إرادة ومشيئة، وأنه فاعل حقيقة لما يكون منه، ولكن ذلك لا يخرجه عن علم الله وإرادته ومشيئته وخلقه كما قال تعالى: {لمن شاء منكم أن يستقيم (28)  وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} (سورة التكوير: 28.) ، وقد أنكر سلف الأمة إطلاق وصف الإنسان بالجبر وعدمه، أي: إطلاق وصف أن الإنسان مسير أو مخير.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: «حتى في لفظ «الجبر» أنكروا على من قال: جبر، وعلى من قال: لم يجبر، والآثار بذلك معروفة عن الأوزاعي وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وغيرهم من سلف الأمة وأئمتها» (مجموع الفتاوى (8/ 461) .
وعلة ذلك أن: «لفظ «الجبر» فيه اشتراك وإجمال. فإذا قيل: «جبرهم» أشعر بأن الله يجبرهم على فعل الخير والشر بغير اختيارهم، وإذا قيل: «لم يجبرهم» أشعر بأنهم يفعلون ما يشاءون بغير اختياره وكلاهما خطأ» («مجموع الفتاوى» (16/ 237)، وينظر (7/ 664) ، وهذا ما يفيده إطلاق وصف أن الإنسان مخير، أو أنه مسير، ولذلك لا يطلق واحد منهما، بل يقال: الإنسان ميسر لما خلق له.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90578 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87037 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف