×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول المصنف رحمه الله تعالى :

عن أبي هريرة  رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير. احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجز. وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» . رواه مسلم+++حديث رقم (2664)---.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فهذا الحديث حديث وجه فيه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إلى تقوية الإيمان، والسعي في أخذ الأسباب المؤدية إلى ذلك من العلم النافع، والعمل الصالح، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن بالحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه، وبذل الوسع في إدراك ذلك، وأعظمه الاستعانة بالله عز وجل فإن عون الله تعالى للعبد يدرك به المطلوب، وييسر له الصعاب، ويسهل عليه ما يكون من عناء في إدراك ما يؤمل.

بين الاجتهاد والرضى بالقدر:

قد يفعل المؤمن ذلك لكن لا يصيب ما اجتهد في تحصيله، وهذا ما وجه فيه النبي صلى الله عليه وسلم إلى التسليم لله عز وجل فيما قضى وقدر، فإن الإيمان بالقدر يشمل الإقرار بأن كل شيء مكتوب، وهو قد سبق به علم الله عز وجل وأن الله شاءه، وأنه لا يكون إلا بالله إيجادا وخلقا، وكذلك من تمام الإيمان بالقدر الرضا عن الله عز وجل وهو المقدر سبحانه وبحمده.

ولذلك قال: «وإن أصابك شيء فلا تقل» أي مما تكره، وخلاف ما سعيت لتحصيله «فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان» ذلك أن لو في هذا المقام لا تفيد إلا التحسر، والتسخط الذي قد يكون مفضيا إلى عدم الرضا عن الله  عز وجل إذ ذاك هو قدره، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : «وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان» فوجه إلى الرضا بالقدر، والتسليم له، وعدم الاعتراض عليه بمقل هذه المقالات التي تبدأ باللسان، ويعقبها ما يكون في القلب من عدم الرضا عن الملك الديان سبحانه وبحمده.

متى تذم (لو)؟

ولذلك "لو" في مثل هذا السياق مذمومة؛ لأنها تتضمن عدم الرضا بقضاء الله وقدره، وهي مفتاح لعمل الشيطان الذي يفضي إلى السخط على الله عز وجل وعدم التسليم لمراده سبحانه وبحمده. أما "لو" في غير هذا السياق كأن يتمنى خيرا يسعى في تحصيله، أو يبين فضله ومنزلته، فإن ذلك ليس مذموما، وليس من عمل الشيطان، ومنه ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع عندما قال لأصحابه بالأمر بالتحلل من العمرة بعد الطواف والسعي ووجد في أنفسهم ما كان ثقيلا عليهم قال: «لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي ، ولجعلتها عمرة» فلو هنا في سياق تمني ما هو أطيب لنفوس أصحابه، وأقرب لامتثالهم، وأبعد عن وقوع شيء في نفوسهم، وهذا من تمني الخير، وتمني الخير يؤجر عليه الإنسان ولو لم يعمله.

ومنه ما ذكره النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فيما جاء في مسند الإمام أحمد بإسناد جيد من حديث ابن أبي كبشة، قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم : «إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالا وعلما فهو يتقي فيه ربه، ويصل فيه رحمه، ويعلم لله فيه حقا، فهذا بأفضل المنازل، وعبد رزقه الله علما ولم يرزقه مالا فهو صادق النية يقول: لو أن لي مالا لعملت بعمل فلان فهو بنيته فأجرهما سواء»+++[سنن الترمذي (2325) وقال: حسن صحيح]--- هنا قال: لو، لكن ليست اعتراضا على قدر الله، ولا تسخطا لقضائه، إنما تمني صادق للعمل الصالح فكانا في الأجر سواء، ومثله تمني الشر فإنه يدرك به الإنسان من الإثم ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : «وعبد رزقه الله مالا ولم يرزقه علما، فهو يخبط في ماله بغير علم لا يتقي فيه ربه، ولا يصل فيه رحمه، ولا يعلم لله فيه حقا، فهذا بأخبث المنازل، وعبد لم يرزقه الله مالا ولا علما فهو يقول: لو أن لي مالا لعملت فيه بعمل فلان فهو بنيته فوزرهما سواء»+++سنن الترمذي (2325), وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح---.

المقصود أن (لو) التي ذمها النبي صلى الله عليه وسلم وجعلها مفتاحا لعمل الشيطان من الوسوسة الذي يفضى إلى عدم الرضا عن الله، أو الوقوع فيما يسخطه جل في علاه هي التي تتضمن عدم الرضا بالقضاء والقدر، أما ما كان منها تمنيا للخير، وسعيا فيما يحب الله تعالى ويرضى، فذلك قد يؤجر عليه الإنسان وليست من عمل الشيطان.

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا، رضنا بما قضيت، ويسر لنا ما تحب وترضى، واصرف عنا السوء والفحشاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:10376

يقول المصنف ـ رحمه الله تعالى ـ:

عن أبي هريرة  ـ رضي اللَّه عنه ـ قال: قال رسولُ اللَّه ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ـ: «المُؤمِن الْقَوِيُّ خيرٌ وَأَحبُّ إِلى اللَّهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وفي كُلٍّ خيْرٌ. احْرِصْ عَلَى مَا ينْفَعُكَ، واسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجَزْ. وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان» . رواه مسلمحديث رقم (2664).

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

فهذا الحديث حديث وجه فيه النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ إلى تقوية الإيمان، والسعي في أخذ الأسباب المؤدية إلى ذلك من العلم النافع، والعمل الصالح، ثم أمر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ المؤمن بالحرص على ما ينفعه في دينه ودنياه، وبذل الوسع في إدراك ذلك، وأعظمه الاستعانة بالله ـ عز وجل ـ فإن عون الله ـ تعالى ـ للعبد يدرك به المطلوب، وييسر له الصعاب، ويسهل عليه ما يكون من عناء في إدراك ما يؤمل.

بين الاجتهاد والرضى بالقدر:

قد يفعل المؤمن ذلك لكن لا يصيب ما اجتهد في تحصيله، وهذا ما وجه فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى التسليم لله ـ عز وجل ـ فيما قضى وقدر، فإن الإيمان بالقدر يشمل الإقرار بأن كل شيء مكتوب، وهو قد سبق به علم الله ـ عز وجل ـ وأن الله شاءه، وأنه لا يكون إلا بالله إيجادًا وخلقًا، وكذلك من تمام الإيمان بالقدر الرضا عن الله عز وجل وهو المقدر سبحانه وبحمده.

ولذلك قال: «وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ» أي مما تكره، وخلاف ما سعيت لتحصيله «فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان» ذلك أن لو في هذا المقام لا تفيد إلا التحسر، والتسخط الذي قد يكون مفضيًا إلى عدم الرضا عن الله  ـ عز وجل ـ إذ ذاك هو قدره، ولهذا قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «وإنْ أصابَك شيءٌ فلاَ تقلْ: لَوْ أَنِّي فَعلْتُ كانَ كَذَا وَكذَا، وَلَكِنْ قُلْ: قدَّرَ اللَّهُ، ومَا شَاءَ فَعَلَ، فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَان» فوجه إلى الرضا بالقدر، والتسليم له، وعدم الاعتراض عليه بمقل هذه المقالات التي تبدأ باللسان، ويعقبها ما يكون في القلب من عدم الرضا عن الملك الديان سبحانه وبحمده.

متى تذم (لو)؟

ولذلك "لو" في مثل هذا السياق مذمومة؛ لأنها تتضمن عدم الرضا بقضاء الله وقدره، وهي مفتاح لعمل الشيطان الذي يفضي إلى السخط على الله ـ عز وجل ـ وعدم التسليم لمراده سبحانه وبحمده. أما "لو" في غير هذا السياق كأن يتمنى خيرًا يسعى في تحصيله، أو يبين فضله ومنزلته، فإن ذلك ليس مذمومًا، وليس من عمل الشيطان، ومنه ما كان من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في حجة الوداع عندما قال لأصحابه بالأمر بالتحلل من العمرة بعد الطواف والسعي ووجد في أنفسهم ما كان ثقيلًا عليهم قال: «لَوِ اسْتَقْبَلْتُ مِنْ أَمْرِي مَا اسْتَدْبَرْتُ مَا سُقْتُ الهَدْيَ ، وَلَجعلتها عمرة» فلو هنا في سياق تمني ما هو أطيب لنفوس أصحابه، وأقرب لامتثالهم، وأبعد عن وقوع شيء في نفوسهم، وهذا من تمني الخير، وتمني الخير يؤجر عليه الإنسان ولو لم يعمله.

ومنه ما ذكره النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيما جاء في مسند الإمام أحمد بإسناد جيد من حديث ابن أبي كبشة، قال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ: «إِنَّمَا الدُّنْيَا لِأَرْبَعَةِ نَفَرٍ: عَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَعِلْمًا فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَيَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَيَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَفْضَلِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ عِلْمًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ مَالًا فَهُوَ صَادِقُ النِّيَّةِ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَأَجْرُهُمَا سَوَاءٌ»[سنن الترمذي (2325) وقال: حسن صحيح] هنا قال: لو، لكن ليست اعتراضًا على قدر الله، ولا تسخطًا لقضائه، إنما تمني صادق للعمل الصالح فكانا في الأجر سواء، ومثله تمني الشر فإنه يدرك به الإنسان من الإثم ما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «وَعَبْدٍ رَزَقَهُ اللَّهُ مَالًا وَلَمْ يَرْزُقْهُ عِلْمًا، فَهُوَ يَخْبِطُ فِي مَالِهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ لَا يَتَّقِي فِيهِ رَبَّهُ، وَلَا يَصِلُ فِيهِ رَحِمَهُ، وَلَا يَعْلَمُ لِلَّهِ فِيهِ حَقًّا، فَهَذَا بِأَخْبَثِ المَنَازِلِ، وَعَبْدٍ لَمْ يَرْزُقْهُ اللَّهُ مَالًا وَلَا عِلْمًا فَهُوَ يَقُولُ: لَوْ أَنَّ لِي مَالًا لَعَمِلْتُ فِيهِ بِعَمَلِ فُلَانٍ فَهُوَ بِنِيَّتِهِ فَوِزْرُهُمَا سَوَاءٌ»سنن الترمذي (2325), وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.

المقصود أن (لو) التي ذمها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعلها مفتاحًا لعمل الشيطان من الوسوسة الذي يفضى إلى عدم الرضا عن الله، أو الوقوع فيما يسخطه جل في علاه هي التي تتضمن عدم الرضا بالقضاء والقدر، أما ما كان منها تمنيًا للخير، وسعيًا فيما يحب الله ـ تعالى ـ ويرضى، فذلك قد يؤجر عليه الإنسان وليست من عمل الشيطان.

اللهم ألهمنا رشدنا وقنا شر أنفسنا، رضنا بما قضيت، ويسر لنا ما تحب وترضى، واصرف عنا السوء والفحشاء، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المادة السابقة
المادة التالية

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91532 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87247 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف