×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / رياض الصالحين / 11- باب المجاهدة / (10) صليت مع النبي صلى الله لعيه وسلم ذات ليلة

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول المصنف رحمه الله تعالى :

عن أبي عبد الله حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما قال: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة، فقلت: يركع عند المائة، ثم مضى، فقلت: يصلي بها في ركعة، فمضى، فقلت: يركع بها، ثم افتتح النساء، فقرأها، ثم افتتح آل عمران فقرأها، يقرأ مترسلا إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ، ثم ركع فجعل يقول: «سبحان ربي العظيم» فكان ركوعه نحوا من قيامه ثم قال: «سمع الله لمن حمده» ثم قام قياما طويلا قريبا مما ركع، ثم سجد فقال: «سبحان ربي الأعلى» فكان سجوده قريبا من قيامه». رواه مسلم+++حديث رقم (772)---.

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

هذا الحديث حديث حذيفة فيه خبر صلاته مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وذلك في صلاة نفل في صلاة الليل، أخبر حذيفة أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم ونعم المعية معيته صلى الله عليه وسلم فهو سيد الورى، وكل شرف وخير في صحبته ومعيته، فنسأل الله أن يجمعنا به، وأن يحشرنا في ذمرته، وأن يرزقنا مرافقته صلى الله عليه وسلم في جنات عدن.

كيف كانت قراءته صلى الله عليه وسلم:

يقول رضي الله تعالى عنه : «صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة، فافتتح البقرة» أي افتتح بعد الفاتحة قراءة سورة البقرة، «فقلت: يركع عند المائة» أي يقرأ مائة آية ثم يركع، فمضى حتى قرأ البقرة كلها، ثم قال رضي الله تعالى عنه : فافتتح النساء، ثم افتتح آل عمران، وهذا في حساب الأجزاء خمسة أجزاء بالتقريب إلا قليلا، أو ما يزيد على ذلك قليلا، وهذا يستغرق وقتا ليس باليسير وهذا في ركعة واحدة، وهي قراءة وصفها بقوله: مترسلا، يعني أنه كان يقرأ قراءة متأنية لا عجلة فيها، فليست هذرمة، ولا هدر، بل هي قراءة استرسال وترسل، ثم ليست القراءة فقط بل الوقوف عند معاني ما يقرأ، ولذلك قال:  «إذا مر بآية فيها تسبيح سبح، وإذا مر بسؤال سأل، وإذا مر بتعوذ تعوذ» وهذا يعني أنها قراءة جمع فيها بين الأنات والتدبر للمعاني، والانفعال لها بالسؤال في الرحمة، وبالاستعاذة في العذاب، وبالتسبيح عند مقام ما يكون من ذكر آلائه، وصفاته، وأسمائه، وما يوجب تعظيمه سبحانه وبحمده، هذه صلاته في ركعة صلى الله عليه وسلم.

من كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم:

ثم ركع، ولما ركع صلى الله عليه وسلم سبح: سبحان ربي العظيم، ولم يذكر حذيفة شيئا غير هذا، فهو تسبيح، وتسبيح مكرر مدة طويلة لأنه قال نحو قيامه، وهذا لا يلزم أن يكون بمقدار سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، وإنما المقصود أنه طول في الركوع كما أطال في القيام فإن صلاة النبي صلى الله عليه وسلم كانت قريبة من سواء قيامه، وركوعه، واعتداله، وسجوده، ومعنى قريب من سواء أنه كان إذا أطال في القيام أطال في الركوع لكن بما يناسبه، وأطال في السجود بما يناسبه.

ثم أنه ذكر في صفة اعتداله أنه اعتدال أي بعد الركوع وكان نحوا من قيامه يعني في الطول وليس في القدر، وإطالة القيام ليس صمتا فليس في الصلاة التعبد بالسكوت بل هو ذكر وحمد وثناء إما بتكرار: ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، يكررها ما اتسع الوقت لتكرارها، وأحيانا يطيل الإمام في القيام بعد الركوع، وإذا فرغ الإنسان من أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سكت، وهذا تفويت لمقام من مقامات الثناء على الله والحمد له أثبت الله سماعه، وإجابته، وإثابته لأنك إذا رفعت قلت: سمع الله لمن حمده ثم تشرع في الحمد، معنى سمع الله لمن حمده أي أجابه، وأثابه، فلا تصمت بل كرر ما يسر الله تعالى من ذلك، ثم سجد صلى الله عليه وسلم وكان سجوده قريبا من قيامه، كان يقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، يكرر ذلك صلى الله عليه وسلم.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد، من فوائد الحديث:

- إطالة الصلاة في غير الفريضة، وما جاء من الندب إلى التخفيف إذا صلى الإنسان بالناس إنما هو في الفرائض، وفيما يعلم أن أصحابه لا يحبون التطويل، أما لو علم أن أصحابه يأذنون بالتطويل ويحبونه فإنه يطيل ولو في الفريضة، فقد قرأ النبي صلى الله عليه وسلم سورة الأعراف في صلاة المغرب، وقرأ بالطور في المغرب، وقرأ بالمرسلات في المغرب فالطول أحيانا لا بأس به إذا كان لا يشق على الناس. أما في النافلة فليطيل ما يشاء ما دام أنه يصلي لنفسه.

- الفائدة الثانية من فوائد هذا الحديث أن حديث الإنسان مع نفسه في الصلاة لا يفوت عليه حضور قلبه، فحذيفة حدث نفسه في الصلاة بأن النبي سيقرأ مائة آية، ثم حدث نفسه بأنه سيركع بالبقرة، ثم حدث نفسه بأنه سيقرأ بالنساء ويركع، وهلم جرا... هذا الحديث لا يؤثر وهو اشتغال بالصلاة وليس خروجا عنها بسهو أو أفكار خارجة عن الصلاة.

- وفيه من الفوائد أيضا اصطفاء بعض الأصحاب في صلاة جماعة في النافلة كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم بصلاته مع حذيفة، وغيره من الصحابة كما سيأتي بعض من صلى بهم النبي صلى الله عليه وسلم فالجماعة في النافلة مشروعة أيضا.

- فيه من الفوائد أيضا الإدامة على ذكر واحد في كل الركوع والسجود: سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى، وأن التنويع ليس مشروعا، ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله: أنه في الركوع يلزم الإنسان ذكرا واحدا ولا ينوع، وكذلك في السجود في مقام التسبيح يلزم نوعا من الذكر، والذي يظهر أن الأمر في هذا واسع لعموم ما جاء في حديث عبد الله بن عباس قال: «فأما الركوع فعظموا فيه الرب عز وجل، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم»+++صحيح مسلم (479)---.

تعظيم الرب سبحانه بالأدعية:

وتعظيم الرب يكون بكل الأدعية فمثلا إنسان قال: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، وأراد أن يغير في أثناء ركوعه قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك عظمي ومخي وعصبي وما أقلت قدمي، ونحو ذلك مما جاءت به السنة فكل هذا مشروع.

لكن إن قوي قلبه على الحضور بذكر واحد فهو المحفوظ عن النبي  صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذكرا واحدا في ركوعه، وفي سجوده، أما الدعاء فيدعو بما شاء من الأدعية، ولا يلزم دعاء واحدا في السجود.

- من فوائد الحديث أيضا كون الصلاة تكون على نحو واحد في الطول والقصر، وإعطاء الأركان حظها في الطول على نحو متقارب كما فعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في صلاته، وكما هو هديه في صلواته كلها.

- وفيه من الفوائد عظيم اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في طاعة الله، على عظيم ما كان عليه من المنزلة العظمى عند رب العالمين، حط ذنبه، وغفره، وأعلى درجته، ورفع ذكره، وفتح عليه من الفتوح ما ليس لأحد من البشر، ومع ذلك كان أطوع الخلق لربه، وأسبقهم لمرضاته، كان يقوم الليل حتى ترم قدماه، ما تستغرب إذا صار يقرأ خمسة أجزاء في ركعة واحدة فلا عجب أن تتفطر قدماه، ولا أن ترم قدماه، وقد قال: «أفلا أكون عبدا شكورا».

ونحن نقبل على موسم بر وخير فليكن منا اجتهاد في طاعة الله عز وجل في الزمان كله، وفي مواسم البر والخير على وجه الخصوص، أعاننا الله وإياكم على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، ورزقنا لذة مناجاته، وجعلنا من عباده الصالحين، وأوليائه المفلحين، وحزبه المتقين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:4897

يقول المصنف ـ رحمه الله تعالى ـ:

عن أبي عبد اللَّه حُذَيْفةَ بن اليمانِ ـ رضي اللَّهُ عنهما ـ قال: صَلَّيْتُ مع النَّبِيِّ ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ـ ذَاتَ ليْلَةٍ، فَافَتَتَحَ الْبقرة، فقُلْت: يرْكَعُ عِندَ المائة، ثُمَّ مضى، فَقُلْت: يُصلِّي بِهَا في رَكْعةٍ، فَمَضَى، فَقُلْت: يَرْكَع بهَا، ثمَّ افْتتَح النِّسَاءَ، فَقَرأَهَا، ثمَّ افْتتح آلَ عِمْرانَ فَقَرَأَهَا، يَقْرُأُ مُتَرَسِّلاً إذَا مرَّ بِآيَةٍ فِيها تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإِذَا مَرَّ بِسْؤالٍ سَأل، وإذَا مَرَّ بِتَعَوذٍ تَعَوَّذَ، ثم ركع فَجعل يقُول: «سُبحانَ رَبِّيَ الْعظِيمِ» فَكَانَ ركُوعُه نحْوا مِنْ قِيامِهِ ثُمَّ قَالَ: «سمِع اللَّهُ لِمن حمِدَه» ثُم قَام قِياماً طوِيلاً قَريباً مِمَّا ركَع، ثُمَّ سَجَدَ فَقالَ: «سبحان رَبِّيَ الأعلَى» فَكَانَ سُجُوده قَرِيباً مِنْ قِيامِهِ». رواه مسلمحديث رقم (772).

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

هذا الحديث حديث حذيفة فيه خبر صلاته مع النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وذلك في صلاة نفل في صلاة الليل، أخبر حذيفة أنه صلى مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ونعم المعية معيته ـ صلى الله عليه وسلم ـ فهو سيد الورى، وكل شرف وخير في صحبته ومعيته، فنسأل الله أن يجمعنا به، وأن يحشرنا في ذمرته، وأن يرزقنا مرافقته صلى الله عليه وسلم في جنات عدن.

كيف كانت قراءته صلى الله عليه وسلم:

يقول ـ رضي الله تعالى عنه ـ: «صَلَّيْتُ مع النَّبِيِّ ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ـ ذَاتَ ليْلَةٍ، فَافَتَتَحَ الْبقرة» أي افتتح بعد الفاتحة قراءة سورة البقرة، «فقُلْت: يرْكَعُ عِندَ المائة» أي يقرأ مائة آية ثم يركع، فمضى حتى قرأ البقرة كلها، ثم قال ـ رضي الله تعالى عنه ـ: فافتتح النساء، ثم افتتح آل عمران، وهذا في حساب الأجزاء خمسة أجزاء بالتقريب إلا قليلًا، أو ما يزيد على ذلك قليلًا، وهذا يستغرق وقتًا ليس باليسير وهذا في ركعة واحدة، وهي قراءة وصفها بقوله: مترسلًا، يعني أنه كان يقرأ قراءة متأنية لا عجلة فيها، فليست هذرمة، ولا هدر، بل هي قراءة استرسال وترسل، ثم ليست القراءة فقط بل الوقوف عند معاني ما يقرأ، ولذلك قال:  «إذَا مرَّ بِآيَةٍ فِيها تَسْبِيحٌ سَبَّحَ، وإِذَا مَرَّ بِسْؤالٍ سَأل، وإذَا مَرَّ بِتَعَوذٍ تَعَوَّذَ» وهذا يعني أنها قراءة جمع فيها بين الأنات والتدبر للمعاني، والانفعال لها بالسؤال في الرحمة، وبالاستعاذة في العذاب، وبالتسبيح عند مقام ما يكون من ذكر آلائه، وصفاته، وأسمائه، وما يوجب تعظيمه سبحانه وبحمده، هذه صلاته في ركعة صلى الله عليه وسلم.

من كيفية صلاته صلى الله عليه وسلم:

ثم ركع، ولما ركع ـ صلى الله عليه وسلم ـ سبح: سبحان ربي العظيم، ولم يذكر حذيفة شيئًا غير هذا، فهو تسبيح، وتسبيح مكرر مدة طويلة لأنه قال نحو قيامه، وهذا لا يلزم أن يكون بمقدار سورة البقرة، وآل عمران، والنساء، وإنما المقصود أنه طول في الركوع كما أطال في القيام فإن صلاة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كانت قريبة من سواء قيامه، وركوعه، واعتداله، وسجوده، ومعنى قريب من سواء أنه كان إذا أطال في القيام أطال في الركوع لكن بما يناسبه، وأطال في السجود بما يناسبه.

ثم أنه ذكر في صفة اعتداله أنه اعتدال أي بعد الركوع وكان نحوًا من قيامه يعني في الطول وليس في القدر، وإطالة القيام ليس صمتًا فليس في الصلاة التعبد بالسكوت بل هو ذكر وحمد وثناء إما بتكرار: ربنا ولك الحمد حمدًا كثيرًا طيبًا مباركًا فيه، يكررها ما اتسع الوقت لتكرارها، وأحيانًا يطيل الإمام في القيام بعد الركوع، وإذا فرغ الإنسان من أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد: اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد، سكت، وهذا تفويت لمقام من مقامات الثناء على الله والحمد له أثبت الله سماعه، وإجابته، وإثابته لأنك إذا رفعت قلت: سمع الله لمن حمده ثم تشرع في الحمد، معنى سمع الله لمن حمده أي أجابه، وأثابه، فلا تصمت بل كرر ما يسر الله ـ تعالى ـ من ذلك، ثم سجد ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكان سجوده قريبًا من قيامه، كان يقول: سبحان ربي الأعلى، سبحان ربي الأعلى، يكرر ذلك صلى الله عليه وسلم.

هذا الحديث فيه جملة من الفوائد، من فوائد الحديث:

- إطالة الصلاة في غير الفريضة، وما جاء من الندب إلى التخفيف إذا صلى الإنسان بالناس إنما هو في الفرائض، وفيما يعلم أن أصحابه لا يحبون التطويل، أما لو علم أن أصحابه يأذنون بالتطويل ويحبونه فإنه يطيل ولو في الفريضة، فقد قرأ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ سورة الأعراف في صلاة المغرب، وقرأ بالطور في المغرب، وقرأ بالمرسلات في المغرب فالطول أحيانًا لا بأس به إذا كان لا يشق على الناس. أما في النافلة فليطيل ما يشاء ما دام أنه يصلي لنفسه.

- الفائدة الثانية من فوائد هذا الحديث أن حديث الإنسان مع نفسه في الصلاة لا يفوت عليه حضور قلبه، فحذيفة حدث نفسه في الصلاة بأن النبي سيقرأ مائة آية، ثم حدث نفسه بأنه سيركع بالبقرة، ثم حدث نفسه بأنه سيقرأ بالنساء ويركع، وهلم جرا... هذا الحديث لا يؤثر وهو اشتغال بالصلاة وليس خروجًا عنها بسهو أو أفكار خارجة عن الصلاة.

- وفيه من الفوائد أيضًا اصطفاء بعض الأصحاب في صلاة جماعة في النافلة كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بصلاته مع حذيفة، وغيره من الصحابة كما سيأتي بعض من صلى بهم النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالجماعة في النافلة مشروعة أيضًا.

- فيه من الفوائد أيضًا الإدامة على ذكر واحد في كل الركوع والسجود: سبحان ربي العظيم، وسبحان ربي الأعلى، وأن التنويع ليس مشروعًا، ولهذا قال ابن تيمية رحمه الله: أنه في الركوع يلزم الإنسان ذكرًا واحدًا ولا ينوع، وكذلك في السجود في مقام التسبيح يلزم نوعًا من الذكر، والذي يظهر أن الأمر في هذا واسع لعموم ما جاء في حديث عبد الله بن عباس قال: «فأمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فيه الرَّبَّ عزَّ وجلَّ، وأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا في الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ»صحيح مسلم (479).

تعظيم الرب ـ سبحانه ـ بالأدعية:

وتعظيم الرب يكون بكل الأدعية فمثلًا إنسان قال: سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم، وأراد أن يغير في أثناء ركوعه قال: اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك عظمي ومخي وعصبي وما أقلت قدمي، ونحو ذلك مما جاءت به السنة فكل هذا مشروع.

لكن إن قوي قلبه على الحضور بذكر واحد فهو المحفوظ عن النبي  ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه كان يقول ذكرًا واحدًا في ركوعه، وفي سجوده، أما الدعاء فيدعو بما شاء من الأدعية، ولا يلزم دعاء واحدًا في السجود.

- من فوائد الحديث أيضًا كون الصلاة تكون على نحو واحد في الطول والقصر، وإعطاء الأركان حظها في الطول على نحو متقارب كما فعل النبي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ في صلاته، وكما هو هديه في صلواته كلها.

- وفيه من الفوائد عظيم اجتهاد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في طاعة الله، على عظيم ما كان عليه من المنزلة العظمى عند رب العالمين، حط ذنبه، وغفره، وأعلى درجته، ورفع ذكره، وفتح عليه من الفتوح ما ليس لأحد من البشر، ومع ذلك كان أطوع الخلق لربه، وأسبقهم لمرضاته، كان يقوم الليل حتى ترم قدماه، ما تستغرب إذا صار يقرأ خمسة أجزاء في ركعة واحدة فلا عجب أن تتفطر قدماه، ولا أن ترم قدماه، وقد قال: «أَفَلا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا».

ونحن نقبل على موسم بر وخير فليكن منا اجتهاد في طاعة الله عز وجل في الزمان كله، وفي مواسم البر والخير على وجه الخصوص، أعاننا الله وإياكم على ذكره، وشكره، وحسن عبادته، ورزقنا لذة مناجاته، وجعلنا من عباده الصالحين، وأوليائه المفلحين، وحزبه المتقين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات90593 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87038 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف