×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / دروس المصلح / الحديث وعلومه / رياض الصالحين / 11- باب المجاهدة / (21) قول الله تعالى "فاستطعموني أطعمكم"

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول المصنف رحمه الله تعالى :

عن أبي ذر جندب بن جنادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يروى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم».

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

نفي الظلم وإثبات كمال عدل الله عز وجل:

هذا الحديث الشريف بين فيه النبي صلى الله عليه وسلم ما خاطب به رب العالمين عباده، فابتدأ ذلك بنفي الظلم وإثبات كمال العدل له، ونهى عن الظلم بين عباده، ثم بعد إثبات كمال العدل انتقل إلى الإخبار بكمال الفضل وهو ما يتفضل به على عباده من ألوان العطايا والهبات الدينية والدنيوية، ابتدأ ذلك بهداية القلوب وذلك أعظم العطايا وأجل المنن، فإن أعظم العطايا وأجل المنن أن يشرح الله عز وجل صدر عبده للإيمان والهدى «يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته، فاستهدوني أهدكم» أي اطلبوا الهداية مني أعطكم إياها، هداية الدلالة، وهداية التوفيق، وما يتبعهما من أنواع الهدايات في الآخرة.

ثم قال: « يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته» كلكم يشمل جميع بني آدم، وجميع الإنس والجن، جائع أي يفتقر إلى ما يقيم بدنه، ويقيم حياته، فالجوع إخبار عن الافتقار إلى ما تقوم به الحياة، كلكم جائع سواء أن الجوع عن الأكل وما يلحق به من الحاجة إلى الشراب، إلا من أطعمته أي إلا من يسرت له ما يسد جوعته، وقد امتن الله تعالى على عباده بسوق الأرزاق التي تخرجهم عن الجوع كما قال تعالى : ﴿فليعبدوا رب هذا البيت +++[3]--- الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف+++[قريش:4]---.

الله المتكفل بأرزاق عباده:

فالله عز وجل هو المتكفل بأرزاق عباده كما قال تعالى : ﴿وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها+++[هود:6]---، فالله تعالى تكفل بأرزاق العباد، وجعل من أسباب نيل ذلك الدعاء، قال سبحانه : «فاستطعموني» اطلبوا الطعام مني، «أطعمكم» وعدهم بالعطاء إذا امتثلوا ما أمر به من سؤاله الطعام جل في علاه. والعبد أحيانا يظن أن أنواعا من الأطعمة لا تحتاج إلى سؤال ولا إلى دعاء، وهذا من الغلط فإن الطعام هنا يشمل كل ما يطعم حتى الملح الذي يدر في الطعام، إذا لم يسقه الله عز وجل، ولم ييسره لم يتيسر.

العبد مفتقر إلى الله أبدا:

ولهذا من المهم أن يستشعر العبد افتقاره إلى الله عز وجل في كل شأنه، وفي كل حاله، وفي كل ما يحتاج إليه، فالخلق جميعا فقراء إلى الله لا غنى بهم عنه جل في علاه.

ولهذا من ظن أن ما عنده من القوت، وما عنده من المال يكفيه ويغنيه عن الله فهو واهم، فمهما بلغ الإنسان قدرة على الطعام، والشراب، والمال، وسائر الأمور فإنه لا غنى به عن ربه جل في علاه.

فكم من إنسان يملك الطعام ولا يستطيع أن يأكله، وكم من إنسان يأكل الطعام ولا ينتفع به، فلذلك ينبغي أن يظهر العبد افتقاره إلى الله عز وجل في غناه، وفي فقره «كلكم جائع إلا من أطعمته، فاستطعموني» أي اطلبوا الطعام مني، ولهذا سؤال الله عز وجل يكون في الدقيق والجليل، والصغير والكبير، وما يراه الناس عظيما، وما يرونه حقيرا، وهذا في قوت الأبدان وتحصيل المصالح.

ثم قال: «يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته» وهذا في دفع المضار، كلكم عار أي لا يملك ما يستر سوءته، ويتوقى به أضرار العري من حر أو برد، إلا من كسوته أي إلا من يسرت له كساء يتوقى به الحر والبر كما قال تعالى : ﴿سرابيل تقيكم الحر وسرابيل تقيكم بأسكم+++[النحل:81]--- فالله تعالى تفضل على العباد بما أنزل عليهم من اللباس، كما قال تعالى : ﴿يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا+++[الأعراف:26]--- وهذا لا يحصل إلا بسؤال الله عز وجل فيسأل الإنسان الله عز وجل ما يستر عورته، وما يتجمل به من اللباس وكل ما يندفع به عنه الضرر.

كمال الإنعام:

وبهذا يكمل الإنعام على العبد في باطنه بالهداية، وفي ظاهره في إطعامه وكسوته، وهذا غاية الإحسان وكمال الفضل من الله عز وجل. في هذه المذكورات الثلاثة وهي طلب الهداية من الله، وأنه لا هداية إلا من قبله، وكذلك الطعام والشراب؛ بيان أن العبد لا ينفك عن سبب يدرك به مطلوبه، فإن المطالب لا تدرك إلا بالأسباب، والأسباب لا تستقل بتبليغ الحاجات إنما هي وسيلة لإدراك المطالب، وأعظم الأسباب وأقواها وأجداها وأنفعها للعبد في دينه ودنياه ما يتعلق بالدعاء، الدعاء أعظم الأسباب.

ولذلك كل خير ترجوه فإنما تدركه بالدعاء، وقد قيل كما قال المطرف بن عبد الله: الخير كثير، جماع الخير كثير في الصلاة والزكاة والصوم وغير ذلك، ورأيت أن ذلك لا يحصل -يقول المطرف- إلا بتيسير الله تعالى وإعطائه، ولا ينال ما عنده إلا بدعائه، فجماع الخير في الدعاء. جماع الخير في الدعاء فينبغي ألا يكف الإنسان عن سؤال الله، كل شأن من شئونه، وكل أمر من أموره: هداية، وطعام، وكساء، وسائر المطلوبات، وبذلك يدرك خير الدنيا والآخرة.

اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، واستعملنا فيما تحب وترضى، أهد قلوبنا، وأغننا بفضلك عمن سواك يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:4142

يقول المصنف ـ رحمه الله تعالى ـ:

عن أَبِي ذَرٍّ جُنْدُبِ بنِ جُنَادَةَ ـ رضي اللَّهُ عنه ـ عن النَّبِيِّ ـ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ـ فيما يَرْوِى عَنِ اللَّهِ ـ تباركَ وتعالى ـ أنه قال: «يا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّماً فَلاَ تَظالمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُم ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُوني أهْدكُمْ، يَا عِبَادي كُلُّكُمْ جائعٌ إِلاَّ منْ أطعمتُه، فاسْتطْعموني أطعمْكم، يا عبادي كلكم عَارٍ إلاَّ مِنْ كَسَوْتُهُ فَاسْتَكْسُوني أكْسُكُمْ».

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد:

نفي الظلم وإثبات كمال عدل الله عز وجل:

هذا الحديث الشريف بين فيه النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ما خاطب به رب العالمين عباده، فابتدأ ذلك بنفي الظلم وإثبات كمال العدل له، ونهى عن الظلم بين عباده، ثم بعد إثبات كمال العدل انتقل إلى الإخبار بكمال الفضل وهو ما يتفضل به على عباده من ألوان العطايا والهبات الدينية والدنيوية، ابتدأ ذلك بهداية القلوب وذلك أعظم العطايا وأجل المنن، فإن أعظم العطايا وأجل المنن أن يشرح الله ـ عز وجل ـ صدر عبده للإيمان والهدى «يَا عِبَادِي كُلُّكُم ضَالٌّ إِلاَّ مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُوني أهْدكُمْ» أي اطلبوا الهداية مني أعطكم إياها، هداية الدلالة، وهداية التوفيق، وما يتبعهما من أنواع الهدايات في الآخرة.

ثم قال: « يَا عِبَادي كُلُّكُمْ جائعٌ إِلاَّ منْ أطعمتُه» كلكم يشمل جميع بني آدم، وجميع الإنس والجن، جائع أي يفتقر إلى ما يقيم بدنه، ويقيم حياته، فالجوع إخبار عن الافتقار إلى ما تقوم به الحياة، كلكم جائع سواء أن الجوع عن الأكل وما يلحق به من الحاجة إلى الشراب، إلا من أطعمته أي إلا من يسرت له ما يسد جوعته، وقد امتن الله تعالى على عباده بسوق الأرزاق التي تخرجهم عن الجوع كما قال ـ تعالى ـ: ﴿فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ [3] الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ[قريش:4].

الله المتكفل بأرزاق عباده:

فالله ـ عز وجل ـ هو المتكفل بأرزاق عباده كما قال ـ تعالى ـ: ﴿وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا[هود:6]، فالله ـ تعالى ـ تكفل بأرزاق العباد، وجعل من أسباب نيل ذلك الدعاء، قال ـ سبحانه ـ: «فاسْتطْعموني» اطلبوا الطعام مني، «أطعمْكم» وعدهم بالعطاء إذا امتثلوا ما أمر به من سؤاله الطعام جل في علاه. والعبد أحيانًا يظن أن أنواعًا من الأطعمة لا تحتاج إلى سؤال ولا إلى دعاء، وهذا من الغلط فإن الطعام هنا يشمل كل ما يطعم حتى الملح الذي يدر في الطعام، إذا لم يسقه الله عز وجل، ولم ييسره لم يتيسر.

العبد مفتقر إلى الله أبدا:

ولهذا من المهم أن يستشعر العبد افتقاره إلى الله عز وجل في كل شأنه، وفي كل حاله، وفي كل ما يحتاج إليه، فالخلق جميعًا فقراء إلى الله لا غنى بهم عنه جل في علاه.

ولهذا من ظن أن ما عنده من القوت، وما عنده من المال يكفيه ويغنيه عن الله فهو واهم، فمهما بلغ الإنسان قدرة على الطعام، والشراب، والمال، وسائر الأمور فإنه لا غنى به عن ربه جل في علاه.

فكم من إنسان يملك الطعام ولا يستطيع أن يأكله، وكم من إنسان يأكل الطعام ولا ينتفع به، فلذلك ينبغي أن يظهر العبد افتقاره إلى الله عز وجل في غناه، وفي فقره «كُلُّكُمْ جائعٌ إِلاَّ منْ أطعمتُه، فاسْتطْعموني» أي اطلبوا الطعام مني، ولهذا سؤال الله عز وجل يكون في الدقيق والجليل، والصغير والكبير، وما يراه الناس عظيمًا، وما يرونه حقيرًا، وهذا في قوت الأبدان وتحصيل المصالح.

ثم قال: «يا عبادي كلكم عَارٍ إلاَّ مِنْ كَسَوْتُهُ» وهذا في دفع المضار، كلكم عار أي لا يملك ما يستر سوءته، ويتوقى به أضرار العري من حر أو برد، إلا من كسوته أي إلا من يسرت له كساء يتوقى به الحر والبر كما قال ـ تعالى ـ: ﴿سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ[النحل:81] فالله ـ تعالى ـ تفضل على العباد بما أنزل عليهم من اللباس، كما قال ـ تعالى ـ: ﴿يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا[الأعراف:26] وهذا لا يحصل إلا بسؤال الله ـ عز وجل ـ فيسأل الإنسان الله ـ عز وجل ـ ما يستر عورته، وما يتجمل به من اللباس وكل ما يندفع به عنه الضرر.

كمال الإنعام:

وبهذا يكمل الإنعام على العبد في باطنه بالهداية، وفي ظاهره في إطعامه وكسوته، وهذا غاية الإحسان وكمال الفضل من الله عز وجل. في هذه المذكورات الثلاثة وهي طلب الهداية من الله، وأنه لا هداية إلا من قبله، وكذلك الطعام والشراب؛ بيان أن العبد لا ينفك عن سبب يدرك به مطلوبه، فإن المطالب لا تدرك إلا بالأسباب، والأسباب لا تستقل بتبليغ الحاجات إنما هي وسيلة لإدراك المطالب، وأعظم الأسباب وأقواها وأجداها وأنفعها للعبد في دينه ودنياه ما يتعلق بالدعاء، الدعاء أعظم الأسباب.

ولذلك كل خير ترجوه فإنما تدركه بالدعاء، وقد قيل كما قال المطرف بن عبد الله: الخير كثير، جماع الخير كثير في الصلاة والزكاة والصوم وغير ذلك، ورأيت أن ذلك لا يحصل -يقول المطرف- إلا بتيسير الله تعالى وإعطائه، ولا ينال ما عنده إلا بدعائه، فجماع الخير في الدعاء. جماع الخير في الدعاء فينبغي ألا يكف الإنسان عن سؤال الله، كل شأن من شئونه، وكل أمر من أموره: هداية، وطعام، وكساء، وسائر المطلوبات، وبذلك يدرك خير الدنيا والآخرة.

اللهم أعنا على ذكرك، وشكرك، وحسن عبادتك، واستعملنا فيما تحب وترضى، أهد قلوبنا، وأغننا بفضلك عمن سواك يا ذا الجلال والإكرام، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91418 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87222 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف