×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

يقول المصنف رحمه الله تعالى : عن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة: فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى». رواه مسلم+++ حديث رقم (720)---.  

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

فهذا الحديث حديث أبي ذر رضي الله عنه في بيان شكر نعم الله عز وجل يقول النبي صلى الله عليه وسلم : «يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة»+++[صحيح مسلم (720)]--- المقصود بالسلامة صغر العظام، فالسلامة تطلق على العظم الصغير، وقيل: أصغر عظم في البعير وهو اسم لصغار العظام، وذكر صغار العظام دون كبيرها لأنه كان الشكر ومقابلة الإنعام بالصغير بالشكر فبالكبير من باب أولى.

والمقصود أن قول النبي صلى الله عليه وسلم : «يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة» أي يشرع ويندب أن يتصدق الإنسان في مقابل إنعام الرحمن عليه بسلامة أعضائه وصحة بدنه وكمال إنعام الله عليه بما أعطاه في خلقه من السلامة والصحة التي يدرك بها مقاصد ويحصل بها مطالبه.

ما على كل سلامى هو الشكر:

وقوله صلى الله عليه وسلم يصبح على كل سلامي هذا ليس على وجه الوجوب، إذ إن تلك الصدقات هي من أوجه التقرب لكن الذي يجب على وجه العموم هو شكر الله عز وجل على إنعامه، وقد نوع النبي صلى الله عليه وسلم أوجه الشكر في هذا الحديث، فذكر ما يكون من العمل اللازم وما يكون من العمل المتعدي فذكر صلى الله عليه وسلم في العمل اللازم فقال: «فكل تسبيحة صدقة» أي قول الإنسان سبحان الله أو سبحان الله وبحمده أو سبحان الله العظيم بأي صيغة كان التسبيح «وكل تحميدة صدقة» أي كل حمد لله عز وجل بأي صيغة مما يجري به على الإنسان أجرا وكل تهليلة صدقة وهذه ثلاثة أمور ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: «وكل تكبيرة صدقة» وكلها من الأذكار التي تجري على الإنسان على لسان الإنسان، وبها يشكر الله عز وجل على ما أنعم به بقلبه وبلسانه لأن هذه الأذكار تقال باللسان لكن لها معاني تتصل بالقلب، فهذا شكر الإنعام باللسان وبالقلب.

بالقلب إقرارا بنعم الله عز وجل وتعظيما له بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وباللسان بالذكر له جل في علاه ثم ذكر بعد ذلك عملين يتعديان وهما من أعمال اللسان ومن أعمال القلب ومن أعمال الجوارح أمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وهذان عملان وإن كان معناهما متقارب متلازم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون باليد ويكون باللسان ويكون بالقلب.

مجالات ومواضع الشكر:

قال النبي صلى الله عليه وسلم : «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه»+++[صحيح مسلم (49)]--- فيكون هذا الحديث جمع جميع مجالات ومواضع الشكر، فالشكر يكون بالقلب إقرارا بالنعمة وإقرارا بالإحسان وإضافة النعمة إلى الله عز وجل دون غيره، ويكون باللسان ذكرا له وعملا لطاعته وثناء عليه، ويكون بالجوارح استعمالا لهذه النعم في طاعته جل وعلا والتقرب إليه سبحانه وبحمده ثم بعد أن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم هذه الأصناف التي منها ما هو عمل لازم يتعلق بالإنسان وعمل متعدي ينفع هو به وينتفع غيره به وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكر ما يجمع للإنسان ذلك كله، فقال صلى الله عليه وسلم : "ويجزئ عن ذلك ركعتان تركعهما من الضحى" أي يصلي ركعتين من الضحى والضحى يبدأ وقته من ارتفاع الشمس قيد رمح يعني بعد أن تشرق الشمس بقريب من ثنتي عشرة دقيقة إلى الزوال وهو وقت الظهر أي قبل الزوال قبل وقت الظهر بقريب من خمس دقائق إلى سبع دقائق.

كل هذا موضع لهاتين الركعتين اللتين تجزئان أي تكفيان عن تعدد التسبيح والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقابل هذه الإنعامات التي أنعم بها على الإنسان، وقد جاء عد هذه العظام بثلاث مائة وستين وكل منها يستوجب شكرا، وجاء في أحاديث أخرى ذكر أبواب أخرى من أبواب العمل فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في شكر إنعام الله على سلامة هذه العظام وتحقيق المطلوب من إدراك ما يؤمل بصحة بدنه ويتوقى من الشر بصحة بدنه ذكر صلى الله عليه وسلم تعدل بين اثنين صدقة تعين الرجل فتحمله على دابته صدقة، أو تحمل عليها متاعه صدقة، ثم ذكر صلى الله عليه وسلم إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وكل هذا من تنويع الأبواب التي يدرك بها الإنسان الخير، والكلمة الطيبة صدقة.

تنويع أبواب الخير:

فينبغي للإنسان ألا يبخل على نفسه بتنويع أبواب الخير والصدقات، وأن يشكر نعم الله تعالى عليه والشكر ليس أن تقول الحمد لله أو أشكر الله فقط بلسانك بل الله تعالى يقول: ﴿اعملوا آل داود شكرا﴾+++[سبأ: 13]--- فالشكر يكون بالعمل كما يكون بالقول يكون بالعمل الظاهر في الجوارح من الصلاة وطاعة الله عز وجل ببدنك ومما يكون في القلب من طاعته بقلبك محبة له وتعظيما له جل في علاه.

والمقصود أن يجد الإنسان في تنويع أبواب الخير ولا يحرم نفسه، وأن يحرص على الجوامع من أعمال الخير، وفيه من الفوائد عظيم قدر الصلاة، فالصلاة تجمع كل هذه الأبواب التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم من صنوف الصدقات، فإنه قال ويجزئ عن ذلك أي يكفي عن ذلك ركعتان فالصلاة فيها عبادة قلب، وفيها عبادة قول بذكر الله عز وجل وتكبيره وتحميده وتسبيحه وعبادة بدن بالقيام والقعود والركوع والسجود كل هذا مما يجتمع في الصلاة وفيه بيان عظيم منزلتها وشريف مكانتها وأنها تجمع خيرا عظيما، كما أنها مفتاح للخيرات فمن صلى نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر، ومن صلى فتحت له أبواب البر والطاعة والإحسان.

أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يستعملنا فيما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المشاهدات:6561

يقول المصنف ـ رحمه الله تعالى ـ: عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ أنَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قَالَ: «يُصْبحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقةٌ: فَكُلُّ تَسبيحَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَحمِيدَةٍ صَدَقَة، وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ تَكبيرَةٍ صَدَقَةٌ، وَأَمْرٌ بِالمَعرُوفِ صَدَقةٌ، ونَهيٌ عَنِ المُنْكَرِ صَدَقةٌ، وَيُجزِىءُ مِنْ ذلِكَ رَكْعَتَانِ يَركَعُهُما مِنَ الضُّحَى». رواه مسلم حديث رقم (720).  

الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على البشير النذير نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد..

فهذا الحديث حديث أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ في بيان شكر نعم الله ـ عز وجل ـ يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «يُصْبحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقةٌ»[صحيح مسلم (720)] المقصود بالسلامة صغر العظام، فالسلامة تطلق على العظم الصغير، وقيل: أصغر عظم في البعير وهو اسم لصغار العظام، وذكر صغار العظام دون كبيرها لأنه كان الشكر ومقابلة الإنعام بالصغير بالشكر فبالكبير من باب أولى.

والمقصود أن قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة» أي يشرع ويندب أن يتصدق الإنسان في مقابل إنعام الرحمن عليه بسلامة أعضائه وصحة بدنه وكمال إنعام الله عليه بما أعطاه في خلقه من السلامة والصحة التي يدرك بها مقاصد ويحصل بها مطالبه.

ما على كل سلامى هو الشكر:

وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصبح على كل سلامي هذا ليس على وجه الوجوب، إذ إن تلك الصدقات هي من أوجه التقرب لكن الذي يجب على وجه العموم هو شكر الله ـ عز وجل ـ على إنعامه، وقد نوع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أوجه الشكر في هذا الحديث، فذكر ما يكون من العمل اللازم وما يكون من العمل المتعدي فذكر ـ صلى الله عليه وسلم ـ في العمل اللازم فقال: «فكل تسبيحة صدقة» أي قول الإنسان سبحان الله أو سبحان الله وبحمده أو سبحان الله العظيم بأي صيغة كان التسبيح «وكل تحميدة صدقة» أي كل حمد لله ـ عز وجل ـ بأي صيغة مما يجري به على الإنسان أجرًا وكل تهليلة صدقة وهذه ثلاثة أمور ذكرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثم قال: «وكل تكبيرة صدقة» وكلها من الأذكار التي تجري على الإنسان على لسان الإنسان، وبها يشكر الله ـ عز وجل ـ على ما أنعم به بقلبه وبلسانه لأن هذه الأذكار تقال باللسان لكن لها معاني تتصل بالقلب، فهذا شكر الإنعام باللسان وبالقلب.

بالقلب إقرارًا بنعم الله ـ عز وجل ـ وتعظيمًا له بالتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل، وباللسان بالذكر له جل في علاه ثم ذكر بعد ذلك عملين يتعديان وهما من أعمال اللسان ومن أعمال القلب ومن أعمال الجوارح أمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة وهذان عملان وإن كان معناهما متقارب متلازم، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يكون باليد ويكون باللسان ويكون بالقلب.

مجالات ومواضع الشكر:

قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَن رَأَى مِنكُم مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بيَدِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسانِهِ، فإنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ»[صحيح مسلم (49)] فيكون هذا الحديث جمع جميع مجالات ومواضع الشكر، فالشكر يكون بالقلب إقرارًا بالنعمة وإقرارًا بالإحسان وإضافة النعمة إلى الله ـ عز وجل ـ دون غيره، ويكون باللسان ذكرًا له وعملًا لطاعته وثناء عليه، ويكون بالجوارح استعمالًا لهذه النعم في طاعته ـ جل وعلا ـ والتقرب إليه ـ سبحانه وبحمده ـ ثم بعد أن ذكر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ هذه الأصناف التي منها ما هو عمل لازم يتعلق بالإنسان وعمل متعدي ينفع هو به وينتفع غيره به وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ذكر ما يجمع للإنسان ذلك كله، فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "ويجزئ عن ذلك ركعتان تركعهما من الضحى" أي يصلي ركعتين من الضحى والضحى يبدأ وقته من ارتفاع الشمس قيد رمح يعني بعد أن تشرق الشمس بقريب من ثنتي عشرة دقيقة إلى الزوال وهو وقت الظهر أي قبل الزوال قبل وقت الظهر بقريب من خمس دقائق إلى سبع دقائق.

كل هذا موضع لهاتين الركعتين اللتين تجزئان أي تكفيان عن تعدد التسبيح والتكبير والتحميد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقابل هذه الإنعامات التي أنعم بها على الإنسان، وقد جاء عد هذه العظام بثلاث مائة وستين وكل منها يستوجب شكرًا، وجاء في أحاديث أخرى ذكر أبواب أخرى من أبواب العمل فقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في شكر إنعام الله على سلامة هذه العظام وتحقيق المطلوب من إدراك ما يؤمل بصحة بدنه ويتوقى من الشر بصحة بدنه ذكر ـ صلى الله عليه وسلم ـ تعدل بين اثنين صدقة تعين الرجل فتحمله على دابته صدقة، أو تحمل عليها متاعه صدقة، ثم ذكر ـ صلى الله عليه وسلم ـ إماطة الأذى عن الطريق صدقة، وكل هذا من تنويع الأبواب التي يدرك بها الإنسان الخير، والكلمة الطيبة صدقة.

تنويع أبواب الخير:

فينبغي للإنسان ألا يبخل على نفسه بتنويع أبواب الخير والصدقات، وأن يشكر نعم الله تعالى عليه والشكر ليس أن تقول الحمد لله أو أشكر الله فقط بلسانك بل الله ـ تعالى ـ يقول: ﴿اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا[سبأ: 13] فالشكر يكون بالعمل كما يكون بالقول يكون بالعمل الظاهر في الجوارح من الصلاة وطاعة الله ـ عز وجل ـ ببدنك ومما يكون في القلب من طاعته بقلبك محبة له وتعظيمًا له جل في علاه.

والمقصود أن يجد الإنسان في تنويع أبواب الخير ولا يحرم نفسه، وأن يحرص على الجوامع من أعمال الخير، وفيه من الفوائد عظيم قدر الصلاة، فالصلاة تجمع كل هذه الأبواب التي ذكرها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من صنوف الصدقات، فإنه قال ويجزئ عن ذلك أي يكفي عن ذلك ركعتان فالصلاة فيها عبادة قلب، وفيها عبادة قول بذكر الله ـ عز وجل ـ وتكبيره وتحميده وتسبيحه وعبادة بدن بالقيام والقعود والركوع والسجود كل هذا مما يجتمع في الصلاة وفيه بيان عظيم منزلتها وشريف مكانتها وأنها تجمع خيرًا عظيمًا، كما أنها مفتاح للخيرات فمن صلى نهته صلاته عن الفحشاء والمنكر، ومن صلى فتحت له أبواب البر والطاعة والإحسان.

أسال الله العظيم رب العرش الكريم أن يرزقنا ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يستعملنا فيما يحب ويرضى، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91487 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87236 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف