×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

مرئيات المصلح / برامج المصلح / استفهامات قرآنية / الحلقة (20)حول قول الله تعالى:{قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا}

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

المشاهدات:1371

المقدم: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على قائد الغر المحجلين وعلى آله وصحبه أجمعين

 مستمعينا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلا وسهلا ومرحبا بكم إلى برنامجكم اليومي "استفهامات قرآنية"

 في مطلع هذا اللقاء المبارك مستمعينا الكرام! يسرنا أن نرحب بضيفه صاحب الفضيلة الشيخ الدكتور خالد ابن عبد الله المصلح، الأستاذ بكلية الشريعة بجامعة القصيم، أهلا وسهلًا ومرحبًا بكم شيخنا الكريم.

الشيخ: حياكم الله مرحبا بك، وأهلا وسهلا بالإخوة والأخوات المستمعين والمستمعات.

المقدم: حياكم الله شيخنا الكريم، استفهامنا القرآني ورد في هذه الآية الكريمة في سورة طه، قال الله –عز وجل- ﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا[طه: 125]

 شيخنا الكريم! لو تحدثنا -أحسن الله إليكم- عن أداة الاستفهام المستخدمة في هذه الآية الكريمة؟

الشيخ: الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد.

فهذه الآية الكريمة يقول الله تعالى فيها: ﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى[طه: 125]، فأداة الاستفهام المستعملة هي (ما) الاستفهامية، وقد حُذفت ألفها لسبقها بحرف الجر، وذلك تخفيفًا، وهذه هي القاعدة في ألف أدوات الاستفهام إذا سبقت بحرف جر أن يحذف الألف تخفيفًا.

المقدم: ما يتعلق -أحسن الله إليكم- بالغرض من الاستفهام؟

الشيخ: هذه الآية الكريمة يقول الله تعالى فيها حاكيًا عما يكون من بعض الناس يوم القيامة، قال تعالى: ﴿قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى[طه: 125]، وغرض الاستفهام وغايته السؤال عن السبب الذي استحق به الحشر على هذه الصفة، إما لأنه جهل ذلك، أو لأنه ظن أنه لا ذنب له يستحق هذا الحشر وهذا النوع من الوفادة على رب العالمين.

ولذلك قال جماعة من أهل العلم: إن الاستفهام هنا استنكار، أي: استفهام إنكاري؛ لأن المستفهم يرى أنه ليس له ذنب يستحق به هذا العمى، أو أنه جهل موجب ذلك؛ فالاستفهام إنكاري كما قال ذلك جماعة من أهل العلم، والدليل على ذلك أنه قال: ﴿وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا[طه: 125]، فما الذي حول حالي من الإبصار إلى العمى.

المقدم: أحسن الله إليكم شيخنا الكريم، نريد أن نتحدث ونتأمل معكم -أحسن الله إليكم- هذا السياق القرآني الكريم الذي ورد فيه هذا الاستفهام.

الشيخ: يقول الله تعالى في محكم كتابه فيما قص من شأن آدم وإبليس، قال: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى[طه: 123]، فذكر الله تعالى إهباط هذين المخلوقين آدم وإبليس بعدما جرى من امتناعه من السجود، قال: ﴿قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا[طه: 123]، الله تعالى يقول مخاطبًا آدم وحواء: ﴿فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى[طه: 123]، ثم ذكر القسم الثاني من أحوال الناس في مقابلة الهدى.

القسم الأول: الاتباع والانقياد، وهذا قد ضمن له الله تعالى السلامة من الشقاء والسلامة من الضياع، فلا يضل ولا يشقى.

وأما القسم الثاني: فهم المعرضون عن هذا الهدى الذي يتفضل الله تعالى به على عباده من طريق رسله، قال: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي[طه: 124]، والإعراض عن ذكر الله –عز وجل-يشمل عدم الاعتناء به بعد وصوله وبلوغه، وعدم الاهتمام بذلك، يشمل المعارضة له لتركه والإعراض عنه، وذكره -جل في علاه- المذكور في هذه الآية: هداه الذي أرسل به رسله جل في علاه، والدليل على ذلك أنه قد ذكر في قسيم ذلك الهدى، فذِكْرُه هو، الهدى الذي من اتبعه فلا يضل ولا يشقى.

وقد ذكر الله تعالى عقوبة ذلك لقوله -جل في علاه-: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا[طه: 124]، أي: عيشة ضيقة، وقد اختلف العلماء في هذه العيشة أين تكون؟ هل هي في الدنيا بما يجده من قلق وضيق وعدم سكن وحيرة وضلال وفقدان الرحمة والسكينة؟ أم أنه ما يكون في القبر من اختلاف أضلاعه بانضمام القبر عليه؟ أو بالظلمة التي تكون له بسبب إعراضه عن الله –عز وجل-مما يكون من عذاب القبر؟ أو ما يكون في الآخرة من المعيشة الضنك التي تؤول إليها في جهنم أجارنا الله تعالى وإياكم.

والذي يظهر أن الآية تشمل ذلك كله، فإنه قد قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ* وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ[الانفطار: 13-14]، والجحيم الذي توعدهم به على مراتب في الدنيا، وكذلك في البرزخ، وكذلك في الآخرة، وهو الجحيم المتبادر عند الإطلاق، لكن في الدنيا ينالون حرارة قلوبهم وعدم سكنهم ما هو نموذج لما يكون في الآخرة من العذاب الأليم، أجارنا الله تعالى وإياكم منه!

وقوله تعالى: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا[طه: 124]، أضاف إليه ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى[طه: 124]، مما جعل جماعة من المفسرين يقولون: إن المراد بالمعيشة الضنك ما يكون في الدنيا، وما يكون في القبر، والدليل قال: ﴿وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى[طه: 124].

والذي يظهر -والله تعالى أعلم- أن الحشر المذكور في الآية هو مرحلة من مراحل الآخر، فإن الحشر في الآخرة على نوعين؛ حشر يجمع الله تعالى به الأولين والآخرين، ويكون الناس فيه على بصيرة، ويرون به ما قدموا من أعمال، فلا يكونون بذلك على عمى، بل إنهم على إبصار يبصرون ما قدموا من الأعمال وما اكتسبته أيديهم.

فهذا الحشر هو المذكور في قوله –جل وعلا-: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ[الصافات: 22-23]، وهذا يشمل الحشر الابتدائي والحشر النهائي؛ لأن الحشر حشرين، فالحشر في القرآن تارة يطلق ويراد به الموقف يوم القيامة،  كقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: «إنَّكم مَحشورونَ حُفاةً عُراةً غُرْلًا»[صحيح البخاري(3349)، ومسلم(2860)]، وكما قال الله تعالى: ﴿وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ[التكوير: 5]، وكما قال تعالى: ﴿وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا[الكهف: 47].

والنوع الثاني من الحشر، الحشر الذي يساقون به إلى مآلهم ومصيرهم، يتميز الناس إلى فريقين؛ فريق في الجنة، وفريق في السعير، فيحشر المتقون إلى الرحمن وفدا، اللهم اجعلنا منهم!

 ويحشر المجرمون إلى جهنم وِردًا، كما قال تعالى: ﴿احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ * مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ[الصافات: 22-23].

إذًا الحشر حشران في أيهما يكون الإنسان على هذا النحو الذي ذكر الله تعالى ﴿لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى[طه: 125] هو في الحشر الثاني.

وأما الحشر الأول فإنهم يكونون على إبصار تام ﴿أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ[مريم: 38]، ويرون ما قدمت أعمالهم، وعندما ينقضي الحساب ويعاينون النار ويعاينون العمل على حق وحقيقة، يكونون كما قال الله تعالى في وصفهم يحشرون عميا وصما، المقصود أن هذا الحشر هو حشرهم إلى النار، ويكونون فيه عمي عن الإبصار، وعمي عن البصيرة بعد إدراك حقيقة ما آلت إليه أعمالهم، أجارنا الله تعالى وإياكم من عمى البصر والبصيرة، ومما ينبغي أن يعتنى به في دلالة هذه الآية أن الجزاء من جنس العمل، فمن عمي عن الهدى في الدنيا عمي عن مواقع النجاة في الآخرة، ومن أبصر أبصر.

 فنسأل الله البصر والبصيرة، وأن يهدينا إلى الصراط المستقيم، وأن يجرينا وإياكم من أعمال أهل الجحيم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

المقدم: شكر الله شيخنا الكريم خالد المصلح الأستاذ بقسم الفقه بكلية الشريعة بجامعة القصيم، الشكر موصول كذلك لكم أنتم مستمعينا الكرام على حسن الإنصات وكريم المتابعة، ولزميلي مسجل هذا اللقاء عثمان بن عبد الكريم الجويبر، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91595 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87274 )

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف