×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

نموذج طلب الفتوى

لم تنقل الارقام بشكل صحيح
مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

(سورة الرعد) قوله تعالى :{ إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ...} . هذه الآية الكريمة فيها التصريح بأن لكل قوم هاديا . وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن بعض الأقوام لم يكن لهم هاد ، سواء فسرنا الهدى بمعناه الخاص أو بمعناه العام . فمن الآيات الدالة على أن بعض الناس لم يكن لهم هاد بالمعنى الخاص ؛ قوله تعالى :{ وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك } فهؤلاء المضلون لم يهديهم هاد الهدى الخاص ، الذي هو التوفيق لما يرضي الله . ونظيرها قوله :{ ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } ، وقوله :{ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } وقوله :{ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين } إلى غير ذلك من الآيات . ومن الآيات الدالة على أن بعض الأقوام لم يكن لهم هاد بالمعنى العام ، الذي هو إبانة الطريق ، قوله تعالى :{ {لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم (6) سورة يس } بناء على التحقيق من أن " ما " نافية لا موصولة ، وقوله تعالى :{ يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل..} الآية . فالذين ماتوا في هذه الفترة ، لم يكن لهم هاد بالمعنى الأعم أيضا . والجواب عن هذا من أربعة أوجه . الأول : أن معنى قوله : { ولكل قوم هاد } أي داع يدعوهم ويرشدهم ، إما إلى خير الأنبياء ، وإما إلى شر كالشياطين . أي وأنت يا رسول الله منذر هاد إلى كل خير . وهذا القول مروي عن ابن عباس ، من طريق علي بن أبي طلحة ، وقد جاء في القرآن استعمال الهدى في الإرشاد إلى الشر أيضا ، كقوله تعالى :{كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير } وقوله تعالى :{فاهدوهم إلى صراط الجحيم} ، وقوله تعالى :{ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم} كما جاء في القرآن أيضا إطلاق الإمام على الداعي إلى الشر ، في قوله :{وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار .. } الآية . الثاني : أن معنى الآية : أنت يامحمد - صلى الله عليه وسلم - منذر ، وأنا هادي كل قوم ويروى هذا عن ابن عباس من طريق العوفي ، وعن محمد وسعيد بن جبير والضحاك وغير واحد . قاله ابن كثير . وعلى هذا القول ، فقوله :{ ولكل قوم هاد }، يعني به نفسه جل وعلا . ونظيره في القرآن قوله تعالى :{ ولا ينبئك مثل خبير } يعني نفسه ، كما قاله قتادة . ونظيره من كلام العرب قول قتادة بن سلمة الحنفي : ولئن بقيت لأرحلن بغزوة تحوي الغنائم أو يموت كريم يعني : نفسه . وسيأتي تحرير هذا المبحث إن شاء الله في سورة القارعة . وتحرير المعنى على هذا القول : أنت يا محمد منذر ، وأنا هادي كل قوم سبقت لهم السعادة والهدى في علمي ؛ لدلالة آيات كثيرة على أنه يتعالى هدى قوما وأضل آخرين ، على وفق ما سبق به العلم الأزلي ، كقوله تعالى :{ إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل } . الثالث : أن معنى : {ولكل قوم هاد} أي : قائد ، والقائد : الإمام والإمام : العمل . قاله أبو العالية ، كما نقله عنه ابن كثير . وعلى هذا القول ، فالمعنى : ولكل قوم عمل يهديهم إلى ما هم صائرون إليه من خير وشر . ويدل لمعنى هذا الوجه قوله تعالى :{هنالك تتلو كل نفس ما أسلفت} على قراءة من قرأها بتاءين مثناتين ، بمعنى : تتبع كل نفس ما أسلف من خير وشر . وأما على القول بأن معنى : " تتلو" : تقرأ في كتاب عملها ما قدمت من خير وشر ، فلا دليل في الآية . ويدل له أيضا حديث : " لتتبع كل أمة ما كانت تعبد . فيتبع من كان يعبد الشمس : الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت : الطواغيت" الحديث . الرابع : وبه قال مجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد : أن المراد بالقوم الأمة ، والمراد بالهادي النبي . فيكون معنى قوله :{ ولكل قوم هاد} أي : ولكل أمة نبي ، كقوله تعالى :{ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } وقوله :{ولكل أمة رسول } . وكثيرا ما يطلق في القرآن اسم القوم على الأمة ، كقوله :{ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه } ، ونحو ذلك . وعلى هذا القول ، فالمراد بالقوم في قوله :{ولكل قوم هاد} أعم من مطلق ما يصدق عليه اسم القوم لغة . ومما يوضح ذلك : حديث معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه في السنن والمسانيد :"" أنتم توفون سبعين أمة" الحديث . ومعلوم أن ما يطلق عليه اسم القوم لغة ، أكثر من سبعين بأضعاف وحاصل هذا الوجه الرابع أن الآية كقوله : { وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } وقوله :{ ولكل أمة رسول } وهذا لا إشكال فيه ، لحصر الأمم في سبعين ،كما بين في الحديث . فآباء القوم الذين لم ينذروا مثلا ، المذكورون في قوله :{لتنذر قوما ما أنذر آباؤءهم} ليسوا أمة مستقلة ، حتى يرد الإشكال في عدم إنذارهم ، مع قوله :{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} بل هم بعض أمة . وقوله تعالى :{ ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } لا يشكل عليه قوله تعالى :{ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا} لأن المعنى : أرسلنا إلى جميع القرى ، بل إلى الأسود والأحمر ، رسولا واحدا ، هو محمد - صلى الله عليه وسلم - مع أنا لو شئنا أرسلنا إلى كل قرية بانفرادها رسولا ، ولكن لم نفعل ذلك ، ليكون الإرسال إلى الناس كلهم فيه الإظهار لفضله - صلى الله عليه وسلم - على غيره من الرسل ، بإعطائه ما لم يعطه أحد قبله من الرسل، عليه وعليهم الصلاة والسلام . كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح : من أن عموم رسالته إلى الأسود والأحمر ؛ مما خصه الله به دون غيره من الرسل . وأقرب الأوجه المذكورة عندنا ، هو ما يدل عليه القرآن العظيم ، وهو الوجه الرابع ، وهو أن معنى الآية { ولكل قوم هاد } أي : لكل أمة نبي ، فلست يانبي الله بدعا من الرسل . ووجه دلالة القرآن على هذا : كثرة إتيان مثله في الآيات ، كقوله :{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} ، وقوله :{ولكل أمة رسول} وقوله :{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} . وعليه ، فالحكمة في الإخبار بأن لكل أمة نبيا ، أن المشركين عجبوا من إرساله - صلى الله عليه وسلم - ، كما بينه تعالى بقوله :{أكان الناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس} وقوله {بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم} ، وقوله :{وما منع الناس أن يؤمنوا إذا جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا} فأخبرهم أن إنذاره لهم ليس بعجب ولا غريب ، لأن لكل أمة منذرا . فالآية كقوله:{قل ما كنت بدعا من الرسل} ، وقوله : {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} والعلم عند الله تعالى . قوله تعالى :{ والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك } . الآية هذه الآية الكريمة تدل بظاهرها على إيمان أهل الكتاب ، لأن الفرح بما أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - دليل الإيمان . ونظيره قوله تعالى{ الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } ، وقوله { قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله } الآية . وقد جاءت آيات تدل على خلاف ذلك ، كقوله :{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين } إلى أن قال :{ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين } وبين في موضع آخر أن الكافرين من أهل الكتاب أكثر ، وهو قوله :{ {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون (110) سورة آل عمران } . والجواب : أن الآية من العام المخصوص ، فهي في خصوص المؤمنين من أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام ومن أسلم من اليهود ، وكالثمانين الذين أسلموا من النصارى المشهورين ، كما قاله الماوردي وغيره ، وهو ظاهر ويدل عليه التبعيض في قوله تعالى :{ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله..} الآية .

المشاهدات:5382

(سورة الرعد)

قوله تعالى :{ إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ...} .
هذه الآية الكريمة فيها التصريح بأن لكل قوم هاديا . وقد جاء في آيات أخر ما يدل على أن بعض الأقوام لم يكن لهم هاد ، سواء فسرنا الهدى بمعناه الخاص أو بمعناه العام .
فمن الآيات الدالة على أن بعض الناس لم يكن لهم هاد بالمعنى الخاص ؛ قوله تعالى :{ وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك } فهؤلاء المضلون لم يهديهم هاد الهدى الخاص ، الذي هو التوفيق لما يرضي الله . ونظيرها قوله :{ ولكن أكثر الناس لا يؤمنون } ، وقوله :{ وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين } وقوله :{ إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين } إلى غير ذلك من الآيات .
ومن الآيات الدالة على أن بعض الأقوام لم يكن لهم هاد بالمعنى العام ، الذي هو إبانة الطريق ، قوله تعالى :{ {لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم (6) سورة يس } بناء على التحقيق من أن " ما " نافية لا موصولة ، وقوله تعالى :{ يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل..} الآية .
فالذين ماتوا في هذه الفترة ، لم يكن لهم هاد بالمعنى الأعم أيضا .
والجواب عن هذا من أربعة أوجه .
الأول : أن معنى قوله : { ولكل قوم هاد } أي داع يدعوهم ويرشدهم ، إما إلى خير الأنبياء ، وإما إلى شر كالشياطين . أي وأنت يا رسول الله منذر هاد إلى كل خير . وهذا القول مروي عن ابن عباس ، من طريق علي بن أبي طلحة ، وقد جاء في القرآن استعمال الهدى في الإرشاد إلى الشر أيضا ، كقوله تعالى :{كتب عليه أنه من تولاه فأنه يضله ويهديه إلى عذاب السعير } وقوله تعالى :{فاهدوهم إلى صراط الجحيم} ، وقوله تعالى :{ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم} كما جاء في القرآن أيضا إطلاق الإمام على الداعي إلى الشر ، في قوله :{وجعلناهم أئمة يدعون إلى النار .. } الآية .
الثاني : أن معنى الآية : أنت يامحمد - صلى الله عليه وسلم - منذر ، وأنا هادي كل قوم ويروى هذا عن ابن عباس من طريق العوفي ، وعن محمد وسعيد بن جبير والضحاك وغير واحد . قاله ابن كثير .
وعلى هذا القول ، فقوله :{ ولكل قوم هاد }، يعني به نفسه جل وعلا . ونظيره في القرآن قوله تعالى :{ ولا ينبئك مثل خبير } يعني نفسه ، كما قاله قتادة . ونظيره من كلام العرب قول قتادة بن سلمة الحنفي :
ولئن بقيت لأرحلن بغزوة تحوي الغنائم أو يموت كريم
يعني : نفسه .
وسيأتي تحرير هذا المبحث إن شاء الله في سورة القارعة . وتحرير المعنى على هذا القول : أنت يا محمد منذر ، وأنا هادي كل قوم سبقت لهم السعادة والهدى في علمي ؛ لدلالة آيات كثيرة على أنه يتعالى هدى قوما وأضل آخرين ، على وفق ما سبق به العلم الأزلي ، كقوله تعالى :{ إن تحرص على هداهم فإن الله لا يهدي من يضل } .
الثالث : أن معنى : {ولكل قوم هاد} أي : قائد ، والقائد : الإمام والإمام : العمل . قاله أبو العالية ، كما نقله عنه ابن كثير .
وعلى هذا القول ، فالمعنى : ولكل قوم عمل يهديهم إلى ما هم صائرون إليه من خير وشر . ويدل لمعنى هذا الوجه قوله تعالى :{هنالك تتلو كل نفس ما أسلفت} على قراءة من قرأها بتاءين مثناتين ، بمعنى : تتبع كل نفس ما أسلف من خير وشر .
وأما على القول بأن معنى : " تتلو" : تقرأ في كتاب عملها ما قدمت من خير وشر ، فلا دليل في الآية . ويدل له أيضا حديث : " لتتبع كل أمة ما كانت تعبد . فيتبع من كان يعبد الشمس : الشمس ، ويتبع من كان يعبد القمر القمر ، ويتبع من كان يعبد الطواغيت : الطواغيت" الحديث .
الرابع : وبه قال مجاهد وقتادة وعبد الرحمن بن زيد ـ : أن المراد بالقوم الأمة ، والمراد بالهادي النبي . فيكون معنى قوله :{ ولكل قوم هاد} أي : ولكل أمة نبي ، كقوله تعالى :{ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } وقوله :{ولكل أمة رسول } .
وكثيرا ما يطلق في القرآن اسم القوم على الأمة ، كقوله :{ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه } ، ونحو ذلك .
وعلى هذا القول ، فالمراد بالقوم في قوله :{ولكل قوم هاد} أعم من مطلق ما يصدق عليه اسم القوم لغة . ومما يوضح ذلك : حديث معاوية بن حيدة القشيري رضي الله عنه في السنن والمسانيد :"" أنتم توفون سبعين أمة" الحديث .
ومعلوم أن ما يطلق عليه اسم القوم لغة ، أكثر من سبعين بأضعاف وحاصل هذا الوجه الرابع أن الآية كقوله : { وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } وقوله :{ ولكل أمة رسول } وهذا لا إشكال فيه ، لحصر الأمم في سبعين ،كما بين في الحديث . فآباء القوم الذين لم ينذروا مثلا ، المذكورون في قوله :{لتنذر قوما ما أنذر آباؤءهم} ليسوا أمة مستقلة ، حتى يرد الإشكال في عدم إنذارهم ، مع قوله :{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} بل هم بعض أمة .
وقوله تعالى :{ ونذيرا وإن من أمة إلا خلا فيها نذير } لا يشكل عليه قوله تعالى :{ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا} لأن المعنى : أرسلنا إلى جميع القرى ، بل إلى الأسود والأحمر ، رسولا واحدا ، هو محمد - صلى الله عليه وسلم - مع أنا لو شئنا أرسلنا إلى كل قرية بانفرادها رسولا ، ولكن لم نفعل ذلك ، ليكون الإرسال إلى الناس كلهم فيه الإظهار لفضله - صلى الله عليه وسلم - على غيره من الرسل ، بإعطائه ما لم يعطه أحد قبله من الرسل، عليه وعليهم الصلاة والسلام .
كما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - في الصحيح : من أن عموم رسالته إلى الأسود والأحمر ؛ مما خصه الله به دون غيره من الرسل .
وأقرب الأوجه المذكورة عندنا ، هو ما يدل عليه القرآن العظيم ، وهو الوجه الرابع ، وهو أن معنى الآية { ولكل قوم هاد } أي : لكل أمة نبي ، فلست يانبي الله بدعا من الرسل .
ووجه دلالة القرآن على هذا : كثرة إتيان مثله في الآيات ، كقوله :{ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} ، وقوله :{ولكل أمة رسول} وقوله :{وإن من أمة إلا خلا فيها نذير} .
وعليه ، فالحكمة في الإخبار بأن لكل أمة نبيا ، أن المشركين عجبوا من إرساله - صلى الله عليه وسلم - ، كما بينه تعالى بقوله :{أكان الناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس} وقوله {بل عجبوا أن جاءهم منذر منهم} ، وقوله :{وما منع الناس أن يؤمنوا إذا جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا} فأخبرهم أن إنذاره لهم ليس بعجب ولا غريب ، لأن لكل أمة منذرا . فالآية كقوله:{قل ما كنت بدعا من الرسل} ، وقوله : {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده} والعلم عند الله تعالى .


قوله تعالى :{ والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك } . الآية
هذه الآية الكريمة تدل بظاهرها على إيمان أهل الكتاب ، لأن الفرح بما أنزل على النبي - صلى الله عليه وسلم - دليل الإيمان .
ونظيره قوله تعالى{ الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته } ، وقوله { قل آمنوا به أو لا تؤمنوا إن الذين أوتوا العلم من قبله } الآية . وقد جاءت آيات تدل على خلاف ذلك ، كقوله :{لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين } إلى أن قال :{ لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين } وبين في موضع آخر أن الكافرين من أهل الكتاب أكثر ، وهو قوله :{ {كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم منهم المؤمنون وأكثرهم الفاسقون (110) سورة آل عمران } .
والجواب : أن الآية من العام المخصوص ، فهي في خصوص المؤمنين من أهل الكتاب ، كعبد الله بن سلام ومن أسلم من اليهود ، وكالثمانين الذين أسلموا من النصارى المشهورين ، كما قاله الماوردي وغيره ، وهو ظاهر ويدل عليه التبعيض في قوله تعالى :{ وإن من أهل الكتاب لمن يؤمن بالله..} الآية .

الاكثر مشاهدة

3. لبس الحذاء أثناء العمرة ( عدد المشاهدات91751 )
6. كيف تعرف نتيجة الاستخارة؟ ( عدد المشاهدات87323 )

مواد تم زيارتها

التعليقات


×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف