×
العربية english francais русский Deutsch فارسى اندونيسي اردو

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.

وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.

ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر

على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004

من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا 

بارك الله فيكم

إدارة موقع أ.د خالد المصلح

/ / ما هو القدر؟ وما علاقته بدخول الجنة والنار؟

مشاركة هذه الفقرة WhatsApp Messenger LinkedIn Facebook Twitter Pinterest AddThis

ما هو القدر؟ وما علاقته بدخول الجنة والنار؟

المشاهدات:4085

السؤال

ما هو القدر؟ وما علاقته بدخول الجنة والنار؟

الجواب

الحمد لله، وصلى الله وسلم وبارك على رسول الله، وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
فإجابة على سؤالك نقول وبالله تعالى التوفيق: أولاً: اعلم بارك الله فيك أن الله تعالى عَدلٌ لا يظلم أحداً، قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (44)} [يونس: 44]، وقال تعالى: {وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ (46)} [فصلت: 46]، وقال تعالى {وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ} [هود: 101]، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء: 40]، والآيات في هذا كثيرة، ومن السنة ما رواه أبو ذرٍّ رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِّه عز وجل: «يا عبادي إنِّي حرَّمتُ الظلم على نفسي وجعلتُه بينكُم مُحرَّماً فلا تظَّالموا».
ثانياً: إنَّ الله سبحانه خلق الخلق جميعهم، وعلم ما هم عاملون، يعلم سبحانه أهل الجنة وأهل النار، وكلٌّ مُيسَّرٌ لما خُلق له، فما من شيء في الكون إلا وهو مسبوقٌ بعلم الباري سبحانه، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كتب الله مقاديرَ الخلائق قبلَ أن يخلُقَ السَّمواتِ والأرضَ بخمسين ألف سنة وعرشه على الماء».
ثالثاً: اعلم -بارك الله فيك- أنَّ إرادة الله سبحانه نوعان: إرادة كونية قدرية خَلْقِية، وهي لا تتعلق بالمحبة؛ منها قوله تعالى على لسان نوح: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (34)} [هود: 34]، فالإرادة هنا بمعنى التقدير الكوني الذي لا علاقة له بالمحبة؛ لأن الله تعالى لا يحب الكفر والشرك، قال تعالى: {وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ} [الزُّمر: 7].
النوع الثاني: الإرادة الشرعية، وهذه مستلزمة للمحبة، وهي ما أمر الله به عباده، ومنه قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].
رابعاً: اعلم -حفظك الله- أنه لا يدخل أحد الجنة إلا بفضل الله تعالى ورحمته، قال صلى الله عليه وسلم: «لن يُدخِل أحداً عملُه الجنَّة». قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: «لا ولا أنا إلا أن يتغمَّدني الله بفضل ورحمة» رواه الشيخان، وأنه لا يدخل أحدٌ النارَ إلا بعدل الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ} [النساء: 40] فكلُّ من يدخلها يدخلها وهو مستحِقٌّ لها لا يرى أنه قد ظُلِم، فالخلق يتقلَّبون في أقدار الله تعالى، بين فضله وعدله، فلا أحد أحبَّ إليه العذرُ من الله تعالى، ولذلك ما من قرية إلا خلا فيها نذير.
خامساً : اعلم -بارك الله فيك- أنَّ الله تعالى خلق الخلق لعبادته {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56)} [الذاريات: 56]، وأمرهم بذلك فقال: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: 23] سبحانه وتعالى، وهو سبحانه يهدي من يشاء تفضُّلاً ومنَّاً، ويخذل من يشاء ويبتلي عدلاً، فإنَّه سبحانه لما أمرهم وبيَّنَ لهم أعان بعضَ خلقه على سلوك السبيل وخذل بعضهم، وخلَّى بينهم وبين أنفسهم، فضلُّوا وزاغوا، قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 5]، فالنُّصح والبيان لهم بالعبادة لا يلزم منه أن يُعينهم على ذلك، فأنت -ولله المثل الأعلى- تَدلُّ غيرك على طريقٍ ما وتنصحه بسلوكه، ولكن لا تُعينه على سلوكه، ولا يعُدُّ ذلك عيباً فيك ولا نقصاً في نصحك، بل أنت محسن بالبيان والنُّصح، والله تعالى بيَّن لعباده السَّبيل ودعاهم إليه، ووعدهم الجنَّة على سلوكه، فمن سلكه فاز ومن تركه خاب.
سادساً: إنَّ إطلاق التفكير أو اللِّسان في باب القدر مزلَّة مهلكة، قال الإمام الطحاوي رحمة الله : "وأصلُ القدر سرُّ الله تعالى في خلقه، لم يطَّلع على ذلك ملك مقرَّب ولا نبيٌّ مرسل، والتَّعمُّق في النَّظر في ذلك ذريعةُ الخذلان وسُلَّم الحرمان ودرجة الطغيان، فالحذرَ كل الحذر من ذلك نظراً وفكراً ووسوسة، فإنَّ الله طوى علم القدر عن الأنام، ونهاهم عن مرامه، كما قال تعالى في كتابه: {لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (23)} [الأنبياء: 23]، فمن سأل: لِمَ فعل؟ فقد ردَّ حكمَ الكتاب، ومن ردَّ حكم الكتاب كان من الكافرين"، وقال أيضاً رحمه الله: "فويلٌ لمن صار للهِ تعالى في القدر خصيماً، وأحضر للنَّظر فيه قلباً سقيماً لقد التمس بوهمه في فحص الغيب سرًّا كتيماً، وعاد بما قال فيه أفاكاً أثيماً.


الاكثر مشاهدة

2. جماع الزوجة في الحمام ( عدد المشاهدات45806 )
6. الزواج من متحول جنسيًّا ( عدد المشاهدات32053 )
7. مداعبة أرداف الزوجة ( عدد المشاهدات31933 )
10. حكم استعمال الفكس للصائم ( عدد المشاهدات22441 )
11. ما الفرق بين محرَّم ولا يجوز؟ ( عدد المشاهدات22415 )
12. حكم قراءة مواضيع جنسية ( عدد المشاهدات22414 )
15. وقت قراءة سورة الكهف ( عدد المشاهدات16739 )

مواد تم زيارتها

التعليقات

×

هل ترغب فعلا بحذف المواد التي تمت زيارتها ؟؟

نعم؛ حذف