مَا قَولُكُمْ فِي كَلَامِ الدُّكْتُورِ وَهْبَةَ الزُّحَيْلِيّ فِي الإِجْماَعِ أَنَّه لَا يَنْعَقِدُ بِأَهْلِ السُّنَّةِ دُونَ مُجْتَهِدِي الشِّيْعَةِ، وَذَلِكَ فِي ص 44 مِنْ كِتَابِهِ أُصُولُ الفِقْهِ؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الأعضاء الكرام ! اكتمل اليوم نصاب استقبال الفتاوى.
وغدا إن شاء الله تعالى في تمام السادسة صباحا يتم استقبال الفتاوى الجديدة.
ويمكنكم البحث في قسم الفتوى عما تريد الجواب عنه أو الاتصال المباشر
على الشيخ أ.د خالد المصلح على هذا الرقم 00966505147004
من الساعة العاشرة صباحا إلى الواحدة ظهرا
بارك الله فيكم
إدارة موقع أ.د خالد المصلح
خزانة الأسئلة / أصول / هل ينعقد إجماع أهل السنة بدون الشيعة؟
ما قولكم في كلام الدكتور وهبة الزحيلي في الإجماع أنه لا ينعقد بأهل السُّنَّة دون مجتهدي الشيعة، وذلك في ص 44 من كتابه أصول الفقه؟
السؤال
مَا قَولُكُمْ فِي كَلَامِ الدُّكْتُورِ وَهْبَةَ الزُّحَيْلِيّ فِي الإِجْماَعِ أَنَّه لَا يَنْعَقِدُ بِأَهْلِ السُّنَّةِ دُونَ مُجْتَهِدِي الشِّيْعَةِ، وَذَلِكَ فِي ص 44 مِنْ كِتَابِهِ أُصُولُ الفِقْهِ؟
ما قولكم في كلام الدكتور وهبة الزحيلي في الإجماع أنه لا ينعقد بأهل السُّنَّة دون مجتهدي الشيعة، وذلك في ص 44 من كتابه أصول الفقه؟
الجواب
الحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
لَمْ أَطَّلِعْ عَلَى كَلَامِ الدُّكْتُورِ وَهْبَةَ الزُّحَيْلِيّ وَفَّقَهُ اللهُ. وَلَيْسَ لَدَيَّ كِتَابُهُ لِأُرَاجِعَ مَا ذَكَرَ، لَكِنَّ المَسْأَلَةَ قَدْ تَكَلَّمَ عَنْهَا أَهْلُ العِلْمِ مِنَ الأُصُولِيِّيْنَ وَغَيرِهِمْ، وَمَحِلُّ بَحْثِهِ فِي أَوْصَافِ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ فِي الإِجْمَاعِ.
وَالَّذِي عَلَيهِ مُعْظَمُ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ الفُقَهَاءِ وَالأُصُولِيِّينَ أَنَّهُ لَا يُعْتَدُّ فِي الإِجْمَاعِ بِقَولِ فَاسِقٍ مُطْلَقًا، سَواءٌ كَانَ فَاسِقًا مِنْ جِهَةِ الاعْتِقَادِ، أَوْ مِنْ جِهَةِ الأَفْعَالِ.
وَقَدْ مَثَّلَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ لِلْفِسْقِ مِنْ جِهَةِ الاعْتِقَادِ بِالرَّفْضِ، قَالَ المِرْدَاوي -رَحِمَهُ الله- فِي كِتَابِ "التَّحْبِيرُ شَرْحُ التَّحْرِيرِ" (4/1560) : "لَا يُعْتَدُّ بِقَولِ الفَاسِقِ مُطْلَقًا، سَواءٌ كَانَ مِنْ جِهَةِ الاعْتِقَادِ أَوِ الأَفْعَالِ، فَالاعْتِقَادُ كَالرَّفْضِ وَالاعْتِزَالِ وَغَيرِهِمَا.. ". اهـ
وَقَالَ ابنُ القَطَّانِ: "الإِجْمَاعُ عِنْدَنَا إِجْمَاعُ أهْلِ العِلْمِ، فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ فَلَا مَدْخَلَ لَهُ فِيْهِ"، نَقَلَهُ فِي "البَحْرُ المحُيْطُ" (4/ 468) .
وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّهُ لَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِمْ؛ لِمُخَالَفَتِهِمْ لِأَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الاسْتَدْلَالِ، وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَا يَعْتَدُّونَ بِالإِجْمَاعِ وَلا يَعُدُّونَهُ حُجَّةً.
قَالَ فِي "الإِبْهَاج" (2/264) : "تَقَدَّمَ أَنَّ الشِّيْعَةَ لَا يَعُدُّونَ الإِجْمَاعَ الَّذِي هُوَ اتِّفَاقُ المُجْتَهِدِينَ مِنَ الأُمَّةِ حُجَّةً".
وَهَذَا كُلُّهُ فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِالفُرُوعِ، أَمَّا العَقَائِدُ فَلَا عِبْرَةَ بِهِمْ، وِإِلَّا لَمَا اسْتَقَامَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ عَقْدٌ وَلَا إِجْمَاعٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
أخوكم/
خالد بن عبد الله المصلح
06/09/1425هـ
الحَمْدُ للهِ، وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى رَسُولِ اللهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ.
أَمَّا بَعْدُ:
لَمْ أَطَّلِعْ عَلَى كَلَامِ الدُّكْتُورِ وَهْبَةَ الزُّحَيْلِيّ وَفَّقَهُ اللهُ. وَلَيْسَ لَدَيَّ كِتَابُهُ لِأُرَاجِعَ مَا ذَكَرَ، لَكِنَّ المَسْأَلَةَ قَدْ تَكَلَّمَ عَنْهَا أَهْلُ العِلْمِ مِنَ الأُصُولِيِّيْنَ وَغَيرِهِمْ، وَمَحِلُّ بَحْثِهِ فِي أَوْصَافِ مَنْ يُعْتَدُّ بِهِ فِي الإِجْمَاعِ.
وَالَّذِي عَلَيهِ مُعْظَمُ أَهْلِ العِلْمِ مِنَ الفُقَهَاءِ وَالأُصُولِيِّينَ أَنَّهُ لَا يُعْتَدُّ فِي الإِجْمَاعِ بِقَولِ فَاسِقٍ مُطْلَقًا، سَواءٌ كَانَ فَاسِقًا مِنْ جِهَةِ الاعْتِقَادِ، أَوْ مِنْ جِهَةِ الأَفْعَالِ.
وَقَدْ مَثَّلَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ لِلْفِسْقِ مِنْ جِهَةِ الاعْتِقَادِ بِالرَّفْضِ، قَالَ المِرْدَاوي -رَحِمَهُ الله- فِي كِتَابِ "التَّحْبِيرُ شَرْحُ التَّحْرِيرِ" +++ (4/1560) --- : "لَا يُعْتَدُّ بِقَولِ الفَاسِقِ مُطْلَقًا، سَواءٌ كَانَ مِنْ جِهَةِ الاعْتِقَادِ أَوِ الأَفْعَالِ، فَالاعْتِقَادُ كَالرَّفْضِ وَالاعْتِزَالِ وَغَيرِهِمَا.. ". اهـ
وَقَالَ ابنُ القَطَّانِ: "الإِجْمَاعُ عِنْدَنَا إِجْمَاعُ أهْلِ العِلْمِ، فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ فَلَا مَدْخَلَ لَهُ فِيْهِ"، نَقَلَهُ فِي "البَحْرُ المحُيْطُ" +++ (4/ 468) --- .
وَالَّذِي يَظْهَرُ لِي أَنَّهُ لَا يُعْتَدُّ بِخِلَافِهِمْ؛ لِمُخَالَفَتِهِمْ لِأَهْلِ السُّنَّةِ فِي أُصُولِ الاسْتَدْلَالِ، وَمِنْ ذَلِكَ أَنَّهُمْ لَا يَعْتَدُّونَ بِالإِجْمَاعِ وَلا يَعُدُّونَهُ حُجَّةً.
قَالَ فِي "الإِبْهَاج" +++ (2/264) --- : "تَقَدَّمَ أَنَّ الشِّيْعَةَ لَا يَعُدُّونَ الإِجْمَاعَ الَّذِي هُوَ اتِّفَاقُ المُجْتَهِدِينَ مِنَ الأُمَّةِ حُجَّةً".
وَهَذَا كُلُّهُ فِيْمَا يَتَعَلَّقُ بِالفُرُوعِ، أَمَّا العَقَائِدُ فَلَا عِبْرَةَ بِهِمْ، وِإِلَّا لَمَا اسْتَقَامَ لِأَهْلِ السُّنَّةِ عَقْدٌ وَلَا إِجْمَاعٌ، وَاللهُ أَعْلَمُ.
أخوكم/
خالد بن عبد الله المصلح
06/09/1425هـ